
الاستعداد للواقع الجديد في الشرق الأوسط
حر تموز – آب 2025 و 21 شهراً من شأنها أن تؤثر سلباً على استمرار ترجمة الواقع في الشرق الأوسط.
ينبغي النظر إلى الواقع مباشرة في بياض العين، وتقديم عرض للزعامة في إسرائيل بخاصة وفي العالم بعامة باتخاذ نهج مغاير تجاه ما يجري وبالتأكيد عدم البقاء "عالقين" في 6 تشرين الأول 2023، وعدم الانتعاش من النجاحات التي حققتها الضربات لـ "حماس"، ولـ "حزب الله"، ولإيران.
أولاً - لا يوجد شيء يسمى "منظمة إرهاب مردوعة". هذا قول ونقيضه.
الردع معناه الخوف من رد يضر بالسكان وبالبنى التحتية.
لكن بالنسبة لمنظمات "الإرهاب"، فإن معاناة السكان تزيد مخزون تجنيدها.
عندما تمولها دولة مثل إيران، فإنها غير معنية بالبنى التحتية المدنية.
21 شهراً من القتال في غزة مع 6 فرق هي الدليل المر على ذلك، فالجيش المصري هزمه الجيش الإسرائيلي بفرقتين.
ثانياً - منظمات "الإرهاب" الكبرى لا يمكنها أن تعيش دون دعم من دول غنية. في منطقتنا يعمل ما لا يقل عن 3 دول داعمة لـ "الإرهاب": إيران، قطر وتركيا، وهذه تفضل البقاء خارج الصورة العلنية، لكنها تدعم بالتصريحات، بالسلاح، وبالميزانيات.
ثالثاً - عندما تضم دولة داعمة لـ "الإرهاب" ذراعاً يعرف كمنظمة "إرهاب"، ويسعى إلى سلاح نووي، فإن نقطة الانطلاق يجب أن تكون أن يصل هذا السلاح إلى المنظمات.
بغياب الردع فإن استخدام السلاح النووي سيخرج عن قواعد الاستخدام بين الدول.
رابعاً - نوجد في حرب وجودية على الأقل للسبعين سنة القادمة. 22 دولة إسلامية وبخاصة خمس أو ست ودول وكيانات لا تريد دولة يهودية بين نهر الأردن والبحر المتوسط.
هنا لم تنتهِ الحرب، ويوجد فرق بين انتصارات في المعركة وبين إنهاء النزاع.
خامساً – لا يوجد تهديد خارجي وجودي على إسرائيل لا يمكننا أن نعطيه جواباً. منذ 1947 وحتى اليوم دوماً انتصرنا في نهاية الأمر. الخطر الوجودي الحقيقي يكمن في الصدوع في المجتمع الإسرائيلي.
سادساً – من عوّل على العالم الغربي، على أوروبا، وعلى الأمم المتحدة وعلى المنطقة يخيب ظنهم هذه الأيام، في ضوء سيطرة اللاسامية على الرأي العام في الجامعات، وفي مؤسسات الرياضة، وفي الأمم المتحدة، وفي لاهاي.
زعماء إسرائيل والعالم ملزمون بأن يهتموا بهذه المبادئ الستة في سياق حملة السنتين الأخيرتين بشكل مختلف عما فعلوه حتى 6 تشرين الأول 2023.
المدى القصير – خطوات فورية
إعادة المخطوفين: هذه الحقيقة تقضم وتضعف جدا ثقة الشعب في تشجيع التجند للجيش وفي الاستيطان في بلدات الجبهة بل وتؤكد فجوة إضافية في الشعب المنقسم على أي حال في صدوع عديدة، وبالتالي فإنه تحت فكرة "للقيم لا يوجد ثمن" إسرائيل ملزمة بأن تعيدهم كلهم بأسرع وقت ممكن.
عن الوقف الفوري للحرب وعن التنازلات لـ "حماس" لن أتوسع هنا.
بداية، لأنه لا يوجد ما يدعوني لأساعدهم في المفاوضات، وثانياً لأنه لا يهم كم نلبي من مطالبهم مقابل كل المخطوفين الأحياء والأموات، فإني أثق بـ "حماس" لأن توفر لنا أسباباً للعودة للسيطرة على مناطق أمنية في قطاع غزة وأساساً على محور فيلادلفيا الذي يفصل بين غزة ومصر.
هذا محظور تركه مرة أخرى، لأن هذا يتعارض حتى مع اتفاقات أوسلو، التي يعرف فيها فيلادفيا كمنطقة عسكرية مغلقة تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي.
استمرار القتال: يجب مواصلة القتال بلا هوادة في "يهودا" و"السامرة"، في لبنان، وفي غزة.
وقف الإرهاب اليهودي: بالتوازي، من الواجب وقف الإرهاب اليهودي فوراً – هذا إرهاب من شأنه أن يؤدي إلى حرب أهلية.
يدور الحديث عن حفنة صغيرة بالنسبة لمئات آلاف المستوطنين في "يهودا" و"السامرة"، معظمهم ككلهم هم ملح الأرض.
أكثر مما نحن نحافظ على أخلاق القتال – أخلاق القتال تحافظ علينا، على يهوديتنا، وعلى قيمنا.
إصلاحات داخلية: تشكيل لجنة تحقيق رسمية تفحص مفهوم الأمن من العام 2000 وحتى اليوم.
تقصير فترات الاحتياط وتجنيد واسع لكل أبناء الـ 18 لخدمة ذات مغزى.
التجنيد ليس "مساواة في العبء بل الحق في وجود الدولة".
انتخابات: مع نهاية الحرب يجب الإعلان عن انتخابات جديدة. تستدعي الصدمة في السنوات الثلاث الأخيرة الطلب المتجدد لثقة الجمهور.
المدى المتوسط – تغيير بنيوي
المناطق الميتة: يجب إقامة مناطق مجردة من السلاح – في لبنان جنوب الليطاني وفي غزة حزام من ألف متر عن الجدار.
يجب تنفيذ فصل مطلق بين مصر غزة وبقاء دائم في فيلادلفيا الموسع.
ترميم الجيش الإسرائيلي: ترميم روح الجيش وقيمه، أساسا في جانب الثقافة التنظيمية. فمركزية القرار في هيئة الأركان نزعت صلاحيات القادة في الميدان. مطلوب مراجعة المبنى التنظيمي وملاءمته مع التحديات الجديدة.
مجلس الأمن القومي: إعادة تشكيل المجلس بحيث يضم مهنيين وليس سياسيين، مع صلاحيات رفع تحليل موضوعي للحكومة.
في المدى البعيد – رؤية وطنية
في المدى البعيد، مطلوب رؤية متجددة لإسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية أحادية القومية، تحرص على المساواة في الواجبات وفي الحقوق لعموم مواطنيها.
المبدأ الموجه: السلام الداخلي اهم من السلام الخارجي. السلام الخارجي دون سلام داخلي سيجلب حروباً داخلية وخارجية.
الرسالة الدولية يجب أن تكون واضحة: استمرار وجود إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية غير قابل للمفاوضات.
هذا هو الأساس الذي يجب أن تبنى عليه السياسة الإسرائيلية في العقود القادمة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الايام
منذ 39 دقائق
- جريدة الايام
الحكومة تصادق على نظام التحويلات الطبية وشراء أدوية مصطفى: اتصالات وجهود حثيثة لاستعادة أموال المقاصة المحتجزة
رام الله - "الأيام": أكد رئيس الوزراء محمد مصطفى، أمس، إن جهوداً واتصالات مكثفة تجري لاستعادة عائدات الضرائب الفلسطينية (المقاصة) التي تحتجزها إسرائيل. وقال مصطفى، في مستهل الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء برام الله، "إن الاتصالات والتحركات السياسية الفلسطينية مستمرة مع مختلف الجهات للدفع باتجاه وقف اعتداءات عصابات المستعمرين الإرهابية، واستعادة أموالنا المحتجزة؛ لما لذلك من أهمية حيوية في تمكين مؤسسات الدولة من الاستمرار في أداء واجباتها تجاه المواطنين". وقال بيان مجلس الوزراء: استكمالاً لسلسلة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتخفيف الأعباء على موظفي القطاع العام في ظل الظروف الميدانية والمالية الصعبة، وجّه المجلس رؤساء الدوائر الحكومية لمتابعة ترتيب دوام الموظفين بما يراعي الظروف السائدة، آخذين بعين الاعتبار خصوصية كل دائرة، وبما لا يؤثر على الإنتاجية وسير العمل وتقديم الخدمات بالكفاءة المطلوبة وبما لا يعطل الخدمات المقدمة للمواطنين. كما أكد مصطفى، وفقاً لبيان صدر عن مجلس الوزراء، على ضرورة تكثيف الضغوط الدولية لوقف العدوان المستمر على قطاع غزة، وإنهاء معاناة مئات الآلاف من الجوعى عبر ضمان إدخال المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ وعاجل للحد من تفشي المجاعة في القطاع. كما أكد مصطفى على أن التحضيرات جارية على قدم وساق لإنجاح مؤتمر "حل الدولتين" المقرر عقده في نيويورك نهاية الشهر الجاري، بالتنسيق مع السعودية وفرنسا ومختلف الدول الشقيقة والصديقة، بما يضمن توحيد الجهود لإعادة إحياء مسار سياسي ملزم، قائم على إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة. استمع المجلس لتحضيرات وزارة التربية والتعليم العالي لعقد امتحان الثانوية العامة لطلبة قطاع غزة، التي ستبدأ السبت القادم. وأقر المجلس معايير تنظيم ملف التحويلات الطبية إلى مستشفيات الداخل، بحيث تقتصر على حالات "إنقاذ الحياة"، وضمن معايير محددة تشرف عليها لجنة خاصة، إضافة إلى دراسة الحالات التي تستدعي تحويلها إلى دول أخرى حال عدم توفر العلاج في المستشفيات الفلسطينية. كما صادق مجلس الوزراء على شراء كميات إضافية لأنواع محددة من الأدوية لتلبية الاحتياج المتزايد للمرضى من أبناء شعبنا. وصادق المجلس على اتفاقية التسوية مع شركة كهرباء جنوب الخليل والحقوق المالية العالقة منذ سنوات، بحيث تتضمن الاتفاقية جدولة ملف الديون والالتزام بتسديد فاتورة الاستهلاك الشهرية. وبذلك تكون الحكومة قد أتمت حوكمة عمل شركات الكهرباء الـ5 الكبرى، فيما تستمر عمليات التسوية مع البلديات الأكثر مديونية، خصوصاً بعد إنجاز التسويات مع حوالي 90 هيئة محلية حتى الآن، الأمر الذي من شأنه تعزيز كفاءة خدمات هذه الهيئات ورفع تصنيفها وحصولها على مشاريع تطويرية أكثر، وفقاً للبيان. وصادق مجلس الوزراء بالقراءة الأخيرة على مشروع نظام تحديد قيمة الرسوم المالية بشأن التراث غير المادي. كما اعتمد مذكرة التفاهم بين الجهاز المركزي للإحصاء ومنظمة إنقاذ الطفل الدولية، بشأن التعاون لتنفيذ أنشطة في مجال مؤشرات إحصاءات الطفل.


جريدة الايام
منذ 40 دقائق
- جريدة الايام
"مصلحة المياه" تحذر من خطورة اعتداءات المستوطنين على "عين سامية"
حذر رئيس مجلس إدارة مصلحة مياه محافظة القدس عيسى قسيس، أمس، من أن تكون اعتداءات المستوطنين المتكررة على آبار عين سامية شرق رام الله، مقدمة لوضع سلطات الاحتلال يدها عليها، مؤكداً أن المصلحة ستواصل حراكها على كافة المستويات، للضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف هذه الممارسات. وقال قسيس خلال مؤتمر صحافي عقدته المصلحة في مقرها برام الله، "إن الاعتداء الذي وقع على عين سامية قبل يومين غير مقبول، فالمصلحة لديها منطقة امتياز، لم تأخذها من الاحتلال، بل هذا حق لها". وتابع: الهجوم على آبار عين سامية، وتقع قرب بلدة كفر مالك، ليس جديدا، فنحن في معركة طويلة مع هذا الاحتلال الشرس، لكن مؤخراً بتنا نتعرض لهجمات من قبل المستوطنين بشكل ممنهج". ولفت قسيس إلى أنه جرى توثيق اعتداء المستوطنين الأخير، وتقديم شكوى للشرطة الإسرائيلية، لافتاً إلى أن الاحتلال هو من يسمح للمستوطنين بالاعتداء على عين سامية. وأشار إلى أن الاعتداء الأخير على عين سامية هو الثاني من نوعه في غضون أسبوعين، مبيناً أن اجتماعاً فلسطينياً –إسرائيلياً، لم تشارك فيه المصلحة بحث ما حصل، ليأتي الرد الإسرائيلي بطلب تقديم شكوى للشرطة الإسرائيلية، وهو ما حصل. ونوه قسيس إلى الزيارة التي نظمتها المصلحة بمشاركة عدد من ممثلي السلك الدبوماسي إلى موقع عين سامية عقب الاعتداء الأول، مبينا أن الرد على ذلك كان بتنفيذ اقتحام جديد، أدى إلى فقدان السيطرة على آبار عين سامية. وتابع: مطلوب أن نرفع صوتنا عالياً، لفضح ممارسات الاحتلال، واستخدامه المستوطنين كسلاح ضدنا، وإن استهداف الآبار يهدد مصلحة 19 تجمعاً سكانياً بشكل مباشر، فضلاً عن 14 تجمعاً آخر تزود بالمياه بشكل مشترك مع محطة رام الله، أي نحو 100 ألف مواطن. وأردف قسيس: نحن أمام تحد كبير، (...) وإذا ما كنا أمام محاولة ممنهجة لفرض اعتماد المصلحة على طرف ثالث في تزويد المياه، فهذا مرفوض جملة وتفصيلاً. وبين أن كافة الهيئات المحلية المنضوية في مجلس إدارة المصلحة، ترفض أي محاولات إسرائيلية للمساس بآبار عين سامية، مضيفا "مطلوب أن نتوحد جميعاً، وأن نتحرك على المستوى الدولي لإبراز حقنا في المياه، وأن هناك اعتداء علينا". واستدرك قسيس: لا مجال أن يكون الرد على شكوانا، بأن الآبار توجد فيها منطقة فيها مستوطنون، فهذا عذر غير مقبول، ولن نتخلى عن مواطنينا، ومنطقة امتيازنا، وحقنا في سحب المياه منها. من ناحيته، أكد مدير عام التخطيط في سلطة المياه عادل ياسين، أن استهداف آبار مياه عين سامية مسألة خطيرة، معتبراً إياه هجوماً ممنهجاً على قطاع حيوي. وقال: وجود المياه سبب للبقاء، بالتالي فإن استهداف المياه وسيلة للتهجير بطريقة ممنهجة، موضحا أن هجوم المستوطنين انعكاس لسياسة الحكومة الإسرائيلية الداعمة لهم. وأوضح أن الاحتلال يستهدف مصادر المياه منذ يومه الأول، مضيفا "المياه سلاح فعال يستخدمه الاحتلال بأدواته المختلفة، لذا يجب أن نقف وقفة جادة محليا ودوليا، مع كافة الأصدقاء في العالم لفضح ممارسات الاحتلال، لأن السكوت على هذا الحدث، ربما سيكون مقدمة لأمور أكبر وأشد خطورة مثل وقف الآبار عن العمل". وأردف: نحن في سلطة المياه، تواصلنا عبر القنوات الرسمية مع اللجنة المشتركة، بالتعاون مع الهيئة العامة للشؤون المدنية، ونعلم جيدا أننا لسنا بالوضع الأقوى، لكن يجب أن يبقى صوتنا عاليا، ونحاول، وألا نسمح باستمرار الاعتداءات.


جريدة الايام
منذ 40 دقائق
- جريدة الايام
مسعفو غزة يجتهدون في إنقاذ الأحياء وانتشال الجثامين
كتب خليل الشيخ: بوتيرة متسارعة عملت طواقم المسعفين والدفاع المدني على إخراج بعض الضحايا من عائلة "عرفات" التي استهدفها قصف جوي إسرائيلي في حي "الزرقا" شمال مدنية غزة، في محاولة لإنقاذ حياة الجرحى منهم. لكن العمل الدؤوب لهذه الطواقم بالتنسيق مع منظمة "أوتشا" لم ينجح في إخراج الجثامين التي لا تزال عالقة تحت أكوام الركام ومن المتوقع أن تترك إلى حين تيسر آليات كبيرة تتناسب وحجم الردم المتراكم. وكانت قوات الاحتلال قصف منزلاً يعود للحاج محمد عرفات فوق رؤوس ساكنيه، غالبيتهم أطفال، مساء الاثنين الماضي، ونقل شهود العيان عن وجود نحو 20 فرداً من العائلة بين طبقات الركام بين شهداء وجرحى عالقين. وقال الشهود لـ"الأيام" إن من بين الناجين الجريحة هالة الشرفا وهي زوجة ابن صاحب المنزل في العشرينات، التي كانت تستجدي في تسجيل فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، طواقم الدفاع المدني لإخراجها من بين الركام الذي يغطي جسدها، مشيرين إلى أن آخرين ردوا على اتصالات من هواتفهم النقالة لكنهم لم يستطيعوا التحدث، ما يشير إلى بقائهم أحياء لكنهم بحالة خطيرة. ومن المرجح بقاء بعض الجثامين تحت الركام حيث يصعب على طواقم الدفاع المدني انتشالها، وهو ما يُتوقع أن تتحول هذه الجثامين إلى رفات وعظام. ويعتبر منزل عائلة "عرفات" واحداً من آلاف المنازل التي تم قصفها وبقي اصحابها شهداء تحت الركام منذ عدة شهور، وهو ما يؤكد تحول جثامينهم إلى رفات وعظام فقط. يقول الأربعيني "أبو يوسف" من حي الزيتون بغزة لـ"الأيام": لا نستطيع التنقل إلا بارتداء كمامة على الأنف من شدة انتشار روائح تحلل الجثامين. ورجح وجود المئات من الشهداء تحت أنقاض مباني ومنازل حي الزيتون جنوب مدينة غزة، وآخرين دفنوا في الطرق العامة وتحللت جثامينهم على حد قوله. وأضاف، إن مرور وتوالي الشهور جعل جثامين الشهداء تتحول لرفات ويصعب جمعها، بل واختلطت أجساد الضحايا بتراب الحي الذي يشهد عملية تدمير واسعة منذ بدء العدوان الإسرائيلي. واوضح المواطن "أبو يوسف" أن عشرات العائلات ابلغت عن ابنائها من ضمنهم اطفال، كمفقودين والترجيحات تصب في خانة وجودهم تحت أنقاض المنازل والمباني التي دمرها الاحتلال. وتقول مصادر محلية إن الآلاف من الشهداء لا يزالون تحت الأنقاض ويصعب انتشال جثامينهم، لسببين: الأول وجود كميات كبيرة من الركام تحتاج لمعدات ثقيلة، والثاني لعدم قدرة طواقم الدفاع المدني الوصول إلى أماكن تواجدهم، وفي الحالتين كانت قوات الاحتلال قصفت المنازل فورق رؤوس أصحابها. ويتعرض حي الزيتون منذ عدة شهور إلى غارات عنيفة تتحول بعدها المنازل إلى أكوام من الركام وسط تنفيذ مجازر صامتة ومفقودين تحت الأنقاض، معظمهم من العائلات التي رفضت مغادرة منازلها. واعتاد ذوو الشهداء العالقة جثامينهم كتابة أسمائهم على ركام منازلهم كما حدث مع الشاب "نور الدين" الذي قال: "نكتب الأسماء لكي يعرف الناس وجود جثامين شهداء ويتجنبوا العبث بالركام"، مشيراً إلى أن روائح تحلل جثامينهم تعبق في المكان بشكل لافت.