logo
المغرب: تضامن واسع مع المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في فلسطين وحملة لترشيحها إلى جائزة نوبل للسلام

المغرب: تضامن واسع مع المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في فلسطين وحملة لترشيحها إلى جائزة نوبل للسلام

القدس العربي ١٥-٠٧-٢٠٢٥
الرباط – «القدس العربي»: لم تمر العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الأممية الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بسبب مواقفها الشجاعة في مواجهة حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، دون تضامن واسع من طرف هيئات سياسية ومنظمات حقوقية مغربية، إلى جانب نشطاء عبروا عن دعمهم لفرانشيشكا ألبانيز، ودعوا إلى المساهمة في الحملة العالمية من أجل ترشيحها لجائزة «نوبل» للسلام.
وأدان حزب «العدالة والتنمية» المعارض ما يتعرض له مسؤولون أمميون وفاعلون حقوقيون دوليون من ضغوط وترهيب من الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية، لإجبارهم على التنكر لمسؤولياتهم والتخلي عن إنسانيتهم، وحملهم على التواطؤ مع مجرمي الحرب والتستر على جرائم الاحتلال والتشريع للإفلات من العقاب. وبهذا الخصوص، أدان الحزب الإسلامي، في بيان تلقت «القدس العربي» نسخة منه، ما تعرضت له فرانشيسكا ألبانيز، بعد رفع تقريرها للدورة 59 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف تحت عنوان: «من اقتصاد الاحتلال إلى اقتصاد الإبادة الجماعية»، والذي أثبت بما لا يدع مجالاً للشك تورط «مؤسسة غزة الإنسانية الأمريكية» في قتل أكثر من 800 فلسطيني وهم يحاولون الوصول إلى المساعدات، وتحول هذه المؤسسة إلى «مصيدة موت» واعتبارها «فخ موت مصمماً لقتل أو تهجير الفلسطينيين من أرضهم»، تحت غطاء توزيع المساعدات الإنسانية في غزة.
وخصصت حركة «التوحيد الإصلاح» بياناً استنكارياً صادراً عن لجنتها الحقوقية، أدانت فيه «إقدام الإدارة الأمريكية على فرض عقوبات جائرة وغير مسبوقة في حق ألبانيز، بسبب مواقفها الجريئة والمبدئية في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وفضحها لجرائم الاحتلال الصهيوني. معتبرة تلك العقوبات «انتهاكاً صارخاً لأبسط القواعد الناظمة للعمل الأممي، ومحاولة بائسة لترهيب كل من يتجرأ على قول كلمة حق في وجه الإجرام الصهيوني».
وقالت في بيان اطلعت «القدس العربي» عليه، «إن هذه العقوبات التي جاءت في سياق تصاعد الضغوط على كل الأصوات الحرة داخل المنظومة الأممية، تمثل مساساً خطيراً باستقلالية آليات الأمم المتحدة، وانتهاكاً سافراً لمبدأ الحماية الدولية للمقررين الأمميين، كما تشكل سابقة تهدد مصداقية العمل الأممي في مجال حقوق الإنسان».
وبعد أن استحضرت مواقف فرانشيسكا ألبانيز في نصرة الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني، وفي دعم المساعي القانونية لمساءلة مجرمي الحرب من قادة الاحتلال الصهيوني أمام المحكمة الجنائية الدولية، عبّرت الحركة عن إدانتها «الشديدة» للعقوبات الأمريكية، واعتبرتها «انتهاكاً صارخاً لأبسط القواعد الناظمة للعمل الأممي، ومحاولة بائسة لترهيب كل من يتجرأ على قول كلمة حق في وجه الإجرام الصهيوني».
كما أعلنت الحركة تضامنها الكامل مع المقررة الأممية، وتثمينها لمواقفها الحقوقية النزيهة، وجهودها في كشف معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، ودعوتها لاستمرار عملها دون خوف أو ابتزاز؛ داعية
الأمم المتحدة والأمين العام وكل الجهات الحقوقية الحرة إلى «التحرك العاجل من أجل وضع حد لهذه الانتهاكات الأمريكية المتكررة التي تستهدف استقلالية المنظومة الدولية».
وتوقفت الحركة في بيانها الاستنكاري عند «جرائم الاحتلال الصهيوني المتواصلة في غزة وسائر الأراضي المحتلة، ولدعم الإدارة الأمريكية اللامشروط لهذه الجرائم، مجددة رفضها المطلق لها، ومطالبتها بوقف كل أشكال الدعم السياسي والعسكري لكيان غاصب مجرم».
ودعت في هذا السياق كل «القوى الحية في المغرب والعالم إلى توسيع دائرة التضامن مع الشعب الفلسطيني، وإلى مضاعفة الجهود لمواجهة مسار التطبيع، والتصدي لكل محاولات اختراق المشروع الصهيوني لبلادنا».
وفي بيان مماثل اطلعت عليه «القدس العربي»، أدانت «الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب» بأشد العبارات السلوكيات التي وصفتها بـ «العدوانية للإدارة الأمريكية وتهديداتها الترهيبية، البلطجية، ضد المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز».
وقالت الشبكة إن إعلان حكومة الولايات المتحدة الأمريكية عن فرض هذه العقوبات ضد المسؤولة الأممية هو «محاولة جديدة لترهيبها وتطويعها، ولثنيها أساساً عن الدعوة لمساءلة شركات وشخصيات صهيونية أمام المحكمة الجنائية الدولية»؛ لافتة إلى أن ذلك «أثار قلق الأمين العام للأمم المتحدة واستنكار العديد من المسؤولين الأمميين الآخرين الذين اعتبروا الأمر سابقة خطيرة تهدد منظومة حقوق الإنسان على المستوى العالمي».
وفي رأي الشبكة، فإن «هذا السلوك العدواني والبلطجي الخطير للإدارة الأمريكية»، يؤكد «مرة أخرى تعاملها المتعالي والمتعجرف تجاه المسؤولين الأمميين والمؤسسات الأممية والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».
وشددت الشبكة على إدانتها لهذا القرار الأمريكي «العدواني الجديد» الذي اعتبرته «ممارسة بلطجية تفضح بشكل ملموس مستوى الانحدار السياسي والأخلاقي والطابع الفاشي الذي وصلت إليه الإدارة الأمريكية في حماية مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية، وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني ومجرمو الحرب المرتبطون به من مؤسسات وأشخاص».
كما أعلنت عن تضامنها «التام» مع المقررة الأممية، وتثمينها «لكل المواقف المشرفة التي عبرت عنها العديد من الجهات والمسؤولين الأمميين تنديداً بهذا القرار الأمريكي الأخرق»، ودعوتها «لأوسع اصطفاف عالمي ضد ما أصبحت تشكله الفاشية الأمريكية وحليفتها الصهيونية من خطر ومن حالة شاذة عالمياً على كل المستويات».
وصلة بالموضوع، جددت الشبكة تنديدها بحرب الإبادة التي يواصل اقترافها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني «بدعم لا محدود من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، مع الدعوة لتقوية كل أشكال الدعم لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته، ولكل جبهات المقاومة ضد المخطط الإمبريالي، الصهيوني ـ الأمريكي بالمنطقة».
ولم يفتها التعبير عن الإدانة المتجددة «لكل أوجه التطبيع مع الكيان الصهيوني»، كما نادت بـ «تكثيف وتقوية مختلف أشكال النضال المتواصلة ضده، إلى حين إسقاطه وتخليص المغرب من عاره، وصيانة الأجيال القادمة من مخاطر الاختراقات الصهيونية المدمرة لمقومات كياننا الوطني على كل الواجهات».
وجاء إعلان الولايات المتحدة الأمريكية بشكل رسمي عن فرض عقوبات على المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز، عقب تقارير للمسؤولة الأممية دعت فيها إلى مُساءلة المتورطين في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، بما في ذلك شركات عالمية متورطة في دعم ما وصفته بـ «اقتصاد الإبادة الجماعية» كما وثقت فيها عمليات القتل والتدمير الواسعة التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
تضامن شعبي واسع
وخلف القرار ردود فعل مستنكرة في الأوساط الإعلامية والحقوقية والثقافية المغربية، إذ كتبت الصحافية والناقدة سعيدة شريف تدوينة على «الفيسبوك»، جاء فيها: «فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مقررة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيز، لأنها دافعت عن غزة، ولا توجد طريقة أبلغ للتعبير عن الموقف الحقيقي للعالم من منحها هي والأطباء الذين يعملون في غزة جائزة نوبل للسلام». وأضافت أن «ترشيحات فرانشيسكا للجائزة تتزايد، وتحتاج إلى تضامن شعبي واسع يدفع باتجاه هذا الاعتراف العالمي بمواقفها الجريئة، لذا وجب التوقيع على العريضة».
وتحت عنوان «وقعوا على العريضة»، كتب محمد العوني، رئيس منظمة «حريات الإعلام والتعبير»، أن العقوبات الأمريكية على فرانشيسكا ألبانيز جاءت لأنها دافعت عن غزة. وأكد أنه «لا توجد طريقة أبلغ للتعبير عن الموقف الحقيقي للعالم من منحها هي والأطباء العاملين في غزة جائزة نوبل للسلام»، لافتاً إلى أن ترشيحات فرانشيسكا للجائزة تتزايد، و»نحتاج إلى تضامن شعبي واسع يدفع باتجاه هذا الاعتراف العالمي بمواقفها الجريئة». وجاء في عريضة التوقيع: «لقد استخدمت ألبانيز منصبها كمقررة مستقلة للدفاع عن المظلومين، والآن جاء دورنا للدفاع عنها. من خلال تحرك رمزي كالتوقيع على هذه العريضة من أجل إظهار الدعم الشعبي حول العالم لنيلها جائزة نوبل للسلام هي والأطباء الذين يعملون في غزة – للمساهمة في مواجهة التهديدات ومحاولات الترهيب ضدها». كما كتب الناقد المغربي بوجمعة العوفي تدوينة ورد فيها: «نظراً للعمل الجبار الذي تقوم به فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة ضد حرب الإبادة الصهيونية على الفلسطينيين في غزة والقطاع، أدعو جميع صديقاتي وأصدقائي إلى تقاسم هذا المشور، (في إشارة إلى عريضة التوقيع) من أجل دعمها للحصول على جائزة نوبل للسلام».
أما المحامي المغربي والمتحدث باسم الفريق القانوني أمام الجنائية الدولية عبد المجيد مراري، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة «إفدي» الدولية لحقوق الإنسان، فقد نشر تدوينة تحت عنوان «أول مسؤولة أممية تعاقب بسبب عملها»، جاء فيها أن «قرار وزارة الخارجية الأمريكية فرض عقوبات على السيدة فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، اعتداء صارخ على استقلالية ونزاهة آليات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان». وأكد أنه «خرق صريح لاتفاقية امتيازات وحصانات الأمم المتحدة لعام 1946، التي تمنح لموظفي الأمم المتحدة حصانةً من الإجراءات القانونية أو الإدارية، وهو اعتداء فاضح على مبدأ عدم التمييز وحرية التعبير».
انتهاك للقانون الدولي
وذهب إلى القول «إن هذا القرار الأمريكي يمثل محاولة لترهيب وتخويف المقررين الخاصين بالأمم المتحدة ومنعهم من أداء مهامهم بحرية واستقلالية، وفقاً للمبادئ المتعلقة بحماية المقررين والممثلين الخاصين للأمم المتحدة»، كما أنه ـ وفق الخبير الحقوقي نفسه ـ «يهدد العمل الدولي لرصد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ويُضعف ثقة الضحايا بالإجراءات الدولية التي تهدف إلى تحقيق العدالة والمساءلة، ويتناقض مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، بما فيها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي صادقت عليه الولايات المتحدة وتعتبر طرفاً فيه»، وشدد على أن «العقوبات المفروضة على المقررة الأممية السيدة ألبانيز تمثل انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني ومبادئ الأمم المتحدة، وتتعارض مع التزام الولايات المتحدة تجاه تعزيز وحماية حقوق الإنسان في العالم.
وأعرب عبد المجيد مرار عن إدانته الشديدة قرار وزارة الخارجية الأمريكية فرض عقوبات على المقررة الخاصة فرانشيسكا ألبانيز، معتبراً إياه «عملاً غير مبرر وغير قانوني». كما طالب بإلغاء هذه العقوبات فوراً، واحترام دور ووظيفة المقررين الخاصين بمجلس حقوق الإنسان، داعياً المجتمع الدولي، وخاصة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، إلى التصدي لهذا النوع من التصعيد السياسي ضد آليات حقوق الإنسان الأممية، والتأكيد على أهمية استقلاليتها وحيادها. وختم تدوينته بالإعلان عن دعمه الكامل للمقررة الخاصة ومهنة التوثيق والتحقيق التي تقوم بها، داعياً إلى توفير الحماية لها ولجميع المقررين والنشطاء الذين يعملون في مجال حقوق الإنسان. وكتبت الناشطة الحقوقية نعيمة بن واكريم: «عقوبات أمريكية على فرانشيسكا ألبانيز لتوثيقها جرائم الاحتلال، شملت العقوبات تجميد أصولها وحظر دخولها إلى الأراضي الأمريكية». واعتبرت ألبانيز العقوبات محاولة لترهيبها، مؤكدة استمرارها في فضح كل انتهاكات الاحتلال والوقوف إلى جانب الضحايا الفلسطينيين. وأوضحت الناشطة المغربية أن هذه العقوبات تأتي بعد تقرير فضحت ألبانيز خلاله ألبانيز دور أكثر من ستين شركة أمريكية وإسرائيلية بدعم الإبادة، وهو ما اعتبرته الخارجية الأمريكية أنه «دفع للمحكمة الجنائية ضد أمريكا وإسرائيل».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نقابة الصحافيين المصريين تدين جريمة التجويع الممنهجة ضد الفلسطينيين في غزة
نقابة الصحافيين المصريين تدين جريمة التجويع الممنهجة ضد الفلسطينيين في غزة

القدس العربي

timeمنذ 2 أيام

  • القدس العربي

نقابة الصحافيين المصريين تدين جريمة التجويع الممنهجة ضد الفلسطينيين في غزة

القاهرة- 'القدس العربي': أدانت نقابة الصحافيين المصريين بشدة جريمة التجويع الممنهجة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مؤكدة أنها تحولت إلى أداة إبادة جماعية تفتك بالأطفال والنساء والشيوخ تحت أنظار العالم وصمته المخزي. وقالت النقابة في بيانها إن 'المشهد الحالي يُدمي الضمير الإنساني'، مشيرة إلى أن حصيلة شهداء الجوع ارتفعت إلى 900 فلسطيني، بينهم 71 طفلًا يُدفنون أحياءً تحت أنقاض المجاعة التي يصنعها جيش الاحتلال ومجرمو الحرب الصهاينة بشكل منظم وممنهج، بمشاركة أمريكية وتواطؤ دولي، في ظل صمت عربي مخجل. وأضافت أن أكثر من 6 آلاف مدني أُصيبوا برصاص القناصة أثناء انتظارهم لقوت يومهم عند نقاط توزيع المساعدات. وأوضح البيان أن الجريمة بلغت ذروتها في يوليو/تموز الجاري مع تسجيل 18 حالة وفاة يوميًا بسبب الجوع، فيما وصل عدد الأطفال المهددين بالموت إلى 650 ألف طفل، ويحتاج نحو 112 طفلًا يوميًا إلى دخول المستشفيات بسبب الهزال الحاد. وأشار إلى أن نحو 60 ألف امرأة حامل يواجهن الموت أو فقدان أجنّتهن نتيجة انعدام الغذاء، في وقت أصبحت فيه الأسر تعتمد على كيلوغرام واحد من العدس شهريًا كحدٍّ للبقاء على قيد الحياة، بعد أن ارتفع سعر الدقيق إلى ثلاثة آلاف ضعف. وأضاف البيان: 'إنها جريمة حرب مروعة، وواحدة من أبشع الجرائم الإنسانية، تحدث بينما يقف العالم إما مشاركًا في الجريمة أو متفرجًا، عماده الصمت المخزي'. وتساءلت النقابة: 'هل ننتظر حتى يُدفن آخر طفل في غزة؟ كل دقيقة تأخير هي سطر يُكتب بدماء الأبرياء. إنها معركة الإنسانية قبل أن تكون معركة الشعب الفلسطيني'. وأكدت النقابة أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس جريمة إبادة جماعية منذ أكثر من عشرين شهرًا، حوّل خلالها قطاع غزة إلى أكبر سجن مكشوف يشهد مجاعة ممنهجة في العصر الحديث، انتقلت من مرحلة القتل بالقنابل والرصاص إلى حرب تجويع شاملة، واستهداف مباشر لطالبي الغذاء في شكل جديد من الإجرام 'فاق الجرائم النازية'. وذكرت أن المأساة بلغت ذروتها منذ مايو/أيار الماضي، حيث سقط ألف شهيد برصاص الجيش الإسرائيلي أمام شاحنات المساعدات، من بينهم ضحايا مجزرتي السودانية (67 شهيدًا) وزيكيم (63 شهيدًا) في يوليو/تموز الجاري. وشددت النقابة على أن ما يجري في القطاع ليس 'أخطاء عسكرية'، بل سياسة تطهير عرقي، وصفها مفوّض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأنها: 'عقاب جماعي يُعد جريمة حرب'. وانتقد البيان صمت المجتمع الدولي وتواطؤه مع الاحتلال من خلال منع إعلان المجاعة رسميًا رغم تحقق كل شروطها (20% من السكان يعانون جوعًا شديدًا، و30% من الأطفال مصابون بهزال حاد)، وكذلك صمت العالم العربي الذي 'يغسل يديه من دماء أطفال غزة'، معتبرًا أن كل هذه الممارسات جرائم تضاف إلى سجل العار الإنساني. وتساءلت النقابة: 'هل يُعقل أن يموت الفلسطيني جوعًا في القرن الحادي والعشرين، بينما يُرشح الجلادون لجوائز نوبل؟' وجددت النقابة مطالبها بمحاكمة قادة الاحتلال والقادة الأمريكيين الداعمين لهم أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهم الإبادة الجماعية و'الإبادة بالجوع'، داعية المحكمة إلى توثيق هذه الجرائم باعتبارها أبشع الجرائم ضد الإنسانية. كما دعت الشعوب العربية إلى مقاطعة السلع الصهيونية والأمريكية وسلع الدول الداعمة للاحتلال، وطالبت الدول العربية بـ قطع العلاقات فورًا مع الكيان الصهيوني، ووقف جميع أشكال التطبيع والتعاون التجاري، وفتح معابر الإغاثة، وعلى رأسها معبر رفح باعتباره شريان الحياة الوحيد لأهالي غزة، بما يضمن دخول جميع أشكال المساعدات دون قيود، وخاصة الأدوية ووقود المستشفيات. وحذرت من أن معبر رفح تحوّل بفعل السياسات الإسرائيلية إلى مصيدة موت، في حين تقف القوافل الإغاثية المحمّلة بالأدوية والغذاء خلف الحواجز، وكأن حياة مليوني إنسان أصبحت لعبة في أيدي القتلة. وطالبت النقابة الأمم المتحدة بـ إعلان المجاعة رسميًا في غزة، وكسر احتكار توزيع المساعدات، كما دعت الصحافيين العرب والدوليين إلى توثيق الجريمة ونقل الصورة الكاملة، وتعميم التقارير التي توثق جرائم الاحتلال والتحريض الصهيوني ضد الفلسطينيين، وإيصالها إلى البرلمانات الأوروبية والأمم المتحدة، مؤكدة أن 'سلاحنا سيظل هو الكلمة في مواجهة آلة التعتيم والتزييف، وصمتكم اليوم مشاركة في الجريمة'. وأشار البيان إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل ولليوم 145 على التوالي إغلاق معبري كرم أبو سالم والعوجة ومنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، فيما تصطف آلاف الشاحنات في شمال سيناء وأمام معبر رفح، وقد تعرضت أطنان من المساعدات للتلف بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بحسب مصادر الهلال الأحمر المصري. كما يواصل الاحتلال إغلاق معبر رفح من الجانب الفلسطيني لليوم 127 على التوالي، مانعًا خروج الجرحى والمصابين والمرضى للعلاج في المستشفيات المصرية.

ألبانيز تشبه إسرائيل بالنازية تعليقاً على استشهاد فلسطيني معوق جوعاً في غزة
ألبانيز تشبه إسرائيل بالنازية تعليقاً على استشهاد فلسطيني معوق جوعاً في غزة

العربي الجديد

timeمنذ 3 أيام

  • العربي الجديد

ألبانيز تشبه إسرائيل بالنازية تعليقاً على استشهاد فلسطيني معوق جوعاً في غزة

شبهت المقررة الخاصة للأمم المتحدة بشأن فلسطين فرانشيسكا ألبانيز، الأحد، تعّمد إسرائيل تجويع مليوني إنسان وقتل الأطفال في قطاع غزة بالجرائم النازية. جاء ذلك في معرض تعليق ألبانيز على استشهاد فلسطيني معوق جوعاً في غزة. وتابعت: "جيلنا تربّى على أن النازية كانت الشر الأعظم، وهي كذلك، وأن جرائم الاستعمار ما كان ينبغي أن تُنسى". وأردفت: "أما اليوم، فهناك دولة (إسرائيل) تُجوّع الملايين وتُطلق النار على الأطفال من أجل المتعة، تحت حماية الديمقراطيات والديكتاتوريات على حد سواء، وهذه هي هاوية الوحشية الجديدة". وتساءلت المقررة الأممية: "كيف سننجو من هذا؟". My generation was taught Nazism was the greatest evil; and it was; and colonial crimes should've not been omitted. Today, a state starving millions/shooting children for sport, shielded by democracies & dictators alike, is the new abyss of cruelty. How will we survive this?? — Francesca Albanese, UN Special Rapporteur oPt (@FranceskAlbs) July 20, 2025 وفي وقت سابق، استشهد فلسطيني معوق يدعى محمد السوافيري إثر تدهور حالته جراء التجويع الإسرائيلي. وفي وقت سابق الأحد، قالت وزارة الصحة في غزة، إن سياسة التجويع التي ترتكبها إسرائيل في القطاع أسفرت عن استشهاد 86 فلسطينياً منهم 76 طفلاً، جراء سوء التغذية الناتج عن منع دخول المساعدات إلى القطاع منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وأفادت الوزارة، في بيان نشرته على تطبيق تليغرام: "المجاعة تقتل في غزة 86 شخصاً، (منهم) 76 طفلاً، بسبب الجوع وسوء التغذية". وأوضحت أن ذلك يعد "مجزرة صامتة" بحق الفلسطينيين في القطاع المحاصر منذ سنوات. وفي التاسع من يوليو/ تموز الحالي، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على ألبانيز. وزعم روبيو في منشور عبر منصة إكس، أن العقوبات تأتي بسبب مساعي ألبانيز لدفع المحكمة الجنائية الدولية إلى اتخاذ إجراءات بحق مسؤولين وشركات ومديرين تنفيذيين أميركيين وإسرائيليين. تقارير دولية التحديثات الحية فرانشيسكا ألبانيز معاقبة أميركياً... قمع أي صوت منتقد لإسرائيل والأربعاء الفائت، قالت ألبانيز إن العقوبات التي فرضتها واشنطن عليها إثر انتقادها موقف الإدارة الأميركية من غزة تشكل "انتهاكاً" لحصانتها. وأضافت ألبانيز: "هذا إجراء خطر جداً وغير مسبوق وأنا أتعامل معه بجدية كبيرة". وواجهت المحامية الإيطالية والخبيرة في حقوق الإنسان حملات ساعرة من الجهات المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي بسبب تصريحاتها المتكررة عن جرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة. ومنذ 2 مارس/ آذار 2025، تغلق إسرائيل جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع. وتشن إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، نحو 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين. (الأناضول، العربي الجديد)

عندما يحكم البلطجية العالم
عندما يحكم البلطجية العالم

العربي الجديد

timeمنذ 4 أيام

  • العربي الجديد

عندما يحكم البلطجية العالم

تكاد الساحة الدولية تخلو من قادة دول يتمتعون بقدر من الحكمة والمسؤولية الأخلاقية، سواء في إدارة شؤون بلدانهم، أو بالأخص في الحد من الفوضى التي تكاد تسود العالم. هناك انهيارٌ متسارعٌ في مستوى السياسيين. إذ كلما صعد جيل من القادة، كشفت الأحداث عن كونهم أسوأ من سابقيهم، ما أدى إلى تكاثر الرؤساء المصابين بمختلف الأمراض والعقد النفسية، فالتنافس قائم بينهم من أجل التغوّل والسيطرة على كل ما من شأنه أن يزيدهم بطشاً وتهديداً للسلم والأمن الدوليين. هناك شخصان أفرزتهما الأوضاع الراهنة ليصبحا الأكثر خطورة من البقية، وكلاهما يتصرف على نقيض ما تقتضيه فلسفة القانون الدولي. الأول بلا منازع نتنياهو. بلطجي يقود كياناً متمرّداً على الجميع، لا يعترف بوجود ضوابط، ولا يتقيد بتشريعات، ولا يلتزم عهوداً. مهمّته إشعال الحروب، والكذب على الجميع، وفعل كل ما هو محرّم من أجل البقاء في السلطة بأي ثمن. الثاني دونالد ترامب، الذي مكّنه العجز والخواء السياسي من أن يعود إلى الإمساك بمقود أقوى دولة. وبما أنه مصابٌ بداء العظمة، فإن قيادته يغلب عليها سلوك جنوني، ما أحدث حالة من الفوضى، وأربك الجميع في كل مكان. حتى حلفاء أميركا التاريخيون أصابهم الذعر والارتباك، فترامب لا يشكل فقط خطراً على أميركا، بل أيضاً على الجميع مهما كانت أحجامهم. هو يعتمد أسلوب القوة لفرض سياساته، ويتعامل بفوقيةٍ رهيبةٍ ومقيتةٍ، مثلما حصل مع خمسة رؤساء أفارقة دُعوا بسرعة لإهانتهم في دقائق، حيث أُشرِكوا في مسرحية تنكّرية ركيكة ومقزّزة. لم ينجح ترامب في معالجة أي مشكل، وهو الذي يرى في نفسه "منقذ العالم"، إذ خلافاً لشعاراتٍ روّجها، شارك بوعي في حرب الإبادة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني، وتعامل مع قضيته المقدّسة بطريقة فظيعة وغير مسؤولة. حتى الملف السوري عجز عن معالجته بجدّية. وبدل أن يدرك أهمية الشام ومكانة سورية وتعقّد وضعها الداخلي، سلّم الملف السوري للثعبان نتنياهو، الذي ناور الجميع، واستغل الفرصة المتاحة ليعمل على تقسيم البلد، ومنعه من استعادة دولته ووحدته الترابية والسياسية من خلال التدخل في شؤونه، واستثمار تناقضاته الداخلية، وهو يعمل حالياً على تفكيك البلد بفضل تفوقه الجوي. وكلما اختلفت واحدةٌ من دول الطوق مع الماسكين بالسلطة في تل أبيب، حرّكوا جيشهم لفرض الوصاية على البقية. وبعد أن كان نتنياهو حريصاً على كسب ود السعودية باعتبارها الدولة الأكثر وزناً في الخليج، غيّر أسلوبه معها بعد أن تضاعف لديه الشعور بالقوة والتحدّي والغرور، من دون أن يلقى اعتراضاً جدّياً من الرئيس الأميركي الذي شعر بالسعادة وهو يتسلم ورقة ترشيحه لجائزة نوبل للسلام من مجرم حرب متهم بالإبادة الجماعية. ... ما يجري من مهازل التاريخ. نعيش مرحلة تجفيف الإنسانية من كل نوازع الخير فيها. هذا ليس خطاباً بلاغياً يساق في حالة ضعف وعجز. إنه محاولة غوص لفهم طبيعة ما يجري حولنا من سعي حثيث لتركيع الأمة وتغيير خرائط الجغرافيا. وهو ما يحيلنا على كتاب "صناعة الوحوش... كيف يجرّد البشر من إنسانيتهم" للأميركي ديفيد ل. سميث، وصدر أخيراً بالعربية بترجمة سلمى الحافي. يقول المؤلف: "مفهومي عن التجريد من الإنسانية بسيط. نجرّد الآخرين من إنسانيتهم عندما ننظر إليهم باعتبارهم مخلوقاتٍ دون بشرية". وهذا لا يفسر فقط ظاهرة القتل العشوائي بدم بارد للأطفال والنساء في غزّة على سبيل المثال، لكنه يعرّي أيضاً الطريقة التي تدار بها شؤون الدول والشعوب في غياب القيم والأخلاق، فإن لم تكن قوياً تُدَس، وإن لم تكن غنياً تُستغل وتُسحق في عالم يسوده المفترسون الذين يحيلونه إلى غابة بلا قانون ولا حدود، فالليبرالية المتوحشة لا تكتفي هذه المرّة باستغلال البؤساء، بل تحاول أن تجرف في طريقها كل شيء جميل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store