
سادة الإدهاش
للدهشة درجات متعددة أعلاها الذهول، والذهول هو ردة فعل شائعة إزاء حالة تصعب على الفهم وتستعصي على التفسير، توقف عن قدح أفكارك العاجزة وكف عن جلد نفسك فلن تفهم، لن تفهم لأن أدواتك في التحليل قاصرة، فالأمر هنا يتجاوز المنطق وهو أكبر وأسمى من العقل وليس له علاقة بالمعطيات، الأمر كله يا صديقي مختزل هنا في كلمة واحدة هي (الإيمان).
وعندما يتعلق الأمر بالغموض والغرابة –نسبياً-فأنت حتماً في حضرة الأنصار، فهم بحق سادة الإدهاش والإذهال في هذا العصر الممل والمتوقع الأحداث والخالي من أي عنصر من عناصر المفاجأة.
قاتمة جداً الصورة وحالكة السواد، فأغلبية القطيع يُساق كالخرفان للمقصلة، بصمت مطبق، وانصياع مطلق وبـ(سعادة) غامرة وبنشوة محيرة وصادمة. هذا حال السواد الأعظم وهو أمر محسوم ومفهوم. ومن تمرد عن القطيع وهم الاستثناء، فقد تثلمت سيوفهم من طول وعظم القراع وأثخنتهم المقاومة، ولا تثريب أو ملام أو ضغينة، وبعضهم قد تكسرت سيوفهم قبل حتى أن يبدأ النزال، لأن سيوفهم خشبية كانت تسترها الأغماد المزخرفة.
الخلاصة لقد سقطت كل الشعارات فيما صوروه وكأنه بمثابة نهاية للمرحلة، قًضي الأمر فقد سئم الناس الحرب وهم بارعون في تبرير أسباب الهزيمة.
حسناً إن سقطت الشعارات فإن القيم باقية ولا تسقط بالتقادم، لأنها ببساطة محفورة في وجدان هذه الأمة ومنقوشة في قدس أقداس ثقافتها بأحرف من نور، وهنا يتجلى دور ثقافة الإدهاش، فهم لا يكلون ولا يملون، ويتحدون عجز المنطق ويتسامون على معطيات السياسة وحسابات المصالح الضيقة، وقودهم الوجداني وتوكلهم الرباني وعزمهم اليماني يحيّر الصديق قبل العدو، فلم يبق سواهم ما زال ممسك بتلابيب المبادرة.
إذا كانت النفوس كبارا … تعبت في مرادها الأجسام .. (المتنبي)
وهؤلاء القوم همتهم تناطح الجوزاء، وتتجاوز حجمهم وإمكانياتهم بأضعاف مضاعفة .. مضاعفة، نعم هم يعانون، ويعانون بشدة لأسباب لا تخفى على أحد، ولكنهم ببساطة يجعلون لمعاناتهم ثمن، وأي ثمن.
ما يزال الأنصار هم الأنصار منذ بدء هذه المعمعة، ولم تُسجل عليهم أي علامة للتعب أو الملل أو إعادة الحسابات أو يظهرون أي إشارة للمهادنة أو المساومة بل يزدادون مع تكالب الأعداء وتعاظم الخطوب إلا ثباتاً وزخماً وعنفوانا، وهنا أدعوك أن تعود وتفتش عن كلمة السر في هذا الصمود، الكلمة المفتاح التي تقدمت، وهي ببساطة روح الإيمان.
أنظر لتفهم تلك الروح إلى زعيمهم عندما يطلع كل خميس على الشاشات أو بأي مناسبة، تأمل هالة الوقار والسكينة والهدوء والثقة التي ترتسم على ملامح محياه وطريقة كلامه وإيماءاته وحركاته وسكناته.. الخ، هل تلاحظ أي فرق في أي إطلالة عن الأخرى؟ نفس وتلك الملامح هي نفسها، والرجل نفسه بكل الحالات، فلا يبدو عليه أي جزع أو اضطراب في حالات المصائب أو في عز شراسة الهجمة، وبالمقابل لا تلحظ عليه أي نشوة أو زهو بنصر تحقق أو أي إنجاز تم، هذه الروح ببساطة هي روح الأنصار وقبس من روح وثقافة زعيمهم.
يتشدق اليوم (نتنياهو) ومن البيت الأبيض بأنه قد أصبح قاب قوسين من تحقيق (انتصاره) الرابع، ملمحاً للمفاوضات الجارية مع (حماس) في قطر، وإمكانية تحقيق نصر سياسي، وما يزال هذا النصر وهمياً وسابقاً لأوانه، ولكن حتى لو تحقق، فعليه أن لا يحلم بأي نصر خامس، فهذا أبعد عليه من عين الشمس. نتنياهو الذي يتبجح أنه لم يغيّر الشرق الأوسط فحسب، بل غيّر بعد عدوانه الأخير على إيران العالم بأسره، سوف يتعثر مشروعه الكبير والرهيب، وسوف يظل يمن الأنصار بمثابة الشوكة في حلقه، نعم لا ننكر لقد استتبت له أمور كثيرة وغير متوقعة ولكنه سوف يختنق أثناء خروجه الأخير في عنق الزجاجة، سيختنق في مضيق المندب .
الأنصار هم آخر أمل تبقى لأحرار هذه الأمة ولأحرار العالم أجمع، لمنع تحقيق الحلم العبري، ولرفض الاستباحة المطلقة والكاملة، هم ضميرنا وصوتنا ولسان حالنا وهم قلعتنا الأخيرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ 42 دقائق
- فيتو
سرايا القدس تعلن قصف تجمعات لجنود وآليات جيش الاحتلال في خان يونس
أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم الإثنين، قصف تجمعات لجنود وآليات جيش الاحتلال في شارع 5 شمال مدينة خان يونس بقطاع غزة بقذائف الهاون. نقص في عدد قوات الاحتلال بعد مقتل وجرح نحو 10 آلاف جندي أفادت القناة 12 العبرية، مساء أمس الأحد، بأن قوات النخبة في جيش الاحتلال تقوم بمهام وحدات المشاة، بسبب النقص في عدد القوات بعد مقتل وجرح نحو 10 آلاف جندي. وقالت القناة 12 العبرية: "جنود في وحدات النخبة مثل الكوماندوز وماجلان أوكلت لهم مهام قوات المشاة.. الجنود بالوحدات يقولون إن القيادة تكلفهم بمهام لا تتوافق مع تدريباتهم". وتابعت القناة 12 العبرية: "الجنود يشتكون من تكليفهم بنشاطات عسكرية تستغرق أحيانا 12 ساعة متواصلة". إعادة المخطوفين لكن مع القضاء على حماس وزعم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الأحد، إن حركة حماس رفضت مقترح صفقة تبادل الأسرى وتصر على البقاء في قطاع غزة وإعادة التسلح وهذا غير مقبول. وتابع نتنياهو: "نريد صفقة لكن ليس صفقة تترك حماس قادرة على تكرار ما فعلته من جرائم.. عازمون على إعادة المخطوفين لكن مع القضاء على حماس كذلك". الإعلام الإسرائيلي يتهمني بإفشال مساعي إنجاز صفقة تبادل وادعى نتنياهو: "الإعلام الإسرائيلي يتهمني بإفشال مساعي إنجاز صفقة تبادل ويردد دعاية حماس.. استطلاعات الرأي التي تظهر وجود أغلبية لدى الإسرائيليين لإنجاز صفقة استطلاعات مهندسة". واستكمل نتنياهو: "استطلاعات الرأي التي تظهر وجود أغلبية تؤيد صفقة لا تسأل المستطلعين إذا كانوا يريدون بقاء حماس في غزة". ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


بوابة الأهرام
منذ ساعة واحدة
- بوابة الأهرام
ترامب ومصر
وصل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مرتين وفى الحالتين يبدو متفردًا عن نظرائه من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية منذ جورج واشنطن وحتى الآن، فالرجل قادم من خلفية ليست سياسية، ولكنها تجارية اقتصادية تجسد شخصية رجال الأعمال على الساحة الدولية المعاصرة، فهو يقايض ولا يفاوض ويملى ولا يتفاهم، ويتصرف باعتباره الحاكم الأوحد والمرجع الأعلى، وصاحب الكلمة النافذة بين الأمم والشعوب، وقد يحقق نجاحات وقتية ويترك بصمات مرحلية، ولكنه لن يستطيع أبدًا أن يكون عنوانًا للمستقبل، وتجسيدًا لمدرسة جديدة مختلفة فى الفكر السياسى أو الأسلوب الدبلوماسى المعاصر، فالرجل القادم من قطاع الأعمال لا يمتلك رؤية بعيدة للعلاقات بين بلاده وباقى دول العالم، وهو يؤمن أحيانًا بالأرقام الصماء فلا يكاد يستطيع أن يميز بين ماهو حقيقى وماهو زائف أو حتى بين ماهو قصير المدى أو طويل الأجل، وخبرة دونالد ترامب فى منطقة الشرق الأوسط تتركز حول شهوته الجامحة فى استنزاف مواردها ومحاولاته المستمرة للسيطرة على مقدرات الغير. ولمصر تجربة مختلفة فى العلاقة مع سيد البيت الأبيض دونالد ترامب، فالعلاقة كانت تمضى على نحوٍ معقول ومقبول فى رئاسته الأولى حتى كاد أن يجد حلاً لمعضلة السد الإثيوبى بين مصر وإثيوبيا، ولكن الرياح أتت بما لا تشتهى السفن فقد تمردت أديس أبابا، ووجدت من يهمس لها بالتوقف عن التسوية وفقًا للإرادة المشتركة والمضى وراء الإرادة المنفردة، بل إن العلاقة بين الرئيسين فى ولايته الأولى اتسمت بقدر كبير من التفاهم والتفاؤل، ولكن الرئيس الأمريكى القادم للبيت الأبيض فى رئاسته الثانية يحمل فى جعبته أفكارًا وأطماعًا قد لا تتسق هذه المرة مع مصالح مصر وإرادتها الحرة، وحين بدأ ترامب يعبث بخريطة التجارة العالمية وأرقام التبادل التجارى لم تكن له أطماع فى مصر إلا تلك السياسات التى يريد أن تصمت القاهرة عنها، وألا تكون طرفًا فيها، وعندما أدرك أن الاقتصاد المصرى يحاول أن يتعافى وليس لديه فائض تحصل عليه الإدارة الأمريكية الجديدة بدأ سيد البيت الأبيض فى التفكير فى قناة السويس التى حفرها الفلاح المصرى بعرقه ودمه فى القرن التاسع عشر، وخلط بينها وبين قناة بنما مع الفارق الضخم بين الحالتين، فاتفاقية القسطنطينية عام 1888 بشأن حرية الملاحة فى القناة وملكية مصر لها فضلاً عن قرار التأميم عام 1956 هى كلها مظاهر واضحة للشرعية لاتحتاج جدلا ولا تفتقد لبرهان، فالمشكلة أن ترامب يريد أن يأخذ من كل دولة ما يستطيع، وأن يأخذ منها أهم ما تملك اقتصاديًا أو استراتيجيًا، وكل ما يحصل عليه خير له ولبلاده من وجهة نظره، وبقيت القضايا السياسية العالقة بين القاهرة وواشنطن، والخلاف حول ما يسميه ترامب «صفقة القرن» التى يريد أن تقترن بها حياته ويرتبط بها تاريخه، وهى محاولة لتنظير ما سماه بالسلام الإبراهيمى. وبالمناسبة فإن مصر لا تعارض تلك السياسات، ولكنها تنظر إليها بحذر وتتابع مسيرتها بحياد، ولذلك فإن مصر تحتل مساحة مختلفة فى ذهن الرئيس الأمريكى المختلف عن سواه فالرجل يراها من منظار المشورة الإسرائيلية له ورفض القاهرة لجريمة التهجير، وشعور واشنطن بتحريك من تل أبيب أن مصر تقف كالعقبة الكأداء أمام مخطط الدولة اليهودية الكبرى على أنقاض الأراضى الفلسطينية بعد محاولة تصفية قضية شعبها والقفز على حقوقها. وفى ظنى أن الدور المصرى مرشح لمزيد من الاهتمام الأمريكى فى السنوات القادمة، باعتبارها دولة إفريقية عربية إسلامية ذات ثقل سكانى وحضارى فى قلب العالم، وأنه لايمكن تجاوز دورها وتجاهل مكانتها وإذا كانت ظروفها الاقتصادية قد فرضت عليها مصاعب من نوع خاص فإن ذلك لا يعنى بحال من الأحوال أنها تغيب عن الساحة أو تبتعد عن دائرة القرار، وأنا أظن أن ترامب الحليف القوى والصديق اللصيق لإسرائيل ورئيس وزرائها نيتانياهو سوف يدرك أن مصر هى التى تملك مفاتيح السلام فى الشرق الأوسط مثلما امتلكته من قبل، فالكل يدرك أنها القائدة فى الحرب والرائدة فى السلام، فالشرق الأوسط دون مصر يصبح شيئًا مختلفًا يبتعد عن روح الشرعية الدولية والسلم والأمن لهذه المنطقة الاستراتيجية المهمة من العالم حيث ملتقى إفريقيا بآسيا مع إطلالة على أوروبا، فمصر ليست أمة صغيرة يمكن نسيانها، أو دولة عابرة يجوز تجاهلها، فقيمتها معروفة، ومكانتها عالية، ومقامها محفوظ على مر الزمان.


جريدة المال
منذ ساعة واحدة
- جريدة المال
الجيش الإسرائيلي يحرك جرافات للبحث عن الأنفاق في بيت حانون
كشفت هيئة البث الاسرائيلية، في خبر عاجل إذاعته فضائية كان العبرية التابعة لها، أن الفرقة 162 مدرعة التابعة للجيش الاسرائيلي تعمل حاليًا في محافظة بيت حانون بشمال قطاع غزة، وذلك لتدمير كامل المدينة و"تسويتها بالأرض" وقالت إنه تم تعديل أسلوب عمل القوات المدرعة والمدعومة بدبابات، تقوم بالتوغل في بيت حانون، مع إرسال جرافات وأوناش لهدم المنازل والكشف عن الأنفاق في بيت حانون، وذلك بعد ورود معلومات امنية عن وجود اكثر من 60 عنصرا تابعا لحركة حماس في تلك المنطقة. وألمحت هيئة البث الاسرائيلية إلي إمكانية قيام الحكومة الاسرائيلية بعودة الحكم العسكري في قطاع غزة مرة أخري.