logo
حل ناجع للعنوسة

حل ناجع للعنوسة

عكاظمنذ 4 أيام
من ضمن المشكلات الاجتماعية التي لم تُحل إلى الآن مشكلة العنوسة، ومشكلة الطلاق، ومشكلة عزوف الشباب والشابات عن الزواج.. وقد لاح في الأفق حل وإن كان مستهجناً.. فمشكلة العنوسة لها مسبّبات كثيرة، من ضمنها عدم مقدرة الشاب على تحمّل تكاليف المهر، وليلة الزفاف، وإيجار بيت الزوجية، ويعود ذلك إلى تواضع دخل الشاب الراغب في الزواج، كون ذلك الدخل لا يمكن الشاب من تحمّل كل مصاريف تكلفة الزواج. وقد سبق أن اقترحت تغيير ثقافة المجتمع، وحث الشاب والشابة على التعاون في تحمّل تكلفة الزواج، وكذلك تحمّل الإنفاق داخل البيت؛ لأن المتغيرات أدّت إلى ارتفاع نسبة الاستهلاك، ذلك الاستهلاك الذي لا يستطيع معه راتب الزوج تغطية كل المطالب كونه المسؤول عن الإنفاق، والحل الأمثل ترسيخ مبدأ التعاون بين الزوجين في إقامة اللبنة الأولى للأسرة الخاصة بهما. ربما يقول أحدكم إن التعاون حاضر بين الأزواج، وهو فعلاً حاضر لكنه حضور المتفضل من قبل الزوجة، وهو فعل محمود، إلا أن فرضية إلزامية المناصفة في تحمّل الإنفاق، وترسيخها كحالة اجتماعية فرضها الواقع، سوف يألفها المجتمع وتصبح حلاً جذرياً في تعاون الزوجين على تكوين الأسرة.
ومشكلة العنوسة، اقترحت إحدى الفتيات لها حلاً، والحل قائم على اتفاق الفتيات بعضهن مع بعض، والحل الذي أوجدته تلك الفتاة مقتبس من التعددية التي ظل الرجال يطالبون بها حتى أن البعض أنشؤوا قروبات تحت مسميات عديدة تشير إلى رغباتهم في التعدد (المعددون)، وسعوا لاجتذاب المناصرين، وكأنهم في جمعيات لجمع البيض، وبيعه.. أوضاع المعددين جالبة للضحك.
ثمة فتاة بثت مقطع فيديو مقتبساً من عقلية (المعددين)، والفكرة يمكن قبولها أفضل من قبولنا بتعددية الرجال التي بها ظلم أحياناً، خاصة إذا كان المعدد في النزع الأخير من حياته، ويتزوج فتاة في العشرينات.. وهذه (الزيجة) أعتبرها عقراً لحياة فتاة في سن الزهور.
نعود إلى الفيديو الذي طارت به الركبان في مواقع التواصل، الفكرة التي أوجدتها الفتاة في المقطع الذي بثته تنص على: أن تجتمع أربع فتيات، يكن شريكات في تجهيز بيت الأسرة من (مجاميعه)، وشراء سيارة، ويتزوجن شاباً على أن يكون زوجاً لهن الأربع، طبعاً برضاه وموافقته على ذلك الاتفاق.. والحل المقترح لهذه الفتاة يبدو لأول وهلة فنتازيا، أو نكتة، أو بحثاً عن الترند، لكن لو أخضعنا حلها للمنطق قد يكون حلاً جيداً لإنزال نسبة العنوسة المرتفع، حلٌ يرضى به من رضي، ويرفضه من يرفض، ويضحك عليه من لديه رغبة في الضحك.
أخبار ذات صلة
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عابر سبيلالاستثمار الأهم
عابر سبيلالاستثمار الأهم

الرياض

timeمنذ 13 ساعات

  • الرياض

عابر سبيلالاستثمار الأهم

كتبت غير مرة عن الاستثمار الأهم في الحياة، وبالطبع غير العمل لآخرتنا وكل ما يقرب من الجنة ويبعد عن النار. هنا الإشارة إلى الاستثمار بالأبناء. والأكيد أن أنبياء وعلماء ومختصين ومفكرين هم من وجه إلى ذلك. لكن في زمننا الجاري ووسط التسارع الحياتي وسيطرة التقنية، لتكون "التربية المباشرة" للأبناء أقرب للاندثار وهو ما يهدد بناء الأسرة وينذر بإضعافها. لنعترف أن ذلك يأتي من إهمال وعدم تحمل المسؤولية من قبل الوالدين، وكأنهم لا يدركون بأنها تنطلق من سمو تربوي أكد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»، فالاهتمام بالأبناء أمانة أسرية واجتماعية وواجب أخلاقي تسأل عن تبعات التقصير به الأجيال، ولا لوم إلا على الوالدين إن أخفق الأبناء. ولعل من نافلة القول الحديث عن مفهوم التربية الحسنة حيث يقول المنطق: إنه من السهولة أن تنجب، لكن ليس سهلاً أن تُربي من تنجب".. يحدث هذا قبل أن ينظر كل منّا إلى أبنائه وبناته على أنهم امتداده في الحياة.. وحاملو اللواء من بعده، لذا باتت التربية والاستثمار في الأبناء من أهم المقومات التي تصنع إنساناً مدركاً إيجابياً مفيداً لنفسه وعائلته ووطنه. نؤكد على ذلك ونحن وسط المعمعة المخلة بالتربية تلك التي تخضع لتسابق الفضائيات والتقنيات وما تحمله من إشعال فكري شبه كامل لكل أفراد الأسرة. وهنا تحضر أهمية الأسرة والحاجة الماسة لها في التربية والتوجيه في هذا الزمان أكثر من السابق، ناهيك عن ما يخضع له بعض الأبناء من هجوم فكري متواصل يحاول تشويه أفكارهم وتشويشها وغرس العدائية ضد كل ما ينتمي للوطن وأصالتنا ومجتمعتنا. قد يكون لنمط الحياة المتسارع والكد والجهد من قبل الوالدين لتأمين الحياة المادية الكريمة لأبنائهم دور في الابتعاد عنهم؛ لكن غرس القيم والتأسيس الأخلاقي المثالي هو ما نرمي إليه في ظل أن هناك من يعاني من إهمال الأبناء وتركهم لأصحاب التأثير عبر وسائل التواصل، بعيداً عن رقابة الوالدين الذين شغلتهم الدنيا حتى باتوا غير معنيين بهم. وهنا لست ضد السعي وطلب الرزق، وآباؤنا وأجدادنا قد هاجروا عقوداً لطلبه، تاركين بلادهم وأهليهم وأبناءهم ولم تنهر المجتمعات ولم تتحلل؟! والرد على ذلك أننا ننشد التوازن. هنا جدير أن لا أكون مبالغاً إذا أشرت إلى أن الدراسات الموثقة التي تحلل أسباب انحراف الأبناء كان السبب الرئيس فيه غياب الوالدين وانشغالهم عنهم، ليجعلوا من تلك المساحة الفارغة تُملأ من قبل آخرين.. حتى لو كان الوالدان من أصحاب التفوق الفكري، ولعلنا لن نغفل من ذاكرتنا ومن خلال مجتمعنا أسماء لبعض الناجحين اقتصادياً ومجتمعياً ودعوياً، لكن أبناءهم عرفوا الخيبة والانحطاط من فرط أنهم لم يحظوا بالرعاية العائلية التي احتاجوها. المهم في القول ما اتفق عليه كل من على هذه الأرض عبر الحكمة الشهيرة: "إذا أردتَ أن تزرع لسنة فازرع قمحاً، وإذا أردتَ أن تزرع لعشر سنوات فازرع شجرة، وإذا أردتَ أن تزرع لمئة سنة فازرع إنساناً"، لذا فالاستثمار في الأبناء لم يعد خياراً ولا رفاهية، بل أصبح مطلباً هو الأهم؟!

الأم العاملة بين مسؤوليات المنزل ومتابعة الدراسةالعودة للمدارس.. التوازن بين العمل والحياة
الأم العاملة بين مسؤوليات المنزل ومتابعة الدراسةالعودة للمدارس.. التوازن بين العمل والحياة

الرياض

timeمنذ 13 ساعات

  • الرياض

الأم العاملة بين مسؤوليات المنزل ومتابعة الدراسةالعودة للمدارس.. التوازن بين العمل والحياة

خلق أجواء مناسبة وإعداد نفسي وعملي للأسرة تعتبر العودة إلى المدارس مهرجاناً سنوياً ينتظره المجتمع كبيرهم قبل صغيرهم بترقب وحماس، فعودة المدارس ليس فقط خطوة انتقال من عطلة طويلة مفتوحة القيود إلى مقاعد الدراسة بل انها بداية فصل من كتاب الحكايات الكُبرى اتى يكتبها أبناؤنا في رحلتهم نحو المستقبل من التعليم والنمو الشخصي والاجتماعي وإعادة ترتيب وتنظيم الوقت والأولويات واكتساب مهارات ومعارف، فمع اقتراب موعد الدراسة تصبح البيوت في حالة نشاط واستعداد من كُل الجوانب، حيث تبدأ الأسر في تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ، وتجهيز الحقائب وكل المستلزمات التي تعكس روح البداية الجديدة. إن العودة للمدارس هي اللحظة التي قد نصفها بالفرصة المهمة للطلاب والأسر بإعادة ترتيب وتجديد الشخص لأهدافه، وحلمه، وطموحه، وروتينية، وتحديد خططه مستقبلا بها عاما دراسيا جديدا، وفي نفس الوقت تعطي للمعلمين فرصة لتجديد أساليبهم التعليمية في المنهج وتطوير طرق التواصل مع الطلاب بما يواكب متطلبات العصر وتطوره الذي أصبح مساحة رحبة لتجربة أساليب مبتكرة في التعليم الذي يجمع بين الحضور التقليدي والوسائل الرقمية مما يفتح آفاقاً أوسع أمام الطلاب، بل إن هذه اللحظة فرصة عظيمة لزرع الأمل والتفاؤل بأن هذا العام سيكون أفضل واكثر جمالاً من العام السابق وفي كل عام يُصبح التعليم دروساً في الحياة وقيمها التي تظهر لنا ليست فقط مجرد كُتب ومنهاج تُدرس، بل تتشابك فيها القيم مع المعرفة حيث يتعلم فيها الطلاب بمختلف مستويات التعليم الانضباط وتعززه، واحترام الوقت، وحب التعلم، والمبادرة، والعطاء، والمساعدة، والإنسانية، والابتكار، والابداع، وغيرها، ويعيد للأسرة الروتين الذي يسهم في تحقيق التوازن بين العمل والدراسة والراحة، في حين يعلم الكبار (أولياء الأمور) ان الدعم والمساندة هما أجمل الهدايا التي يمكن أن يقدموها لأبنائهم. تحديات المرأة العاملة أيام قليلة تفصلنا عن بدء العام الدراسي الجديد الذي يعتبر تحدياً كبيراً امام المرأة العاملة، حيث يضعها تحت ضغط كبير أهمها التوفيق بين حياتها الخاصة وحياتها العملية خصوصاً مع اقتراب عودة المدارس، فهي تقوم بدورها الأساسي في الاهتمام بالأسرة وتربية الأبناء ورعايتهم حيث انها تُمثل ربان السفينة في المنزل، وفي الجانب الأخر ومع صعوبات المعيشية وأعباء الحياة الكثيرة كان من الضروري ان تدخل المرأة سوق العمل وتشارك الرجل في مواجهة متطلبات الحياة إضافة إلى رغبتها في تأكيد ذاتها ورفع المستوى الاقتصادي للأسرة، لذا فان المرأة العاملة الناجحة هي من استطاعت ان تُحقق التوازن بين العمل والعائلة. إن المرأة العاملة يتطلب منها مجهوداً مُضاعفا حتى تجد التوازن المناسب لها حيث يكون لها القدرة على توزيع الوقت والطاقة بين مُتطلباتها العملية من جهة، والاحتياجات الشخصية والعائلية والصحية الاجتماعية من جهة أخرى حيث لا يطغى جانب على الاخر، فالأنسان ليس آلة للعمل فقط ولا للتسلية بل انه يحتاج الى اطار من التوازن الذي يحقق له إنتاجية عالية وراحة نفسية في الوقت نفسه، فالتوازن بين العمل والأسرة هو الإجراءات والسياسات التي يتبعها الموظف بهدف الإيفاء بكامل مسئوليات العمل ومسئوليات الحياة الشخصية والتقليل من التداخل بينهما ما أمكن بما يضمن تحقيق مصلحة الموظف ومصلحة صاحب العمل تحت ضغط متطلبات الحياة اليومية حيث تجد المرأة نفسها أحياناً في صراع يتمثل في اختيار صعب بين العمل خارج المنزل وبين التفرغ لمتابعة الأعباء المنزلية والأبوية ورعاية الأبناء. إن المرأة العاملة تتمتع بشخصية قوية وإرادة عظيمة وإصرار قوي فهي تصنع المستحيل لتكون ناجحة في عملها وبيتها وهذا ما كشفته "الرياض" عندما التقت بعدد من السيدات العاملات والمسؤولات عن شؤون منازلهن، للحديث عن تجاربهن في الموازنة بين العمل ورعاية الأسرة. أجواء مزدوجة مع اقتراب العام الدراسي الجديد، تعيش نجلاء السويد، الموظفة في إحدى الجمعيات الخيرية بالرياض، أجواءً مزدوجة من الحماس والانشغال، فهي أم لابنتين في الصف الثالث والسادس الابتدائي، وطفل رضيع يحتاج إلى رعاية مستمرة، ما يجعل أيامها مزدحمة بين مهام العمل ومهام الأمومة. تبدأ نجلاء استعداداتها منذ بداية أغسطس، لكنها هذا العام قررت الاستعانة بالتسوق الإلكتروني لتوفير الوقت والجهد، تقول وهي تشير إلى شاشة الحاسوب المحمول في غرفة المعيشة: "جلسنا أنا وبناتي في عطلة نهاية الأسبوع، نتصفح المواقع ونختار الحقائب والأدوات المدرسية، كل واحدة منهن كان لديها فكرة واضحة عن الألوان والنقوش التي تريدها"، وتضحك وهي تروي ان ابنتها الصغيرة غيّرت رأيها ثلاث مرات قبل أن تستقر على حقيبة بنفسجية مزينة بالنجوم. أما في المنزل، فتشارك البنتان أمهما في ترتيب زاوية المذاكرة وتجديد الأدوات، بينما تتولى نجلاء تجهيز قائمة بما ينقصهن، وبسبب انشغالها برعاية الرضيع، تعترف أن هذه المشاركة من بناتها ليست مجرد مساعدة، بل ضرورة حقيقية لتسيير الأمور بسلاسة، تقول: "أحاول أن أوزع المهام بينهن حتى يشعرن بالمسؤولية، وفي الوقت نفسه أستطيع متابعة عملي وإنجاز بعض الملفات من المنزل". التحدي الأكبر لنجلاء هو تنظيم وقتها مع بداية الدراسة، خاصة ان عملها في الجمعية يتطلب أحياناً حضور فعاليات أو اجتماعات خارج الدوام المعتاد، لكنها وجدت حلولاً علمية، مثل الاعتماد على العاملة المنزلية في تحضير الوجبات وترتيب البيت، بينما يقوم زوجها أحياناً بتوصيل البنات إلى المدرسة أو الأنشطة المسائية، كما أن وجود الرضيع يفرض عليها مرونة إضافية فتستغل ساعات نومه للتركيز على بناتها أو إنجاز مهام العمل. وتؤكد نجلاء أن الدعم النفسي مهم بقدر الدعم العملي، إذ تحرص على خلق أجواء مبهجة قبل بدء الدراسة، فتخصص أمسية عائلية قبل يومين من العودة للمدارس، تحتفل فيها مع البنات باختيار أدواتهن الجديدة، وتشاركهن الحديث عن أهدافهن للسنة المقبلة. وتختم بابتسامة دافئة وهي تهدهد رضيعها: 'رغم التعب، إلا أن هذه الأيام تملؤها لحظات جميلة، هي فرصة لنبدأ سنة جديدة بروح مختلفة، مليئة بالنظام والطموح. مرحلة مزدحمة بينما تستعد فاطمة الرويلي، مديرة إحدى المدارس وأم لستة أبناء في مراحل عمرية مختلفة، لمرحلة مزدحمة بالمهام والمسؤوليات. ابنها الأكبر في آخر سنة جامعية، وابنتها الكبرى تخرّجت حديثاً، بينما يواصل اثنان من أبنائها دراستهما الجامعية، ولديها ابنة في المرحلة الثانوية وولد في المرحلة المتوسطة، ما يجعل بيتها في حالة حركة مستمرة. تعتمد فاطمة في مواجهة الضغط النفسي على أسلوب واضح في ترتيب الأولويات. تكتب جميع المهام أمامها، تصنّفها حسب الأهمية والعجلة، وتبدأ بتنفيذ الأعمال الأكثر إلحاحاً. تقول: 'حين تكون الصورة واضحة أمامي، أشعر أنني أتحكم في يومي، لا أن يومي يتحكم فيَّ'. بالنسبة لها، العودة للمدارس ليست مجرد تغيير في الجدول الزمني، بل عملية إعداد نفسي وعملي للأسرة بأكملها. تبدأ بمناقشة الأبناء وتهيئتهم معنوياً، ثم تضبط مواعيد النوم والطعام، وتقلل من وقت الشاشات والأجهزة الذكية تدريجياً. تضيف بابتسامة: 'نجعل التسوق للمستلزمات الدراسية نشاطاً تحفيزياً، وفي الوقت نفسه نراجع ما سبق دراسته في العام الماضي لتقليل فجوة الانقطاع'. كما تعتمد على التخطيط المسبق وتوزيع الأدوار داخل الأسرة لتجنب الارتباك في أيام الدراسة الأولى. تنظيم الوقت بالنسبة لفاطمة هو مهارة مكتسبة. فهي تضع قائمة مهام يومية وتخصص لكل مهمة وقتاً يتناسب مع أهميتها، مستفيدة من التطبيقات والمذكرات الرقمية في متابعة التزاماتها، سواء العملية أو الأسرية. وتؤكد أن التقنية أصبحت أداة لا غنى عنها في تسهيل حياتها اليومية. ورغم طبيعة عملها القيادية، تؤمن فاطمة بأهمية الشراكة الأسرية في تحمل المسؤوليات، حيث هناك توزيع واضح للمهام بين الوالدين، مع إمكانية الاستعانة بأحد أفراد العائلة عند الحاجة. وترى أن التوازن بين العمل والأسرة يتحقق بوضع حدود واضحة بين وقت الوظيفة ووقت العائلة، مع تخصيص مساحات زمنية خالية من أي انشغالات مهنية. وتشير إلى أن بيئتها العملية تراعي الالتزامات الأسرية، خاصة من خلال منح إجازات رسمية في الأعياد والمناسبات، ما يمنحها متنفساً لإعادة شحن طاقتها. وتختم قائلة: 'كل بداية عام دراسي هي فرصة جديدة لنثبت لأنفسنا أننا قادرون على إدارة حياتنا بذكاء، مهما كانت الأدوار والمسؤوليات متشابكة حالة من الانشغال وفي فصل اخر من قصص تجارب السيدات العاملات، تعيش تهاني الروقي، الأرملة والمراسلة الإدارية في إحدى المدارس الحكومية، قبل أيام من عودة ابنائها لمقاعد الدراسة، حالة من الانشغال المزدوج بين عملها وطموحها الأكاديمي كطالبة علم، وبين إدارة شؤون أسرتها الكبيرة المكونة من ابن جامعي، وابنة في الثانوية، وأخرى في المرحلة المتوسطة، وبنت في الابتدائية، وابن في المرحلة نفسها. وتدرك تهاني أن التحدي الأكبر أمامها هو الضغط النفسي الناتج عن تعدد الأدوار، لكنها تتعامل معه بوعي وهدوء. تعتمد على تحديد الأولويات وتفكيك المهام الكبيرة إلى خطوات أصغر يسهل إنجازها، وتسمح لنفسها بفترات راحة قصيرة خلال اليوم، سواء بالمشي السريع أو الانعزال في أجواء هادئة تعيد شحن طاقتها. تقول بابتسامة: 'تعلمت أن مكافأة النفس على الإنجاز، ولو كانت بسيطة، تصنع فرقاً كبيراً في الاستمرار'. مع بداية العام الدراسي، تعيد تهاني ترتيب الروتين اليومي للأسرة بدقة. تضع جدولاً واضحاً يتضمن أوقات الاستيقاظ والمذاكرة والأنشطة، وتشارك أبناءها في الالتزام به حتى يصبح عادة يومية. ولأنها تواصل دراستها إلى جانب عملها، تحرص على تخصيص وقت ثابت لنفسها، وآخر للتواصل العائلي. أما تجهيزات العودة للمدرسة، فقد أصبحت أكثر سهولة بفضل التكنولوجيا؛ حيث تتولى ابنتها الكبرى، بالتعاون مع إخوتها، مسؤولية إتمام جميع المشتريات عبر التسوق الإلكتروني، لتنجز الأسرة خلال دقائق ما كان يستغرق أياماً. ورغم اعترافها بأن وقتها ليس منظماً بنسبة مئة في المئة، ترى أن السيطرة على مجريات يومها ممكنة عبر المشاركة الفعّالة من أبنائها، إذ لكل فرد منهم دور محدد في المنزل. الدعم الخارجي من العائلة نادر، ليس لعدم توفره، بل لأن حياتها مبنية على نظام داخلي واضح يوازن بين العمل والدراسة والأسرة. بالنسبة لتهاني، التوازن لا يتحقق إلا بإدارة الوقت بذكاء، وتخصيص يوم نوعي للأسرة بعيداً عن المشتتات، مع رسم حدود واضحة بين وقت العمل ووقت العائلة. وتؤكد أن بيئتها العملية تمنحها مرونة نسبية وتتفهم الظروف الطارئة، ما يساعدها على أداء أدوارها المتعددة دون أن تطغى مسؤولية على أخرى. حالة من التحضير قبل أقل من عشرين يوماً على بدء العام الدراسي الجديد، تعيش سارة الرشود، الموظفة المصرفية في أحد البنوك الكبرى بالرياض، حالة من التحضير المكثف لعودة أبنائها الأربعة إلى مقاعد الدراسة، ثلاثة منهم في المرحلة الابتدائية، والرابع في المرحلة المتوسطة. تقول وهي تتصفح قائمة طويلة على هاتفها: 'كل يوم أضيف بنداً جديداً، وكأن الاستعداد للمدرسة مشروع ضخم لا ينتهي'. يبدأ يوم سارة في السادسة صباحاً، حيث تتأكد من تنظيم المهام بين العاملة المنزلية التي تساعدها في ترتيب البيت وتحضير وجبات الغداء، والسائق الذي يتولى توصيل الأبناء إلى أنشطتهم أو مرافقتها عند التسوق لشراء المستلزمات. ومع جدول عملها الصارم في البنك، تعتمد سارة على التخطيط المسبق وتقسيم المهام؛ فتخصص أياماً محددة لشراء الأدوات المدرسية والزي الرسمي، وأياماً أخرى لترتيب زاوية المذاكرة وتجهيز الحقائب، ورغم توفر المساعدة في المنزل، تحرص سارة على القيام شخصياً باختيار الأدوات والملابس، معتبرة ذلك جزءاً من مسؤوليتها كأم، وفرصة لقضاء وقت مع أبنائها. تضحك وهي تروي موقفاً حدث مؤخراً: 'أصغرهم اختار حقيبة بشكل ديناصور، وكان مصرّاً عليها، لكن بعد يومين عاد ليطلب حقيبة أكثر جدية مثل إخوته'. التوفيق بين عملها ومتابعة دروس الأبناء هو التحدي الأكبر. تشرح: 'أعود من البنك قرابة الرابعة عصراً، أجد العاملة قد جهزت لهم وجباتهم، فأجلس معهم ساعة كاملة لمراجعة واجباتهم قبل أن أتابع بقية مهام البيت أو أرتاح قليلاً'. وتضيف أن وجود السائق يخفف عنها ضغط المواعيد، خاصة عند تزامن أنشطة الأبناء في أماكن مختلفة. كما تجد دعماً كبيراً من زوجها ووالدتها، حيث يتولون أحياناً حضور الاجتماعات المدرسية أو متابعة شؤون الأبناء عند انشغالها. وتؤكد سارة أن هذا التعاون، مع وجود المساندة في المنزل، يجعل موسم العودة للمدارس أقل إرهاقاً وأكثر قابلية للإدارة. وتختم بابتسامة: 'العودة للمدارس ليست مجرد تجهيز حقائب وشراء أقلام، إنها بداية إيقاع جديد للحياة، وفرصة لأبدأ أنا وأبنائي سنة أكثر تنظيماً وأهدافاً أوضح'، قبل أن تعود إلى فرز الحقائب الملونة على أرضية الصالة، وكأنها توزع الأدوار في رحلة جديدة من الانضباط والحماس.

(ولا تتبدلوا الخبيثَ بالطَّيب)
(ولا تتبدلوا الخبيثَ بالطَّيب)

الرياض

timeمنذ يوم واحد

  • الرياض

(ولا تتبدلوا الخبيثَ بالطَّيب)

لا عائق يعوق المتهاونَ عما أمكنه من الخبيث، فلا عائق عن تحرّي الطيبات لمن توجه إليها بقلبٍ صادقٍ، فليس متعذراً أن يصلح الإنسانُ قلبَه، بحبه الخيرَ للآخرين، وتطهيره من أدران الغلِّ والحسد والغشِّ، وإخلاصه لولي أمره ومجتمعه، كما أنه من الميسور النطق بالكلمةِ الطيبة، وتحري العمل الطيب.. يُعدُّ تحرِّي الطيّباتِ من قواعد الشَّرائع التي تنبثق منها تفاصيل أحكامها، وللشريعة المحمديّة في ذلك من الكمال ما يقتضيه كونها ختام مسك الشرائع، ولن تنسخها شريعة، وكونُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم مبعوثاً لإكمال مكارم الأخلاق، كما في حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم قال: (إنَّمَا بُعَثتُ لأتَمَّمَ صَالِحِي الأخلاق) أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني، كما أن الحرصَ على الطيبات يجسِّدُ ملامح كون هذه الأمةِ خيرَ أمَّة أخرجت للنّاس؛ إذ لا تتمُّ تلك الخيريةُ إلا بنقاء القلوب والأعمال والأقوال من أدران الخبائث، وبتزكية النفوس من كل ما ينافي سموَّ الهمةِ، وهذه نتائج عظيمةٌ في مثلها يتنافس أولو الألباب، ولا يستهين بها إلا من هانت عليه نفسُه، لكنّها غالية الثّمن، لا تنهال على من أهمل تعاطيَ أسبابها، ولم يبالِ على أيِّ وجهٍ تصرَّف، وإنما تتحقَّقُ لمن يجهدُ في البحث عن الطيباتِ؛ للأخذ منها بنصيب، وكانَ دائم اليقظةِ والحزم في اجتناب الخبيث من القصد واللفظ والعمل، وعلى المكلف أن لا يتبدل الخبيث بالطيبات، وهناك خطوات تعينه على ذلك، ولي معها وقفات: الأولى: النيَّة الصالحة أساس الأعمال، وهي الخطوة الأولى في تحري الطيبات، فمن كانَ طيِّبَ النيّة في مشاعره وأقواله وأفعاله رأى بركة ذلك، والعمل الواحد يكون طيبًا أو خبيثاً بحسب نيّة الفاعل، فقد يقترض رجلانِ نفسَ المبلغ عند فلانٍ، وأحدهما قد أحسن النيّة في مراعاةِ حق الدّائن، فيكون فعله طيّباً، وتكون نتيجته طيبةً، والآخر قد أساءها، وانطوى على المماطلة وإهدار الحقوق، فيكون فعله خبيثاً، وتكون نتيجته نكالاً، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ، وَمَنْ أَخَذَ يُرِيدُ إِتْلاَفَهَا أَتْلَفَهُ اللَّهُ» أخرجه البخاري، ويكثر استهواء الشيطانِ للإنسانِ فيكدُّ في أعمالٍ ظاهرها أنها طيبةٌ، لكنها أسست على نيةٍ سيئة، فتكون وبالاً على صاحبها، وتبعدُه عن الحقِّ إبعاداً كبيراً؛ لأنه يعوِّل على ظهور ملامح الطيب على صنعه، فلا يرى الناسُ إلا ما يمكنه أن يُحاجَّ بأنه طيّبٌ، وليس لهم أي اطلاعٍ على نيّته، فهو مرتاحٌ لما يصنعه، وهذا أنكى أنواع استبدال الخبيث بالطيّب؛ لأنه من الرياء والتسميع، والرياء هو الشرك الخفيُّ، مع أنَّ المتماديَ في هذا الغشِّ يتنامى غروره بإمهال الله تعالى له حتى يتعاطى أعمالاً بالغة الشناعة، تزيح الستر عن سوء نيّته، كما يحصل لأهل الزيغ والبدع من مختلف الفرق الضالة، فهم يتخفّون تحت شعاراتٍ برّاقةٍ، ثم ينجرفون في تيّارات الفتن والغشِّ لأئمة المسلمين وعامتِهم، حتى لا يخفى أمرهم إلا على من أعمتِ الفتنة بصيرتَه، فعلى المسلمِ أن يجتهد في مواطأة ظاهره لباطنه في تحرّي الطيبات. الثانية: الكلمة الطيبة والتصرف السليم هما الخطوتان الثانية والثالثة في سبيل تحري الطيبات، وكلتاهما مأمورٌ بها، أما الكلمة الطيبة فقد أمر الله تعالى بها في قوله: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)، وحضَّ عليها النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه-المتفقِ عليه: (وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ)، ومن استبدال الخبيث بالطيب أن يعتاد الإنسانُ على الكلمات المسيئة، بحيث إذا حصل له أدنى موقفٍ لجأ إليها بدلاً من الأسلوب اللبق اللَّائق، وأما التصرفاتُ السليمةُ الطيبةُ فمأمورٌ بها في أعمال الجوارح، ولا سيما فيما يتعلق بالأموالِ خصوصاً المال العام الذي يأتمن وليُّ الأمر عليه من يزاوله، وأموال من لا يستطيع الانتصاف لنفسه كاليتامى ونحوهم، ، وفي صيانة أموال اليتامى قال الله تعالى: (وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ)، وهذه الجملة قاعدة عامّةٌ في العقائد والعبادات والمعاملات، فما من منحرفٍ عن الجادّة إلا هو قد تبدَّل الخبيثَ بالطيّب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store