
عشية العيد: موظفو الضفة دون رواتب والسلطة تبرر بالاحتلال
أثار قرار وزارة المالية في السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية عدم صرف رواتب موظفي القطاع العام قبل عيد الفطر، حالة من الاستياء الشعبي الواسع، إذ بات من المؤكد أن عشرات الآلاف من الموظفين وعائلاتهم سيستقبلون العيد بجيوب فارغة.
وكانت الأيام التي سبقت القرار قد شهدت سيلًا من الأخبار والتسريبات التي أكدت أن السلطة الفلسطينية تعتزم صرف نسبة من الرواتب قبل عيد الفطر، باعتبار أن ذلك بات ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها لشريحة واسعة من أبناء الشعب الفلسطيني، الذين يعتمدون بشكل أساسي على الرواتب من الوظيفة العمومية.
ودفعت الأزمة المالية المفاجئة الكثير من الموظفين وسكان الضفة الغربية إلى الوقوع في حالة من الإحراج، نتيجة عدم قدرتهم على تلبية متطلبات العيد واحتياجاته، التي اعتادوا على توفيرها سنويًا، وخصوصًا تلك المتعلقة بصلة الأرحام، وشراء ملابس الأطفال، وتقديم ضيافة العيد.
ويقول سعيد أبو رميلة، الموظف في وزارة التربية والتعليم من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، إن القرار أجبره على توسيع قائمة ديونه نتيجة عدم وفاء السلطة الفلسطينية 'بواجبها في توفير الرواتب قبل عيد الفطر'.
ويرى أبو رميلة، في حديثه لمراسل 'قدس برس'، أن الحكومة 'تتعامل مع الموظفين بطريقة غير إنسانية، إذ تركتهم دون أي حل وسط يمكن من خلاله صرف حتى سُلف بسيطة، تفي بالقليل من احتياجات الموظف، ليتمكن من عيش فرحة العيد مع ذويه، ولا سيما الأطفال والأرحام منهم'، على حدّ تعبيره.
أما سند جرادات (30 عامًا) من مدينة جنين شمال الضفة الغربية، فيقول: 'نحن نعيش نكبة تلو الأخرى منذ أسابيع، وقد استنفدنا كل ما لدينا من أموال، بل اضطررنا إلى بيع مؤن مثل زيت الزيتون وغيرها لتغطية الاحتياجات اليومية، بعد أن أصبحنا نازحين من بيت إلى آخر، وتركنا وحدنا نواجه هذا المحتل الذي لم يرحم فينا كبيرًا ولا صغيرًا'.
ويضيف جرادات: 'ومع قرار حكومة الضفة الغربية بعدم صرف الرواتب أو حتى السلف، بتنا فعليًا نتسوّل لتأمين الحد الأدنى من احتياجات العيد، بعد أن تُركنا نواجه مصيرنا بسبب سياسات السلطة التي يبدو أن آخر همها هو المواطن الفلسطيني'.
ويشير بشير الصوالحي، صاحب أحد المحال التجارية، إلى أن تأثيرات أزمة الرواتب لا تقتصر على الموظفين فقط، بل طالت التجار أيضًا، حيث منيت كثير من المحال بخسائر فادحة نتيجة تراجع الحركة الشرائية بشكل غير مسبوق.
ودفعت الأزمة المالية بعض أصحاب المتاجر إلى تقديم عروض خاصة للموظفين، عبر السماح لهم بشراء مستلزمات العيد – من ملابس وضيافة – مقابل ضمانات بسداد الدين فور صرف الرواتب لاحقًا.
كما لجأت بعض البنوك إلى صرف سلف مالية على مسؤوليتها الشخصية، بضمان استرجاعها لاحقًا عند صرف الرواتب. ومثال على ذلك 'بنك القدس'، الذي أتاح للموظفين غير المقترضين الحصول على سلفة بقيمة 1000 شيكل (نحو 250 دولارًا)، بينما منح المقترضين سلفة بقيمة 500 شيكل، رغم التزاماتهم المالية السابقة.
وكانت وزارة المالية في رام الله قد أصدرت، يوم الأربعاء الماضي، بيانًا أعلنت فيه اعتذارها عن صرف أي راتب لموظفي القطاع العام قبل حلول عيد الفطر. وقالت الوزارة في بيانها: 'نظراً لامتناع وتعمد حكومة الاحتلال من عدم تحويل أموال المقاصة لشهر شباط/فبراير 2025 حتى هذه اللحظة، تعلن وزارة المالية أنه لن يتم صرف راتب شهر شباط قبل حلول عيد الفطر'، وهو ما يعني أن الموظفين لم يتقاضوا رواتبهم منذ مطلع شهر رمضان في آذار/مارس الجاري.
وأشارت الوزارة في بيانها إلى أن الاحتلال يحتجز منذ عام 2019 وحتى الآن ما مجموعه سبعة مليارات شيكل (نحو ملياري دولار) من عائدات الضرائب الفلسطينية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

السوسنة
منذ 10 ساعات
- السوسنة
ترمب: عرضاً عسكرياً بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش
السوسنة - أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الجمعة، تنظيم عرض عسكري ضخم في العاصمة واشنطن في 14 يونيو (حزيران) بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأميركي.وقال ترمب: «يشرفني أن أعلن عن استضافة عرض عسكري رائع احتفالاً بالذكرى الـ250 لتأسيس جيش الولايات المتحدة، يوم السبت 14 يونيو في واشنطن العاصمة».وأضاف: «على مدى قرنين ونصف قرن، حارب جنودنا وأصيبوا وماتوا من أجل حريتنا، والآن سنكرمهم بعرض عسكري رائع، يليق بخدمتهم وتضحياتهم. جميع الأميركيين في أنحاء البلاد مدعوون للحضور».وأعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، أنّه سيقيم في واشنطن في 14 يونيو عرضاً عسكرياً ضخماً بمناسبة مرور 250 عاماً على تأسيسه، في حدث سيتزامن أيضاً مع احتفال الرئيس دونالد ترمب بعيد ميلاده.وفي 14 يونيو المقبل، حين سيحتفل الرئيس الجمهوري بعيد ميلاده التاسع والسبعين، ستشارك عشرات الدبابات والمدرعات والمروحيات القتالية في هذا العرض العسكري النادر في العاصمة الأميركية.وقال المتحدث باسم الجيش، ستيف وارن، إنّ العرض ستشارك فيه 28 دبابة من طراز «أبرامز إم 1 إيه 1»، و28 مركبة قتالية مدرّعة من طراز برادلي، بالإضافة إلى 50 مروحية قتالية.وتقدّر التكلفة الإجمالية لهذا الاستعراض العسكري، بما في ذلك عرض ضخم بالألعاب النارية، بنحو 45 مليون دولار. وأوضح المتحدث أنّ الهدف من تنظيم هذا العرض هو «سرد قصة الجيش عبر التاريخ». وأضاف أنّ السرد «سيبدأ بحرب الاستقلال، ثم سيستعرض النزاعات الكبرى... وصولاً إلى اليوم». أقرأ أيضًا:


أخبارنا
منذ 13 ساعات
- أخبارنا
وسائل إعلام أمريكية: إدارة ترامب تتهم جامعة كولومبيا بانتهاك الحقوق المدنية للطلاب اليهود
أخبارنا : اتهمت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جامعة كولومبيا بانتهاك الحقوق المدنية للطلاب اليهود "بالتصرف بلا مبالاة متعمدة" تجاه ما تصفه بمعاداة السامية المتفشية في الحرم الجامعي. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية اتهمت جامعة كولومبيا بانتهاك قانون الحقوق المدنية بـ"تجاهلها المتعمد" للمضايقات التي يتعرض لها الطلاب اليهود، فيما وصفته الصحيفة بأحدث اتهام من إدارة ترامب للجامعة بـ معاداة السامية. وذكرت الصحيفة أن الإعلان الصادر لم يتضمن أي إجراء جديد ضد جامعة كولومبيا، التى تعد واحدة من أبرز الجامعات الأمريكية. وأوضحت أن إثبات انتهاك الحقوق المدنية غالبا ما تسبقه عواقب وخيمة. وفى قضية جامعة كولومبيا علقت الإدارة بالفعل منحا وعقودا تزيد قيمتها عن 400 مليون دولار. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الإدارة ستسعى لفرض عقوبات إضافية. وذكرت نيويورك تايمز أن إدارة ترامب تسعى إلى تغيير ثقافة التعليم العالي الأمريكي من خلال حجب التمويل الفيدرالى زاعمة أن بعض الجامعات أصبحت معاقل لـ "معاداة السامية" والتلقين الأيديولوجى. وقد استهدفت هذه العقوبات بشكل خاص عددا من جامعات النخبة بما فى ذلك جامعتا كولومبيا وهارفارد. ورغم اعتراف قطاع التعليم العالي بأوجه القصور والإخفاقات، يخشى مسؤولو الجامعات من أن الحكومة تسعى إلى قمع الحرية الأكاديمية. وردا على نتائج ذلك قالت جامعة كولومبيا إنها ستواصل العمل مع الحكومة لمكافحة معاداة السامية والمضايقة والتمييز. وعلى عكس هارفارد سعت كولومبيا عموما إلى التعاون مع مطالب إدارة ترامب. وقال متحدث باسم الجامعة فى بيان: "نتفهم أن هذه النتيجة جزء من مناقشاتنا المستمرة مع الحكومة". المصدر : وسائل إعلام أمريكية


جو 24
منذ 14 ساعات
- جو 24
ترامب يوصي برفع الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي إلى 50%.. ويهدد شركة آبل
جو 24 : هدّد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، بفرض رسم جمركي بنسبة 50% على المنتجات الأوروبية المستوردة إلى الولايات المتحدة اعتبارا من الأول من حزيران/ يونيو، قائلا إن المفاوضات الجارية "تراوح مكانها". وذكر ترامب في منشور عبر منصته الاجتماعية "تروث سوشال"، أنه "من الصعب جدا التعامل مع الاتحاد الأوروبي، الذي أُنشئ في المقام الأول لاستغلال الولايات المتحدة تجاريا". وقال الرئيس الأميركي: "مناقشاتنا تراوح مكانها". وأضاف أنه "في ظل هذه الظروف، أوصي بفرض رسم جمركي بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي، اعتبارا من الأول من حزيران/ يونيو". وفي سياق ذي صلة، هدّد ترامب، اليوم، شركة "آبل"، بفرض رسم جمركي قدره 25%، ما لم تقم بتصنيع هواتف آيفون في الولايات المتحدة. وشدّد على أنه "ما من رسوم جمركية على المنتجات المصنّعة في الولايات المتحدة". ومن جملة الأمور التي ندّد بها الرئيس الأميركي، "الحواجز الجمركية والضريبة على القيمة المضافة والعقوبات السخيفة على الشركات والحواجز غير الجمركية، والمضاربات المالية، والملاحقات غير المبرّرة والمجحفة في حقّ الشركات الأميركية"، ما تسبّب في "عجز تجاري بأكثر من 250 مليون دولار في السنة، وهو أمر غير مقبول بتاتا". وأشار ترامب مرارا إلى العجز التجاري للولايات المتحدة في المبادلات الثنائية مع أوروبا، والذي يراوح بين 300 و350 مليار دولار، بحسب تقديره. وبناء على معطيات ممثّل البيت الأبيض لشؤون التجارة، يقدّر العجز التجاري للولايات المتحدة في هذا المجال بحوالى 235 مليار دولار لسنة 2024، لكن المفوضية الأوروبية تعترض على هذا المجموع وتفيد من جانبها بعجز يبلغ 150 مليار يورو (حوالى 160 مليار دولار) للسلع فحسب وينخفض إلى 50 مليار يورو بعد حساب الفائض التجاري الأميركي من حيث الخدمات. وفي المعدّل، تبلغ الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الأوروبية حاليا 12,5 %، مع نسبة 2,5 % كانت معتمدة قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض أضيفت إليها 10 % منذ مطلع نيسان/ أبريل إثر إقرار رسوم جمركية "متبادلة". وأراد البيت الأبيض في بادئ الأمر فرض رسوم بنسبة 20 % على المنتجات الأوروبية، قبل الإعلان عن فترة سماح لتسعين يوما للرسوم الجمركية التي تتخطّى نسبتها 10% ريثما تمضي المفاوضات قدما. ومن حيث المبدأ، تنتهي هذه الفترة مطلع تموز/ يوليو. وخلال الأسابيع الأخيرة، أجرى المفوّض الأوروبي لشؤون التجارة ماروس سيفكوفيتش عدّة محادثات مع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك وممثّل التجارة جيميسون غرير، لكن من دون إحراز تقدّم يُذكر. وفور تهديد الرئيس الأميركي بالرسوم الجديدة بنسبة 50 % على المنتجات الأوروبية، هبطت البورصات في أوروبا وتراجعت خصوصا أسهم شركات السلع الفاخرة والسيارات. وعدّت برلين أن تهديدات ترامب هذه "لا تخدم أحدا". وتراجعت الأسهم في بورصة نيويورك الجمعة متأثرة بتهديدات جديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على السلع المستوردة من الاتحاد الأوروبي ورسوم إضافية بنسبة 25% على منتجات شركة آبل. تابعو الأردن 24 على