
ترامب ومصر
ولمصر تجربة مختلفة فى العلاقة مع سيد البيت الأبيض دونالد ترامب، فالعلاقة كانت تمضى على نحوٍ معقول ومقبول فى رئاسته الأولى حتى كاد أن يجد حلاً لمعضلة السد الإثيوبى بين مصر وإثيوبيا، ولكن الرياح أتت بما لا تشتهى السفن فقد تمردت أديس أبابا، ووجدت من يهمس لها بالتوقف عن التسوية وفقًا للإرادة المشتركة والمضى وراء الإرادة المنفردة، بل إن العلاقة بين الرئيسين فى ولايته الأولى اتسمت بقدر كبير من التفاهم والتفاؤل، ولكن الرئيس الأمريكى القادم للبيت الأبيض فى رئاسته الثانية يحمل فى جعبته أفكارًا وأطماعًا قد لا تتسق هذه المرة مع مصالح مصر وإرادتها الحرة، وحين بدأ ترامب يعبث بخريطة التجارة العالمية وأرقام التبادل التجارى لم تكن له أطماع فى مصر إلا تلك السياسات التى يريد أن تصمت القاهرة عنها، وألا تكون طرفًا فيها، وعندما أدرك أن الاقتصاد المصرى يحاول أن يتعافى وليس لديه فائض تحصل عليه الإدارة الأمريكية الجديدة بدأ سيد البيت الأبيض فى التفكير فى قناة السويس التى حفرها الفلاح المصرى بعرقه ودمه فى القرن التاسع عشر، وخلط بينها وبين قناة بنما مع الفارق الضخم بين الحالتين، فاتفاقية القسطنطينية عام 1888 بشأن حرية الملاحة فى القناة وملكية مصر لها فضلاً عن قرار التأميم عام 1956 هى كلها مظاهر واضحة للشرعية لاتحتاج جدلا ولا تفتقد لبرهان، فالمشكلة أن ترامب يريد أن يأخذ من كل دولة ما يستطيع، وأن يأخذ منها أهم ما تملك اقتصاديًا أو استراتيجيًا، وكل ما يحصل عليه خير له ولبلاده من وجهة نظره، وبقيت القضايا السياسية العالقة بين القاهرة وواشنطن، والخلاف حول ما يسميه ترامب «صفقة القرن» التى يريد أن تقترن بها حياته ويرتبط بها تاريخه، وهى محاولة لتنظير ما سماه بالسلام الإبراهيمى.
وبالمناسبة فإن مصر لا تعارض تلك السياسات، ولكنها تنظر إليها بحذر وتتابع مسيرتها بحياد، ولذلك فإن مصر تحتل مساحة مختلفة فى ذهن الرئيس الأمريكى المختلف عن سواه فالرجل يراها من منظار المشورة الإسرائيلية له ورفض القاهرة لجريمة التهجير، وشعور واشنطن بتحريك من تل أبيب أن مصر تقف كالعقبة الكأداء أمام مخطط الدولة اليهودية الكبرى على أنقاض الأراضى الفلسطينية بعد محاولة تصفية قضية شعبها والقفز على حقوقها.
وفى ظنى أن الدور المصرى مرشح لمزيد من الاهتمام الأمريكى فى السنوات القادمة، باعتبارها دولة إفريقية عربية إسلامية ذات ثقل سكانى وحضارى فى قلب العالم، وأنه لايمكن تجاوز دورها وتجاهل مكانتها وإذا كانت ظروفها الاقتصادية قد فرضت عليها مصاعب من نوع خاص فإن ذلك لا يعنى بحال من الأحوال أنها تغيب عن الساحة أو تبتعد عن دائرة القرار، وأنا أظن أن ترامب الحليف القوى والصديق اللصيق لإسرائيل ورئيس وزرائها نيتانياهو سوف يدرك أن مصر هى التى تملك مفاتيح السلام فى الشرق الأوسط مثلما امتلكته من قبل، فالكل يدرك أنها القائدة فى الحرب والرائدة فى السلام، فالشرق الأوسط دون مصر يصبح شيئًا مختلفًا يبتعد عن روح الشرعية الدولية والسلم والأمن لهذه المنطقة الاستراتيجية المهمة من العالم حيث ملتقى إفريقيا بآسيا مع إطلالة على أوروبا، فمصر ليست أمة صغيرة يمكن نسيانها، أو دولة عابرة يجوز تجاهلها، فقيمتها معروفة، ومكانتها عالية، ومقامها محفوظ على مر الزمان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


24 القاهرة
منذ 3 دقائق
- 24 القاهرة
وثائق إبستين تثير أزمة بين الديمقراطيين والجمهوريين داخل النواب الأمريكي.. ما القصة؟
صوّت الجمهوريون في لجنة قواعد مجلس النواب الأمريكي ضد تعديل ديمقراطي يسعى لإجبار وزارة العدل على نشر ما يُعرف بملفات إبستين، وهي مجموعة من الأدلة والوثائق السرية المرتبطة بمرتكب الجرائم الجنسية التي تتعلق برجل الأعمال المخزي الراحل جيفري إبستين. وعرقل الجمهوريون محاولة ديمقراطية لإدراج هذا التعديل ضمن تشريع خاص بتنظيم العملات المشفرة، كان سيفرض الكشف عن المستندات التي جمعتها وزارة العدل خلال تحقيقها في قضية إبستين عام 2019، والمتعلقة باتهامات الإتجار الجنسي بالأطفال. وكشف مشرعون أن الأدلة تشمل تسجيلات مصورة تمتد لأكثر من ألف ساعة، إلى جانب أشرطة كاسيت، وأقراص دي في دي، وسي دي، وكتابًا يحمل عنوان 'صور فتيات عاريات 4'، بالإضافة إلى أقراص صلبة وثلاث طاولات تدليك استخدمها إبستين في جرائمه المزعومة. انتقادات لاذعة لترامب كيف ضغطت حرب ترامب التجارية على قطاع السيارات العالمي؟.. التفاصيل الكاملة ترامب: أسعار المستهلكين منخفضة وينبغي خفض أسعار الفائدة الآن وفي وقت سابق، أعلنت بام بوندي، المدعية العامة السابقة في إدارة ترامب، عن امتلاكها أدلة شاملة في القضية، من بينها قائمة بأسماء عملاء إبستين المحتملين، لكنها تراجعت لاحقًا، مؤكدة أن إدارة ترامب خلصت إلى أن إبستين انتحر في زنزانته، وأن الأدلة لن تُكشف لأسباب تتعلق بالأمن والمصلحة العامة. وأثار هذا التراجع غضبًا داخل قواعد حركة ماجا اليمينية المؤيدة لترامب، والتي طالبت بالكشف عن الوثائق كاملة، باعتبارها تتعلق بجرائم ضد القُصَّر وتورط شخصيات نافذة. وقال النائب الديمقراطي عن كاليفورنيا، رو خانا، الذي تقدّم بالتعديل: السؤال مع إبستين هو: إلى أي جانب أنت؟ هل أنت مع النخب القوية، أم مع الشعب؟، وتعهد خانا بإعادة طرح التعديل مرارًا وتكرارًا حتى يتم الكشف عن الملفات. ويأتي هذا الجدل وسط اتهامات للبيت الأبيض بالتقاعس عن نشر الوثائق، ما دفع سياسيين ونشطاء إلى المطالبة بمزيد من الشفافية والمحاسبة في واحدة من أكثر القضايا المثيرة للجدل في السياسة الأمريكية المعاصرة.


فيتو
منذ 5 دقائق
- فيتو
صحيفة بريطانية: ترامب شجع زيلينسكي خلال مكالمة بينهما على توجيه ضربات في عمق روسيا
كشفت صحيفة بريطانية، اليوم، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شجع أوكرانيا على تكثيف الضربات في عمق الأراضي الروسية. ترامب طالب زيلينسكي بتوجيه ضربات في العمق الروسي ونقلت صحيفة " فايننشال تايمز" البريطانية، عن مصادر مطلعة على المناقشات، أن ترامب سأل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حول مدى قدرته على ضرب موسكو إذا زودتها الولايات المتحدة بأسلحة بعيدة المدى. وأضاف الصحيفة البريطانية، أن المحادثة التي جرت خلال المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي ونظيره الأوكراني التي جرت في الرابع من يوليو، شهدت انحرافًا حادًا عن موقف ترامب السابق بشأن الحرب ووعده الانتخابي بإنهاء التدخل الأمريكي في الصراعات الخارجية. وأشارت فايننشال تايمز نقلًا عن شخصين مطلعين على المحادثة بين ترامب وزيلينسكي، إلى أن الرئيس الأمريكي سأل زيلينسكي عما إذا كان بإمكانه ضرب أهداف عسكرية في عمق روسيا إذا قدم أسلحة قادرة على ذلك. ترامب شجع أوكرانيا على توجيه ضربات إلى موسكو وسانت بطرسبرج وقال ترامب خلال المكالمة: "فولوديمير، هل يمكنك ضرب موسكو؟ هل يمكنك ضرب سانت بطرسبرج أيضًا؟"، فأجاب الأخير: "بالتأكيد. نستطيع ذلك إذا زوّدتمونا بالأسلحة". وأشار ترامب إلى دعمه للفكرة، ووصف الاستراتيجية بأنها تهدف إلى "جعلهم (الروس) يشعرون بالألم" وإجبار الكرملين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وفقًا للشخصين المطلعين على المكالمة. فيما قال مسؤول غربي، تم إبلاغه بفحوى المكالمة، إن المحادثة عكست رغبة متزايدة بين شركاء أوكرانيا الغربيين في توفير أسلحة بعيدة المدى قادرة على "نقل الحرب إلى سكان موسكو"، وهو ما ردده مسؤولون أمريكيون بشكل خاص في الأسابيع الأخيرة، وفقًا للصحيفة. وكان الرئيس الأمريكى ترامب قد أعلن خلال لقائه أمين عام حلف شمال الأطلسي "الناتو" مارك روته، التوصل إلى اتفاق لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا. وأكد ترامب خلال اللقاء، أنّ أوكرانيا ستحصل على معدات عسكرية بمليارات الدولارات قريبًا، وسط ترجيحات بأن تشمل صواريخ "أتاكمز" البعيدة المدى. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


الدستور
منذ 13 دقائق
- الدستور
CNN: إعلان ترامب الصاروخي ينعش الدفاعات الأوكرانية
في الوقت الذي تصاعد فيه الضغط الروسي على الجبهة الأوكرانية، جاءت تصريحات الرئيس دونالد ترامب لتمنح كييف دفعة حيوية، وإن كانت مؤقتة، في معركتها المستمرة ضد الضربات الباليستية الروسية المتكررة. وحسب شبكة CNN وخلال لقائه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، في المكتب البيضاوي، أكد ترامب أنه سمح لحلفاء الناتو بشراء أسلحة أمريكية متقدمة، بما في ذلك بطاريات وصواريخ باتريوت الاعتراضية التي تُعد خط الدفاع الأهم في وجه الهجمات الصاروخية الروسية التي أرهقت أوكرانيا مؤخرًا. ١٧ صاروخا إضافيا جاهزة للنقل ترامب لم يذكر الرقم بدقة، لكنه لمح إلى أن إحدى دول الحلف تمتلك 17 صاروخًا إضافيًا جاهزة للنقل. بالنسبة لأوكرانيا، التي تعاني من نقص حاد في هذا النوع من الأسلحة، فإن هذه الأنباء تمثل راحة مؤقتة، لكنها أساسية، في ظل انكشاف جوي خطير أمام الهجمات الروسية المتكررة على البنية التحتية الحيوية والمراكز السكانية. ورغم ما تحمله تصريحات ترامب من وعود بدعم عسكري، إلا أن غياب أي إشارة إلى تشديد العقوبات على موسكو شكّل ثغرة واضحة في الرسالة الأمريكية. فالعقوبات تمثل الوجه الآخر لأي استراتيجية رادعة، وأوكرانيا، كما شركاؤها الأوروبيون، كانوا ينتظرون حزمة جديدة من الإجراءات الاقتصادية الصارمة التي من شأنها الضغط على موسكو لكبح تصعيدها. ويرى مراقبون أن اكتفاء ترامب بالشق العسكري دون الذهاب أبعد نحو تضييق الخناق المالي والتجاري على روسيا يطرح تساؤلات حول مدى التزام واشنطن طويل الأمد، خاصة في ظل مؤشرات على تراجع الحماسة السياسية داخل الولايات المتحدة لدعم حرب لا نهاية قريبة لها في الأفق. قراءة في التوقيت والدلالات إعلان ترامب جاء بعد نقاشات ساخنة داخل الناتو حول مدى استعداد الحلف للوقوف بحزم في وجه روسيا دون تردد أو انقسام. وقد تكون الخطوة محاولة لطمأنة كييف، لكن عدم تضمينها مسارات سياسية أو اقتصادية موازية يعكس حذرًا واضحًا من الانخراط الكامل في مواجهة مفتوحة مع الكرملين. بالنسبة لكييف، فإن صواريخ باتريوت وحدها لا تكفي، بل هناك حاجة إلى التزام متعدد الأوجه يشمل التسليح، والدعم الاستخباراتي.