
قاض أميركي: الترحيل السريع لمهاجرين إلى ليبيا يخالف أمر المحكمة
قال قاض أميركي إن أي محاولة من جانب إدارة الرئيس دونالد ترمب لترحيل المهاجرين إلى ليبيا تخالف بوضوح أمراً سابقاً للمحكمة يمنع المسؤولين من ترحيل المهاجرين سريعاً إلى وجهات أخرى غير بلدانهم من دون تقييم أولي لما إذا كانوا معرضين لخطر الاضطهاد أو التعذيب في حال إرسالهم إلى هناك.
وأصدر قاضي المحكمة الجزئية الأميركية براين ميرفي أمرا يمنع ترحيلهم أمس الأربعاء بعد أن ذكرت "رويترز" نقلاً عن ثلاثة مسؤولين أميركيين أن إدارة ترمب قد تقدم للمرة الأولى على ترحيل مهاجرين إلى ليبيا على الرغم من تنديد واشنطن السابق بممارسات قاسية يعاني منها المحتجزون هناك.
وقال اثنان من المسؤولين يوم الثلاثاء إن الجيش الأميركي قد ينقل المهاجرين جواً إلى ليبيا يوم الأربعاء لكنهما أكدا أن الخطط قد تتغير.
ولم تتمكن "رويترز" من تحديد عدد المهاجرين الذين قد ترسلهم واشنطن إلى ليبيا أو جنسيات من تسعى لترحيلهم أو إن كان من بينهم ليبيون. وقال أقارب مواطن مكسيكي إنه طُلب منه توقيع وثيقة تسمح بترحيله إلى ليبيا.
وقال المدافعون عن حقوق المهاجرين في وثائق المحكمة إن مهاجرين من الفيليبين ولاوس وفيتنام من بين من يحتمل ترحيلهم إلى ليبيا.
وعندما سئل ترمب عن هذه الخطط، قال إنه لا يعلم إن كان ذلك سيحدث. وقال للصحافيين في البيت الأبيض "لا أعلم. عليكم سؤال وزارة الأمن الداخلي".
وأحالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الاستفسارات إلى البيت الأبيض. ولم يرد البيت الأبيض ولا وزارة الأمن الداخلي حتى الآن على طلبات التعليق.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية "لا نناقش تفاصيل اتصالاتنا الدبلوماسية مع الحكومات الأخرى".
رفض ليبي
قالت حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا يوم الأربعاء إنها ترفض استخدام الأراضي الليبية "كمقصد لترحيل المهاجرين من دون علمها أو موافقتها وتتمسك بحقها في حماية السيادة الوطنية". وأضافت أنه لا يوجد تنسيق مع الولايات المتحدة بشأن استقبال مهاجرين.
ورفض الجيش الوطني الليبي (قوات شرق ليبيا) بقيادة خليفة حفتر ويتخذ من شرق البلاد مقرا في بيان فكرة استقبال ليبيا لمهاجرين مرحلين من الولايات المتحدة، وقال إن ذلك "يمس سيادة الوطن التي لا يمكن المساومة فيها أو قبول المساس بها".
وبعد انتشار الأنباء حول الترحيل المحتمل إلى ليبيا، قدم محامو مجموعة من المهاجرين يتولون دعوى قضائية جماعية طلبا عاجلا إلى ميرفي لمنع ترحيل المهاجرين إلى ليبيا أو أي بلد على الطريق إلى هناك، بما يشمل السعودية، من دون ضمان تلبية حقوقهم في الإجراءات القانونية الواجبة.
وكتب ميرفي، الذي عينه الرئيس السابق جو بايدن "إذا كان هناك أي شك -وهو ما لا تراه المحكمة- فإن عمليات الإبعاد الوشيكة التي يحتمل تنفيذها، والتي ذكرتها وكالات أنباء ويسعى المدعون إلى التحقق منها، من شأنها أن تنتهك بوضوح أمر هذه المحكمة".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت الإدارة الأميركية في الآونة الأخيرة إن أمر ميرفي السابق ينطبق فقط على وزارة الأمن الداخلي وليس على وزارة الدفاع التي ستكون مسؤولة عن نقل المهاجرين جوا إلى ليبيا، بحسب ما قاله مسؤولون أميركيون لـ"رويترز".
وقال ميرفي يوم الأربعاء إن وزارة الأمن الداخلي لا يمكنها "التحايل" على أمره بنقل المسؤولية إلى وزارة الدفاع أو أي هيئة أخرى.
كانت الهجرة إحدى القضايا الرئيسية خلال حملته ترمب الانتخابية. وبعد توليه الرئاسة في يناير (كانون الثاني) الماضي، شن حملة على المهاجرين وحشد قوات على حدود الولايات المتحدة الجنوبية وتعهد بترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين.
وقالت وزارة الأمن الداخلي إن إدارة ترمب رحلت 152 ألف شخص حتى يوم الإثنين.
وتحاول إدارة ترمب تشجيع المهاجرين على المغادرة طوعا من خلال التهديد بفرض غرامات باهظة عليهم، ومحاولة تجريدهم من الوضع القانوني، وترحيل المهاجرين إلى السجون سيئة السمعة في خليج جوانتانامو والسلفادور.
المكسيك إلى ليبيا
قال فردان من أسرة مواطن مكسيكي إنهما يخشيان ترحيله من الولايات المتحدة إلى ليبيا بعد أن اتصل بهما يوم الثلاثاء من مركز احتجاز المهاجرين في تكساس وأبلغهما بأنه طُلب منه التوقيع على وثيقة تسمح بترحيله إلى هناك.
ووفقا لهما، قال فالنتين ياه (39 سنة) إن عدة أشخاص من جنسيات مختلفة في مركز احتجاز المهاجرين في بيرسال بولاية تكساس طلب منهم التوقيع على الوثيقة نفسها.
وأضافا فردا الأسرة، اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتيهما خشية التعرض لإجراءات انتقامية، إنه كان يتوسل إلى مسؤولي الهجرة لإرساله إلى المكسيك يوم الثلاثاء، على بعد حوالي 160 كيلومترا فقط من مكان احتجازه. وقال أحدهما "إنه أقرب فعليا إلى مسقط رأسه في المكسيك ويتوسل إليهم أن يعيدوه".
وتظهر السجلات أن ياه مُدان بالاعتداء الجنسي وقضى نحو 15 عاما في السجن بالولايات المتحدة قبل أن تحتجزه سلطات الهجرة. كما أمر قاضي الهجرة بترحيله عام 2009.
تهديد للحياة
في تقريرها السنوي حول حقوق الإنسان والذي صدر العام الماضي قبل تولي ترمب الرئاسة، انتقدت وزارة الخارجية الأميركية "الظروف القاسية والمهددة للحياة في السجون الليبية".
ونصحت الوزارة المواطنين بعدم زيارة ليبيا بسبب انتشار "الجريمة والاضطرابات والخطف والصراع المسلح".
ولم تشهد ليبيا سلاما يذكر منذ الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي في 2011، وانقسمت في 2014 بين فصائل متنازعة وحكومتين متنافستين إحداهما في شرق البلاد والأخرى في غربها.
وأنهت هدنة في 2020 القتال الرئيسي، لكن النزاع السياسي الكامن بين الطرفين ظل قائما وتقع اشتباكات متقطعة بين الفصائل المتناحرة.
وألمح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأسبوع الماضي إلى أن الولايات المتحدة تسعى لزيادة عدد الدول التي قد تقوم بترحيل الأشخاص إليها إلى جانب السلفادور.
وأضاف روبيو في اجتماع للحكومة في البيت الأبيض يوم الأربعاء الماضي "كلما ابتعدنا عن أميركا، كان ذلك أفضل".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 31 دقائق
- العربية
غترة وعقال
كانت بدايات ظهور النفط في الجزيرة العربية والخليج العربي. ومع النفط ظهرت ثرواته، تغيَّرت بالضرورة أشياء كثيرة: عمَّت الكهرباء، وحلّت الطرقات محل الكثبان، وامتلأت الدنيا سيارات فارهة بألوان برّاقة تلمع تحت شمس الصحراء. وظهر في أوروبا سياح من نوع جديد. يرتدون الثوب العربي، ويعتمرون الكوفية والعقال والشماغ. رفض الرجال أن تغير الثروة هويتهم، أو صورتهم التاريخية. ارتفعت الثروات، واتسعت المدن، وتقدمت الجامعات، وانتشرت المدارس، وظل الثوب الصحراوي البسيط علامة من علامات الهوية. نفرٌ قليل جداً، رأى أن الأفضل له ارتداء الثياب الإفرنجية. وكان بين هؤلاء مجموعة من السياسيين الكويتيين، وقلة أخرى في البحرين. لكن ظلت على حجمها في كل مكان. وعندما غاب أهلها، لم يوصوا بأن يُقلّدوا. جاء رئيس أميركا، كبرى الدول المتقدمة في العالم، إلى الخليج، ليجد أن شركاءه في حداثة العالم، والانفتاح على الحضارات، لا يزالون في الهوية نفسها. بورصاتهم تتداول كل يوم مليارات الدولارات، وجيوشهم تستخدم أكثر الآلات تقدماً، والجميع تحت «شماغ» واحد، يظهر عالياً في قمة العشرين، أو السبع، أو مهما كان عدد الحضور. لقد انتقلت مراكز القوة والاقتصاد في العالم في تطور طبيعي تلقائي. وأهم ملامح التطور كان، مستوى العلم، ونسبته في عموم الخليج. جزء كبير من الشراكة التي حققتها جولة ترمب، غير مسبوقة النتائج، كان في مستوى التبادل ونوعيته. وجزء آخر في الطرائق المستقبلية التي غيرت، وتغير، مصادر ومستويات المعيشة والتقدم. والتحدي الكبير في أصالة الحياة، كان المحافظة عليه، لا في البحث عن سواه. يقول شباب الجزيرة اليوم «حافظ أهلنا على تراثهم بكل إباء، وكبِروا به، ولم يَكبروا عليه».


Independent عربية
منذ 44 دقائق
- Independent عربية
الأمم المتحدة: فلسطينيو غزة "يستحقون أكثر من البقاء على قيد الحياة"
قال معاون كبير للرئيس الأميركي دونالد ترمب للصحفيين إن إدارة ترمب تعتزم وضع اللمسات الأخيرة، اليوم الأربعاء، على أقرب تقدير على بنود جديدة مكتوبة ربما تشكل الأساس لاتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة "حماس" وقال ستيف ويتكوف المبعوث الخاص لترمب "نحن على وشك إرسال ورقة شروط جديدة نأمل تسليمها في وقت لاحق اليوم"، وأضاف "سيراجعها الرئيس. لدي شعور إيجابي جداً بالتوصل إلى حل طويل الأمد، ووقف مؤقت لإطلاق النار، وحل سلمي طويل الأمد لهذا الصراع"، وأدلى ويتكوف بهذه التعليقات في البيت الأبيض إلى جانب ترمب الذي قال إن إدارته تعمل على تسريع توصيل المواد الغذائية للفلسطينيين في غزة. وأضاف للصحافيين "نتعامل مع الوضع برمته في غزة، نوصل الغذاء لسكان غزة، الوضع شنيع جداً". "أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة" في الأثناء، اعتبرت موفدة الأمم المتحدة الى الشرق الأوسط سيغريد كاغ أمام مجلس الأمن الدولي أن فلسطينيي قطاع غزة الذين ينزلقون أكثر فأكثر "الى الهاوية"، يستحقون "أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة"، وقالت إن "مدنيي غزة فقدوا أي أمل. بدل أن يقولوا: الى اللقاء، إلى الغد، يقول فلسطينيو غزة اليوم: نلقاكم في الجنة. فالموت هو رفيقهم. لا الحياة ولا الأمل. سكان غزة يستحقون أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة. إنهم يستحقون مستقبلاً نابضاً بالحياة"، وأضافت "منذ استئناف الأعمال العدائية في غزة، فإن حياة المدنيين المرعبة أصلاً غرقت في الهاوية أكثر وأكثر" داعية إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. وتابعت "عندما نتحدث إلى بشر مثلنا في غزة، فإن كلمات مثل التعاطف والتضامن والدعم فقدت معناها"، وتابعت "يجب ألا نعتاد على عدد القتلى والجرحى. نتحدث عن فتيات وأمهات وأطفال صغار تحطمت حياتهم. لديهم أسماء وكان لديهم مستقبل وأحلام وطموحات". واستمع مجلس الأمن الدولي إلى شهادة مؤثرة لجراح أميركي عاد من غزة. وقال الطبيب فيروز سيدهوا "رأيتُ بأم عيني ما يحدث في غزة خصوصاً للأطفال. لا أستطيع أن أتظاهر بأنني لم أرَ ذلك. ولا يمكنكَ أن تتظاهر بأنك لا تعرف ما يحدث"، وأضاف "كان معظم مرضاي أطفالاً في سنّ ما قبل المراهقة اخترقت أجسادهم شظايا وقطع معدنية جراء الانفجارات وقضى كثر منهم. أما الناجون فاستيقظوا ليجدوا أن اسرهم بأكملها قد ابيدت عن بكرة أبيها". في المقابل، حمل السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون "حماس" مسؤولية الوضع في غزة. وقال للصحافيين "صحيح أن هناك معاناة في غزة، لكن حماس تتحمل المسؤولية. ستستمر المعاناة في القطاع طالما أن حماس لم تقتنع بأنها لا تستطيع البقاء في غزة". توزيع المساعدات وسط هذه الأجواء، قالت مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة إن توزيع المساعدات في غزة توقف موقتاً بسبب الفوضى، مضيفة أنها تعمل على حل المشكلات لضمان السلامة. وذكرت في بيان "نأسف لإبلاغكم بأنه أوقف توزيع المساعدات موقتاً، بسبب حالات الشغب وعدم الالتزام من بعض الأفراد". وأضافت "نعمل حالياً على ترتيب الأمور لضمان السلامة والتنظيم، وسنقوم بإعلامكم بمواعيد التسليم الجديدة خلال الساعات المقبلة". وأصيب نحو 47 شخصاً بجروح، معظمهم جراء إطلاق نار من قبل الجيش الإسرائيلي، عندما احتشد الآلاف عند مركز جديد لتوزيع المساعدات وسط غزة، بحسب ما أفاد مسؤول كبير في الأمم المتحدة الأربعاء. وسارع آلاف الفلسطينيين إلى المركز الذي تديره "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أميركياً الثلاثاء، مع تطبيق إسرائيل نظاماً جديداً لتوزيع المساعدات يلتف على الأمم المتحدة. وجاءت الحادثة في رفح في جنوب قطاع غزة بعد أيام على التخفيف الجزئي للمنع التام لدخول المساعدات الذي فرضته إسرائيل على القطاع في الثاني من مارس (آذار) الماضي وأدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية. وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية أجيت سونغهاي لصحافيين في جنيف "هناك نحو 47 شخصاً أصيبوا بجروح" في حادثة أمس الثلاثاء، مضيفاً أن "معظم الإصابات كانت نتيجة إطلاق نار مصدره الجيش الإسرائيلي". وشدد سونغهاي على أن مكتبه لا يزال يقيّم ويجمع معلومات عن الصورة الكاملة لما حدث، وأوضح "قد يرتفع العدد، نحاول التأكد مما حصل لهم" في ما يتعلق بمدى خطورة الجروح التي أصيب بها الضحايا. وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن "جنوده أطلقوا طلقات تحذيرية في المنطقة خارج المجمع" أمس الثلاثاء وبأنه تمكن من "السيطرة على الوضع". الوكالات الإغاثية لن تتعاون مع "مؤسسة غزة" وذكرت الأمم المتحدة ووكالات إغاثة دولية بأنها لن تتعاون مع "مؤسسة غزة الإنسانية" في ظل الاتهامات لها بالتعاون مع إسرائيل من دون إشراك الفلسطينيين. وقال سونغهاي "أثرنا الكثير من المخاوف حيال هذه الآلية، ما رأيناه في الأمس هو مثال واضح جداً على أخطار توزيع المواد الغذائية في ظل الظروف التي تعمل مؤسسة غزة الإنسانية بموجبها حالياً". وفي السياق، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني اليوم الأربعاء إن نظام توزيع المساعدات المدعوم أميركياً في غزة "هدر للموارد وإلهاء عن الفظائع". واندفع آلاف الفلسطينيين عصر أمس الثلاثاء باتجاه مركز جديد لتوزيع المساعدات تديره منظمة مدعومة أميركياً في منطقة غرب رفح في جنوب قطاع غزة، فيما بدأت إسرائيل اعتماد نظام جديد لتوزيع المعونات. وأوضح لازاريني في اليابان "رأينا أمس صوراً صادمة لأشخاص جياع يتدافعون على الأسوار في حاجة ماسة للغذاء. كان الوضع فوضوياً ومهيناً وغير آمن". وأضاف "أرى أنه هدر للموارد وإلهاء عن الفظائع. لدينا في الأساس نظام لتوزيع المساعدات مناسب لهذا الغرض، والأوساط الإنسانية في غزة بما يشمل 'الأونروا' جاهزة، لدينا الخبرة والمؤهلات للوصول إلى الناس المحتاجين"، وشدد "في الأثناء الوقت يداهم من أجل تجنب المجاعة، لذا يجب السماح للمنظمات الإنسانية القيام بعملها المنقذ للحياة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس الثلاثاء بـ"فقدان السيطرة موقتاً" عند اندفاع الحشود، لكنه أكد "استعادة السيطرة". وقالت "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أميركياً إن العمليات عادت إلى طبيعتها بعد الحادثة، وأظهرت مشاهد صورتها وكالة الصحافة الفرنسية حشوداً تخرج من المكان أمس الثلاثاء حاملة مساعدات في صناديق تحمل شعار المؤسسة. وألقت المؤسسة باللوم أيضاً على حواجز تقيمها "حماس"، محملة إياها مسؤولية التأخر في عمليات التسليم في أحد مراكزها لعدة ساعات. واليوم الأربعاء، أكد لازاريني أن "نموذج توزيع المساعدات الذي اقترحته إسرائيل لا يتماشى مع المبادئ الإنسانية الأساسية"، ويرى أنه "سيحرم جزءاً كبيراً من سكان غزة، وهم الأكثر ضعفاً، من المساعدات التي هم في أمسّ الحاجة إليها". وتابع "كان لدينا سابقاً 400 مكان توزيع في غزة، أما مع هذا النظام الجديد، فنحن نتحدث عن ثلاثة إلى أربعة أماكن توزيع كحد أقصى"، وأضاف "لذا، فهي أيضاً وسيلة لتحريض الناس على النزوح القسري للحصول على المساعدات الإنسانية". واتهمت إسرائيل موظفين في الوكالة الأممية بالمشاركة في الهجوم الذي شنّته حركة "حماس" على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وشكّل شرارة اندلاع الحرب في قطاع غزة. ودفع الاتهام الاسرائيلي العديد من الدول المانحة إلى إعادة النظر، أقله موقتاً، في مساعداتها المالية للوكالة. تحذير إيطالي من جهته، حضّ وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني إسرائيل مجدداً اليوم الأربعاء على وقف ضرباتها على غزة، محذّراً من أن طرد الفلسطينيين من القطاع "لم يكن ولن يكون خياراً مقبولاً". وقال تاياني أمام البرلمان إن "رد الفعل المشروع للحكومة الإسرائيلية على عمل إرهابي فظيع وعبثي اتّخذ للأسف أشكالاً مأسوية للغاية وغير مقبولة، نطلب من إسرائيل وقفها فوراً"، في إشارة إلى هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل. وأضاف الوزير الإيطالي "على القصف أن يتوقف ويجب استئناف المساعدات الإنسانية في أقرب وقت ممكن، والعودة إلى احترام القانون الإنساني الدولي". وتابع أن "على 'حماس' فوراً إطلاق سراح جميع الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم والذين لديهم الحق في العودة إلى ديارهم". ودان تاياني خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لسيطرة الولايات المتحدة على غزة وإجبار الفلسطينيين الذين يعيشون في القطاع على المغادرة، وقال "أرغب بالتأكيد اليوم في هذا المجلس وبأعلى درجة من الوضوح أن طرد الفلسطينيين من غزة لم يكن ولن يكون خياراً مقبولاً". وتابع "لهذا السبب ندعم بالكامل الخطة العربية بقيادة مصر من أجل تعافي وإعادة إعمار قطاع غزة والتي تتعارض مع أي نظريات للنزوح القسري". بدوره، دعا بابا الفاتيكان البابا لاوون الرابع عشر اليوم الأربعاء إلى وقف إطلاق النار في غزة وحث إسرائيل ومسلحي حركة "حماس" إلى "الاحترام الكامل" للقانون الإنساني الدولي. وقال البابا خلال العظة الأسبوعية في ساحة القديس بطرس "في قطاع غزة، تتعالى صرخات الأمهات والآباء، الذين يحتضنون بشدة جثامين أبنائهم القتلى، إلى السماء". وأضاف "أجدد ندائي إلى المسؤولين، أوقفوا القتال، أطلقوا سراح جميع الرهائن، واحترموا القانون الإنساني احتراماً كاملاً". وناشد البابا إنهاء الحرب في أوكرانيا.


الشرق السعودية
منذ ساعة واحدة
- الشرق السعودية
ترمب: أبلغت نتنياهو أن أي تحرك ضد إيران "غير مناسب الآن"
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، إنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخراً أن أي تحرك ضد إيران "غير مناسب الآن"، فيما أفادت وكالة "رويترز"، نقلاً عن مصدرين إيرانيين، بأن طهران ربما توافق على تعليق أعمال التخصيب النووي "مؤقتاً" في حال اعترفت الولايات المتحدة بحق طهران في تخصيب اليورانيوم للأغراض المدنية. وذكر ترمب للصحافيين في البيت الأبيض، أنه يرغب في تسويه الأمر مع إيران عبر التوصل إلى اتفاق "قوي جداً" يتضمن عمليات تفتيش للمنشآت النووية الإيرانية، لافتاً إلى أن طهران التي قال إنه لا يثق بها، "تريد إبرام اتفاق". ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان قد حذر نتنياهو من اتخاذ أي إجراءات ضد إيران من شأنها تعطيل المحادثات، أجاب ترمب: "أود أن أكون صادقاً: نعم، لقد فعلت ذلك، وأنا لم أحذره بل قلت إنني لا أعتقد أن هذا مناسب الآن". وأشار إلى أنه أبلغ نتنياهو "أن لدينا محادثات جيدة جداً مع إيران.. وأننا قريبون جداً من التوصل إلى حل، لكن هذا قد يتغير في أي لحظة". وكانت إسرائيل نفت صحة تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، وذكر أن نتنياهو يهدد بعرقلة المحادثات الرامية لإبرام اتفاق نووي بين واشنطن وطهران من خلال ضرب منشآت إيرانية رئيسية لتخصيب اليورانيوم. وأصدر مكتب نتنياهو بياناً رداً على التقرير، ووصفه بأنه "أخبار كاذبة"، فيما قالت "نيويورك تايمز"، إنها متمسكة بما جاء في التقرير. وذكر متحدث باسم الصحيفة في رسالة بالبريد الإلكتروني: "تقرير نيويورك تايمز عن هذه المسألة شامل ويستند إلى مناقشات مع أشخاص مطلعين مباشرة على المسألة. وما زلنا واثقين مما نشرناه". ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن المسؤولين الإسرائيليين يخشون من أن يكون ترمب حريصاً على التوصل إلى اتفاق مع إيران لدرجة أنه سيسمح لطهران بالإبقاء على منشآتها النووية للتخصيب، وهو ما يمثل خطاً أحمر بالنسبة لإسرائيل. وذكر التقرير، أن إسرائيل قلقة بشكل خاص من إمكانية إبرام اتفاق مؤقت يسمح لإيران بالاحتفاظ بمنشآتها النووية لأشهر أو حتى سنوات ريثما يتم التوصل إلى اتفاق نهائي، لافتاً إلى أن مسؤولين إسرائيليين حذروا نظراءهم الأميركيين من أن نتنياهو قد يصدر أوامر بضرب إيران حتى لو تم التوصل إلى اتفاق دبلوماسي ناجح. وسبق أن نفى نتنياهو التكهنات بشأن وجود خلاف مع الإدارة الأميركية، في حين قلل ترمب أيضاً من شأن أي إشارة إلى وجود قطيعة. تعليق مؤقت للتخصيب وأفاد مصدران إيرانيان لـ"رويترز"، بأن إيران ربما توافق على تعليق أعمال التخصيب النووي "مؤقتاً" في حال اعترفت واشنطن بحق طهران في تخصيب اليورانيوم للأغراض المدنية. وأضاف المصدران، أن أي تعليق مؤقت للنشاط النووي بموجب "اتفاق سياسي" سيتطلب أيضاً من أميركا الإفراج عن أموال إيرانية مجمدة. وأوضح المصدران، القريبان من الفريق التفاوضي الإيراني، أن "تفاهمات سياسية مع الولايات المتحدة قد يتم التوصل إليه قريباً"، إذا قبلت واشنطن شروط طهران. وأشار أحد المصدرين، إلى أن هذه المسألة "لم تُبحث بعد" خلال المحادثات مع الولايات المتحدة. ووفقاً للمصدرين، يتضمن المقترح وقف إيران عملية التخصيب لمدة عام، كما ترسل جزءاً من مخزونها عالي التخصيب إلى الخارج، أو تحوّله للاستخدام النووي المدني. ويهدف هذا الوقف المؤقت لعمليات التخصيب لكسر حالة الجمود القائم نتيجة تعارض الخطوط الحمراء، وذلك بعد 5 جولات من المحادثات بين وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي، ومبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في إطار مساعٍ لحل النزاع المستمر منذ عقود بشأن البرنامج النووي الإيراني. وشدد المسؤولون الأميركيون مراراً على أن أي اتفاق نووي جديد مع إيران يجب أن يتضمن التزاماً إيرانياً بالتخلي عن التخصيب، باعتباره مساراً محتملاً باتجاه تصنيع الأسلحة النووية. وفي المقابل، دأبت إيران على نفي هذه الاتهامات، مؤكدةً أن برنامجها النووي مخصص فقط للأغراض السلمية، ورفضت علناً مطلب واشنطن بإلغاء التخصيب، معتبرةً ذلك اعتداءً على سيادتها الوطنية. "لا نمزح بشأن التخصيب" وقال عراقجي، الأربعاء، إنه "إذا كان مقصدهم تصفير التخصيب في إيران، فليس لدينا موضوع للنقاش معهم، وأننا لا نمزح مع أحد بشأن حق التخصيب"، لافتاً إلى أن موعد الجولة الجديدة من المحادثات مع الولايات المتحدة قد يتحدد خلال الأيام القليلة المقبلة. وفي المقابل، قال مسؤول أميركي لوكالة "رويترز"، إن المقترح الذي تحدثت عنه المصادر الإيرانية "لم يُطرح بعد على طاولة المفاوضات". وأشارت المصادر الإيرانية، إلى أن طهران لن توافق على تفكيك برنامجها النووي أو بنيته التحتية، أو إغلاق منشآتها النووية، كما تطالب إدارة ترمب. وبدلاً من ذلك، يشترط الإيرانيون أن يعترف ترمب علناً بحق إيران في تخصيب اليورانيوم كعضو في معاهدة حظر الانتشار النووي، وأن يسمح بالإفراج عن عائدات النفط الإيراني المجمدة بفعل العقوبات، منها 6 مليارات دولار محتجزة في قطر. وقال المصدر الإيراني الثاني: "طهران تريد تحويل هذه الأموال إلى داخل إيران دون شروط أو قيود. وإذا تطلب الأمر رفع بعض العقوبات لتحقيق ذلك، فيجب أن يتم". ويرى المصدران، أن هذا "الاتفاق السياسي" سيمنح المسار الدبلوماسي فرصة أفضل للنجاح، من خلال توفير وقت إضافي لتقريب وجهات النظر بشأن القضايا المعقدة التي تعيق التوصل إلى اتفاق دائم. وأضاف المصدر الإيراني الثاني، أن "الفكرة ليست الوصول إلى اتفاق مؤقت، بل التوصل إلى تفاهم سياسي يُظهر أن الطرفين يسعيان لخفض التوتر". شكوك غربية في المقابل، أعرب دبلوماسيون غربيون عن شكوكهم في إمكانية تحقيق تقارب أميركي-إيراني في ملف التخصيب، محذرين من أن اتفاقاً سياسياً مؤقتاً سيواجه معارضة أوروبية، ما لم تُظهر إيران التزاماً جدياً بتقليص نشاطها النووي، مع ضمانات تتحقق منها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ورغم احتمالية تقليص الفجوة بين الجانبين في قضية التخصيب، فإن مسألة رفع العقوبات لا تزال معقدة. إذ تفضّل الولايات المتحدة رفع العقوبات بشكل تدريجي، بينما تطالب إيران برفع فوري وكلي للقيود الأميركية التي تؤثر على اقتصادها المعتمد على النفط. وعند سؤاله عما إذا كانت العقوبات الأميركية الرئيسية، التي أعيد فرضها عام 2018 بعد انسحاب ترمب من الاتفاق المبرم عام 2015، يمكن رفعها خلال فترة التجميد المؤقت للتخصيب، قال المصدر الأول: "تمت مناقشة كيفية رفع العقوبات خلال الجولات الخمس من المفاوضات". يذكر أن عشرات المؤسسات الإيرانية المهمة، بما فيها البنك المركزي وشركة النفط الوطنية، خضعت لعقوبات أميركية منذ 2018 بتهمة "دعم الإرهاب أو نشر الأسلحة". ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، أعاد ترمب إطلاق حملة "الضغط الأقصى" على طهران، التي شملت تشديد العقوبات وتهديدات علنية بقصف إيران إذا لم تسفر المفاوضات الجارية عن اتفاق. وكان مسؤولون إيرانيون قد صرّحوا لـ"رويترز"، الأسبوع الماضي، أن القيادة الإيرانية "لا تملك خياراً أفضل" حالياً سوى التوصل إلى اتفاق جديد لتفادي كارثة اقتصادية.