logo
الحرائق تلتهم غابات اللاذقية وجهود بكل الإمكانات لإخمادها

الحرائق تلتهم غابات اللاذقية وجهود بكل الإمكانات لإخمادها

الجزيرة١١-٠٥-٢٠٢٥

دمشق- أعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) في وقت متأخر مساء السبت، أن حرائق واسعة النطاق لا تزال تشتعل في مناطق حراجية في ريف اللاذقية منذ 4 أيام، مبينا أن النيران التهمت أكثر من 30 هكتارًا من الغابات حتى الآن، دون تسجيل أي أضرار في المنازل، في ظل ظروف ميدانية "شديدة التعقيد"، حسب وصفه.
وذكر الدفاع المدني في بيان نُشر عبر قناته على "تليغرام"، أن فرق الإطفاء سيطرت على عدة بؤر مشتعلة في غابات جبل التركمان شمال شرق ريف اللاذقية، إلا أن منطقتين كبيرتين لا تزالان نشطتين، إضافة إلى بؤر أخرى أصغر تنتشر بشكل واسع في مناطق ذات تضاريس وعرة وجُرُف صخرية حادة، مما يزيد من صعوبة تحرك الفرق الأرضية.
وأشار البيان إلى أن "الفرق تواجه تحديات كبيرة تتمثل بوعورة المنطقة، ومخلفات حرب غير منفجرة، واشتداد سرعة الرياح، وارتفاع درجات الحرارة، وبُعد مصادر المياه"، مضيفًا أن "عمليات التبريد مستمرة في المناطق التي أُخمدت لمنع عودة اشتعال النيران".
ورغم المخاطر المحيطة، تواصل الفرق الميدانية عملها على مدار الساعة، وقال البيان "الجهود لا تزال تُبذل بكل الإمكانيات المتاحة للحد من انتشار الحرائق إلى مساحات إضافية أو مناطق سكنية قريبة".
إعلان
ولمواجهة تفاقم الحريق، أوفدت الفرق مؤازَرات إضافية من إدلب وحلب وحماة، خاصة في ظل توقعات بأن تشهد المنطقة، اليوم الأحد، ارتفاعا جديدا في الحرارة وزيادة في سرعة الرياح، مما قد يُسهم في إعادة اشتعال بؤر خامدة وتوسيع نطاق النيران.
من جهتها، أعلنت وزارة الطوارئ والكوارث السورية، أمس السبت، أنها سيطرت على أكثر من 60% من مساحة الحريق، مؤكدة أن "حركة الرياح في الساعات المقبلة ستكون عاملًا حاسمًا في تحديد قدرة الفرق على السيطرة الكاملة على الوضع".
وفي السياق ذاته، قال رئيس الدفاع المدني السوري منير مصطفى، في تصريح للجزيرة نت: إنهم يواصلون جهودهم منذ أكثر من 5 أيام لمكافحة الحرائق، وسط صعوبات ميدانية هائلة ناتجة عن التضاريس الجبلية الوعرة، والوديان العميقة، وعدم وجود خطوط نارية آمنة تساعد في محاصرة النيران.
وأوضح أن "الرياح المتقطعة تسهم بشكل كبير في توسّع رقعة النيران"، مضيفًا أن "غياب البنية التحتية اللازمة من معدات الإطفاء المتخصصة يُعد عائقًا إضافيًا".
بكل الإمكانات
وأشار مسؤول الدفاع المدني إلى أن المعدات الموجودة "متقادمة وغير مؤهلة" بسبب ما وصفه بـ"تهالك بنية سيارات الإطفاء التي خلّفها نظام الأسد في وضع غير صالح للعمل".
وأكد مصطفى أن غرفة عمليات مشتركة تم تشكيلها بالتنسيق بين الدفاع المدني ووزارة الطوارئ والكوارث السورية، إضافة لجهات محلية عدة، بهدف إرسال تعزيزات ميدانية لدعم فرق الإطفاء على الأرض.
كما أوضح أن التنسيق شمل أيضًا الجانب التركي، عبر وزارتي الخارجية والطوارئ والكوارث، حيث أرسلت تركيا 4 سيارات إطفاء، تعمل حاليًا مع الفرق المحلية لتطويق النيران.
ورغم تدخل الطيران المروحي السوري في تنفيذ عدة طلعات لإخماد الحريق، فإن المسؤول وصف تأثير هذه الطلعات بـ"المحدود"، نظرًا لاتساع رقعة النيران ووعورة المناطق التي لا يمكن للفرق الأرضية الوصول إليها، وطالب بضرورة "توفير تركيا دعما جويا إضافيا عبر المروحيات، للوصول إلى بؤر الحريق العميقة والمعزولة".
تحذيرات ومخاطر
وفي تصريحات للجزيرة نت، عبّر مواطنون من منطقة ربيعة بريف اللاذقية عن قلقهم من توسع الحرائق، خاصة في ظل وجود كثيف للسكان في المناطق الزراعية والغابات المحيطة.
وقال شوكت أوغلو، أحد سكان المنطقة، إن "السكان في هذه المناطق من التركمان ، وتتصل أراضيهم الزراعية بالحدود التركية، نطالب الحكومة التركية بتكثيف الدعم بالتنسيق مع الجانب السوري للمساعدة في إخماد الحرائق".
وأضاف أن فرق الدفاع المدني السوري أظهرت "شجاعة كبيرة"، وتعرض متطوعوها لمخاطر شديدة بسبب محاصرتهم بالنيران أثناء إجلائهم للمدنيين من بين الغابات.
وأشار إلى عدم تسجيل وفَيات حتى اللحظة، لكن العديد من السكان، وخاصة مرضى الجهاز التنفسي، عانوا من حالات اختناق حادة نتيجة الدخان المتصاعد منذ 4 أيام متواصلة.
وفيما تحذر صور الأقمار الصناعية من اتساع رقعة الحرائق، دقّ خبراء بيئيون ناقوس الخطر بشأن احتمال تعرض المنطقة لكارثة بيئية شاملة، تهدد الغطاء النباتي والتنوع البيولوجي في غابات اللاذقية، خاصة مع اقتراب النيران من مناطق حيوية مثل غابات الفرنلق ومنطقة كسب السياحية الحدودية.
وقالت وزارة الطوارئ والكوارث السورية، إنها شكّلت غرفة عمليات مشتركة تضم وزارات الزراعة والدفاع والداخلية، لتوحيد الجهود وتنسيق عمليات الإطفاء، لافتةً إلى استمرار العمل على احتواء ما تبقى من البؤر النشطة.
بين الإهمال والكارثة
وفي تعليق بيئي، أوضح المهندس الزراعي مجد الفيصل، أن أسباب الحرائق تتكرر كل عام، وغالبًا ما تكون نتيجة الإشعال المتعمد؛ إما بقصد التحطيب أو بسبب الإهمال مثل رمي أعقاب السجائر، وأضاف أن استمرار الحرائق يلوث الهواء ويدمر النُظم البيئية في أماكن تعتبر من الأجمل في سوريا.
وقال الفيصل للجزيرة نت: إن الخطر يتزايد مع اقتراب النيران من مناطق حيوية على الحدود السورية-التركية، خاصة أن غابات اللاذقية "واسعة".
وأضاف "إذا لم تتم السيطرة على النيران في الوقت المناسب، فقد نواجه كارثة بيئية تحتاج إلى تدخل دولي عاجل، وربما تدمّر المواسم الزراعية في شمال غرب سوريا بالكامل".
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، دعت الجهات الرسمية السكان في المناطق القريبة من الحدود، خاصة في ولاية هطاي التركية، إلى أخذ الحيطة والحذر، ومتابعة التحديثات الرسمية الصادرة عن الجهات المختصة، لضمان سلامتهم الشخصية حال امتداد الحرائق إلى مناطقهم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إخماد حريق ضخم بريف حماة ومكافحة للسيطرة على حرائق أحراش اللاذقية
إخماد حريق ضخم بريف حماة ومكافحة للسيطرة على حرائق أحراش اللاذقية

الجزيرة

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

إخماد حريق ضخم بريف حماة ومكافحة للسيطرة على حرائق أحراش اللاذقية

سيطر الدفاع المدني السوري اليوم الثلاثاء على حريق أحراش ضخم اندلع في منطقة الحيدرية بريف حماة (وسط)، في ظل انتشار حرائق مندلعة منذ 6 أيام بريف اللاذقية شمالي غربي البلاد، مع ارتفاع درجات الحرارة واشتداد سرعة الرياح. وقال الدفاع المدني -في منشور على منصة إكس- إن فرق الإطفاء تمكنت من السيطرة على الحريق بعد عمل استمر طوال الليل، مؤكدا إخماد أغلب البؤر المشتعلة وتبريدها، مع بقاء بؤر مشتعلة في مناطق وعرة جدا تم عزلها وتجري مراقبتها للتعامل معها في حال توسعها مجددا. وكان الدفاع المدني أفاد أمس الاثنين بانتشار واسع لنيران الحريق الضخم في الحيدرية بسبب اشتداد سرعة الرياح، محذرا من اقتراب النيران من منازل مأهولة بالسكان في القرية، مع انفجار لمخلفات حرب بالمكان. كما تتواصل جهود الدفاع المدني لإخماد الحريق الضخم المندلع في منطقة جبل التركمان بريف اللاذقية، وسط استمرار وصول المؤازرات. وكان الدفاع المدني قد أوضح أن ثمة أخطارا كبيرة يسببها اشتداد سرعة الرياح، مشيرا إلى أن هباتها التي تصل إلى 50 كلم/ ساعة تزيد صعوبات عمل فرق الإطفاء التي تعمل على السيطرة على الحرائق في غابات جبل التركمان بريف اللاذقية. وأول أمس الأحد، قال الدفاع المدني عبر إنه حقق سيطرة جزئية على الحريق في بؤر عدة بنسبة تصل إلى 80%، كما أفادت وزارة الطوارئ والكوارث بأن السلطات التركية وافقت على إرسال مروحيات للمشاركة في إخماد حريق جبل التركمان بريف اللاذقية. وفي هذا الصدد، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن القوات الجوية شاركت في إطفاء الحرائق بريف اللاذقية، في إطار الجهود المكثفة للسيطرة على النيران والحد من انتشارها، وذلك بتوجيهات من وزير الدفاع مرهف أبو قصرة. وليلة الأحد، أعلن الدفاع المدني عن احتراق أكثر من 30 هكتارا من الأراضي بريف اللاذقية، لافتا إلى عدم تسجيل أي أضرار بالمنازل. يذكر أن جبال وغابات سوريا تواجه حرائق متكررة خلال فصل الصيف، وقد تفاقمت حدتها مع تغير المناخ الذي زاد فترات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة. وتدمر الحرائق مساحات شاسعة من الغطاء النباتي، مما يؤدي إلى تآكل التربة وفقدان التنوع البيولوجي، ويزيد الضغط على الموارد المحلية.

الحرائق تلتهم غابات اللاذقية وجهود بكل الإمكانات لإخمادها
الحرائق تلتهم غابات اللاذقية وجهود بكل الإمكانات لإخمادها

الجزيرة

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

الحرائق تلتهم غابات اللاذقية وجهود بكل الإمكانات لإخمادها

دمشق- أعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) في وقت متأخر مساء السبت، أن حرائق واسعة النطاق لا تزال تشتعل في مناطق حراجية في ريف اللاذقية منذ 4 أيام، مبينا أن النيران التهمت أكثر من 30 هكتارًا من الغابات حتى الآن، دون تسجيل أي أضرار في المنازل، في ظل ظروف ميدانية "شديدة التعقيد"، حسب وصفه. وذكر الدفاع المدني في بيان نُشر عبر قناته على "تليغرام"، أن فرق الإطفاء سيطرت على عدة بؤر مشتعلة في غابات جبل التركمان شمال شرق ريف اللاذقية، إلا أن منطقتين كبيرتين لا تزالان نشطتين، إضافة إلى بؤر أخرى أصغر تنتشر بشكل واسع في مناطق ذات تضاريس وعرة وجُرُف صخرية حادة، مما يزيد من صعوبة تحرك الفرق الأرضية. وأشار البيان إلى أن "الفرق تواجه تحديات كبيرة تتمثل بوعورة المنطقة، ومخلفات حرب غير منفجرة، واشتداد سرعة الرياح، وارتفاع درجات الحرارة، وبُعد مصادر المياه"، مضيفًا أن "عمليات التبريد مستمرة في المناطق التي أُخمدت لمنع عودة اشتعال النيران". ورغم المخاطر المحيطة، تواصل الفرق الميدانية عملها على مدار الساعة، وقال البيان "الجهود لا تزال تُبذل بكل الإمكانيات المتاحة للحد من انتشار الحرائق إلى مساحات إضافية أو مناطق سكنية قريبة". إعلان ولمواجهة تفاقم الحريق، أوفدت الفرق مؤازَرات إضافية من إدلب وحلب وحماة، خاصة في ظل توقعات بأن تشهد المنطقة، اليوم الأحد، ارتفاعا جديدا في الحرارة وزيادة في سرعة الرياح، مما قد يُسهم في إعادة اشتعال بؤر خامدة وتوسيع نطاق النيران. من جهتها، أعلنت وزارة الطوارئ والكوارث السورية، أمس السبت، أنها سيطرت على أكثر من 60% من مساحة الحريق، مؤكدة أن "حركة الرياح في الساعات المقبلة ستكون عاملًا حاسمًا في تحديد قدرة الفرق على السيطرة الكاملة على الوضع". وفي السياق ذاته، قال رئيس الدفاع المدني السوري منير مصطفى، في تصريح للجزيرة نت: إنهم يواصلون جهودهم منذ أكثر من 5 أيام لمكافحة الحرائق، وسط صعوبات ميدانية هائلة ناتجة عن التضاريس الجبلية الوعرة، والوديان العميقة، وعدم وجود خطوط نارية آمنة تساعد في محاصرة النيران. وأوضح أن "الرياح المتقطعة تسهم بشكل كبير في توسّع رقعة النيران"، مضيفًا أن "غياب البنية التحتية اللازمة من معدات الإطفاء المتخصصة يُعد عائقًا إضافيًا". بكل الإمكانات وأشار مسؤول الدفاع المدني إلى أن المعدات الموجودة "متقادمة وغير مؤهلة" بسبب ما وصفه بـ"تهالك بنية سيارات الإطفاء التي خلّفها نظام الأسد في وضع غير صالح للعمل". وأكد مصطفى أن غرفة عمليات مشتركة تم تشكيلها بالتنسيق بين الدفاع المدني ووزارة الطوارئ والكوارث السورية، إضافة لجهات محلية عدة، بهدف إرسال تعزيزات ميدانية لدعم فرق الإطفاء على الأرض. كما أوضح أن التنسيق شمل أيضًا الجانب التركي، عبر وزارتي الخارجية والطوارئ والكوارث، حيث أرسلت تركيا 4 سيارات إطفاء، تعمل حاليًا مع الفرق المحلية لتطويق النيران. ورغم تدخل الطيران المروحي السوري في تنفيذ عدة طلعات لإخماد الحريق، فإن المسؤول وصف تأثير هذه الطلعات بـ"المحدود"، نظرًا لاتساع رقعة النيران ووعورة المناطق التي لا يمكن للفرق الأرضية الوصول إليها، وطالب بضرورة "توفير تركيا دعما جويا إضافيا عبر المروحيات، للوصول إلى بؤر الحريق العميقة والمعزولة". تحذيرات ومخاطر وفي تصريحات للجزيرة نت، عبّر مواطنون من منطقة ربيعة بريف اللاذقية عن قلقهم من توسع الحرائق، خاصة في ظل وجود كثيف للسكان في المناطق الزراعية والغابات المحيطة. وقال شوكت أوغلو، أحد سكان المنطقة، إن "السكان في هذه المناطق من التركمان ، وتتصل أراضيهم الزراعية بالحدود التركية، نطالب الحكومة التركية بتكثيف الدعم بالتنسيق مع الجانب السوري للمساعدة في إخماد الحرائق". وأضاف أن فرق الدفاع المدني السوري أظهرت "شجاعة كبيرة"، وتعرض متطوعوها لمخاطر شديدة بسبب محاصرتهم بالنيران أثناء إجلائهم للمدنيين من بين الغابات. وأشار إلى عدم تسجيل وفَيات حتى اللحظة، لكن العديد من السكان، وخاصة مرضى الجهاز التنفسي، عانوا من حالات اختناق حادة نتيجة الدخان المتصاعد منذ 4 أيام متواصلة. وفيما تحذر صور الأقمار الصناعية من اتساع رقعة الحرائق، دقّ خبراء بيئيون ناقوس الخطر بشأن احتمال تعرض المنطقة لكارثة بيئية شاملة، تهدد الغطاء النباتي والتنوع البيولوجي في غابات اللاذقية، خاصة مع اقتراب النيران من مناطق حيوية مثل غابات الفرنلق ومنطقة كسب السياحية الحدودية. وقالت وزارة الطوارئ والكوارث السورية، إنها شكّلت غرفة عمليات مشتركة تضم وزارات الزراعة والدفاع والداخلية، لتوحيد الجهود وتنسيق عمليات الإطفاء، لافتةً إلى استمرار العمل على احتواء ما تبقى من البؤر النشطة. بين الإهمال والكارثة وفي تعليق بيئي، أوضح المهندس الزراعي مجد الفيصل، أن أسباب الحرائق تتكرر كل عام، وغالبًا ما تكون نتيجة الإشعال المتعمد؛ إما بقصد التحطيب أو بسبب الإهمال مثل رمي أعقاب السجائر، وأضاف أن استمرار الحرائق يلوث الهواء ويدمر النُظم البيئية في أماكن تعتبر من الأجمل في سوريا. وقال الفيصل للجزيرة نت: إن الخطر يتزايد مع اقتراب النيران من مناطق حيوية على الحدود السورية-التركية، خاصة أن غابات اللاذقية "واسعة". وأضاف "إذا لم تتم السيطرة على النيران في الوقت المناسب، فقد نواجه كارثة بيئية تحتاج إلى تدخل دولي عاجل، وربما تدمّر المواسم الزراعية في شمال غرب سوريا بالكامل". وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، دعت الجهات الرسمية السكان في المناطق القريبة من الحدود، خاصة في ولاية هطاي التركية، إلى أخذ الحيطة والحذر، ومتابعة التحديثات الرسمية الصادرة عن الجهات المختصة، لضمان سلامتهم الشخصية حال امتداد الحرائق إلى مناطقهم.

الحرائق الموسمية في سوريا.. متى تنتهي؟ وهل تزيد مستقبلا؟
الحرائق الموسمية في سوريا.. متى تنتهي؟ وهل تزيد مستقبلا؟

الجزيرة

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

الحرائق الموسمية في سوريا.. متى تنتهي؟ وهل تزيد مستقبلا؟

واصل الدفاع المدني السوري إخماد الحرائق التي امتدت إلى مناطق واسعة في جبل التركمان بريف اللاذقية، الذي بدأ خلال الأسبوع الأول من مايو/أيار الحالي. وعادة ما تبدأ الحرائق الموسمية في سوريا في شهر مايو/أيار من كل عام، وقد تستمر لمدة تصل إلى 12 أو 15 أسبوعا، لكنها تأثرت هذا العام بالرياح وارتفاع درجات الحرارة، مما أسفر عن انفجار مخلفات الحرب والتي زادت من انتشار النيران، وسط صعوبات يواجهها الدفاع المدني لإخمادها، في ظل مساعدة تركية لإطفائها. الحرائق الموسمية وتعرف الحرائق الموسمية بأنها حرائق غابات تحدث بانتظام خلال أوقات محددة من السنة، وهي شائعة في المناطق التي تشهد مواسم جفاف وحارة خلال نمو النباتات، مما يُشكّل وقودًا للحرائق. وفي كثير من الأماكن، يجلب الصيف أو أواخر الربيع الحرارة وانخفاض الرطوبة، فيجفّ الغطاء النباتي ويصبح سريع الاشتعال. كما يساعد موسم الأمطار في وقت مبكر من العام النباتات على النمو بكثافة، ولكن عندما تموت هذه النباتات وتجف تصبح وقودًا مثاليا لحرائق الغابات. وغالبًا ما تؤدي الممارسات الزراعية (مثل حرق بقايا المحاصيل)، أو إشعال النيران في المخيمات، أو خطوط الكهرباء، أو حتى الحرق المتعمد، إلى اشتعال الحرائق خلال المواسم المعرضة للحرائق، كما يعدّ البرق محفّزا طبيعيا، خاصةً في العواصف الرعدية الجافة. تظهر الحرائق الموسمية بوضوح في بعض دول البحر الأبيض المتوسط ​​(مثل سوريا واليونان)، وكذلك كاليفورنيا (بالولايات المتحدة الأميركية)، حيث تبلغ الحرائق ذروتها في أواخر الصيف وحتى الخريف، وتتفاقم بفعل الرياح الجافة. وتشهد أستراليا موسم حرائق الغابات خلال فصل الصيف من ديسمبر/كانون الأول إلى فبراير/شباط، أما غابات الأمازون فقد تعاني من الأمر في الفترة بين أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الأول، حيث تبلغ الحرائق ذروتها. الوضع السوري وبين عامي 2001 و2023، فقدت سوريا 17.4 ألف هكتار من الغطاء الشجري بسبب الحرائق، وتتركز الحرائق غالبا في المناطق الساحلية والزراعية، وتنتج عن مزيج من العوامل المناخية والبيئية والبشرية، فقد أصبح مناخ سوريا جافًا بشكل متزايد، مع ارتفاع درجات الحرارة وطول فترات الجفاف. تؤدي هذه الظروف إلى جفاف الغطاء النباتي، ويفاقم تغير المناخ هذا التوجهَ عاما بعد عام، مما يؤدي إلى حرائق غابات أكثر تواترًا وكثافة وشدة. وقد شهدت سوريا موجات جفاف شديدة بسبب التغير المناخي، فمثلا بين عامي 2006 و2010 واجهت البلاد أسوأ موجة جفاف في تاريخها المسجل، مما أدى إلى انهيار واسع في الإنتاج الزراعي، خاصة في مناطق مثل دير الزور والحسكة والرقة. ومنذ عام 2020، شهدت سوريا موجات جفاف شديدة، حيث أظهرت نتائج تقرير بحثي نشر عبر منصة "ورلد ويذر أتريبيوشن" أن هذه الموجات من الجفاف أصبحت أكثر احتمالا بمقدار 25 مرة بسبب تغير المناخ الذي يسببه الإنسان. وجد التقرير كذلك أنه لولا ارتفاع حرارة الأرض بمقدار 1.2 درجة مئوية نتيجة حرق الوقود الأحفوري لكان الجفاف، المصنف حاليًا على أنه "شديد" على مقياس مراقبة الجفاف، قد صُنف على أنه "ظروف طبيعية أو رطبة". النشاط البشري وتساهم الأنشطة البشرية، مثل إزالة الغابات والتوسع الزراعي وسوء إدارة الأراضي، بشكل كبير في أخطار حرائق الغابات، كما أدت الحرب التي استمرت حتى سقوط النظام وفرار رأسه بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى تدهور الموارد الطبيعية، مما زاد من قابلية التعرض للحرائق. وتستكشف الدراسة المعنونة بـ"الصراع والمناخ.. عوامل حرائق الغابات في سوريا في القرن الحادي والعشرين" والصادرة من جامعة ماريلاند الأميركية، كيف أسهم كلٌّ من تغير المناخ والحرب في زيادة حرائق الغابات في جميع أنحاء سوريا. ففي عام 2019، على سبيل المثال، شهدت سوريا هطول أمطار غزيرة تفوق المعدل المتوسط، مما أدى إلى نمو نباتي وفير. ورغم أن هذا الأمر بدا مفيدًا في البداية، فإن موسم الجفاف اللاحق حوّل هذا الغطاء النباتي إلى وقود للحرائق. ونتيجة لذلك، أثرت حرائق الغابات على 4.8% من مساحة الأراضي السورية في عام 2019، وهي زيادة كبيرة عن النسبة المعتادة البالغة 0.2%. وفي عام 2020، وحتى مع متوسط ​​هطول الأمطار الطبيعي، استمرت حرائق الغابات، مما يشير إلى وجود عوامل أخرى غير المناخ تؤدي لاندلاع الحرائق، وأبرزها الحرب التي فاقمت الحرائق المدمرة للأراضي الزراعية، لا سيما في الشمال الشرقي، وهي منطقة حيوية لإنتاج الغذاء في سوريا. تتأكد تلك النتائج بدراسة نشرت في دورية "إنفيرونمنتال ريسيرش ليترز"، وتشير إلى أن مزيجا من العوامل المناخية، إلى جانب الحرب، كان السبب في جعل سوريا أكثر تأثرا بالحرائق الموسمية عاما بعد عام. حلول مطروحة مع بدء الاستقرار في البلاد، فإن ذلك يطرح فرصة لانخفاض شدة مواسم الحرائق مستقبلا، خاصة مع بدء تطوير خطط شاملة لإدارة الحرائق تجمع بين الوقاية والتأهب والإخماد والتعافي، ويُقدم المركز العالمي لإدارة الحرائق التابع لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) إرشادات لتنفيذ هذه الإستراتيجيات بفعالية. يمكن كذلك أن يمثل دمج الأشجار في النظم الزراعية (الزراعة الحراجية) حواجز طبيعية للحرائق ويقلل من أحمال الوقود ويعزز احتباس رطوبة التربة، مما يخفف من مخاطر الحرائق. وإلى جانب ذلك، يمكن أن يسهم تحسين إعادة زراعة النباتات المحلية واستعادة النظم البيئية المتدهورة في التنوّع البيولوجي والقدرة على مواجهة حرائق الغابات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store