
الكنيسة الكاثوليكيّة تبحث عن "بابا" جديد... ولبنانيّ الأصل على لائحة الخلافة
تنتظر الكنيسة الكاثوليكية في العالم بلهفة، فتح صفحة جديدة من تاريخها المسيحي بعد رحيل البابا فرنسيس يوم إثنين القيامة، وانتهاء فترة الحداد لمدّة 9 أيّام وتُعرف بالـ 'نوفيميال'.
وكتبت دوللي بشعلاني في" الديار": السؤال الذي يطرح نفسه، قبل انعقاد "الكونكلاف" لانتخاب البابا الذي سيخلف البابا فرنسيس، ليس جنسية البابا الجديد، وهل سيكون من القارة الأوروبية أو الأفريقية أو الآسيوية فحسب، إنّما ما ستكون عليه رسالته خلال حبريته، انطلاقاً من حاجات الكنيسة الكاثوليكية الجامعة اليوم. وثمّة من يتساءل أيضاً، هل سينتخب الكرادلة باباً يُكمل مسيرة البابا فرنسيس الذي مشى على خطى المسيح، وتابع مسار البابا القدّيس يوحنا بولس الثاني، أم سيفتح مساراً جديداً في تاريخ الكنيسة؟
وجرى إغلاق كنيسة سيستينا حيث سيُعقد الكونكلاف، أمام الزوّار، وتمّ تجهيزها لاستضافة الانتخابات. كما وُضعت المواقد بداخلها التي منها سيخرج يومياً الدخان الأسود الى حين خروج الدخان الأبيض. وقبل انعقاد المجمع، على ما أوضحت المصادر، سيقوم جميع المسؤولين والموظفين في المجمع، من رجال دين وعلمانيين بأداء قسم اليمين في كنيسة بولين في القصر الرسولي، عند الخامسة والنصف من مساء يوم الاثنين في 5 أيار الجاري (بتوقيت روما). ومن ثمّ سيتمّ الإحتفال بالقدّاس الإلهي العاشرة من صباح الأربعاء في 7 أيّار في كنيسة القدّيس بطرس من قبل عميد الكرادلة جيوفاني باتيستا راي. وعند الرابعة والنصف من بعد ظهر اليوم نفسه، يأخذ الكرادلة الـ 133 أماكنهم في كنيسة سيستينا ويؤدّون القَسَم. ويطلب بعدها رئيس الإحتفالات الليتورجية المونسينور دييغو رافيلي من جميع الحاضرين باستثناء الكرادلة الناخبين مغادرة الكنيسة، معلناً "الخروج الكامل" للجميع. ويتولّى الكاردينال الهندي جورج جاكوب، كونه الأخير في ترتيب الشمامسة، مهمّة إغلاق البابا لإفساح المجال للتصويت الأول.
وفي الوقت الذي تكثر فيه التكهّنات حول مدة انعقاد الكونكلاف، وحول من سيكون البابا الجديد، مع التداول بلوائح المرشّحين المحتملين لخلافة البابا فرنسيس، وما جرى خلال انتخابه ومن كان يُنافسه على البابوية، الى جانب الحديث عن القوى المحافظة والتقدمية داخل الكنيسة وأيّ منها سيفوز، تتوقّع المصادر الكنسية خروج الدخان الأبيض والإعلان عن أنّه 'أصبح لدينا بابا' خلال يومين أو ثلاثة من بدء المجمع كحدّ أقصى، أي قبل 10 أيّار الجاري، بحسب التقديرات، سيما أنّ أجواء "التناغم والهدوء وتقييم الوضع" تسود بين الناخبين. فالآراء مختلفة لكن ليس من مواقف متعارضة تماماً. غير أنّ المفاجآت تبقى واردة.
ومن الأسماء البارزة التي يتمّ التداول بها والتي يمكن أن تحظى بثلثي أصوات الكرادلة الناخبين خمسة أساسية، ويقوم البعض بتوسيع اللائحة لتضمّ 11 كاردينالاً، هم:
1- بيترو بارولين (إيطاليا- 70 عاماً)، وهو ديبلوماسي محنّك يشغل منصب وزير خارجية الفاتيكان منذ 2013. يُعتبر شخصية معتدلة قادرة على تحقيق التوازن بين الإصلاح والاستقرار.
2 - لويس أنطونيو تاجلي (الفيليبين- 67 عاماً). يُقال إنّه الأوفر حظاً بنسبة مراهنة 3:1. يُعرف بتوجّهه التقدمي، وقد شغل مناصب بارزة داخل الفاتيكان، منها إدارة مجمع تبشير الشعوب. وقد يكون امتداداً طبيعياً لنهج البابا فرنسيس المنفتح.
3- بيتر إردو (المجر- 72 عاماً)، وهو الوجه المحافظ في السباق البابوي، يشتهر بخلفيته القانونية وصلابته اللاهوتية. يمثل خياراً لمن يسعون إلى عودة الكنيسة إلى النهج التقليدي.
4- بيتر توركسون (غانا- 76 عاماً). يُعتبر أيقونة العدالة الاجتماعية داخل الكنيسة، عُرف بمواقفه الصريحة بشأن الفقر وتغير المناخ. فوزه سيكون سابقة تاريخية كأول بابا أفريقي منذ أكثر من 1500 عام.
5- أنجيلو سكولا (إيطاليا- 82 عاماً). كان الأكثر حظّاً في اجتماع عام 2013 الذي انتخب البابا فرنسيس. يتمتع رئيس أساقفة ميلانو السابق، بجذور لاهوتية عميقة، ويحظى بقبول واسع من أنصار كنيسة أكثر مركزية وتسلسلاً هرمياً. غير أنّ سنّه قد تقف عائقاً ضدّ انتخابه.
6- ماتيو زوبّي (إيطاليا- 70عاماً)، ويقول أحد العارفين إنّه من أصل لبناني من عائلة الزغبي. رُقي زوبي إلى رتبة كاردينال عام 2019، ويعتقد بعض الخبراء أن البابا فرنسيس كان سيُرشّحه لخلافته، لكن البابا لم يُدل برأيه علناً في هذا الشأن. يُعرف بتركيزه على القيم الإنسانية مثل نبذ الكراهية والتضامن والانفتاح الديني، مع الاهتمام بالفئات المهمشة مثل المهاجرين.
7- جان- مارك أفيلين (فرنسا- 67 عاماً). من مواليد سيدي بلعباس، غرب الجزائر، من عائلة مهاجرة. يُعرف بقربِه الخاص من البابا فرنسيس. وهو مُدافع عن الحوار بين الأديان ويُشدّد على واجب استقبال المهاجرين.
8- روبرت سارة (غينيا- 79 عاماً). يُعتبر حاملًا للواء الروحي واللاهوتي للكاثوليك المحافظين، حيث جادل منتقدو فرنسيس بأن البابا الراحل تأثر بشدة بالعلمانية الحديثة. يُفضّله المحافظون، وسبق وأن ترأس مكتب الفاتيكان للأعمال الخيرية.
9- ريموند ليو بيرك (الولايات المتحدة الأميركية). هو محام قانوني. يُنظر اليه على أنّه صوت للتقليدية. كثيراً ما تُعتبره بعض وسائل الإعلام الرئيسية زعيماً فعلياً للجناح المحافظ في الكنيسة.
10- جوزيف توبين (الولايات المتحدة). من بين الأسماء المرشّحة، وهو رئيس أساقفة نيوارك في ولاية نيوجيرسي. علماً أنّه لم يسبق أن تولّى أي أميركي بابوية روما.
11- ماريو غريك (مالطا- 68 عاماً). يشغل منصب الأمين العام لسينودوس الأساقفة منذ العام 2020. رفعه البابا فرنسيس إلى رتبة كاردينال في 28 ت2 2020.
وتبرز أسماء أخرى مثل بيار باتيستا بيتسابالا (إيطاليا- 60 عاماً)، وفريدولين أمبونجو (الكونغو) وسواهما.
أمّا معايير اختيار البابا فلا تتبع منطق الأصل الجغرافي، لأنّ الكنيسة عالمية، على ما تلفت المصادر الكنسية، غير أنّها تأخذ سنّ البابا الجديد بالإعتبار كونه يقوم بمهام كثيرة. وإذ تبقى نتيجة أصوات الناخبين غير مؤكّدة الى حين انتخاب البابا من وراء أبواب كنيسة سيستينا المغلقة، والتي تعزل الكرادلة عن العالم الخارجي ليستمعوا الى إلهامات الروح القدس ، ترى أنّ الفصائل الإيديوليوجية ستقيّم خياراتها بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية خلال المرحلة المقبلة بين الإستمرارية أو العودة الى النهج التقليدي الأكثر تحفّظاً. على أن البابا الجديد سيُواجه تحديات عديدة تتعلّق بالكنيسة التي تُصارع تراجع نفوذها في الدول الأوروبية وأميركا الشمالية، ونموّها في جنوب العالم، والنقاشات المستمرّة حول مستقبلها وكيفية تأثيرها في عنصر الشباب. كما سيتعيّن عليه التوفيق بين الحاجة إلى الوحدة وقيادة شعب الله الذي يريد السير في طريق فرنسيس.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- القناة الثالثة والعشرون
ترامب يتوجه إلى الخليج وعينه على عقد الصفقات
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... يتوجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الأسبوع إلى السعودية وقطر والإمارات، في خضم نشاط دبلوماسي مكثف، ساعيا إلى إبرام صفقات تجارية، مع إدراكه صعوبة التوصل إلى اتفاقيات بشأن أبرز النزاعات في الشرق الأوسط. وستكون جولة ترامب بين 13 و16 أيار، الأولى له خارج الولايات المتحدة في ولايته الرئاسية الثانية، علما بأنه قام بزيارة مقتضبة لروما لحضور جنازة البابا فرنسيس. وأكّد البيت الأبيض بأنه يتطلع إلى 'عودة تاريخية' إلى المنطقة. قبل ثماني سنوات، اختار ترامب أيضا السعودية كوجهة لرحلته الخارجية الأولى كرئيس، حيث التقط صورة تذكارية مع بلورة مضيئة وشارك في رقصة بالسيف. يؤكد قراره مرة أخرى بتجاوز حلفائه الغربيين التقليديين والسفر إلى دول الخليج الغنية بالنفط أهمية دورهم الجيوسياسي المتزايد، بالإضافة إلى علاقاته التجارية المتميزة في المنطقة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


النهار
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- النهار
هل يكون لاوون الرابع عشر البابا الذي تمنّته أوكرانيا؟
"عليها التحلّي بشجاعة رفع العلم الأبيض". قد تكون عبارةً منسيّةً الآن، لكنّها أثارت جدلاً واسعاً حين أُطلقت حينها. كانت تلك عبارة البابا فرنسيس الراحل في آذار/مارس 2024 خلال حديث إلى هيئة "آر تي إس" السويسريّة. "أنتَ ترى أنّك مهزوم، والأمور لا تسير على ما يرام، تَحلَّ بالشجاعة للتفاوض"، أضاف البابا الراحل. "علمُنا أصفر وأزرق. هذا هو العلم الذي نعيش نموت وننتصر به"، ردّ وزير الخارجيّة الأوكرانيّ السّابق دميترو كوليبا. "لن نرفع أبداً أيّ أعلام أخرى". "نحتاج إلى الاهتمام" بعد الجدل والاحتجاجات، ردّ الفاتيكان عبر إظهار أنّ عبارة "العلم الأبيض" اقترحها الإعلاميّ الذي كان يجري المقابلة واستخدمها البابا فرنسيس في إجابته. على أيّ حال، لم يكن هذا الموقفَ البابويّ الوحيد الذي أزعج أوكرانيا بعد الحرب. فالبابا السّابق لم يصف روسيا بالمعتدي حتى أنّه لام "نباح النّاتو على باب روسيا" لأنّه "ربّما سهّل" الحرب. وفي المقابلة نفسها مع صحيفة إيطاليّة، أصرّ البابا الراحل على مقابلة الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين قبل التّوجّه إلى أوكرانيا. أثارت هذه المواقف وغيرها حفيظة الأوكرانيّين إلى حد كبير. كذلك، زار البابا السفارة الروسيّة بالقرب من الفاتيكان بعد 24 ساعة على الغزو. بعد رحيل البابا فرنسيس عن هذا العالم، قال المحلل الأوكراني فولوديمير فيسينكو لوكالة "فرانس برس" إنّ على البابا المقبل "أن يعير أوكرانيا اهتماماً أكبر". يبدو أنّ أمنيته تحققت سريعاً. "حرب إمبرياليّة" بحسب المؤشّرات المتوفّرة القليلة، لكن المهمّة، قد يملك البابا لاوون الرّابع عشر نظرة مختلفة تماماً إلى الصّراع. سنة 2022، وحين كان لا يزال أسقفاً في البيرو، انتقد البابا (الكاردينال روبرت بريفسوت آنذاك) غزو روسيا لأوكرانيا معتبراً إيّاه حرباً "إمبريالية". وفي مقابلة مع صحيفة "سيماناريو إكسبرسيون"، شجب بريفوست الحرب بصفتها "غزواً حقيقياً، إمبريالية بطبيعتها، حيث تسعى روسيا إلى احتلال أرض لأسباب تتعلق بالقوة". وأضاف أنّ من أهداف احتلال أوكرانيا "موقعها الاستراتيجيّ" و"القيمة العظيمة" التي تمثّلها أوكرانيا على مستوى التاريخ والثقافة والإنتاج. وتابع: "أعتقد أنّه علينا أن نكون أوضح. حتى بعض السياسيّين في بلدنا لا يريدون الاعتراف بفظائع هذه الحرب وسوء روسيا" بسبب قرار خوضها. ويبدو أنّ ذلك التصريح لم يكن نابعاً فقط من أجواء تعاطفيّة مع أوكرانيا سادت على وجه الخصوص خلال الأشهر الأولى التي تلت انطلاق الغزو. ففي خطوة لافتة، وعلى الرّغم من أنّها لم تلقَ الكثير من الأضواء، كانت المكالمة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هي أوّل اتّصال معلوم يجريه البابا لاوون الرابع عشر برئيس أجنبي. هو أغسطينيّ في حديث إعلاميّ إلى "فوربس"، توقّع أستاذ اللاهوت في جامعة فيلانوفا الأميركيّة الكاثوليكيّة ماسيمو فاجيولي أن يكون البابا قادراً أكثر على التأثير في الصراع، لأنّه أوّلاً، وكبابا أغسطينيّ، (نسبة إلى القديس أغسطينوس 350-430) يؤمن بمفهوم "الحرب العادلة"، على عكس البابا الراحل الذي كان يسوعيّاً. أما السّبب الثاني بحسب رأيه فهو أنّ أميركيّة البابا تجعله محطّ أنظار الدول الكبيرة من بينها الصين وروسيا والهند. ويضيف أنّ البابا لاوون الرابع عشر هو الأكثر نشاطاً منذ 40 عاماً بالنظر إلى سنّه. عاملٌ آخر ثمّة سبب إضافيّ محتمل لتفسير التأثير المتوقّع لدى البابا الحاليّ في ملفّ أوكرانيا. بعد وفاة البابا فرنسيس، قال مسؤول أوكرانيّ رفض الكشف عن هويته في حديث إلى "فرانس برس"، إنّ البابا الراحل أمكنه أن يفعل المزيد لتفسير مظالم أوكرانيا في دول الجنوب العالميّ. صحيحٌ أنّ البابا لاوون الرابع عشر أميركيّ لكنّه أيضاً بيروفيّ بفعل قضاء فترة طويلة من خدمته الكهنوتيّة في البيرو التي منحته جنسيّتها. وهذا يعني أنّ البابا الحاليّ، من الناحية الثقافيّة، هو جزء أيضاً من "الجنوب العالميّ"، حيث عانت أوكرانيا بشكل متفاوت في الترويج لقضيّتها. كان انتماء البابا الأرجنتينيّ الراحل إلى دول "الجنوب العالمي" أحد الأسباب التي ذكرها مراقبون لتفسير عدم وقوف فرنسيس الصريح إلى جانب أوكرانيا. نظر قسم من حكومات وشعوب هذا الجزء من العالم إلى أوكرانيا كتابعة لدولة أميركيّة "إمبرياليّة". وصف زيلينسكي المكالمة الهاتفيّة بـ "الدافئة جداً والجوهريّة جداً" داعياً البابا إلى زيارة أوكرانيا لأنّها "ستجلب الأمل الحقيقيّ لجميع المؤمنين". هي فكرة كرّرها كبير أساقفة الكنيسة اليونانيّة الكاثوليكيّة في أوكرانيا سفياتوسلاف شيفشوك: "نشعر فعلاً بأنّ البابا ليو الرابع عشر سيكون بابا السلام لأوكرانيا التي عانت طويلاً من الحرب". سنة 2023، كتب جون ألان جونيور في مجلّة "ذي أتلانتيك" أنّ مواقف البابا فرنسيس كانت تعكس تزايد عدد الكاثوليك خارج أوروبا. لكن بحسب المؤشّرات المتوفّرة حتى الآن، وبدلاً من مجاراة الثقل الكاثوليكيّ المتمدد خارج الغرب كما فعل فرنسيس بشكل افتراضيّ، يبدو أنّ البابا الحاليّ يقوم بمصالحة هذا الواقع الجيوسياسيّ مع ما يعتبره ضرورة أخلاقيّة شاملة.


النهار
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- النهار
ترامب في السعودية اليوم... "عودة تاريخية" إلى المنطقة
يتوجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الأسبوع إلى السعودية وقطر والإمارات، في خضم نشاط دبلوماسي مكثف، ساعياً إلى إبرام صفقات تجارية، مع إدراكه صعوبة التوصل إلى اتفاقيات بشأن أبرز النزاعات في الشرق الأوسط. وستكون جولة ترامب بين 13 و16 أيار/مايو، الأولى له خارج الولايات المتحدة في ولايته الرئاسية الثانية، علماً بأنه قام بزيارة مقتضبة لروما لحضور جنازة البابا فرنسيس. وأكّد البيت الأبيض بأنه يتطلع إلى "عودة تاريخية" إلى المنطقة. قبل ثماني سنوات، اختار ترامب أيضاً السعودية كوجهة لرحلته الخارجية الأولى كرئيس، حيث التقط صورة تذكارية مع بلورة مضيئة وشارك في رقصة بالسيف. يؤكد قراره مرة أخرى بتجاوز حلفائه الغربيين التقليديين والسفر إلى دول الخليج الغنية بالنفط أهمية دورهم الجيوسياسي المتزايد، بالإضافة إلى علاقاته التجارية المتميزة في المنطقة. وخلال الأيام التي سبقت الرحلة الخليجية، لعب البيت الأبيض دوراً محورياً في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الهند وباكستان، وإفراج حركة حماس عن رهينة إسرائيلي-أميركي في غزة، وعقد جولة أخرى من المحادثات النووية مع إيران. قال مسؤول إسرائيلي إن إعلان ترامب بشأن الحوثيين كان "محرجا إلى حد ما" وإن تصرف الرئيس "سلاح ذو حدين". جاءت هذه المبادرات الدبلوماسية بعد إعلان مفاجئ من ترامب الأسبوع الماضي بموافقته على هدنة مع الحوثيين في اليمن، بعد نحو شهرين من استهدافهم بغارات جوية شبه يومية. ومن المرجح أن ينصبّ التركيز خلال جولته الخليجية على إبرام اتفاقيات تجارية. وكتب دانيال شابيرو، الزميل في مبادرة سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط التابعة للمجلس الأطلسي "أشارت مصادر في البيت الأبيض إلى أن الرئيس سيركز على الصفقات". وتابع "ويقصدون بذلك فرصاً لزيادة استثمارات هذه الدول الثرية في الولايات المتحدة، وتعميق التنسيق في مجال الذكاء الاصطناعي، وتوسيع التعاون في مجال الطاقة". وأفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت قبل الزيارة أنّ "الرئيس يتطلع إلى الشروع في عودته التاريخية إلى الشرق الأوسط" لتعزيز رؤية "يُهزم فيها التطرف بدلاً من التبادلات التجارية والثقافية". ورسّخت دول الخليج مكانتها كشركاء دبلوماسيين رئيسيين خلال ولاية ترامب الثانية. ولا تزال الدوحة وسيطاً رئيسياً في المفاوضات بين إسرائيل وحماس، بينما توسطت السعودية في المحادثات بشأن الحرب في أوكرانيا. وفي الرياض، سيلتقي ترامب أيضا بقادة دول مجلس التعاون الخليجي الست: السعودية، والإمارات، والبحرين، وقطر، والكويت، وسلطنة عمان. ومن غير المرجح أن تكون جهود دفع السعودية للاعتراف بإسرائيل على رأس جدول أعمال هذه الرحلة، إذ تشدد الرياض على ضرورة إقامة دولة فلسطينية قبل مناقشة العلاقات مع الدولة العبرية. ومن المرجح أن تكون إيران محوراً رئيسياً خلال هذه الزيارة، عقب جولة رابعة من المحادثات في عُمان السبت شهدت إحراز الجانبين تقدماً نسبياً. والأسبوع الماضي، أعلن ترامب أنه "سيتخذ قراراً" بشأن التسمية الرسمية التي ستعتمدها الولايات المتّحدة للخليج بعدما أفادت تقارير إعلامية بأنّه يعتزم إطلاق اسم "الخليج العربي" أو "خليج العرب" على المسطح المائي الذي تصرّ إيران على تسميته "الخليج الفارسي".