
✅ المغاربة وطقوس الذبح: حين تنتصر الشواية!
خالد الرابطي
في كل سنة، وقبل كل عيد أضحى، يتحول المغاربة من شعب يئنّ تحت وطأة الغلاء ويكتب في القدرة الشرائية قصائد رثاء، إلى أبطال خارقين في فنون التمويل والتموين ومدراء ماليين معتمدين، لا يعترفون بالعجز ولا بالمستحيل، قادرين على توفير ثمن الأضحية ولو بدَيْن، أو 'على حساب مول الكرا'، دون الحديث عن أساليب أخرى منها ما لها علاقة بالجمعيات التي تنبت كالفطريات!، ومنها ما بات يعرف بالتسول الرقمي، فنّ الشحذ الإلكتروني. منشور لرب أسرة مهموم وكلام منظوم، وبارطاجي يا مواطن. وتلك ظاهرة ما خفي منها أعظم مما ظهر.
يشكو المغاربة من غلاء الأسعار، يسبون الساسة ليل نهار، ويصرخون من آلام الجيوب التي فقدت القدرة على ملء البطون بالخبز والزيتون. ثم في لحظة تجلٍّ اقتصادي عظيم، تنبعث هذه القدرة من تحت الرماد كطائر الفينق، وكأن لم يصبها سوء. إنه موسم المعجزات المالية.
أينما وليت وجهك تجد مضاربين ووسطاء، وأسعار تحلق في السماء، ومواطنون في صراع لضمان الشواء. فهل نلوم التقاليد؟ أم نحاسب 'العقل الجماعي الفريد'؟ أم نُقر بأن للشواية سلطة أعلى من أي مؤسسة؟.
في مغرب المفارقات، لا دخل كافٍ، لا دعم يغني عن خبز حافٍ… لكن لا تنازل عن كبش وافٍ. تلتهب الأسعار، وتنهك الأسر، وتبقى الشواية شامخة أقوى من أي نصيحة، وأصلب من أي ظرف اقتصادي، وأكثر تأثيراً من أي خطاب ملكي!
هكذا نحن، نبكي في المواقع بمرارة، ونتسابق في الواقع على الدّوارة. نلعن الدهر والبلد والساسة ..، ونتباهى بصور موائدنا المكدسة. نلتقط السلفيات بالمخاوير والعبايات، ننشر السطوريات بماذ لذ من الشهيوات، ثم ندعو لأهل غزة بالنصر والثبات.
فلا عزاء اليوم للقدرة الشرائية التي خرجت من الخدمة مقصية، إلى إشعار غير بعيد، لنتباكى من جديد.
عيدكم مبارك سعيد
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
منذ ساعة واحدة
- هبة بريس
البنك الشعبي يوضح بخصوص العطب التقني في رصيد الحسابات البنكية
هبة بريس طمأن البنك الشعبي زبنائه بخصوص العطب التقني في رصيد الحسابات البنكية مساء يوم السبت، وذلك عبر بيان رسمي. وجاء في توضيح صادر عن المؤسسة البنكية: 'زبونتنا العزيزة، زبوننا العزيز، نحيطكم علماً بأنه، ونتيجة لأشغال صيانة تقنية، فإن خدمتي Chaabi Net وPocket Bank غير متاحتين حالياً'. وأضاف البنك: 'نعتذر لكم عن هذا الإزعاج الخارج عن إرادتنا، ونؤكد لكم أننا نبذل قصارى جهدنا لإعادة تشغيل جميع الخدمات في أقرب الآجال الممكنة'. وأكد البنك الشعبي في ختام بلاغه أنه سيقوم بإعلام زبنائه فور استعادة الخدمة البنكية عبر الإنترنت والتطبيق المحمول بشكل كامل، معبّرًا عن شكره وتقديره لتفهمهم وثقتهم المتواصلة.


بلبريس
منذ ساعة واحدة
- بلبريس
عاجل .... خلل تقني في البنك الشعبي يتسبب في اختفاء أرصدة زبنائه
بلبريس - ليلى صبحي تفاجأ عدد من زبناء البنك الشعبي، صباح اليوم، باختفاء أرصدتهم البنكية التي ظهرت بـ'0 درهم' عند ولوجهم للتطبيق أو الشبابيك الأوتوماتيكية. وأثار هذا الخلل حالة من القلق والاستياء، في ظل غياب أي توضيح رسمي من المؤسسة البنكية إلى حدود الساعة. وتطالب فئة واسعة من الزبناء بتدخل عاجل وتوضيحات رسمية حول هذا الخلل الذي يهدد ثقة المواطنين في الخدمات البنكية الرقمية.


بلبريس
منذ 2 ساعات
- بلبريس
عجز السيولة البنكية يواصل التفاقم.. ومؤشرات نقدية تنذر بتدخل قوي لبنك المغرب
بلبريس - ياسمين التازي في تحذير جديد يحمل إشارات مقلقة حول الوضع المالي بالمملكة، كشف مركز الأبحاث "بي إم سي إي كابيتال غلوبال ريسيرش" أن عجز السيولة البنكية واصل تفاقمه خلال الأسبوع الأخير من شهر ماي، بنسبة بلغت 5.7%، ليستقر في حدود 129.1 مليار درهم، ما يعكس ضغوطاً متزايدة على القطاع البنكي المغربي. وأوضح المركز، في نشرته الأسبوعية "Fixed Income Weekly"، أن هذا التدهور جاء بالتزامن مع تراجع تسبيقات بنك المغرب لأجل سبعة أيام بنحو 3.92 مليار درهم، لتستقر عند 42.57 مليار درهم، مما يقلص من هامش المناورة النقدية المتاحة للبنوك في السوق بينية. وفي تطور موازٍ، سجّلت توظيفات الخزينة تراجعاً ملحوظاً، حيث بلغ الحد الأقصى للتوظيفات اليومية 24.5 مليار درهم، مقارنة بـ32.1 مليار درهم خلال الأسبوع الذي سبقه، ما يبرز التراجع في ضخ السيولة من قبل الخزينة العامة. أما على مستوى المعدلات، فقد استقر متوسط السعر المرجح عند 2.25%، في حين تراجع مؤشر MONIA، المرجع النقدي اليومي الذي يُحتسب على أساس عمليات إعادة الشراء المضمونة بسندات الخزينة، إلى 2.153%. ويُتوقع، بحسب المركز، أن يرفع بنك المغرب من وتيرة تدخلاته خلال المرحلة المقبلة من خلال زيادة حجم تسبيقاته لأجل 7 أيام إلى 47.2 مليار درهم، مقابل 42.5 مليار درهم حالياً، في محاولة لضخ دماء جديدة في الدورة النقدية وتخفيف الضغط عن البنوك. هذا الوضع يضع تحديات جديدة أمام السياسة النقدية الوطنية، ويطرح علامات استفهام حول استقرار السيولة داخل النظام البنكي، خاصة في ظل استمرار الضغوط المالية وغياب دينامية قوية للإقراض والاستثمار. هل نشهد في الأيام المقبلة تحركاً أكثر جرأة من بنك المغرب لإنقاذ توازن السوق النقدية؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.