
مجازر إسرائيلية متواصلة وتهديدات بتوسيع العمليات في غزة
واصلت إسرائيل، أمس الخميس ارتكاب المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، وسط تهديدات بتوسيع العمليات وحملة قصف عنيفة تشنّها الطائرات الحربية على مناطق مكتظة بالسكان ومراكز نزوح، حيث أسفرت الغارات عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، فيما أفرجت القوات الإسرائيلية، عن نحو 80 معتقلاً فلسطينياً من قطاع غزة، في وقت تتفاقم الأزمة في قطاع غزة مع غياب أي حلول واضحة لمواجهة الكارثة الإنسانية المستمرة، في حين نددت منظمة الصحة العالمية بالحصار الشامل، وأكدت أن إسرائيل منعت 75% من بعثات الأمم المتحدة من دخول غزة.
واصل الجيش الإسرائيلي استهداف مراكز الإيواء ومنازل المدنيين، خاصة في مدينة رفح جنوبي القطاع وحي الشجاعية شمالاً، مستخدماً أسلحة جديدة، بحسب ما أكده مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة في غزة، الدكتور مروان الهمص، الذي قال إن معظم الجرحى يصلون إلى المستشفيات وهم بحالة حروق كاملة، مطالباً بضرورة فتح المعابر بشكل عاجل لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية.
وفي شمال القطاع، طال القصف المدفعي منطقة بيت لاهيا شمال القطاع، وسط استمرار العمليات العسكرية. وفي الوسط، قصفت خيمة تؤوي نازحين شمال غرب مدينة الزهراء، ما أسفر عن مقتل شخص، بينما استهدفت الغارات عمارة السويركي بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، مخلفة قتلى وجرحى. وفي الجنوب، استهدفت المدفعية الإسرائيلية بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس جنوبي القطاع، فيما تعرضت خيمة في حي القرارة لقصف أدى إلى مقتل شخصين من عائلة العبادلة، كما قتل طفلان في منطقة شارع الطينة ببحر القرارة، كما استهدفت نيران المروحيات الإسرائيلية شمال مدينة رفح. في السياق ذاته، أعلنت سرايا القدس عن سيطرتها على طائرتين إسرائيليتين من طراز إيفو ماكس أثناء تنفيذهما مهام استخبارية في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أمس الخميس ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي للقطاع إلى 50886 قتيلاً و115875 مصاباً، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023. وجاء في التقرير الإحصائي اليومي لوزارة الصحة «وصل مستشفيات قطاع غزة 40 قتيلاً، و146 مصاباً خلال الساعات الماضية». وأشار البيان إلى أن «️حصيلة الضحايا منذ 18 مارس 2025 بلغت 1522 قتيلاً و3834 مصاباً».
ومن جانبها، اعترفت مصادر في الجيش الإسرائيلي لصحيفة «جيروزالم بوست» بأن القضاء على عناصر حركة حماس قد يستغرق عاماً كاملاً أو حتى سنوات. ووفقاً للصحيفة، إذا لم يحدث ذلك، فإن تل أبيب قد تكون مقبلة على حرب استنزاف طويلة وبطيئة في قطاع غزة، ويدرك بعض المسؤولين في الجيش الإسرائيلي هذا السيناريو، ويعتقدون أنه قد يستغرق سنوات.
من جهة أخرى، أفرجت القوات الإسرائيلية، عن نحو 80 معتقلاً فلسطينياً من قطاع غزة. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا» عن مصادر محلية قولها إن «عدداً من المعتقلين المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة». وأشارت المصادر إلى أن معظم المعتقلين المفرج عنهم مسنّون، وبعضهم لا يقوى على الحركة ويظهر عليهم آثار تعذيب. وحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين، فإن هناك أكثر من 2000 معتقل من قطاع غزة محتجزين في سجون سيديه تيمان، وعنتوت، وعوفر العسكري، والنقب.
أما على الصعيد الإنساني، فقد أكد عضو مجلس إدارة جمعية أصحاب المخابز في قطاع غزة، كامل عجور، أن التواصل مع الجهات المسؤولة بشأن دخول المساعدات الإنسانية غائب تماماً، مشيراً إلى أن المعلومات حول احتمال دخول مساعدات منتصف إبريل تقتصر على الأخبار الإعلامية وغير مؤكدة حتى الآن. وأطلقت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس الخميس، نداءً عاجلًا للمؤسسات الإنسانية والجهات المعنية، محذّرة من تفاقم غير مسبوق في نقص الأدوية والمستهلكات الطبية داخل مستشفيات القطاع ومراكز الرعاية الأولية، في ظل الحصار المفروض واستمرار إغلاق المعابر، ما يُنذر بانهيار وشيك للمنظومة الصحية، بحسب ما جاء في تصريح رسمي صدر عن الوزارة.
ومن جهته، أكّد مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس الخميس، أن 75% من بعثات الأمم المتحدة، تُمنع من دخول قطاع غزة، بسبب الحصار والهجمات الإسرائيلية المتواصلة. وأشار غيبريسوس في مؤتمر صحافي أسبوعي، إلى الحصار الشامل الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ الثاني من آذار/ مارس الماضي، ومنع دخول جميع المواد الغذائية والأدوية. وأضاف أنه «خلال الأسبوع الماضي، مُنع وعُرقل 75 في المئة من بعثات الأمم المتحدة، هذا الحصار يترك الأسر تعاني الجوع وسوء التغذية، ويمنعها من الوصول إلى المياه النظيفة والمأوى والرعاية الصحية المناسبة، ويؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالمرض والوفاة». وأكد غيبريسوس أن الهجمات الإسرائيلية على النظام الصحي في غزة مستمرة، مشيراً إلى مقتل أكثر من 400 عامل في المجال الإنساني منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023. (وكالات)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 3 ساعات
- الاتحاد
«الأونروا»: 950 طفلاً قتلوا في شهرين
غزة (الاتحاد) أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، بأن أكثر من 950 طفلاً قتلوا في غضون شهرين فقط بقطاع غزة. وقالت «الأونروا»، في منشور على صفحتها بموقع «فيس بوك» أمس، إن «الأطفال في غزة يتحملون معاناة لا يمكن تصورها». وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، قيل إن أكثر من 950 قتلوا في غضون شهرين فقط». وأضافت أنهم «يتضورون جوعاً ونازحين ويتعرضون لهجمات عشوائية»، مشددة على ضرورة أن يتوقف هذا. وختمت «الأونروا» قائلة: «يجب حماية الأطفال». وفي منشور على خبر حسابها على منصة «إكس»، قالت «الأونروا»، أمس، إن السبيل الوحيد لمنع تفاقم الكارثة الحالية في غزة هو تدفق المساعدات بشكل فعال ومتواصل. وشددت «الأونروا» أن فلسطينيي قطاع غزة لم يعودوا يستطيعون انتظار دخول المساعدات. وأوضحت أنقطاع غزة يحتاج على أقل تقدير ما بين 500 و600 شاحنة مساعدات يومياً، تديرها الأمم المتحدة.


الاتحاد
منذ 4 ساعات
- الاتحاد
إغاثة شاملة
«الفارس الشهم 3» العملية الإماراتية التي أمر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لدعم الأشقاء الفلسطينيين، هي العملية الإغاثية الأشمل، والأكثر تنوعاً في أشكال الدعم المقدم لأهالي غزة، سواء بتقديم مساعدات غذائية عاجلة وتزويدهم بمواد طبية، وإقامة مستشفى ميداني وإطلاق مبادرات لإجلاء الجرحى والمصابين وعلاجهم في الدولة، أو عبر تنفيذ مشاريع لإعادة تأهيل البنية التحتية الصحية والتعليمية. 66 ألف طن من المساعدات الإنسانية، تم إيصالها إلى غزة منذ إطلاق عملية «الفارس الشهم 3» التي تكثف حالياً جهودها لضمان استدامة تدفق تلك المساعدات للأشقاء في القطاع، خاصة مع تحقيق انفراجة في فتح المعابر أمام دخول المساعدات بعد إغلاقها لأكثر من شهرين، عانى خلالها المدنيون ظروفاً إنسانية صعبة، ونقصاً حاداً في الغذاء والدواء والماء الصالح للشرب، ناهيك عن التحديات المتزايدة في تقديم الخدمات الصحية. الإمارات تقوم بدور قيادي وريادي مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين، لمضاعفة الجهود اللازمة لدعم المساعي المبذولة لتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة، كما تعمل على إحلال الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تعزيز فرص الوصول إلى مسار سياسي، يقود إلى تحقيق حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.


صقر الجديان
منذ 7 ساعات
- صقر الجديان
«مخيم زمزم»: شهادات مروعة عن انتهاكات واسعة ضد المدنيين واستخدامه كمنصة عسكرية
الفاشر – صقر الجديان أفادت مصادر عسكرية وسكان محليون، بأن قوات الدعم السريع حوّلت مخيم زمزم الواقع قرب الفاشر، إلى ثكنة عسكرية ومنصة مدفعية تُستخدم لقصف عاصمة ولاية شمال دارفور. وكانت قوات الدعم السريع هاجمت في العاشر من أبريل المُنصرم مخيم زمزم، حيث سيطرت عليه بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات مع القوة المشتركة ومجموعات من المستنفرين، لتبدأ بعدها في شن حملة ترويع أدت إلى مقتل مئات المدنيين وفرار 406 آلاف شخص من منازلهم، طبقاً للأمم المُتحدة. وقالت المصادر '، إن 'الدعم السريع حوّل مخيم زمزم إلى ثكنة عسكرية تعج بالجنود والآليات الحربية، بما في ذلك مدرعات إماراتية'. وأشاروا إلى أن القوات نصبت مدفعين من طراز هاوتزر استخدمتهما في قصف الفاشر التي تقع على بعد 12 كيلومترًا من المخيم. وتقول الأمم المتحدة إن 180 ألف نازح لا يزالون عالقين في مخيم زمزم، فيما لا تزال تداعيات هجوم الدعم السريع تلاحق الفارين من الهجمات، والذين نزح معظمهم إلى طويلة، بينما توزع البقية بين الفاشر ومناطق في وسط دارفور ومدينة الطينة في تشاد. وتُعد صبورة أبكر نموذجًا مروعًا للكلفة الإنسانية لهجمات الدعم السريع التي قادها نائب قائد القوات، عبد الرحيم دقلو، بنفسه، وفقًا لمقاطع فيديو تحققت منها 'سودان تربيون' أظهرت تواجد دقلو في محيط المخيم. وتستذكر صبورة، وهي أم لأربعة أطفال كانت تقيم في مخيم زمزم وتمكّنت بعد رحلة مسير شاقة امتدت لأكثر من عشرة أيام من الوصول إلى منطقة 'الطينة' في دولة تشاد، تفاصيل الهجوم على المخيم. وقالت : 'إن قوات الدعم السريع هاجمونا في ساعات الصباح الأولى من يوم العاشر من أبريل الماضي، أطلقوا القذائف شديدة الانفجار التي أحرقت المنازل وبعض الأطفال داخل هذه الأكواخ المبنية من القش'. وأضافت: 'في اليوم الثاني للهجوم، بدأ عناصر قوات الدعم السريع الذين تمكنوا من الوصول إلى عمق المعسكر في اقتحام المنازل، وإطلاق الرصاص العشوائي على الرجال والنساء والأطفال… كان الجنود، يرددون عبارات مسيئة لسكان المعسكر'. وظل عناصر الدعم السريع يرددون مصطلحات عنصرية حاطة بالكرامة الإنسانية ضد خصومهم من الحركات المسلحة، دون أن يسلم أفراد الجيش منها. تمضي صبورة في حديثها: 'في اليوم الثالث للهجوم، وبعد أن فقدنا الغذاء بشكل كامل وانعدمت مياه الشرب واستبد الجوع والعطش بالأطفال، قررنا أن نغادر المعسكر نحو طويلة، في رحلة مسير شاقة سيرًا على الأقدام. قطعنا أكثر من 60 كيلومترًا في ظل العطش والجوع، حيث كان الأطفال يصرخون'. وأفادت بأن رحلة النزوح من زمزم نحو طويلة محفوفة بالمخاطر بسبب الانتشار الكثيف لقوات الدعم السريع ومليشيات القبائل العربية الذين يتواجدون على طول الطريق ويقومون بقتل كل من يصادفهم وينهبون الفارين. انتهاكات في الطريق وعلى طول الطريق الرابط بين مخيّم زمزم ومدينة طويلة التي فرّ إليها آلاف النازحين، يشكو الفارون من انتهاكات واسعة تعرضوا لها من قبل قوات الدعم السريع، شملت القتل والنهب والاغتصاب. ويقول مصطفى النور، الذي نزح مع الآلاف ووصل إلى الحدود التشادية، لـ 'سودان تريبيون': 'شاهدنا بأعيننا اغتصاب الفتيات، وحتى النساء كبيرات السن لم يسلمن من ذلك… كما أن الرجال الذين تجاوزوا السبعين عامًا يتعرضون للجلد المبرح بالسياط، بينما الشباب حتى سن الخمسين عامًا يُقتلون مباشرة بدعوى أنهم تابعون للقوة المشتركة والجيش ويودون الخروج من جحيم الفاشر'. وأضاف: 'أحصيت ما لا يقل عن 30 جثة، أغلبهم قُتل بالرصاص وبعضهم مات عطشًا وجوعًا على طول الطريق ما بين زمزم وطويلة، دون أن يتمكن ذووهم من دفنهم لأن جنود الدعم السريع يمنعون ذلك'. تدمير مراكز الخدمات ولقيت الأعمال العسكرية التي قادتها قوات الدعم السريع إدانات واسعة من قبل المجتمع الإقليمي والدولي وبعض المنظمات الأممية التي نددت بالواقعة وطالبت قوات الدعم السريع بالكف عن مُلاحقة المدنيين. ويعكس الهجوم الذي قادته قوات الدعم السريع على أحد أكبر مخيمات النزوح في إقليم دارفور مدى وحشية هذه القوات وتورطها في ارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين، مستخدمةً أسلحة ثقيلة بما في ذلك الطيران المسيّر، الذي أحال أجساد النازحين الجوعى إلى أشلاء، وفقًا لما يقوله الناشط الحقوقي هاشم محمد علي. واستهدفت قوات الدعم السريع، منذ اليوم الأول لهجومها على مخيّم زمزم، المواقع التي تقدم الخدمات للنازحين، بما في ذلك محطات المياه والمستشفيات والمراكز الطبية المملوكة للمنظمات الإنسانية والقطاع الخاص. وكشف المُتحدث باسم مخيّم زمزم، محمد خميس دودة، عن تدمير قوات الدعم نحو 6 مستشفيات كبيرة تقدم خدماتها لأكثر من مليون نازح، بما في ذلك سكان مدينة الفاشر. وأشار إلى أن أربعة من المستشفيات المدمرة تتبع لمنظمة الإغاثة الدولية التي تعرض مستشفاها الرئيسي لهجوم في اليوم الأول لاجتياح المعسكر وقُتل 9 من كوادر المنظمة، بمن فيهم مدير المنظمة في مخيم زمزم وبعض الأطباء. وذكر أن قوات الدعم السريع دمرت كذلك اثنين من المستشفيات الكبيرة التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود الفرنسية التي تقدم خدمات الصحة الإنجابية ومعالجة أمراض سوء التغذية للأطفال والنساء الحوامل وكبار السن. وكشف دودة عن تعرض مقر منظمة التضامن الدولي، وهي منظمة فرنسية تنشط في تأسيس مصادر مياه الشرب النقية، للتدمير. وأفاد بأن قوات الدعم السريع قصدت تدمير كل المرافق الخدمية والقضاء على أي أمل للعودة الطوعية للنازحين. عالقون في زمزم ورغم استحالة العيش داخل مخيّم زمزم بعد الدمار الكبير الذي طال المستشفيات ومصادر المياه وحرق ونهب الأسواق، يقول خميس دودة إن أعدادًا كبيرة من النازحين ما زالوا موجودين داخل المخيّم، احتجزتهم قوات الدعم السريع كدروع بشرية ومنعتهم من مغادرة المخيّم. وأشار إلى أن ما تبقى من النازحين هناك يتعرضون لانتهاكات يومية تشمل القتل والاعتقال والمطالبة بفديات مالية، كما تحدث عن تعرض عشرات النسوة للعنف الجنسي، كاشفًا عن وجود أعداد كبيرة من الجثامين ما تزال موجودة في العراء وداخل المنازل المحترقة لم تتم مواراتها الثرى حتى الآن، وطالب بإقرار هدنة تمكن النازحين من العودة ودفن الجثامين الملقاة في الطرقات وفي الميادين العامة.