
قبيسي: كل شهيد سقط من حركة أمل وحزب الله كان في سبيل حماية الدولة والسيادة والاستقلال
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
أكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب هاني قبيسي أن "الانتخابات البلدية القادمة هي استحقاق علينا إنجازه بكل هدوء ومحبة وتواصل"، مشددًا على أهمية هذا الاستحقاق في تأمين الاستقرار وتعزيز التنمية في القرى رغم الأزمة الاقتصادية الخانقة، ومشيرًا إلى دور الدولة وبعض المتمولين في دعم البلديات. ودعا إلى مشاركة فاعلة من الأهالي وتجاوز الخلافات، محذرًا من محاولات بعض الجهات "زرع الكراهية والتحريض من خلال سياسات مشبوهة".
وفي كلمة له خلال حفل تأبيني في بلدة دير الزهراني، أسف قبيسي "لبعض الأصوات التي لا تزال تُسمع في الداخل اللبناني والتي لا تسعى إلا إلى الفتنة وشق الصف، وتعتبر سلاح المقاومة عبئًا على لبنان، رغم أنه دافع عن الوطن، وحمى السيادة، وحرر الأرض من رجس العدو الصهيوني".
ورأى أن "تطور قوة المقاومة وحضورها جاء نتيجة غياب الدولة وتقصيرها في الجنوب، فلو قامت الدولة بواجبها لما كانت الحاجة إلى مقاومة وسلاح"، مؤكدًا أن "كل شهيد سقط سواء من حركة أمل أو حزب الله كان في سبيل حماية الدولة والسيادة والاستقلال، ولبقاء الجيش اللبناني رافعًا رايته للدفاع عن الحدود".
وشدد على أن "السياسة التي تنتهجها حركة أمل لا تمت بصلة إلى الأصوات التي تسعى للفتنة والخلافات الداخلية"، لافتًا إلى أن "رغم انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة توافقية، لا تزال بعض الجهات تسعى لزرع الخلافات وتحريك سياسات تصب في مصلحة المشاريع الغربية الداعمة لإسرائيل".
ودان قبيسي ما حصل في مدينة صور من إحراق صورة رئيس الجمهورية، واصفًا الحادثة بأنها "مشبوهة ومقصودة لتحريك الفتنة"، مؤكدًا دعم حركة أمل للرئيس ودوره في حماية لبنان وتثبيت التفاهم بين الجيش والمقاومة.
وختم قائلًا إن "الرد على كل محاولات الفتنة يكون بالوحدة، والتمسك بالدولة والجيش والمقاومة"، مؤكدًا أن "لبنان لا يمكن أن يحفظ كرامته إلا بالحوار والعيش المشترك والتفاهم".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 41 دقائق
- الديار
إنتخابات جزين وقضاؤها :معركة سياسيّة بين لوائح "الوطني الحرّ" و"القوات"
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب رغم تحالف "القوات" و"التيار الوطني الحر" في البترون وبيروت وعدد من المناطق، تكتسب المعركة في جزين "طابعاً سياسياً"، مع رفع "القوات" لشعار "معركة جزين البلدية" استمرار لمعركة جزين النيابية في العام 2022. وفي جديد "الصراع" بين الطرفين، اعلنت اللائحة الثانية في جزين "بلديتكن مستقبلكن" المدعومة من العائلات الجزينيّة، وحزبَي "القوّات اللّبنانيّة" و"الكتائب اللّبنانيّة"، بعد ان كانت اعلنت اللائحة الاولى السبت الماضي، والمدعومة من النائب السابق ابراهيم عازار و"التيار الوطني الحر" وعائلات. وضمّت لائحة "القوات" و"الكتائب" المرشّحين لرئاسة وعضويّة مجلس بلدية جزين - عين مجدلين: بشارة جوزيف عون لرئاسة المجلس البلدي، مروان سعيد كرم، ريتا الياس الأسمر، بول لويس رومانوس، إليانا ميلاد صالح، إدمون جوزف رحيم، شادي ريمون الحلو، وليد حليم بو راشد، جوزيف أنطوان رزق، صبحي يوسف سليم، منى حبيب الحلو، سامر انطوان عون، ريمي ميلاد الأسمر، مروان سليمان الحوراني، أنطوان يوسف ضاهر شاهين، ناتالي هاشم العاقوري، جويل منصور الحلو؛ وجوزيف بهجات فرح. أمّا المرشّحون عن لائحة المخاتير فهم: مارينا روجيه بو راشد، مارون طانيوس عون، مروان نادر حرب، حليم سليمان الأسمر، طوني منصور الحلو، مارون الياس بو نادر؛ وبول جان رزق. اما اللائحة الاولى اي لائحة عازار – التيار فتضم 18 عضوا بلديا و 6 مخاتير لجزين ومختارين لعين مجدلين. وتضم اللائحة: دافيد طانوس الحلو، خلود اسعد عساف، جوني عون، جيمي مارون المقنزح، جوزيف سليمان الاسمر، مارون انطوان منصور، شربل جميل الحلو، شادي شداد، باسل سمير عون، يوسف رحال، طوني نعمة عازار، جوني رحيم، ريم الحلو، انطوانيت كرم، شربل نمر عطية، بيتر عزيز، ريان انطوان فضول، ادي رزق. المخاتير المرشحون في جزين هم: يوسف العرية، مارون عبد النور، ريمون قطار، خليل الاسمر، طوني عون، سمير بو راشد. والمخاتير المرشحون في عين مجدلين هم: حليم الياس، جورج جيبرايل. وقد أعلنت قائمقامية جزين فوز اعضاء الهيئة الاختيارية في مدينة جزين بالتزكية، وهم: بيار بولس المدور، جورج حنا الرحيم وغادة مارون رحيم. ويكشف النائب السابق ابراهيم عازار لـ"الديار" ان الانتخابات في جزين انمائية، وهمنا الانماء وليس السياسة، بينما ترفع "القوات" لواء السياسة وتعتبرها معركة سياسية، وهي بالامس احتفلت في جزين بمسيرات سيارة ومفرقعات بما اسمته الانتصار في زحلة . ويؤكد عازار ان الامور جيدة في جزين بالنسبة للائحتنا، وارقامنا جيدة، وسيكون هناك معركة انتخابية في جزين بين "التيار" والقوات، وكذلك في قضاء جزين. واللافت انهما تحالفا في اكثر من مكان الا في جزين وقضائها. في المقابل، تؤكد اجواء "القوات" ان الامور مريحة، ولا نتوقف عند الشائعات والتصريحات الانتخابية، المهم ما يقوله الناس ولمن يصوتون يوم الانتخابات. والنتائج التي تحصدها "القوات" وغدا في جزين وقضائها، افضل رد على المشككين بتقدم "القوات" السياسي والانتخابي والشعبي. اما في انتخابات قضاء جزين اعلن منذ ايام عن فوز تسع بلديات بالتزكية في منطقة جزين، بعد اقفال باب الترشحات للانتخابات البلدية والاختيارية، هي: وادي الليمون، كفرجرة، عازور، وادي جزين، كرخا، قطين وحداب، الحمصية، صيدون وجرنايا. وفي السياق، تكشف اوساط قيادية معنية في "الثنائي الشيعي" ان الامور ايجابية في القرى الشيعية والمسيحية المختلطة في قضاء جزين، وقد تكون محسومة بعد التوافق بين "الثنائي الشيعي" و"التيار الوطني الحر"، والنائبين السابقين ابراهيم عازار وامل ابو زيد والعائلات. وتقول الاوساط ان الامور باتت محسومة في كفرحونة والعيشية وروم.


الديار
منذ 41 دقائق
- الديار
عباس في لبنان مُؤيّداً حصر السلاح بالدولة والفلسطيني منه قيادي في "فتح": نعمل بالحياد الإيجابي ووفق رسالتين نقديّتين
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يزور لبنان اليوم رئيس السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن)، وكانت آخر زيارة له في العام 2011 في عهد الرئيس ميشال سليمان، وهو اول رئيس عربي يأتي الى بيروت ليقدم التهنئة للرئيس عون بانتخابه رئيساً للجمهورية، وهو ما سبق وقام به في زيارة الى سوريا قبل اشهر، لتهنئة احمد الشرع بوصوله الى السلطة وتسلم رئاسة الجمهورية مؤقتاً. والزيارة التي يصفها مصدر قيادي بارز في حركة "فتح" التي يرأسها عباس، بانها زيارة دولة ستدوم ثلاثة ايام، وسيلتقي خلالها كلًا من رؤساء الجمهورية جوزاف عون ومجلس النواب نبيه بري والحكومة نواف سلام، كما سيلتقي اركان السفارة الفلسطينية في لبنان، ويعقد اجتماعاً لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية. ويتقدم السلاح الفلسطيني زيارة "ابو مازن"، الذي يحتل صدارة الاهتمام في لبنان لجهة حصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية، الذي يؤكد عليه رئيس الجمهورية منذ خطاب القسم بعد انتخابه، الى كل مواقفه وخطاباته ولقاءاته مع رؤساء دول وملوك وموفدين. وهذا الموضوع لا يشكل احراجا للرئيس الفلسطيني ان يبحثه في لبنان مع المسؤولين فيه، يقول القيادي "الفتحاوي"، الذي يكشف ان السلطة الفلسطينية سواء في الضفة الغربية او غزة، كانت تطالب بحصرية السلاح بيد السلطة الفلسطينية، فلماذا ترفضه في لبنان. وقامت حركة "فتح" بمراجعة نقدية للمرحلة التي حصلت فيها الحروب في لبنان، وكان "لفتح" وفصائل فلسطينية وقوى وطنية مشاركة فيها، فتوجه ممثل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي في 29 نيسان 2008 بكلمة شرف وعهد وفاء الى المسيحيين في لبنان، وسميت اعلان فلسطيني في لبنان"، حيث رسم فيها زكي كما قال "خياراتنا وتوجهاتنا، بعد مراجعة لتجربتنا في هذا البلد المعطاء، اردناها مراجعة صادقة وصريحة، نعاهدكم فيها على الاحترام الكامل لخصوصيتكم اللبنانية والمشرقية، وأن نكون معا لدرء الاذى الذي يترصد لبنان العزيز، بوصفه كيانا مستقلا ودولة سيدة". على هذه الكلمة وقبلها، رسالة من سفارة فلسطين في لبنان التي كان يتولاها زكي، واكد فيها على "تجاوز الماضي باخطائه وخطاياه، والانفتاح الصادق على مصالحة في العمق تليق باصالة شعبينا، كما نشعر بامتنان عظيم للشعب اللبناني الشقيق على ما قدم من تضحيات جسام لقضيتنا الفلسطينية على مدى عقود". من هذه الثوابت والمنطلقات، التي وضعت قبل حوالى 20 عاماً، تأتي زيارة الرئيس الفلسطيني ليطبق مع الحكم الجديد في لبنان، واقامة علاقات لبنانية ـ فلسطينية سليمة، ولن يكون السلاح عائقا امام الارتقاء بها، يقول القيادي في "فتح" الذي يؤكد ان منظمة التحرير الفلسطينية تحت سقف الدولة، وهذا امر ثابت ولا تراجع عنه، لانه من حق لبنان، ان تكون الدولة فيه تمتلك السلاح، ولا يشاركها اي طرف آخر فيه مهما كانت جنسيته. الفلسطينيون في لبنان مروا بتجربة مريرة ولن يكرروها، وهم على حياد ايجابي بين اللبنانيين يقول المصدر، الذي يكشف عن ان الزيارة سترسم المستقبل للوجود الفلسطيني في لبنان والذي سيكون مدنيا فقط، وسيتم وضع آلية لتنظيم السلاح داخل المخيمات، بعد ان انتهى وجوده خارجها، وتسليمه للجيش اللبناني مع المراكز التي كانت تابعة للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة و"فتح الانتفاضة" في قوسايا وكفرزبد وحلوى والناعمة، دون حصول اي اشكال. وتمت العملية بسلام وتفاهم وتوافق، وهذا ما سيطبق على السلاح داخل المخيمات. هذا، وعقد لقاء في السفارة الفلسطينية حضرته فصائل تباحثت في زيارة الرئيس الفلسطيني، فأكد المجتمعون على ان ما يتفق عليه اللبنانيون يقبله الفلسطينيون وينفذونه، لا سيما في موضوع السلاح الذي لا وجود للثقيل منه، وان اطلاق صواريخ في فترات متباعدة، وكان آخرها من محيط النبطية، كان عملاً مشبوهاً وفق المصدر، الذي يشير الى ان مخابرات الجيش كشفت الجهة المنفذة، وان افرادها ينتمون الى حركة "حماس" التي سلمت اربعة منهم. فالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات ازيل بعد اجتماع للجنة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني في 14 كانون الثاني الماضي، وبعد حوالى اسبوع على انتخاب الرئيس عون، الذي سيتعاطى بهدوء مع السلاح غير الشرعي، وهو ما سيبحثه مع الرئيس الفلسطيني المنفتح بدوره على الحلول السلمية، بعد ان اعلن رئيس الجمهورية انه لن يلجأ الى القوة في معالجة السلاح عند اي طرف لبناني وغير لبناني، وان من يحملون السلاح داخل المخيمات من "جماعات اسلامية متطرفة"، باتوا جميعهم في اطار "هيئة العمل الفلسطيني المشترك"، وان مخيم عين الحلوة الاكثر اكتظاظا بالسكان ويوجد تفلت امني فيه، فان "عصبة الانصار" بات تحركها فيه مضبوطًا، وان حيين هما "الطوارىء" و "التعمير" ويسكنهما فلسطينيون، وفيهما جماعات تكفيرية يمكن للسلطة اللبنانية معالجتهما. ويحضر عباس الى لبنان مع تحولات حصلت، حيث سقط النظام في سوريا، وتراجع دور "محور المقاومة" العسكري، وهو يمسك بورقة التمثيل الفلسطيني، لتقيدم الدعم للشرعية اللبنانية.


الديار
منذ 41 دقائق
- الديار
ضغوط ترامب أوقفت مؤتمر ماكرون الدولي لدعم لبنان
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يتحدّث الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ دخوله للمرة الثانية الى البيت الأبيض، عن أنّه "يكره الحروب ويريد إحلال السلام في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط"، الى درجة كلامه عن أنّه يسعى الى نيل "جائزة نوبل للسلام". غير أنّ أنّ زيارته الرسمية الأولى الى خارج البلاد، والتي شملت دول الخليج من 12 الى 16 أيّار الجاري، أكّدت أنّ السلام في الشرق الأوسط هو "كلام في الهواء"، لم يُفتح بابه بعد على ما كان يُفترض، رغم تطرّقه بشكل سريع الى انضمام الدول العربية الى "اتفاقات أبراهام"، ومطالبته الرئيس السوري أحمد الشرع بانضمام بلاده اليها، فضلًا عن مطالبته إيّاه بمغادرة الإرهابيين الأجانب من سورية، لا سيما العناصر الفلسطينيية المصنّفة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، كونهم يشكلون تهديدًا لسورية كما للمصالح الأميركية فيها، في ظلّ توقّعاته بموافقة لبنان لاحقًا على الانضمام الى هذه الاتفاقات. غير أنّ ترامب لم يتحدّث عن آلية حصول مثل هذا الأمر، ولا عن أي دعم أميركي لسورية للتخلّص من الإرهابيين، ولا عن الثمن أو المقابل الذي ستجنيه دول المنطقة من هذا التطبيع، ولا عن كيفية انضمام كلّ من لبنان وسوريا الى التطبيع مع "إسرائيل"، في ظلّ استمرارها في احتلالها الجولان والأراضي اللبنانية، ومواصلة اعتداءاتها على السيادة اللبنانية، كما حربها على قطاع غزّة. تقول مصادر سياسية مطّلعة إنّ جولة ترامب الى دول الخليج، حصد منها توقيع اتفاقيات "شراكة" تجارية واقتصادية مع هذه الدول، بقيمة 3.6 تريليون دولار (تريليون من السعودية، 1.2 تريليون من قطر، و1.4 تريليون من الإمارات العربية، فضلاً عن هدية من قبل قطر هي عبارة عن طائرة بوينغ 747 بقيمة 400 مليون دولار، قدّمها ترامب أخيراً الى القوّات المسلّحة الأميركية، على ما قيل)... فالعقود والصفقات المالية هي التي تهمّ ترامب وليس "السلام" في المنطقة، بحسب المصادر، على ما يُحاول أن يُصوّر للمجتمع العربي والدولي. فهو لم يتمكّن بعد من إنهاء الحرب في أوكرانيا، ولا الحرب "الإسرائيلية" على قطاع غزّة. كما أنّه لم يأتِ على ذكر "مبادرة السلام العربية" التي أطلقها الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، في قمّة بيروت في العام 2002 للسلام في الشرق الأوسط بين "إسرائيل" والفلسطينيين. وتهدف الى إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل إعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية و"إسرائيل". كما أنّه لم يتحدّث عن حقوق الإنسان التي تعاني من الحروب، لا سيما في غزّة وفي لبنان، انطلاقاً من أنّ بلاده معروفة بدفاعها عنها، باستثناء قوله بأنّه "علينا مساعدة الناس الجائعين في غزّة"، من دون التطرّق الى أي تصريحات بشأن إنهاء الحرب فيها. في يحن ظهر أخيرًا الشجب الأوروبي لتجويع وقتل الفلسطينيين في غزّة من قبل نتنياهو، الأمر الذي قد يُضيّق الخناق على عنقه، هو الصادرة ضده مذكرة توقيف من قبل محكمة الجنايات الدولية؟ عن أي سلام يتحدّث ترامب، والأمور في لبنان والمنطقة لا تزال على حالها؟ صحيح أنّ التغيير حصل في سورية، على ما تلفت المصادر، غير أنّه لم يكتمل. وفي غزّة لم يتمكّن ترامب حتى الساعة من لجم مطامع نتنياهو في السيطرة والتوسّع عن طريق قتل الأبرياء، وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، واستكمال مشروع تهجير الغزّاويين الى سيناء. وفي لبنان، ورغم اتخاذ قرار وقف إطلاق النار بين حزب الله و "إسرائيل"، ودخوله حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني الماضي، فإنّ "إسرائيل" لم تُنفّذ بعد أي بند من هذا الاتفاق، لا سيما الانسحاب من التلال الخمس ومن الأراضي اللبنانية المحتلّة، ولم يتمّ إيجاد بالتالي أي حلّ للنقاط الـ 13 المتنازع عليها عند الخط الأزرق، رغم قيام الدولة اللبنانية بما طالبها به الاتفاق لجهة نزع سلاح حزب الله من جنوب الليطاني، لتتحوّل المطالب الى نزعه من شماله ومن البلد ككلّ، على ما جاء أخيرا على لسان نائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس التي ستزور لبنان الأسبوع المقبل. من هنا، فإنّ ترامب الذي يعبر نحو المرحلة الخامسة من مفاوضاته مع إيران، على ما تؤكّد المصادر، يريد أولاً طمأنة الحلفاء الاستراتيجيين بأنّ أي اتفاق معها، أيًّا كان نوعه، لن يكون على حساب شركائه في دول الخليج. كما أعاد ترامب من خلال تصريحاته التي تطرّق فيها الى الملف اللبناني خلال جولته الخليجية، التأكيد على أنّ الأولوية بالنسبة لواشنطن هي نزع سلاح الحزب، إذ قال إنّه "لدى اللبنانيين الفرصة للتحرّر من سلاح الحزب... وإنّ الفرصة تأتي مرّة واحدة في العمر"، حتى قبل الإصلاحات المطلوبة. أمّا إعادة الإعمار أو التطبيع مع "إسرائيل"، على الأقلّ بالنسبة الى لبنان، فلم يأتِ على ذكرهما، كونه يعلم تماما بأنّ "إسرائيل" لا تريد السلام مع لبنان، بل تنفيذ مشروعها التوسّعي وهو السيطرة العسكرية على المنطقة الجنوبية فيه، على غرار ما تفعل في الجولان، وتريد فعله في غزّة. في الوقت نفسه، فإنّ المؤتمر الدولي لإعادة إعمار لبنان الذي كان يقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتحضيره لدعوة المجتمع الدولي والدول المانحة اليه، خصوصاً بعد الإصلاحات التي قامت بها الدولة اللبنانية حتى الآن، فقد توقّف حالياً بضغط أميركي ، على ما كشفت المصادر. فليس لدى ترامب من نيّة لبدء إعادة إعمار لبنان في المرحلة الراهنة، قبل تنفيذ مطلب نزع سلاح حزب الله أولاً من قبل لبنان، على ما تريد "إسرائيل". غير أنّ رئيس الجمهورية جوزاف عون تحدّث أخيرا عن أنّ "نزع سلاح الحزب حسّاس ويتحقّق مع توافر الظروف"، وأنّه "ليس أمام الحزب إلّا خيار القبول بمفهوم الدولة". فالحوار الثنائي مع الحزب جارٍ على قدم وساق، في حين أنّ "إسرائيل" لم تُنفّذ انسحابها بعد من التلال الخمس الحدودية، على ما ينصّ الاتفاق، وتواصل اعتداءاتها وتمنع الجنوبيين من العودة الى قراهم، حتى ولو أرادوا تركيب منازل جاهزة مؤقتة. في الوقت الذي ينوي فيه ترامب قبول عرض الشرع بإعادة إعمار بلاده من قبل الشركات الأميركية بقيمة 400 مليار دولار، وإقامة أبراج ترامب- دمشق شبيهة ببرج ترامب في نيويورك، وما الى ذلك، كونه أبدى استعداده للدخول في عملية التطبيع مع "إسرائيل"، بعد رفع العقوبات الأميركية، وتحديداً "قانون قيصر" عن سورية. وفي ما يتعلّق بسحب السلاح الفلسطيني من المخيمات الفلسطينيية، على ما يُطالب الإتفاق أيضاً، والذي سيجري تحديد أطره اليوم بين الرئيسعون والرئيس الفلسطيني محمود عبّاس خلال زيارته الى لبنان، فيهدف وفق المصادر، الى إلغاء حقّ عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم، الذي ينصّ عليه القرار 194 و"توطين" الفلسطينيين في لبنان رغم رفضه لهذا الأمر. وقد يُصار الى ترحيلهم لاحقاً الى ليبيا، مقابل رفع العقوبات عن هذه الأخيرة، على ما يجري التخطيط له من قبل واشنطن و"تلّ أبيب".