
المخاوف السياسية تدفع مهاجرين إلى البحث عن جذورهم في القارة العجوز
بعد أكثر من ثلاثة عقود من العيش في جنوب ولاية كاليفورنيا الأميركية، وجدت الفنانة الكوبية، كارينا نوفو، التي تبلغ من العمر 55 عاماً، نفسها عند مفترق طرق صعب، فبعد سنوات من محاولة استعادة نشاطها الفني عقب جائحة «كورونا»، عادت الضغوط لتثقل كاهل المرشحة لجائزة «غرامي» مرتين، ليس فقط بسبب مسؤولياتها في إدارة عقار سكني في مدينة باسادينا، أو لرعايتها اليومية لوالدها الثمانيني، بل كذلك بسبب تصاعد التوترات السياسية في الولايات المتحدة مع عودة دونالد ترامب إلى واجهة المشهد السياسي من جديد بعد فوزه بولاية رئاسية ثانية، وتهديده بترحيل المهاجرين غير الشرعيين.
وتقول كارينا: «لم أستطع التركيز على الغناء، ولا على مجال العقارات أيضاً، ويتعين علي أن أعتني بوالدي واضطررتُ إلى وضعه في دار رعاية، لقد تأثرت صحتي سلباً».
وبحلول مايو عام 2024، وبالنظر إلى المناخ السياسي في أميركا وعودة التوتر الشديد مرة أخرى بالنظر إلى الحملة الانتخابية لترامب التي كانت في ذروتها، تفاقمت الضغوط على المهاجرين ومنهم كارينا، التي قالت: «شعرت بأن الأمر يفوق احتمالي، وقررت مغادرة الولايات المتحدة، والعودة إلى الجذور في أوروبا، صحيح أن ضغط العمل كان هو ما دفعني إلى هذا القرار، لكن الوضع السياسي جعلني لا أستوعب ما الذي يمكن أن أواجهه لاحقاً»، مشيرة إلى أن حلم الهجرة إلى أميركا تحول إلى واقع العيش في أوروبا.
العيش في إسبانيا
وعندما أخبرت كارينا والدها خوسيه بقرارها، ذكّرها بأن لديهم دائماً خيار العودة إلى أوروبا، وتحديداً إسبانيا، حيث يمكنهم التقدم بطلب للحصول على الجنسية الإسبانية من خلال «قانون الذاكرة الديمقراطية» الذي يمنح أحفاد الإسبان الذين هاجروا أو اضطُهدوا خلال الحرب الأهلية الإسبانية فرصة استعادة جنسيتهم.
وكانت كارينا نوفو، المولودة في كوبا، انتقلت إلى الولايات المتحدة في سن الـ21، لكن جذورها الإسبانية تعود إلى جدها المولود في إسبانيا، لذا قررت تقديم طلب للحصول على الجنسية الإسبانية، وأقنعها والدها بمرافقتها قائلاً: «من فضلك افعلي ذلك، فأنا لا أريد أن أموت في هذه البلاد».
وإثر ذلك باعت كارينا ممتلكاتها وبدأت ترتب لحياتها الجديدة في إسبانيا، رغم تجربة سابقة فاشلة للسفر إلى هناك بسبب إصابة والدها بفيروس «كورونا» عام 2022، موضحة: «كانت المرة الوحيدة التي حاولت فيها السفر مع والدي إلى إسبانيا في رحلة بحرية انطلقت من فورت لودرديل عام 2022، وأصيب والدي بـ(كورونا) قبل وصولنا إلى إسبانيا بوقت طويل، واضطررنا للنزول من السفينة في جزر الأزور، حيث أدخل والدي إلى المستشفى».
وقبل مغادرة كاليفورنيا، أبلغت كارينا والدها الذي نجا من سرطان المثانة، أنه يجب أن يكونا متفقين على كل شيء، فإذا أصابه المرض عند الذهاب إلى إسبانيا فعليه الذهاب إلى دار الرعاية هناك، فوافق خوسيه على ذلك.
البحث عن مسكن
وفي سبتمبر 2024، وصلت كارينا ووالدها إلى إسبانيا، وبحوزتهما ست حقائب وأداة مساعدة للمشي كان يستخدمها والدها، وسرعان ما تواصلت مع ابنها البالغ من العمر 20 عاماً، والذي لايزال يدرس في جامعة كاليفورنيا.
وعقب ذلك بدأت كارينا البحث عن مسكن لها ولوالدها، وتحدثت مع سماسرة عقاريين لاختيار أفضل موقع في إسبانيا للعيش.
وقالت كارينا: «في البداية كنت مصممة على الانتقال إلى مالقا، على طول ساحل الأندلس، لكن أسعار المساكن مرتفعة»، مشيرة إلى أن أحد السماسرة اقترح عليها أن تفكر في بلدة فوينخيرولا القريبة على الساحل الأندلسي، والتي تتميز بتضاريس مسطحة يسهل على والدها التنقل فيها، إضافة إلى انخفاض كلفة المعيشة فيها.
وأضافت: «وجدنا شقة مساحتها نحو 111 متراً مربعاً في المدينة، وقريبة من الشاطئ، حيث كان حلم والدي أن يعيش بالقرب من مياه البحر الأبيض المتوسط، وكان إيجار الشقة الشهري يبلغ 1050 يورو، وهو جزء بسيط مما كنا ندفعه في كاليفورنيا من أجل المسكن».
لم شمل العائلة
وبعد أسابيع من وصول كارينا ووالدها خوسيه إلى إسبانيا، التحقت بهما والدتها غلوريا (73 عاماً) وزوج والدتها سيزر (87 عاماً) في زيارة قصيرة، وتماماً مثل كارينا ووالدها، قرر الزوجان بعد عودتهما إلى الولايات المتحدة بيع ممتلكاتهما والانتقال إلى إسبانيا أيضاً، واستقرا مع كارينا وخوسيه، وبدآ إجراءات التقديم على الجنسية الإسبانية.
وقال سيزر: «الوضع السياسي في أميركا إلى جانب تكاليف المعيشة المرتفعة دفعنا للرحيل، الحياة هنا في إسبانيا أقرب إلى ثقافتنا الكوبية، وبتكاليف أقل».
سيزر الذي أرسلته عائلته إلى إسبانيا للمرة الأولى وهو في الـ14 من عمره هرباً من الخدمة العسكرية في كوبا، عاش فترة مع أقارب هناك قبل أن يهاجر لاحقاً إلى الولايات المتحدة، حيث التقى بغلوريا في ميامي، وعاشا لسنوات في مجمع سكني للبالغين ذوي الدخل الثابت في مونروفيا بالقرب من باسادينا.
وكان سيزار وغلوريا باعتبارهما من الكوبيين الذين يعيشون في الشتات هناك قد زارا إسبانيا بقصد السياحة مرات عدة، وبالنظر إلى أن الإسبانية هي لغتهما الأم، كان انتقالهما إلى إسبانيا والعيش فيها سهلاً.
وأكد سيزار أن حياتهما أصبحت أفضل في إسبانيا لأنهما يستطيعان القيام بأشياء كثيرة في إسبانيا بتكاليف أقل مما تحتاجه الحياة في الولايات المتحدة.
عن «سي إن إن»
مئات القصص
تمثل رحلة الكوبية، كارينا نوفو، وعائلتها، قصة من مئات القصص لعائلات مهاجرة تبحث عن الاستقرار والطمأنينة، وبعد أن حلموا يوماً بالحياة في الولايات المتحدة، وجدت هذه العائلة الكوبية أن أوروبا، وتحديداً إسبانيا، قد تكون في النهاية المكان الأنسب للعيش بهدوء وكرامة.
قرار صعب
كارينا نوفو ووالدتها غلوريا وزوجها سيزر بعد لم شمل العائلة في إسبانيا. من المصدر
بحلول يناير 2025 كان والد كارينا نوفو يعاني مشكلات صحية.
وبات من الصعب للغاية بالنسبة لها رعايته في المنزل، لذلك اتخذا معاً قرار إرساله إلى دار للرعاية، قريبة من ماربيللا، على بعد 20 ميلاً من البلدة التي تعيش فيها كارينا، التي قالت إنها شعرت بتأنيب الضمير، وتساءلت إن كان إحضار والدها إلى إسبانيا خطأً.
وأضافت: «لكنه يقول لي دائماً إنه يحب المكان، وإنه يمضي ساعات طويلة وهو يراقب البحر، ويتناول مأكولاته المفضلة، ويتحدث الإسبانية مع الجميع».
وأوضحت أن نفقات دار الرعاية تبلغ نحو 2300 يورو شهرياً، أي أقل بكثير من دار الرعاية في كاليفورنيا، وتتضمن العلاج الطبيعي، وإمكانية زيارة طبيب نفسي، وجميع نفقات المعيشة والوجبات، إضافة إلى الأنشطة اليومية.
وأشارت كارينا إلى أنها تتحدث مع والدها هاتفياً بصورة يومية، كما أنها تزوره مرتين أسبوعياً في غرفته الخاصة المطلة على حديقة، ما يجعل دار الرعاية أشبه بقصر أكثر منها دار رعاية، على حد وصفها.
وأكدت أن السبب الرئيس لانتقالها من كاليفورنيا إلى إسبانيا هو السعي لتحسين جودة حياتها والحفاظ على صحتها العقلية والعاطفية والجسدية، مشيرة إلى أنها تشعر بتحقيق هدفها مع عائلتها نوعاً ما.
وانتقلت كارينا أخيراً مع والدتها غلوريا وزوجها سيزر إلى شقة أكبر من التي كانوا يعيشون بها في بلدة فوينخيرولا، وتطل على البحر من شرفة واسعة في قلب المدينة، بإيجار شهري يبلغ 1400 يورو.
ولفتت كارينا إلى أن نفقات معيشتها في إسبانيا تعادل نصف نفقاتها في لوس أنجلوس تقريباً.
وقالت إنه عندما تحصل على تصريح للعمل كمواطنة إسبانية فإنها تخطط للعودة إلى ما تحبه من عمل، وهو الغناء في جميع أنحاء أوروبا ومساعدة من يفكرون في الانتقال إلى إسبانيا للبحث عن سكن.
وأكدت أنها تحب كاليفورنيا، لكن حان الوقت لتغادرها، وهي ليست نادمة على ذلك لأنها وجدت حياتها في إسبانيا مريحة للغاية أيضاً.
جودة الحياة
سيزر وغلوريا أكدا انسجامهما مع الحياة الجديدة في إسبانيا. عن المصدر
اعترف سيزر بأنه استغرق بعض الوقت للتأقلم مع البيروقراطية الإسبانية، وبطء سير الأمور مقارنة بالولايات المتحدة، لكنه أشار إلى جودة الحياة في إسبانيا.
وقارن سيزر مغادرته الأخيرة من الولايات المتحدة ووصوله إلى إسبانيا بمشاعر مماثلة لتلك التي انتابته عندما غادر كوبا للمرة الأولى منذ زمن، حيث ترك كل شيء خلفه في المرتين.
وقال: «أدركت عندما غادرت كوبا أني لن أعود إليها مرة ثانية، ولدي الشعور ذاته الآن».
من جهتها، قالت زوجته غلوريا إن «الناس، وأسلوب وطرق المعيشة تتحدث حقاً عن نفسها في إسبانيا»، مشيرة إلى أنها غادرت غلوريا كوبا وهي شابة، عندما جرى توظيفها كمضيفة طيران لدى شركة «بان إم» في ميامي.
وعاشت هي وسيزار في فلوريدا بعد طلاقها من خوسيه لسنوات عديدة قبل أن ينتقلا إلى كاليفورنيا.
وأضافت: «كانت الحياة الأميركية صعبة للغاية، خصوصاً خلال السنوات التي تلت جائحة (كورونا)، لكن جودة الحياة هنا تجعل الحياة مريحة للغاية، حيث الطعام والناس والطقس في هذا الجزء من إسبانيا، أعشقه حقاً»، وتابعت غلوريا: «كانت حياتنا في الولايات المتحدة جيدة، حيث قضيت نصف حياتي، لكنني اشتقت لأفراد عائلتي في كوبا، ومع الأسف تسير الأمور على غير ما نتمناه، وتستمر الحياة، لذلك يتعين عليّ المحاولة للاستمتاع لما تبقى لدي من العمر بأفضل شكل أستطيعه، إذ أصبح عمري الآن 73 عاماً».
. بعض المهاجرين الكوبيين لديهم خيار العودة إلى أوروبا، وتحديداً إسبانيا، والحصول على الجنسية من خلال «قانون الذاكرة الديمقراطية».
. كارينا نوفو المولودة في كوبا انتقلت إلى الولايات المتحدة في سن الـ21، لكن جذورها الإسبانية تمنحها حق تقديم طلب الحصول على الجنسية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- صحيفة الخليج
توقيف كريس براون في بريطانيا
أوقفت الشرطة البريطانية مغني موسيقى «آر أند بي» الأمريكي كريس براون، الخميس، في المملكة المتحدة للاشتباه في ضلوعه باعتداء جسدي عنيف سنة 2023 داخل ملهى ليلي في لندن، وفق تقارير صحفية. وأفادت صحيفتا «دايلي تلغراف» و«ذا صن» بأن الشرطة اعتقلت براون البالغ 36 عاماً، في الساعات الأولى من صباح الخميس في فندق بمدينة مانشستر شمال غرب البلاد. وأعلنت شرطة العاصمة لندن احتجاز رجل يبلغ 36 عاماً للاشتباه في إلحاقه أذى جسدياً خطراً، من دون الكشف عن اسمه. وأفادت صحيفة «ذا صن» بأن عناصر الشرطة قبضوا على براون، الحاصل على جائزة «غرامي»، في فندق «لوري» ذي تصنيف الخمس نجوم في مانشستر، على خلفية الاشتباه باعتدائه على المنتج الموسيقي آبي دياو بزجاجة مشروب في ملهى «تايب» في حي مايفير الراقي بلندن في فبراير/ شباط 2023. ووفقاً للتقارير، وصل كريس براون إلى مطار مانشستر على متن طائرة خاصة بعد ظهر الأربعاء. ومن المقرر أن يُحيي عدداً من الحفلات في بريطانيا الشهر المقبل. وقال ناطق باسم شرطة العاصمة لوكالة فرانس برس: «أُلقي القبض على رجل يبلغ 36 عاماً في فندق بمانشستر بعيد الساعة الثانية صباح الخميس للاشتباه في إلحاقه أذى جسدياً خطيراً»، «وهو لا يزال قيد الاحتجاز». اشتهر براون في سن مبكرة بأدائه القوي لأغاني آر أند بي، ثم تحول إلى موسيقى الراب، لكن سمعته تضررت لاحقاً بسبب اتهامات بممارسة العنف الأسري وإساءة المعاملة. ودين المطرب الأمريكي بضرب نجمة «البوب» ريهانا، أثناء ارتباطهما، قبل حفل توزيع جوائز «غرامي» لعام 2009، ما أجبرها على تفويت المناسبة السنوية.


العين الإخبارية
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
مهرجان كان السينمائي 2025.. أشهر فنانات تمردن على قاعدة «لا للعري» (صور)
وسط أضواء الكاميرات وعدسات المصورين التي تترقّب كل تفصيلة على السجادة الحمراء، فاجأ مهرجان كان السينمائي جمهوره هذا العام بقرار صارم طالما كان موضوع جدل: منع العري بشكل صريح ضمن قواعده الرسمية. قرارٌ يعكس رغبة المنظمين في إعادة رسم حدود "اللياقة" على أشهر سجاد العالم، في مواجهة موجة الفساتين الشفافة والإطلالات الجريئة التي أثارت ضجة في الدورات السابقة. وبدأت فعاليات الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي يوم الثلاثاء، وكما هو الحال في كل عام، تتجه أنظار العالم نحو السجادة الحمراء الشهيرة، التي تُعد من أكثر الأماكن خضوعًا للرقابة على مستوى العالم. العري لم يكن يومًا مقبولًا رسميًا في المهرجان، لكن سياسة اللباس في كان أصبحت الآن أكثر وضوحًا، إذ تنص بشكل صريح على أن " وقد أثار هذا التعديل الكثير من الانتباه، خاصة في ظل موجة الفساتين الشفافة و"العارية" التي انتشرت مؤخرًا، مثل الإطلالة المثيرة للجدل لبيانكا سينسوري في حفل توزيع جوائز "غرامي" لهذا العام. وعند سؤالهم عن أسباب اتخاذ هذا القرار، أجاب مسؤول العلاقات الإعلامية في مهرجان كان أن الأمر لا يعدو كونه "توضيحًا في ميثاق المهرجان لبعض القواعد التي كانت سارية منذ زمن طويل". وأضاف المكتب الصحفي للمهرجان: "الهدف ليس فرض رقابة على الملابس بشكل عام، بل حظر العري الكامل على السجادة الحمراء، بما يتوافق مع الإطار المؤسسي للحدث ومع القوانين الفرنسية". وأشار المهرجان أيضًا إلى أن "الأزياء الضخمة، خاصة تلك التي تحتوي على ذيول طويلة، والتي تعيق حركة الضيوف وتُصعّب عملية الدخول إلى قاعة العرض، لم تعد مسموحًا بها". ورغم هذه القواعد، واصلت العديد من النجمات، من بينهن بيلا حديد، وناعومي كامبل، وكيندال جينر، الظهور بإطلالات جريئة على السجادة الحمراء للمهرجان الشهير في الريفييرا الفرنسية، في تحدٍّ مستمر للسياسات الرسمية للباس. كما يُلزم المهرجان الحاضرين بالعشاءات والعروض الرسمية المسائية في قاعة "غراند تياتر لوميير" داخل قصر المهرجانات، بارتداء ربطة عنق سوداء ولباس سهرة رسمي. وفي عام 2018، حظر مهرجان كان أيضًا التقاط صور السيلفي، حيث وصف المدير الفني للمهرجان، تييري فريمو، هذه الظاهرة بأنها "سخيفة". لكن رغم هذا الحظر، لا يزال بعض النجوم يلتقطون صورًا سريعة على درجات قصر المهرجانات. ذاكرة المهرجان... ساحة للتمرّد الأنيق لطالما كانت السجادة الحمراء في كان منصّة للتعبير الجريء والتجريب البصري الذي تجاوز القوالب. من ظهور بيانكا جاغر بملابس شفافة، مرورًا بفكتوريا أبريل التي ارتدت سترة مفتوحة تكشف أكثر مما تخفي، إلى باميلا أندرسون التي حضرت عرض فيلمها Barb Wire عام 1994 بزي استعراضي صارخ. ولا يمكن نسيان إطلالة بيلا حديد في فستان من ألكسندر فوتييه بالكاد يغطي جسدها، ما جعله مادة دسمة للصحافة العالمية. لكن من سبقها إلى تلك اللحظة كانت ميلا جوفوفيتش التي احتفلت بعرض فيلم العنصر الخامس عام 1997 بفستان أشبه بزي محاربة عصرية، صممه جون غاليانو وزيّنه بخرزات موزعة بعناية. هذا التصميم نفسه أعاد غاليانو تخيله لاحقًا لميلي سايرس في حفل الغرامي عام 2024. كسر القواعد لا يعني غياب الأناقة لم يقتصر التحدي على الملابس المكشوفة. بعض النجمات تحدّين قواعد اللباس بطرق أخرى. كريستين ستيوارت خَلعت كعبها وسارت حافية القدمين عام 2018، بينما فعلت جوليا روبرتس الأمر ذاته في ظهور سابق. أما أوما ثورمان، فقد ظهرت بصندل مسطح أنيق متحدية قاعدة "لا للأحذية المسطحة"، دون أن تفقد لمستها الساحرة. هذا الأسلوب اللامبالي الظاهري من بعض النجمات منحهن جرعة من التميّز الباريسي المعروف بـ"je ne sais quoi" — اللمسة الغامضة التي لا يستطيع أي قانون للملابس أن يُخفيها. العري مسموح على الشاطئ وممنوع في القاعة ما يزيد من غرابة القيود الجديدة، أن المهرجان يُقام على بُعد خطوات من شواطئ الريفييرا الفرنسية، حيث الاسترخاء والتعري أمر مألوف. المفارقة تكمن في أن ما يُعد مقبولًا ومألوفًا على الرمال، يُقابل بالتضييق والتحفّظ على السجادة الحمراء. لكن يبقى السؤال مفتوحًا: هل يكون لتجرؤ هذا العام أثر على قواعد المهرجان فيما بعد؟ في تاريخ كان، كثيرًا ما كان نجوم الموضة الجريئون هم من يخطفون الأضواء، لا بأفلامهم فقط، بل أيضًا بإطلالاتهم الخارجة عن المألوف. تمرد الأزياء في مهرجان كان بيانكا جاغر وهيلموت بيرغر (1975) إطلالة جريئة في عرض The Romantic Englishwoman. مادونا (1991) ارتدت حمالة صدر مخروطية شهيرة من تصميم جان بول غوتييه خلال عرض In Bed with Madonna. باميلا أندرسون (1994) زي ملفت في العرض الأول لفيلمها Barb Wire. شارون ستون (1995) حضور لافت في عرض Unzipped. ميلا جوفوفيتش (1997) زي مستوحى من محاربة مستقبلية من تصميم غاليانو. فكتوريا أبريل (1997) سترة مفتوحة بلا قميص في ظهور أثار الانتباه. أوما ثورمان (2011) ارتدت صندلًا مسطحًا مع فستان فاخر في عرض Pirates of the Caribbean. كريستين ستيوارت (2018) مشت حافية القدمين متحدية كل قواعد الأناقة الرسمية. بيلا حديد (2016) فستان أحمر جريء بالكاد يغطي الجسد خلال عرض The Unknown Girl. aXA6IDgyLjI1LjIyMS4yMjUg جزيرة ام اند امز CA


الإمارات اليوم
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- الإمارات اليوم
المخاوف السياسية تدفع مهاجرين إلى البحث عن جذورهم في القارة العجوز
بعد أكثر من ثلاثة عقود من العيش في جنوب ولاية كاليفورنيا الأميركية، وجدت الفنانة الكوبية، كارينا نوفو، التي تبلغ من العمر 55 عاماً، نفسها عند مفترق طرق صعب، فبعد سنوات من محاولة استعادة نشاطها الفني عقب جائحة «كورونا»، عادت الضغوط لتثقل كاهل المرشحة لجائزة «غرامي» مرتين، ليس فقط بسبب مسؤولياتها في إدارة عقار سكني في مدينة باسادينا، أو لرعايتها اليومية لوالدها الثمانيني، بل كذلك بسبب تصاعد التوترات السياسية في الولايات المتحدة مع عودة دونالد ترامب إلى واجهة المشهد السياسي من جديد بعد فوزه بولاية رئاسية ثانية، وتهديده بترحيل المهاجرين غير الشرعيين. وتقول كارينا: «لم أستطع التركيز على الغناء، ولا على مجال العقارات أيضاً، ويتعين علي أن أعتني بوالدي واضطررتُ إلى وضعه في دار رعاية، لقد تأثرت صحتي سلباً». وبحلول مايو عام 2024، وبالنظر إلى المناخ السياسي في أميركا وعودة التوتر الشديد مرة أخرى بالنظر إلى الحملة الانتخابية لترامب التي كانت في ذروتها، تفاقمت الضغوط على المهاجرين ومنهم كارينا، التي قالت: «شعرت بأن الأمر يفوق احتمالي، وقررت مغادرة الولايات المتحدة، والعودة إلى الجذور في أوروبا، صحيح أن ضغط العمل كان هو ما دفعني إلى هذا القرار، لكن الوضع السياسي جعلني لا أستوعب ما الذي يمكن أن أواجهه لاحقاً»، مشيرة إلى أن حلم الهجرة إلى أميركا تحول إلى واقع العيش في أوروبا. العيش في إسبانيا وعندما أخبرت كارينا والدها خوسيه بقرارها، ذكّرها بأن لديهم دائماً خيار العودة إلى أوروبا، وتحديداً إسبانيا، حيث يمكنهم التقدم بطلب للحصول على الجنسية الإسبانية من خلال «قانون الذاكرة الديمقراطية» الذي يمنح أحفاد الإسبان الذين هاجروا أو اضطُهدوا خلال الحرب الأهلية الإسبانية فرصة استعادة جنسيتهم. وكانت كارينا نوفو، المولودة في كوبا، انتقلت إلى الولايات المتحدة في سن الـ21، لكن جذورها الإسبانية تعود إلى جدها المولود في إسبانيا، لذا قررت تقديم طلب للحصول على الجنسية الإسبانية، وأقنعها والدها بمرافقتها قائلاً: «من فضلك افعلي ذلك، فأنا لا أريد أن أموت في هذه البلاد». وإثر ذلك باعت كارينا ممتلكاتها وبدأت ترتب لحياتها الجديدة في إسبانيا، رغم تجربة سابقة فاشلة للسفر إلى هناك بسبب إصابة والدها بفيروس «كورونا» عام 2022، موضحة: «كانت المرة الوحيدة التي حاولت فيها السفر مع والدي إلى إسبانيا في رحلة بحرية انطلقت من فورت لودرديل عام 2022، وأصيب والدي بـ(كورونا) قبل وصولنا إلى إسبانيا بوقت طويل، واضطررنا للنزول من السفينة في جزر الأزور، حيث أدخل والدي إلى المستشفى». وقبل مغادرة كاليفورنيا، أبلغت كارينا والدها الذي نجا من سرطان المثانة، أنه يجب أن يكونا متفقين على كل شيء، فإذا أصابه المرض عند الذهاب إلى إسبانيا فعليه الذهاب إلى دار الرعاية هناك، فوافق خوسيه على ذلك. البحث عن مسكن وفي سبتمبر 2024، وصلت كارينا ووالدها إلى إسبانيا، وبحوزتهما ست حقائب وأداة مساعدة للمشي كان يستخدمها والدها، وسرعان ما تواصلت مع ابنها البالغ من العمر 20 عاماً، والذي لايزال يدرس في جامعة كاليفورنيا. وعقب ذلك بدأت كارينا البحث عن مسكن لها ولوالدها، وتحدثت مع سماسرة عقاريين لاختيار أفضل موقع في إسبانيا للعيش. وقالت كارينا: «في البداية كنت مصممة على الانتقال إلى مالقا، على طول ساحل الأندلس، لكن أسعار المساكن مرتفعة»، مشيرة إلى أن أحد السماسرة اقترح عليها أن تفكر في بلدة فوينخيرولا القريبة على الساحل الأندلسي، والتي تتميز بتضاريس مسطحة يسهل على والدها التنقل فيها، إضافة إلى انخفاض كلفة المعيشة فيها. وأضافت: «وجدنا شقة مساحتها نحو 111 متراً مربعاً في المدينة، وقريبة من الشاطئ، حيث كان حلم والدي أن يعيش بالقرب من مياه البحر الأبيض المتوسط، وكان إيجار الشقة الشهري يبلغ 1050 يورو، وهو جزء بسيط مما كنا ندفعه في كاليفورنيا من أجل المسكن». لم شمل العائلة وبعد أسابيع من وصول كارينا ووالدها خوسيه إلى إسبانيا، التحقت بهما والدتها غلوريا (73 عاماً) وزوج والدتها سيزر (87 عاماً) في زيارة قصيرة، وتماماً مثل كارينا ووالدها، قرر الزوجان بعد عودتهما إلى الولايات المتحدة بيع ممتلكاتهما والانتقال إلى إسبانيا أيضاً، واستقرا مع كارينا وخوسيه، وبدآ إجراءات التقديم على الجنسية الإسبانية. وقال سيزر: «الوضع السياسي في أميركا إلى جانب تكاليف المعيشة المرتفعة دفعنا للرحيل، الحياة هنا في إسبانيا أقرب إلى ثقافتنا الكوبية، وبتكاليف أقل». سيزر الذي أرسلته عائلته إلى إسبانيا للمرة الأولى وهو في الـ14 من عمره هرباً من الخدمة العسكرية في كوبا، عاش فترة مع أقارب هناك قبل أن يهاجر لاحقاً إلى الولايات المتحدة، حيث التقى بغلوريا في ميامي، وعاشا لسنوات في مجمع سكني للبالغين ذوي الدخل الثابت في مونروفيا بالقرب من باسادينا. وكان سيزار وغلوريا باعتبارهما من الكوبيين الذين يعيشون في الشتات هناك قد زارا إسبانيا بقصد السياحة مرات عدة، وبالنظر إلى أن الإسبانية هي لغتهما الأم، كان انتقالهما إلى إسبانيا والعيش فيها سهلاً. وأكد سيزار أن حياتهما أصبحت أفضل في إسبانيا لأنهما يستطيعان القيام بأشياء كثيرة في إسبانيا بتكاليف أقل مما تحتاجه الحياة في الولايات المتحدة. عن «سي إن إن» مئات القصص تمثل رحلة الكوبية، كارينا نوفو، وعائلتها، قصة من مئات القصص لعائلات مهاجرة تبحث عن الاستقرار والطمأنينة، وبعد أن حلموا يوماً بالحياة في الولايات المتحدة، وجدت هذه العائلة الكوبية أن أوروبا، وتحديداً إسبانيا، قد تكون في النهاية المكان الأنسب للعيش بهدوء وكرامة. قرار صعب كارينا نوفو ووالدتها غلوريا وزوجها سيزر بعد لم شمل العائلة في إسبانيا. من المصدر بحلول يناير 2025 كان والد كارينا نوفو يعاني مشكلات صحية. وبات من الصعب للغاية بالنسبة لها رعايته في المنزل، لذلك اتخذا معاً قرار إرساله إلى دار للرعاية، قريبة من ماربيللا، على بعد 20 ميلاً من البلدة التي تعيش فيها كارينا، التي قالت إنها شعرت بتأنيب الضمير، وتساءلت إن كان إحضار والدها إلى إسبانيا خطأً. وأضافت: «لكنه يقول لي دائماً إنه يحب المكان، وإنه يمضي ساعات طويلة وهو يراقب البحر، ويتناول مأكولاته المفضلة، ويتحدث الإسبانية مع الجميع». وأوضحت أن نفقات دار الرعاية تبلغ نحو 2300 يورو شهرياً، أي أقل بكثير من دار الرعاية في كاليفورنيا، وتتضمن العلاج الطبيعي، وإمكانية زيارة طبيب نفسي، وجميع نفقات المعيشة والوجبات، إضافة إلى الأنشطة اليومية. وأشارت كارينا إلى أنها تتحدث مع والدها هاتفياً بصورة يومية، كما أنها تزوره مرتين أسبوعياً في غرفته الخاصة المطلة على حديقة، ما يجعل دار الرعاية أشبه بقصر أكثر منها دار رعاية، على حد وصفها. وأكدت أن السبب الرئيس لانتقالها من كاليفورنيا إلى إسبانيا هو السعي لتحسين جودة حياتها والحفاظ على صحتها العقلية والعاطفية والجسدية، مشيرة إلى أنها تشعر بتحقيق هدفها مع عائلتها نوعاً ما. وانتقلت كارينا أخيراً مع والدتها غلوريا وزوجها سيزر إلى شقة أكبر من التي كانوا يعيشون بها في بلدة فوينخيرولا، وتطل على البحر من شرفة واسعة في قلب المدينة، بإيجار شهري يبلغ 1400 يورو. ولفتت كارينا إلى أن نفقات معيشتها في إسبانيا تعادل نصف نفقاتها في لوس أنجلوس تقريباً. وقالت إنه عندما تحصل على تصريح للعمل كمواطنة إسبانية فإنها تخطط للعودة إلى ما تحبه من عمل، وهو الغناء في جميع أنحاء أوروبا ومساعدة من يفكرون في الانتقال إلى إسبانيا للبحث عن سكن. وأكدت أنها تحب كاليفورنيا، لكن حان الوقت لتغادرها، وهي ليست نادمة على ذلك لأنها وجدت حياتها في إسبانيا مريحة للغاية أيضاً. جودة الحياة سيزر وغلوريا أكدا انسجامهما مع الحياة الجديدة في إسبانيا. عن المصدر اعترف سيزر بأنه استغرق بعض الوقت للتأقلم مع البيروقراطية الإسبانية، وبطء سير الأمور مقارنة بالولايات المتحدة، لكنه أشار إلى جودة الحياة في إسبانيا. وقارن سيزر مغادرته الأخيرة من الولايات المتحدة ووصوله إلى إسبانيا بمشاعر مماثلة لتلك التي انتابته عندما غادر كوبا للمرة الأولى منذ زمن، حيث ترك كل شيء خلفه في المرتين. وقال: «أدركت عندما غادرت كوبا أني لن أعود إليها مرة ثانية، ولدي الشعور ذاته الآن». من جهتها، قالت زوجته غلوريا إن «الناس، وأسلوب وطرق المعيشة تتحدث حقاً عن نفسها في إسبانيا»، مشيرة إلى أنها غادرت غلوريا كوبا وهي شابة، عندما جرى توظيفها كمضيفة طيران لدى شركة «بان إم» في ميامي. وعاشت هي وسيزار في فلوريدا بعد طلاقها من خوسيه لسنوات عديدة قبل أن ينتقلا إلى كاليفورنيا. وأضافت: «كانت الحياة الأميركية صعبة للغاية، خصوصاً خلال السنوات التي تلت جائحة (كورونا)، لكن جودة الحياة هنا تجعل الحياة مريحة للغاية، حيث الطعام والناس والطقس في هذا الجزء من إسبانيا، أعشقه حقاً»، وتابعت غلوريا: «كانت حياتنا في الولايات المتحدة جيدة، حيث قضيت نصف حياتي، لكنني اشتقت لأفراد عائلتي في كوبا، ومع الأسف تسير الأمور على غير ما نتمناه، وتستمر الحياة، لذلك يتعين عليّ المحاولة للاستمتاع لما تبقى لدي من العمر بأفضل شكل أستطيعه، إذ أصبح عمري الآن 73 عاماً». . بعض المهاجرين الكوبيين لديهم خيار العودة إلى أوروبا، وتحديداً إسبانيا، والحصول على الجنسية من خلال «قانون الذاكرة الديمقراطية». . كارينا نوفو المولودة في كوبا انتقلت إلى الولايات المتحدة في سن الـ21، لكن جذورها الإسبانية تمنحها حق تقديم طلب الحصول على الجنسية.