
انكماش سكاني تاريخي يدفع الصين لإعانات أسرية لمواجهة أزمة المواليد
ويسري هذا الدعم بأثر رجعي اعتبارًا من الأول من يناير من هذا العام، وهو متاح بغض النظر عن ترتيب الطفل (الأول أو الثاني أو الثالث)، ليكون حافزًا للأزواج الشباب الذين يخشون ارتفاع تكاليف تربية الأطفال. ومن المتوقع أن تستفيد أكثر من عشرين مليون أسرة سنويًا من هذه السياسة، بالإضافة إلى إعفاءات ضريبية وخدمات رعاية أطفال بأسعار معقولة تقدمها الصين بالفعل.
انكماش سكاني وتحديات ديموغرافية:
يأتي هذا الإجراء بعد انكماش عدد سكان الصين للعام الثالث على التوالي في عام ألفين وأربعة وعشرين. وقد بلغ عدد المواليد الجدد تسعة ملايين وخمسمائة وأربعين ألفاً في العام الماضي، وهو ما يمثل نصف عدد المواليد المسجلين في عام ألفين وستة عشر (البالغ ثمانية عشر مليوناً وثمانمائة ألفاً) عندما ألغت الصين سياسة الطفل الواحد.
يُشكّل انخفاض معدل المواليد مصدر قلق كبير لثاني أكبر اقتصاد في العالم، حيث يتراجع عدد السكان في سن العمل، مما يهدد فرص العمل والإنتاجية. ووفقًا لنمذجة الأمم المتحدة، قد يشهد عدد سكان الصين، الذي فقد لقبه كأكثر الدول اكتظاظًا بالسكان لصالح الهند في عام ألفين وثلاثة وعشرين، انخفاضًا أكبر ليصل إلى مليار وثلاثمائة مليون نسمة بحلول عام ألفين وخمسين، وإلى أقل من ثمانمائة مليون نسمة بحلول عام ألفين ومائة.
تراجع الزيجات وارتفاع سن الزواج:
ينبع هذا التوقع من الانخفاض المقلق في معدلات الزواج. ففي العام الماضي، سجّلت البلاد أدنى معدل زواج منذ ما يقرب من نصف قرن، بانخفاض قدره عشرون في المئة عن العام الذي سبقه. وخلال عقد من الزمن، انخفض عدد الزيجات بشكل حاد من ثلاثة عشر مليوناً وأربعمائة وسبعين ألف زوج وزوجة في عام ألفين وثلاثة عشر إلى ستة ملايين ومائة وعشرة آلاف زوج وزوجة في عام ألفين وأربعة وعشرين. كما يتزوج الصينيون في سن متأخرة، حيث ارتفع متوسط سن الزواج الأول من أربعة وعشرين فاصل تسعة عاماً في عام ألفين وعشرة إلى ثمانية وعشرين فاصل سبعة عاماً في عام ألفين وعشرين.
أطلقت العديد من المدن الصينية إعانات خاصة بها في السنوات الأخيرة، أظهرت بعضها نجاحاً. ففي عام ألفين وثلاثة وعشرين، بدأت مدينة تيانمن في مقاطعة هوبي بتقديم دعم مالي للأزواج الذين لديهم طفل ثانٍ يتجاوز تسعين ألف يوان، وأكثر للطفل الثالث، مما شمل مدفوعات نقدية، وإعانات رعاية أطفال، ودعمًا سكنيًا. وقد شهدت المدينة زيادة في المواليد بنسبة سبعة عشر في المئة في عام ألفين وأربعة وعشرين مقارنة بالعام السابق.
لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا
ترشيحات
مخاطر النمو ببريطانيا تضع مستثمري السندات في حالة تأهب قصوى
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقتصادية
منذ 18 دقائق
- الاقتصادية
زخم ترمب يسرع تحركات آسيا لتنظيم العملات المستقرة
تتحرك الأسواق المالية في آسيا بوتيرة متسارعة لتحديث لوائح تنظيم العملات المستقرة، مدفوعة بتبنّي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للعملات المشفرة المرتبطة بالدولار الأمريكي، وهو ما عزز شعوراً متزايداً بالإلحاح لدى الجهات التنظيمية في المنطقة. تشير التطورات الأخيرة في كوريا الجنوبية وهونج كونج وماليزيا وتايلندا والفلبين إلى توسّع في إصدار العملات المستقرة المرتبطة بعملات آسيوية، رغم تصاعد قلق السلطات بشأن تدفقات رؤوس الأموال إلى الخارج. تسعى شركات إقليمية كبرى، مثل "جيه دي دوت كوم" ( و"آنت جروب" (Ant Group)، إلى اقتناص الفرصة عبر تقديم طلبات للحصول على تراخيص لإصدار هذه العملات. كما قفز سهم شركة "كاكاوباي" (Kakaopay) وسط توقعات بأنها ستحذو نفس المسار. وحتى الصين، التي فرضت حظراً شاملاً على العملات المشفرة لسنوات، بدأت تُظهر مرونة تجاه فكرة الرموز الرقمية التي يمكن أن تعمل كبدائل لليوان. زخم أمريكي يحرك الأسواق الآسيوية يعود أصل هذا الزخم إلى الولايات المتحدة، حيث أقرّ المشرّعون الأمريكيون مؤخراً تشريعاً يشجع على استخدام أوسع للعملات الرقمية، التي تحافظ على ارتباط ثابت بنسبة 1:1 بالدولار الأمريكي. وقد صنّف البيت الأبيض هذه العملات ضمن أولوياته في أمر تنفيذي صدر في يناير، بعد أيام قليلة من تنصيب ترمب. قال بنيامين جروليموند، المدير العام لمنصة تداول العملات المشفرة "فليبستر" (Flipster) في الإمارات العربية المتحدة، إن "قانون جينيوس فتح الباب على مصراعيه أمام تبنّي العملات المستقرة. سواء كنت مؤيداً لذلك أم لا، فقد أصبحت العملات المستقرة أمراً لا مفر منه". لكن وسط هذا الزخم، تبرز في آسيا مخاوف متزايدة من خروج رؤوس الأموال إلى الخارج. فلا تزال العملات المستقرة المرتبطة بالدولار الأمريكي تهيمن على السوق بقيمة إجمالية تبلغ 256 مليار دولار، ويُحافَظ على استقرارها عبر احتياطيات من أصول شبيهة بالنقد، مثل سندات الخزانة الأميركية. وعلى الجانب الآخر، لا تتجاوز قيمة العملات المستقرة المرتبطة باليورو 403 ملايين دولار فقط، رغم خضوعها لإطار تنظيمي راسخ ضمن نظام تنظيم أسواق الأصول المشفرة. كوريا الجنوبية محور التحول تُعد كوريا الجنوبية، التي تُبدي فضولاً متزايداً تجاه العملات المشفرة، مثالاً واضحاً على هذا التوجه. يُقبل المواطنون الكوريون بكثافة على تداول رموز "يو إس دي تي" (USDT) و"يو إس دي سي" (USDC) و"يو إس دي إس" (USDS)، وهي ثلاثة من أبرز العملات الرقمية المستقرة المرتبطة بالدولار. وبلغت قيمة هذه المعاملات على خمس منصات تداول محلية نحو 57 تريليون وون (41 مليار دولار) خلال الربع الأول من العام، وفقاً لبيانات بنك كوريا التي نقلتها وكالة "يونهاب". في الأسابيع الأخيرة، نشب خلاف بين المشرعين المحليين والبنك المركزي حول مسألة السماح للشركات الكورية بإصدار عملات مستقرة مدعومة بالوون. وفي 10 يونيو، قدم الحزب الديمقراطي الحاكم، بقيادة الرئيس لي جاي ميونغ، مشروع قانون الأصول الرقمية الأساسية، ليفتح الباب أمام الشركات المحلية لتصبح جهات إصدار رسمية. لكن بعد أسبوعين، حذر ريو سانغداي، النائب الأول لمحافظ بنك كوريا، من أن العملات المستقرة قد تزعزع سياسة البلاد الراسخة بشأن تحرير حركة رؤوس الأموال وتدويل عملة الوون. أما محافظ البنك المركزي ري تشانغ يونغ، فقد ذهب إلى أبعد من ذلك، محذراً من أن العملات المستقرة الصادرة من كيانات غير مصرفية "ستثير فوضى عارمة شبيهة بما حدث في القرن التاسع عشر"، عندما غمرت العملات الصادرة عن القطاع الخاص الأسواق. من جانبه، قال جون بارك، رئيس فرع كوريا في مؤسسة "أربيتريوم فاونديشن" (Arbitrum Foundation)، إن "العملات المستقرة المحلية، رغم ما توفره من وضوح تنظيمي عند الإصدار، إلا أنها تنطوي على مخاطر التحول إلى بوابات فعّالة نحو الأسواق العالمية من خلال عمليات مقايضة مباشرة بين العملات المشفرة على منصات التداول اللامركزية". وأشار بارك إلى أن البنوك المركزية الآسيوية بحاجة إلى إيجاد سُبل لتوجيه هذا الزخم بدلاً من مقاومته، مضيفاً أن الأطر التنظيمية ينبغي أن تحافظ على السيادة دون التفريط في القدرة التنافسية. تداول فعال مدعوم بالعملات المستقرة يمثل تنوّع سوق العملات المستقرة خياراً بديهياً بالنسبة لشركات تداول الأصول الرقمية. فقد قال يوان توربين، الشريك المؤسس لشركة صناعة سوق العملات المشفرة "وينترميت" (Wintermute): "القيود المفروضة على حركة رأس المال تُشكّل تحدياً، لكن العملات المستقرة يمكن أن توفّر نظاماً موثوقاً وأكثر كفاءة". من جانبه، أوضح لي شي، المدير الإداري لشركة صناعة السوق "أوروس" (Auros) في هونغ كونغ، أن مثل هذا النظام يمكن أن يبسّط عمليات المراجحة بين منصات التداول المختلفة أو بين الأسواق المتعددة، دون التقيد بساعات عمل سوق الصرف الأجنبي. وأضاف: "هناك استخدام واضح للعملات المستقرة المرتبطة بالعملات المحلية، خصوصاً من أجل تمكين السيولة خلال عطلات نهاية الأسبوع وتيسير حركة رؤوس الأموال بسلاسة أكبر". كوريا تسعى لتعزيز السيولة المحلية يمثّل نمو العملات المستقرة المحلية فرصة محتملة لدفع عجلة اقتصادات العملات المشفرة في آسيا. ففي كوريا الجنوبية، يُقدّر عدد المشاركين في سوق الأصول الرقمية بنحو 18 مليون شخص، أي ما يزيد عن ثلث إجمالي السكان. ووفقاً لسام سيو، رئيس مؤسسة "كايا دي إل تي فاونديشن" (Kaia DLT Foundation)، فإن العملة المستقرة المدعومة بالوون الكوري ستخدم احتياجات تختلف عن تلك التي تلبيها العملات المرتبطة بالدولار الأميركي. وأوضح سيو قائلاً: "على المدى القصير، ستظل عمليات التبادل بين الوون و"يو إس دي تي" (USDT) مهيمنة، لكن على المدى الطويل، سنحتاج إلى عملات مستقرة صادرة من دول أخرى لدعم أزواج التداول المباشر وتحقيق تسوية أسرع للمعاملات". في المقابل، سرعان ما أصبحت هونج كونج مختبراً لسوق العملات المستقرة في المنطقة. وذكرت كلارا تشيو، مؤسسة شركة "كيو ريج أدفايزري" (QReg Advisory)، أن "سلطة النقد في هونج كونج تركز بشكل خاص على "تطبيقات عملية قابلة للتنفيد"، وليس فقط على متطلبات رأس المال. وأشارت إلى أن غالبية المهتمين بإصدار عملات مستقرة مدعومة باليوان هم شركات تعمل في مجالي المدفوعات والتداول، وتستخدم اليوان بالفعل في التسويات عبر الحدود، مضيفة: "وهنا يكمن الطلب الحقيقي". اهتمام من البر الرئيسي في حين أن الخطوات القادمة للصين لا تزال بعيدة عن اليقين، تستعد شركات العملات المشفرة، بما في ذلك الوسطاء، لاحتمالية إصدار عملات مستقرة مرتبطة باليوان. صرّح كينيكس تشان، نائب رئيس شركة "فيكتوري سيكيوريتيز" (Victory Securities)، بأن الشركة تُجري محادثات نشطة مع مجموعة من الجهات التي قد تصدر هذه العملات في هونغ كونغ. وأضاف تشان أن وحدة "في دي إكس" (VDX)، التابعة لشركته، تقترب من الحصول على ترخيص لتشغيل بورصة للأصول الرقمية، مما يسمح لها بتقديم أزواج تداول جديدة -مثل بتكوين مقابل عملات مستقرة مرتبطة بدولار هونج كونج- وفي نهاية المطاف، ما يُعادلها من العملات المدعومة باليوان. وقال تشان: "عندما يتم إصدار عملة مستقرة مرتبطة باليوان، سيزداد حجم السوق بشكل كبير". على الرغم من حظرها الشامل لتداول العملات المشفرة، يبدو أن الصين تُقبل على تقنية بلوكتشين كأداة مالية. صرح بان قونغ شنغ، محافظ بنك الشعب الصيني، في يونيو الماضي، بأن العملات المستقرة قد تُحدث ثورة في النظام المالي الدولي، في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة التي تُبرز هشاشة أنظمة الدفع التقليدية. كما أثارت ترقية الترخيص المُمنوح مؤخراً لواحدة من أكبر شركات الوساطة الصينية المملوكة للدولة للتعامل في الأصول الرقمية عبر هونغ كونغ تفاؤلًا بين اللاعبين الصينيين. وقال تشيو: "لقد منحتنا هذه الترقية أملاً بوجود سبيل". ومع ذلك، لا يتوقع الكثيرون أن تفتح بكين أبوابها لتداول العملات المشفرة قريباً. وقالت ليلي كينغ، الرئيسة التنفيذية للعمليات في شركة "كوبو" (Cobo) لتقديم خدمات حفظ الأصول الرقمية، إن هونج كونج ستظل بمثابة ساحة اختبار للشركات الصينية التي تتطلع إلى التوسع في الخارج. وأضافت: "قد لا تشعر الصين بالحاجة إلى فتح أبوابها".


الاقتصادية
منذ 18 دقائق
- الاقتصادية
الصين وأمريكا في سباق الذكاء الاصطناعي: الإتاحة للجميع مقابل رغبة التصدر
بكين تقول إنها ترغب في تمكين دول العالم من استخدام منتجات الذكاء الاصطناعي.. وترمب يريد "أمريكا أولاً " إدارة ترمب تُعلن خطة عمل للذكاء الاصطناعي وتتعهد بـفعل كل ما يلزم لصدارة العالم الصين تقترح إطلاق هيئة دولية لتطوير برامج الذكاء الاصطناعي بمشاركة واسعة دولياً الصين تُطلق 1500 نموذج ذكاء اصطناعي كبير وتحتضن أكثر من 5 آلاف شركة في القطاع بينما كنت أتجول هذا الأسبوع في أروقة قمة الأهم في عُقد المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي على ضفاف نهر هوانجبو في شنغهاي، وجمع آلاف المشاركين -إلى جانب عشرات الروبوتات- مُجسداً كل ما يعتمل في الصين حالياً من شغف وتحديات مرتبطة بالذكاء الاصطناعي. كما أبرز المؤتمر بشكل واضح التباين الواسع بين الإستراتيجية التي تعمل الصين على تعزيزها وتلك التي تتباهى بها نموذج ديب سيك (DeepSeek) كانت هذه أول فعالية كبرى تُعقد منذ إطلاق نموذج " في وقت سابق من العام الجاري، وهو النموذج الذي أشعل منافسةً شديدةً داخل البلاد، وأثبت أن الصين قادرة على مجاراة وادي السيليكون. وسط هذه الحماسة، تدفقت حشود المنافسين -الذين باتوا حاضرين في قطاعات محلية كثيرة- بدعم من الحكومة ونظام بيئي مفتوح المصدر يمكن الشركات من التعلم السريع من منافسيها . على سبيل المثال، عندما أطلقت شركة مون شوفت (Moonshot) ، وهي واحدة مما يُعرف بالتنانين الصغيرة، نموذجاً مفتوح المصدر يتفوق في مهام البرمجة، استطاعت شركة "علي بابا جروب" تحديث نموذجها كوين (Qwen) خلال نحو أسبوع لتحسين أدائه في نفس المهارات التي جعلت نموذج كيمي كيه 2 (Kimi-K2) ينتشر بسرعة . تُحب بكين أن تقول إن هذا النهج يُسهم في إتاحة الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي للجميع، من خلال تمكين العالم من بناء نماذج اعتماداً على أدواتها بحرية، كما أنه يمنح المطورين المحليين أفضلية . يُشكل هذا الهوس الراهن بالذكاء الاصطناعي في الصين أفضل وأسوأ ما في الرأسمالية التقليدية، إذ إن المنافسة تدفع عجلة الابتكار بسرعة كبيرة، لكن ليس كل الشركات ستصمد في السنوات الخمس أو العشر المقبلة. خلال القمة، روجت وسائل الإعلام المدعومة من الدولة لحقيقة أن الصين أطلقت حتى الآن 1500 نموذج ذكاء اصطناعي كبير -الحصة الكبرى عالمياً- وتضم أكثر من 5 آلاف شركة تعمل في هذا المجال . سباق الذكاء الاصطناعي رغم ذلك، طغت المنافسات الداخلية على مشهد أوسع يتمثل في صراع جيوسياسي على الهيمنة. انطلق التجمع الكبير في الصين بعد أيام فقط من تعهد الرئيس الأمريكي " ، أعلن ترمب أن أمريكا هي الدولة التي بدأت سباق الذكاء الاصطناعي، و"ستكون هي من يفوز به". في شنغهاي، تصدّر رئيس الوزراء لي تشيانج افتتاح القمة معلناً أن الصين ستقود إطلاق هيئة دولية لتطوير التكنولوجيا بشكل مشترك، بهدف منع تحولها إلى "لعبة حصرية بيد عدد محدود من الدول والشركات". يتسق ذلك مع شعار المؤتمر لهذا العام: "التضامن العالمي في عصر الذكاء الاصطناعي". أوضح لي أن الصين مستعدة لمشاركة تقنياتها ومنتجاتها مع العالم، ولا سيما مع دول الجنوب العالمي . رغم ذلك، فإن ما يقوله قادة العالم شيء، وما يفعلونه فعلياً شيء آخر. جاء تصريح ترمب بأنه سيفعل ما يلزم للفوز بعد قرار قدم هدية كبيرة لشركات الذكاء الاصطناعي الصينية. غيرت واشنطن موقفها بشأن القيود المفروضة على " باستئناف بيع رقائق إتش 20 (H20) ، المطلوبة بشدة، في البر الرئيسي الصيني . أُعلن عن هذا التراجع في السياسة خلال مفاوضات تجارية جارية، ويرجح أنه تأثر بها. كما جاء بعد أن ضغط الرئيس التنفيذي لـ"إنفيديا"، جنسن هوانج، للسماح لشركته بالاحتفاظ بحصتها البالغة مليارات الدولارات من السوق الصينية المربحة . الذكاء الاصطناعي منخفض التكلفة رغم حديث لي عن "التضامن"، من غير الواضح عدد الدول التي ستختار في النهاية أن تصطف إلى جانب الصين. ومع ذلك، فإن هذا الموقف يختلف تماماً عن أهداف سياسة "أمريكا أولاً" في الذكاء الاصطناعي، ويُشير إلى أن نهج بكين يعتمد على إقناع العالم باستخدام طيف واسع من منتجات الذكاء الاصطناعي منخفضة التكلفة التي تُطرح بسرعة. منحت العودة الجديدة لإمكانية الوصول إلى وعند المقارنة بين المسارين، يبدو أن خطة الصين ذات طابع إستراتيجي بدرجة أكبر على المدى الطويل . في إحدى ندوات الأحد الماضي، ظهر رائد الذكاء الاصطناعي يوشوا بنجيو عبر تطبيق "زووم"، ليُحذر من أن التنافس بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين يشكل خطراً، وأن وتيرة التطوير باتت سريعةً إلى درجة قد تجعل من المستحيل على البشر التحكم فيها . يطرح بنجيو وجهة نظر مُحقة. لكن هل يجد حديثه صدى؟ الطموحات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي على جانبي المحيط الهادئ توحي بعكس ذلك . كاتبة عمود في "بلومبرغ" تغطي التكنولوجيا في آسيا. عملت سابقًا مراسلة تقنية في CNN و ABC News . خاص بـ "بلومبرغ"


الرجل
منذ ساعة واحدة
- الرجل
كيف تعد اجتماعًا إداريًّا ناجحًا يحقق أهداف مؤسستك؟
تعدُّ الاجتماعات من بين الإجراءات الروتينية التي نجدها في أي إدارة قائمة على المورد البشري، وعادة ما تكون هذه الاجتماعات دورية أو معدّة لإتخاذ قرارات أو تصحيح أخطاء؛ لكنها تصب جميعها في إطار واحد، وهو زيادة الإنتاجية وزيادة كفاءة المستخدمين. وكمدير، قد تجد نفسك عالقًا في حزمة اجتماعات لا تثمر، أسبوعًا بعد أسبوع، وشهرًا بعد آخر، حتى يصبح الاجتماع بالنسبة لك مضيعة حقيقية للوقت والمال والجهد، وإجراءً مملاًّ لا يأتي بجديد، في حين كان لا بد أن تقفز هذه الاجتماعات بالتنظيم من وضع سيئ لآخر أفضل منه. والحقيقة أن الإجتماعات ضرورية للنهضة بالتنظيم، وضبط بوصلة الشركة للسير في الطريق الصواب، نحو تحقيق الاستراتيجية العامة للشركة، وكغيره من الأنشطة الإدارية هناك آليات وأساسيات يجب التّقيّد بها، والالتزام بتنفيذها للحصول على اجتماعات مفيدة للتسيير وتحسين شكل التنظيم وإرضاء الموظفين. في السطور التالية نقدم إليك نقاط لا تهملها عند عقد الاجتماعات، فالتزم بها وستكون النتائج باهرة. 1. حدد هدفك بوضوح تحديد الأهداف التي يجب الوصول إليها من خلال الاجتماع - المصدر Shutterstock أنت مُلزمٌ أن تضع هدفاً واضحاً للاجتماع، بمعنى أنه يجب أن تلمس فرقاً بين الحالة العامة أو الخاصة قبل وبعد عقد الاجتماع، ولذلك يجب عليك دائمًا أن تجيب عن هذه الأسئلة: هل الإجتماعُ ضروريٌّ لصناعة أفكار جديدة؟ هل الاجتماع ضروري من أجل جمع معلومات؟ هل الاجتماع مهمٌ لإتخاذ قرار أو جملة قرارات؟ هل الاجتماع ضروري لمعالجة حالة؟ فإذا توافرت عندك واحدة من هذه النقاط أو مجموعة منها، فأنت فعلًا في الطريق الصواب لعقد اجتماع من أجل الوصول لنتائج معيّنة تعرف بـ"الأهداف". وتقنيًا، فإن الاجتماع يبدأ بطرح الهدف النهائي الذي سيحاول المدير رفقة مجموعة المدعوين للحضور الوصول إليه وإدراكه في ختام الجلسة، ويجب أن تعرف أنه كلما تم ضبط الهدف، كلما كان النقاش مركَّزًا ومنصبًا على المشكلة الحقيقية، ما يعني أن الاجتماع سيقترب شيئًا فشيئًا للنجاح، ويكفي أن نقول أن الاجتماع كان ناجحًا بمجرد تحقيقه للأهداف، أو على الأقل طرح النقاط الواجب طرحها ومناقشتها مناقشة واضحة؛ لذلك حدد أهداف إجتماعك، وسيكون اجتماعاً ناجحاّ. 2. كن مستعدّاً جيِّدًا لعقد الاجتماع كن مستعدًا للإجتماع - المصدر: Shutterstock التحضير للاجتماع هو أحد العوامل الرئيسة التي تقود لنجاحه، ولا نقصد فقط الجانب المتعلق بالتحضير النّفسي، فكل ما له علاقة بالاجتماع، يجب أن يتم ضبطُه، وفي بعض الأحيان حتى محاكاته، لأن هناك اجتماعات يجري التحضير لها حتى قبل ستة أشهر من موعدها، نظرًا للأهمية البالغة التي تتميز بها. فالاجتماعات الدّورية في الشركات الكبرى كشركة غوغل أو تيسلا أو أبل، على سبيل المثال، هي اجتماعات شبه مصيرية، لذلك نجد اهتمامًا بالغًا بهذا الجانب الإداري في هذه المؤسسات. والواقع أن مفتاح إدارة الإجتماعات الناجحة، حسب خبراء الإدارة ومنظِّريها، يكمن بالأساس في التحضير الجيد والعمل المتقن قبل الانعقاد، والخروج بجدول أعمال مضبوط ودقيق، يتضمن لزاماً النقاط التالية: - قائمة الموضوعات التي سيتم تغطيتها - وصف موجز لأهداف الاجتماع - قائمة بالأشخاص الذين سيحضرون الاجتماع - قائمة المواضيع التي سيتناولها الاجتماع - هل الاجتماع ضروري لمعالجة حالة - أي معلومات أساسية يحتاج المشاركون إلى معرفتها حول هذا الاجتماع ولا يجب أن ننسى أيضًا الاستعداد المادي، من خلال اختيار وقت مناسب قدر الإمكان للجميع، وتوفير كل الأغراض اللازمة لعقد الاجتماع، كالشاشات ولوحات العرض، والأقلام والدفاتر، والأوراق، والميكروفونات، وحتى قنينات الماء التي سيتم وضعها أمام المدعوين. وفي العادة يتم تكليف مستخدم محدد له تكوين خاص في تنسيق الإجتماعات، وهذا من أجل الحصول على جوًّ مناسب للمناقشة، لأن أي تقصير أو نقص في الاستعداد سيقود لا محالة لقطع جو المناقشة والحوار؛ لذلك تذكر، الاستعداد الجيد يعني اجتماعا جيدًا. 3. دعوة أقل عدد ممكن من الأشخاص كلما قل عدد الحاضرين، كان الإجتماع أدق - المصدر: Shutterstock كمدير تنفيذي، يجب عليك أن تعرف بأن الغرض من الاجتماع الإداري ليس مشاركة المعلومات، بل اتخاذ القرارات، لذلك كلما تقلص عدد الحاضرين كانت النتائج أفضل ومدة الاجتماع أقل. ويقع عديد من المديرين رؤساء المجالس الإدارية في خطأ الدعوة المفتوحة أو الشاملة، فتكون النتائج في العادة سلبية، ومن ثم ينتهي الاجتماع بطرح مشكلات أخرى، لذلك يُوصى دائمًا بدعوة من يهمهم الاجتماع حقًا، فإذا كان موضوع الاجتماع متعلقًا بـ المسائل المالية ووكلاء الإيرادات مثلًا، فإن حضور مسؤول المستخدمين أو المستشار القانوني غير ضروري، ووجوده في القاعة قد لا يأتي بجديد، ونستثني هنا المسائل المتداخلة ما بين المصالح التي تتطلب التنسيق والتشاور. ولعل حضور أشخاص لاجتماع لا علاقة لهم به سيجعلهم يشعرون بملل كبير، ينعكس على الجو العام، ويؤثر سلبًا على تنفيذك لجدول أعمالك، فليس خطأ أن يتكون اجتماعك من ثلاثة أشخاص بدل ثمانية عشر شخصًا آخرين لا علاقة لهم بموضوع الاجتماع. 4. تقيّد بالوقت ولا تتأخر الإهتمام بالوقت ضروري في أي إجتماع - المصدر: Shutterstock أنت مديرٌ تنفيذي والمسؤول الأول عن تسيير اجتماعاتك، لذلك فإن حضورك في الوقت المحدد أمر لا بدّ منه، لأن تأخرك عن موعد مهم كهذا سينعكس سلبًا على مسائل تتعلق بالانضباط والجدّيّة عند الحاضرين. ومن الجيد أن تحضر قبل الجميع، حتى تكون لك كاريزما وسيطرة على الاجتماع، فأنت ستكون في وضع المراقب، لكنك إن حضرت متأخرًا فستفقد هذه الميزة، وستجد نفسك في وضع معاكس لأن الجميع سيراقبونك، ولن تكون لك إمكانية التحدث عن الانضباط، لأنك ببساطة لم تتقيد بذلك وأنت الرّئيس، فكيف سيتقيد به المرؤوسون؟ نتكلم عن التّأخر لأن الوقت المثالي لعقد الإجتماعات هو الصباح، وهو وقت تسجل فيه التأخرات دائمًا، إما بسبب النقل وحركة السير أو لأسباب أخرى. ويجب أن نعلم أن الوقت جزء من مجموعة أجزاء متكاملة لإنجاح الاجتماع، لذلك من الجيد تجاوز هذه المسألة، من خلال ترك هامش زمني بسيط لغلق قائمة الحضور، وذلك بتجاوز الوقت المحدد للافتتاح بعشر دقائق مثلًا، حتى لا تقع مشكلات تؤثر في الهدف الرئيس للاجتماع، ويبقى لك الخيار في أخذ انطباع سلبي بخصوص المتأخرين، وفي جميع الحالات، لا تنسى هذه القاعدة: إياك أن تتأخر عن اجتماع يقع تحت إشرافك. 5. اهتم بمظهرك وإطلالتك الإطلالة الجميلة والمضبوطة ضرورية للحفاظ على التأثير الفعال - المصدر: Shutterstock كمدير تنفيذي ومشرف على اجتماع، يجب أن تكون إطلالتك مميزة، فالمظهر العام مهم جدًا، وهو إنعكاس لأمور عدّة: الجدّية في العمل، الرصانة، الاهتمام، الكاريزما، السيطرة. كما أن الإطلالة الجيدة تمنحك ثقة في نفسك بين الموظفين، عكس ما ستشعر به عند الحضور إلى الاجتماع بثياب لا ترقى لمستواك، أو مستوى المكان الذي تشغلهُ. والحقيقة أن بعض المديرين يفقدون من مرور الوقت الاهتمام بمظهرهم الخارجي، إما بسبب ازدحام جدول الأعمال، أو بسبب الملل، ولكن الواقع أن هذه النقطة تتطلب دائمًا الاهتمام، وهي لا تقل أهمية عن التّوقيع، لذلك أحرض دائمًا على الحضور إلى الاجتماع وأنت ترتدي بدلة رسمية متناسقة، ولا تنس رابطة العنق، وحاول أن تختار قصة شعر مناسبة، وساعة يد، مع وضع عطر خفيف... وسيكون حضورك لافتًا، وسيصغي لك الجميع وأنت تتكلم. 6. لا تفقد التركيز حافظ على المسار الدقيق للإجتماع حتى تحقق أهدافك - المصدر Shutterstock لستَ الحاضر الوحيد في الإجتماع، لذلك فإنك قد تنساق أنت وبعض الحضور لحديث خارج عن الإطار المحدد لجدول الأعمال، وهذا يمثل فقدان التركيز، فلسبب ما وفي أغلب الاجتماعات نجد هناك شخصًا يسرد قصة أو يتناول حديثًا خارجًا تمامًا عن ما تم إعداده، والواقع أن كثرة الأحاديث الخارجية من شأنها أن تجر الجلسة وتبعدها عن الأهداف الرئيسية، وهذا ما يجعلك تفقد الوقت ويقطع حبل أفكارك. لا نقول أن تناول حديث جانبي أمر ممنوع تمامًا في الاجتماع، ولكن يجب الحرص على عدم التعمق في الأحاديث الجانبية، ومسؤوليتك تكمن إما في منع حدوث ذلك أو الانتباه للحفاظ على الزخم الذي يسير عليه الاجتماع، والسبيل إلى ذلك يجب ألا يكون هجوميًا أو حادًا، بل يجب عليك أن تكون ذكيًا في كيفية استعادة جو الاجتماع، من خلال تناول الحديث عندما يتعمق المتكلم الآخر في سرده لقصة مثلًا، أو من خلال نقل الكلمة لشخص آخر ثم طرح سؤال يعيد الجميع للموضوع، لذلك احرص دائمًا على المحافظة على حبل الاجتماع سليمًا، لأنه إذا قُطع ستخسر أهدافك. 7. اجعل اجتماعاتك قصيرة من الضروري أن تجعل اجتماعاتك قصيرة حتى لا يتشتت التركيز - المصدر Shutterstock مما لا شك فيه أنه وبعد مرور نصف ساعة عن بداية الاجتماع ستلمس أن الانتباه قد بدأ في التّناقص عما كان عليه في البداية، إنه عامل الزّمن، فالحضور سيأخذون في فقدان التركيز شيئًا فشيئا، وهذا الأمر ليس له علاقة بتحقيق الأهداف من عدمه، إذ يحدث هذا التشتت بسبب معالجة كمية كبيرة من المعلومات في وقت واحد، لذلك من الطبيعي أن يحدث تشتت وفقدان للدقة بعد فترة معينة من الزمن. وعليه فإن إجتماعك من الجيد أن يكون قصيرًا، لا نقول ربع ساعة، ولكن لا تجعله يتجاوز الساعة في أقصى الحالات، وإن طال على ذلك فبرمج خلاله استراحة قهوة مثلًا، وحاول قدر استطاعتك أن تدير الوقت بدقة حتى لا يتأثر اجتماعك بضيق الوقت. اجعل منه شبه امتحان، فالامتحان يشبه الاجتماع في كونه مقيدًا بوقت ومنحصرًا في الإجابة عن أسئلة محددة، فإن فاتك الوقت أثر ذلك على نتيجتك بالسلب، وإن انتهيت قبل الوقت، فربما تكون إجابتك ناقصة؛ مدة الاجتماع مهمة للغاية، لذلك اهتم بهذه النقطة جيدًا. 8. المتابعة والرّقابة يجب متابعة ما تم الإتفاق عليه في الإجتماع - المصدر: Shutterstock عندما ينتهي الاجتماع فإنه لا يكون كذلك بالنّسبة لك، لأنك ستكون مجبرًا على متابعة ورقابة تنفيذ القرارات التي تم أخذها، والبتُّ في تطبيقها، ولا يكون الاجتماع ناجحًا عندما لا يتم تطبيق مخرجاته على أرض الواقع. ويشكل بعض المديرين في المؤسسات الكبيرة لجان متابعة ومراقبة تسهر على تتبع تنفيذ القرارات الخاصة بالإجتماعات الدورية أو الخاصة، لأن الأهم ليس في كثرة الإجتماعات، وإنما في تنفيذ ما جاء فيها. ومن ثم ستكون مضطرًا إذن لصياغة محضر اجتماعك وجعله علنيًا، حتى يكون الجميع في الصورة، لأنه لا يمكن للموظف أن يطبق قرارات لا يعلمها. وتيقن أن نجاح اجتماعك مرهون بما تم إقراره والتوقيع عليه على تلك الطاولة، وأنه حتى عندما يكون الاجتماع قد مر بشكل ممتاز، فلن يكون كذلك بمجرد إسقاط نقطة واحدة مما تم الاتفاق عليه، فعنصر الرقابة والمتابعة، ضروري جدًا لتنفيذ أي عمل يتم التخطيط لتطبيقه.