logo
نحو نهاية حل الدولتين.. الاحتلال الإسرائيلى يسعى للسيادة الكاملة على قطاع غزة والضفة الغربية

نحو نهاية حل الدولتين.. الاحتلال الإسرائيلى يسعى للسيادة الكاملة على قطاع غزة والضفة الغربية

البوابةمنذ 2 أيام
تشير التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قد انتقل من مرحلة "الإدارة المؤقتة" للأراضي الفلسطينية إلى السعي لفرض سيادة كاملة على كل من قطاع غزة والضفة الغربية. فقد بات واضحا أن حكومة الاحتلال الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو، تستثمر الظروف الإقليمية والدولية المضطربة، والحرب المستمرة على غزة، لترسيخ مشروع استيطاني-أمني طويل الأمد يقضي نهائيا على حل الدولتين، ويقود إلى نفي الوجود السياسي الفلسطيني المستقل.
خطة تفكيك
منذ بداية العمليات العسكرية في أكتوبر ٢٠٢٣، كثفت إسرائيل من ضرباتها على قطاع غزة، غير أن ما يجري لم يعد مجرد عمل عسكري تقليدي، بل هو خطوة أولى نحو إعادة رسم جغرافيا القطاع بما يخدم خطة فصل الفلسطينيين إلى "مناطق عزل" قابلة للإدارة، دون السماح بعودة السكان إلى مناطقهم الأصلية.
بحسب الخرائط التي كشف عنها خلال المفاوضات غير المباشرة في الدوحة، فإن إسرائيل تسعى إلى السيطرة على ثلث قطاع غزة، عبر إقامة شريط عازل يمتد من شمال القطاع (جباليا وبيت لاهيا) وصولًا إلى رفح جنوبا، بعمق يصل إلى ٣ كيلومترات في بعض المناطق.
ووفقا للتقديرات، فإن هذه الخطة تقطع أوصال القطاع، وتمنع نحو ٧٠٠ ألف فلسطيني من العودة إلى ديارهم، ليتم حصرهم في مراكز لجوء مؤقتة، أشبه بمخيمات عزل جماعي.
الأخطر في هذه الخطة هو أنها تتضمن نقلا تدريجيا للسكان إلى جنوب القطاع، مع التركيز على مدينة رفح، التي ستتحول إلى نقطة تجميع رئيسية قد تستغل لاحقا لدفع الفلسطينيين نحو الهجرة، إما عبر الحدود المصرية أو البحر. في هذا السياق، تثار مخاوف جدية من تهجير قسري مخطط له، يهدف إلى تفريغ شمال غزة من سكانها.
فصل سكاني وتجريف سياسي
من بين أبرز المبادرات التي تعبر عن نوايا الاحتلال في غزة، مشروع ما يسمى بـ"المدينة الإنسانية" في رفح، وهو عبارة عن مخيم ضخم يقام في الجنوب لاستيعاب مئات الآلاف من الفلسطينيين. هذا المشروع، الذي قدرت مصادر عسكرية إسرائيلية أنه سيكلف ما بين ١٠ إلى ١٥ مليار دولار وسيتطلب عاما على الأقل لتنفيذه، يكشف الطابع الاستراتيجي طويل الأمد للاحتلال.
رغم اعتراضات مؤسسات أمنية إسرائيلية ومنظمات إنسانية، يتمسك نتنياهو بتنفيذ المشروع، معتبرا أنه السبيل الأمثل لـ"فصل حماس عن المدنيين"، في حين تؤكد مصادر متعددة أن المخيم ما هو إلا مقدمة لحكم عسكري دائم في غزة، وتحويل القطاع إلى منطقة فصل جغرافي وسكاني، بما يشبه "جيبا مغلقا" فاقدا للسيادة.
الضفة الغربية: استيطان متسارع وسيادة معلنة
بالتزامن مع العدوان على غزة، تعيد إسرائيل تفعيل أحد أخطر المشاريع الاستيطانية في الضفة الغربية: مخطط E١، الذي يهدف إلى فصل شمال الضفة عن جنوبها، عبر بناء أكثر من ٣٤٠٠ وحدة استيطانية شرقي القدس. ويمثل هذا المشروع، المجمّد منذ سنوات تحت ضغوط دولية، ركيزة أساسية في مساعي ضم فعلي للضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها. يمتد مخطط E١ على مساحة ١٢ كيلومترا مربعا، ويربط مستوطنة "معاليه أدوميم" بالقدس، ما يؤدي فعليًا إلى قطع التواصل الجغرافي بين رام الله والقدس وبيت لحم. وهو ما يعني إلغاء أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافيًا.
وقد صرح وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، بشكل واضح وصريح: "بهذه الطريقة نقضي فعليا على الدولة الفلسطينية"، وأضاف: "نحن نعمل على فرض السيادة على الضفة الغربية، وسنصل إلى مليون مستوطن". هذه التصريحات لا تدع مجالًا للشك في أن المشروع الاستيطاني لم يعد مسألة أمنية أو ديموغرافية، بل هو خطة سياسية متكاملة لضم الضفة الغربية بالكامل.
التكامل بين جبهتي غزة الضفة.. استراتيجية واحدة
ما يلفت الانتباه هو أن الخطط الإسرائيلية في غزة والضفة لا تسير بشكل منفصل، بل هي جزء من رؤية موحدة هدفها الحيلولة دون قيام دولة فلسطينية، وتحويل الفلسطينيين إلى مجموعات سكانية معزولة تحت السيطرة الإسرائيلية.
ففي غزة، يعاد تشكيل الجغرافيا السكانية من خلال الطرد، والتجميع، والعزل، وفي الضفة، تُفرض وقائع استيطانية توسعية تمهد لفرض السيادة بحكم الأمر الواقع. ويترافق ذلك مع تقويض متواصل للمؤسسات الفلسطينية، وانهيار مقومات الحياة المستقلة، سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا.
نهاية حل الدولتين
بحسب محللين فإن المؤشرات الحالية تؤكد أن حكومة الاحتلال الإسرائيلية تعمل بمنهجية على إغلاق الباب نهائيا أمام خيار حل الدولتين. عبر السيطرة التدريجية على غزة من خلال إعادة التموضع والتهجير، ومن خلال مشروع الضم الزاحف في الضفة، تسعى إسرائيل لفرض واقع جديد لا مكان فيه لدولة فلسطينية مستقلة.
ووفقا للتحليلات هذا الواقع لا يقتصر على جغرافيا الأرض، بل يمتد إلى مصير السكان، إذ يتم تحويل الفلسطينيين إلى مجموعات بشرية تحت الإدارة الأمنية الإسرائيلية، دون حقوق سياسية، ودون أمل في تقرير المصير.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سعر الذهب اليوم.. «النفيس» يرتفع مع انخفاض الدولار
سعر الذهب اليوم.. «النفيس» يرتفع مع انخفاض الدولار

العين الإخبارية

timeمنذ 4 دقائق

  • العين الإخبارية

سعر الذهب اليوم.. «النفيس» يرتفع مع انخفاض الدولار

ارتفعت أسعار الذهب اليوم الجمعة في ظل انخفاض الدولار واستمرار التوتر الجيوسياسي، لكن انحسار المخاوف بشأن استقلال مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) وصدور بيانات أمريكية قوية حدا من المكاسب. وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.4% إلى 3350.87 دولار للأوقية (الأونصة) بعد انخفاضه 1.1% في الجلسة السابقة. وتراجعت أسعار الذهب 0.1% منذ بداية الأسبوع. وفقا لرويترز، زادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.3% إلى 3356.70 دولار. وانخفض الدولار 0.4% مقابل العملات المنافسة اليوم، لكنه يتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي. ومن شأن ارتفاع الدولار أن يجعل الذهب المسعر بالعملة الأمريكية أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى. وتوصل الاتحاد الأوروبي اليوم إلى اتفاق على فرض حزمة العقوبات الثامنة عشرة على روسيا، والتي تتضمن إجراءات تهدف إلى تشديد القيود على قطاعي النفط والطاقة، بسبب الحرب في أوكرانيا. وقال هان تان كبير محللي السوق في نيمو ماني "يرتفع الذهب مع انخفاض الدولار، لكنه لا يزال متأثرا بالبيانات الأمريكية التي صدرت هذا الأسبوع ودعمت الاعتقاد بأن أكبر اقتصاد في العالم لا يزال متينا". وأضاف "العقوبات الأوروبية الجديدة على روسيا تذكر المشاركين في السوق بأن تأثير المخاطر الجيوسياسية لا يزال واضحا على الركود العالمي". وقال مصدر لرويترز في وقت سابق من الأسبوع إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منفتح على إقالة جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي قبل أن يقول ترامب إنه لا يعتزم إقالته، لكنه جدد انتقاده لسياسة المجلس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات أمس الخميس أن مبيعات التجزئة الأمريكية ارتفعت بأكثر من المتوقع في يونيو/ حزيران. وجاءت بيانات أعداد المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانة البطالة في الولايات المتحدة أفضل من المتوقع. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفع البلاتين في المعاملات الفورية 0.3% إلى 1461.77 دولار للأوقية ليصل إلى أعلى مستوى له منذ أغسطس/ آب 2014. وقفز البلاديوم 4% إلى 1329.88 دولار ليسجل أعلى مستوى منذ أغسطس/ آب 2023. وصعدت الفضة 0.5% إلى 38.31 دولار. aXA6IDgyLjI3LjI0My43OCA= جزيرة ام اند امز GR

أبو عبيدة: نتنياهو يهيئ الإسرائيليين لتقبل فكرة مقتل المحتجزين جميعا
أبو عبيدة: نتنياهو يهيئ الإسرائيليين لتقبل فكرة مقتل المحتجزين جميعا

سبوتنيك بالعربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سبوتنيك بالعربية

أبو عبيدة: نتنياهو يهيئ الإسرائيليين لتقبل فكرة مقتل المحتجزين جميعا

أبو عبيدة: نتنياهو يهيئ الإسرائيليين لتقبل فكرة مقتل المحتجزين جميعا أبو عبيدة: نتنياهو يهيئ الإسرائيليين لتقبل فكرة مقتل المحتجزين جميعا سبوتنيك عربي قال المتحدث العسكري باسم كتائب "القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس" الفلسطينية، أبو عبيدة، اليوم الجمعة، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "يهيئ... 18.07.2025, سبوتنيك عربي 2025-07-18T15:28+0000 2025-07-18T15:28+0000 2025-07-18T15:40+0000 حركة حماس إسرائيل أخبار فلسطين اليوم العالم العربي أخبار العالم الآن وأعلن في كلمة له، أن "المقاومة الفلسطينية عرضت خلال الأشهر الأخيرة أكثر من مرة صفقة شاملة لتبادل المحتجزين تتضمن تسليم جميع أسرى الاحتلال دفعة واحدة، لكن حكومة الاحتلال رفضت العرض".وأضاف أن "المقاومة تتابع مجريات المفاوضات الجارية"، معربا عن أمله في أن تفضي إلى اتفاق ينهي "حرب الإبادة" ويؤدي إلى انسحاب الاحتلال وإغاثة المدنيين في غزة.وحذر من أنه "في حال استمرار تعنّت الاحتلال، فقد لا تعود المقاومة إلى صيغة الصفقات الجزئية أو مقترح الإفراج عن 10 محتجزين".ووصف أبو عبيدة ما يحدث في غزة بأنه "دليل على فشل إسرائيل في مواجهة المقاومة، ولجوئها إلى ارتكاب جرائم حرب، واتباع أساليب العقاب الجماعي والإبادة والتطهير العرقي".واتهم "الاحتلال بالتفنن في تعذيب الأبرياء والتفاخر بالتدمير المنهجي"، مشيرا إلى أن إسرائيل تسعى لتكرار تجارب تاريخية مظلمة عبر إقامة "معسكرات اعتقال نازية" تحت مسميات إنسانية زائفة.ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حتى 17 يوليو/ تموز الجاري، تسببت الحرب على غزة في مقتل نحو 59 ألف فلسطيني إضافة إلى نحو 140 ألف مصاب، حسب بيانات وزارة الصحة. إسرائيل سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي حركة حماس, إسرائيل, أخبار فلسطين اليوم, العالم العربي, أخبار العالم الآن

إسرائيل تبني "موقعا سريا" في شمال غزة.. ما السبب؟
إسرائيل تبني "موقعا سريا" في شمال غزة.. ما السبب؟

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

إسرائيل تبني "موقعا سريا" في شمال غزة.. ما السبب؟

ووفقا لما نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، فقد أطلق على الموقع اسم "إسرائيلا"، وقد صمم لإظهار القوة وليكون خطا دفاعيا متقدما إضافيا لمنع أي هجوم محتمل من الاقتراب من المناطق السكنية في إسرائيل. بحسب الصحيفة، فإن هذا الموقع، إلى جانب موقعين آخرين قريبين، يوفران رؤية استراتيجية مميزة لمناطق بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا ومدينة غزة من بعيد. ومع ذلك، قال العديد من الجنود في الموقع الجديد إنهم يدركون أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحماس قد يعلنان عن وقف إطلاق نار جديد في أي لحظة، وهو ما قد يشمل انسحابات غير متوقعة للجيش، وهي أمور لا تقع ضمن سلطتهم". وعلى صعيد متصل، نقلت الصحيفة عن مصادر في الجيش، قولها إن جميع أو معظم الأنفاق الاستراتيجية لحماس التي تضم مصانع أسلحة ومقار كبار المسؤولين ومراكز الاستخبارات والاتصالات قد دمرت. وأضافت أن معظم الأنفاق التي يعثر عليها وتدمر في بيت حانون أو بيت لاهيا في الوقت الحالي هي أنفاق تكتيكية صغيرة للحركة والمناورة. وأفاد جندي في الجيش بأن تدمير المباني يجعل من الصعب جدا على حماس القيام بأي تحركات غير مكشوفة فوق الأرض.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store