
هل يطيح انقلاب عسكري الرئيس بوتين؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
هل بمقدور الجنود الروس الناقمين الإطاحة بالرئيس فلاديمير بوتين؟ هذا هو السؤال الذي يرى مراسل صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، روجر بويز، أنه يستحق الطرح بعد أن سدّ الزعيم الروسي العديد من الطرق الأخرى التي يمكن أن تُفضي إلى تلك النتيجة.
وفي تقريره بالصحيفة، يلفت بويز الانتباه إلى أن من يستطيعون حشد المتظاهرين الشباب في الشوارع يقيمون في المنافي أو يقبعون في معسكرات الاعتقال حيث لقي المعارض أليكسي نافالني حتفه.
فالذين يمكن أن يشكلوا محورا موثوقا به مناهضا لبوتين داخل مؤسسات السلطة يفتقرون -برأي المراسل الديبلوماسي- إلى الجرأة أو النفوذ.
ولفت بويز إلى أن من سمات نظام بوتين، الذي تشكل على مدى ربع قرن في السلطة، أنه لكي يحظى المرء بثقة الرئيس أو أن يصبح من جلسائه فلا بد أن يكون "مخصيا" سياسيا، حسب وصف المراسل في تحليله.
لكنه، مع ذلك، يرى أن مواجهة الرئيس من داخل الجيش لا تزال ممكنة، فقد أثارت الحرب الطويلة في أوكرانيا -التي يقودها الكرملين "بشكل أخرق"- سخط الجنود، على حد تعبيره.
واستند مراسل "ذا تايمز" في تحليله الى كتاب من تأليف الخبيرة في الشؤون الدولية كانداس رونديو، تحت عنوان "مرزبة بوتين: سقوط مجموعة فاغنر في فوضى الارتزاق".
ورغم أن رونديو لا تعالج هذه المسألة بشكل مباشر، لكنها تطرح فكرتين مهمتين لاستخلاص العبر منهما. تتمثل الأولى في إعادة تمثيل الأجواء التي سادت سان بطرسبرغ ثانية أكبر المدن الروسية، بعد الانسحاب المهين من أفغانستان عام 1989 الذي سبق انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991.
وتصف المؤلفة كيف تقاطعت مسارات بوتين ويفجيني بريغوجين -الذي أصبح فيما بعد قائدا لمجموعة فاغنر- بمدينتهما في تلك اللحظات الفوضوية.
وكان بوتين قد عاد آنذاك من عمله ضابطا بالمخابرات السوفياتية في دريسدن شرقي ألمانيا، وأنشأ موطئ قدم له في إدارة المدينة، بينما كان بريغوجين قد أسس سلسلة مطاعم للنقانق.
وفي ذلك الوقت، كانت التماثيل تتهاوى والشوارع تعاد تسميتها في الأيام الأولى المحمومة لروسيا ما بعد الشيوعية.
وتلاحظ رونديو أن الكرملين خفّض عدد أفراد جيشه إلى النصف تقريبا، وأبقى على ما يزيد قليلا على مليون جندي في الخدمة الفعلية.
لكن من شملهم قرار التقليص، وهم مجموعة كبيرة مدربة على القتل، أصبحوا بلا عمل وأصابهم الإحباط، مما اضطر بعضهم الى العمل سعاة، أو عملاء لتجارة المخدرات المزدهرة، أو حراس أمن أو مخبرين لدى الشرطة، أو حراسا في الملاهي الليلية، وأنشأ البعض الآخر شركات أمنية خاصة بهم.
ولم يمنح الجيش الروسي أي امتيازات لمحاربيه القدامى الذين كان الكثير منهم مصابين بصدمة أو فقدوا أحد أطرافهم. ومن هنا، جاءت ولادة صناعة المرتزقة الروسية، وهي خطوة أولى يائسة في الاستعانة بمصادر خارجية في الحروب المستقبلية، كما تقول الصحيفة.
ووفقا لتحليل بويز، فلقد استغرق الأمر سنوات حتى يتسنى للروس التعامل مع صدمة حربهم الخاسرة في أفغانستان، ووقتا أطول لكي يستعيد الجيش الروسي مكانته.
أما الفكرة الثانية أو العبرة التي تناولتها رونديو في كتابها، فهي كيف حدث تمرد فاغنر عام 2023، وما إذا كان بريغوجين قد تعمد الدخول في صدام مفتوح مع الكرملين، لم يكن له إلا أن يخسره.
وعندما لجأ بريغوجين إلى وسائل التواصل لحث الكرملين على توفير مزيد من التمويل له، وعتاد أفضل، وإبداء الاهتمام بقواته ومزيد من الاحترام له، بدأ القلق يساور القائمين على أمره في الاستخبارات العسكرية بعد أن تكبدت مجموعته خسائر فادحة في معركة باخموت الطويلة والطاحنة شرق أوكرانيا.
وربما لم يرد سيرغي شويغو (وزير الدفاع الروسي آنذاك) لأنه كان ينتظر أن ينهار بريغوجين، مما يعطيه ذريعة لدمج جنود فاغنر في القوات النظامية.
وهنا أيضا، تتساءل رونديو: هل كان بريغوجين يتحدث باسم بوتين؟ وهل كان الاقتتال الداخلي بين مجموعة فاغنر والقوات التقليدية الروسية جزءا من مخطط كبير؟
بيد أن مؤلفة الكتاب لم تصل إلى نتيجة. فقد كان من الواضح أن بريغوجين بدا مضطربا وغير متزن، ولاذ بوتين بالصمت، ولم يك ذلك مفهوما حتى للمدنيين الروس.
وذكرت رونديو أن بريغوجين استمر في بث الرسائل المرئية والصوتية عبر قناته على منصة تليغرام، مطالبا بإقالة شويغو، وحذر من أن روسيا قد تشهد تكرارًا للثورة البلشفية عام 1917 إذا رفض الكرملين الدعوة إلى التعبئة العامة. ثم اتهم الجيش الروسي بزرع الألغام على طول خطوط انسحاب قوات فاغنر.
وبعد أشهر من انتقادات بريغوجين، اتخذ بوتين قرارا بالانحياز إلى شويغو، وكان من المقرر إخضاع مجموعة فاغنر لإشراف وزارة الدفاع، وصياغة تشريع جديد يقنن وضع المتعاقدين العسكريين الخاصين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ ساعة واحدة
- الميادين
روسيا: ضربات جماعية على مواقع عسكرية وصناعية أوكرانية رداً على هجمات كييف
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، الجمعة، عن شنّ 7 ضربات جماعية على مواقع عسكرية وصناعية أوكرانية، ردّاً على "الأعمال الإرهابية التي قام بها نظام كييف في الأراضي الروسية"، في الآونة الأخيرة. وفي التفاصيل، قالت الوزارة إن "القوات المسلحة الروسية، نفّذت الليلة الماضية، ضربة شاملة باستخدام أسلحة جوية وبحرية وبرية عالية الدقة بعيدة المدى، بالإضافة إلى طائرات مسيّرة. وأوضحت أنّ الضربة "استهدفت مكاتب تصميم، وشركات إنتاج وإصلاح الأسلحة والمعدات العسكرية الأوكرانية، وورش تجميع الطائرات المسيّرة، ومراكز تدريب الطيران، ومستودعات أسلحة، ومعدات عسكرية تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية". 5 حزيران 5 حزيران وأكد البيان "إصابة جميع الأهداف المحدّدة، وأنّ هدف الضربة تحقّق". وأضاف أنه اعتباراً من 31 أيار/مايو الماضي، تمّ تنفيذ 6 ضربات جماعية ، أدت إلى "تدمير مؤسسات المجمع الصناعي العسكري في أوكرانيا، والبنية التحتية للمطارات العسكرية، وورش الإنتاج، ومواقع التخزين وإطلاق الطائرات المسيّرة الهجومية، وترسانة القوات المسلحة الأوكرانية، وكذلك نقاط انتشار التشكيلات المسلحة الأوكرانية والمرتزقة الأجانب". كما أسقطت أنظمة الدفاع الجوي الروسية 3 صواريخ موجّهة بعيدة المدى من طراز "نبتون"، وصاروخين من طراز "ستورم شادو"، و3 صواريخ "فامباير"، و18 قنبلة جوية موجّهة من طراز "جدام"، و8 صواريخ "هيمارس"، إضافةً إلى إسقاط 1390 طائرة مسيّرة للقوات المسلحة الأوكرانية، بحسب بيان الوزارة. وفي السياق، قال المتحدّث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الخميس، إنّ روسيا "ستردّ في الوقت الذي تراه مناسباً" على الهجمات التي نفّذتها أوكرانيا مؤخّراً.


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
مسؤول عسكري لبناني لـ"أ.ف.ب": ضربات "إسرائيلية" منعت الجيش من تفتيش موقع بالضاحية قبل قصفه
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب كشف مسؤول عسكري لبناني لوكالة "فرانس برس"، أنّ "الإسرائيليّين أرسلوا خلال النّهار أمس، رسالةً مفادها أنّ هناك هدفًا في الضاحية الجنوبية لبيروت يستفسرون عنه، للاشتباه بأنّه قد يحتوي أسلحة". وأشار إلى أنّ "الجيش اللبناني استطلع المكان الّذي كان مشروع أبنية مدمّرة، وردّ الجيش عبر "الميكانيزم" (آليّة وقف إطلاق النّار ولجنة الإشراف على تطبيقه) بأنّ المكان لا يحتوي على شيء". ولفت المسؤول إلى أنّ "الإسرائيليّين لم يبعثوا بأي رسالة عبر لجنة الإشراف، بشأن المواقع الّتي يعتزمون استهدافها خلال اللّيل"، موضحًا أنّه "عندما انتشر بيان المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، حاول الجيش اللّبناني أن يتّجه إلى أوّل موقع أشار إليه، لكن ضربات إسرائيليّة تحذيريّة حالت دون أن يُكمل الجيش اللّبناني مهمّته". وتضمّ اللّجنة لبنان وإسرائيل والولايات المتّحدة وفرنسا وقوّة الأمم المتّحدة الموقّتة في جنوب لبنان (يونيفيل)، وتتولّى مراقبة تطبيق وقف إطلاق النّار السّاري بين "حزب الله" وإسرائيل منذ أواخر تشرين الثّاني 2024. وكان قد شنّ الجيش الإسرائيلي مساء أمس، غارات على الضّاحية الجنوبيّة، للمرّة الرّابعة منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النّار حيّز التّنفيذ. وادّعى أنّه استهدف "مواقع إنتاج ومستودعات لتخزين مسيّرات تابعة للوحدة الجويّة في "حزب الله" (الوحدة 127)". من جهتها، أعلنت قيادة الجيش اللّبناني أنّها "فور إعلان العدو الإسرائيلي عن تهديداته، باشرت التّنسيق مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائيّة لمنع وقوع الاعتداء، فيما توجّهت دوريّات إلى عدد من المواقع للكشف عليها، بالرّغم من رفض العدو للاقتراح".


MTV
منذ 2 ساعات
- MTV
06 Jun 2025 17:43 PM بوتين: القطب الشمالي منطقة استراتيجية حيوية لروسيا
وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع حكومي، منطقة القطب الشمالي بأنها "منطقة ذات أهمية استراتيجية لروسيا". وجاء تصريح الرئيس الروسي خلال ترؤسه اجتماع مجلس التطوير الاستراتيجي والمشاريع الوطنية. وأيّد بوتين اقتراح وزارة المال الروسي بتخصيص حد مالي خاص لتنفيذ المخططات الرئيسية في مدن الشرق الأقصى والمنطقة القطبية. وأوضح أن هذا التمويل سيصل تدريجا إلى 5 في المئة على الأقل من نفقات البرامج الحكومية ذات الصلة خلال السنوات الست المقبلة. وأكد أن هذا التوجه "لن يتطلب تمويلا إضافياً بشكل عام، بل إعادة توجيه للبرامج القائمة نحو تطوير هذه المنطقة الاستراتيجية". وتولي موسكو أهمية كبيرة لتطوير منطقة القطب الشمالي الروسية، ولا سيما ممر الملاحة الشمالي، الذي يمتد عبر الدائرة القطبية الشمالية ويربط المحيطين الأطلسي والهادئ. وتحتوي منطقة القطب الشمالي على جزء كبير من احتياطات روسيا من الذهب والكروم والمنغنيز ومعادن أخرى، كما يتم استخراج حوالى 80 في المئة من الغاز و60 في المئة من النفط الروسي من هذه المنطقة.