logo
أردن الثوابت والعطاء لا تُثنيه أباطيل المشككين

أردن الثوابت والعطاء لا تُثنيه أباطيل المشككين

جو 24١١-٠٥-٢٠٢٥

جو 24 :
منذ نشأة المملكة الأردنية الهاشمية، شكلت القضية الفلسطينية جوهر موقفها السياسي والإنساني، وكانت ولا تزال فلسطين هي القضية الأولى في وجدان كل أردني وطني حر، وفي صميم توجيهات القيادة الهاشمية الحكيمة، وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم الذي ما توانى يومًا عن نصرة الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه المشروعة في المحافل الدولية كافة.
واليوم، ونحن نشهد العدوان الغاشم وغير الإنساني على أهلنا في غزة، يؤكد الأردن من جديد موقفه التاريخي الثابت، المتمثل في الوقوف إلى جانب الأشقاء في كل المحطات، سياسيًا، إنسانيًا، وإغاثيًا، رغم ما يواجهه من تحديات اقتصادية وظروف إقليمية صعبة، فالموقف الأردني ما هو إلّا امتداد لمسيرة عميقة الجذور في التضحية والوفاء للمبادئ، وللقيم الهاشمية الأصيلة التي تضع نصرة الإنسان في مقدمة أولوياته.
لقد تصدّرت جهود الإغاثة الأردنية المشهد منذ اللحظات الأولى للعدوان الظالم على أهلنا في غزة هاشم وفي جميع أرجاء فلسطين الحبيبة، فقد انطلقت القوافل، وتوالت الجسور الجوية والبرية تقودها الهيئة الخيرية الهاشمية للإغاثة بدعم مباشر من جلالة الملك المعظم، الذي وجّه بتسخير كل الإمكانات المتاحة لإغاثة أهل غزة، والتخفيف من معاناتهم، وشاركت في هذه الجهود مختلف مؤسسات الوطن من نقابات، وجمعيات، ومبادرات شبابية، وطلبة جامعات، من بينهم طلبة الجامعة الهاشمية والعاملين فيها الذين انخرطوا في حملات جمع التبرعات والمستلزمات الطبية والغذائية، والمشاركة في الإنزالات الجوية وغيرها من طرق وسبل الاغاثة انطلاقًا من. مسؤوليتهم الوطنية والإنسانية.
لقد استطاع الأردن بإمكاناته المحدودة، صنع قصة نجاح إنسانية ودبلوماسية مشهودة، وأثبت مرة بعد أخرى أنه صوت الحق، وضمير الأمة، وأنه قادر، بتوفيق من الله، وبقيادة هاشمية حكيمة، وبشعبه الوفي، على أن يبقى في مقدمة المدافعين عن الحق، وعن قضايا الأمة العربية والإسلامية، لا سيما في غزة وفلسطين والقدس الشريف.
وأن تُقابل هذه المواقف النبيلة بحملات تشويه وتشكيك، ممن لا يعرفون حقيقة الأردن، ولا يدركون حجم تضحياته، ولا يُقدّرون مواقفه المشرّفة من اللذين يعجزون عن فهم ما تعنيه الكرامة للأرنيين، وما يعنيه الوقوف إلى جانب الحق دون المساومة على شرف الموقف حتى لو ضاقت بهم الدنيا فالأردنيون من نسل من زرعوا المجد وورثوا الوقوف مع المظلومين، ولعل أصدق شهادة على الموقف الأردني النبيل، ما يعبّر عنه أهلنا في غزة وفلسطين أنفسهم، الذين يلمسون العطاء الأردني في كل لحظة، ويرددون في ميادينهم وشاشاتهم ومنابرهم: "لم يُخذلنا الأردن يومًا... كان معنا في السراء والضراء، وكان عوناً وداعماً لصمودنا ومساندتنا في كل الأوقات".
هذه الشهادات الصادقة من أهلنا في غزة وفلسطين تجسد الحقيقة الراسخة بأن الأردن لم يخذل فلسطين يوما، وبأنه سيبقى كما هو دوما سندا لها في كل المحن، كما أننا نعلم جيدًا أن المسيرة لا تتأثر بريح عابرة، وأن المواقف الصلبة تُبنى على قناعات راسخة، لا على أبواق وأباطيل دعائية، ونقولها بكل فخر واعتزاز: الأردن لن يخذل فلسطين، ولن يساوم على دماء الأبرياء، ولن ينحني أمام محاولات التشويه، هذا الوطن الصغير بمساحته، الكبير بمواقفه، سيبقى منارة للمروءة، وقلعة للثبات، ورمزًا للعطاء الصادق.
بقلم: أ.د. خالد الحياري رئيس الجامعة الهاشمية
تابعو الأردن 24 على

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تعاطف واسع مع ليبي كاد يفقد فرصة أداء الحج "لأسباب أمنية"
تعاطف واسع مع ليبي كاد يفقد فرصة أداء الحج "لأسباب أمنية"

عمان نت

timeمنذ ساعة واحدة

  • عمان نت

تعاطف واسع مع ليبي كاد يفقد فرصة أداء الحج "لأسباب أمنية"

شهد مطار سبها الدولي جنوبي ليبيا واقعة غريبة أثارت تعاطفا واسعا لدى المسافرين والعاملين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تحوّل حزن الحاج عامر المهدي منصور القذافي إلى فرحة غامرة، بعد أن كان على وشك فقدان فرصته في أداء الفريضة لهذا العام نظرا "لمشكلة أمنية" في جواز سفره، قبل أن تتوالى الأحداث ويلحق بالطائرة في اللحظة الأخيرة. وعبر مقطع فيديو نشره حساب "حكومتنا" الليبي الرسمي، روى الحاج عامر تفاصيل الحادثة، إنه وصل إلى مطار سبها في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا، ضمن آخر مجموعة من الحجاج الليبيين المغادرين إلى الديار المقدسة، وكان يستعد للسفر حين تم توقيفه من أمن المطار بسبب ما وُصف بـ"مشكلة أمنية" تتعلق بجواز سفره. وأُبلغ الحاج بالانتظار إلى حين التحقق من المشكلة، وخلال تلك الفترة اكتمل عدد الحجاج في الطائرة، فقرر قائد الرحلة الإقلاع دون انتظار حل وضعه، بينما أخبره أحد مسؤولي الأمن: "يبدو أن الرحلة لم تُكتب لك". ورغم ذلك، لم يغادر الحاج المطار، وبقي منتظرا، متمسكا بنيته وعزيمته على أداء المناسك، وقال لمسؤولي المطار بثقة: "إن شاء الله الطائرة ما تطير، أنا ناوي النية". وكأن كلماته كانت نداء قُدّر له أن يُستجاب، إذ سرعان ما أعلنت إدارة الطيران عن تأجيل إقلاع الطائرة مرتين متتاليتين بسبب عطل فني طارئ. ورغم تعطل الطائرة وتأخير موعد الإقلاع، بقي موقف قائد الرحلة صارما في البداية، رافضا السماح للحاج بالصعود بحجة اكتمال العدد والإجراءات. لكن المفاجأة وقعت عندما أعلن القائد للجميع: "والله لن أقلع حتى تأتوا بالحاج عامر"، ليُفتح الطريق أمامه أخيرا ويلتحق بزملائه الحجاج في الطائرة. وانتشر مقطع فيديو يوثق لحظة مغادرة الحاج عامر المطار باتجاه الطائرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تصفيق وتحيات أفراد الأمن، الذين ودعوه بعبارات التأييد والدعاء، في مشهد مؤثر لاقى تفاعلا واسعا من رواد الإنترنت الذين وصفوا القصة بأنها "علامة على الإخلاص والثبات في النية". يشار إلى أن عدد الحجاج العام الماضي بلغ مليونا و833 ألفا و164 حاجا، قدم منهم أكثر من 221 ألفا من داخل المملكة، والباقي حجاج من أكثر من 200 دولة في العالم، بحسب ما أعلنه وزير الحج والعمرة السعودي توفيق الربيعة.

من مقر السفارة الأردنية في القاهرة كورال هارموني يغني لجلالة الملك والأردنيين.. فيديو
من مقر السفارة الأردنية في القاهرة كورال هارموني يغني لجلالة الملك والأردنيين.. فيديو

الدستور

timeمنذ 2 ساعات

  • الدستور

من مقر السفارة الأردنية في القاهرة كورال هارموني يغني لجلالة الملك والأردنيين.. فيديو

القاهرة - الدستور استقبل السفير الأردني في القاهرة أمجد العضايلة، في لقاءٍ تكريمي اليوم الثلاثاء، أعضاء كورال هارموني عربي، والذي غنّى لجلالة الملك عبدالله الثاني والأردنيين بعيد استقلال المملكة. وشارك الكورال كادر السفارة والملحقية العسكرية احتفالهم بعيد الاستقلال ال ٧٩، مؤكدين اعتزازهم بهذه المناسبة الوطنية، التي شكلت الفرصة الأهم للتعبير عن محبتهم للأردن عبر اختيارهم تقديم أغنية أردنية بهذه المناسبة اهداءً لجلالة الملك عبدالله الثاني والأردنيين من مصر وشعبها. وقدّم السفير العضايلة تكريماً لمؤسس ومايسترو الكورال محمود وحيد ولجميع الاعضاء الذين قدموا للسفارة للتعبير عن حبهم للأردن. ومن مقر السفارة أعاد كورال هارموني عربي غناء "حيا الله الأردنية" بمشاركة أعضاء السفارة.

الأردن وفلسطين ... عبء العروبة في زمن الصمت العربي
الأردن وفلسطين ... عبء العروبة في زمن الصمت العربي

جفرا نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • جفرا نيوز

الأردن وفلسطين ... عبء العروبة في زمن الصمت العربي

لم تكن فلسطين يومًا مجرد قضية حدود أو أرض محتلة بالنسبة للأردن، بل كانت – وما زالت – جوهر الانتماء، وصُلب الرسالة، ونبض الهوية. فمنذ تأسيس الدولة الأردنية، لم تُبْنَ سياستها على مصالح ضيقة أو حسابات آنية، بل قامت على فكر عروبي قومي أصيل، يرى في فلسطين امتدادًا للروح، وفي القدس عهدًا لا يُخان. الأردن، حمل لواء القومية العربية منذ تأسيسه ، فكان جيشه منذ اللحظة الأولى يُعرف بـ'الجيش العربي' لا الجيش الأردني، في دلالة واضحة على أن حدوده لا تقف عند جغرافيته، بل تمتد حيث يكون الحق العربي مهددًا، وحيث تكون الكرامة منقوصة . لم تكن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس مجرّد شرف رمزي، بل مسؤولية تاريخية متجذرة، حَمَلها الهاشميون بكل ثبات وإخلاص. ومنذ أكثر من قرن، تعاقبت مبادرات الترميم والدعم والرعاية للمقدسات، واستمرت الجهود الدبلوماسية في المحافل الدولية، لوقف محاولات تهويد المدينة وتغيير طابعها العربي والإسلامي. جلالة الملك عبد الله الثاني، بصفته صاحب الوصاية الهاشمية، لم يترك مناسبة إقليمية أو دولية إلا وجعل من القدس عنوانًا رئيس في خطاباته، مؤكدًا أن هذه القضية ليست موضوعًا للتفاوض أو المساومة. غياب التنسيق العربي… ومضاعفة العبء الأردني لكن الأردن، في وفائه للقضية، لم يجد من العرب تنسيقًا على مستوى التحديات، ولا دعمًا يُوازي حجم التضحيات. فبينما كانت عمان تفتح ذراعيها للاجئين وتقدم الدعم السياسي والمعنوي للفلسطينيين، كان التنسيق العربي – في كثير من اللحظات الحرجة – غائبًا أو باردًا أو حتى معطلاً. هذا الغياب لم يترك الأردن وحده في مواجهة الاحتلال فحسب، بل حمّله أيضًا أعباء اقتصادية واجتماعية متزايدة ، فتراكمت عليه الضغوط، وارتفعت نسب البطالة والفقر، دون أن يتنصل من مواقفه، أو يبيع مبادئه، أو ينسحب من خندق الكرامة العربية. هل نتخلى حين يتخلى الآخرون؟ في هذا المشهد المؤلم، تتردد الأسئلة على لسان الأردنيين: هل نُغلق الباب على القدس و نُسلِّم الراية حين تسقطها أيدي الآخرين؟ لكن الإجابة، التي باتت من ثوابت الدولة الأردنية، واضحة مطلقة : لا. فالأردن ليس دولة تبحث عن دور، بل دولة تحمل رسالة ، والقدس ليست ورقة سياسية في يد الدبلوماسية الأردنية، بل عهدٌ ديني وتاريخي، وموقف قومي لا يُنتقص. الهوية الوطنية الأردنية… عمقها العروبة لا التنازع وسط هذه التحديات، تظهر بين الحين والآخر محاولات للتشكيك في وحدة الهوية الأردنية، تحت عناوين ضيقة لا تُعبّر عن حقيقة المشهد .لكن الحقيقة أن الهوية الأردنية، بما تحمله من تنوع اجتماعي وامتداد قومي، لم تُبنَ على الانغلاق، بل على الشراكة في المصير. ومن يحمل القدس في قلبه، ويناصر فلسطين، ويؤمن بعدالة الأمة، فهو أردني بالمعنى الأعمق من مجرد الجنسية. نهاية القول… لسنا من "القاعدين' حين قال بنو إسرائيل لنبيهم: "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون' كانوا يتخلون عن مسؤوليتهم أمام الله والتاريخ لكن الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الحر، لم يكن يومًا من القاعدين، بل من المقاتلين في ميادين الكرامة، والكلمة، والموقف، والدعم، والبناء. وإذا كانت العروبة قد خانت بوصلتها في لحظات، فإن الأردن ما زال ممسكًا بها، ويدفع ثمن ذلك… لكنه يدفعه بفخر،لكن الوفاء، حين لا يُقابله سند، يتحول إلى نزيف ، والثبات، في ظل الانهيار من حوله، يتحول إلى عزلة مكلفة . الأردن لا يطلب جزاءً ولا شكورًا… لكنه، بكل وجع، يستحق أن لا يُترك وحيدًا في ساحة الشرف .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store