logo
الشركات الذكيّة تقرأ الراكب

الشركات الذكيّة تقرأ الراكب

عكاظمنذ 2 أيام
تغيّرت طبيعة المسافر وتنوّعت توقعاته، فأصبحت شركات الطيران تسعى لقراءة العقول وفهم النفسيات قبل أن تتسابق على بيع التذاكر.
مع بداية فصل الصيف وموسم الإجازات، يشكل الشهران الجاري والمقبل ذروة حركة السفر السنويّة، وتتحوّل المطارات إلى ميدان مفتوح لتنافس شركات الطيران ليس على «بيع» المقاعد فقط، بل على «شراء» ولاء المسافرين، واستيعاب تفضيلاتهم لتقديم تجربة سفر تتجاوز مجرد النقل، لتبقى في الذاكرة طويلاً.
السؤال الذي يبرز وسط هذا الازدحام: ما الذي يبحث عنه المسافر؟ وما الذي يحدّد اختياراته؟
الواقع أن الإجابة لا تقتصر على عامل أو عاملين، نعم السعر مهم، لكنه لم يعد كافياً لترجيح كفة شركة على أخرى، فالمبلغ «الزهيد» قد يخفي وراءه ساعات «غنية» بالإرهاق والمعاناة، كما أن المسافر اليوم لم يعد الراكب التقليدي، بل أصبح أكثر وعياً وحرصاً على التفاصيل، بل وناقداً مؤثراً يوثق تجربته ويشاركها لتصل في دقائق إلى ملايين الناس.
من هنا تبرز أهمية العوامل الأخرى مثل جودة الخدمة على متن الطائرة، ومستوى الضيافة، ودقة المواعيد، ومرونة سياسات الحجز، وتنوع الوجهات، خاصة أن الرحلات المباشرة تظل عنصر جذب قويّاً ومع ذلك، حتى هذه العوامل مجتمعة قد لا تكون كافية، فهناك أبعاد ثقافية، وسلوك مجتمعي أصبح حاضراً في ذهن الشركات الذكية، تلك التي تنجح في فهم ذائقة المكان وقِيَم الإنسان، وتهتم بالتفاصيل الصغيرة، التفاصيل التي تتشربها المشاعر، ويمتد أثرها في اللاوعي، مثل دفء طاقم الطائرة، وموسيقى المقصورة، وتصاميم المقاعد.
بعض الشركات، على سبيل المثال، تحظى بتفضيل دائم من السعوديين في الرحلات الدولية، لأنها تصنع تجربة تراعي قيم المسافر السعودي، بدءاً من دعاء السفر والمصلّىٰ، مروراً بالطعام، ووصولاً إلى المحتوى الترفيهي وسياسات الحجوزات والإلغاء وبرامج الولاء.
أما شركات أخرى، فقد تميزت ببناء تجربة سفر فاخرة مدعومة بشبكة وجهات عالمية تمتد عبر القارات، في المقابل تركّز شركات الطيران الاقتصادي على شريحة المسافرين الباحثين عن السعر فقط، مقابل الحد الأدنى من الخدمة، وبين هذين النموذجين أبدعت بعض الشركات في خلق نموذج خاص يجمع بين مرونة السعر، وتعدد الوجهات المباشرة، ومستوى خدمة معقول.
إن اختيار المسافر لشركته الناقلة لا يخضع لمعادلة رياضية ثابتة، بل لتوازن معقّد بين القيمة والسعر، وبين الراحة والزمن، وبين الثقة التي تُبنى على تجربة وفضول اكتشاف الجديد، لذلك فإن شركات الطيران الذكية تدرك هذا المزيج المتقلب، وتسعى إلى تكييف خدماتها حسب الموسم والفئة.
موسم الصيف ليس مجرد ذروة تشغيلية، بل اختبار سنوي لقدرة الشركات على فهم مسافر اليوم، ومخاطبة أحاسيسه من أول نقرة في تطبيق الحجز حتى لحظة حمل الحقائب ومغادرة مطار الوصول، مروراً بالاستجابة المتفهمة لشكواه، والحلول التي تُشعره بالرضا والاهتمام.
أخبار ذات صلة
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"شُغيب".. شاهد لؤلؤة بحرية هادئة على سواحل مكة المكرمة
"شُغيب".. شاهد لؤلؤة بحرية هادئة على سواحل مكة المكرمة

صحيفة سبق

timeمنذ 19 ساعات

  • صحيفة سبق

"شُغيب".. شاهد لؤلؤة بحرية هادئة على سواحل مكة المكرمة

تشكّل جزيرة "شُغيب"، الواقعة في البحر الأحمر قبالة ساحل رأس محيسن بمنطقة مكة المكرمة، إحدى الجواهر الطبيعية التي تزخر بها المملكة، وهي وجهة مثالية للباحثين عن السكينة والشواطئ البلورية، وتبعد الجزيرة عن الساحل نحو 0.4 ميل بحري، وتتميز برمالها البيضاء الناعمة ومياهها النقية التي تعكس روعة الطبيعة البكر. وتستقطب "شُغيب" عشاق الغوص لما تزخر به من شعاب مرجانية نابضة بالحياة، متغلغلة في أعماق البحر، ما يجعلها مقصدًا فريدًا لمحبي الاستكشاف تحت الماء، ويضفي نقاء المياه وصفاء الأجواء طابعًا ساحرًا على تجربة الزائر، إذ تنعم الجزيرة بأجواء طبيعية هادئة وخلابة. وبحسب المتحدث الرسمي لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية طارق أبا الخيل؛ فإن "شُغيب" تُصنّف جزيرة مرجانية، وتقع غرب بلدة دوقة وجنوب رأس محيسن، وفي الطرف الشرقي لحاجز مرجاني يمتد جنوبًا وغربًا، وتبلغ مساحتها نحو 0.2 كيلومتر مربع، ويتميز سطحها بالاستواء وعدم تجاوز ارتفاعه مترين، حيث تغطي الرمال معظم أجزائه. ويمتد الشريط الساحلي للبحر الأحمر ليحتضن عددًا من الجزر المشابهة التي تجذب محبي الطبيعة والأنشطة البحرية، حيث يشكّل الامتداد الطبيعي متنفسًا حيويًا لعشاق الرحلات البحرية؛ لما تتمتع به من مناخ معتدل ونظافة شواطئها وكثافة غطائها النباتي، إلى جانب سهولة الوصول إليها عبر المراكب المنطلقة من متنزه رأس محيسن شمالًا على امتداد الساحل الغربي الجنوبي.

السياحة الداخلية ترفيه واقتصاد
السياحة الداخلية ترفيه واقتصاد

الرياض

timeمنذ يوم واحد

  • الرياض

السياحة الداخلية ترفيه واقتصاد

مع بداية العطلة الصيفية يبدأ المواطنون في شد الامتعة والحقائب والتهيؤ للسفر منهم من تكون وجهته خارج المملكة وأعتقد أنهم الأكثر، ومنهم من تكون وجهته إلى الداخل.. المملكة العربية السعودية خطت خطوات رائعة وتحولت السياحة تحولًا هائلًا كجزء من رؤية 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط. المملكة تسعى حثيثًا إلى أن تصبح وجهة سياحية عالمية رائدة، من خلال تطوير مشاريع ضخمة وجذب الملايين من الزوار. تسعى المملكة إلى أن يساهم القطاع السياحي بنسبة تزيد عن 10 % في الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030. وتسعى الرؤية إلى توفير حوالي 1.6 مليون وظيفة إضافية في مختلف قطاعات السياحة بحلول عام 2030. والهدف الأولي هو جذب 100 مليون زيارة سنوية، وقد تجاوزت المملكة هذا الهدف بالفعل، حيث استقبلت 109.3 مليون زائر في عام 2023 (27.4 مليون زائر دولي و 81.9 مليون زائر محلي)، وتسعى الآن إلى 150 مليون زيارة. وتعزيز الهوية الإسلامية والوطنية: من خلال الترويج للسياحة الثقافية والدينية، والحفاظ على المواقع التاريخية، وتحسين تجربة الحج والعمرة. تتميز بلادنا بتنوع جغرافي وثقافي وتاريخي فريد، مما يوفر تجارب سياحية متنوعة. مكة المكرمة والمدينة المنورة: وجهتان روحانيتان أساسيتان لملايين المسلمين حول العالم، وتواصل المملكة العمل على تحسين البنية التحتية والخدمات لاستيعاب أعداد أكبر من الزوار. سيما المدن الكبرى والمناطق الحضرية كالرياض التي تجمع بين الحداثة والتاريخ، وتضم معالم مثل برج المملكة، قلعة المصمك، والمتحف الوطني. وتستضيف فعاليات عالمية مثل "موسم الرياض" ومدينة جدة العريقة عروس البحر الأحمر"، تتميز بتاريخها العريق في جدة التاريخية، وواجهتها البحرية الحديثة، ونافورة الملك فهد. وهناك المناطق التاريخية والثقافية كالعُلا؛ وهي مدينة تاريخية مذهلة تضم مدائن صالح (الحِجر)، أول موقع سعودي يُدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، بالإضافة إلى المناظر الطبيعية الخلابة والتكوينات الصخرية الفريدة.. والدرعية مهد الدولة السعودية الأولى، وهي موقع تراث عالمي لليونسكو يعكس تاريخ المملكة الغني. وكذلك عسير (أبها): "لؤلؤة عسير"، تتميز بجبالها الشاهقة وأجوائها الباردة والمعتدلة، مما يجعلها وجهة مثالية للهروب من حرارة الصيف، وجزر فرسان وجبال السروات وصحراء الربع الخالي التي توفر تجارب فريدة لمحبي الطبيعة والمغامرات، وكذلك مدينة حائل حيث تتميز بأجوائها المعتدلة ومعالمها التاريخية والثقافية مثل قلعة أعيرف وبحيرة دومة الجندل. وشاطئ نصف القمر وكورنيش الخبر وجدة حيث الوجهات البحرية الشهيرة وغيرها الكثير من الأماكن؛ فبلادنا غنية جدًا بالأماكن الجميلة والرائعة.

الشركات الذكيّة تقرأ الراكب
الشركات الذكيّة تقرأ الراكب

عكاظ

timeمنذ 2 أيام

  • عكاظ

الشركات الذكيّة تقرأ الراكب

تغيّرت طبيعة المسافر وتنوّعت توقعاته، فأصبحت شركات الطيران تسعى لقراءة العقول وفهم النفسيات قبل أن تتسابق على بيع التذاكر. مع بداية فصل الصيف وموسم الإجازات، يشكل الشهران الجاري والمقبل ذروة حركة السفر السنويّة، وتتحوّل المطارات إلى ميدان مفتوح لتنافس شركات الطيران ليس على «بيع» المقاعد فقط، بل على «شراء» ولاء المسافرين، واستيعاب تفضيلاتهم لتقديم تجربة سفر تتجاوز مجرد النقل، لتبقى في الذاكرة طويلاً. السؤال الذي يبرز وسط هذا الازدحام: ما الذي يبحث عنه المسافر؟ وما الذي يحدّد اختياراته؟ الواقع أن الإجابة لا تقتصر على عامل أو عاملين، نعم السعر مهم، لكنه لم يعد كافياً لترجيح كفة شركة على أخرى، فالمبلغ «الزهيد» قد يخفي وراءه ساعات «غنية» بالإرهاق والمعاناة، كما أن المسافر اليوم لم يعد الراكب التقليدي، بل أصبح أكثر وعياً وحرصاً على التفاصيل، بل وناقداً مؤثراً يوثق تجربته ويشاركها لتصل في دقائق إلى ملايين الناس. من هنا تبرز أهمية العوامل الأخرى مثل جودة الخدمة على متن الطائرة، ومستوى الضيافة، ودقة المواعيد، ومرونة سياسات الحجز، وتنوع الوجهات، خاصة أن الرحلات المباشرة تظل عنصر جذب قويّاً ومع ذلك، حتى هذه العوامل مجتمعة قد لا تكون كافية، فهناك أبعاد ثقافية، وسلوك مجتمعي أصبح حاضراً في ذهن الشركات الذكية، تلك التي تنجح في فهم ذائقة المكان وقِيَم الإنسان، وتهتم بالتفاصيل الصغيرة، التفاصيل التي تتشربها المشاعر، ويمتد أثرها في اللاوعي، مثل دفء طاقم الطائرة، وموسيقى المقصورة، وتصاميم المقاعد. بعض الشركات، على سبيل المثال، تحظى بتفضيل دائم من السعوديين في الرحلات الدولية، لأنها تصنع تجربة تراعي قيم المسافر السعودي، بدءاً من دعاء السفر والمصلّىٰ، مروراً بالطعام، ووصولاً إلى المحتوى الترفيهي وسياسات الحجوزات والإلغاء وبرامج الولاء. أما شركات أخرى، فقد تميزت ببناء تجربة سفر فاخرة مدعومة بشبكة وجهات عالمية تمتد عبر القارات، في المقابل تركّز شركات الطيران الاقتصادي على شريحة المسافرين الباحثين عن السعر فقط، مقابل الحد الأدنى من الخدمة، وبين هذين النموذجين أبدعت بعض الشركات في خلق نموذج خاص يجمع بين مرونة السعر، وتعدد الوجهات المباشرة، ومستوى خدمة معقول. إن اختيار المسافر لشركته الناقلة لا يخضع لمعادلة رياضية ثابتة، بل لتوازن معقّد بين القيمة والسعر، وبين الراحة والزمن، وبين الثقة التي تُبنى على تجربة وفضول اكتشاف الجديد، لذلك فإن شركات الطيران الذكية تدرك هذا المزيج المتقلب، وتسعى إلى تكييف خدماتها حسب الموسم والفئة. موسم الصيف ليس مجرد ذروة تشغيلية، بل اختبار سنوي لقدرة الشركات على فهم مسافر اليوم، ومخاطبة أحاسيسه من أول نقرة في تطبيق الحجز حتى لحظة حمل الحقائب ومغادرة مطار الوصول، مروراً بالاستجابة المتفهمة لشكواه، والحلول التي تُشعره بالرضا والاهتمام. أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store