جوهر الجنيد من الصراري إلى كربلاء.. شهيدٌ على خَطِّ الإمام زيد
كان جوهر أحد أبناء آل الجنيد، تلك العائلة التي دفعت ضريبة الهوية والولاء للحق منذ الأيام الأولى للعدوان. عائلة اختلط ترابها بدماء الشهداء، تمامًا كما امتزج دم الشهيد جوهر بنداء الثأر للإمام زيد،عليه السلام ولكل مظلومٍ عبر التاريخ.
الصراري لم تُنجِب الشهيد جوهر وحده، بل أنجبت قصة مقاومةٍ لا تموت. في محطات حياته، كان شابًا مثقّفًا، واعيًا، محبًّا لأهله ووطنه، يتحدث بصوت الحق، ويكتب بالدم سيرة نضالٍ تنحني لها الكلمات. استُشهِد وهو يُقاتل من أجل قضيةٍ يؤمن بها، فكان شهيدًا بحجم وطن.
اليوم، ونحن نستحضر ذكراه، فإننا لا نرثيه، بل نُحيي فينا ما أحياه الشهيد جوهر في ساحات المعركة، من عزيمةٍ وثباتٍ وإيمانٍ بالمشروع الذي سار عليه الإمام زيد ونهجه؛ وهو المشروع الذي لا ينكسر، مهما تكالبت عليه السيوف والدسائس.
وفي ذكراك اليوم، لا نراك فردًا غاب عن الوجود، بل نراك مشروعًا يتجدّد في كل مقاتلٍ حرٍّ يحمل سلاحه ويصون عهده، كما صُنتَ عهد الإمام زيد عليه السلام. كنتَ ابنَ الصراري، لكنها لم تكن حدودك، فقد تجاوزتَ الجغرافيا لتصبح في وعي الأمة رمزًا لكل من يرفض الذل والهيمنة.
استشهادك لم يكن خسارة، بل كان ولادةً جديدة لقيم الصبر والثبات والعزة، التي نحملها اليوم ونتنفّسها من وهج دمك، ومن صهيل بندقيّتك التي ما تزال حاضرةً في ميادين القتال. كلما زأرت صرخةٌ حرّةٌ ضد الظلم، تذكّرناك، وكلما اهتزّت الأرض تحت أقدام المعتدين، تأكّدنا أنك كنتَ على الطريق الصحيح.
إنّ تزامن ذكراك مع اقتراب ذكرى الإمام زيد عليه السلام ليس صدفة، بل رسالةٌ من التاريخ تقول: إنّ دماءكم واحدة، وقضيتكم واحدة، ومشروعكم واحد؛ مقاومة الطغيان والانتصار للمظلومين. هي الراية التي حملتموها، وهي التي سنواصل رفعها، ما دام فينا نفسٌ وقلبٌ يؤمن بالحق.
سلامٌ عليك يا جوهر، وعلى كلّ شهداء الصراري الذين شكّلوا جدارَ الصدِّ الأول في وجه العدوان. وسلامٌ على آل الجنيد الذين اختاروا درب التضحية، فكانوا طليعة المجد المتجدّد في زمن الخضوع والانكسار.
ستبقى حكايتك منارةً لكلّ الباحثين عن الحرية، وسيظل اسمك محفورًا في ذاكرة اليمن المقاوم، كما نقشت كربلاء أسماء أبطالها بدمٍ لا يُمحى.
رحمك الله يا جوهر، يا ابن الصراري، يا من عبرت التاريخ من بوابة كربلاء، لتصير أنت وكل شهدائنا جسدًا واحدًا في معركةٍ لا تزال مستمرّة، وبوصلةً لا تحيد عن طريق الحق والحرية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدولة الاخبارية
منذ 20 دقائق
- الدولة الاخبارية
وفاة والدة الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل بن تركى بن فرحان آل سعود
الثلاثاء، 22 يوليو 2025 04:54 مـ بتوقيت القاهرة أعلنت وكالة الأنباء السعودية "واس" وفاة والدة الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل بن تركى بن فرحان آل سعود.ع وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس"، "انتقلت إلى رحمة الله تعالى والدة صاحب السمو الأميرعبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل بن تركى بن فرحان آل سعود، وسيصلى عليها، إن شاء الله، اليوم الثلاثاء، بعد صلاة العصر فى جامع الإمام تركى بن عبدالله في مدينة الرياض7 تغمدها الله بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه وأسكنها فسيح جناته، إنا لله وإنا إليه راجعون.


مصراوي
منذ 26 دقائق
- مصراوي
المفتي يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة
تقدَّم الدكتور نظير محمد عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- بأسمى آيات التهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمناسبة الذكرى الثالثة والسبعين لثورة 23 يوليو المجيدة، داعيًا الله تعالى أن يعيد هذه المناسبة عليه وعلى الشعب المصري العظيم بمزيد من التوفيق والازدهار. وأكَّد مفتي الجمهورية، أن ذِكرى 23 يوليو ستظل مناسبة وطنية عزيزة في وجدان المصريين، لما تحمله من معاني العزم والإرادة والعمل من أجل بناء وطن قوي ومتقدم، مشيرًا إلى أن إحياء هذه الذكرى لا يقتصر على الاحتفاء بتاريخ مجيد فحسب، بل يحمل دعوة صادقة إلى تعزيز روح الانتماء، واستلهام معاني الإخلاص والعمل والتكاتف من أجل مستقبل أفضل، مضيفًا أن الوفاء لتلك المعاني يكمُن في مواصلة العمل الجاد، وترسيخ روح المشاركة والمسؤولية، بما يسهم في تجاوز التحديات، والمُضي بالوطن نحو مستقبل يليق بأبنائه. واختتم المفتي بيانه سائلًا الله العلي القدير أن يحفظ مصر وقيادتها وشعبها، ويزيدها أمنًا واستقرارًا ووحدة، ويكلل جهود أبنائها المخلصين بالتوفيق والسداد.


الدستور
منذ 34 دقائق
- الدستور
المفتي يهنئ الرئيس والشعب المصري بذكرى 23 يوليو
هنأ د.نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، الرئيس السيسي، بمناسبة الذكرى73 لثورة 23 يوليو، داعيًا أن يعيد هذه المناسبة بمزيد من التوفيق والازدهار. وأكَّد المفتي أن ذِكرى 23 يوليو ستظل مناسبة وطنية عزيزة في وجدان المصريين، لما تحمله من معاني العزم والإرادة والعمل من أجل بناء وطن قوي ومتقدم، لافتا إلى أن إحياء هذه الذكرى لا يقتصر على الاحتفاء بتاريخ مجيد فحسب، بل يحمل دعوة صادقة إلى تعزيز روح الانتماء، واستلهام معاني الإخلاص والعمل والتكاتف من أجل مستقبل أفضل. وأضاف أن الوفاء لتلك المعاني يكمُن في مواصلة العمل الجاد، وترسيخ روح المشاركة والمسؤولية، بما يسهم في تجاوز التحديات، والمُضي بالوطن نحو مستقبل يليق بأبنائه. واختتم المفتي بيانه سائلًا الله العلي القدير أن يحفظ مصر وقيادتها وشعبها، ويزيدها أمنًا واستقرارًا ووحدة، ويكلل جهود أبنائها المخلصين بالتوفيق والسداد.