
"خطة إسرائيل لرفح ستكون جريمة، والقانون الدولي لا يحمي غزة" – مقال رأي في الغارديان
ونبدأ جولتنا من الغارديان، مع مقال يسلط الضوء على مدى "وقاحة" السياسة الإسرائيلية التي تشكل "جرائم حرب" على مدار الواحد والعشرين شهراً من الحرب في غزة، دون الاكتراث للقانون الدولي.
في هذا المقال، يشير المحامي الفلسطيني رجاء شحادة، إلى خطة إسرائيل بنقل الفلسطينيين "قسراً" إلى مخيم في أنقاض رفح، لا يُسمح لهم بمغادرته بعدها، فيما وصفه الكاتب بـ"معسكر اعتقال".
ويعرّف المحامي معسكرات الاعتقال بأنها مراكز احتجاز لأعضاء جماعة وطنية أو سجناء سياسيين أو أقليات؛ لأسباب أمنية أو عقابية، وعادة ما يكون ذلك بأمر عسكري.
ونقل الكاتب عن مايكل سفارد، المحامي الإسرائيلي في مجال حقوق الإنسان، قوله إن وزير الدفاع الإسرائيلي "وضع خطة تنفيذية لجريمة ضد الإنسانية"، هذا بالإضافة إلى قتل وإصابة الآلاف وهم يحاولون الحصول على الطعام.
ويرى شحادة، وهو مؤسس منظمة (الحق) لحقوق الإنسان "أن معظم الإسرائيليين لا يعترفون بإنسانية الفلسطينيين، بدليل أنهم لا يظهرون أي ندم على ما يرتكبه جيشهم باسمهم".
وأرجع المقال "بذرة نزع الإنسانية" من معظم الإسرائيليين، إلى حرب 1948 حين "حُرِم الفلسطينيون بعنف من أراضيهم وممتلكاتهم فيما سُمي بالنكبة، بدعوى أن الأرض وهبها الله للشعب اليهودي".
ومنذ ذلك الحين، أصبح الإسرائيليون قادرين على استخدام منازل العرب وأراضيهم وبساتينهم "دون أي شعور بالذنب". لذا فإنه على الرغم من أن هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول كانت شرارة اندلاع الحرب الحالية، إلا أن إسرائيل، بحسب المقال، "دأبت على إهانة الشعب الفلسطيني وسلب ممتلكاته بشكل ممنهج لعقود".
ويندد المقال بعدم قدرة القانون الدولي على اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه السابق، بناء على مذكرات التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية، بل الأكثر من هذا أن الغرب يواصل تقديم الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل.
ويقول المحامي الفلسطيني إن القانون الدولي لم يكن يوماً "خَلاص فلسطين"، وذلك منذ فشل تطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948، الذي منح اللاجئين الفلسطينيين حق العودة إلى ديارهم التي باتت اليوم في دولة إسرائيل.
فرغم محاولات الفلسطينيين على مر السنين اللجوء إلى القانون الدولي إلا أنه يفتقر إلى وسائل إنفاذ فعّالة، ناهيك عن "مصالح الأقوياء"، على حد قول شحادة.
ويعوّل الكاتب على "صمود" الفلسطينيين الذين ما زالوا متمسكين بأرضهم التي أُجبروا على تركها "كما كانوا في تلك الأيام الدموية الأولى"، خاتماً مقاله بأن محاولة إسرائيل إيقاف الحياة في غزة التي يمتد وجود الفلسطينيين فيها لأربعة آلاف عام، "محكوم عليها بالفشل".
EPA
ننتقل إلى صحيفة "التايمز"، ومقال عن أزمة المهاجرين في أوروبا يرصد تحولات في التحالفات والسياسات بالوكالة وازدهار التهريب في ليبيا، بما أدى إلى زيادة أعداد اللاجئين الذين يصلون إلى أوروبا.
في المقال، يرصد توم كينغتون، وجود قوارب أنيقة وقوية على ميناء جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، مقارنة بزوارق مطاطية ضعيفة كانت تُشاهد بكثرة في طريقها من ليبيا إلى أوروبا.
وأوضح المقال أن هذه القوارب الجديدة مزودة بمحركين خارجيين بقوة 250 حصاناً، ما يسمح لها بالسير بسرعة أكبر بكثير، بما يقلص زمن رحلة المهاجرين إلى 7 ساعات فقط بعد أن كانت تستغرق أطول من يوم.
وزيادة كفاءة الرحلة من حيث السرعة، انعكست بالتبعية على زيادة تكلفة تهريب المهاجر التي كانت تبلغ 800 دولار منذ سنوات، لتصبح 2000 دولار للفرد الواحد. ومع هذا، فقد زاد عدد المهاجرين الضعف بالمقارنة بالعام الماضي، ليصل 28 ألف مهاجر هذا العام، مقابل 15 ألفاً في 2024.
ويسلط المقال الضوء على "ازدهار" المتاجرين بالبشر هذا العام، مع تفاقم الفوضى والفساد في غرب ليبيا، لاسيما بعد مقتل عبد الغني الككلي، رئيس جهاز دعم الاستقرار، المجموعة المسلحة البارزة التي تتبع المجلس الرئاسي الليبي.
هذا الأمر، سمح بإطلاق سراح سجناء سابقين، بحسب المقال، الذين حجزوا رحلات بحرية على الفور. ومع ذلك، فإن المهاجرين الذين تعترضهم ليبيا في البحر، "غالباً ما يُعادون إلى سجون وحشية ويتعرضون للضرب والاغتصاب، ثم يُسلمون إلى المتاجرين الذين يتقاضون منهم رسوماً مقابل عبور آخر".
كما يُزعم أن مسؤولين إيطاليين دبروا إطلاق سراح زعيم ميليشيا ليبي متهم بتعذيب المهاجرين بعد احتجازه في إيطاليا في يناير/كانون الثاني، بموجب مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.
أما في شرق ليبيا الذي يديره الآن القائد العسكري خليفة حفتر، فقد ارتفعت أعداد المهاجرين إلى جزيرة كريت اليونانية هذا الشهر، ليبلغ نحو 500 مهاجر يومياً على متن زوارق صغيرة وزوارق صيد سريعة، ما رفع إجمالي عددهم هذا العام إلى نحو 8000 مهاجر.
ونقل المقال عن محللين أن حفتر يستخدم المهاجرين كسلاح ضد اليونان، في محاولة لنيل الاعتراف به رسمياً، لاسيما بعد محاولات تركيا إقناع ليبيا بالتصديق على اتفاقية تُقسّم مساحة من البحر المتوسط بين البلدين للتنقيب عن النفط والغاز، ما أثار حفيظة اليونان نظراً لتداخل المنطقة مع الجزر اليونانية.
لذا، عندما أعلنت اليونان عن حقوق جديدة للتنقيب عن الطاقة حول جزيرة كريت الشهر الماضي، أبدت بنغازي احتجاجها، بحسب المقال، الذي أشار إلى أن حفتر تعمد زيادة المهاجرين من شرق ليبيا للضغط على أثينا.
الطقوس تضيف شكلاً ومعنى لحياتنا
ونختتم جولتنا بصحيفة الفاينانشال تايمز، ومقال لإنوما أوكورو، صاحبة عمود في قسم "الحياة والفنون" بالصحيفة البريطانية.
في هذا المقال، ترصد أوكورو كيف أن الممارسات الأسبوعية والطقوس هي وسيلة لتعزيز رفاهية الأفراد والمجتمعات، لاسيما في الأوقات التي يشعر فيها العالم بالفوضى والتوتر وعدم اليقين.
وتقول إننا غالباً ما نفكر في الطقوس على أنها متربطة بالممارسات الدينية أو في احتفالات محددة كأعياد الميلاد أو الجنازات، لكنها ترى أن الطقوس دعوة لاكتشاف ما نعتبره مقدساً في حياتنا اليومية، وللانخراط في أنشطة تشهد على ذلك.
وتؤكد الكاتبة على الفرق بين مصطلحي "الروتين" و"الطقوس"؛ فالروتين من وجهة نظرها قد يتحول إلى طقس "عندما نمارسه مع إدراك أن كل ما نقوم به هو لتعزيز الشعور بالرفاهية لأنفسنا وللآخرين".
وتضرب مثالاً باحتساء الشاي مثلاً، فهذه الممارسة لو حدثت بوعي، فإنها تُذكر من يشرب الشاي بنعمة الماء، ونعمة الأرض في توفير ما يُصبح أوراق الشاي.
وعلى الرغم من عدم سهولة الانخراط في هذا النوع من التأمل مع تركيزنا على متطلبات الحياة اليومية، إلا أن كاتبة المقال ترى أن أحد أهداف هذه الطقوس هو أن تكرارها يُدرب أجسادنا وعقولنا وأرواحنا على الانخراط في الحياة بطريقة معينة. فكلما مارست شيئاً ما، زاد تأثيره عليك.
وضربت مثالاً آخر بصديق كان يقضي ساعة الغداء في أحد متاحف مدينته مرة أو مرتين أسبوعياً، وكان يختار لوحة يقضي الوقت كله في النظر إليها، مخبراً كاتبة المقال بأن هذه الممارسة علمته المزيد عن النظر والتأمل. وتعلق أوكورو بأن الفن يعلمنا إطالة مدى انتباهنا لأشياء تتجاوز العمل الفني.
واستعانت أوكورو في مقالها بتأمل عدد من اللوحات التي جسدت طقساً ما في ذهن الفنان الذي رسمها، من بينها لوحة "غرس الأشجار" للفنان الألباني إيدي هيلا، في تصوير سريالي لرجال ونساء يبدون وكأنهم يتمايلون أو يرقصون وهم يغرسون الأشجار معاً.
وتعلق بأن الفنان اختار رسم هذا المشهد الجماعي في طقوس تُعبّر عن الإيمان بمستقبلٍ مُشرق، وتُحيي الحياة حتى في الأوقات الصعبة، متسائلة في نهاية مقالها عن الممارسات اليومية أو الأسبوعية التي تُعيننا كأفرادٍ ومجتمعات، في ظل كل ما يحدث في عالمنا سياسياً وبيئياً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اذاعة طهران العربية
منذ 3 ساعات
- اذاعة طهران العربية
دور قائد الثورة الاستراتيجي في إدارة الحرب الـ 12 يوما
بدأ الهجوم العسكري العدواني للكيان الصهيوني على إيران في 13 يونيو/حزيران. وخلال هذه الهجمات، استُهدفت منشآتٌ نووية، مراكز عسكرية ومواقع مدنية، بما في ذلك المراكز الطبية، سجن إيفين والأحياء السكنية، مما أسفر عن استشهاد عددٍ من كبار القادة العسكريين، العلماء النوويين والمدنيين. وبعد هذا العدوان الصهيوني الغاشم، أصدر سماحة قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي - حفظه الله - رسالة جاء فيها: "أي اعتداء على الأمن القومي الإيراني سيُقابل برد قاس ونادم". ونتناول في هذا المقال الدور المحوري لسماحة قائد الثورة الإمام الخامنئي في إدارة هذه الحرب وتأثيرها على الرأي العام العالمي. إعادة تنظيم القوات المسلحة الإيرانية وقعت في الساعات الأولى من يوم 13 يونيو/حزيران، وبعد بدء الغارات الجوية الإسرائيلية، سلسلة من الانفجارات في طهران، استشهد خلالها عدد من كبار القادة. ومن منظور إدارة الأزمات، كان غياب الطبقة القيادية الأولى في الساعات الأولية لأي دولة يعني انهيار سلسلة السيطرة وتأخير اتخاذ القرارات الحاسمة. إلا أن ما حدث كان عكس ذلك تمامًا. ففي الساعات الأولى من الحرب، قدّم قائد الثورة الإسلامية قادة جدد ليحلوا محلهم وأعلن المهمة عبر رسالة عاجلة. وسرعان ما أُعيد بناء هيكل القيادة، وجرى تفعيل خطوط دعم الاتصالات. وفي غضون ساعات قليلة، انطلقت عملية الرد الحاسمة الإيرانية، واستهدفت الموجة الأولى من الهجمات الصاروخية الدقيقة أنظمة الدفاع والمستودعات اللوجستية للعدو في تل أبيب وأجزاء أخرى من الأراضي المحتلة مساء اليوم نفسه. لعلّ سرعة التحرك هذه كانت نتيجة عاملين: أولًا ، الهيكلية المفتوحة والمعيارية للقيادة التي كانت تُمارس سابقًا في مناورات معقدة، والتي أبقت خطوط القيادة البديلة جاهزة، و ثانيًا ، وجود قائد الثورة الإسلامية، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، على رأس هرم صنع القرار، والذي استطاع منع ضياع الوقت بأمر واحد. وقد أظهرت تجربة اليوم الأول من الحرب أن فكرة "التركيز في القرار واللامركزية في التنفيذ" في ظل حرب حديثة سريعة الوتيرة يمكن أن تُشكّل ركيزة أساسية لمقاومة أي بلد، وأن تُفضي إلى النجاح. ويُعدّ هذا الحادث أحد أبرز نقاط القوة في السياسة العسكرية لقائد الثورة في الدفاع عن إيران. في تقاليد الأزمات العسكرية، عادةً ما يتحدث كبار القادة من خلف المنابر الرسمية أو من خلال تصريحات جافة من هيئة الأركان المشتركة، لكن قائد الثورة الإسلامية خاطب الشعب الإيراني ثلاث مرات، مُواجهًا الكاميرا. ولم تكمن أهمية هذا الإجراء في مضمون الرسالة فحسب، بل في "توقيتها" و"أسلوب تنفيذها". فقد بُثّت الرسالة الأولى بالتزامن مع إطلاق إيران صواريخها الأولى على تل أبيب. وقد رسخ هذا التزامن استمرارية رواية "الدفاع المشروع" للجمهور والمراقبين الأجانب: "القرار، التنفيذ وإيصال المعلومات في إطار زمني مشترك". أما الرسالة الثانية ، فقد بُثّت في اليوم السادس من الحرب، بينما اعتمد العدو، بعد فشله في احتواء الرد الإيراني خلال الموجة الأولى، استراتيجية هجمات متفرقة على المدن. وقد أكد قائد الثورة الإسلامية، بلغة هادئة لكن حاسمة، على "الثبات، الهدوء والسيطرة على الموقف"، مغيّرًا بذلك النموذج النفسي للمجتمع من "رد الفعل القلق" إلى "السيطرة الفاعلة". أما الرسالة الثالثة ، بعد انتهاء الحرب، فقد أكدت على "لا للاستسلام"؛ ردًا واضحًا على التيارات الأجنبية التي حاولت تصوير انتهاء الحرب على أنه هزيمة لإيران. ومن منظور التواصل في أوقات الأزمات، شكّلت هذه الرسائل الثلاث دعائم الرواية الوطنية، ولم تسمح للفجوة الإخبارية أو هيمنة رواية العدو بإضعاف الروح المعنوية العامة. حلّ الوضوح المختار محل الشعارات والمبالغة؛ ولهذا السبب، اكتسبت هذه الرسائل مصداقية حتى لدى الرأي العام المعادي. حظيت إدارة قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي للأزمة بالإشادة ليس فقط داخل إيران، بل على الصعيد الدولي أيضًا. وأشارت وسائل إعلام عالمية، بما في ذلك الجزيرة والغارديان، إلى أن إيران أجبرت إسرائيل على الانسحاب بأقل الخسائر وأقصى تأثير. كما تصدّرت وسوم مثل "قائد الثورة" و"الإمام الخامنئي" مواقع التواصل الاجتماعي، مما يُظهر أن صورة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقيادتها قد تعززت لدى الرأي العام العالمي. ردٌّ قاطع على الشائعات في الأيام التي تلت انتهاء الحرب، أثار المسؤولون الأمريكيون و الصهاينة مرارًا وتكرارًا مسألة اغتيال قائد الثورة الإسلامية، إلا أن حضور سماحة القائد في مراسم العزاء، حتى دون خطاب، كان مثالًا رائعًا على ممارسة القوة الرمزية. وقد أثبت هذا الحضور أنه رغم كل التهديدات، لا يزال استقرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأمنها وسلطتها راسخًا، وأن للقيادة حضورا مؤثرا وملهما إلى جانب الشعب والمسؤولين.


ساحة التحرير
منذ 3 ساعات
- ساحة التحرير
العمليات اليمنية ضد الملاحة الصهيونية!بشرى خالد الصارم
العمليات اليمنية ضد الملاحة الصهيونية! بشرى خالد الصارم* عادت مشاهد إغراق السفن التابعة للكيان الصهيوني لتؤكد أن الإسناد اليمني باقٍ ومستمر حتى وقف العدوان على غزة، في مشهد بطولي يسجله القوات المسلحة اليمنية بأحرف من نور، في وقت تخلت الأنظمة العربية والإسلامية وجيوشها وشعوبها عن الشعب الفلسطيني ليواجه العدو الصهيوني بمفرده وبلا هوادة. لكلِ جُرمٍ دمويٍ في غزة ردة فعل بطولي في البحر الأحمر ينسج خيوطه أنامل القوات البحرية للقوات المسلحة اليمنية في فرض حظر بحري للملاحة الصهيونية لهدف إجبار العدو الصهيوني ومن يقف خلفه على رفع الحصار عن غزة ووقف العدوان وإنهاء حرب الإبادة المستمرة، ليأتي هذا القرار من ضمن عمليات الإسناد الشعب اليمني بقيادته وقواته المسلحة للمجاهدين في غزة، فالعملية البحرية الأخيرة التي تم من خلالها إغراق سفينتين تابعتين لملاحة الكيان الصهيوني في أقل من 48ساعة فقط، كان استهدافهن لقيام الشركة التي تتبعاها محاولة انتهاك قرار الحظر البحري للملاحة الصهيونية، بعد عدة إنذارات ثم تحذيرات ثم جاء الاستهداف بعد تجاهل السفينتين تحذيرات القوات البحرية اليمنية مما تسبب ذلك في إغراقهن . على ضوء هذه العملية البطولية عادت البحرية اليمنية تتصدر مشهد الردع في البحر الأحمر عبر عمليتين استراتيجيتين وضعتا العدو الإسرائيلي تحت ضغط غير مسبوق، في حظر قائم لن يتوقف، حيث بدأ الكيان بإعادة تقييم مواقفه ليدخل في مرحلة بحث عن مخارج مؤلمة أولها إنهاء العدوان على غزة. ومما لا شك فيه أن اليمن يؤكد عملية مساندته لفصائل المقاومة في فلسطين المحتلة،وأنه يقف بجانب الشعب الفلسطيني في لُحمة واحدة وبتوافق واحد،ويؤكد أيضاً أن الشعب الفلسطيني ليسوا وحدهم ولن يكونوا وحدهم، وكذلك تقدم القوات المسلحة اليمنية للمجاهدين في غزة ورقة ضغط قوية ورابحة يستطيعوا من خلالها التفاوض مع العدو الصهيوني في حال قرر التفاوض لوقف العدوان على غزة. موقف مشرف يتشرف به أهل الإيمان والحكمة، في عز وجع أهالي غزة يأتي هذا الموقف كتخفيف معاناتهم وبث روح الصمود والثبات في أوساطهم وبأنهم ليسوا وحدهم في هذه المعركة،فاليمن معهم قلباً وروحاً، جسداً ودماً، عدةً وعتاد، وبكل ما أمكنهم الله به فلن يألوا جهداً مهما كانت تداعيات هذا الإسناد من استهدافٍ للعدو الموانئ اليمنية والأماكن الحيوية للشعب اليمني في محاولة لردعه عن موقفه المساند،ولكن كما يعرف العدو كلما صعد في عدوانه كلما صعدت القوات المسلحة اليمنية في هجماتها وعملياتها ضد العدو الصهيوني سواء في البحر أو عبر إطلاق الصواريخ نحو الأراضي المحتلة وخلق حالة الذعر والفرار بين أوساط قطعان الصهاينة وبلا هوادة. و 'إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ' اتحادكاتبات اليمن 2025-07-13


ساحة التحرير
منذ 3 ساعات
- ساحة التحرير
فرنسا وبريطانيا .. إخفاء خطة الحرب تحت عنوان السلام!ميشال كلاغاصي
فرنسا وبريطانيا .. إخفاء خطة الحرب تحت عنوان السلام! م. ميشال كلاغاصي على الرغم من توقيع فرنسا وبريطانيا 'الجارين اللدودين' ما سمي بـ 'الاتفاق الودي' عام 1904, إلاّ أن تاريخ العلاقات بينهما شهد العديد من فترات التحالف والعداء, وقدما عبر التاريخ مزيجاً من التوتر والمنافسة التي لم تخلو من الخداع, وخاضا عشرات الحروب كحرب المئة عام, وتحالفا في الحربين العالمييتين ضد ألمانيا النازية, ولم يتوقفا عند حدود صراعاتهما البينية على الصيد والتجارة والنفوذ والسيطرة في أوروبا وأمريكا الشمالية والهند والشرق الأوسط, كذلك سجلا معاً فترات من التعاون كالعدوان الثلاثي على مصر, ودعم الكيان الإسرائيلي في جميع جولات عدوانه لإغتصاب وإبتلاع أرض فلسطين المحتلة, وعلى الرغم من تباين مواقفهما تجاه روسيا في سنوات الصراع الأولى مع أوكرانيا, إلاّ أنهما عادا اليوم للإلتقاء والتقارب مجدداً ضدها, وبات الفرنسيون أكثر قرباً من الموقف البريطاني المتشدد والمتمسك بمواجهتها بشكلٍ مباشر. إن إصرار الرئيس دونالد ترامب على إبعادهم عن المشاركة في التفاوض لإنهاء الصراع في أوكرانيا, وإجبارهم على زيادة إنفاقهم الدفاعي إلى 5% من اجمالي الناتج المحلي لدولهم, أتى في وقتٍ أعلن فيه ترامب ذاته استمرار واشنطن بتزويد الناتو بالأسلحة الأمريكية وعلى دوله دفع ثمنها, وبذلك يبدو أنه يضعهم في خانة العبيد ويدخلهم دوامة الحلابة الأمريكية. في الوقت الذي يرى فيه الأوروبيون أن روسيا أصبحت دولة منهكة تعاني الخسائر الفادحة, وباتت غير قادرة على خوض حرب طويلة الأمد، لذلك راهنون عبر تهديداتهم وضغوطاتهم العسكرية إما على إجبار الرئيس ترامب على قبولهم كأطراف رئيسية لحل الصراع, أو تطوير الصراع عسكرياً, ودفع موسكو لإستخدام أسلحتها النووية, وهذا ما لن يقبله ترامب المرشح لنيل جائزة نوبل للسلام, وكذلك غالبية دول العالم. يبدو أن صقور القادة الأوروبيين في فرنسا وبريطانيا وألمانيا باتوا يرفعون سقف الرهان, لتأكيد سردية 'العدو الخارجي' أمام شعوبهم, التي ضاقت ذرعاً بهم وبسياساتهم وبتفاقم الأزمات الإجتماعية والإقتصادية, جراء انخراط دولهم في الصراع الذي– برأيهم- لن ينتهي سلماً إلاّ بمشاركتهم وشروطهم أو بحربٍ عالمية مدمرة. من هنا تأتي خطورة ما أعلنه ماكرون وستارمر عن خطة فرنسية – بريطانية, تكشف استعدادهما معاً لإرسال 50 ألف جندي إلى أوكرانيا تحت عنوان 'حفظ السلام', وبحسب ماكرون فإن توحيد القوات العسكرية يجعلها قادرة على القيام بعمل عسكري واسع النطاق عند الضرورة, وبتشكيل الأساس لإنشاء قوة دولية ستكون مهمتها المستقبلية مراقبة وقف إطلاق النار في أوكرانيا و'الحفاظ على الاستقرار' في المنطقة. يا لها من خطة خبيثة مكشوفة, تسعى لإدخال 50 ألف من القوات هذين البلدين الأوروبيين تحت راية الناتو وليس تحت راية الأمم المتحدة المعنية بهكذا أدوار ومهام وفق القانون الدولي للمنظمة, ويبقى السؤال, هل تشمل خطة ماكرون وستارمر زيادة عدد القوات بإقحام أعدادٍ إضافية من دولٍ أوروبية أخرى, وهل يفكران حقاً كدول استعمارية قديمة – حديثة بحماية أمن أوكرانيا ؟ أم بإقتراب هذه القوات من حدود روسيا تحضيراً لأدوارٍ عسكرية أوروبية قادمة ضدها, يبدو أن 'الجاران' يفكران بالإنتقام من روسيا وليس بإحتوائها لإحلال السلام . يا لها من خطة فضحت أصحابها وشريكهما المهرج الأوكراني المحارب دائماً,غير الاّبه بوقف الحرب والسلام لحماية شعبه وما تبقى من بلاده, في وقتٍ أكدت فيه خططهم أن حروبهم لا تعدو سوى وسيلة لتحقيق أهدافهم الدنيئة بإغتنام وتقاسم الأموال الأوروبية والأوكرانية, وسعيهم لفرض أنفسهم على أساس واقعٍ جيوسياسي جديد. أي خرابٍ يسعى إليه هؤلاء, وأية شرورٍ تجعلهم يجرون دولهم والعالم نحو الحرب العالمية الثالثة, وأي عارٍ يجنيه قادتهم بإخفاء خطط حروبهم ومصالحهم تحت ستار السلام. م. ميشال كلاغاصي // 13/7/2025