logo
هنا الرياض... هنا العالم

هنا الرياض... هنا العالم

الشرق الأوسط٢٦-٠٢-٢٠٢٥

تؤنسك الحركة الدؤوبة المتواصلة في أثناء التنقل بقطار الرياض من خط ملوّن إلى خط ملوّن آخر، ومن على الخطوط المعلَّقة ترى المدينة ليلاً تتلألأ مبانيها، وفي النهار تتحرك معانيها. تتصفح وجوهاً من أقطار مختلفة، حتى تبلغ موقع انعقاد «المنتدى السعودي للإعلام» بنسخته الرابعة، حيث تتلاقح أفكار خلاقة في غير مجال على المسارح والمنصات؛ ويستقبلك معرض «فوميكس fomex» بأحدث التقنيات، وورش عمل «تشبهك» و«ترصدك» حاضراً جداول فعاليات متنوعة اللغات.
زائراً دلفت... مدعواً وصلت؛ فضلاً عن معالم مجسمة يحتضنها «عالم البوليفارد» المذهل، سترى العالم هنا وسط الرياض حيث احتشد الإعلاميون بعد تقاطر السياسيين والاقتصاديين؛ مُرْداً كانوا أم ملتحين، سافرات كُنّ أم محجبات، من الشرق والغرب، احتشدوا إلى مضمارٍ عنوانه «النجاح السعودي» في تجديد التاريخ بإطلاق مبادرات تحقيق الرؤى المستقبلية. فتشهد «الدرعية» مشروعاً، و«العلا» مزاراً، و«نيوم» هدفاً.
تزامن حضور هذه «العوالم» مع ذكرى «يوم تأسيس» أهم قوة عربية تستوطن قلب الجزيرة العربية سابقةً نشوء قوى عالمية تكشف كل يوم عن وتعلن مدى الحاجة إلى إرشاد وقدرة وعطاء السعودية، حسب رسالة سفير أميركي سابق إلى الشيخ عبد العزيز التويجري... ها هم احتاجوا وحجُّوا إليها يحُلُّون قضاياهم الكبرى، بشكلٍ أسهل وأسرع من شؤون صغرى معقدة سيحِلُ زمنها المحتوم.
كل قطبٍ يَفِدُ إلى «محور العالم الجديد» بأفكار وانطباعات مسبقة ثم يغادر بأفكار وانطباعات مغايرة، منبهراً مندهشاً بما يتجسد في غضون المحور الجديد. وما قاله نجوم عالميون من قبل عن فرادة البلد، قاله رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، وبعده سيأتي يقوله الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب.
تتغير أفكار وآراء الجميع عن السعودية الثابتة على «وجهٍ واحد»، حسب وصفٍ قديمٍ للشيخ جميل الحجيلان. نعم... «وجهٌ واحد» يُغير وجهة «الصفقات».
وفق محاضرة «محمد بن سعود: سيرة ومسيرة» للصحافي والباحث يوسف العتيق في مكتبة «صوفيا الرياض»، فإن قرار التأسيس صانَه بُعدُ نظر المؤسس يومذاك، ومنها وصيته: «لا تستفزوا القوى الكبرى»؛ اليوم غدت الرياض وجهة العالم وقواه الحريصة الآن على ألا تستفز السعودية في عهد حافظ التاريخ الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.. قائد قطار وحركة التاريخ إلى المستقبل.
بوصفه ضمن هذا العالم، كان لليمن حضوره وسط محاضرات وفعاليات الرياض والجلسات الحوارية مؤخراً. تخللت أول أيام منتدى الإعلام جلسةٌ عنوانها «التشريعات الإعلامية وأثرها في تحقيق التنمية المستدامة»، تطرق الوزير اليمني معمر الإرياني إلى الوضع هناك، وأهمية ضبط التشريعات لبعض التوجهات في سياق تطورٍ تقني يخترق الأذهان والخواطر.
حضر اليمن ثانياً خلال إشارة الأستاذ مشاري الذايدي (حافظ عيون الشعر القديم) إلى أول قنصل أميركي لدى اليمن... وجدة، الكولونيل وليم إيدي مترجم «لقاء كوينسي» بين الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود وفرانكلين روزفلت 1945. كذلك ما تناولته المداخلات حول «الدبلوماسية السعودية: شراكات استراتيجية وسياسات لدعم الحلول السلمية»، والحديث عن التأثير السعودي في العالم والمنطقة -ضمنها «اليمن الجريح» بيد بنيه!- انطلاقاً من أخلاقيات سياسية تتسم بها الرياض. يُنسَبُ فضلُ إنارةِ جمهور المنتدى بأخلاقيات مضيفهم إلى إثارةٍ هادئة مِن مدير الجلسة حسن المصطفى، عقب مداخلات الزميلين جميل الذيابي وجاسر الجاسر.
وداخل معرض «فوميكس» حلَّق جناح «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» بما قدّم ونفّذ ويُعِد للبلد الذي تحلَّق الجمهور حول صور «رؤسائه... وخناجره» المثبتة بأغلفة مجلة «المجلة» على جناح الأخيرة.
بالحركة الدؤوبة، ورحابة الأفق، تبقى الرياض قِبلة كل القُصَّاد، وتُبهر المتطلع إلى المستقبل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الطائرات المسيرة والقصور الذي تجاوزته روسيا
الطائرات المسيرة والقصور الذي تجاوزته روسيا

Independent عربية

timeمنذ يوم واحد

  • Independent عربية

الطائرات المسيرة والقصور الذي تجاوزته روسيا

ما إن بلغت العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا مرحلتها الحرجة بعد محاصرة القوات الروسية العاصمة كييف، وجلس الوفدان الروسي والأوكراني في ضيافة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول أواخر فبراير (شباط) 2022 بحثاً عن تسوية سلمية، حتى حشدت الدول الغربية قواها بحثاً عن حل آخر أوعز به بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني -وقتها- إلى الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي. ولم يكن هذا الحل سوى رفض ما عاد به الوفد الأوكراني من إسطنبول، بنتائج إيجابية كانت تتفق مع مطالب الوفد الروسي، فضلاً عما قبل به زيلينسكي من ضرورة التركيز على استمرار القتال في ساحة المعارك. وذلك ما كان عملياً نقطة التحول صوب ما يشهده العالم من كوارث إنسانية تتواصل حتى اليوم، للعام الرابع على التوالي. حرب المسيرات وها هو "الرئيس المخلص"، الذي جاء على صهوة حصانه بصيحته حول قدرته على وقف الحرب، وإعلانه أن "هذه الحرب لم تكن لتبدأ، لو كان في موقعه بالبيت الأبيض"، مؤكداً قدرته على وقفها في غضون 24 ساعة. وبعيداً من كل ما قيل ويقال في هذا الصدد، نتوقف لنشير إلى ما يشغل بال العسكريين اليوم، وبعد نجاح موسكو في إنهاء احتفالاتها بالذكرى الـ80 للنصر على ألمانيا الهتلرية دون خسائر تذكر. وكانت أوكرانيا أطلقت عدداً هائلاً من طائراتها المسيرة، نجح الجانب الروسي في إسقاط 524 منها عشية السابع من مايو (أيار) الجاري، أي قبل إعلان موسكو هدنة أعياد النصر التي استمرت ثلاثة أيام. تلك هي الطائرات المسيرة بكل ما جادت به عقول أبنائها من أشكال وأنواع متعددة، متباينة في التصميم والشكل والقدرات. وذلك بعد ما تأكد عن تخلف روسيا في هذا المضمار، بالمقارنة مع بلدان لا تضاهيها في التقدم التكنولوجي والإمكانات والقدرات التقنية. وها هو العقل العسكري الروسي، يستطيع بسرعة خاطفة تجاوز اللحظة، بما حفلت به من مآسٍ وأحزان، وبلوغ ما كان يصبو إليه خلال أشهر معدودات. وجاءت العملية الروسية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، التي تحولت إلى حقل تجارب وساحة قتال استعاد فيها المقاتل الروسي، وغيره من أبناء بلده المتعدد القوميات والأعراق، أمجاد أسلافه بانتصارهم المجيد في الحرب العالمية الثانية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وننقل عن المقدم أوليج إيفانيكوف مستشار الأكاديمية الروسية لعلوم الصواريخ والمدفعية ومرشح العلوم التاريخية، ما قاله لموقع حول إن الصراع العسكري الحالي سيكون الأخير الذي يشارك فيه هذا العدد الكبير من المشاة، إذ تستخدم المسيرات مختلفة الأنواع والقدرات بالفعل في السماء والأرض وأعلى الماء وتحته. وسوف تصبح هذه الظاهرة في المستقبل واسعة الانتشار، بما ستظهر به من تقنيات أكثر حداثة. وهكذا تحولت كل هذه الطائرات المسيرة والروبوتات وأنظمة الحرب الإلكترونية التي كانت مجرد توقعات للعلماء وأفلام الخيال العلمي، إلى واقع عملي يستخدم في ساحات المعارك. وبالمثل، ستكون الحرب المقبلة مختلفة تماماً، ولن تتطلب هذا العدد الكبير من جنود المشاة بل سيكون الطلب على مشغلي الطائرات المسيرة، بحسب ما يتوقع المقدم الروسي مستشار الأكاديمية الروسية لعلوم الصواريخ والمدفعية. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، عشية الهدنة الاحتفالية التي استمرت لمدة ثلاثة أيام، أن قوات الدفاع الجوي أسقطت في يوم واحد فقط 524 طائرة مسيرة من أنواع مختلفة، إضافة إلى صواريخ وقنابل موجهة في مناطق مختلفة من روسيا. حتى مع الأخذ في الاعتبار حقيقة وجود عدد من الضربات، فقد اعتُرف بعمل المدفعية المضادة للطائرات على أنه رائع استطاع إبطال مفعول أكبر هجوم متزامن بالطائرات من دون طيار والصواريخ والطائرات في التاريخ حتى الآن. وبناء على رد فعل الخبراء الدوليين، لا يمكن لأية دولة في العالم أن تفتخر بمثل هذه النتيجة. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأوكرانية اعترافه بأن "الهجمات على موسكو من غير المرجح أن تنجح بسبب الدفاعات الجوية الروسية المعززة"، ومن الواضح أنه حتى أكثر الشخصيات "عناداً" في القوات المسلحة الأوكرانية تدرك أنها لن تكون قادرة على تحقيق نتائج عسكرية بهذه الطريقة، ولا يمكن لأي طبيب إنقاذها من الآثار الجانبية، على حد قول الصحيفة الأميركية. بعض من التاريخ المعاصر وعن صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" واسعة الانتشار، ننقل ما قاله نائب مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات قسطنطين ماكينكو حول أن استخدام الأسلحة عالية الدقة، وبالكلف المطلوبة لاستخدامها، أصبح أكثر اقتصاداً من استهلاك كتلة من الذخيرة غير الخاضعة للرقابة، وتسمح لك التقنيات الحديثة أيضاً بتصغير الأسلحة عالية الدقة، مما يجعلها أرخص كلفة. وأضاف قوله إننا ندخل عصر الصراعات العسكرية الصغيرة التي لا نهاية لها في جميع أنحاء العالم، وهنا في المستقبل، قد نتحدث عن الانقراض الكامل للأسلحة التي لا يمكن السيطرة عليها. ولم يغفل المتخصص الروسي الحديث القصور الذي كثيراً ما شاب القطاع العسكري في روسيا خلال تسعينيات القرن الماضي، ومنه تأخر القوات المسلحة الروسية في إدخال وتطوير التكنولوجيات "غير المأهولة"، قائلاً إنه لا يرجع في المقام الأول إلى بعض الأسباب التكنولوجية، لكن نتيجة مشكلات في تحديد أولويات التنمية. وأضاف أنه طرح هذه القضية قبل 15-20 عاماً ضمن مؤتمر صحافي على القائد العام للقوات الجوية، إذ تساءل عن أسباب تخلف روسيا في تطوير الطائرات من دون طيار، وعلى وجه الخصوص في صناعة طائرات من دون طيار، وهو ما أجاب عنه بجدية واضحة "لماذا نحتاج إليها؟ لدينا ما يكفي من الطائرات والطيارين"، وأعاد إلى الأذهان ما شاب قطاع الطيران إبان تولي أناتولي سيرديوكوف منصب وزارة الدفاع من قصور، وكان سيرديوكوف في السابق مسؤولاً مدنياً عن قطاع "الموبيليا وتجارة الأثاث" في لينينغراد (سان بطرسبورغ)، وقال إنه وفي عهد هذا الوزير الذي جاء من أروقة قطاع التجارة أوقف القبول في مدارس الطيران، وكان هناك عدد قليل من الطيارين، خلال وقت لم تكن هناك طائرات من دون طيار في القوات المسلحة الروسية. وفي هيئة الأركان العامة احتدم الجدل بحثاً عن إجابة لتساؤلات مفادها، لمن يعطي قيادة الطيران غير المأهول، للطيارين أو المسافرين البريين؟ ومن يحتاج إليها أكثر؟ واتضح أنه لا أحد في حاجة إليها، وأعاد إلى الأذهان زيارة لإسرائيل قال إنه اضطر إلى القيام بها منذ نحو 10 أعوام، وأضاف أنه زار آنذاك إحدى شركات "IAI" التي تشارك، من بين أمور أخرى، في إنتاج الطائرات من دون طيار. وقال إن أكثر ما أدهشه خلال ذلك الوقت أن كل من صنع هذه الأجهزة في إسرائيل تقريباً مهاجر من الاتحاد السوفياتي ويتحدث الروسية جيداً، مما يعيد إلى الأذهان وطأة تهجير اليهود التي أسهمت في قيام دولة إسرائيل وما نجم عن ذلك من متاعب وكوارث يعاني العرب منها حتى يومنا هذا. لكنه سرعان ما تدارك ذلك ليقول إنه حُقق تقدم حقيقي على صعيد مواجهة وتجاوز هذه المسألة قبل هذا التاريخ في جزيرة "كرونشتادت"، غير بعيد من سان بطرسبورغ، التي تمكنت أخيراً من الحصول على جهاز "أوريون" العادي الذي تسلمته القوات المسلحة هذا العام للمرة الأولى. وعاد ليقول "إننا هنا نحتاج أيضاً إلى فهم أن ذلك وفي واقع الأمر مجرد نظير للطائرة من دون طيار الأميركيةGeneral Atomics Predator ، بدأ إنتاجه بصورة دورية في الولايات المتحدة عام 1995، وهناك أيضاً أوقف تشغيله لأعوام عدة. أي إننا متأخرون 20-25 عاماً عن شركائنا الأميركيين في هذا المجال". أوكرانيا متخلفة عن روسيا هذا واعترفت المصادر الأوكرانية بتخلف كييف عن موسكو في مجالات تطوير واستخدام الطائرات من دون طيار، على رغم أن أوكرانيا كانت حققت تقدماً نسبياً على الجانب الروسي خلال الأسابيع الأولى من "العملية العسكرية الروسية الخاصة"، بما استطاعت تحقيقه من مشترياتها للطائرات المسيرة من تركيا وإسرائيل، فضلاً عما تدفق عليها من أسلحة غربية منذ ذلك الحين. وأشارت مطبوعة "زيركالو نديلي" (مرآة الأسبوع) الأوكرانية في مقال كتبه يوري كاسيانوف إلى أن "الأوكرانيين يحبون التباهي بنجاحاتهم المزعومة في تطوير واستخدام الطائرات من دون طيار. في الواقع، تخسر أوكرانيا حرب المسيرات بصورة يائسة، خلال وقت عادت روسيا لتتقدم عليها كثيراً من حيث عدد وخصائص القتال للطائرات من دون طيار". وقالت أيضاً إن "روسيا تعمل على إنشاء أفواج من الأنظمة غير المأهولة كجزء من البحرية، وستعمل هذه الأفواج في الجو والبر والبحر، وستكون مسلحة بمسيرات سطحية وتحت الماء وبرية وجوية، وستؤدي مهام الاستطلاع والضرب في منطقة عمليات الأسطول". وذلك فضلاً عن أنه من المقرر كذلك أن يكون هناك ما لا يقل عن خمسة أفواج من هذا القبيل، ثلاثة منها ستكون جزءاً من الأساطيل في الجزء الأوروبي من روسيا، واثنان منها سيكونان جزءاً من أسطول المحيط الهادئ. ومن المقرر أيضاً أن تُسلح هذه الأفواج بقوارب مسيرة (UBC) ومركبات مسيرة تحت الماء، وطائرات من دون طيار متوسطة وطويلة المدى "فوربوست" و"أورلان" إضافة إلى الذخائر على غرار "لانسيت"، وطائرات استطلاع وهجوم من أنواع مختلفة. ومن اللافت في هذا الصدد أن صحيفة "واشنطن بوست"، أكدت ما تدفق عن المصادر الأوكرانية من اعترافات بما قالته حول أن الجيش الأوكراني لا يستطيع منافسة الجيش الروسي من حيث استخدام الطائرات من دون طيار على الجبهات كافة. وذكرت الصحيفة، نقلاً عن جندي من القوات المسلحة الأوكرانية يحمل اسماً رمزياً "سويفت"، أن الطائرات الأوكرانية من دون طيار لا تملك القدرة على حمل كميات من المتفجرات يمكن مقارنتها في القوة بشحنة قنبلة يدوية. وهذا يحول دون قدرتها على إلحاق أضرار كبيرة بالمعدات الروسية. وأضاف قوله إنها "مثل لعبة الشطرنج". ونقلت الصحيفة الأميركية عن الجندي الأوكراني ما قاله حول إن "الجيش الروسي يحقق الفوز"، وذلك فضلاً عما قاله حول إن خسائر نظام كييف من الطائرات من دون طيار خلال شهر واحد تصل إلى الآلاف، وتوصل زميله إلى استنتاج مفاده أن "القوات المسلحة الأوكرانية لا تملك ما يكفي منها أبداً". وفي هذا الصدد كانت روسيا استعادت كثيراً من قدراتها الصناعية العسكرية، استناداً إلى ما استطاعت إعادته إلى الحياة العملية من مصانع عسكرية كانت القيادة السوفياتية والروسية السابقة حولتها إلى صناعة الأدوات المنزلية والمعدات غير العسكرية منذ أعوام البيريسترويكا، وما تلاها من تسعينيات القرن الماضي. ويذكر مراقبون كثر ما اتخذه الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسين من قرارات حول تقليص تعداد القوات المسلحة الروسية إلى نصف المليون، فضلاً عن تحويل كثير من قطاعات الحياة في روسيا إلى الأنماط المدنية، مما أعاد ويعيد بوتين النظر فيه، منذ أعوام ولايته الثانية وإعلانه حول رفضه لتوسع الـ"ناتو" شرقاً، إلى جانب رفضه لعالم القطب الواحد، وضرورة التحول إلى عالم متعدد الأقطاب، في خطابه الشهير الذي ألقاه في مؤتمر ميونيخ للأمن الأوروبي خلال فبراير (شباط) 2007.

فات الأوان على بريطانيا لحصد ثمار ضبط العلاقات مع أوروبا
فات الأوان على بريطانيا لحصد ثمار ضبط العلاقات مع أوروبا

Independent عربية

timeمنذ 2 أيام

  • Independent عربية

فات الأوان على بريطانيا لحصد ثمار ضبط العلاقات مع أوروبا

خلافاً للعادة، يتجه حزب العمال هذه المرة للوفاء بما تعهد به في بيانه الانتخابي. فقد تحققت "إعادة ضبط" العلاقات في إطار بريكست بصورة شبه كلية، تلبية لوعد قديم قطعه كير ستارمر. أصبحت الخطوط الأساسية واضحة، وإن كانت بعض التفاصيل المتعلقة ببرنامج تنقل الشباب ودخول بريطانيا إلى سوق الدفاع الأوروبي الذي توسع حديثاً غير نهائية بعد. وهذا كان تحديداً ما وعد به حزب العمال خلال حملته الانتخابية العام الماضي "سوف يعمل حزب العمال على تحسين العلاقة التجارية والاستثمارية مع الاتحاد الأوروبي عبر إزالة العوائق غير الضرورية أمام التجارة". وأيضاً "سوف نسعى إلى التفاوض على اتفاقية بيطرية لمنع عمليات التفتيش الحدودية غير الضرورية المساعدة على معالجة أسعار الأغذية، وسوف نساعد الفنانين المتجولين، ونسعى إلى التوصل إلى اتفاقية هدفها الاعتراف المتبادل ببعض المؤهلات المهنية لتيسير فتح بعض الأسواق أمام مصدري الخدمات البريطانيين". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) كذلك جاء في الوعود "كما سيسعى العمال إلى إبرام اتفاقية أمنية جديدة وشاملة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي لتعزيز أصر التعاون في سبيل التصدي للتهديدات التي تواجهنا". تحقق عدد كبير من هذه النقاط وما من احتمال واقعي بسعي الحكومة إلى إعادة الانضمام للاتحاد الأوروبي أو سوقه الموحدة أو اتحاده الجمركي، تماشياً مع ما ورد في البيان أيضاً. وقد يفسر أحد المتحذلقين- وما أكثرهم في أوساط المشككين بالاتحاد الأوروبي- برنامج تنقل الشباب على أنه انتهاك لتعهد حزب العمال "بعدم العودة إلى حرية الحركة [بين أوروبا وبريطانيا]". لكن نظراً إلى أن البرنامج سيحدد بسقف ويقيد بمدة زمنية ويشترط الحصول على تأشيرة دخول من دون أن يحمل أي حقوق إضافية - أقله بالنسبة إلى أفراد العائلة المعالين - ولا أي حق بالانتفاع من الضمان الاجتماعي كما يشترط دفع ضريبة إضافية لقاء الاستفادة من هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، فلا يبدو أنه برنامج مفتوح للجميع مجاناً. لن يهدد بضعة آلاف من الشباب الإيطاليين نسيج المجتمع البريطاني. بل إن "التضحية" الوحيدة التي يبدو أن البريطانيين يقدمونها هي فتح مجال أكبر أمام سفن صيد الأسماك الأوروبية للصيد في المياه البريطانية مقارنة بالحصص المتاحة لهم بموجب اتفاقية بوريس جونسون. بعبارة مبسطة سيحق لأساطيل صيد الأسماك الأوروبية اصطياد كمية أكبر من الأسماك التي لا يريد البريطانيون أن يستهلكوها أساساً، والتي لا يمكن للصيادين البريطانيين بيعها في السوق الأوروبية أساساً بسبب، ببساطة، بريكست. لكن حتى لو شكلت هذه النقطة خسارة- والأمر خاضع للنقاش- فـ"المكاسب" البريطانية أكبر بكثير من منتجات الأسماك غير المرغوب بها. سوف يستعيد الشباب البريطاني قدرته على المشاركة في برنامج إيراسموس في مجال التعليم والتدريب، وفرصه بالعمل في أوروبا. وسوف نوطد التعاون في مجال الدفاع والأمن في وقت أعلنت فيه الولايات المتحدة صراحة نيتها التقليل من شأن أوروبا والتعامل مع حلف "الناتو" بمنطق النفعية. لذا، يمكننا التصدي لروسيا بصورة أفضل مما لو كنا وحدنا. وسوف تتقلص طوابير الانتظار للحصول على جواز السفر. وسيصبح من الأيسر بالنسبة إلى الفنانين أن يقوموا بجولات فنية في أوروبا مجدداً. وسوف يتاح المجال أمام الشركات البريطانية المتخصصة بالصناعات العسكرية لبيع منتجاتها والاستفادة من صندوق الدفاع الأوروبي. كما سيستعيد المزارعون ومنتجو الأغذية البريطانيون أسواقاً خسروها في القارة وتتمكن النقانق البريطانية العظيمة من شق طريقها الرائد نحو المطابخ عبر القناة الإنجليزية مرة أخرى. يطالبنا الأوروبيون باحترام معاييرهم الغذائية ومواكبة تطورها وقد قبلنا بذلك. يمكننا أن نحل خلافاتنا داخل المحكمة الأوروبية لكن للمملكة المتحدة الحق في رفض هذه القرارات- لأنه لو اعتبرناها غير مقبولة في وقت من الأوقات، يمكننا أن نلغي الصفقة، وفي الحقيقة يجب علينا أن نحاول التأثير في بعض السياسات قبل أن نصل إلى هذه المرحلة. كما هي الحال مع أي اتفاق تجاري، فإن إعادة ضبط بريكست ليست مثالية. فالتسوية ضرورية، والسيادة ليست مطلقة أبداً، بل هي تمارس دائماً ضمن أطر من التفاهم أو الشراكة. أي أخذ وعطاء. هذا ما حدث في جميع الاتفاقات التي أبرمت بعد بريكست — مع أستراليا، ونيوزيلندا، والشراكة عبر المحيط الهادئ، والهند، واتفاق الازدهار الاقتصادي بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. لكن إعادة ضبط العلاقات بعد بريكست تخلف تداعيات على نطاق أوسع. فمن الناحية السياسية، يتوافق هذا الاتجاه مع الرأي العام البريطاني الذي بات يعتبر بريكست أكثر فأكثر حلماً كاذباً، كما هي بالفعل. وإن كان في ذلك "خيانة" لعملية بريكست، فسيقول كثر في المملكة المتحدة "هذا جيد". فهم يريدون إقامة علاقات أوثق وأكثر وداً وتعاوناً مع أقرب جيراننا ولا تعنيهم مفاهيم السيادة المبهمة. فهم لا يعتبرون اتساق المعايير في شأن تدابير الصحة النباتية في اللحوم تعدياً على حقوقهم السيادية. ولا يثير التبادل الطلابي مع فنلندا حفيظتهم. بل إنهم في الواقع معارضون بصورة متزايدة للبريكست، والسبب الوحيد الذي يجعلهم يحجمون عن العودة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي هو أنهم يخشون إعادة نكء الجراح المؤلمة التي خلفتها حرب بريكست الأهلية بين عامي 2016 و2019 (إضافة إلى أن الشروط القديمة لعضوية المملكة المتحدة ما عادت قائمة). يخطئ المحافظون إذاً في موقفهم الحاد من اتفاق إعادة ضبط العلاقات، الذي رفضوه قبل أن يطلعوا عليه حتى وفي كلامهم الأحمق عن الاستسلام والخيانة. هذا يجعل كيمي بادنوك وزملاءها يبدون نزقين، وعلى أية حال، لا يمكنهم أبداً أن يضاهوا نايجل فاراج في سردية تأييد بريكست. أما بالنسبة إلى ستارمر، فمن المحزن أن نجاحه الدولي الأخير لن يفيده كثيراً، أقله في القريب العاجل. لا شك أنه سيجعله يبدو رجل دولة أكثر ولا ريب في أن إبرام اتفاق بريكست أفضل هو أمر إيجابي، ومن الإيجابي أيضاً الوفاء بتعهدات الانتخابات، لكنه لن يستعيد شعبيته، سواء على مستوى شخصه أو حكومته أو حزبه، إلا حين (أو في حال) تحسنت مستويات المعيشة والخدمات العامة.

ضمن أقسام بينالي الفنون الإسلامية.. نظرة على "المظلة" والأعمال الفنية المميزة بها
ضمن أقسام بينالي الفنون الإسلامية.. نظرة على "المظلة" والأعمال الفنية المميزة بها

مجلة سيدتي

timeمنذ 2 أيام

  • مجلة سيدتي

ضمن أقسام بينالي الفنون الإسلامية.. نظرة على "المظلة" والأعمال الفنية المميزة بها

في المساحات الخارجية، قدم بينالي الفنون الإسلامية في نسخته الثانية المقامة حالياً قسم "المظلة "الذي يضم مجموعة من الأعمال الفنية المصنوعة بتكليف خاص من مؤسسة بينالي الدرعية، وتتناول مفهوم الحديقة في الحضارة الإسلامية. فمنذ أقدم العصور وحتى يومنا هذا، كانت الحديقة دوماً مكاناً مثالياً للتأمل والتفكر في علاقة الإنسان مع السماء والأرض. تحتوي هذه المساحة على الأعمال الفنية ذات الصلة بعالمنا المحسوس، وتتناول مفهوم الحديقة في ثقافتنا والمسائل البيئية المعاصرة، إضافة إلى جوانب من واقعنا الاجتماعي. سيتجول الزوار خلالها عبر أربعة مسارات تهدف لحثهم على التفكر والتعلم والمناقشة. أعمال المظلة في بينالي الفنون الإسلامية عرضت تحت المظلات البديعة لصالة الحجّاج الغربية ضمن بينالي الفنون الإسلامية عشرون عملاً فنياً معاصراً بتكليف من مؤسسة بينالي الدرعية وبإشراف القيم الفني على أعمال الفن المعاصر في بينالي الفنون الإسلامية 2025 الفنان السعودي مهنّد شونو. تتناول تلك الأعمال جملة مواضيع مُلِحَّة في العصر الراهن، وتُشكَل بمجموعها حديقةً عامرةً بالأفكار والمفاهيم. تسبر هذه الأعمال وجهات نظر وسرديّات وهويّات ومنظومات قِيَم متنوِّعة مُستلهَمة من مجتمعات محليّة مختلفة، يجمع فيما بينها مفهوم الحديقة الإسلامية كفضاء مفتوح للخيال. وقال القيّم الفني مهنّد شونو أن معظم الأعمال الفنية المعاصرة استجابة لموضوع النسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية (وما بينهما)، حيث يقدم فيها الفنانون تجاربهم الذاتية في الدين الإسلامي والممارسات المحلية، والشؤون الاجتماعية والبيئية التي تحظى باهتمام واسع في عصرنا الحاضر. وأضاف "تحمل هذه الحوارات الثرية بين القطع التاريخية والأعمال الفنية المعاصرة، في سياق الهوية الإسلامية، الكثير من الإلهام والتحفيز. والسؤال الذي نسعى للإجابة عنه هو: كيف يتعامل المجتمع اليوم مع المعاني الروحانية و الثقافة ، ومواضيع الهوية؟". ولطالما كانت الحدائق عبر العصور وعبر ثقافات عديدة فضاءً للإصلاح والتجديد والإعجاب وملجاً للروح. وفي الثقافة الإسلامية ، تمثل الحديقة رمزًا لتجسيد مكانة الإنسان بين الأرض والسماء. و بالاستناد إلى التصميم الإسلامي ونموذج "شار باغ" للحديقة، تسعى "المِظَلَّة" إلى تفكيك مفهوم الحديقة وإعادة بنائها من خلال تركيبات جديدة ومبتكرة: المدخل والمسار: تشير الأعمال الفنية من قسم "المدخل والمسار" إلى معاني الدخول والعبور واكتشاف الذات والتحول في تجربة مادية ومعنوية فريدة تدمج أو تولد حركة الجسد عبر المساحات. تستند هذه الأعمال إلى تجارب عميقة ذاتية، تحوّلت من خلالها إلى تركيبات ذات صدى عالمي. ويضم الأعمال التالية: "جعلك بالجنة"- فاطمة عبدالهادي. "ما سمعته في الوادي"- بلال علاف. "درجة حرارة الهواء"- لوسيا كوخ. "براميل"- تاكاشي كوريباياشي. الفهم والمعرفة: يتناول قسم "الفهم والمعرفة" البحث في الخصائص النباتية، حيث نُنصت إلى أصوات الطبيعة لنتعلّم منها، مع النظر في القضايا البيئية المعاصرة. يستلهم الفنانون في هذا القسم من معارف الأجداد وهندسة الحدائق والتاريخ لمعالجة المخاوف المعاصرة ضمن الممارسات القائمة على البحث. ويضم الأعمال التالية: "التعايشات"- غابرييل تشايلي. "حين كنا نرخِّب بالريح"- لويس غيوم. "كنتُ أنظر إلى الحديقة حين رأيت السماء (جدة)"- جوانا حاجي توما وخليل جريج. "قلب المناظر"- تمارا كالو. "نافورة الوسائط" - أنهار سالم. "زهور قطف"- آلاء يونس. التأمل والتجديد: في قسم "التأمل والتجديد"، نجد مجموعة من الأعمال التي تتناول فكرة التفكر والترميم، فيقدّمون رؤى فريدة للتجدّد الذاتي ضمن سياق الحديقة. ويضم الأعمال التالية: "تسقي البعيد وتَدَع القريب"- ناصر الزياني. "هديتي لكم: حديقة"- بشائر هوساوي. "معرفة كليَّة: الملاذ"- هايلوزويك/ديزايرز. "ح دد"- رايا قسيسية. "في أعماق لياليّ"- نوهيمي بيريز. "أصحاب الكهف"- إقراء تنوير وإحسان الحق. التجمّع والمجتمع: يستكشف القسم الرابع "التجمع والمجتمع" أدوار الحديقة بوصفها مكاناً للتلاقي وتبادل الأفكار والتعبير عن الخبرات الجماعية، فهي فضاء تتعدّد فيه الرؤى والتخيلات وتتشابك فيه التفسيرات؛ مما يمنح المجتمعين في رحابها فرصاً للتفاعل والحوار المستمر. ويضم الأعمال التالية: "مابين مدن مقدسة (عمران قريشي)"- عمران قريشي. "محلة البطيخ"- سلافز أند تترز. "من ركام"- عاصم واقف. "القادمون"- عثمان يوسفزاده. وتمضي رحلة الزوّار بين أروقة المعرض في مسار ينتقل من عالم الفرد إلى فضاء الجماعة، ومن الوحدة إلى التعدد. وفي دلالة مجازية، يغدو الزوّار المتنقلون بين المساحات كأنهم جداول مائية تمثل التيار الذي يصل بين الأروقة المختلفة والأعمال الفنية. ويحتضن الفضاء الخارجي أصواتا متباينة في حوار جماعي لم يستقر بعد على صورته النهائية، فاتحا أفقاً رحباً لكل فكرة تُبتكر، وكل كلمة تُقال، وكل فعل يُجسّد مسيرتنا الإنسانية نحو السمو الروحي. في سياق متصل:

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store