
حزن كبير في الوسط السينمائي.. من هي فاطمة حسونة التي قتلتها إسرائيل؟
خيّم الحزن على الأوساط السينمائية الدولية عقب نبأ استشهاد المصوّرة الفلسطينية الشابة فاطمة حسونة، إثر قصف إسرائيلي استهدف منزل أسرتها في قطاع غزة ، وذلك قبل أسابيع فقط من عرض أول أفلامها في مهرجان"كان" السينمائي المرتقب.
حسونة، التي أتمّت عامها الـ25 مؤخرًا، كانت تُعرف بشغفها بالتصوير وتوثيق تفاصيل الحياة اليومية في غزة، سواء قبل الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 تشرين الأول 2023 أو في خضمها. عملت مع منظمات ومؤسسات إعلامية محلية ودولية، وقدّمت للعالم صورًا تحاكي الألم والصمود في القطاع المحاصر.
دخلت فاطمة مؤخرًا عالم السينما من خلال مشاركتها في فيلم وثائقي بعنوان "ضع روحك على كفّك وامشِ"، أخرجته الإيرانية المنفية سبيده فارسي. الفيلم، الذي يوثق الحياة تحت الحرب في غزة، تم اختياره للعرض ضمن أحد برامج مهرجان كان السينمائي الدولي، في خطوة شكّلت إنجازًا لافتًا لفاطمة، لكنه تزامن للأسف مع رحيلها المأسوي.
وأثارت قصة فاطمة تفاعلًا واسعًا، إذ دعت جمعية الأفلام المستقلة للتوزيع (ACID)، الجهة التي رشّحت الفيلم للعرض، إلى عرض العمل "كشهادة يجب أن تُشاهد في كل صالة سينما، بدءًا من كان".
درست فاطمة وسائط متعددة في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، وكرّست عدستها لنقل قصص الناس ومشاهد الحياة في غزة، عبر صور مرفقة بنصوص مؤثرة، لاقت انتشارًا واسعًا، خصوصًا عبر منصة Untold Palestine. كما شاركت في معارض دولية أبرزها "غزة حبيبتي" و"SAFE"، وظهرت أعمالها في وسائل إعلام عالمية مثل صحيفة "الغارديان" البريطانية.
شكلت فاطمة صوتًا بصريًا بارزًا لغزة، وشخصية محبوبة على المستوى المحلي، انعكس ذلك في عبارات النعي التي صدحت بها منصات الإعلام والاتحادات الصحفية، ومنها الاتحاد الدولي للصحفيين، الذي رثاها بوصفها "شاهدًا على الحقيقة، وصورة لن تُنسى". (ارم نيوز)
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 6 أيام
- النهار
فاطمة سعد... حين يصبح الصوت حياةً كاملة
في الطفولة، لا نتذكر فقط الرسوم، ولا أسماء الشخصيات، بل شيئاً أعمق، أكثر التصاقاً بالذاكرة الصوت، صوتاً يدخل القلب قبل أن نفهم معناه، ويصير لاحقاً جزءاً من وعينا العاطفي واللغويّ. وفي ذاكرة جيلٍ عربي كامل نشأ في تسعينيات القرن الفائت وبداية الألفية، يتردّد اسمٌ واحد كلما صعد صوت المغامرة، أو دمعت عيون الشخصية على الشاشة: فاطمة سعد. وُلدت فاطمة قدورة سعد في دمشق يوم الأحد، الموافق لـ15كانون الثاني/يناير 1956. نشأت في بيئة دمشقية محافظة، غير أن صوتها كان يتمرّد من خلف الستار، يبحث عن التعبير والتجسيد. بدأ مشوارها المهني في عالم الدبلجة (أو كما كان يُطلق عليه قديماً "التلسين") عام 1978، وذلك من مبنى الإذاعة القديم في دمشق، حيث شاركت في دبلجة المسلسلات الروسية. ثمّ انتقلت تدريجياً إلى العمل في دبلجة الأفلام السورية، قبل أن تجد مساحتها الكبرى ومجدها الحقيقي في دبلجة الرسوم المتحركة. رحلت فاطمة سعد بهدوءٍ يشبه صوتها، مساء السبت، وأعلنت نقابة الفنانين السوريين وفاتها رسمياً صباح الأحد، عن عمر ناهز الـ 59 عاماً، بعد مسيرة امتدت لأكثر من أربعة عقود من العطاء الفني الصادق والمتواصل. لقد كانت صوت "ماوكلي" فتى الأدغال، ذاك الطفل الذي ربّته الذئاب في غابة بعيدة، والذي حمل صوته نبرة الوحدة والبطولة والدهشة في آنٍ معاً. لكن حضورها تجاوز ذلك، إذ أدّت عشرات الشخصيات في مسلسلات شكّلت الوعي البصري واللغوي لأكثر من جيل: أبطال الديجيتال، لحن الحياة، القنّاص، كابتن ماجد، هزيم الرعد، أنا وأخي، سلاحف النينجا، وهمتارو، وغيرها الكثير من الإنتاجات التي عرضت على شاشة "سبيستون" وقنوات عربية أخرى. لم تكن تؤدّي صوتاً فقط، بل كانت تنقل الأحاسيس بكلّ صدق. كانت توصل الفقد حين يغيب أحد الأصدقاء، الحيرة حين تقف الشخصية أمام خيار مصيري، البهجة الطفولية، وحتى الضحكة العابرة. كل ذلك بنبرة لا تشبه سواها، نبرة "فاطمة سعد" التي كانت، بحق، حجر الأساس في مدرسة الدبلجة السورية. وبعيدًا عن الاستوديو، شاركت فاطمة في دورتين تخصصيتين في الإخراج الإذاعي في مركز التدريب التابع لاتحاد إذاعات الدول العربية، مما منحها معرفة تقنية عميقة ساعدتها على صقل أدائها. كذلك كانت حاضرة بصوتها أيضاً في أعمال إذاعية شهيرة أبرزها: "حكم العدالة" و"ظواهر مدهشة"، وهما من أنجح الأعمال الدرامية الإذاعية التي قدمتها إذاعة دمشق لسنوات طويلة. جسدت الراحلة أيضاً شخصية "سمية بنت الخياط" في المسلسل التاريخي "عمر"، لتؤكد أنها لم تكن محصورة في الأداء الصوتي فقط، بل ممثلة تمتلك أدواتها الكاملة. لكنها بقيت بعيدة عن الأضواء، تفضل أن تُعرف من خلال صوتها، لا صورتها. لم تكن من الساعين إلى المقابلات أو الشهرة، بل من المؤمنين بأن الفن الحقيقي يُصنع في الخفاء، ويظهر في قلوب الناس لا على أغلفة المجلات. ومع إعلان وفاتها، تدفقت رسائل الحزن والأسى من زملائها في الوسط الفني، ممن عاشوا معها سنوات العمل والطفولة الصوتية المشتركة. كتب الممثل السوري مروان فرحات، الذي شاركها الأداء في كثير من الأعمال: "رفيقة الدرب الغالية... غيابك موجع، لا يُعوّض. اشتغلنا وعشنا معاً سنوات من الحلم والعمل. لن يُنسى صوتك، ولن تُنسى ذكرياتنا". أما آمال سعد الدين فكتبت عبر إنستغرام":العزيزة الراقية الحنونة... السيدة فاطمة سعد في ذمة الله. الله يرحمك يا حبيبتي. كنتِ أختاً وصديقة وصوتاً لا يُنسى". ونعى أيمن رضا الراحلة عبر صفحته في "فايسبوك" بقوله: "فاطمة سعد في ذمة الله. الله يرحمها والعزاء لأهلها. كانت إنسانة طيبة وفنانة صادقة". السيناريست رامي كوسا عبّر عن ألم الفقد بقوله: "موجع فقدك.. شكراً لأنك كنتِ شريكة في بدايات حلوة، سأظل أستعيدها كما أستعيد ضحكاتك العريضة التي تملأ الفراغ بهجةً"، في حين كتب قاسم ملحو: "رحيل المبدعة فاطمة سعد، صاحبة الصوت التمثيلي في دوبلاج الرسوم المتحركة، والذي رافق أجيالاً عديدة. ستبقى خالدة في الذاكرة". لقد كانت فاطمة سعد صوتاً وضميراً فنياً. لم تسعَ إلى البطولة الظاهرة، لكنها كانت بطلة من نوع خاص: بطلة الأثر، بطلة الذاكرة، بطلة الطفولة التي تربّت على نبرتها، فارتبطت أصواتها فينا بمفاهيم الخير، والعدالة، والانتصار، والصداقة. في زمن تتبدّل فيه الموجات والنجوم، يبقى صوت فاطمة سعد ثابتاً كمنارة على شاطئ الذاكرة، لا تغيب مهما هبّت العواصف. صوتٌ لا يُنسى، حتى وإن انطفأ الجسد، سيظل يتردّد في قلوبنا كلما قال أحدنا: ماوكلي... أوه، لقد كان ذلك صوت فاطمة سعد.


النهار
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- النهار
افتتاح كانّ 78 وسط صخب العالم: رسالة من القلب إلى غزة وتحيّة لروبرت دي نيرو
انطلقت مساء اليوم فعاليات مهرجان كانّ السينمائي، وسط عالم تتقاذفه الحروب والنزاعات، من أوكرانيا إلى غزة، حيث أضحت المأساة هناك نداءً يدوّي في الكواليس قبل أن يُسمع على الشاشة. في هذا الجو الملبّد، يلمع على السجادة الحمراء اسم روبرت دي نيرو، الذي سيُكرَّم بجائزة السعفة الذهبية الفخرية عن مجمل مسيرته، في لحظة مؤثرة يقدّم فيها الجائزة صديقه وشريكه على الشاشة، ليوناردو دي كابريو. ومن المتوقع أن تُشدّ آذان السينمائيين لكلمة دي نيرو، المعروف بمواقفه الصريحة والمعارضة لسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لا سيما بعد تهديد الأخير بفرض ضريبة بنسبة مئة في المئة على الأفلام الأجنبية، في مشهد ينذر بتحولات خطيرة في صناعة السينما العالمية. أما الافتتاح، فسيحمل مفاجآت فنية، أبرزها ظهور المغنية ميلين فارمر التي ستُحيي الأمسية بأداء موسيقي خاص، إلى جانب المغنية الفرنسية جولييت أرمانيه، التي تشارك في بطولة فيلم الافتتاح "Partir un jour" للمخرجة أميلي بونان، في أول تجربة روائية طويلة لها، وهو ما يشكل سابقة في تاريخ المهرجان، إذ لم يُفتتح كانّ من قبل سوى مرتين بفيلم يحمل توقيع مخرجة. رسالة من القلب إلى غزة خارج أروقة المهرجان، وبالتزامن مع افتتاحه، نشرت صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية رسالة مفتوحة وقّعها نحو 400 سينمائي، بينهم بيدرو ألمودوبار، سوزان ساراندون، وريتشارد غير، دعوا فيها إلى عدم الصمت حيال "الإبادة الجارية في غزة"، بحسب تعبيرهم. حملت الرسالة طابعاً إنسانياً لافتاً، وحيّت ذكرى المصوّرة فاطمة حسونة التي قُتلت في قصف إسرائيلي منتصف نيسان/أبريل، وتُعرض سيرتها في وثائقي ضمن برمجة المهرجان. وجاء في الرسالة: "ما الهدف من مهنتنا إن لم نستخلص دروس التاريخ والأفلام الملتزمة، إن لم نكن موجودين لحماية الأصوات المضطهدة؟". وكان من بين الموقّعين أيضاً المخرجة جوستين ترييه والممثل رالف فاينز، فيما نقلت وكالة "فرانس برس" عن إحدى المجموعات التي تقف خلف هذه المبادرة أنّ اسم جولييت بينوش، رئيسة لجنة التحكيم، ورد سابقاً بين الداعمين، لكنه لم يظهر في النسخة النهائية للائحة المنشورة. في المقابل، وجّهت بينوش في حفل الافتتاح تحية للمصورة فاطمة حسونة بينما يعرض المهرجان فيلم "ضع روحك على يدك وامشِي"، من إخراج المخرجة الإيرانية سبيده فارسي، الذي يروي قصة محنة غزة والحياة اليومية للفلسطينيين من خلال محادثات فيديو مُصورة بين حسونة وفارسي. بدورها، اعتبرت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي أنّ الموقف الذي اتخذه الفنانون "جزء من مسؤوليتهم"، مؤكّدة خلال زيارتها إلى بروكسيل أنّ من واجبهم التعبير والتفاعل مع القضايا الكبرى في العالم. ظلّ الحرب وحكم قضائي لا يكتفي مهرجان كانّ في افتتاحه بالتكريم والموسيقى، بل يضيء أيضاً على الحرب في أوكرانيا من خلال ثلاثة أفلام وثائقية، بينها "Notre Guerre" للفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي، في تأكيد على التزام السينما بقضايا الإنسان والحرية. وعلى هامش الأضواء، يُنتظر أن تُحدث ضجة قضية الممثل جيرار دوبارديو، إذ يصادف افتتاح المهرجان صدور حكم ضدّه بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة 18 شهراً بتهمة الاعتداء الجنسي خلال تصوير أحد الأفلام، وقد أعلن نيته الطعن بالحكم. النجوم يعودون إلى كانّ مع بداية جديدة واعدة، تعود كوكبة النجوم إلى كانّ، حيث تتقاطع الأضواء مع الأفلام والتصريحات مع المواقف. توم كروز، نيكول كيدمان، دنزل واشنطن، جنيفر لورانس، روبرت باتينسون... كلهم عبروا السجادة الحمراء يوماً، وكلهم يعيدون وهج السينما في مدينة البحر والسينما والرموز. وفي 24 أيار/مايو، ستمنح لجنة التحكيم التي تترأسها جولييت بينوش، وتضم أسماء لامعة مثل جيريمي سترونغ، هالي بيري، والروائية ليلى سليماني، السعفة الذهبية لأحد الأفلام الـ22 المتنافسة، في خاتمة تليق بأعرق مهرجانات السينما في العالم.


النهار
١١-٠٥-٢٠٢٥
- النهار
من الحرب إلى الشاشة: مهرجان كانّ يتأمل مأساة غزّة
تكتسب حرب غزّة حضوراً لافتاً في الدورة المقبلة لمهرجان كانّ السينمائي، من خلال أعمال سينمائية تُطلّ على المأساة من زوايا إنسانية وفنية، لعلّ أكثرها وقْعاً هو الوثائقي الذي تُعرض فيه سيرة المصورة الغزّية الشابّة فاطمة حسونة التي قُتلت بقصف إسرائيلي قبل أسابيع قليلة فقط من عرض فيلمها في المهرجان. "ضع روحك على كفك وامشِ"، من توقيع المخرجة الإيرانية سبيده فارسي، يرصد يوميات حسونة التي كانت توثق بكاميرتها لحظات الحياة والموت وسط الحصار والدمار. في 15 نيسان/أبريل، بلغها خبر اختيار فيلمها ضمن البرنامج الرسمي، وفي اليوم التالي، سقط صاروخ على منزلها، فأنهى حياتها مع أفراد من عائلتها، ونجت والدتها وحيدة من المأساة. سيُعرض الفيلم في قسم 'أسيد' (ACID)، أحد الأقسام الموازية للمهرجان، في ما يشبه وقفة وفاء لصاحبة الحكاية، كما عبّر منظمو كان، الذين وصفوا الحدث بأنه "مأساة هزّت العالم". كذلك، يتصدر العرض المرتقب لفيلم "كان يا ما كان في غزة" للشقيقين طرزان وعرب ناصر، اللذين يعيشان خارج القطاع، قائمة الأعمال المشاركة في قسم "نظرة ما". الفيلم يقدّم سرداً روائياً يستحضر غزة من قلب الجراح، بصوت منفى لا يزال مشتبكاً بحياة الداخل. من جهة أخرى، يستوقف الفيلم الإسرائيلي "Yes" للمخرج ناداف لابيد، الأنظار، وهو عمل أُدرج في اللحظة الأخيرة ضمن برنامج "أسبوعا المخرجين". تدور أحداثه في أعقاب هجوم "حماس"، من خلال شخصية موسيقي يعمل على تأليف نشيد وطني جديد، في إطار يحمل نقداً ضمنياً للواقع السياسي الإسرائيلي، انسجاماً مع توجهات لابيد السابقة. تُتوقّع أصداء قوية لهذه المشاركات، ليس على الشاشة فحسب، بل أيضاً في الكواليس والمؤتمرات الصحافية، وعلى السجادة الحمراء. ففي العام الماضي، انتقدت المخرجة نادين لبكي الصمت عن "موت آلاف الأطفال تحت القنابل أثناء نومهم"، فيما شهد مهرجان برلين السينمائي في شباط/فبراير موقفاً مماثلاً حين صرّحت الممثلة تيلدا سوينتون بأننا "نشهد ارتكابات لا إنسانية بأمّ العين"، ساخرةً من وعود بتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".