logo
تقارب أميركي – ليبي يمهد لتغيير سياسي من بوابة الاستثمار

تقارب أميركي – ليبي يمهد لتغيير سياسي من بوابة الاستثمار

Independent عربيةمنذ 4 أيام
ما زالت تداعيات زيارة مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشؤون الأفريقية مسعد بولس إلى ليبيا مستمرة، حتى بعد نهايتها بأيام قليلة، بالنظر إلى حجم المسؤول المرسل من واشنطن وغموض الرسائل التي حملها إلى أطراف النزاع الليبي في شرق البلاد وغربها.
الملف الأبرز الذي أحدث جدلاً واسعاً في ليبيا هو ملف العروض التنموية والاستثمارية التي عرضت على بولس من قبل المسؤولين الليبيين في الشرق والغرب، لاستمالة موقف إدارته ورئيسها، والتي كان بعضها معلناً وبلغ عشرات المليارات من الأموال المجمدة في الخارج، على هيئة عقود استثمارية طويلة في مجالات مختلفة.
رسالة حازمة
وربط مهتمون في الشأن السياسي داخل ليبيا بين هذه الصفقات والعروض الاستثمارية التي طرحها مسؤولون ليبيون على طاولة التفاوض مع مستشار الرئيس الأميركي، وتصريح مقتضب حمل رسالة واضحة من دونالد ترمب للمسؤولين المتنازعين في ليبيا علق ضمنها على هذه الزيارة بقوله، إن "ليبيا باتت في حاجة إلى تغيير جذري يقوده جيل جديد من الشباب"، وهذه الرسالة رأى فيها محللون "كلمة السر التي دفعت المسؤولين في ليبيا لتجهيز عروضهم المغرية لكسب ود الإدارة الأميركية ودعمها".
في المقابل، كانت تصريحات المبعوث الأميركي إلى ليبيا مسعد بولس عما تمت مناقشته مع المسؤولين الليبيين مليئة بالمؤشرات إلى أن الزيارة ليست ذات صبغة سياسية وأمنية فقط لدعم الاستقرار في ليبيا، بل إن جزءاً بارزاً منها متعلق بجني الأرباح الاقتصادية والاستثمارية خصوصاً في مجال الطاقة.
وكان بولس لخص ما نوقش خلال لقاءاته المسؤولين الليبيين بقوله "ناقشنا أهمية استعادة الهدوء ومنع العنف ودفع الحوار السياسي قدماً، بينما نعمل معاً على تعزيز التعاون الأميركي-الليبي بما يعود بالنفع على البلدين، ونتطلع إلى تنمية الصفقات التجارية بين بلدينا".
صفقة ضخمة
من جانبه، كشف وزير الاتصال في "حكومة الوحدة" بطرابلس وليد اللافي أبرز محاور النقاش مع مستشار الرئيس الأميركي مسعد بولس، مبيناً أنها "شملت ملفات الطاقة والتعدين والتعاون العسكري".
ونوه بأن رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة أكد دعم التعاون الاقتصادي بين البلدين وعودة الشركات النفطية الأميركية، وأن فريقاً حكومياً تابعاً له أعد رؤية استراتيجية جديدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين، تتجاوز الـ70 مليار دولار لتنفيذ مشاريع مشتركة.
عرض لكسب الدعم
تصريحات اللافي هذه عن العرض الاستثماري الضخم من حكومة الدبيبة لإدارة الرئيس دونالد ترمب، أثارت جدلاً كبيراً في ليبيا، إذ عدها بعض أمراً عادياً يحدث في كل المداولات والزيارات الرسمية بين الدول، ووصفها آخرون بـ"الابتزاز السياسي" للبقاء في السلطة بدعم أميركي.
الباحث السياسي فرج دردور أدلى بدلوه في هذا السجال، قائلاً إن "حكومة الدبيبة تدرك اهتمام إدارة ترمب بالعروض المالية والاستثمارات الضخمة، فجهزت له ما يثير اهتمامه في صورة صفقات بقيمة 70 مليار دولار".
وأضاف أن "هدف الزيارة ثلاثي، سياسي وأمني واقتصادي، فمن المعلوم أن سياسة ترمب الخارجية تقوم على دعم الاستقرار مع جني المكاسب من أموال الدول التي يدعمها ويدعم استقرارها، سواء كان ذلك بصفقات تجارية أم بالدفع المباشر".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
عرض غير قانوني
بينما عدَّ المتحدث باسم حزب "صوت الشعب" عبدالسلام القريتلي أن "عبدالحميد الدبيبة لا يملك الحق القانوني ولا السياسي للتصرف في الأموال الليبية المجمدة، لأنه مشروع طويل يحتاج لدراسات ولجان، إضافة إلى أن زيارة مسعد بولس ليست لها علاقة بتحسين الوضع الليبي لأن ليبيا تقع تحت الوصاية الدولية منذ عام 2011".
علاقة تاريخية مضطربة
وعلى مدار تاريخها الطويل الممتد إلى نهايات القرن الـ18، تميزت العلاقات الليبية-الأميركية بمد وجزر مستمر، ويمكن توصيفها بعلاقة مضطربة غير مستقرة لم تصل يوماً إلى مستوى الشراكة المستدامة، وتأثرت بالتحولات السياسية المستمرة داخل ليبيا تحديداً.
وبدأت هذه العلاقة خلال ما يعرف بالعصر العثماني الثاني في ليبيا وتحديداً بين ليبيا (ولاية طرابلس آنذاك) والولايات المتحدة في أواخر القرن الـ18، عندما بدأت السفن الأميركية تبحر في البحر المتوسط بعد الاستقلال عن بريطانيا.
حرب الأعوام الأربعة
ووقعت خلال تلك الفترة حادثة بارزة كان لها تأثير طويل على العلاقة بين البلدين، حين اندلعت ما تعرف بحرب الأعوام الأربعة الأولى (1801-1805) بين الولايات المتحدة وولاية طرابلس تحت حكم يوسف باشا القره مانلي، بسبب الخلافات حول دفع الجزية لحماية السفن الأميركية من القراصنة، وجرى خلالها أسر السفينة الأميركية "فيلاديلفيا" من قبل القوات البحرية الليبية.
وخلدت هذه الحادثة في نشيد البحرية الأميركية إلى يومنا هذا، إذ يغني البحارة كلما أنشدوه هذا المقطع "من قاعات مونتيزوما إلى شواطئ طرابلس، نخوض معارك وطننا في الجو وعلى الأرض وفي البحر".
وانتهت هذه الحرب بتوقيع معاهدة سلام عام 1805 بعد معركة درنة، التي تعد أول تدخل عسكري أميركي بري على أرض أجنبية.
مرحلة الاستقلال
شهدت العلاقات الليبية-الأميركية انقطاعاً طويلاً بعد هذه الحادثة لقرن ونصف القرن من الزمن، قبل أن تدشن المرحلة الثانية منها بعد استقلال ليبيا في عهد الملك إدريس السنوسي (1969-1951).
واعترفت الولايات المتحدة بالمملكة الليبية بقيادة الملك إدريس السنوسي، وشهدت تلك المرحلة أفضل مرحلة في العلاقات المشتركة التي كانت قوية واستراتيجية، ومن أبرز مظاهرها إنشاء قاعدة "هويلس" الجوية (Wheelus Air Base) في طرابلس عام 1954، والتي كانت أكبر قاعدة أميركية خارج الولايات المتحدة آنذاك.
وتعززت العلاقة أكثر بعدما نجحت شركات أميركية في تحقيق أول كشف نفطي داخل ليبيا، فعزز الذهب الأسود مستويات التعاون وقوة العلاقة السياسية، وفتح عيون الإدارة الأميركية على الأهمية الاقتصادية المستقبلية لليبيا، مع إدراكها لأهميتها الجيواستراتيجية التي دفعتها لبناء أضخم قاعدة عسكرية لها بالخارج فيها.
توتر وعداء
بعد انقلاب الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي على الحكم الملكي في ليبيا عام 1969 بدأت المرحلة الثالثة من العلاقات الليبية-الأميركية، التي يمكن وصفها بأسوأ مرحلة في العلاقات بين البلدين سادها التوتر والعداء لأكثر من 40 عاماً.
كان لهذا التوتر أسبابه طبعاً التي بدأت بقيام القذافي بعد تسلمه الحكم عام 1969 بطرد القواعد الأميركية، وتأميم الشركات النفطية الأميركية وتبنيه خطاباً معادياً لأميركا والغرب.
وردت واشنطن من جانبها بتصنيف ليبيا كدولة راعية للإرهاب عام 1979 خلال عقد الثمانينيات من القرن الماضي، وبلغ التوتر أشده عام 1986 حين شنت الولايات المتحدة غارات جوية على طرابلس وبنغازي رداً على هجوم نسب للاستخبارات الليبية على جنود أميركيين في برلين.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية شديدة بعدها على ليبيا.
مرحلة خطرة
وصل التوتر بين الطرفين بداية التسعينيات مستويات خطرة، وشهدت العلاقات الدبلوماسية القطيعة الكاملة بعد قضية لوكربي عام 1988 (تفجير طائرة "بان أم 103" فوق اسكتلندا).
وانتهت هذه المرحلة بعد غزو العراق عام 2003 حين قدم القذافي تنازلات كبيرة ودفع تعويضات ضخمة لضحايا تفجير لوكربي، لتشهد العلاقات تحسناً غير مسبوق منذ تسلم القذافي السلطة، وامتدت هذه الفترة بين عامي (2003-2011) وفيها رفعت العقوبات الأميركية تدريجاً وعادت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
نهاية الربيع القصير
انتهى الربيع القصير للعلاقة بين واشنطن ونظام القذافي بعد اندلاع الانتفاضة الليبية عام 2011، حين دعمت الولايات المتحدة تدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في إسقاط نظام القذافي، لتدخل ليبيا بعدها حالاً من الفوضى السياسية والأمنية كان من أبرز أحداثها الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، ومقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز وثلاثة دبلوماسيين.
وبعدها، شنت الولايات المتحدة حملة لمكافحة الإرهاب في ليبيا تمثلت في استهداف قيادات "داعش" و"القاعدة" بضربات جوية واعتقال بعضهم ضمن عمليات خاصة، أتبعتها بتقديم دعم متوازن للحوار السياسي عبر الأمم المتحدة لكن من دون تدخل مباشر كبير منها.
ولا تزال واشنطن تعد ليبيا موقعاً استراتيجياً في ملف أمن المتوسط ومكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اخبار سوريا : دمشق تنفي تقرير رويترز عن
اخبار سوريا : دمشق تنفي تقرير رويترز عن

حضرموت نت

timeمنذ 38 دقائق

  • حضرموت نت

اخبار سوريا : دمشق تنفي تقرير رويترز عن

نفت الحكومة السورية صحة المعلومات التي وردت في تقرير موسّع نشرته وكالة 'رويترز' حول وجود تسويات مالية مع رجال أعمال بارزين من عهد المخلوع بشار الأسد، مؤكدة أن تلك الإجراءات الجارية لا تمنح أي حصانة قانونية، بل تُعد جزءاً من مسار محاسبة يهدف إلى استرداد الأموال المنهوبة وتحقيق العدالة دون التأثير السلبي على عملية التعافي الاقتصادي. وفي تصريحات خاصة لموقع 'نيولاينرز'، شدد مسؤولون حكوميون كبار، لم تُكشف هوياتهم، على أن اللجنة المعنية بإعادة هيكلة الاقتصاد السوري تعمل وفق مرسوم رئاسي علني، وليست لجنة 'سرية' كما وصفها تقرير 'رويترز'، نافين المزاعم حول إشراف شقيق الرئيس السوري أو شخصيات لبنانية على أعمالها. إجراءات مساءلة لا تعني الإفلات من العقاب قال أحد المسؤولين إن التسويات الجارية مع رجال الأعمال تشمل ملفات الفساد والجرائم المالية فقط، ولا تعني إسقاط الملاحقات المتعلقة بجرائم الحرب أو الانتهاكات الجسيمة، موضحاً أن 'ما يحدث ليس عفواً، بل شكلاً من أشكال المحاسبة'، خاصة في قضايا تمويل الحرب والاحتكار ونهب المال العام. وأشار إلى أن بعض رجال الأعمال المتورطين هم من تقدموا بطلبات تسوية بعد مراجعات وتحقيقات دقيقة، وقد طُرح عليهم خيار اللجوء إلى القضاء أو تسوية مالية تحفظ حقوق الدولة ولا تضر بمصالح الموظفين العاملين في تلك الشركات. لا تسويات نهائية.. والمفاوضات مستمرة نفى المسؤولون صحة ما ورد في التقرير بشأن مصادرة 1.5 مليار دولار من ثلاثة رجال أعمال، مؤكدين أنه لم تُبرم أي تسويات رسمية حتى لحظة نشر التقرير، رغم أن بعض المفاوضات وصلت إلى مراحل متقدمة. وأوضحوا أن أي تسويات سيتم الإعلان عنها لاحقاً من خلال بيانات رسمية. أبو مريم ليس صاحب سلطة رداً على ما جاء في 'رويترز'، أكد أحد المسؤولين أن المستشار إبراهيم سكريه، المعروف بلقبه 'أبو مريم الأسترالي'، لا يشغل موقعاً تنفيذياً ولا يملك صلاحيات على البنك المركزي، واصفاً المزاعم بأنه يقود اللجنة بأنها 'تضخيم إعلامي أقرب إلى رواية سياسية'، كما نفوا إشراف حازم الشرع، شقيق الرئيس السوري، على أي من هذه الملفات. إصلاح الاقتصاد دون تصفيات أو انتقام بحسب تصريحات الحكومة السورية، فإن اللجنة المُشكّلة لإعادة هيكلة الاقتصاد تعمل على تفكيك تشابكات النفوذ التي نشأت خلال العقود السابقة، ولكن دون اللجوء إلى تصفية رجال الأعمال أو تفكيك مؤسساتهم، مشيرين إلى أن الهدف هو إعادة توجيه الثروات التي جُمعت بشكل غير قانوني إلى الصالح العام. وأشاروا إلى أن عدداً من تلك الشركات ارتكب مخالفات تتعلق بالحصول على عقود حكومية بطريقة غير مشروعة، كما أن بعض كياناتها كانت على صلة بجهات خارجية متورطة في جرائم حرب، من بينها 'حزب الله' ومجموعات إيرانية وروسية. توضيحات رسمية ومطالبة بالتحقق أكدت الحكومة السورية أن اللجنة التي يدور حولها التقرير تأسست بمرسوم رسمي معروف، وأن جميع أعضائها مكشوفون للرأي العام، مطالبين وسائل الإعلام بتحري الدقة عند تناول ملفات حساسة تتعلق بالمرحلة الانتقالية وإعادة الإعمار، ومؤكدين في الوقت ذاته أن أي خطوات قادمة ستُبنى على الشفافية والمساءلة ضمن إطار قانوني واضح. خلفية تقرير رويترز كانت وكالة 'رويترز' قد نشرت تحقيقاً كشفت فيه عن تحركات تقودها لجنة وصفتها بـ'السرية'، قالت إنها صادرت أصولاً تُقدّر قيمتها بـ1.6 مليار دولار من رجال أعمال بارزين عبر صفقات تسوية غير معلنة. وذكر التحقيق أن تلك التحركات تهدف إلى إصلاح الاقتصاد السوري دون إشعال اضطرابات أو تصفيات داخلية، مشيراً إلى دور مفترض لكل من حازم الشرع و'أبو مريم' في قيادة هذه الخطط.

بوتين ليس متعجلاً لإنهاء الحرب... وترمب يواصل انتقاده
بوتين ليس متعجلاً لإنهاء الحرب... وترمب يواصل انتقاده

الشرق الأوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق الأوسط

بوتين ليس متعجلاً لإنهاء الحرب... وترمب يواصل انتقاده

لا يبدو أنَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على عجلة من أمره، فالسلام في أوكرانيا إمَّا أن يأتي بشروطه المحددة، وإمَّا «يمكن لروسيا الانتظار»، كمَا صرَّح أمس في جزيرة فالام السياحية برفقة حليفه الأقرب، رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو. وقال بوتين إنَّ الوضع الميداني يسير لمصلحة موسكو، وقواتها تتقدَّم على كل خطوط التماس، ما يعني أنَّ الوقت يعمل لمصلحة الكرملين وليس ضده. من جهته، واصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، انتقاد إصرار بوتين على رفض دعواته لوقف الحرب، ووصف الضربات الروسية الأخيرة بأنّها «مثيرة للاشمئزاز»، مؤكداً عزمه على فرض عقوبات جديدة على روسيا. إلى ذلك، أعلنت ألمانيا، أمس، أنَّها ستسلم منظومتي صواريخ «باتريوت» لأوكرانيا. وقال وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، إنَّه بفضل الالتزام الأميركي «يمكن لألمانيا أن تدعم أوكرانيا في البداية بمنظومات إطلاق، ثم بمكونات إضافية من منظومة (باتريوت)».

أرباح "غوغل" في الربع الثاني تتجاوز التوقعات وتبلغ 28 مليار دولار
أرباح "غوغل" في الربع الثاني تتجاوز التوقعات وتبلغ 28 مليار دولار

الموقع بوست

timeمنذ 3 ساعات

  • الموقع بوست

أرباح "غوغل" في الربع الثاني تتجاوز التوقعات وتبلغ 28 مليار دولار

تمكنت "غوغل" من أن تحافظ على مكانتها ونجحت حتى في تحقيق مكاسب في مجال الذكاء الاصطناعي، متجاوزة مجددا توقعات السوق في الربع الثاني من العام، رغم المنافسة التي تواجهها من أدوات المساعدة في البحث عبر الإنترنت القائمة على الذكاء الاصطناعي، والمزاحمة التي تلقاها في مجال الحوسبة مِن بُعد من الشركات التي تحتل صدارة القطاع السحابي. وسجّلت مجموعة "ألفابت" التي تضمّ "غوغل" ارتفاعا في إيراداتها بنسبة 14 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى أكثر من 96 مليار دولار، من بينها 28,2 مليارا صافي دخل في الربع الثاني، وفقا لبيان أرباحها الصادر الأربعاء الماضي. ويعزى هذا النمو خصوصا إلى الطلب القوي على خدمات الذكاء الاصطناعي، إلا أن هذه التقنية باهظة الثمن. ونبّه الرئيس التنفيذي للشركة الأمريكية سوندار بيتشاي إلى أن الاستثمارات ستزداد ما يرفع نفقات "غوغل" الاستثمارية إلى "نحو 85 مليار دولار" هذه السنة، أي بزيادة عشرة مليارات دولار عما كان مقررا، بعدما بلغت 52,5 مليارا عام 2024. ويواجه محرّك البحث الذي يُدرّ الجزء الأكبر من إيرادات "غوغل" من الإعلانات، منافسة متزايدة من الأدوات المساعِدة العامة القائمة على الذكاء الاصطناعي على غرار "تشات جي بي تي" (من شركة "أوبن إيه آي") والأدوات المتخصصة في البحث الإلكتروني على غرار "بربليكسيتي". لكنّ "غوغل" دمجت الإجابات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي التوليدي في نتائج البحث بواسطة محركها، و"حتى الآن، مكنّت الخدمة من تجنّب تراجع عدد الزيارات، على الأقل بالنسبة إلى الاستعلامات التجارية"، بحسب المُحلل في "إي ماركتر" يوري وورمسر. ولاحظ أن الشركة تُحقّق إيرادات من إجابات الذكاء الاصطناعي هذه، المُسمّاة "إيه آي أوفرفيوز" AI Overviews و"إيه آي مود" AI Mode. وقال "هذا يُبشّر بالخير، إذ يفترض أن تبدأ هذه الأدوات، مثل تشات جي بي تي، في معالجة استعلامات التسوق في النصف الثاني من العام". وكشفت "غوغل" و"أوبن إيه آي" في الربيع أداتيهما الرقميتين المُساعدتَين في مجال التسوق القادرتين على البحث عن أفضل الأسعار، وإيجاد نماذج تناسب أذواق المستهلكين، وحتى دفع ثمن المشتريات إذا خوّلهما المستخدم ذلك. أما "غوغل كلاود"، فحققت مجددا نموا قويا مع زيادة مبيعاتها بنسبة 32 في المئة لتتجاوز 13 مليار دولار. حتى أن "غوغل كلاود" التي تُعدّ ثالث أكبر شركة في مجال الحوسبة مِن بُعد، بعد "إيه دبليو إس" ("أمازون") و"مايكروسوفت"، ضاعفت أرباحها التشغيلية لتصل إلى 2,8 مليار دولار. وأشار بيتشاي في مؤتمر المحللين الأربعاء إلى أن "الشركات الناشئة التي تفوق قيمتها مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي تستخدم كلها تقريبا غوغل كلاود". وأكد وورمسر أن "أوبن إيه آي"، شريكة "مايكروسوفت" في مجال الذكاء الاصطناعي، "اختارت غوغل كلاود لقوتها الحاسوبية". وأوضحت المديرة المالية للمجموعة أنات أشكنازي أن الزيادة في الإنفاق السنوي "تعكس الاستثمارات الإضافية في الخوادم، وتوقيت تسليمها، بالإضافة إلى تسريع وتيرة بناء مراكز البيانات، لتلبية طلب زبائن السحابة بشكل أساسي"، في ظل عجز الشركة عن تلبية الطلب الهائل على تخزين الخوادم، وخدمات تحليل البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والآن، أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي الجديدة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store