logo
‎آفاق محادثات الترويكا الأوروبية وطهران

‎آفاق محادثات الترويكا الأوروبية وطهران

بوابة الأهراممنذ 4 أيام
‎أعلنت إيران اتفاقا مبدئيا مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا لاستئناف المحادثات النووية فى إسطنبول يوم 25 يوليو الحالي، على مستوى نواب وزراء الخارجية. فى ذات الوقت، وصفت طهران الحوار مع الولايات المتحدة بأنه «بلا معنى»، بعد مشاركتها المباشرة فى الهجمات الإسرائيلية على منشآتها النووية فى يونيو المنصرم. يمكن قراءة التوجه نحو الترويكا الأوروبية أن إيران تسعى لتجنب تفعيل آلية «سناب باك» التى قد تعيد عقوبات الأمم المتحدة الشاملة بحلول أكتوبر المقبل، مما يهدد اقتصادها المتعثر. كما ان طهران من وراء إظهار المرونة مع الأوروبيين فهى تبحث عن تجنب العزلة الدبلوماسية، خاصة بعد الهجمات الإسرائيلية ـ الأمريكية الأخيرة، كما انها تستغل الانقسامات التاريخية بين واشنطن وأوروبا حول الملف النووي. وهى تسعى، أيضا، إلى إرسال رسالة سياسية إلى واشنطن مفادها أن الهجمات العسكرية الأخيرة دمرت جسور الثقة بينهما. حددت الترويكا الأوروبية نهاية أغسطس كمهلة للتوصل لاتفاق، وهى ترى ان الوقت ينفد. فإما ان تقدم طهران خطوات ملموسة، أو سيتم تفعيل آلية إعادة العقوبات، معتمدة فى ذلك على تأييد الولايات المتحدة. أما إيران فهى تطالب برفع العقوبات بطريقة مؤكدة وقابلة للتحقق، وترفض التفاوض «تحت الضغط»، كما تنكر شرعية الترويكا فى تفعيل آلية، «سناب باك» بعد انتهاكها للاتفاق الأصلي. رغم إبداء طهران الاستعداد للمحادثات، فإنها لوحت بإجراءات تصعيدية تتمثل فى رفع تخصيب اليورانيوم فوق 60%، والانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، بالإضافة الى إغلاق مضيق هرمز. طهران تحاول ان تدخل للمفاوضات من موقع القوة سعيا للدفاع عما تراه حقوقا مشروعة. وقد حذر خبراء ومتابعون من أن تصعيد «سناب باك» قد يدفع طهران إلى الانسحاب من التزاماتها الأمنية الإقليمية، مثل حماية مضيق هرمز والمشاركة فى جهود مكافحة المخدرات. ومع ذلك فإن الضغط الأوروبى سيجعلها امام خيارين: إما التوصل لتفاهم يوقف التخصيب مقابل تجميد العقوبات، او التصعيد النووى أو العسكري. فى السيناريو الأول، إذا حققت المحادثات تقدما ملموسا (مثل التزام إيران بخفض مؤقت لمستوى التخصيب أو قبول إعادة تفتيشات منسّقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية)، فقد تؤدى إلى تمديد مهلة الترويكا بعد 29 أغسطس، وربما تؤسس لإطار تفاهم جديد. أما فى حال الجمود أو الإخلال، فسيقوم الأوروبيون بتفعيل «سناب باك»، مما يمهد لإعادة العقوبات. لا شك فى ان طهران تستخدم التفاوض مع الأوروبيين لتفادى العقوبات وكسب شرعية دولية، مع التلويح بالتصعيد لحماية مصالحها. وهى تجعل من قطع الحوار تكلفة سياسية للهجمات، مع ترك الباب مفتوحا لـ«رد عسكرى محسوب» إذا تكررت الضربات. نجاح هذه الاستراتيجية المزدوجة يبقى مرهونا بقدرة طهران على تجاوز الانقسام الداخلى بين تيار يؤمن بالدبلوماسية وآخر يرى فى الغرب «عدوا وجوديا». اذا نجح التيار الدبلوماسى فى فرض رؤيته، ستكون طهران مطالبة بتقديم خطوات ملموسة قبل نهاية أغسطس 2025، مثل خفض مؤقت للتخصيب، أو العودة لاتفاق مراقبة أوسع، مع ضمان رفع العقوبات فعليا. علما بأنه من المحتمل ان تنتهى المفاوضات باتفاق هش يركز على وقف التخصيب مقابل حوافز اقتصادية محدودة، او استمرار حالة لا حرب ولا سلام مع تعميق التحالفات الإيرانية مع روسيا والصين. وفى حال تغلب التيار المتشدد فى اتجاه التصعيد النووى أو العسكري، فسوف ينتقل الملف النووى الإيرانى إلى منحى تصعيدى جديد للمواجهة، مما قد يفجر تحالفا دوليا ضد طهران بقيادة الغرب. نجاح أو فشل اجتماع 25 يوليو سيحدد موازين القوى بين المعتدلين والمتشددين فى طهران، وسيحدد، أيضا، مواقف القوى الكبرى. من ناحية، بيان طهران الرسمى بعد الاجتماع سيتيح قراءة داخلية لمدى مرونة وقرار الدولة فى المواجهة أو الانفتاح. فى حال تم الوصول الى اتفاق مؤقت مع الترويكا، فهذا سيفتح الطريق مجددا امام انخراط أمريكى غير مباشر، وربما حوار أولى بين واشنطن وطهران، خاصة إذا تم تنسيق رفع جزئى للعقوبات مقابل خطوات ضبط النووي. من ناحية أخرى، فى حال فشل الاجتماع، ستدعم أمريكا «سناب باك»، وتزيد من الضغط السياسى والاقتصادي. بالنسبة لروسيا، فى حال جاءت نتائج الاجتماع إيجابية، ستحاول موسكو اللعب كوسيط مواز. اما إذا فشلت المحادثات، فستقوم بتعميق تحالفها مع إيران، مستغلة العزلة الدولية لطهران لتوسيع دورها الاقتصادى والعسكري. بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبى (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا)، نجاح المحادثات يعنى قدرة أوروبا على الحفاظ على دور الوسيط. أما فشلها فسيعزز من خيار «سناب باك»، مما يحول أوروبا إلى لاعب تابع لأطروحات واشنطن ويضعف نفوذها الاستراتيجى فى الشرق الأوسط.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نتانياهو: "لا أعذار بعد اليوم" في غزة
نتانياهو: "لا أعذار بعد اليوم" في غزة

مصرس

timeمنذ 9 دقائق

  • مصرس

نتانياهو: "لا أعذار بعد اليوم" في غزة

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن على الأمم المتحدة أن تتوقف عن إلقاء اللوم على حكومته بشأن الوضع الإنساني في غزة، بعد إعلان الجيش فتح طرقًاَ آمنة لإدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر. وأضاف نتانياهو، خلال تفقده قاعدة جوية، إن "الأمم المتحدة تخترع أعذارًا، وتقول ليست هناك طرق آمنة"، مضيفًا "هذا غير صحيح. هناك طرق آمنة. لطالما كانت موجودة، لكنها اليوم أصبحت رسمية. لن تكون هناك أعذار بعد الآن".وذكرت الأمم المتحدة أنها ستحاول الوصول إلى أكبر عدد من الأشخاص الذين يتضورون جوعًا في غزة، بعد إعلان إسرائيل أنها ستوفر ممرات آمنة لدخول القوافل الإنسانية إلى القطاع المحاصر والمدمر بفعل الحرب.وقال برنامج الأغذية العالمي إن لديه ما يكفي من المواد الغذائية في القطاع، أو في طريقها إليه لإطعام سكان القطاع، البالغ عددهم 2،4 مليون نسمة ل 3 أشهر تقريبًا.ورحّب منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر، في منشور على إكس، بالإعلان عن "هدنة إنسانية".وقال: "نحن على اتصال بفرقنا على الأرض، وسنبذل كل ما في وسعنا للوصول إلى أكبر عدد من الناس الذين يتضوّرون جوعًا".وذكر برنامج الأغذية العالمي إن الهدن والممرات الآمنة يفترض أن تسمح بتسليم المواد الغذائية العاجلة بشكل آمن.وقال في بيان إن "المساعدات الغذائية هي السبيل الوحيد لحصول السكان على الغذاء".وأضاف أن ثلث سكان غزة لا يأكلون لأيام، وأن 470 ألف شخص في القطاع "يواجهون ظروفًا أشبه بالمجاعة"، تتسبب في وفيات.وأكد البرنامج الحاجة إلى أكثر من 62 ألف طن من المساعدات الغذائية شهريًا لإطعام كافة سكان غزة.ولفتت الوكالة إلى أنه إضافة إلى الإعلان الأحد عن "هدنة"، تعهدت إسرائيل السماح بدخول المزيد من الشاحنات إلى قطاع غزة، مع تسريع إجراءات التصاريح، و"ضمانات بعدم تواجد قوات مسلحة، أو إطلاق نار قرب القوافل".وأضافت "معًا، نأمل أن تسمح هذه الإجراءات بزيادة المساعدات الغذائية العاجلة للوصول إلى المحتاجين، دون مزيد من التأخير".

ارتفاع أعداد ضحايا الهجوم الإرهابي على كنيسة شرق الكونغو إلى 34 قتيلاً
ارتفاع أعداد ضحايا الهجوم الإرهابي على كنيسة شرق الكونغو إلى 34 قتيلاً

الأسبوع

timeمنذ 11 دقائق

  • الأسبوع

ارتفاع أعداد ضحايا الهجوم الإرهابي على كنيسة شرق الكونغو إلى 34 قتيلاً

هجوم إرهابي على كنيسة شرق الكونغو ارتفعت حصيلة القتلى في الهجوم الذي استهدف كنيسة كاثوليكية شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى 34 قتيلاً، بحسب تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" الإخبارية. وقال ديدونيه ديورانتابو، منسق المجتمع المدني في بلدة كوماندا بمقاطعة إيتوري - في تصريحات اليوم الأحد:"جثث الضحايا لا تزال في موقع المأساة، ويقوم المتطوعون حاليًا بالتحضير لدفنهم في قبر جماعي نعده داخل مجمع الكنيسة الكاثوليكية ". وأضاف: "نستنكر وقوع هذه الجريمة في بلدة تنتشر فيها كل الأجهزة الأمنية، ونطالب بتدخل عسكري عاجل لأن العدو لا يزال قريبًا من منطقتنا". ومن جهته، صرح الأب أيمي لوكانا ديغو، كاهن الرعية، أن من بين الضحايا 31 عضوًا من حركة الحملة الإفخارستية، بالإضافة إلى ستة جرحى في حالة خطرة، كما تم اختطاف عدد من الشبان لا يزال مصيرهم مجهولًا حتى الآن. وكان المتحدث باسم الجيش الكونغولي في مقاطعة إيتورى جول نغونغو قد أكد في وقت سابق مقتل 10 أشخاص على الأقل في الهجوم، فيما أشارت تقارير إعلامية محلية نقلا عن "راديو أوكابى" المدعوم من الأمم المتحدة إلى أن عدد القتلى بلغ 43 ضحية، استنادًا إلى مصادر أمنية، موضحة أن المهاجمين قدموا من معقل لهم يبعد حوالي 12 كيلومترًا عن وسط كوماندا، ثم فروا قبل وصول القوات الأمنية. كما قتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص آخرين في هجوم سابق وقع في قرية ماتشونغاني القريبة، ولا تزال عمليات البحث جارية في المنطقة. وقالت لوسا ديكانا، وهي إحدى قيادات المجتمع المدني في إيتوري، "لقد أخذوا عددًا من الأشخاص إلى داخل الأحراش، ولا نعرف عددهم أو وجهتهم". ويعتقد أن الهجومين نفذا على يد عناصر من جماعة قوات التحالف الديمقراطي، وهي جماعة متمردة مدججة بالأسلحة النارية والسواطير، وتُعرف بولائها لتنظيم داعش.

رغم الهدنة.. الجيش الإسرائيلي يستهدف منتظري المساعدات بغزة- فيديو
رغم الهدنة.. الجيش الإسرائيلي يستهدف منتظري المساعدات بغزة- فيديو

مصراوي

timeمنذ 31 دقائق

  • مصراوي

رغم الهدنة.. الجيش الإسرائيلي يستهدف منتظري المساعدات بغزة- فيديو

وكالات أظهرت مقطع فيديو لحظة استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي، نازحين فلسطينيين خلال انتظارهم الحصول على المساعدات الإنسانية في غزة، رغم إعلانه عن وقف إنساني لإطلاق النار بدءً من الـ10 صباح اليوم وحتى المساء. ووفقا للتقارير، فإن قوارب عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، أطلقت عدّة قذائف وفتحت النار على منتظري المساعدات في غزة، ما تسبب في حالة من الفوضى والفرار بين النازحين. سكاي نيوز عربية تحصل على صور لاستهداف منتظري المساعدات خلال فترة الهدنة الإنسانية #سوشال_سكاي #حصري #غزة — سكاي نيوز عربية (@skynewsarabia) July 27, 2025 وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إيفي ديفرين أعلن في بيان، مساء السبت، أن الجيش يستعد لهدن إنسانية في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية بقطاع غزة. وأشار ديفرين، إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي حدد ممرات آمنة لقوافل الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة لإيصال الغذاء والدواء إلى غزة. وأكد ديفرين، أن جيش الاحتلال سيواصل عملياته ضد فصائل المقاومة الفلسطينية في أماكن وجودهم في القطاع، مشددا في الوقت نفسه على أنه "لا يوجد مجاعة في غزة وهذه حملة كاذبة من قبل حماس". وذكرت القناة 12 العبرية نقلا عن مسؤول إسرائيلي، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيسمح بوصول آمن إلى المناطق السكانية، في إطار عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية على غزة. وأوضح المسؤول الإسرائيلي، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، قررا تطبيق وقف إطلاق نار إنساني في عدد من المراكز السكانية بغزة، بما في ذلك شمال القطاع، بدءا من العاشرة صباح الغد وحتى ساعات المساء. وأشار المسؤول الإسرائيلي، إلى أنه من المتوقع أن يسهم الأمر في زيادة كبيرة في كميات المواد الغذائية إلى غزة، موضحا أن جيش الاحتلال بتطبيق هدن إنسانية من وقت إلى آخر وفق الحاجة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store