logo
عسكرة إسرائيل للحدود "بوابة توتر" للأردن

عسكرة إسرائيل للحدود "بوابة توتر" للأردن

Independent عربية٠٤-٠٤-٢٠٢٥

صعدت إسرائيل ضغوطها السياسية والأمنية على الأردن بإعلانها بناء سياج حدودي جديد بتكلفة ضخمة تقارب 1.4 مليار دولار، في خطوة تعكس تحولاً إستراتيجياً يزيد من تعقيد العلاقات المتوترة أصلاً بين الجانبين.
ومنذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، دخلت العلاقات الأردنية - الإسرائيلية في نفق من التوتر الحاد، تخلله مواجهات دبلوماسية وتصعيد سياسي وكلامي وتحذيرات أمنية متبادلة، مما يعمق الفجوة بين الطرفين ويطرح تساؤلات خطرة حول مستقبل الاستقرار الإقليمي.
دلالات أمنية وإستراتيجية
يرى مراقبون أن الإعلان الإسرائيلي عن بناء سياج أمني جديد يحمل دلالات سياسية وأمنية إستراتيجية، تتجاوز كونه مجرد إجراء أمني لحماية حدودها إلى محاولات للتوسع وفرض الأمر الواقع، فالأردن لم يعد استثناء بالنسبة إلى إسرائيل التي بنت جدراناً مماثلة على الحدود مع غزة والضفة الغربية ولبنان ومصر.
ووفقاً لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" من المتوقع أن يستغرق العمل في هذا السياج ثلاثة أعوام، فيما جرى بالفعل تأهيل جزء من الحدود مع الأردن بطول 30 كيلومتراً من إيلات إلى مطار رامون على غرار حواجز إسرائيل الحدودية مع مصر وقطاع غزة، على رغم وجود سياج شبكي قديم مزود بأجهزة استشعار على طول جزء من الحدود التي تشترك فيها الأردن مع إسرائيل والضفة الغربية.
وقال المحلل السياسي ماهر أبو طير إن إسرائيل تهدد على مدى عقد كامل بإقامة جدار عازل ممتد بين الأردن وفلسطين، وتروج لمعلومات مفادها أن إيران تريد تسليح الضفة الغربية من خلال عمليات التهريب عن طريق الأراضي الأردنية استناداً إلى تصريحات قديمة كالمنسوب للمستشار العسكري للمرشد الإيراني، يحيى رحيم صفوي، الذي كان قائداً للحرس الثوري يقول فيه إن طهران تضع على أجندتها تسليح الضفة الغربية.
وأوضح أبو طير أنه "على رغم وجود سياج قديم بين الأردن وفلسطين، تريد إسرائيل الآن استكمال الجدار العازل على طول الحدود، لتنفيذ هدف خفي وهو ترسيم الحدود مع المملكة بشكل إجباري، وبمعزل عن الفلسطينيين ودولتهم التي تُقوض".
ذريعة الأمن أم العزلة؟
تحت ذرائع منع التسلل وتأمين العمق الإسرائيلي، تحاول حكومة بنيامين نتنياهو تبرير خطوتها على رغم أن الحدود الأردنية تاريخياً هادئة ومستقرة، ولم تسجل تهديدات أمنية مباشرة، باستثناء حادثتين منفصلتين نفذهما مدنيون على خلفية ما يحدث في غزة.
وأوضح مراقبون أن فكرة السياج ليست أكثر من خطوة استباقية لحماية العمق الإسرائيلي من تهديدات مستقبلية قد تنتج من التطورات الإقليمية، كالتصعيد بين الأردن وإسرائيل أو فوضى أمنية في المنطقة، الأمر الذي يعزز المخاوف من بسط حكومة نتنياهو سيطرتها على الضفة الغربية وضمها بشكل كامل الأمر الذي يشكل تهديداً إستراتيجياً للمملكة وبوابة لتنفيذ أية محاولة للتهجير والتوطين مستقبلاً.
لكن هذه الخطوة لم تأت منفصلة عن سياق الأحداث المتلاحقة، بل سبقها تشكيل فرقة عسكرية إسرائيلية جديدة متخصصة على الحدود مع الأردن، مما يُشير إلى تغيير في العقيدة الأمنية تجاه عمّان.
ضغوط سياسية
يعتقد محللون أن ثمة ضغوطاً ورسائل سياسية خلف هذه الخطوة الإسرائيلية، إذ إن بناء سياج حدودي بهذا الحجم يحمل في طياته تغيراً واضحاً في الرؤية الإسرائيلية للأردن من بلد جوار إلى تهديد جدي ومحتمل، وقد تكون جزءاً من إستراتيجية متعمدة لإضعاف نفوذ عمّان في ملف القدس ومقدمة لعزلة سياسية بعد دور المملكة المتقدم في ملف الحرب على غزة الذي أزعج نتنياهو كثيراً.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما يرى آخرون أن ثمة احتمالات لتوسع المشروع ليشمل فصل الضفة الغربية عن الأردن، ضمن مشروع إسرائيل لتغيير خريطتها عبر إغلاق التواصل الجغرافي مع الأردن الذي يشكل الرئة التي يتنفس منها الفلسطينيون، مما يغير التوازن الجيوسياسي في المنطقة.
حتى اللحظة لم يعلق الأردن الرسمي على القرار الإسرائيلي، ويعتقد على نحو واسع أن عمان ستتجاهل قرار حكومة نتنياهو إنشاء سياج أمني على طول الحدود، على رغم أنه يشكل تهديداً جديداً للسيادة الأردنية. يأتي هذا بعد تهديد أطل برأسه من درعا السورية التي توغلت فيها القوات الإسرائيلية وقصفتها مراراً وهي التي لا تبعد سوى كيلومترات قليلة من الأراضي الأردنية.
إلا أن تداعيات هذه الخطوة الإسرائيلية ستترك انعكاسات سلبية وسينظر لها أردنياً على أنها إجراء استفزازي وتصعيد دبلوماسي من شأنه أن يزيد المطالبات الشعبية والبرلمانية بإلغاء اتفاق وادي عربة للسلام.
ضم صامت
على جانب ثالث هناك خشية أردنية من أن يتجاوز المشروع الأبعاد الأمنية إلى أخرى سياسية وعسكرية عميقة، إذ قال المحلل العسكري والسياسي نضال أبو زيد، إن عمّان تفهم تماماً أن حكومة نتنياهو تسعى إلى ضم الضفة الغربية أو في أقل تقدير ضم المنطقة ج منها التي تشكل ما مساحته 61 في المئة.
وأوضح أن "كل المؤشرات على الأرض بدءاً من إقرار الكنيست مسمى يهودا والسامرة بدل الضفة الغربية، ومن ثم إقرار إنشاء السياج الإسرائيلي وقانون ضم أراضي غور الأردن تشير إلى مرحلة توسع إسرائيلي في الضفة الغربية".
وأشار المحلل السياسي الدكتور زيد أبو زيد إلى مخطط إسرائيلي موازٍ يعرف باسم "الولايات السبع"، يتضمن تصوراً صريحاً لإلغاء وجود السلطة الفلسطينية ككيان سياسي، واستبدال نظام إداري يقوم على تقسيم الفلسطينيين إلى سبع تجمعات بلدية به، ترتبط بصورة مباشرة وعملية بإسرائيل، بما يحول طبيعة الحكم من إدارة وطنية إلى نظام أشبه بالإدارة القبلية المحلية، فاقد السيادة.
ورأى أبو زيد أن من بين أخطر التداعيات المترتبة على مشروع إنشاء السياج الأمني الجديد على الحدود الأردنية هو سعي إسرائيل إلى تكريس واقع الضم التدريجي لأراضي الضفة الغربية، عبر إجراءات متلاحقة تهدف إلى تقويض دور السلطة الفلسطينية ومحوها فعلياً من المشهد الإداري والسياسي.
وذكر أن ما تشهده الضفة منذ أشهر ليس سوى خطوات عملية ومدروسة باتجاه الضم الصامت، تتكامل مع مشاريع أمنية وجيوسياسية كالسياج الحدودي، ضمن رؤية أوسع لإعادة رسم معادلات الحكم والسيطرة في المنطقة بما يخدم الإستراتيجية الإسرائيلية الطويلة الأمد.
عسكرة الحدود
أما الباحث المتخصص في العلوم السياسية مهدي مبارك فيعتقد أن إسرائيل تحاول استغلال وقوع عمليات ضدها من الجانب الأردني لتبرير مشروع بناء سياج حدودي أمني جديد مع الأردن بتكنولوجيا متقدمة، مستحضراً خططاً قديمة أُعلن عنها منذ عام 2012 ولم تنفذ حينها لأسباب مالية.
ووصف مبارك المساعي الإسرائيلية هذه بأنها "محاولة لعسكرة الحدود" مع الأردن، وتقويض حل الدولتين عبر السيطرة الكاملة على غور الأردن، والتمهيد لسيناريوهات التهجير القسري للفلسطينيين نحو المملكة.
ونبه إلى أن "التموضع الإسرائيلي على حدوده مع الأردن سواء من خلال بناء جدار حدودي عازل أو إنشاء فرقة عسكرية يشكل انتهاكاً كبيراً للسيادة الأردنية، وخطراً على هوية المملكة وأمنها الوطني ومصالحها العليا واستقرارها، لأن أي تحريك ديموغرافي للسكان الفلسطينيين بأي اتجاه يعتبر إعلان حرب ضد الأردن".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سهم "تسلا" يتحول للانخفاض مع تجدد تهديدات ترامب الجمركية
سهم "تسلا" يتحول للانخفاض مع تجدد تهديدات ترامب الجمركية

شبكة عيون

timeمنذ 40 دقائق

  • شبكة عيون

سهم "تسلا" يتحول للانخفاض مع تجدد تهديدات ترامب الجمركية

سهم "تسلا" يتحول للانخفاض مع تجدد تهديدات ترامب الجمركية ★ ★ ★ ★ ★ مباشر: تحول سهم "تسلا" للانخفاض خلال تعاملات الجمعة، متجها لتحمل خسارة أسبوعية بأكثر من 3%، بعدما هدد "ترامب" بفرض رسوم جمركية باهظة على الاتحاد الأوروبي مطلع الشهر القادم. تراجع السهم المدرج في "ناسداك" بنسبة 1.18% إلى 337.02 دولار، بعد ارتفاعه بأكثر من 1% في وقت سابق من الجلسة. يعد سهم صانعة السيارات الكهربائية منخفضاً بنسبة 3.70% على مدار هذا الأسبوع، وبنسبة 16.55% منذ بداية عام 2025. مباشر (اقتصاد) مباشر (اقتصاد) الكلمات الدلائليه ترامب اقتصاد Page 2

قاضية تجمد قرار ترمب بمنع "هارفارد" من قبول الطلاب الأجانب
قاضية تجمد قرار ترمب بمنع "هارفارد" من قبول الطلاب الأجانب

Independent عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • Independent عربية

قاضية تجمد قرار ترمب بمنع "هارفارد" من قبول الطلاب الأجانب

وجد آلاف الطلبة الأجانب داخل جامعة هارفرد الأميركية أنفسهم في أزمة إدارية اليوم الجمعة، إذ بدأوا البحث عن بدائل بعدما منعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجامعة من تسجيل طلبة من خارج الولايات المتحدة. ويوجد في هارفرد ما يقارب 7 آلاف طالب أجنبي يمثلون نحو 27 في المئة من إجمال الطلبة المسجلين. ورفعت الجامعة اليوم دعوى قضائية ضد إدارة ترمب بسبب هذا القرار. وأوقفت قاضية المحكمة الجزئية الأميركية أليسون بوروز قرار إدارة ترمب الذي كان يهدف إلى تعزيز جهود البيت الأبيض لمواءمة الممارسات الأكاديمية مع سياسات الرئيس. وأصدرت بوروز، التي عينها الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، أمراً موقتاً بتجميد قرار إدارة ترمب. وتلقت جامعة هارفارد ضربة جديدة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بحرمانها من تسجيل الطلاب الأجانب، وهو أمر تردد صداه على نطاق أوسع، إذ إنه يستهدف مصدراً رئيساً للدخل لمئات الكليات في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وقال تشاك أمبروز، المستشار التعليمي والرئيس السابق لجامعة سنترال ميزوري الأميركية، إنه بالنظر إلى أن الطلاب الأجانب يدفعون على الأرجح الرسوم الدراسية كاملة فإنهم يدعمون بصورة أساسية الطلاب الآخرين الذين يحصلون على دعم. وقال روبرت كيلتشن، الأستاذ بجامعة تنيسي والباحث في الشؤون المالية للجامعات، إن خطوة الإدارة الأميركية بوقف تسجيل الطلاب الأجانب ضربة كبيرة لجامعة هارفارد، وتبعث برسالة إلى الجامعات الأخرى "قد يكون الدور التالي عليكم". وهذا هو ما قالته كريستي نويم وزيرة الأمن الداخلي أمس الخميس خلال لقاء تلفزيوني، فعندما سئلت عما إذا كانت الإدارة تدرس اتخاذ خطوات مماثلة في جامعات أخرى، بما في ذلك جامعة كولومبيا في نيويورك، أجابت نويم "بالتأكيد، نفعل ذلك، يجب أن يكون هذا تحذيراً لكل الجامعات الأخرى". ويبلغ عدد الطلاب الأجانب في جامعة هارفارد 6800 طالب، يمثلون 27 في المئة من إجمالي الطلاب المسجلين فيها. ويأتي إعلان يوم الخميس في وقت تسعى فيه الجامعات بالفعل للتعامل مع تداعيات التخفيضات الاتحادية الضخمة في تمويل الأبحاث، وتقول إدارة ترمب إن هارفارد أخفقت في التعامل مع معاداة السامية والمضايقات على أساس عرقي في حرمها، وجرى تجميد أو إنهاء ما يقرب من 3 مليارات دولار من العقود الاتحادية والمنح البحثية لها في الأسابيع الماضية، ولم تعلق هارفارد أو كولومبيا على التأثير المالي لخطوة يوم الخميس. وأعلنت وزارة الأمن الداخلي الأميركية أن إدارة ترمب سدت أمس الخميس الطريق أمام قبول جامعة هارفارد للطلاب الأجانب، وأنها تفرض على الطلاب الحاليين الانتقال إلى جامعات أخرى أو فقدان وضعهم القانوني. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وجاء في بيان لوزارة الأمن الداخلي أن الوزيرة كريستي نويم أصدرت أمراً بإنهاء اعتماد برنامج جامعة هارفارد للطلاب وتبادل الزوار، واتهمت نويم الجامعة "بتأجيج العنف ومعاداة السامية والتنسيق مع الحزب الشيوعي الصيني". وأعلنت جامعة هارفارد أن خطوة إدارة ترمب، التي تشمل آلاف الطلاب، غير قانونية وتصل إلى مستوى الانتقام. وتمثل هذه الحملة على الطلاب الأجانب تصعيداً كبيراً في حملة إدارة ترمب على الجامعة المرموقة بولاية ماساتشوستس، التي برزت واحدة من أهم أهداف ترمب المؤسسية. وقالت الوزارة إن هذه الخطوة جاءت بعد أن رفضت هارفارد تقديم معلومات كانت نويم طلبتها، عن بعض حاملي التأشيرات من الطلاب الأجانب الذين يدرسون فيها. وأضافت نويم في بيان "هذا امتياز، وليس حقاً، للجامعات أن تقبل الطلاب الأجانب وأن تستفيد من مدفوعاتهم الدراسية الأعلى للمساعدة في تعزيز تبرعاتها التي تبلغ مليارات الدولارات". ورفضت هارفارد هذه الادعاءات، وتعهدت بدعم الطلاب الأجانب. وقالت الجامعة في بيان "إن خطوة الحكومة غير قانونية، هذا الإجراء الانتقامي يهدد بإلحاق ضرر جسيم بمجتمع هارفارد وببلدنا، ويقوض رسالة هارفارد الأكاديمية والبحثية". وأكدت الجامعة التزامها التام بتعليم الطلاب الأجانب، وأنها تعمل على إعداد إرشادات للطلاب المتضررين. وبذل ترمب، المنتمي للحزب الجمهوري، جهوداً استثنائية لإصلاح الكليات والمدارس الخاصة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، التي يقول إنها تعزز الفكر المعادي للولايات المتحدة والمؤيد للماركسية و"اليسار الراديكالي"، وانتقد جامعة هارفارد تحديداً لتوظيفها شخصيات ديمقراطية بارزة في مناصب التدريس أو القيادة.

ترمب يهدد برسوم 25% على هواتف آيفون المنتجة خارج أمريكا
ترمب يهدد برسوم 25% على هواتف آيفون المنتجة خارج أمريكا

سعورس

timeمنذ 3 ساعات

  • سعورس

ترمب يهدد برسوم 25% على هواتف آيفون المنتجة خارج أمريكا

وهدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 بالمئة على هواتف آيفون المباعة داخل الولايات المتحدة والمنتجة بأسواق أخرى. ويباع سنويا أكثر من 60 مليون هاتف في الولايات المتحدة حيث لا تجري عمليات لتصنيع الهواتف الذكية. وقال ترامب إنه سيوصي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 بالمئة على الاتحاد الأوروبي تبدأ في الأول من يونيو حزيران، مما سيؤدي إلى رسوم كبيرة على السلع الفاخرة والأدوية وغيرها من البضائع التي تنتجها الشركات الأوروبية. وتسببت التهديدات في انخفاض العقود الآجلة المرتبطة بالأسهم المدرجة على المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بواقع 1.5 بالمئة في التداولات قبل بداية الجلسة، وتراجع المؤشر ستوكس 600 اثنين بالمئة. وهبط سهم أبل 3.5 بالمئة في التداولات قبل بداية الجلسة إلى جانب أسهم شركات التكنولوجيا الرائدة الأخرى. ولم يحدد ترامب إطارا زمنيا لتحذيراته الموجهة للشركة. وكتب فؤاد رزاق زادة، المحلل لدى سيتي إندكس وفوركس في مذكرة قائلا "تبدد التفاؤل بشأن الصفقات التجارية تماما في دقائق، بل ثوان". وأثار ترامب اضطرابات في الأسواق في أوائل أبريل نيسان بعد فرض رسوم جمركية عالمية شملت رسوما بنسبة 145 بالمئة على السلع المستوردة من الصين. وردا على ذلك دخلت الأسواق في موجة بيع واسعة للأصول الأمريكية وسط شكوك حول مكانتها المعهودة ضمن الملاذات الآمنة، وتراجعت أيضا ثقة الشركات والمستهلكين في الولايات المتحدة. ودفعت الاضطرابات البيت الأبيض إلى تعليق معظم الرسوم الجمركية حتى أوائل يوليو تموز، مع الإبقاء على رسوم بنسبة 10 بالمئة على جميع الواردات. وجاءت تعليقات الرئيس الأمريكي اليوم الجمعة لتنهي فترة الهدوء. وقال ترامب في منشور على موقع تروث سوشيال "أبلغت تيم كوك، رئيس شركة أبل، منذ فترة طويلة أنني أتوقع تصنيع أجهزة آيفون التي ستباع في الولايات المتحدة بداخل الولايات المتحدة ، وليس في الهند أو أي مكان آخر". وأضاف "إذا لم يحدث ذلك، فعلى أبل دفع رسوم جمركية لا تقل عن 25 بالمئة للولايات المتحدة". ويجري البيت الأبيض مفاوضات مع العديد من الدول بشأن التجارة. وأحجمت المفوضية الأوروبية اليوم الجمعة عن التعليق على توصية ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 بالمئة على السلع الواردة من الاتحاد الأوروبي، قائلة إنها ستنتظر مكالمة هاتفية بين المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش ونظيره الأمريكي جيميسون جرير في الساعة 1500 بتوقيت جرينتش. وأدت تعليقات ترامب إلى تراجع أسهم شركات صناعة السيارات الفاخرة الألمانية، وهي من أكثر الشركات تأثرا بالرسوم الجمركية. وانخفضت أسهم بورشه ومرسيدس وبي.إم.دابليو بأكثر من أربعة بحلول الساعة 1220 بتوقيت جرينتش. ولم ترد شركة أبل على طلب رويترز للتعليق بعد. وقالت مصدر لرويترز إن أبل تهدف إلى تصنيع معظم هواتف آيفون المباعة في الولايات المتحدة في مصانع بالهند بحلول نهاية 2026، وتعمل على تسريع تلك الخطط لتفادي الرسوم الجمركية المرتفعة المحتمل تطبيقها على الصين ، قاعدة التصنيع الرئيسية للشركة. وذكرت رويترز الشهر الماضي أن أبل تهدف إلى جعل الهند قاعدة تصنيع بديلة وسط الرسوم الجمركية المحتملة على الصين ، والتي أثارت مخاوف بشأن سلسلة التوريد وارتفاع أسعار هواتف آيفون. وأعلنت أبل أنها ستنفق 500 مليار دولار على مدى أربع سنوات لتوسيع نطاق التوظيف والمرافق في تسع ولايات أمريكية، لكنها لم تشر إلى أن ذلك الاستثمار سيخصص لنقل تصنيع هواتف آيفون إلى المتحدة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store