
عندما لا يستحق المنصب إلا لمن هو أهل له
ما هكذا تجري الأمور يا سادة…..! ما الذي يحصل في هذا المنصب التكليفي والتشريفي لمحافظ بغداد ؟
إن هذا المنصب الوظيفي هو ليس لإدارة شركة أهلية أو لحركة سياسية أو تجمع مهني، إنما منصب محافظ العاصمة بغداد ، وقد رسم القانون شروط ترشحه والإعفاء منه، إذ؛ لا يجوز أن يكون بهذه الصورة، بالعمل الخفي واستغلال فرص غياب البعض أو مرضهم ، بل بشكل قانوني، وتحت العلم مثلما يقال ، وبحضور هيئة قضائية تتولى الإشرافعلى انتخاب البديل بعد توفر الشروط المطلوبة. فإنكان المحافظ الحالي يتوافق وجوده مع القانون، وقائما بأعماله بالشكل المطلوب ، فلا ضير في أنيستمر في وظيفته، وإن خالف استمراره القانون، ووجود تقصير ما في عمله، فليتنحى جانبا وبشكل ديمقراطي، ويترك المجال لغيره من ينتخبه المجلس ،شخصا بديلا عنه ، لإدارة هذا الجانب الخدمي للمحافظة، الذي له تماس مع المواطنين من خارج مركز مدينة بغداد، إضافة الى الدوائر التي رسمها له القانون ضمن محافظة بغداد.
وبهذا الشأن، فعلى المرشح للمنصب؛ أن وجد نفسه وصحته لا تسمح بتولي هذا المنصب، فليتنحى منه للأفضل لإدارته، وهذا ما ينطبق مع قول الإمام علي بن ابي طالب (ع): ( رحم الله إمرأ عرف قدر نفسه). ومع القول: الشخص المناسب في المكان المناسب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 4 ساعات
- موقع كتابات
الكلمة التي لا تحقق معناها على الارض لا فائدة من قولها او سماعها
اعتذر السيد محسن الحكيم عن المشاركة في المؤتمر الاسلامي الثاني الذي عقده الازهر ووجه دعوة للحكيم والسبب ان السيد الحكيم سال ماذا حقق المؤتمر الاول حتى نعقد الثاني ؟. يقول السيد محمد باقر الصدر : الفكرة الرسالية والقيادة هما إذن القاعدة الأولى لوجود الأمة وتحديد أبعادها المكانية والزمانية. وعامل القيادة تمثل في أبطال الرسالة كالحسين عليه السلام وغيره من تلامذة القائد الأعظم رسول الله (ص) الذين وضعوا للأمة بذرتها البشرية وحددوا لها الطريق وجسدوا الفكرة وأناروا الدرب وزودوا الأمة برصيدها من المثل والتضحيات. وعليه فان السيد الصدر يؤكد على ضرورة احياء مناسبات الائمة عليهم السلام ولادة او استشهاد ومنها نحي مبادئ الفكر الرسالي . هنا لنسال كم مؤتمر وكم مجلس وكم ندوة عقدت ولقاءات وحوارات عبر الفضائيات وحقيقة هي فضائيات ، يقابلها على المستوى العملي والتضحية ماذا قدمنا لتثبيت المبادئ التي استشهد من اجلها اهل البيت عليهم السلام ؟ لا يعنيني جلسة بحث لا ثبات كم عدد اصحاب الحسين عليه السلام ولا يعني اثبات عرس القاسم من عدمه وهل كانت ليلى العامرية ضمن الركب النسوي الحسيني ام لا ؟ ولا يعنيني ماذا قالوا عن الحسين ، ولا يعنيني الانشاء والادب بحق الحسين ، يعني ماذا حققت على ارض الواقع ؟ لا اقول انها ليست ضرورية بل انها بالمرتبة ما بعد تحقيق مبادئ الرسالة . يقال ويؤاخذ علينا ان احدنا يقلق ويتعصب اذا ضاع موبايله ويبقى يبحث عنه فان وجده فرح به وان فقده تالم ، كم ازدحام ترى في الشارع نتيجة اصطدام خفيف بين سيارتين وتصل للمعركة والعشائر ، واحدهم يسمع ان كان يسمع خبر قتل كذا مسلم على يد الصهاينة ويمر عليها مرور الكرام . هيهات لاحدنا ان ينتقد انتقادا علميا سواء اخطا ام اصاب لخطيب منبر ما فانه سيتلقى ردودا عنيفة من كل حدب وصوب وحتى كلاما غير سليم. ما بعد الخطوة ماذا تحقق ؟ ندواتكم قبل عشر سنوات مثلا ماذا حققت حتى تعقدوا الندوات الان ؟ هل هنالك عراقي يرضى لما هو عليه العراق الان ؟ نسبة كبيرة واغلبهم شيعة لا يرتضون هذا الحال ، ماالعمل ؟ كلام وانتقاد والدعاء والله على الظالم . كم قناة فضائية اسلامية تابعة للعراق ؟ ماذا حققت ؟ كم مليون سيحيون ذكرى الاربعينية وجزاهم الله خيرا فهل هم قادرون على تغيير الوضع ام الاثبات للعالم كثرة الشيعة ؟ قسيس في كربلاء قال هذه الملايين فرصة لان تكون موجهة لتحقيق الاهداف عندما تعيش مبادئ الحسين عليه السلام وظروفه ستشعر بطعم احياء الشعائر الحسينية بشكل صادق الاحساس . وامر اخر مهم جدا وهو الفلسفة التي يتفلسف بها البعض عن واقعة الطف والغيبيات والتاويلات وما الى ذلك فتجعل النقاش بعيدا عن كيفية تحقيق الاهداف اليوم ، مقولة كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء ، ومقولة لا يزال يزيد موجود ، اريد صداها على الارض بشكل عملي ، والحديث عن المفروض والمطلوب اثباته فقط، انا بحاجة للبرهان وعندما يتحقق اقول وهذا هو المطلوب . الا تنظرون الى العالم الى اي درجة وصل من الاستهتار والعبث بدماء المسلمين ؟ هو الحسين عليه السلام قال ان لم تكونوا اصحاب دين فكونوا احرارا في دنياكم . سيارة حكومية تابعة للدولة يعني تابعة لكل الشعب العراقي مهمتها حماية الشعب وتحقيق الامن فهل من الصحيح ان ترفع اعلام وصور تخص مناسبات دينية وخروقات القانون لكثير من الحالات نراها ونسمع عنها كثيرا من المسؤول عنها ؟ تصرف شخص ما بشكل مقصود او جاهل بما لا يتفق وشهر محرم ، قامت القيامة ولم تقعد شيء جيد ان تكون هكذا الحمية ، ولكن اسال اليس الاسوء منه وعلى مدار وجوده في السلطة يمارس الارهاب والفساد ولا يمكن محاسبته ، اليس هذا اولى بالمحاسبة اكثر من ذلك الذي يوزع الحلوى ؟ الحديث عن الاولويات وليس الدفاع عن الخطا او تبريره. ايام الاحتلال الانكليزي ، عسكري انكليزي اوقف رجل وهو راكب على حماره ليساله عن مدينة معينة فقال له الرجل انها على طريقي ، طبعا الكلام بالاشارة والكلمات المكسرة من قبل الانكليزي ، فاخرج الانكليزي مسدسه وارغم الرجل النزول من على ظهر الحمار وركب هو بدله ، وسارا معا الى تلك المدينة وطول الطريق الاعرابي يشتم الانكليزي ، ولما وصل الانكليزي الى حيث اراد قال له بالعربي كنت انوي ان اعطيك اجرتك لكنك طول الطريق تشتم بي ، وها انا وصلت الى ما اريد وانت ابقى اشتم بي تبين ان الرجل يعرف اللغة العربية.


موقع كتابات
منذ 4 ساعات
- موقع كتابات
يوم تــ14ــــموز في التأريخ
من خلال تعريف كلمة التأريخ وهويعني ( الماضي ) المثبت في الوثائق .. منذ طفولتنا ..ونحن في الصفوف الاولى من المدرسة الابتدائية .. وعينا ونحن نتمتع بالعطلة الصيفية وكان يوم 14 تموز/ 1958 يشيرلوجود ( انقلاب .. او ثوره ) وكل يسميها حسب فهمه لهذا اليوم .. والشعب سواءً أكان في بغداد أو في ( الالوية – المحافظات لاحقاً ) كان يستمع الى البيان رقم ' 1 ' من خلال اجهزة المذياع وحسب اماكن توفرها .. (( بعد الاتكال على الله وبمؤازرة المخلصين من ابناء الشعب… الخ )) … المهم .. علمنا من عامة الناس .. وهذا ما سمعناه .. ان رئيس الوزراء ( نوري السعيد ) وبمساعدة السفارة البريطانيه ركب ( طائرة هليكوبتر ) واتجه بها الى بيت ( حجي ناجي) في منطقة الكرادة الشرقية ( الزوية قرب فندق بابل حاليا ) .. الخ وبعد ذلك سمعنا انه ارتدى عباءة نسائية .. وكل مواطن يعثر عليه له مكافأة نقديه من الثوار الجدد …. المهم بعد ذلك علمنا ان ( المرحوم الشاب الملك فيصل الثاني وبقية العائلة المالكة ) قد ( قتلوا في قصر الرحاب ) في اليوم الاول من ( الثوره ) اما نوري السعيد فقد قتل في منطقة البتاويين بالباب الشرقي ( ويقال انه انتحر ) .. مع العلم تم في شوارع بغداد ( التمثيل بجثتة مع الوصي على العرش عبد الآله بن علي الهاشمي ) الله يرحمهم جميعاً . هذا مختصرمن ذاكرتي لذلك اليوم . أما على المستوى العالمي لتأريخ يـوم 14 تموز فأشهرها هو يوم اقتحام ثوار فرنسا لسجن الباستيل من عام 1798 وبعد ذلك اسست الجمهورية الفرنسية . وفي مثل هذا اليوم م 14 تموز من عام 1960 تم اطلاق اول قمر صناعي ( سوفيتي ) وفي مثل هذا اليوم من عام 1976 تم اعدام رئيس وزراء ايطاليا ( الدو مورو ) على يد جماعة ( الالوية الحمراء ) . وفي مثل هذا اليوم ( 14 تموز 1944 ) توفيت الفنانة ( اسمهان الاطرش ) نتيجة انقلاب السيارة التي كانت تقلها برفقة مديرة أعمالها ) .. ونجى سائق السيارة من الحادث وكثرت الاقاويل عن مقتلها .. (( ودفنت في مدفن عائلة الاطرش بجوار شقيقها فريد الاطرش) في القاهرة .


موقع كتابات
منذ 4 ساعات
- موقع كتابات
حدث ذات مكان. أو (طيحان الحظ بين حقبتين)
بعد مضي فترة على تعيينه بصفة عامل في الدائرة ربما تجاوزت السنة، نجح في نسج علاقات متميزة مع عدد من موظفي وعمال الدائرة التي يشتغل فيها، كان من أبرزها تلك التي جمعته بالأستاذ عادل الذي تمَ إبعاده من سلك التعليم ولأسباب سياسية وليُنَسَّب الى إحدى دوائر الدولة في مدينته بصفة موظف في قسم الأرشيف، بعد خدمة ربما زات على الخمسة عشرة سنة، قضى جلّها في أماكن نائية عن منطقة سكناه. وإذا كان لنا من إشارة الى ما يتصفان به ويشتركان، فيمكن القول بأنهما كثيرو الكلام وربما يتنافسان في ذلك حتى تُحار الى أيهما ستعطي أولوية التفوق في هذا المجال. أمّا لو دخلا في نقاش أي موضوع فسوف لن يخرجا منه الاّ بعد أن يشبعوه تفصيلاً حتى لو كان من الصغر والهامشية بحيث لا يشكل أية أهمية تُذكر، بل حتى لو جاء على حساب المحيطين بهما وما إذا كان سيؤدي الى مّللهم ونفرتهم منهما، غير أنَّ هذه الصفة أي كثرة الكلام وفي كل الأحوال سوف لن تأتي على حساب ما يتمتعان به من علاقات واسعة ومن ثقة يحضون بها من قبل المحيطين بهما لما يتصفان به من خلق رفيع ومن رضا وقبول من قبل أكثرية زملائهم. العلاقة بينهما (الأستاذ عادل وذلك العامل الذي أتينا على ذكره) أخذت تتعزز وتتطور أكثر فأكثر، وليدخلا من بعدها في حوارات ونقاشات معمقة ومسهبة، كانت قد أفضت الى أن تتكشف خلالها طريقة تفكير كل منهما، فضلاً عمّا بدا عليهما من تقارب ملحوظ في توجهاتهما السياسية والى أي الأحزاب ينتميان أو لنقل يميلان. وتعزيزا لتلك العلاقة وبعد أن بدءا يشعران بالقلق بسبب ما يحيط البلد من تطورات ليست بالمريحة، ومن أجل أخذ الحيطة والحذر، لذا راحا ينعزلان شيئاً فشيئا عمّا يحيط بهما وذلك درءاً للمخاطر التي من الممكن أن تطالهما. وعملا بالوصايا التي كانا قد حفظاها عن ظهر قلب، وبالإستناد الى العديد من التجارب السابقة التي مرَّ بها البلد في سنوات سابقة، وكذلك حرصاً منهما على وظيفتيهما من الضياع بعد أن ذاقا الأمرين، خاصة وأن قرارات الفصل بدأت تطال الكثير من ملاكات الدولة ولإعتبارات سياسية صرفة، لذا وللأسباب الفائتة مجتمعة فقد إرتأيا عدم التصريج علانية بأي موقف سياسي قد يترتب عليه إلحاق الأذى بهما، خاصة بعد أن تسرب الى مسامعهما من الأخبار ما يشي بصدور توجيهات وتعليمات صريحة الى ملاكات الحزب الحاكم وعناصره، مفادها بضرورة مراقبتهما، حيث إعتبرتهما من العناصر المشبوهة، الواجب رصدها ومتابعتها. وبعد أن وصلت مسامعهما هذه الأخبار، فقد حمدا الله وشكراه ومن باب الدعابة لما يحملانه من (أفكار هدّامة) حسب المصطلح الذي كان شائعاً ومتداولاً آنذاك في أدبيات السلطة وحزبها الحاكم، والذي عادة ما ينعتون به كل مَنْ يتقاطع مع أفكارهم وتوجهاتهم. وأرتباطا بما يجري من أحداث ولأن الأستاذ عادل يتمتع بهذه الخاصية، اي الحس الأمني المبكر ويشم عن بُعد تلك (الروائح الكريهة) بسبب خبرتهم الطويلة معهم، ويدرك كذلك تحركات أصحابها وخلفياتها وما يهدفون اليه، فقد نقلها بدوره وبحكم العلاقة الخاصة والمتميزة وما يجمعهما من ثقة متبادلة الى صديقه العامل الذي بات الأقرب اليه وعلى مختلف المستويات. فكم من مرة حذَّره من التمادي في توجيه الإنتقادات الى إدارة المؤسسة التي يشتغلان فيها وبحضور بعض العاملين تحديدا. ومن بين الأشخاص الذين جرى التركيز عليه في تحذيره لصديقه، هو ذاك الذي يتمتع بشاربين طويلين، متدليان على جانبي فمه، كان قد تعمَّدَ إطلاقهما على هذا النحو، تزلفاً وتملقاً لصاحب السلطة والقرار ليمتدا، مُذكراً بتلك العلامة الفارقة التي يتميّز بها الحزب الذي ينتمي اليه حسب إدعاءه عن غيره من الأحزاب. فـهذا الشخص كان دائب الحركة ويتمتع بصلاحيات مطلقة، ضارباً عرض الحائط كل إشتراطات وقوانين العمل المفروضة على جميع الموظفين والتي ينبغي الإلتزام بها، لتجده متلصصا على هذا وذاك، كل ذلك قبالة ما أعطي له من وعود تتمثل بحصوله على ترقية وظيفية أو على زيادة مجزية في راتبه، لذا وفي الكثير من الحالات راح واشياً بزملاءه ولم يتورع عن الإيقاع حتى بأقرب المقربين اليه، ملفقاً ومتهماً إياهم بما ليس فيهم. أي بإختصار وبشكل مباشر وباللغة التي كانت دارجة آنذاك، فهو كاتب تقارير من الطراز الأول، حيث لا ذمة له ولا ضمير، وأعتقد مَنْ عاش تلك الحقبة من الزمن سيتذكر الكثير من هؤلاء. وتحذير الأستاذ عادل لصديقه لم يقتصر على صاحب الشاربين، بل هناك شخص آخر لا يقل سوءاً وأذى عن سابقه، كان قد تمَّ (تجنيده) هو الآخر ليقوم بمهمة التلصص على زملاءه. وفي الحديث عنه وإذا ما أردنا التوقف على شخصيته، فهو من ذلك النوع الذي لا يطيب له الكلام ويهنأ الاّ حين الحديث عن الغجريات أو النوريات كما يطلق عليهن في بلاد الشام، وبالكاولية كما درج عامة أهل العراق على تسميتهم وبصرف النظر وغير مبالٍ بمن يكون جليسه. فبمجرد أن يأتي أحدهم على ذكر هذا الصنف أي الكاولية حتى لو جاء ذلك عرضاً ومن دون قصد، الاّ تجده وقد شمَّرَ عن ساعديه ولسانه ليأتيك منه ما طاب له من أرذل الكلام وأرخصه ومن دون وجل أو خجل. وعن حالة عاشق عالم الكاولية هذا وللمزيد من التوضيح، ففي لقاءاته التي كانت تجري مع زملاءه وأثناء فترة الإستراحة، لم يكن مبالياً في أحاديثه التي أشرنا اليها لكل الإعتراضات والإعتبارات الأخلاقية التي كانت تصل مسامعه، بل كثيرا ما تجده متمادياً في (تحليقه) و(تغريداته)، ولم يتوانَ حتى عن وصف ما كان يقوم به من (بطولات) حين يجن الليل وشكل الخيمة التي كان ينزوي فيها، والتي عادة ما تكون عارية عن أية حشمة وإستقلالية، ومن هناك أي من تلك الخيمة سيلحقها بوصلات خاصة من الرقص وعلى إيقاعات لا تقل مجوناً عن تلك التي تجري في الأماكن الخاصة والمغلقة، ولم يوقفه عن ذلك كائناً مَنْ كان. من ثم وبعد أن تأخذه النشوة (ولا زال الكلام المباح له) ويشعر أنه قد بات في أعلى درجات التحليق والتسامي، سيتبعها بإعطاءه إيعازاً وبإشارة خاصة متفق عليها لإحداهن كي تلتحق به في إحدى الزوايا أو أي مكان، لا يبعد كثيرا عن مراسيم الحفل المقام على شرفه كما يطيب له الإدعاء، وليستمع الحاضرون من رواد الكاوليه وعلى اثر خلوته هذه من الآهات والأنين ما ينده له جبين حتى الحمار. غير أن ما حدث معه وفي إحدى (بطولاته) وجولاته التي كان يقوم بها لصنف الكاولية وما لم يكن في الحسبان، هو إلتقاءه هناك وبالصدفة المحضة بصاحب الشاربين الطويلين، والذي على ما يبدو كان قد سبقه الحضور، بناءأ على ما وصلته من معلومات ومن مصادر خاصة، تفيد بأنَّ إحداهن ممن كَثُرَ الكلام عن جمالها وطيب مؤانستها قد حضرت ومعها فرقتها الخاصة. في ذات الوقت فهي تُعد إحدى محضيات ذلك الشخص الذي وعلى ما وصفناه بأحد متابعي عالم الكاولية وأنشطتها وحضور أماسيهم بشوق ولهفة. وبعد أن إلتقيا تحت خيمة الكاولية وبدأت فصول الحفل تأخذ مدياتها ورقص مَنْ رقص وشرب من الراح من شرب، وأخذت النشوة بالتسامي شيئا فشيئا ولتفعل فعلها. هنا وفي لحظات كهذه، لابد لهما من أن ينتقلا الى عالم آخر يتسق مع ما كان يسعيان الى تحقيقه، فمسك الختام إذن هو المبتغى. هنا ستحدث الواقعة، حيث كل منهما لايطيب له أن ينهي ليلته الاّ بمؤانسة تلك السيدة التي ذاع صيتها كأجمل نساء الغجر ويقضي منها وطر….. . فحصل ما حصل وتبادلا من الشتائم والسباب أقذعها ولم ينتهِ أمر خلافهما الاّ بالعودة الى صاحبة الشأن فلها القرار الفصل، الغير قابل للطعن ولا النقض ولا التمييز، فما عليها إذن وعلى ما هو متعارف عليه في عالم الغجر سوى الإعلان عن الى أي من الجانبين ستميل. فما كان لها الاّ أن تختار ذلك الذي أسميناه بسليط اللسان وأقذره، وعلى شفتيها من الإبتسامة ما يشي الى كم الثقة والسلطة الممنوحة لها. قرار كهذا لم يَطبْ ولم يرضِ بالتأكيد صاحب الشاربين الطويلين، فراح يزبد ويرعد ويهدد غريمه بإنزال أقصى العقوبات الإدارية بحقه إن لم يتراجع عن قراره ويفسح له في المجال لقضاء سهرته مع تلك الغجرية الفاتنة الجمال والحضور. لكن المفاجئة التي حصلت هي إصرار الآخر على ما يريد ويرغب حتى لو أتى ذلك على حساب وظيفته. أمام هكذا إصرار لم يكن أمام صاحب الشاربين الطويلين من خيار ومخرج يداري به حرجه وإهتزاز سلطته سوى اللجوء الى أسلوب أو لنقل نوع من الإبتزاز، يتمثل بقبول الطرف المنافس على تكليفه بإحدى المهام الأمنية داخل الدائرة، فكان له ما أراد وعلى نحو سريع ومن دون أن يأخذ من الوقت رمشة عين. أمّا لو سألتم ما هي هذه المهمة فهي وبإختصار: مراقبة الأستاذ عادل وصديقه العامل، المشبوهين من قبل أجهزة الدولة، وكتابة التقارير الدورية عنهما وإيصالها الى أصحاب الشأن. مرة أخرى سيبرز التساؤل من جديد: ما الذي سيستفيده صاحب الشاربين من هذه المساومة انها وكي لا نطيل، فستساعده في الحصول على وظيفة أرقى وراتب أعلى كما كان قد وُعدَ به من قبل مسؤوليه وذلك لقاء (أتعابه الأمنية وحرصه على سلامة أمن الدولة). أنه عالم الفاشينستات، فلهن القول الفصل، وما أشبه اليوم بالبارحة.