logo

الاحتلال يروّج لاتفاق مؤقت والمقاومة متمسكة بشروطها الأساسية

المنارمنذ 14 ساعات
يشهد المشهد السياسي والإعلامي الصهيوني تحركات متسارعة وتصريحات متتالية لمسؤولين بارزين، من بينهم وزير الخارجية السابق جدعون ساعر، ورئيس كيان الاحتلال، ورئيس أركانه، في ظل ما يبدو أنه ترويج لاتفاق تهدئة مؤقت في قطاع غزة.
المعلق العسكري ألون بن دافيد أشار إلى أن الحرب فقدت فعاليتها، وأن أهدافها استُنفدت، محذرًا من أن أي توسيع إضافي للعملية العسكرية سيزيد من الخطر على الأسرى والمخطوفين لدى المقاومة.
من جهته، أكد رئيس كيان الاحتلال إسحاق هرتسوغ أن غالبية أعضاء الكنيست والحكومة يوافقون على الصفقة، مشددًا على أن إطلاق سراح الأسرى يمثل 'أولوية قصوى'.
أما عنات تننباوم، والدة أحد الأسرى لدى المقاومة والمعروفة بدورها القيادي في التحركات المطالِبة بوقف الحرب، فأفادت بأن نتنياهو أبلغها أنه لا يحتاج إلى دعم الوزيرين سموتريتش وبن غفير للمضي قدمًا في ملف الأسرى.
وفي هذا السياق، أفادت القناة السابعة العبرية بأن الاتفاق المتداول، وفقًا للتسريبات والشروط الصهيونية، يتضمن بندًا يسمح للكيان باستئناف عملياته العسكرية في قطاع غزة، في حال لم يتم نزع سلاح حركة حماس أو نفي قادتها.
وتسعى حكومة الاحتلال، بحسب المؤشرات، إلى فرض جدول زمني ينتهي بتجريد المقاومة من سلاحها ونفي قادتها، وهي شروط ترفضها المقاومة بشكل قاطع، وتتمسك بثوابتها التي تشمل: وقف العدوان، انسحاب قوات الاحتلال من القطاع، وضمان دخول المساعدات الإنسانية.
وفي ظل هذه المعطيات، يبرز تساؤل محوري: هل سيتمكن الوسطاء، وتحديدًا المصريون والقطريون، بالتعاون مع الجانب الأميركي، من التوصل إلى صيغة تُنهي الأزمة؟ الهدف المعلن هو التوصل إلى صفقة تُفضي إلى إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين، ووقف العدوان.
وتطالب المقاومة بضمانات حقيقية، في ظل استمرار الانحياز الأميركي لمطالب الكيان الصهيوني، في وقت أطلق فيه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تهديدات مماثلة لما صدر عنه في آذار/مارس الماضي، ملمّحًا إلى أن فشل الاتفاق قد يؤدي إلى 'فتح أبواب جهنم' على غزة، في تلميحٍ إلى تصعيد جديد.
وقد ترجمت قوات الاحتلال هذا التهديد بإعلان عملية جديدة في القطاع أطلقت عليها اسم 'الأسد المشرئب'، في إطار ما يعرف بـ'عمليات جدعون' المتواصلة.
في المقابل، يستعد نتنياهو لزيارة مرتقبة إلى واشنطن، يُعتقد أنها على صلة إما بملف الصفقة أو بملفات إقليمية أخرى، مثل الملف السوري. وكما جرت العادة، غالبًا ما تسبق هذه الزيارات خطوات تصعيدية، كما حدث سابقًا في الهجوم على إيران، أو في مراحل سابقة من الحرب على غزة.
لذلك، لا يُتوقع أن تكون هذه الزيارة محصورة فقط بملف تبادل الأسرى أو وقف مؤقت لإطلاق النار، بل قد تكون جزءًا من مخططات أوسع على مستوى المنطقة، خاصة مع تزايد الإشارات إلى تحركات تجاه سوريا.
في المقابل، يعلّق بعض المراقبين آمالًا على إمكانية إنجاح الصفقة، في ظل سعي ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، واعتماده الملف الفلسطيني لتعزيز حضوره السياسي، كما أن الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني ينتظران مبادرة من الوسطاء المصريين والقطريين لتقديم مقترح متكامل يمكن البناء عليه.
لكن رغم التفاؤل الحذر، تبقى المخاوف قائمة، خصوصًا من سيناريو يتم فيه الإفراج عن الأسرى الصهاينة على مرحلتين خلال ستين يومًا، ثم يعمد الكيان إلى إعلان فشل المفاوضات واستئناف العدوان، ما قد يعني أن المقاومة فقدت أوراقها التفاوضية، وعلى رأسها ورقة الأسرى، دون تحقيق مكاسب حقيقية.
في هذا السياق، يواجه الكيان الصهيوني ضغوطًا ميدانية متصاعدة، خصوصًا بعد مقتل 22 جنديًا خلال الشهر الماضي، وارتفاع العدد الإجمالي للقتلى العسكريين منذ بدء العدوان إلى 881.
ويُنظر إلى عمليات المقاومة النوعية والكمائن المتكررة ضد قوات الاحتلال، والتي تُعرض في الإعلام العبري وتُوصف بأنها 'مخزية'، على أنها عامل ضغط إضافي على المستويين العسكري والسياسي داخل كيان الاحتلال.
وسط هذا المشهد المتشابك، تترقب الأوساط السياسية والشعبية تطورات المفاوضات، على أمل التوصل إلى اتفاق عادل يُنهي العدوان ويُحقق الإفراج المتبادل عن الأسرى، في ظل تضارب المؤشرات واستمرار المخاوف من النكث بالوعود.
ترامب يزعم التوصل لاتفاق تهدئة وحماس تؤكد انفتاحها على المبادرات الجادة
زعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن ممثلين عنه عقدوا اجتماعًا طويلًا وبنّاءً مع مسؤولين في الكيان الصهيوني بشأن غزة، مدّعيًا أن 'إسرائيل' وافقت على الشروط اللازمة لإتمام وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا في القطاع. وأعرب ترامب عن أمله في أن تقبل حركة حماس بهذا الاتفاق، مشيرًا إلى أن 'الوضع لن يتحسن بل سيزداد سوءًا'، على حد تعبيره. وأضاف أن القطريين والمصريين سيقدّمون الاقتراح النهائي لإنهاء الحرب في غزة.
في المقابل، أدلى رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بتصريح سلبي، لم يُبدِ فيه نية الكيان للذهاب نحو اتفاق لوقف إطلاق النار.
من جهتها، أعلنت حركة حماس أنها تتعاطى بمسؤولية عالية مع الجهود المكثفة التي يبذلها الوسطاء الإقليميون والدوليون، بهدف جسر الهوّة بين الأطراف تمهيدًا للتوصل إلى اتفاق إطار يمهّد لانطلاق مفاوضات جادة.
وأوضحت الحركة، في بيان صحفي، أنها تُجري مشاورات وطنية لمناقشة المقترحات التي تقدم بها الوسطاء، وذلك حرصًا منها على التوصل إلى اتفاق يضمن إنهاء العدوان المستمر على قطاع غزة، وتحقيق انسحاب قوات الاحتلال، إضافة إلى تأمين إغاثة عاجلة لأبناء الشعب الفلسطيني المحاصرين في القطاع.
وأكدت حركة حماس انفتاحها على أي مبادرات جادة تراعي الحقوق الوطنية المشروعة، وتسهم في وضع حد للكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إعلام إسرائيلي: "عربات جدعون" فشلت في كسر حماس.. الحركة نجحت في البقاء
إعلام إسرائيلي: "عربات جدعون" فشلت في كسر حماس.. الحركة نجحت في البقاء

الميادين

timeمنذ 40 دقائق

  • الميادين

إعلام إسرائيلي: "عربات جدعون" فشلت في كسر حماس.. الحركة نجحت في البقاء

أقرّت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، اليوم الخميس، بأنّ التغيير الجذري الذي كانت "إسرائيل" تأمل تحقيقه من خلال عملية "عربات جدعون" في قطاع غزة "لا يزال بعيد المنال". وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنّ حركة حماس "لم تنكسر"، مضيفةً: "يكرر مسؤولونا التصريحات بأنّها على وشك الانهيار وستُهزم بل وستستسلم، إلاّ أن الواقع لا يدعم هذه التقديرات". وأضافت الصحيفة ذاتها أنّ حماس "تواصل إعادة بناء قدراتها في كل منطقة لا يعمل فيها الجيش"، مشيرةً إلى أنّ لديها "هدفاً واضحاً وهو البقاء، وقد نجحت في ذلك". اليوم 09:04 اليوم 08:20 ورأت "يديعوت أحرونوت" أنّ على كبار ضباط هيئة الأركان العامة "الإقرار بأنّ الجهد العسكري في قطاع غزة قد وصل إلى حدّ الاستنفاد". وختمت الصحيفة تحليلها بالتأكيد أنّه "بعد عام وتسعة أشهر من المحاولات المتكررة، حان الوقت ليفهم الجيش أنّ هذه الحرب لن تنتهي أبداً من دون حلّ سياسي نهائي". ويأتي ذلك فيما يتكبّد الاحتلال الإسرائيلي خسائر متواصلة في قطاع غزة بفعل تصدي المقاومة. وكانت "يديعوت أحرونوت" قد وصفت ارتفاع عدد القتلى من جنود الاحتلال الإسرائيلي في القطاع بأنّه جاء "ثمناً ثقيلاً للمماطلة". وبالتوازي، تجري مناقشة مقترح قطري لوقف إطلاق النار في القطاع، في وقتٍ أرسل فيه رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إشارات إلى أنّه "يسعى إلى إنهاء الحرب"، وسط ضغط من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بحسب الإعلام الإسرائيلي. في المقابل، أكّدت حركة حماس أنّها تُجري مشاورات وطنية لدراسة مقترحات الوسطاء بهدف التوصل إلى اتفاق ينهي العدوان ويضمن انسحاب الاحتلال من قطاع غزة.

"يديعوت أحرونوت": مجموعات من فتح تنسق مع الجيش الإسرائيلي ضد حماس في غزة
"يديعوت أحرونوت": مجموعات من فتح تنسق مع الجيش الإسرائيلي ضد حماس في غزة

النهار

timeمنذ 40 دقائق

  • النهار

"يديعوت أحرونوت": مجموعات من فتح تنسق مع الجيش الإسرائيلي ضد حماس في غزة

نقلت صحيفة " يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في تقرير نشرته مؤخرًا، أن مجموعات مسلحة تنتمي لحركة فتح تنشط ميدانيًا ضد حركة حماس في عدد من مناطق قطاع غزة، من بينها شمال وجنوب القطاع، إضافة إلى مدينة رفح، حيث تعمل مجموعات تُعرف باسم "أبو الشباب". ووفقًا للصحيفة، فإن هذه المجموعات يقودها كل من ياسر حنيدق ورامي حلس، وهما من كوادر حركة فتح، ويتقاضيان رواتب من السلطة الفلسطينية. وأضافت أن المجموعتين تنفذان عمليات ضد عناصر حماس بتنسيق مباشر مع الجيش الإسرائيلي. وبحسب التقرير، تنشط مجموعة رامي حلس في منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة، فيما تتحرك مجموعة ياسر حنيدق في محيط خان يونس جنوبي القطاع. كما أفادت الصحيفة أن هاتين المجموعتين تتلقيان دعمًا لوجستيًا، يشمل أسلحة ومساعدات إنسانية، من الجانب الإسرائيلي. ولم تصدر حتى الآن أي ردود فعل رسمية من حركة فتح أو السلطة الفلسطينية بشأن ما ورد في التقرير الإسرائيلي.

مصادر تكشف تفاصيل "الصفقة المرتقبة" بشأن غزة
مصادر تكشف تفاصيل "الصفقة المرتقبة" بشأن غزة

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

مصادر تكشف تفاصيل "الصفقة المرتقبة" بشأن غزة

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نقلا عن مصادر، تفاصيل تتعلق بالصفقة المرتقبة بين إسرائيل وحركة حماس. ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني إسرائيلي، وآخر فلسطيني مقرّب من حماس، قولهما إن الصفقة ستشمل إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء، بالإضافة إلى نقل 18 جثة، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين. وسيتم إطلاق سراح الرهائن ونقل الجثث على خمس مراحل خلال وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما. ووفق المصدر الإسرائيلي فإنه بموجب الخطة، سيُطلب من حماس الامتناع عن إقامة "مراسم إطلاق سراح" مصوّرة، كما فعلت عند الإفراج عن رهائن خلال وقف لإطلاق النار تمّ التوصل إليه في وقت سابق من هذا العام. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد قال الثلاثاء، إن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لهدنة في قطاع غزة مدتها 60 يوما. وأضاف ترامب في منشور على حسابه في منصة "تروث سوشيال": "ممثلون عني عقدوا اجتماعا طويلا وبنّاءً مع الإسرائيليين اليوم بشأن غزة". ولم يكشف ترامب عن ممثليه، إلا أن اجتماعا كان مقررا بين المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو ونائب الرئيس جيه دي فانس مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر. وتابع: "سيقدم القطريون والمصريون، اللذان عملا بجد لإحلال السلام، هذا الاقتراح النهائي". واختتم قائلا: "آمل، لمصلحة الشرق الأوسط، أن تقبل حماس بهذا الاتفاق، لأن الوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءا". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store