
✅ سائحة اسبانية تعري مضايقات تتربص بزوار المدن السياحية أمام المطاعم والشواطئ
'لا أرى أن المغرب بلد مناسب للسفر وحدك'، قالت ريتاميرو عبر حسابها في تيك توك، مشيرة إلى أن شعورها بعدم الارتياح لم يكن نتيجة تهديد واضح، بل بسبب كثافة المقاطعة اللفظية ومحاولات الاستدراج التي تعرضت لها خلال تجوالها. وأضافت أن التجربة، في تفاصيلها اليومية، تفقد السائح القدرة على الاستمتاع أو التنقل بحرية دون تدخل.
- إعلان -
في مدينة أصيلة، وعلى امتداد شارع الحسن الثاني المحاذي لسور باب الحومر، يصادف الزائر مشهدا متكررا: عمال المطاعم يقفون قرب الطاولات أو في وسط الرصيف، ويوجهون نداءات مباشرة للمارة بهدف استمالتهم.
لا يتعلق الأمر بعرض خفيف أو دعوة عابرة، بل بمقاطع لفظية تتكرر بإلحاح: 'مرحبا خويا'، 'غير شوف المينيو'، 'سمك طري اليوم'، تُوجه بصيغة شخصية حتى لمن لم يبد اهتماما أو توقف للحظة. في هذه النقطة بالتحديد، تنقلب حرية الاختيار إلى عبء، ويتحول الفضاء العام إلى حلبة جذب زبائن، حيث لا يُترك للمارين هامش كاف للخصوصية أو التأني في القرار.
المشهد ذاته يُرصد في طنجة، خاصة على طول الطريق الساحلي المؤدي إلى شاطئ مرقالة. فعند مدخل الميناء الصغير، يتمركز وسطاء محسوبون على مطاعم السمك المحلية، ويعترضون سبيل المتجهين نحو الشاطئ بنفس الأسلوب.
ولا ينتظر هؤلاء أن يقترب الزائر من المطعم، بل يبادرون بالعرض والشرح، وأحيانا باللحاق لبضعة أمتار. ولا يخلو الأمر من تعليقات غير مرحب بها حين يُقابل العرض بالتجاهل، ما يضفي على المسار البسيط نحو الشاطئ طابعا مشحونا، يُفرغ المكان من طابعه الترفيهي.
في ساحة 9 أبريل، إحدى أكثر الساحات حركة في طنجة، يظهر نفس النمط التجاري. يقف بعض عمال المطاعم بمحاذاة أبواب المحلات، يعرضون الخدمات مباشرة على الزوار، دون انتظار مبادرة أو تفاعل. الساحة التي تشكل نقطة تلاق بين السكان المحليين والسياح، تُصبح في أوقات الذروة ساحة ضغط لفظي متواصل، يربك حتى من قصدها للعبور فقط.
وتبرز ممارسات مماثلة على مداخل الشواطئ، حيث ينتشر عدد من الشباب بعربات أو مظلات بلاستيكية، يعرضون خدمات الكراء فور نزول الزوار من السيارات. لا تُترك للعائلات فرصة تقييم المكان أو اختيار زاوية الجلوس، إذ تسبقهم عبارات من قبيل: 'أجي خويا هنا'، 'عندي بلاصة مزيانة'، 'غير خمسين درهم الطابلة والمظلة'. وحين يُرفض العرض، تُسجل ردود فعل متفاوتة، منها الإلحاح المفرط أو التعليق غير المبرر، مما يخلق جوا غير مريح في فضاءات يفترض أن تكون مفتوحة ومحايدة.
في مدن مثل المضيق وأصيلة، يتكرر المشهد مع وسطاء الكراء العشوائي، الذين يتوزعون في محيط المحطات الطرقية والمداخل الرئيسية، ويعرضون شققا مفروشة بأسلوب مباشر ومقاطع. بعضهم يُحاصر العائلات بأسئلة متتالية، بينما يتبع آخرون الزائر لمسافة معتبرة، دون دعوة أو ترحيب حقيقي. ورغم الحملات الموسمية التي تشنها السلطات لمحاربة الكراء غير المرخص، ما تزال هذه السلوكيات قائمة، وتنتقل من جيل إلى آخر، في غياب إطار تنظيمي يضمن علاقة متوازنة بين العرض والطلب.
لا يمكن عزل هذه الظواهر عن السياق الاقتصادي والاجتماعي المحلي، حيث يشكل الموسم الصيفي فرصة استثنائية لمضاعفة المداخيل. لكن غياب التأطير المهني يجعل جزءا من هذه الأنشطة ينزلق إلى ممارسات مزعجة، تكرس صورة سلبية عن السياحة المحلية، وتبعد الزائر عن الفضاءات التي اختارها للراحة.
وتعيد شهادة الشابة الإسبانية التأكيد على أن المشكل لا يكمن في غياب الأمن، بل في نمط التعامل التجاري نفسه، الذي يضع السائح – ولو بحسن نية – في موقع المتهم أو الفريسة. وبينما تراهن الجهات الرسمية على تثمين صورة المدن الشمالية، تبقى معالجة هذه السلوكيات ضرورة مستعجلة لتوفير مناخ سياحي متوازن، لا يُقصي الزائر ولا يُربك المضيف.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجريدة 24
منذ 2 ساعات
- الجريدة 24
الدار البيضاء تسارع الزمن لإنهاء مشروع معلق منذ 2014
تقترب مدينة الدار البيضاء من إنهاء مرحلة امتدت لأزيد من 12 سنة من التعثر والتأجيل، بإعلانها التوجه نحو افتتاح مشروع حديقة الحيوانات بعين السبع قبل متم السنة الجارية، في خطوة طال انتظارها من قِبل سكان العاصمة الاقتصادية الذين يرون في هذا الفضاء جزءًا من ذاكرتهم الجماعية ومتنفسًا بيئيًا افتقدته المدينة لسنوات. ويأتي هذا التطور عقب تحرك ميداني وإداري جديد، تسعى من خلاله مختلف الأطراف المتدخلة إلى دفع المشروع نحو استكماله، بعد سلسلة من التعثرات التقنية والمؤسساتية. وفي سياق متصل، أعلنت عمدة مدينة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي، عبر صفحتها الرسمية، عن استمرار أشغال التهيئة والتجهيز داخل الحديقة، مشيرة إلى أن قرار تأخير افتتاح المشروع اتُخذ بناءً على اعتبارات تتعلق بالسلامة والأمن، تفادياً لأي اختلالات قد تُهدد راحة الزوار أو سلامة الحيوانات. وأضافت الرميلي أن الوتيرة الحالية للأشغال تسير بوتيرة فعالة من أجل إنهاء كافة المراحل قبل نهاية السنة، مؤكدة أن الأولوية كانت دائمًا لتهيئة الظروف الملائمة وليس للتسرع في الافتتاح. وجرى خلال الفترة الأخيرة توقيع اتفاقية شراكة متعددة الأطراف جمعت بين ولاية جهة الدار البيضاء سطات، وعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي، والمجلس الجماعي للمدينة، والمكتب الوطني للسكك الحديدية، وشركة الدار البيضاء للتهيئة، في خطوة وُصفت بأنها حاسمة لتجاوز العقبات التي عرقلت المشروع في السابق. وتهدف الاتفاقية إلى الانتهاء من أشغال أساسية تتعلق بإعادة بناء السور الوقائي وتحويل شبكة السقي، وهي مكونات تقنية ضرورية لإنجاز الحديقة وفق المعايير المعتمدة. وبموجب هذه الاتفاقية، سيتولى المكتب الوطني للسكك الحديدية الإشراف التقني على المشروع، فيما توكل مهام التنفيذ الميداني لشركة التهيئة، بينما يضطلع باقي الشركاء بأدوار الدعم الإداري والفني لضمان التنسيق والتكامل في مختلف مراحل الإنجاز. وقد قُدّرت الكلفة الإجمالية للمرحلة الجارية من المشروع بحوالي خمسة ملايين درهم، وفق ما أكده كريم الكلايبي، النائب الأول لرئيس مقاطعة عين السبع وعضو مجلس المدينة، في تصريح سابق للجريدة 24. وأوضح المتحدث أن هذا الغلاف المالي يظل غير كافٍ، معبّرًا عن تطلعه إلى مساهمات إضافية لتوفير كل المستلزمات التي يحتاجها المشروع حتى يُفتتح في أفضل الظروف. ويمتد مشروع حديقة الحيوانات عين السبع على مساحة تقارب 13 هكتارًا، خُصصت 10 منها لإيواء الحيوانات، في حين تُخصّص المساحة المتبقية للمرافق الترفيهية والخدماتية. ويرتكز التصميم العام للحديقة على تصور عالمي الطابع، من خلال تقسيمها إلى ثلاث مناطق تمثل البيئات الطبيعية لثلاث قارات، هي إفريقيا وآسيا وأمريكا، وذلك في محاولة لمحاكاة النماذج المعتمدة في كبريات حدائق الحيوانات الدولية. وستضم الحديقة أكثر من 300 حيوان من 75 نوعًا مختلفًا، موزعين داخل فضاءات صُمّمت لتوفر ظروفًا مشابهة لبيئاتهم الأصلية. كما ستحتضن الحديقة مزرعة تعليمية، مركزًا بيطريًا مجهزًا، فضاءات للنزهة والراحة، مطاعم، أكشاكًا، ومسارات تربوية موجهة للأطفال والعائلات، في إطار تصور يروم نشر الثقافة البيئية وتعزيز التفاعل مع الحياة البرية في فضاء حضري. ويمثل هذا المشروع أحد المكونات المرتبطة بخطة أوسع تهدف إلى إعادة هيكلة البنيات التحتية الترفيهية داخل المدينة، وتعزيز ربطها بمراكز النقل، خصوصًا وأن الحديقة تقع بمحاذاة محطة السكك الحديدية، ما يمنحها بعدًا استراتيجيًا على مستوى تدبير التنقل والترويج السياحي. ورغم التقدم المُعلن عنه، لا تزال فئات واسعة من ساكنة الدار البيضاء تعبّر عن توجّسها من الوعود المتكررة، خاصة في ظل تواتر التأجيلات منذ انطلاق المشروع سنة 2014. وتحوّل المشروع في أكثر من مناسبة إلى موضوع جدل واسع، بسبب التفاوت بين الخطابات الرسمية والواقع الميداني للأشغال، وهو ما غذّى شكوكًا لدى المواطنين حول مدى جدية التعاطي مع المشروع، وطبيعة الإرادة السياسية والمؤسساتية الكامنة خلفه. وأثار الإعلان الأخير عن تسعيرة الدخول إلى الحديقة موجة من الانتقادات في الأوساط الاجتماعية، بعد أن تم تحديدها في 80 درهمًا للبالغين و50 درهمًا للأطفال. واعتبر عدد من النشطاء أن هذه التسعيرة تُحول الحديقة إلى وجهة نخبوية تتعارض مع الفلسفة الأساسية للفضاءات العمومية، التي يُفترض أن تظل مفتوحة ومتاحة لجميع فئات المجتمع دون تمييز اجتماعي أو اقتصادي. وأمام هذه الملاحظات، طالبت أصوات من داخل المجتمع المدني بمراجعة السياسة التسعيرية، وربطها بالقدرة الشرائية للمواطن، دون المساس بجودة الخدمات المقدمة. وفي مقابل ذلك، يرى جزء من المتابعين أن المشروع يمثل فرصة حقيقية لإعادة الاعتبار للترفيه الحضري الهادف، وتوفير فضاء يستجيب لحاجيات العائلات البيضاء في مجال الترفيه والتثقيف البيئي، خاصة في ظل محدودية الفضاءات الخضراء بالمدينة.


هبة بريس
منذ 6 ساعات
- هبة بريس
أشغال تأهيل الطريق السيار بين سيدي اليماني وأصيلة على وشك الانطلاق
هبة بريس باشرت السلطات المختصة التحضيرات الأولية لإطلاق أشغال مشروع إعادة تأهيل المقطع الطرقي الرابط بين سيدي اليماني وأصيلة، على امتداد يناهز 14 كيلومتراً، وبتكلفة مالية تُقدّر بـ379,5 مليون درهم. ومن المرتقب أن تمتد مدة إنجاز المشروع إلى ثلاثين شهراً، في إطار جهود متواصلة لتحسين البنية التحتية الطرقية على مستوى جهة طنجة – تطوان – الحسيمة. ويُتوخى من هذا المشروع الحيوي تخفيف الضغط المروري، وتحسين ظروف التنقل بين المناطق، إضافة إلى تقليص زمن الرحلات وتعزيز السلامة الطرقية في محور يعتبر من بين النقاط الحيوية في شمال المملكة


مراكش الآن
منذ 6 ساعات
- مراكش الآن
بفضل ترافع البرلماني إدموسى.. انطلاق أشغال تقوية الطريق الرابطة بن مركز اغمات والطريق الإقليمية رقم 2012 بالجماعة الترابية اغمات تمازوزت
انطلقت فعلياً أشغال تقوية الطريق الرابطة بين مركز اغمات والطريق الإقليمية رقم 2012 بالجماعة الترابية اغمات تمازوزت، على طول يبلغ 10.23 كيلومتراً. ويأتي هذا المشروع، الذي رصد له غلاف مالي يفوق 8.5 ملايين درهم، في إطار برنامج إقليمي ترعاه جهة مراكش آسفي. يُعتبر هذا المشروع ثمرة لجهود النائب البرلماني عن حزب الاستقلال، محمد إدموسى، نائب رئيس مجلس جهة مراكش آسفي، الذي دافع طويلاً عن أهمية هذا المحور الطرقي في فك العزلة عن جماعة تمازوزت ومحيطها. وستساهم هذه الطريق في تحسين ظروف تنقل المواطنين، وتنشيط الدورة الاقتصادية بالمنطقة، ومن المتوقع أن تستمر أشغال الإنجاز على مدى ثمانية أشهر. تجدر الإشارة إلى أن الطريق الإقليمية RP2012 شهدت، قبل أشهر، انطلاق أشغال أخرى لربط مراكش بسيدي عبد الله غياث في اتجاه تمازوزت، وذلك بتنسيق مع وزارة التجهيز والماء. هذا التكامل في المشاريع يعكس مسارًا شاملاً لتأهيل هذا المحور الحيوي، بفضل الجهود التي يقودها محمد إدموسى.