
بالشراكة مع شركة "بارادروميكس"..نيوم تعلن عن مشروع عالمي لتطوير تقنيات الربط بين الدماغ البشري والحاسب الآلي
أعلنت نيوم عن عقد شراكةٍ استراتيجية مع شركة "بارادروميكس" (Paradromics, Inc.)، الرائدة عالميًا في مجال تقنيات الربط بين إشارات الدماغ والحاسب الآلي (BCI) عالية الأداء، والمخصصة للمرضى الذين فقدوا القدرة على الحركة والكلام. وتتضمن الشراكة إنشاء مركز تميز علمي متخصص في الأبحاث السريرية في هذا المجال.
وتهدف الشراكة، التي يقودها صندوق نيوم للاستثمار، الذراع الاستثمارية الإستراتيجية لنيوم مع قطاع الصحة والعافية بنيوم وشركة بارادروميكس، إلى تطوير علاجات متقدمة قائمة على تقنيات الربط بين إشارات الدماغ والحاسب الآلي، والتي تهدف إلى مساعدة المرضى الذين فقدوا قدرتهم على الحركة أو التواصل أو الإدراك، على استعادة الوظائف العصبية المفقودة أو تعزيزها أو استبدالها.
وتعد تقنيات الربط بين إشارات الدماغ والحاسب الآلي ثورة علمية في مجال طب الأعصاب، مما جعلها محط اهتمام الأطباء والمرضى والباحثين.
وتعتمد هذه التقنية على التقاط إشارات الدماغ باستخدام الذكاء الاصطناعي، ثم تحليلها بشكل فوري وترجمتها إلى أوامر تنفذ بواسطة أجهزة مرتبطة بالجسم، دون الحاجة للكلام أو استخدام الأعضاء الجسدية الأخرى.
وبحسب الاتفاقية، سيشكل مركز التميّز العلمي المتخصص في تقنيات الربط بين إشارات الدماغ والحاسب الآلي، والذي سيتم إنشاؤه في نيوم، منصة رائدة للأبحاث السريرية في هذا المجال، وسيصبح لاحقاً المركز الرئيسيّ الأول للرعاية الصحية المعتمدة على تقنيات الدماغ والحاسب الآلي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وخارجها.
وقال ماجد مفتي، الرئيس التنفيذي لصندوق نيوم للاستثمار: "نلتزم في صندوق نيوم للاستثمار بتحقيق الرؤية الطموحة لقطاع الصحة والعافية بنيوم من خلال تقديم مفاهيم جديدة لمستقبل الرعاية الصحية. ومن هذا المنطلق، نحرص على الاستثمار في أحدث التقنيات التي ستسهم في تحويل القطاع ودفع حدود الابتكار فيه، ومعالجة أكثر التحديات تعقيداً التي تواجه العالم والإنسان".
وأضاف مفتي: "لقد اخترنا شركة "بارادروميكس" الرائدة في مجال تطوير تقنيات الربط بين إشارات الدماغ والحاسب الآلي كشريكٍ إستراتيجي في هذا المسار، حيث نتشارك الرؤىوالطموحات لرسم آفاقٍ جديدة للقطاع الصحي، وتطوير حلولللتحديات الصعبة، مما يحقق تحولاً نوعياً في القطاع ويخدم البشرية بشكل عام."
بدوره، قال الدكتور محمود اليماني، رئيس قطاع الصحة والعافيةفي نيوم: "تجسّد شراكتنا مع بارادروميكس نقلةً نوعيّة في مجال تطوير علاجاتٍ مبتكرة للأفراد الذين يعانون من الشلل الحركي، أو فقدان القدرة على النطق، أو غيرها من الحالات المعقدة. وسيشمل هذا التعاون المزيد من الأبحاث السريرية الرائدة في مجال العلاجات القائمة على تقنيات الربط بين إشارات الدماغ والحاسب الآلي، والتي ستوفر حلولاً مبتكرة من شأنها أن تعطي أملاً للملايين من الأشخاص حول العالم وتغيّر حياتهم".
من جهته، قال مات أنغل، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "بارادروميكس": "تمثّل هذه الشراكة انطلاقةً مهمة لمرحلةٍ جديدةمن التقدم، ليس فقط لشركة بارادروميكس، بل لقطاع تطوير تقنياتالربط بين الدماغ والحاسب الآلي ككل، حيث تمتلك نيوم وبارادروميكس رؤيةٍ طموحة مشتركة لإعادة تشكيل مستقبل رعاية الصحة العقلية.
ومن خلال هذا التعاون، يمكننا تسريع الابتكار في هذا المجال وتوفير علاجاتٍ فعّالة قائمة على تقنيات الربط بين إشارات الدماغ والحاسب الآلي على نطاقٍ واسع."
وتعد شركة "بارادروميكس" من أهم الشركات في هذه الصناعة لكونها المطور لنظام واجهات الدماغ والحاسوب BCI الأكثر تقدماًفي العالم، وهي تقنية مصمّمة لتعزيز الصحة مع تقدم العمر ،وتحليل البيانات والإشارات العصبية بشكلٍ فوريّ، حيث يتمّ زرع جهاز تحت الجلد، ليعمل بسلاسةٍ كحلقة وصلٍ بين الدماغ والأجهزة الرقمية المتصلة بالجسد، ومن ثم يقوم الجهاز الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي بترجمة الإشارات العصبية المسجّلة إلى أوامر قابلة للتنفيذ.
وتركّز التطبيقات الحالية لهذه التقنية المتطوّرة على استعادة القدرة على التواصل بشكلٍ مستقل عبر أجهزةٍ رقمية مخصصة للأشخاص الذين يعانون من إصاباتٍ في الحبل الشوكي، أو السكتات الدماغية، أو مرض التصلب الجانبي الضموري (ALS). كما تعمل "بارادروميكس" أيضاً على تطوير تطبيقاتٍ مستقبلية تهدف إلى توفير علاجاتٍ متطوّرة ومعزّزة لحالات الصحة العقلية، بما في ذلك اضطرابات المزاج والألم المزمن.
الجدير بالذكر أن هذ الشراكة تندرج ضمن محفظة الاستثمارات المتنامية لصندوق نيوم للاستثمار في مجال التقنيات التحويلية، ما يعكس الدور المحوري الذي يلعبه الصندوق في تمكين مشاريعن يوم الطموحة، وتسريع نمو قطاعاتها الـ 15، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز حركة الاستثمار.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 14 ساعات
- عكاظ
محمية «نيوم» تعيد توطين 1100 من الحيوانات في بيئاتها الأصلية
/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} تشهد نيوم عودة أنواع متعددة من الحيوانات المحلية إلى مواطنها الأصلية، بعد غياب استمر لعشرات السنين، ففي إطار إستراتيجيتها الطموحة لإعادة تأهيل الحياة البرية، نجحت نيوم في إعادة توطين أكثر من 1,100 حيوان تنتمي إلى ستة أنواع مختلفة ضمن محميتها الطبيعية الواسعة. ويُعدُّ الإنجاز خطوة بارزة نحو استعادة التوازن البيئي في المنطقة، اذ خصصت نيوم 95% من أراضيها للحفاظ على الطبيعة، مؤسِسَة بذلك منظومة بيئية مستدامة، تقوم على إعادة تأهيل الموائل الطبيعية، واستعادة التنوع الحيوي، وتوظيف أحدث تقنيات الرصد البيئي لحماية هذا التراث الطبيعي الثمين. وأوضحت نيوم أنه عندما أُعيد توطين المها العربي لأول مرة بالمحمية في ديسمبر 2022، شكّل ذلك محطة تاريخية، إذ كانت المرة الأولى التي تطأ فيها هذه الحيوانات رمال شمال غربي المملكة العربية السعودية منذ ما يقرب من 100 عام، وقد انقرض المها العربي من البرية خلال سبعينيات القرن الماضي بسبب الصيد الجائر، إلا أن جهود الحماية في المنطقة أسهمت في زيادة أعداده بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، حيث يعيش اليوم أكثر من 208 من المها العربي في نيوم. وأكدت أن هذا النوع من الحيوانات متكيف تماماً مع البيئة الصحراوية، إذ يعكس معطفه الأبيض أشعة الشمس، بينما يساعده نظامه التنفسي المعقد في تبريد الهواء الداخل إلى جسمه، والحفاظ على المياه من خلال إعادة تدوير الرطوبة عند الزفير. وأبانت أن المحمية تحتضن كذلك أكثر من 530 من غزلان الرمال العربية، حيث يُعدُّ غزال الرمال العربي حيواناً صغير الحجم ورشيقاً، يعيش عادة في الكثبان الرملية والمناطق الساحلية المنبسطة في شبه الجزيرة العربية، ويتميّز بسرعته الفائقة، إذ يمكنه الوصول إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة على فترات قصيرة، ولكونه من الحيوانات العاشبة، فإنه يستفيد من الغطاء النباتي الطبيعي الذي عاد إلى المنطقة بعد الحد من الرعي الجائر، واستمرار مبادرة نيوم لإعادة التشجير، التي تم خلالها زراعة 4,7 مليون شجرة وشجيرة وعشبة حتى الآن، كما تحتضن المحمية أيضاً 223 من غزلان الجبال العربية، وهي أغمق لوناً من غزلان الرمال العربية، ويصعب رصدها؛ لكونها تفضل العيش في سفوح الجبال والمناطق الوعرة. إعادة توطين المها النوبي أخبار ذات صلة أشارت نيوم إلى أنها نجحت في إعادة توطين المها النوبي في المحمية، لتنضم إلى أعداد المها البرية التي عادت طبيعياً إلى المنطقة، والتي كثيراً ما تُرصد عبر كاميرات برنامج المراقبة الخاص بنيوم، كما تعيش المها النوبي في التضاريس الجبلية والصخرية في نيوم، وتُعرف بشكل خاص بقرونها المقوسة المميزة، حيث يتميز الذكور بقرون مقوسة إلى الخلف قد تصل إلى متر واحد، بينما تمتلك الإناث قروناً أقصر ولوناً أفتح، وتُعدُّ المها النوبي بارعة جداً في التسلق، لما تمتلكه من حوافر ذات نعل مطاطي يعمل ككؤوس شفط تساعدها على التنقل على المنحدرات الحادة وتجنب الحيوانات المفترسة مثل الذئاب. وحول إعادة توطين النعام ذي الرقبة الحمراء، بيّنت نيوم بأن هذا النوع يُعدُّ أكبر وأسرع طائر حي على وجه الأرض، ويصل طول رقبته إلى 2,7 متر، ويزن أكثر من 150 كيلوغراماً، ويعد البيض الذي تضعه إناثه الأكبر بين جميع الحيوانات الحية، حيث يصل طوله إلى 15 سنتيمتراً ووزنه إلى 1,4 كيلوغرام، وسُمي هذا النعام بذي الرقبة الحمراء لأن الذكور تتميز بلون أحمر على رقابها، خصوصاً في موسم التكاثر، حيث تُقدم عروضاً مُتقنة لجذب الإناث. نعام الرقبة الحمراء تتكيف مع مناخ المنطقة تتكيف 27 من فراخ النعام ذي الرقبة الحمراء جيداً مع مناخ المنطقة، حيث تتم تربيتها بنجاح في محمية نيوم الطبيعية، وتتغذى على البذور والعشب والأوراق وأحياناً الحشرات أو الحيوانات الصغيرة، وتسمح لها أرجلها القوية بالركض بسرعة تصل إلى 70 كيلومتراً في الساعة، وعلى الرغم من حجمها الكبير، إلا أنها لا تستطيع الطيران. وإلى جانب ذلك أكدت نيوم أنها نجحت في إعادة توطين «الصقر الوكري»، الذي شوهد آخر مرة في صحراء المملكة قبل أكثر من أربعة عقود، وقد شكل إعادة توطينه في المحمية مناسبة مهمة، إذ يشتهر الوكري بسرعته ومهارته العالية، وتمكنه من الانقضاض على فريسته بسرعة تزيد عن 320 كيلومتراً في الساعة، ويتميز بمظهر ملفت، مع علامات داكنة على صدره وبطنه، وعلامة شارب سوداء مميزة على وجهه الأبيض. وتأتي عملية إعادة توطين الصقور الوكرية في منطقة بَجّدَة ضمن محمية نيوم في إطار شراكة بين نيوم، ونادي الصقور السعودي؛ وتهدف إلى دعم استعادة أنواع الصقور الأصلية داخل المملكة.


سويفت نيوز
منذ 16 ساعات
- سويفت نيوز
إيلون ماسك يبيع ديونًا بـ5 مليارات دولار لتمويل توسعات 'xAI'
كاليفورنيا – سويفت نيوز: أطلق الملياردير إيلون ماسك عملية بيع ديون بقيمة 5 مليارات دولار لصالح شركته الناشئة 'xAI' المتخصصة في الذكاء الاصطناعي. وبحسب وكالة بلومبرغ، تتولى مورغان ستانلي إدارة الطرح، حيث يُتوقع أن تُباع الديون بمعدلات فائدة من خانتين، تشمل قرضًا طويل الأجل بفائدة متغيرة، وآخر بفائدة ثابتة، بالإضافة إلى سندات مضمونة أولويًا. في سياق متصل، أعلنت شركة 'Neuralink'، المملوكة أيضًا لماسك، عن جمع 650 مليون دولار ضمن جولة تمويل جديدة، بالتزامن مع انطلاق التجارب السريرية لأول جهاز زراعة دماغي تطوره الشركة. وتعمل 'نيورالينك' على تطوير واجهة دماغ-حاسوب (BCI)، وهي تقنية تترجم الإشارات العصبية إلى أوامر يمكن للأجهزة الرقمية تنفيذها. ويطلق على نظامها الأول اسم 'Telepathy'، ويعتمد على 64 خيطاً دقيقاً تزرع مباشرة في الدماغ، كل منها أرفع من شعرة الإنسان، وتحتوي على 1024 قطباً كهربائياً لرصد الإشارات العصبية. وتهدف هذه التقنية في مرحلتها الأولى إلى مساعدة المرضى المصابين بشلل حاد على استعادة قدر من الاستقلالية. ووفقاً للشركة، فقد تم زرع الجهاز في أدمغة خمسة مرضى حتى الآن، وهم قادرون على 'التحكم في أجهزة رقمية ومادية باستخدام أفكارهم فقط'. مقالات ذات صلة


المناطق السعودية
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- المناطق السعودية
الجامعات السعودية تعزز التحول الرقمي للدواء الوطني
المناطق_متابعات في إطار رؤية السعودية 2030، وضعت المملكة خطة شاملة لتنويع مصادر دخلها وتعزيز الاستدامة الاقتصادية، حيث برزت صناعة الأدوية كأحد القطاعات الاستراتيجية الحيوية لدورها المحوري في دعم الأمن الصحي والنمو الاقتصادي. وتسعى المملكة إلى ترسيخ مكانتها كمركز صناعي دوائي رائد في المنطقة والعالم، مستندةً إلى تحولات اقتصادية ومجتمعية واسعة أسستها الرؤية الطموحة، التي وضعت تمكين المرأة ضمن أولوياتها. وفي هذا السياق، أصبحت مشاركة السعوديات في القطاعات الحيوية -وعلى رأسها الصناعات الدوائية- هدفًا وطنيًا يعكس توجه الدولة نحو شمولية التنمية، مع سعي لرفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 40 % بحلول عام 2030، بعدما تخطت النسبة حاجز 30 %. وتُعد صناعة الأدوية عنصرًا رئيسا في بناء منظومة صحية مستدامة، حيث تهدف المملكة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأدوية الأساسية بنسبة 40 % من الاستهلاك المحلي، إلى جانب تطوير الابتكار الدوائي، وتعزيز التصدير، وتوطين الوظائف في مجالات متعددة تشمل التصنيع، والبحث السريري، وضبط الجودة، والتسويق الدوائي. كما تستهدف الخطط الوطنية رفع إسهام قطاع الصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية في الناتج المحلي من أقل من 1 % في عام 2020 إلى نحو 3-4 % بحلول 2030، مع التركيز على تمكين الكفاءات الوطنية، خصوصًا النساء، في مختلف مراحل سلسلة الإنتاج والتطوير الدوائي. جذب الاستثمارات وتعزيز البحث ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030، تركز المملكة على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في قطاع الأدوية، إلى جانب تحفيز القطاع الخاص المحلي لضخ استثمارات في تصنيع الأدوية، خصوصًا الحيوية والمبتكرة. كما تدعم المملكة الشركات الناشئة في مجالات البحث الدوائي والتقنيات الصحية. وتسعى الرؤية إلى رفع الإنفاق على البحث والتطوير في القطاع الدوائي إلى 2.5 % من إجمالي الإيرادات بحلول 2030، مع التركيز على تطوير أدوية للأمراض المستعصية، والابتكار في اللقاحات والعلاجات البيولوجية، من خلال مراكز بحثية بالشراكة مع الجامعات والشركات العالمية. وتشمل الخطط تطوير مدن صناعية متخصصة، مثل مدينة سدير للصناعات الدوائية ومشروع نيوم الصحي، بهدف استقطاب الشركات العالمية ونقل التقنية وبناء كفاءات وطنية. كما تهدف المملكة إلى رفع قيمة صادراتها من الأدوية والمستحضرات الطبية، مع توقعات بنمو السوق بنسبة 5 % سنويًا ليبلغ 10 مليارات دولار بحلول 2025، ما يعزز مكانة السعودية كمركز إقليمي للصادرات الدوائية نحو الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. وتدعم هذه الأهداف عدة مبادرات، منها: برنامج تطوير الصناعات الوطنية والخدمات اللوجستية (NIDLP)، استراتيجية صناعة الأدوية والمستحضرات الحيوية، مبادرة التميز الدوائي بالتعاون مع هيئة الغذاء والدواء، وبرامج الابتعاث والتدريب المتخصص. بين التحديات والفرص تشكل صناعة الأدوية إحدى ركائز رؤية السعودية 2030، إذ تسعى المملكة إلى تعزيز إنتاج الأدوية الحيوية وتحقيق الاكتفاء الذاتي، رغم التحديات المرتبطة بارتفاع تكاليف التصنيع ونقص الكفاءات المتخصصة والمنافسة العالمية. في المقابل، تفتح هذه الصناعة آفاقًا واعدة، أبرزها تنامي الطلب الإقليمي، وتوسع الشراكات مع شركات عالمية، إضافة إلى الاستثمار في تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي لتطوير الأدوية. وتولي المملكة أهمية كبرى لدمج الذكاء الاصطناعي في صناعة الأدوية، حيث تسهم هذه التقنية في تسريع الابتكار، وتحسين الإنتاج، وتطوير علاجات مخصصة. وتعمل المملكة على بناء منصات رقمية تربط الجهات الفاعلة في القطاع، إلى جانب تأسيس مراكز ابتكار دوائي داخل الجامعات. وتشمل التطبيقات المستقبلية للذكاء الاصطناعي أنظمة تنبؤية، روبوتات إنتاج، تحليلات البيانات الضخمة، وتقنيات الواقع الافتراضي لتدريب الكوادر. ومع الاعتماد المتزايد على الرقمنة، تبرز الحاجة لتأمين البيانات الحيوية في القطاع. لذلك، تُكثّف السعودية جهودها لحماية البنية الرقمية عبر سياسات وطنية، وأنظمة متقدمة، وتدريب كوادر في الأمن السيبراني الدوائي، بالشراكة مع جهات متخصصة مثل الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي. صناعة دوائية رقمية تلعب الجامعات السعودية دورًا محوريًا في تعزيز التحول الرقمي في قطاع صناعة الأدوية، من خلال تطوير البنية التحتية البحثية وتأهيل كوادر وطنية متخصصة. ويأتي هذا الدور انسجامًا مع رؤية المملكة 2030 التي تركز على توطين الصناعات الحيوية، وفي مقدمتها الصناعة الدوائية. وقد بادرت جامعات كبرى، مثل جامعة الملك سعود وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، بتأسيس مراكز بحثية متخصصة في مجالات التقنيات الصيدلانية والذكاء الاصطناعي الحيوي، بهدف دعم تطوير أدوية مبتكرة وتحسين كفاءة التصنيع. وتواكب الجامعات هذا التوجه من خلال إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات في برامج التعليم الأكاديمي، خصوصًا في تخصصات الصيدلة والكيمياء الحيوية. وتسهم هذه الخطوة في إعداد خريجين يمتلكون المهارات المطلوبة لصناعة دوائية حديثة قائمة على المعرفة. وتشمل مجالات البحث التي تحظى بدعم الجامعات: تصميم الأدوية بالمحاكاة الحاسوبية، تطوير منصات رقمية لتحليل البيانات السريرية، استخدام التعلم الآلي لتقييم الأدوية، ودراسة الجينوم السعودي لتطوير علاجات مخصصة تعتمد على الطب الدقيق. كما تفعّل الجامعات برامج الابتعاث الخارجي والتعاون الدولي مع مؤسسات أكاديمية وشركات دوائية عالمية لنقل المعرفة وتبادل الخبرات. وتُنظَّم مؤتمرات وورش عمل تربط الأكاديميين بالممارسين في الصناعة لتعزيز التكامل بين البحث والتطبيق. هذه الجهود ترسخ موقع الجامعات كمحرك رئيسي في تطوير قطاع الأدوية في المملكة، وتسهم في تسريع الانتقال نحو صناعة دوائية رقمية مبتكرة، قادرة على المنافسة إقليميًا ودوليًا. استدامة بيئية تتسارع وتيرة صناعة الأدوية في المملكة العربية السعودية بشكل يتماشى مع رؤية السعودية 2030، حيث تسعى المملكة لتحقيق توازن مثالي بين النمو الصناعي وحماية البيئة. تواكب هذه الصناعة التوجه العالمي نحو 'الصناعات الخضراء'، حيث بدأت مصانع الأدوية السعودية في اعتماد تقنيات صديقة للبيئة تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية، ترشيد استخدام الموارد الطبيعية، وتعزيز ممارسات التصنيع المستدام. من أبرز المبادرات البيئية التي تبنتها المملكة، تطوير أنظمة متقدمة لإدارة النفايات الطبية والدوائية، لضمان التخلص الآمن من المواد الكيميائية والدوائية بما يحافظ على سلامة البيئة. وقد وضعت هيئة الغذاء والدواء والهيئة العامة للبيئة معايير صارمة لضمان امتثال المصانع للأطر البيئية. كما تروج الحكومة لاستخدام الطاقة المتجددة في تشغيل خطوط الإنتاج، حيث يتم تشجيع المصانع في المدن الصناعية الجديدة مثل 'سدير' و'مدينة المعرفة' على استخدام الطاقة الشمسية والحد من استهلاك الطاقة والمياه عبر حوافز مخصصة. ويمثل دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في مراقبة الأثر البيئي لمصانع الأدوية خطوة مهمة نحو تعزيز الكفاءة البيئية. فبفضل الأنظمة الرقمية الذكية، يمكن الآن رصد الانبعاثات وجودة الهواء والمياه في الوقت الفعلي، ما يساعد على اتخاذ قرارات بيئية مدروسة وتحقيق الشفافية في تقارير الأداء البيئي. وتسعى المملكة من خلال هذه الجهود إلى تعزيز صورتها كمركز صناعي حديث يعكس التزامها العميق بالاستدامة البيئية، مما يسهم في جذب الشركات العالمية التي تتطلب معايير عالية من حيث المسؤولية البيئية في شراكاتها الاستثمارية. حجر الزاوية تعد صناعة الأدوية اليوم من المحركات الأساسية للاقتصاد الوطني، حيث تُمثل عنصرًا حيويًا لتحقيق أهداف رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز الأمن الصحي الوطني. تتطلع المملكة من خلال هذه الصناعة إلى توطين المعرفة والتقنيات الحديثة، مع التركيز على الابتكار واستدامة التصنيع المحلي للأدوية. وتسهم التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في تحسين الأداء العام للقطاع، مما يزيد من قدرة المملكة على التنافس في الأسواق العالمية في مجالات مثل تصنيع الأدوية الحيوية والمستحضرات الطبية المتقدمة. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعزيز مشاركة المرأة في هذه الصناعة يعكس تحولًا إيجابيًا ليس فقط في الاقتصاد الوطني، بل أيضًا في تطوير بيئة العمل في الصناعات الحيوية بشكل عام. الشراكات الاستراتيجية تسعى المملكة إلى أن تصبح مركزًا رائدًا في صناعة الأدوية من خلال الاستثمار في البحث العلمي والتكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى بناء شراكات استراتيجية مع الشركات العالمية. وهذا يتيح نقل التقنيات الحديثة وتوطين إنتاج الأدوية المتقدمة. كما أن المملكة تدعم الشركات الناشئة في هذا المجال من خلال حاضنات الأعمال وبرامج التمويل الحكومية، مما يعزز ريادة الأعمال الصحية في البلاد. وقد أوجدت الحكومة بيئة تنظيمية مرنة، تسهم في جذب الاستثمارات عبر مبادرات مثل الرخص الصناعية السريعة والتسهيلات التمويلية من صندوق التنمية الصناعي السعودي، ما ساعد القطاع الخاص على التوسع في خطوط الإنتاج. كما أسهم هذا التكامل بين القطاعين العام والخاص في تسريع عملية نقل المعرفة والتقنيات الحديثة، مع خلق فرص عمل نوعية، مما يرفع من كفاءة الإنفاق الحكومي على الرعاية الصحية.