
تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران يفتح أبوابا لسيناريوهات كارثية
الخط : A- A+
إستمع للمقال
انزلقت إسرائيل وإيران، منذ فجر يوم أمس الجمعة، إلى مواجهة عسكرية مباشرة تنذر بعواقب وخيمة، فيما لا تزال العمليات العسكرية مستمرة بين الطرفين وسط ترقّب دولي لاحتمال اتساع رقعة النزاع، مما قد يفضي إلى تداعيات شديدة الخطورة على المنطقة والعالم.
وفي هذا الصدد، وجهت إيران أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة، معتبرة أن الهجوم الإسرائيلي لا يمكن أن يتم دون موافقتها، مهددة باستهداف قواعد أميركية قريبة. إذ في حال سقط قتلى أميركيون نتيجة الهجمات الإيرانية، قد تجد واشنطن نفسها مضطرة للدخول المباشر في الصراع، وهو ما يُعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إليه لتعزيز موقفه. وبالتالي فإن تدخل الولايات المتحدة عسكريا يعني تصعيدا غير مسبوق قد يغيّر ملامح المنطقة لعقود.
من جانب آخر، إذا عجزت إيران عن تحقيق إصابات مؤثرة في أهداف إسرائيلية محمية، فقد تلجأ إلى توسيع بنك أهدافها لتشمل مواقع أخرى. في المقابل، أي فشل إسرائيلي في تدمير منشآت إيران النووية قد يؤدي إلى تكثيف الهجمات، مما يُدخل المنطقة في دوامة من الضربات المتبادلة التي يصعب كسرها.
AdChoices
ADVERTISING
الجانب الاقتصادي لا يقل خطورة؛ فارتفاع أسعار النفط مرشح للزيادة في ظل تهديدات تمس حركة الملاحة في البحر الأحمر ومضيق هرمز، مما سيؤدي إلى تضخم عالمي وارتفاع تكلفة المعيشة. وسيكون هذا الوضع في مصلحة روسيا التي ستجني مكاسب اقتصادية كبيرة نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة، ما يوفر تمويلا إضافيا لحربها في أوكرانيا.
أما على الصعيد السياسي الداخلي في إيران، فإن الأهداف المعلنة وغير المعلنة للهجوم الإسرائيلي تتجاوز المنشآت النووية إلى الرغبة في إحداث تغيير جذري في بنية النظام. وفي حال نجحت هذه المساعي، فإن احتمال اندلاع اضطرابات داخلية أو حرب أهلية يصبح واردا، بما يشبه السيناريوهات التي عرفتها دول أخرى في المنطقة.
في المقابل، قد يؤدي الفشل الإسرائيلي في تحقيق أهدافه إلى نتائج عكسية، من بينها تعزيز موقف التيار المتشدد داخل القيادة الإيرانية، والذي قد يرى أن السبيل الوحيد لضمان الردع هو تسريع وتيرة تطوير السلاح النووي. ومع بروز قادة عسكريين أكثر تشددا وأقل ميلا للمهادنة، قد تدخل المنطقة في مرحلة من التصعيد المستمر يصعب فيها كبح جماح العنف.
هذا وتبدو السيناريوهات المحتملة لهذا التصعيد قاتمة، وتطرح أسئلة جوهرية حول مستقبل الاستقرار في الشرق الأوسط، واحتمال انتقال الشرارة إلى مسرح دولي أوسع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المغرب اليوم
منذ ساعة واحدة
- المغرب اليوم
إيران تعلن تنفيذ ضربة صاروخية دقيقة استهدفت منزل عائلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بلدة قيسارية
أعلنت السلطات الإيرانية، مساء الأحد، عن تنفيذ ضربة صاروخية دقيقة استهدفت منزل عائلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بلدة قيسارية المحتلة، وفق ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية استندت بدورها إلى تقارير رسمية. جاءت الضربة ضمن موجة الصواريخ الباليستية الإيرانية التي انطلقت من عدة جبهات، ما يعكس النمط المتصاعد للأعمال العسكرية منذ بداية التصعيد الحديث. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن تفعيل الإنذار المبكر في مدينة قيسارية، أعقبته اعتراض بعض الصواريخ بواسطة منظومة 'القبة الحديدية'، فيما وثّقت تقارير محلية أضرارًا محدودة في منزل العائلة دون تسجيل إصابات بشرية. وسبق هذه الضربة عمليات إيرانية موجهة إلى أهداف استراتيجية داخل الأراضي الإسرائيلية، مثل محطات الطاقة، ما يعكس تغييراً في نمط الرد لإدخال المدنيين مباشرة في صلب الاستهداف، وفقا لـ رويترز. ويأتي هذا خلال مراحل متصاعدة من المواجهة بين الطرفين، شملت ضربات إسرائيلية استهدفت مواقع نووية وعسكرية في إيران، وتلتها هجمات إيرانية مركزة بصواريخ وطائرات مسلحة، تخللها استهداف مواقع داخل عمق إسرائيل\. وذكر المصدر ذاته أن نتنياهو تلقى إحاطة أمنية بشأن الحادث، فيما أكدت سلطات الدفاع عن تعزيز الحماية الأمنية حول منزل العائلة، في ظل استمرار تحذيرها من 'تهديدات إيرانية مباشرة تستهدف قيادات الدولة'. ويأتي هذا الانفجار بعد أسابيع من تقرير استخباراتي يشير إلى وجود مخططات إيرانية لاغتيال نتنياهو عبر وسائط متعددة لاتزال قيد المتابعة، ما يجعل القصف الأخير ترجمة فعلية لهذه المخاطر . ويعكس استهداف منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي أولاً نمطًا جديدًا في الحرب غير المعلنة بين طهران وتل أبيب، يعتمد على توسيع رقعة الرد لتشمل قيادات وأفراداً، وليس فقط منشآت عسكرية. ومن منظور أمني، يشير التأكيد الإيراني على هذا النوع من الضربات إلى تكثيف استراتيجية الرد المتبادل، وهو ما أطلق عليه سابقًا اسم 'حرب الظل' بين الطرفين، والتي تسعى كل دولة فيها إلى ردع الأخرى وإظهار القدرة على الوصول إلى قلب الخصم المدني . ويُعد الاستهداف الإيراني هذا تحولًا مهمًّا في سقف التصعيد، لا سيما وأنه طاول منزلاً مرتبطًا برئيس الوزراء الاسرائيلي. ولا تقتصر رسائل طهران عبر هذه الضربات على الاستعراض العسكري فقط؛ بل تتضمن رسائل قوية مفادها أن إيران قادرة على الوصول إلى الأهداف الحيوية، حتى تلك المرتبطة بشخصيات بارزة، داخل قلب "الدولة العبرية". وبدوره يضع إسرائيل أمام تحدٍ أمني وسياسي جديد، حيث يتطلب الرد الحاسم التوازن بين حماية قادتها، وتفادي الانزلاق إلى حرب مفتوحة.


أكادير 24
منذ 9 ساعات
- أكادير 24
هجمات إيران الصاروخية والمسيرة على إسرائيل: تفاصيل، أضرار، وتصعيد محتمل
شنت إيران فجر اليوم الأحد موجات مكثفة من الهجمات الصاروخية والمسيرة على أهداف متعددة في إسرائيل، شملت مدنًا رئيسية مثل تل أبيب وحيفا، ومواقع حساسة كالمراكز البحثية. هذه الضربات أسفرت عن خسائر بشرية ومادية كبيرة، وسط تصعيد غير مسبوق في التوتر بين البلدين. حصيلة الهجمات والأضرار تضاربت الأنباء الأولية حول حصيلة الضحايا، لكن التقديرات الأحدث تشير إلى سقوط 4 قتلى و140 جريحًا في مدينتي بات يام ورحوفوت جنوب تل أبيب وحدها، وفقًا لموقع 'والا' الإسرائيلي. كما أفادت مصادر إسرائيلية بوجود عشرات العالقين تحت الأنقاض ودمار واسع النطاق في مناطق مختلفة، خاصة في تل أبيب ووسط إسرائيل. تضررت عشرات المنازل والمباني بشكل كبير، بما في ذلك إصابة مباشرة لبرج عالٍ في إحدى المدن الكبرى. من أبرز الأهداف التي طالتها الصواريخ الإيرانية كانت المراكز البحثية. فقد أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أضرار في مركز بحثي بارز، بينما ذكرت يديعوت أحرونوت وقوع أضرار جسيمة في معهد وايزمان للأبحاث بمدينة رحوفوت. كما أفادت الأنباء بنشوب حريق في منشأة استراتيجية قرب حيفا. تكتيكات الهجوم الإيراني ونوعية الصواريخ كشفت وكالات الأنباء الإيرانية عن استخدام صواريخ عماد، قادر، وخيبر في الهجمات على حيفا وتل أبيب، بالإضافة إلى صاروخ فرط صوتي في الهجوم الأخير على حيفا. وذكر الحرس الثوري الإيراني أن الهجوم استهدف منشآت تزويد الوقود للطائرات المقاتلة ومراكز إمداد الطاقة في إسرائيل، مؤكدًا أن الصواريخ المستخدمة تكتيكية وموجهة وتعمل بالوقود الصلب ومزودة برؤوس شديدة الانفجار. تزامن هذا الهجوم الإيراني المباشر مع إطلاق صواريخ من اليمن باتجاه إسرائيل، مما يشير إلى هجوم مركب ومنسق يهدف إلى إرباك الدفاعات الإسرائيلية. دوت صفارات الإنذار في مناطق واسعة من إسرائيل، بما في ذلك نتانيا وهرتسليا ومطار بن غوريون. التداعيات والتصريحات الإيرانية صرح مسؤول أمني إيراني رفيع للجزيرة بأن طهران مستعدة لمواجهة مستمرة وستصعد هجماتها، مؤكدًا أن إيران 'لم تبدأ الحرب، لكنها هي من ستحدد نهايتها'. وحمل المسؤول الإيراني رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولية التصعيد، مشيرًا إلى أن نتيجة هذه الحرب لن تقل عن إنهاء حكومته. تأتي هذه الهجمات الإيرانية ردًا على ما وصفته طهران بالضربات الإسرائيلية الواسعة، التي بدأت فجر الجمعة تحت اسم 'الأسد الصاعد'، واستهدفت منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتالت قادة وعلماء نوويين إيرانيين. وشنت إيران عملية 'الوعد الصادق 3' بسلسلة من الضربات الصاروخية والمسيرة، والتي بلغت 7 موجات حتى الآن، مسببة خسائر بشرية ومادية كبيرة في إسرائيل. هذا التصعيد يمثل انتقالًا واضحًا من 'حرب الظل' بين تل أبيب وطهران إلى صراع عسكري مفتوح، مما يثير مخاوف جدية بشأن استقرار المنطقة.


برلمان
منذ 16 ساعات
- برلمان
تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران يفتح أبوابا لسيناريوهات كارثية
الخط : A- A+ إستمع للمقال انزلقت إسرائيل وإيران، منذ فجر يوم أمس الجمعة، إلى مواجهة عسكرية مباشرة تنذر بعواقب وخيمة، فيما لا تزال العمليات العسكرية مستمرة بين الطرفين وسط ترقّب دولي لاحتمال اتساع رقعة النزاع، مما قد يفضي إلى تداعيات شديدة الخطورة على المنطقة والعالم. وفي هذا الصدد، وجهت إيران أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة، معتبرة أن الهجوم الإسرائيلي لا يمكن أن يتم دون موافقتها، مهددة باستهداف قواعد أميركية قريبة. إذ في حال سقط قتلى أميركيون نتيجة الهجمات الإيرانية، قد تجد واشنطن نفسها مضطرة للدخول المباشر في الصراع، وهو ما يُعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إليه لتعزيز موقفه. وبالتالي فإن تدخل الولايات المتحدة عسكريا يعني تصعيدا غير مسبوق قد يغيّر ملامح المنطقة لعقود. من جانب آخر، إذا عجزت إيران عن تحقيق إصابات مؤثرة في أهداف إسرائيلية محمية، فقد تلجأ إلى توسيع بنك أهدافها لتشمل مواقع أخرى. في المقابل، أي فشل إسرائيلي في تدمير منشآت إيران النووية قد يؤدي إلى تكثيف الهجمات، مما يُدخل المنطقة في دوامة من الضربات المتبادلة التي يصعب كسرها. AdChoices ADVERTISING الجانب الاقتصادي لا يقل خطورة؛ فارتفاع أسعار النفط مرشح للزيادة في ظل تهديدات تمس حركة الملاحة في البحر الأحمر ومضيق هرمز، مما سيؤدي إلى تضخم عالمي وارتفاع تكلفة المعيشة. وسيكون هذا الوضع في مصلحة روسيا التي ستجني مكاسب اقتصادية كبيرة نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة، ما يوفر تمويلا إضافيا لحربها في أوكرانيا. أما على الصعيد السياسي الداخلي في إيران، فإن الأهداف المعلنة وغير المعلنة للهجوم الإسرائيلي تتجاوز المنشآت النووية إلى الرغبة في إحداث تغيير جذري في بنية النظام. وفي حال نجحت هذه المساعي، فإن احتمال اندلاع اضطرابات داخلية أو حرب أهلية يصبح واردا، بما يشبه السيناريوهات التي عرفتها دول أخرى في المنطقة. في المقابل، قد يؤدي الفشل الإسرائيلي في تحقيق أهدافه إلى نتائج عكسية، من بينها تعزيز موقف التيار المتشدد داخل القيادة الإيرانية، والذي قد يرى أن السبيل الوحيد لضمان الردع هو تسريع وتيرة تطوير السلاح النووي. ومع بروز قادة عسكريين أكثر تشددا وأقل ميلا للمهادنة، قد تدخل المنطقة في مرحلة من التصعيد المستمر يصعب فيها كبح جماح العنف. هذا وتبدو السيناريوهات المحتملة لهذا التصعيد قاتمة، وتطرح أسئلة جوهرية حول مستقبل الاستقرار في الشرق الأوسط، واحتمال انتقال الشرارة إلى مسرح دولي أوسع.