logo
ما يسبق: الصفقة الجزئية أو الشاملة أم التصعيد؟

ما يسبق: الصفقة الجزئية أو الشاملة أم التصعيد؟

العربي الجديدمنذ 2 أيام
بعدما بدت الصفقة الجزئية بشأن غزّة في متناول اليد، وتضاءلت فجوات الخلاف حول خرائط الانسحاب ومفاتيح الأسرى والمساعدات الإنسانية والضمانات، فجّر المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، بعد لقائه مع الوزير الأقرب إلى بنيامين نتنياهو رون ديرمر، الموقف بشكل مفاجئ، زاعماً أن حركة "حماس أفشلت المفاوضات"، ولوّح بوجود "خيارات أخرى". ثمّ بدأ ترويج فكرة التحوّل من صفقة جزئية إلى صفقة شاملة، تحت طائلة التهديد: فإمّا أن توافق "حماس" على الشروط المطروحة، أو يُشدَّد الحصار الخانق على المناطق التي لم تُحتلّ بعد، وربّما احتلالها، رغم معارضة الجيش الإسرائيلي الذي يدرك أن أيَّ اجتياح جديد سيستغرق وقتاً كبيراً حتى يحقّق الأهداف الموضوعة، وأنه بحاجة إلى تعزيزٍ كبير في القوات العاملة في القطاع، في وقت صار فيه جيش الاحتلال منهكاً، وتقييمه أن الحرب استنفدت أغراضها، والاجتياح سيعرّض حياة الأسرى الإسرائيليين إلى خطر شديد، وسيكبّد القوات المحتلّة خسائرَ كبيرةً، وقد يفضي، في النهاية، إلى الوقوع في مستنقع حرب استنزاف طويلة، واحتلال القطاع، وفرض حكم عسكري مباشر عليه، ما سيفاقم العزلة والغضب على دولة الاحتلال، ويزيد احتمالات فرض عقوباتٍ جدّية عليها.
هناك مخرج فلسطيني جماعي لم يُؤخذ به، يتحقّق من خلال تقديم القيادة الرسمية مخرجاً لـ"حماس"، يسمح بمشاركتها في النظام السياسي
حتى نضع أيدينا على سرّ التحول الكبير الذي حصل خلال الأسبوعَين الأخيرَين، نرى أن العالم هاله وانشغل بحقيقة ما يجري في القطاع من حرب إبادة وتجويع ممنهج أدّى إلى موت مئات المدنيين من الجوع، وتهديد حياة مئات آلاف في حرب باتت تستخدم الجوع أداة ضغط لتحقيق ما فشلت فيه الحرب العسكرية والإبادة والتهجير. ولم تكن خطط بناء "المدينة اللاإنسانية" في جنوب القطاع، أو "المناطق اللاإنسانية والآمنة" الأخرى، سوى تعبير عن نيةٍ دفينةٍ لفرض التهجير القسري أحدَ أهداف الحرب، وهو هدف لا يعتبر طرحه (شأنه شأن الضمّ) مجرّد مناورات تكتيكية تستهدف تغيير موقف "حماس"، وموقف بقية فصائل المقاومة. ومثلما أنكرت إسرائيل نكبة 1948 فإنها تنكر اليوم نكبة التجويع والمجاعة التي حوّلت مراكز توزيع المساعدات، التي أنشأتها "منظمة غزّة اللاإنسانية" مصائد موت. إذ أُجبر آلاف المدنيين على التزاحم والحصول على الطعام خلال ثماني دقائق فقط، بتوزيعه بين أربعة مراكز توزيع، ما أدّى حتى كتابة هذه السطور إلى استشهاد أكثر من 1300 شخص، وإصابة نحو سبعة آلاف آخرين.
رغم أن المؤشّرات كانت تدلّ على رغبة نتنياهو في إتمام الصفقة، وخشيته منها، في الوقت نفسه، خصوصاً لإرضاء دونالد ترامب الذي كان يدفع من أجل إبرام الصفقة، وكسب نقاط انتخابية بعد الحرب الإيرانية الإسرائيلية، وتصوير أنها وجّهت ضربات قاصمة لإيران، وهذا ظهر لاحقاً على حقيقته، بدليل أن إسرائيل تلقّت هي الأخرى ضرباتٍ قوية غير مسبوقة، وأن النظام الإيراني صامد على مواقفه السابقة، والمطالب منه نفسها لا تزال مطروحةً، ولأن المعارضة الإسرائيلية الداخلية لاستمرار الحرب تتزايد، بما في ذلك رفض الحريديم للتجنيد، وتنامي ظاهرة رفض الخدمة العسكرية، وخسائر الجيش البشرية، واستمرار وتزايد حالات الانتحار بين جنود شاركوا في الحرب، وانحياز المؤسّسة العسكرية لخيار الصفقة الجزئية. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الحسابات السياسية المعقّدة بعد حرب التجويع أدّت إلى أن أصبحت صورة إسرائيل في العالم في الحضيض، حتى لدى أقرب الحلفاء، مع ازدياد استخدام مصطلحات "الإبادة الجماعية" و"الفصل العنصري" و"المجاعة" في وصف أفعالها. هذا المشهد، إضافة إلى "تسونامي" الاعتراف بالدولة الفلسطينية، الذي شمل دولاً كبرى: فرنسا وكندا وبريطانيا، شكّل صدمةً سياسيةً لحكومة اليمين المتطرّف في إسرائيل، وجعل نتنياهو يتراجع عن عزمه على اللجوء لانتخابات مبكّرة خشية من خسارتها، ما جعله بحاجة إلى استمرار حكومته أطول ممّا كان يعتقد بعد "الانتصار" على إيران، وأخذ يراهن على تصعيد الحرب، لأن الصفقة الجزئية يمكن أن تقود إلى وقف الحرب في ظلّ وجود "حماس"، وهذا يعتبر هزيمةً ستقوده إلى خسارة مؤكّدة في الانتخابات، ومحاسبة عسيرة من لجنة التحقيق التي ستحقّق في الإخفاق التاريخي في "7 أكتوبر" (2023)، والإخفاق الأكبر منه في عدم استكمال تحقيق الأهداف ووقف الحرب، رغم مرور نحو 22 شهراً على اندلاعها، لذا يسعى إلى صفقة جزئية بشروطه أو تصعيد الحرب بعد محاولة كسر حدّة الانتقادات الدولية من خلال السماح بقدر من المساعدات الإنسانية.
هناك رهان إسرائيلي مصادق عليه أميركياً على انهيار المقاومة واستسلامها، بفعل الضغوط الشعبية والسياسية، أو إمكانية تحرير الأسرى بالقوة
من وجهة نظر نتنياهو وحكومته، بات العالم كأنّه "يكافئ حماس" والفلسطينيين بالاعتراف بدولة فلسطينية، رغم كلّ الشروط الظالمة المفروضة على الفلسطينيين، بما فيها الدعوة إلى سحب السلاح وإبعاد "حماس" من الحكم، والتي تضمّنها إعلان نيويورك، فيما لا تُفرض أيّ شروط على إسرائيل، الدولة التي تنتهك القانون الدولي، وارتكبت كلّ أنواع الجرائم، وتضم وزراء يطرحون أفكاراً عن إبادة وتهجير وضمّ أرض الغير. ومن جهة واشنطن، شهد الموقف الأميركي تحوّلاً، كما نقل عن مسؤول مصري، قال إن واشنطن أقلّ انخراطاً في الضغط على إسرائيل لوقف الحرب، ولهجة المسؤولين الأميركيين تغيّرت، وأصبحوا يركّزون في المطالبة باستسلام "حماس"، ويرفضون المفاوضات التي تؤدّي إلى وقف مؤقّت لإطلاق النار، مع الترويج لصفقة شاملة لا تتضمّن انسحاباً إسرائيلياً، ولا تضمن وضع أيّ حدّ للإبادة والضمّ والتهجير، بل تتضمن شروطاً تعجيزية، مثل إعطاء "حماس" مهلةً حتى تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين فوراً، ومن دون مقابل، ونزع سلاح "حماس" وإخراجها من المشهد السياسي، وتسليم الحكم للولايات المتحدة من دون السلطة الفلسطينية أو لجنة الإسناد المجتمعي. وهو مقترح لا يفتح طريق المفاوضات، بل يُعدُّ وصفةً للاستسلام، لا للتسوية، وهو مقترح فرصه في النجاح إذا لم يُعدَّل بشكل ملموس ليست كبيرةً، بل سيُواجَه بمعارضة حتى من الدول العربية وتركيا وكندا وأوروبا، الذين يدعمون عودة السلطة بعد تجديدها إلى قطاع غزّة، حتى يمكن تطبيق ما تعهّدوا به من إقامة الدولة الفلسطينية.
وقد جاء هذا التحوّل أيضاً على خلفية تراجع شعبية ترامب وحزبه نتيجة حرب غزّة، وأسباب أخرى، وتورّطه في فضيحة إبستين التي تُستخدم للضغط عليه، لتقليص أيّ تأثير محتمل له على الموقف الإسرائيلي. هل التصعيد العسكري هو السيناريو الوحيد؟... لا، فالعديد من العوامل التي دفعت نحو الصفقة الجزئية ما زالت قائمةً، أهمها أن الفجوة بين الموقفين صغيرة، بدليل الحديث عن منح واشنطن وإسرائيل مهلةً لـ"حماس"، ولو قصيرة، فالتصعيد العسكري لا يملك عصاً سحريةً، سواء إذا أخذ شكل الحصار الأشدّ أو احتلال مواقع جديدة أو احتلال ما تبقّى من أرض غير محتلة. وهناك سباق حقيقي بين ثلاثة مسارات: صفقة جزئية تبقى مطروحةً رغم ابتعادها حالياً من طاولة المفاوضات، وصفقة شاملة تبدو بعيدة المنال إذا لم تُعدَّل، وقد تستخدم تكتيكاً للضغط على "حماس" لدفعها إلى تقديم تنازلات جديدة، لأن الفجوة بين الموقفَين في ما يتعلّق بالصفقة الشاملة شاسعة جدّاً، وهناك أيضاً رهان إسرائيلي مصادق عليه أميركياً على انهيار المقاومة واستسلامها، بفعل الضغوط الشعبية والسياسية الفلسطينية والعربية، أو إمكانية تحرير الأسرى بالقوة من دون تفاوض.
تبدو خيارات "حماس" محدودةً، فقد وافقت عملياً على اقتراح ويتكوف، وبقيت مسائل يمكن الاتفاق عليها، لكنّها فوجئت بانهيار المفاوضات حين اقترب الاتفاق من الاكتمال. وإن وافقت أخيراً على الشروط الإسرائيلية الأميركية الجديدة، فستبدو وكأنها استسلمت وأعلنت هزيمتها، وإن رفضت، فستُحمّل مسؤولية التصعيد المقبل.
لن تستسلم "حماس"، لأن الاستسلام لا يضمن وقف الحرب التي لا تستهدفها فقط، بل تستهدف تصفية القضية الفلسطينية
هناك مخرج فلسطيني جماعي لم يُؤخذ به، يتحقّق من خلال تقديم القيادة الرسمية مخرجاً لـ"حماس"، يسمح بمشاركتها في النظام السياسي، وفي المقابل تبدي حركة حماس المزيد من المرونة فتصبح هناك قيادة فلسطينية واحدة ومؤسّسة واحدة، تستند أولاً إلى الشرعية الفلسطينية، وثانياً إلى الشرعية العربية والدولية. قدّمت "حماس" تنازلات كبيرة، منها الموافقة على الصفقة الجزئية رغم أنها ترجّح استئناف الحرب بعد انتهاء هدنة الـ60 يوماً، والاقتراب من الموافقة على خرائط تُبقي وجود القوات المحتلّة على أكثر من 20% من مساحة القطاع، والخلاف المتبقّي كان على عشرات أو مئات الأمتار، وعلى إطلاق سراح 200 أسير مقابل عشرة إسرائيليين، رغم أنها أفرجت سابقاً عن 500 مقابل العدد نفسه، كما قبلت بتسليم الحُكم للجنة الإسناد المجتمعي فور بدء هدنة الـ60 يوماً، واكتفت بالضمانات الأميركية لهذه الهدنة، من دون إصرار على ضمانات تمنع استئناف الحرب، ولا تستطع أن تقدّم أكثر، لأنها لن تستسلم، خصوصاً أن الاستسلام لا يضمن وقف الحرب التي لا تستهدف "حماس" فقط، وإنما تستهدف تصفية القضية الفلسطينية بكلّ مكوّناتها، بما فيها التهجير والضمّ، والاستسلام ليس من المضمون أن يوقف الحرب، ويمكن أن يفتح شهية دولة الاحتلال لمواصلة تطبيق أهدافها المُعلَنة وغير المُعلَنة.
وقف الإبادة يجب أن يكون الأولوية القصوى لأنه يفتح الطريق لوقف التهجير والضمّ ويحفظ وجود المقاومة، فمن دون وجود الشعب في أرضه لا توجد مقاومة، ويعيد المسألة الفلسطينية إلى مسارها الصحيح: إنهاء الاحتلال وتجسيد الحرية والاستقلال. ويتطلّب ذلك البناء على الحراك الدولي الداعم للاعتراف بالدولة الفلسطينية، رغم الشروط الظالمة التي يتضمّنها، والعمل لتشكيل قيادة وطنية موحّدة، وبرنامج سياسي واحد، وسلاح واحد يقوم بواجبه في الدفاع عن الوطن والمواطن، ويخدم ويلتزم بالاستراتيجية الوطنية، وبقرارات المؤسّسات الوطنية الشرعية الموحّدة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خطة إسرائيلية لاحتلال غزة ومخيمات وسط القطاع: خمس فرق خلال خمسة أشهر
خطة إسرائيلية لاحتلال غزة ومخيمات وسط القطاع: خمس فرق خلال خمسة أشهر

العربي الجديد

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربي الجديد

خطة إسرائيلية لاحتلال غزة ومخيمات وسط القطاع: خمس فرق خلال خمسة أشهر

كشفت وسائل إعلام عبرية، مساء اليوم الأربعاء، بعض جوانب خطة احتلال قطاع غزة، قبيل المصادقة المتوقعة عليها في اجتماع المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية المقرر غدًا الخميس. وبحسب الخطة، سيقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بعمليات عسكرية في منطقتين، هما مخيمات الوسط ومدينة غزة، لمدة خمسة أشهر، وفق ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان". وأضافت الهيئة أنه جرت مناقشة خطة احتلال قطاع غزة بين المستويين السياسي والعسكري حتى قبل انطلاق عملية "عربات جدعون"، التي كانت بمثابة حل وسط بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ورئيس أركان الجيش إيال زامير، الذي أبدى معارضة لاحتلال القطاع، لكنه قال في جلسة عقدها نتنياهو في الأيام الأخيرة: "سننفذ ما يقرره المستوى السياسي". من جانبها، أفادت القناة 13 العبرية بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لعملية واسعة النطاق في غزة، من المتوقع أن تمتد على مدى خمسة أشهر، وتشمل توغّل خمس فرق عسكرية إلى داخل القطاع، والسيطرة على معسكرات وسط غزة ومدينة غزة نفسها. وكجزء من الخطة، يُتوقّع أن ينزح نحو مليون فلسطيني نحو الجنوب، مع إدخال مساعدات إنسانية إلى داخل القطاع. ووفقًا لتقديرات الجيش، فإن احتلال المدينة قد يستغرق وقتًا قصيرًا نسبيًا، لكن القضاء الكامل على حركة "حماس" لا يبدو قريب المنال. وتأتي هذه الخطة في ظل تباينات داخل دوائر الحكم والجيش الإسرائيلي بشأن جدوى السيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة. إذ عبّر عدد من كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين، وعلى رأسهم رئيس الأركان إيال زامير، عن تحفظهم على خطة الاحتلال، محذرين من تبعاتها الميدانية والسياسية والإنسانية، لا سيما في ظل غياب رؤية واضحة لليوم التالي. في المقابل، يضغط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وبعض وزرائه من "الليكود" والتيارات اليمينية الأخرى باتجاه المضي قدماً في العملية، معتبرين أن أي حل لا يتضمن اجتثاث حركة "حماس" من القطاع لن يكون كافياً. رصد التحديثات الحية واضع "خطة الجنرالات" يرى مشكلة نتنياهو في غزة نفسية وفي وقت سابق، رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإفصاح عمّا إذا كان يؤيد أو يعارض سيطرة إسرائيل المحتملة على قطاع غزة عسكرياً، مشيراً إلى أن تركيز إدارته ينصب حالياً على زيادة وصول الغذاء إلى القطاع. وقال ترامب في تصريحات للصحافيين أمس الثلاثاء: "في ما يتعلق ببقية الأمر، لا يمكنني القول حقاً. سيكون ذلك متروكاً إلى حد كبير لإسرائيل". وأضاف ترامب أن بلاده قدمت 60 مليون دولار لتأمين الغذاء لسكان غزة، مشيراً إلى أن سكان القطاع "لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء". وأضاف في تصريحات صحافية أن الولايات المتحدة تحاول ضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين، وأن إسرائيل ستساعد في عملية التوزيع. كذلك، أكد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس حق رئيس أركان الجيش إيال زامير في "إبداء رأيه" بشأن المرحلة المقبلة من الحرب في قطاع غزة، لكنه ملزم "تنفيذ" قرارات الحكومة بهذا الصدد. وقال كاتس عبر منصة إكس "من حق وواجب رئيس الأركان أن يعبّر عن موقفه في المنابر المختلفة، لكن بعد أن يتخذ المستوى السياسي القرارات، فإن الجيش سينفذها بحزم ومهنية، كما فعل على جميع الجبهات، حتى تحقيق أهداف الحرب".

صحيفة عبرية: صدام يهز هيئة الأركان بعد فشل 'عربات جدعون' واتساع دائرة النقد الداخلي والعالمي
صحيفة عبرية: صدام يهز هيئة الأركان بعد فشل 'عربات جدعون' واتساع دائرة النقد الداخلي والعالمي

القدس العربي

timeمنذ ساعة واحدة

  • القدس العربي

صحيفة عبرية: صدام يهز هيئة الأركان بعد فشل 'عربات جدعون' واتساع دائرة النقد الداخلي والعالمي

يوآف زيتون قائد المنطقة الجنوبية، اللواء ينيف عاشور، شارك في تقويم الوضع الأسبوع الماضي في مؤتمر عن بعد من قاعدة القيادة في بئر السبع. وضع على الطاولة مسألة متفجرة كشفها نداف ايال في 'يديعوت أحرونوت' في نيسان: توتر متزايد بين قيادة المنطقة الجنوبية وسلاح الجو حول سياسة توسيع النار التي قررها عاشور بقطاع غزة في الأشهر الأخيرة وأدت إلى مقتل مئات الفلسطينيين من غير المشاركين. وكما نشر، فإن قائد سلاح الجو اللواء تومر بار، يقر شخصياً هجمات في غزة، والآن يطلب منه عاشور أن يتوقف عن معارضة المطالبات بالغارات الجوية وألا يقلب القرارات التي تطرحها القيادة. عقدت الجلسة في غرفة المباحثات المركزية لهيئة الأركان في الكريا في تل أبيب بحضور أكثر من 20 لواء وعميداً. وحسب عدة شهادات، فإنه ما إن طرح عاشور طلبه، حتى ارتفعت حدة النبرات إلى صراخ حقيقي. فقد شرح قائد سلاح الجو لنظيره ولباقي المشاركين بأنه اضطر بالتدخل غير مرة في المسألة مؤخراً؛ لأنه رأى 'انعدام مهنية' في غارات كثيرة طلبت قيادة الجنوب تنفيذها في الأشهر الأخيرة. في هذه المرحلة، حسب الشهادات، فقد اللواء عاشور هدوءه: 'أنتم هناك في تل أبيب منقطعون عن الميدان'. فتدخل رئيس الأركان الفريق أيال زامير في الجدال الشاذ، وطلب من اللواء عاشور ألا يتحدث بهذا الشكل لأنه 'غير مقبول'. خيبة الأمل من إنجازات العملية البرية في الخلفية مواجهة شاذة بين اللواءين بسبب خيبة أمل لدى قيادة المنطقة الجنوبية من فشل العملية البرية في الأشهر الأخيرة بقطاع غزة، وحملة عربات جدعون التي لم تستوف هدفها المعلن ولا خلق ظروف لصفقة مخطوفين مع حماس من خلال ضغط عسكري. منذ ضربة البدء للخطوة التي كسرت وقف النار في بداية السنة، صفّي عشرات من قادة حماس في هجوم ليلي مفاجئ، لكن هذا تضمن -بزعم منظمة الإرهاب ومحافل دولية – قتل المئات من المدنيين الغزيين، بمن فيهم أطفال ونساء. منذئذ، نفذت هجمات عديدة مشابهة أثارت نقداً حاداً من الغرب ضد إسرائيل، وكانت التوثيقات القاسية من نتائج هذه الهجمات قضمت أكثر ما تبقى من تأييد عالمي لإسرائيل، وأثارت نقداً داخلياً في الجيش أيضاً. 'لا يدور الحديث عن هجمات مساعدة من الجو للقوات البرية في أحداث متفجرة أو في تشخيص مخربين. لا توجد معضلة هنا، مهما كان الثمن، لمساعدة القوات في المعركة'، كما شرحت مصادر أمنية. 'سياسة النار التي تتبعها قيادة المنطقة الجنوبية أخذت الحد الأقصى، وتغيرت تعريفات الضرر الجانبي بشكل فاق الضرر كل منفعة. نحن في مرحلة أخرى من القتال وليس في أشهر المناورة الأولى'. نقد الجيش ضد اللواء عاشور يقول الجيش إن اللواء عاشور الذي حل محل قائد المنطقة الذي استقال عقب 7 أكتوبر، اللواء يارون فينكلمان، بدأ في الأشهر الأخيرة يميل غير مرة للتمرد حتى حيال جهات أخرى في الجيش؛ من شعبة العمليات، ومن أذرع أخرى، على نحو دفع ضباطاً كثيرين لتقليص الحديث المهني معهم إلى الحد الأدنى. تجمع في الجيش أيضاً نقد على موافقة قيادة المنطقة أن تأخذ على عاتقها حملة عسكرية برية أصبحت بلا جدوى في الأشهر الأخيرة، دون الاقتراب من حسم حماس أو تحرير المخطوفين، وفي ظل إنهاك القوات. كاتب من قائد سرية هو الرائد احتياط 'ع'، نشر أمس في 'واي نت': 'لا توجد مناورة حقيقية، والمقاتلون تعبون. العدو يشخص بعضاً – ويهاجم'، يشهد قائد السرية. يمكن أن يضاف إلى هذا، قرار نبع من طلب المستوى السياسي تقليص التغطية الصحفية في أراضي القطاع في أثناء حملة 'مغين عوز' التي تحولت إلى عربات جدعون. والآن، يفترض باللواءين أن يبنيا معاً الخطة العملياتية التالية في القطاع عقب انهيار المفاوضات. 'لا نتذكر مواجهة كهذه بين لواءين في هيئة الأركان'، قال ضباط شهدوا الحدث الشاذ. 'يسمح الجيش ويشجع حواراً مفتوحاً في كل مستوى، وشهد محفل الأركان جدالات ثاقبة على طول الحرب، لكن ليس في مثل هذه المستويات التي كادت تنزل إلى خطوط شخصية وتطلبت تدخلاً من رئيس الأركان'. الجيش الإسرائيلي أكد التفاصيل، لكنه رفض التعقيب. يديعوت أحرونوت 6/8/2025

معاريف: أعدوا شراكهم لـ'المستشارة' فأوقعوه فيها وقالوا: متى يدرك زامير أهدافنا الحقيقية في غزة؟
معاريف: أعدوا شراكهم لـ'المستشارة' فأوقعوه فيها وقالوا: متى يدرك زامير أهدافنا الحقيقية في غزة؟

القدس العربي

timeمنذ 2 ساعات

  • القدس العربي

معاريف: أعدوا شراكهم لـ'المستشارة' فأوقعوه فيها وقالوا: متى يدرك زامير أهدافنا الحقيقية في غزة؟

آفي أشكنازي تكفي صورة واحدة كي نفهم عمق الأزمة بين رئيس الوزراء ورئيس الأركان: قاعدة استيعاب وتصنيف في 'تل هشومير' أمس. 'سيد أمن' وصل ليلتقي المتجندين الجدد لسلاح المدرعات وسلاح الهندسة القتالية. يدور الحديث عن سلاحين أهملتهما الدولة لسنين طويلة وقلصت حجم قواتهما. إلى أن جاءت حرب 'السيوف الحديدية'، وأدرك الجيش بأنه ملزم بوضع هذين السلاحين في مركز الاهتمام. تحدث نتنياهو مع متجندي 'دوري آب' بل واتخذت له الصور في سلسلة التجنيد. غير أنه وصل في تشكيلة ناقصة – بدون قائد الجيش الإسرائيلي، رئيس الأركان الفريق زامير. الهجمة على رئيس الأركان من جانب محيط رئيس الوزراء ليست في مكانها. لحكومة نتنياهو عادة سيئة من نزعة القوة المافيا. يلصقون فشل أداء المستوى السياسي بهذه الجهة أو تلك في كل مرة: رئيس 'أمان' أهارون حليوة، ورئيس الأركان هاليفي، وقائد المنطقة الجنوبية يارون فينكلمان، ورئيس شعبة العمليات عوديد بسيوك، ورئيس 'الشاباك' روني بار، والمفتش العام كوبي شبتاي، وقائد لواء الشمال في الشرطة شمعون لفي، والمستشارة القانونية للحكومة غالي بهرب ميارا. كما أنهم حاولوا إلصاق حالات فشل كثيرة والإساءة لشرف قائد سلاح الجو اللواء تومر بار، وللناطق العسكري العميد دانيال هاغاري، وضباط ممتازين في الجيش و 'الشاباك' والشرطة. لقصور 7 أكتوبر آباء كثر في الجيش، وفي أسرة الاستخبارات، وفوق الجميع – أبو الفشل نتنياهو وأعضاء حكومته. رغم ذلك، لم تتشكل حتى الآن لجنة تحقيق، ومشكوك أن تتشكل لجنة كهذه، لكن توقفوا – نعم، أولئك الذين يسيرون عمياناً خلف الزعيم، وكذا المعارضون. وصلنا إلى كارثة 7 أكتوبر لعدة أسباب تكتيكية بسبب نقص فهم الواقع المتغير، والجمود الفكري… لكن الأمر الأصعب والأخطر كان عدم القدرة على إجراء حوار مهني. نتنياهو ليس مستعداً لسماع آراء تتحداه؛ فهو يفضل حوله أناساً صغاراً، ضعفاء، متملقين له ولزوجته. في مثل هذا المحيط، كل رجل جيش أو رجل جهاز أمن كفيل بالسير على الخطـ السائد في غرفة الجلسات. عندما يغيب بحث حقيقي، فثمة مفهوم مغلوط يزداد كبراً. في الوقت الذي يغيب فيه حوار مثمر وجدال مهني مع آراء مختلفة، سينمو مفهوم مغلوط. هكذا كان في كارثة 'ميرون'، وهكذا حدث في معالجة خيمة حزب الله في 'هار دوف'، وهكذا حصل في وقف المساعدات بحجوم كبيرة إلى غزة. رئيس الأركان زامير هو قائد جيش الدفاع الإسرائيلي. ومن زمن وهو يبلغ المستوى السياسي بأن الجيش على وشك إنهاء الحملة العسكرية 'عربات جدعون'، لكن لم يكن للمستوى السياسي وقت لخوض مفاوضات واتخاذ قرارات حول المستقبل. سبب المماطلة أن الحكومة ملتزمة في هذه اللحظة بنزوات التيار اليميني المتطرف: سموتريتش، بن غفير وأوريت ستروك. احتلال غزة هو الخطوة الأولى لاستيطان إسرائيلي في غزة. إخضاع حماس وممارسة ضغط لتحرير المخطوفين يبدوان الآن قصة تغطية. يعرف الجيش هذا جيداً. جاء رئيس الأركان أمس مع خطط مرتبة لجلسة المطبخ المصغر، التي تحولت لتصبح نوعاً من الاستماع ما قبل الإقالة. استعدادات الخازوق الذي أعدوه للمستشارة القانونية قبل يوم من ذلك، وقعت على رأسه. فهي لم تعط الحكومة المتعة المشكوك فيها. خطة رئيس الأركان شرحت كيفية التقدم في القتال وتشديد الضغط' على حماس. أمام عينيه وعيون طاقم القيادة العليا مبدآن مركزيان الآن: الالتزام بإعادة الخمسين مخطوفاً والحفاظ على مقاتلي الجيش المناورين في القتال. المشكلة أن نتنياهو غير مستعد لكي يشدوا له طرف ردائه. ويفضل حوله أقزاماً أقل تحدياً. لقد أرسل الجيش الآن إلى طاولة التخطيط للإعداد لاحتلال غزة. هذا ثمن سندفعه جميعاً، وسيكون أليماً أكثر من الاحتمال. من المشوق معرفة من الذي سيتهم بالفشل. معاريف 6/8/2025

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store