
نتنياهو امام معركة وجودية جديدة وحظوظه بالنجاة تتراجع
ومن المنطقي ان يكون نتنياهو اليوم في حيرة من امره، ويعمل على مدار الساعة لتفادي ازمة وجودية له وللحكومة التي لها نواب في الكنيست (يضم 120 نائباً)، ما يقلص التأييد النيابي للائتلاف الحكومي إلى أقل من 60 عضواً، وهو امر يضعها في موقف غير مستقر. نتنياهو كان خاض تجربة صعبة الشهر الفائت، حين نجا من تصويت على حل البرلمان بفارق ضئيل جداً (61 مقابل 53)، وهذا هو لبّ المشكلة الحالية، لان الأحزاب المتشددة تشكل العمود الفقري للحكومة، وهذا يعني ان رئيسها قد يجبر على العودة الى طوق النجاة الذي يؤمنه له ايتمار بن غفير ومتشددون آخرون، والا فإن عليها السلام.
وتأتي هذه الازمة وسط وضع داخلي حرج لنتنياهو أمام ضغوط أميركية ودولية، وهذا يعني امكان التراجع واتخاذ مواقف أكثر مرونة في المفاوضات مع غزة ولبنان وسوريا لكسب الدعم الدولي، بعد ان كان يضرب عرض الحائط بكل الأفكار والدعوات. لن يعني هذا الامر بمطلق الأحوال، تفضيل الفلسطينيين او اللبنانيين او غيرهم على الإسرائيليين، فهذا امر مفرغ منه لان للاسرائيليين دائماً ودوماً الأفضلية القصوى، ولكن قد تتحسن الأمور بنسبة ضئيلة في احسن الأحوال. ولكن، في المقابل، قد تدفع الأزمة الداخلية نتنياهو للهروب الى الامام واتخاذ مواقف أكثر تشدداً عسكرياً لكسب دعم أحزاب اليمين المتطرف كبديل عن الأحزاب الدينية المتشددة، علماً ان الضغوط الأميركية المتزايدة لإنهاء الصراعات الإقليميّة، تتصادم مع حاجة نتنياهو لإرضاء قاعدته الشعبية والحفاظ على استمرارهالسياسي، وهنا المعضلة الحقيقية.
ولا يجب ان ننسى ان رئيس الحكومة الاسرائيلية يواجه دعاوى بتهم الفساد والاحتيال وخيانة الأمانة وقبول الرشاوى، تهدد في حال البت بها ايجاباً بسجنه لمدة تصل إلى 10 سنوات. كما ان مذكرة الاعتقال الدولية الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية لا تزال صالحة، وبالتالي قد يفقد حصانته والقدرة على التأثير على النظام القضائي.
تشير الاستطلاعات إلى أن المجتمع الإسرائيلي منقسم حول السياسات المتشددة، وربما يعتبر ان حكومة أقل تشدداً من شأنها ان تزيد فرص نجاح التفاوض مع الفلسطينيين والعرب، لكن التحديات الأمنية تحد من هذه الإمكانية، وبالتالي، فإن التغيير الجذري في السياسات يبدو صعب المنال.
نتنياهو اليوم امام مفترق مهم وصعب: البقاء في السلطة مع ائتلاف ضعيف، أو المخاطرة بانتخابات جديدة قد تطيح به نهائياً، فالأزمة الحالية تضعف قدرته على المناورة داخلياً وخارجياً، مما قد يدفعه لاجراء تغييرات جذرية في السياسة الإسرائيلية إذا لم يتمكن من حل الأزمة سريعاً. مستقبل الحكومة الحالية مرتبط، اكثر من أي وقت مضى، بقدرته على إيجاد حلول لأزمة التجنيد والحفاظ على تماسك ائتلافه في وقت تتصاعد فيه التحديات الإقليمية والدولية، وحظوظ نجاته ليست كما كانت عليه في السابق، والحكم للايام القليلة المقبلة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 3 ساعات
- صدى البلد
اعتراف من نتنياهو إلى ترامب بشأن قصف كنيسة دير اللاتين في غزة
أعلنت المتحدث الصحفية بإسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، اليوم الخميس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هاتفيا القصف الإسرائيلي على كنيسة دير اللاتين في قطاع غزة. وأكدت ليفيت أن نتنياهو أوضح لترامب أن استهداف كنيسة دير اللاتين في غزة كان خطأ. ضربت غارة إسرائيلية كنيسة دير اللاتين في غزة، مما أسفر عن استشهاد شخصين وإصابة عدد آخر، بمن فيهم كاهن الرعية، الذي كان يتلقى اتصالات يومية من البابا الراحل فرنسيس. كنيسة دير اللاتين في غزة وقالت بطريركية اللاتين في القدس المحتلة في بيان: "استشهدا شخصان نتيجة غارة شنها الجيش الإسرائيلي على ما يبدو على كنيسة دير اللاتين صباح اليوم". أظهرت لقطات لرويترز من المستشفى إصابة رومانيلي بجروح طفيفة، وساقه اليسرى مُضمّدة ولكنه قادر على المشي. وقال شهود عيان إن الكنيسة، على ما يبدو، تعرضت لقصف دبابة إسرائيلية.


ليبانون 24
منذ 5 ساعات
- ليبانون 24
بعدما قصفت إسرائيل كنيسة في غزة... ترامب "منزعج" ونتنياهو يُوضح
علّق البيت الأبيض على قصف إسرائيل لكنيسة في قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 3 أشخاص وإصابة 9 آخرين بينهم كاهن. وقال البيت الأبيض إنّ استهداف الكنيسة "كان له رد فعل سلبي على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أبدى انزعاجه الشديد لاستهداف موقع ديني في غزة". وبحسب البيت الأبيض، فإن نتنياهو أكد لترامب أن "قصف الكنيسة كان خطأ غير مقصود". (سبوتنيك)


ليبانون ديبايت
منذ 5 ساعات
- ليبانون ديبايت
تقدّم في مفاوضات وقف النار بغزة: مرونة إسرائيلية وخريطة طريق جديدة
كشفت مصادر مطّلعة، الخميس، أن قطر ومصر والولايات المتحدة قدّمت لإسرائيل وحركة حماس مقترحاً محدثاً لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل أسرى، في إطار تحرّك دبلوماسي جديد يُرجّح أن يُسرّع التوصل إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة. ووفقاً لما نقله موقع "أكسيوس" الأميركي، فإن المقترح الذي تم تقديمه الأربعاء، تضمن تنازلات إسرائيلية وصفها الوسطاء بـ"الجوهرية"، ما أعطى دفعة إيجابية لمسار المفاوضات المتواصلة في العاصمة القطرية الدوحة، والتي نجحت خلال الأيام العشرة الماضية في تجاوز بعض النقاط الخلافية بين الطرفين. وقال المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن المحادثات "تمضي بشكل جيد"، فيما أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال توقيع قانون في واشنطن إلى "أخبار جيدة تتعلق بملف غزة"، شاكراً ويتكوف على جهوده. وفي السياق، نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مصدر مطّلع أن إسرائيل قدّمت خرائط جديدة خلال اجتماع ضم وفدها مع المفاوضين القطريين والمصريين، مشيرة إلى مرونة إضافية من الجانب الإسرائيلي، مع تغيّر في بؤرة النقاش من "ممر موراج" إلى الوجود الإسرائيلي في رفح. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن النقاش الراهن يتركّز على انسحاب إسرائيلي ملموس من قطاع غزة، بما يشمل شمال القطاع وجنوبه، ضمن هدنة مدتها 60 يوماً، مقابل تنفيذ صفقة تبادل تشمل إطلاق سراح 28 محتجزاً إسرائيلياً – 10 أحياء و18 جثماناً – على مراحل. تنص مسودة الاتفاق، التي صيغت بالتعاون مع الوسطاء، على وقف كامل للعمليات العسكرية بمجرد دخول الهدنة حيّز التنفيذ، إلى جانب السماح بدخول مساعدات إنسانية بإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر. -اليوم الأول: إطلاق 8 محتجزين أحياء اليوم السابع: تسليم 5 جثامين اليوم الثلاثون: تسليم 5 جثامين أخرى اليوم الخمسون: الإفراج عن محتجزين اثنين أحياء اليوم الأخير: تسليم جثامين 8 آخرين كما يتضمن الاتفاق التزاماً من حركة حماس بتقديم معلومات عن باقي المحتجزين في اليوم العاشر، في حين تقدّم إسرائيل معلومات عن أكثر من 2000 معتقل فلسطيني من غزة، تحتجزهم إدارياً منذ بداية الحرب. وتشمل الصفقة أيضاً: -إطلاق سراح عدد كبير من السجناء الأمنيين الفلسطينيين -وقف شامل لكل النشاطات العسكرية -تعليق حركة الطيران فوق قطاع غزة لمدة 10 ساعات يومياً، تُمدّد إلى 12 ساعة في أيام التسليم. ويأتي هذا التطوّر وسط تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية المستمرة في غزة، والتي خلّفت بحسب وزارة الصحة في القطاع أكثر من 58667 شهيداً غالبيتهم من المدنيين، منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول 2023 عقب هجوم "طوفان الأقصى" الذي أسفر عن مقتل 1219 إسرائيلياً.