logo
بينها الإغارة على تجمع لـ الجيش الإسرائيلي.. «القسام» تنفذ 4 عمليات بخان يونس وجباليا

بينها الإغارة على تجمع لـ الجيش الإسرائيلي.. «القسام» تنفذ 4 عمليات بخان يونس وجباليا

المصري اليوم٠٥-٠٧-٢٠٢٥
واصلت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، عملياتها ضد تمركزات جيش الاحتلال في أنحاء قطاع غزة؛ ملحقة به خسائر في الأرواح والعتاد، إذ كشفت، اليوم السبت عن تنفيذها 4 عمليات في جباليا في الشمال وخان يونس جنوب قطاع غزة.
وفي بيان عبر حسابها، على منصة «تيليجرام»، أزاحت النقاب عن عملية نفذتها، صباح أمس الجمعة، قائلة إن مقاتليها تمكنوا من الإغارة على تجمع لجنود وآليات الاحتلال بجوار مديرية التربية والتعليم في منطقة المحطة وسط مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وأوضحت أن مقاتليها، تمكنوا من استهداف دبابتين إسرائيليتين من نوع «ميركافا» بعبوتي «شواظ» -بطريقة العمل الفدائي- وإيقاع طاقميها بين قتيل وجريح، كما تمكنوا من استهداف ناقلة جند بقذيفة «الياسين 105» وفور وصول قوة الإنقاذ تم استهدافها بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، مشيرة إلى رصد عناصرها هبوط الطيران المروحي للإخلاء الذي استمر لعدة ساعات.
وفي عمليتها الثانية، قالت إن مقاتليها استهدفوا ناقلة جند صهيوينة بقذيفة «الياسين 105» أمس الجمعة، في شارع البيئة وسط مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وعن العملية الثالثة، قالت إن :«بعد عودتهم من خطوط القتال، أكد مجاهدو القسام استهداف قوة صهيونية راجلة بقذيفة»RBG«والاشتباك معها بالأسلحة الخفيفة شرق مدينة جباليا شمال القطاع».
وعن العملية الرابعة، أشارت كتائب القسام إلى استهداف 3 دبابات إسرائيلية من نوع «ميركافا» بعبوتي «شواظ»- بطريقة العمل الفدائي- وقذيفة «تاندوم» شرق مدينة جباليا شمال القطاع.
تكتيك الإغارة ورصد جرأة لدى المقاومة
من جانبه، قال اللواء الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي لقناة «الجزيرة»، إن مصطلح «الإغارة» الذي استخدمته كتائب القسام لوصف عمليتها الأخيرة وسط خان يونس جنوبي قطاع غزة يشير إلى أسلوب قتالي دقيق يستند إلى أسس القتال الخاص، حيث ينفذ هذا الأسلوب عبر قوة متحركة تباغت هدفا ثابتا ومحددا ثم يتبعها انسحاب فوري وسريع نحو نقطة آمنة، وتكون هذه العمليات مدعومة بفرق مساندة تكلف بمهام الحماية والستر، إلى جانب قاعدة تنطلق منها القوة المهاجمة وتعود إليها بعد التنفيذ.
ومساء أمس الجمعة، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر عسكرية قولها إنه في الأيام الماضية جرى رصد جرأة ورغبة لدى المسلحين في غزة لمهاجمة القوات الإسرائيلية، مبينين أن المسلحين الفلسطينيين أدركوا أين تتموضع القوات ويعملون بناء على ذلك.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"منتصف النهار" يسلط الضوء على قصف الاحتلال مدارس النازحين بغزة
"منتصف النهار" يسلط الضوء على قصف الاحتلال مدارس النازحين بغزة

مصرس

timeمنذ 2 ساعات

  • مصرس

"منتصف النهار" يسلط الضوء على قصف الاحتلال مدارس النازحين بغزة

سلط برنامج "منتصف النهار"، الذي تقدمه الإعلامية هاجر جلال، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، على قصف الاحتلال مدارس النازحين بغزة، وقمة أوروبية في بروكسل. ففي قطاع غزة، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها على مواقع مختلفة من القطاع واستهدفت مدارس وخياما تؤوي نازحين، وتجمعا لمنتظري المساعدات الإنسانية، وذلك وفقا لوسائل إعلام فلسطينية.فيما زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، وجود معلومات بأن حركة حماس تسيطر مجددًا على المساعدات الإنسانية التي تدخل شمال القطاع.من جانبه، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة على منصته الاجتماعية "تروث سوشيال"، دعا فيها إلى إلغاء محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو منحه عفوًا واصفا إياه بالبطل العظيم.وعلى صعيد الأزمة الإسرائيلية الإيرانية، قال المرشد الإيراني على خامنئي إن إسرائيل انهارت نتيجة الضربات الصاروخية الإيرانية ، مؤكدا أن طهران وجهت صفعة قاسية للولايات المتحدة خلال الحرب، مضيفا أن الولايات المتحدة دخلت الحرب بشكل مباشر، لأنها شعر أنها إذا لم تفعل ذلك فستدمر إسرائيل بالكامل، لكنه رغم هذا التدخل لم تحقق أي إنجاز يُذكر.فيما اتهم رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب معلومات عن المراكز النووية الإيرانية لإسرائيل، وقال إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تدين علنا الهجمات على منشآتنا النووية.إلى ذلك، بدأت اجتماعات قمة الاتحاد الاوروبي في بروكسل اليوم، حيث يجتمع رؤساء الدول الأعضاء في الاتحاد، لمناقشة التعريفات الجمركية الامريكية، وإمكانية إبرام اتفاق تجاري يحد من الخسائر التي تسببها الرسوم الأمريكية التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب، وعلقها مؤقتاً لحين إبرام اتفاق تجاري جديد.وتناقش القمة فرض دول الاتحاد الاوروبي، الحزمة الثامنة عشر من العقوبات الاقتصادية على روسيا، وهو ما يأتي بعد يوم واحد من قمة حلف الناتو في لاهاي، والتي شهدت الاتفاق على رفع الانفاق الدفاعي إلى خمسة بالمائة من الدخل القومي لدول الحلف.وتتصدر الأزمة الأوكرانية القمة الأوروبية، حيث ينضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى قمة الاتحاد الأوروبي عبر تقنية الفيديو، كما يناقش القادة الخلافات وحالة الانقسام حول السياسة الأوروبية تجاه إسرائيل وحربها المستمرة في غزة، والاتفاق النووي مع إيران.

لقاء روسي إيراني في الصين يبحث قضايا متسارعة بين لافروف وعراقجي
لقاء روسي إيراني في الصين يبحث قضايا متسارعة بين لافروف وعراقجي

خبر صح

timeمنذ 2 ساعات

  • خبر صح

لقاء روسي إيراني في الصين يبحث قضايا متسارعة بين لافروف وعراقجي

أجرى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم، مباحثات مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، وذلك على هامش اجتماع وزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاون المنعقد في العاصمة الصينية، حسبما ذكرت قناة 'روسيا اليوم'. لقاء روسي إيراني في الصين يبحث قضايا متسارعة بين لافروف وعراقجي اقرأ كمان: جيش الاحتلال يكشف وثائق جديدة حول تمويل حماس من قبل «إيزادي» عبر إيران لدينا فرصة لبحث عدد من القضايا التي تشهد تطورات متسارعة قال لافروف، مع بداية اللقاء: 'لدينا فرصة لبحث عدد من القضايا التي تشهد تطورات متسارعة' يأتي هذا اللقاء بعد يومين من اجتماع لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانج يي في بكين، وكان الوزير الروسي قد وصل إلى العاصمة الصينية، الأحد الماضي، قادمًا من كوريا الشمالية، للمشاركة في اجتماعات مجلس وزراء خارجية دول منظمة شنجهاي. وخلال زيارته لكوريا الشمالية، التقى لافروف مع الزعيم كيم جونج أون ووزيرة الخارجية تشوي سون هي، في منتجع وونسان، كما سبق ذلك مشاركته في اجتماعات وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في ماليزيا، حيث عقد سلسلة من اللقاءات الثنائية، بينها لقاء مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو. إنذار أخير من ترامب لـ بوتين.. 50 يوما تفصل روسيا عن موجة عقوبات جديدة أفاد خبراء أن نجاح خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي متطورة عبر حلفاء أوروبيين، مرهون بقدرة الصناعة العسكرية الأمريكية على تلبية الطلب وسرعة إيصال هذه الأنظمة إلى كييف. ترامب يمنح مهلة 50 يوما لتطبيق الخطة وذكرت قناة 'روسيا اليوم' أن ترامب منح مهلة قدرها 50 يومًا لتطبيق هذه الخطة، إلا أن كثيرين اعتبروا أن هذه الفترة طويلة وخطرة على أوكرانيا في ظل تصاعد الهجمات الروسية. اقرأ كمان: الأونروا تحذر: الجوع سلاح في غزة ويجب إدخال المساعدات فورًا وفي تقرير لها، وصفت صحيفة 'وول ستريت جورنال' الأمريكية هذه الخطوة بأنها نقطة تحول بارزة في مسار الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وربما تشكّل منعطفًا حاسمًا في المواجهة مع روسيا، وأكدت الصحيفة أن هذا التوجه يهدف إلى تسريع وتيرة تسليح أوكرانيا دون أن تتحمل واشنطن أعباء مالية مباشرة، إذ ستقوم الدول الأوروبية بشراء الأنظمة الدفاعية من الولايات المتحدة ثم إرسالها إلى كييف. وتُعد هذه الخطوة الأولى من نوعها خلال ولاية ترامب الحالية، وتذهب إلى ما هو أبعد من سياسات الدعم العسكري التي تبناها الرئيس السابق جو بايدن، وفق ما ذكرت الصحيفة، وتشمل الصفقة، التي أُعلن عنها خلال مؤتمر في البيت الأبيض، تزويد أوكرانيا بذخائر وصواريخ هجومية إضافة إلى أنظمة دفاع جوي متقدمة. وتأتي هذه المبادرة في وقت كثف فيه الجيش الروسي هجماته بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضد المدن الأوكرانية، بهدف إنهاك الدفاعات الجوية الأوكرانية تمهيداً لهجوم واسع متوقع في أواخر الصيف أو الخريف، بحسب تقييمات عسكرية ومصادر رسمية. وفي هذا السياق، اعتبرت سيليست وولاندر، المسؤولة السابقة بوزارة الدفاع الأمريكية في عهد إدارة بايدن، أن الاستراتيجية الروسية تسعى لاستنزاف الدفاعات الجوية الأوكرانية بالكامل وترك كييف مكشوفة أمام أي هجوم لاحق، وقالت: 'إذا كانت الخطة الأمريكية ستحقق أثراً في معادلة بوتين للحرب، فلا بد أن تتم عمليات التسليم بوتيرة سريعة خلال الصيف لتفادي الكارثة' وفي سياق متصل، وصفت كريستين بيرزينا، من مؤسسة صندوق مارشال الألماني، المهلة التي حدّدها ترامب بأنها تحمل رسالة سياسية قوية لكنها لا تعكس خطورة الوضع الميداني المتدهور.

غزة.. رهينة إرادة واشنطن وموقف عربى واضح!
غزة.. رهينة إرادة واشنطن وموقف عربى واضح!

الدستور

timeمنذ 2 ساعات

  • الدستور

غزة.. رهينة إرادة واشنطن وموقف عربى واضح!

مبكرًا، وفى أكتوبر 2023 على وجه التحديد، تنبأ ديفيد بترايوس، الذى خدم كأعلى جنرال أمريكى فى كل من العراق وأفغانستان، أن الهجوم البرى العسكرى الذى تشنه القوات الإسرائيلية فى قطاع غزة، سوف يستمر لسنوات وسوف يتضمن قتالًا مروعًا.. وحذر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السابق، من أن مواصلة حملة القصف التى يشنها الدفاع الإسرائيلى «يمكن أن يكون بمثابة مقديشو صومالية جديدة، بسرعة كبيرة».. واستشهد بحادثة عام 1993، التى أُسقطت فيها ثلاث مروحيات أمريكية من طراز بلاك هوك فى العاصمة الصومالية، ما أدى إلى اندلاع قتال دموى فى المدينة، بينما كانت القوات الأمريكية تكافح لإنقاذ الناجين من تحطم الطائرة. وقال بترايوس إن القوات الإسرائيلية تواجه واقعًا مماثلًا داخل الأراضى الفلسطينية.. وأضاف موجهًا كلامه لمسئولى إسرائيل: «سوف ترون انتحاريين، وسترون عبوات ناسفة بدائية، وستكون هناك كمائن، وفخاخ، والبيئة الحضرية، مرة أخرى، لا يمكن أن تكون أكثر تحديًا».. وأكد بترايوس أن تجربته الشخصية فى إدارة الجيوش المنخرطة فى حملات وحشية لمواجهة المقاومة، ينبغى أن تكون بمثابة تحذير للجيش الإسرائيلى، «يصعب علىّ تخيّل وضع أصعب من هذا الوضع تحديدًا، وقد كنتُ أحد قادة القوات فى عددٍ من العمليات الحضرية الكبرى.. لا يُمكن الانتصار فى مكافحة المقاومة فى عامٍ أو عامين.. عادة ما يستغرق الأمر عقدًا أو أكثر، كما رأينا فى العراق وأفغانستان». اليوم، وبعد قرابة العامين من الهجوم الإسرائيلى على غزة، بدأت قوات جيش الاحتلال تواجه حرب عصابات داخل القطاع المُدمَّر، قُوامها عناصر تنضم إلى حماس، بروح الثأر التى أوجدها استشهاد أكثر من خمسة وخمسين ألف فلسطينى، بينهم عائلات مُحيت بكاملها من سجلات الوجود، ناهيك عن المصابين والدمار الهائل الذى لحق بقطاع غزة، وأحاله إلى كومة من أنقاض، والتشريد والتجويع، حتى لم يعد للفلسطينى ما يخسره فى مواجهة جيش الاحتلال، الذى بات يعانى خسائر فادحة فى أفراده وعتاده.. بينما يُماطل رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، فى الوصول إلى هدنة لستين يومًا من الحرب فى القطاع، تُمهد لمباحثات وقف إطلاق نار دائم، فى الحرب المستعرة داخل عزة.. وقد ألقت الحملة العسكرية الإسرائيلية المتجددة على غزة، إلى جانب تصريحات السياسيين، الضوء على نوايا إسرائيل تجاه القطاع، وكيف تُنذر خطط حكومة نتنياهو، فى حال تنفيذها، بمزيد من إراقة الدماء وتزرع بذور صراع أوسع مستقبلًا. ●●● فى الثامن عشر من مارس الماضى، استأنفت إسرائيل هجومها العسكرى على قطاع غزة، منتهكة بذلك وقف إطلاق النار الذى استمر اثنين وأربعين يومًا، فى الحملة التى بدأت بعد هجمات حماس فى السابع من أكتوبر 2023 على بلدات جنوب إسرائيل.. تضمن الهجوم المتجدد تكتيكات عدوانية وطموحًا كبيرًا.. إلى جانب تقويض القوة العسكرية المتعافية لحماس، يسعى القادة الإسرائيليون إلى انتزاع قدرة الجماعة الإسلامية على حكم غزة، من خلال استهداف كبار المسئولين المدنيين بعد أن كان التركيز السابق على القادة العسكريين والسياسيين وتفجير ما تبقى من البنية التحتية العامة للقطاع.. استولى الجيش الإسرائيلى على معظم مساحات غزة، ما يؤدى، على ما يبدو، إلى تفتيت المنطقة على المدى الطويل.. حاصرت قواته ودمرت كل مدينة رفح تقريبًا، وهى أقصى مدينة فى جنوب غزة، محتلة بذلك مساحة من الأرض تقطع القطاع عن الحدود المصرية، ما يضمن أن يكون الوصول الوحيد عبر إسرائيل. أجبرت الغارات الجوية وأوامر الإخلاء سكان غزة، البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، على العيش فى مناطق ضيقة على الساحل، ما حوَّل معظم القطاع إلى «مناطق محظورة».. ارتفعت الخسائر الفلسطينية، ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين المبلغ عنهم منذ بدء الحرب فى أكتوبر 2023 إلى ما يزيد على خمسة وخمسين ألفًا؛ الغالبية العظمى منهم حتى حسب إحصاء إسرائيل هم من المدنيين.. ولا يزال الآلاف مدفونين تحت الأنقاض، ولا يزال الآلاف قد ماتوا لأسباب غير مباشرة، مثل نقص العلاج الطبى.. تتصاعد الكارثة الإنسانية فى غزة بسرعة، وتفاقمت بسبب الحصار الكامل الذى فرضته إسرائيل على القطاع منذ الأول من مارس الماضى، ما أدى إلى منع جميع شاحنات المساعدات من الدخول لأول مرة منذ الأيام الأولى للحرب. لقد منح وقف إطلاق النار، الذى تم التوصل إليه فى يناير من هذا العام، والذى توسطت فيه الولايات المتحدة إلى حد كبير، بمساعدة الوسطاء، مصر وقطر، استراحةً لفلسطينيى غزة.. وأدت المرحلة الأولى مما كان من المفترض أن يكون هدنة متعددة المراحل، إلى توقف إطلاق النار إلى حد كبير، وإطلاق سراح ثلاثة وثلاثين رهينة مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين، ودخول إمدادات الإغاثة إلى القطاع.. كما نصّت على محادثات حول وقف دائم لإطلاق النار، وعودة تسع وخمسين رهينة إسرائيلية، لا تزال تحتجزها حماس، على مراحل لاحقة.. ويحاول الوسطاء الثلاثة، لكنهم فشلوا حتى الآن، فى استعادة ولو هدنة مؤقتة. بفضل الدعم الأمريكى، يبدو القادة الإسرائيليون مصممين على متابعة أهدافهم القصوى، المتمثلة فى تدمير حماس وإعادة هيكلة الجيش والبنية الأمنية فى غزة، وتعزيز السيطرة على الأراضى المحتلة.. تتضمن الخطط وضع الأساس لما يصفه السياسيون الإسرائيليون مجازيًا بـ«الهجرة الطوعية»، أى الطرد الجماعى للفلسطينيين من غزة.. لم يتم إيجاد حل لمكان 2.2 مليون نازح، حيث يصر جيران إسرائيل على أنهم لن يكونوا جزءًا من هذا المخطط.. ومع ذلك، بدا هذا الاحتمال أكثر واقعية لإسرائيل منذ أوائل فبراير، عندما فكر الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، فى نقل سكان غزة، بينما تبنى الولايات المتحدة «ريفييرا فى الشرق الأوسط» فى القطاع. وبينما تكتسب إسرائيل زخمًا واضحًا، فإنها تواجه أيضًا تحديات.. فمصير الرهائن عالقٌ من جديد.. ويخشى جزءٌ كبيرٌ من المجتمع الإسرائيلى، من أن تُعرّض العودة إلى الحرب الرهائن المتبقين للخطر.. كما يشعر الكثيرون بالقلق من جهود نتنياهو لإضعاف الضوابط المؤسسية على سلطة حكومته.. على سبيل المثال، من خلال محاولة إقالة كلٍّ من النائب العام ورئيس المخابرات الداخلية، وهما منصبان يُنظر إليهما على أنهما يُمثلان توازنًا مهمًا للسلطة التنفيذية، نظرًا لعدم وجود دستور مكتوب فى إسرائيل.. وفى مؤشرٍ على تنامى السخط، لا تُؤدى أعدادٌ قياسيةٌ من جنود الاحتياط الذين يُشكلون الجزء الأكبر من القوة القتالية للجيش واجبهم.. يشعر البعض بالإحباط من الاستدعاءات المتكررة؛ بينما ينزعج آخرون من إصرار حكومة نتنياهو على إعفاء اليهود المتدينين من الخدمة العسكرية؛ ولا يزال آخرون يمكثون فى منازلهم لمعارضتهم الحرب.. ولكن على الرغم من صخبها وتزايدها، إلا أن هذه المقاومة لا تزال مُشتتة للغاية حتى الآن، ما يمنع الحكومة من المضى قدمًا عسكريًا. ●●● فى الثلاثين من مارس، وفى حديثه إلى مجلس وزرائه، أوضح رئيس الوزراء، نتنياهو، رؤيته لنهاية الصراع الإسرائيلى فى غزة: «ستُلقى حماس سلاحها.. سيُسمح لقادتها بالمغادرة.. سنحرص على الأمن العام فى قطاع غزة، ونُتيح تطبيق خطة ترامب للهجرة الطوعية.. هذه هى الخطة.. نحن لا نُخفيها، ومستعدون لمناقشتها فى أى وقت».. وبناءً على هذه التصريحات، إلى جانب تصريحات وملاحظات أخرى على أرض الواقع، يُمكن القول إن إسرائيل تسعى إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية: أولًا: تُصرّ إسرائيل على أهدافها الأصلية المتمثلة فى تدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس، وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين المحتجزين منذ السابع من أكتوبر 2023.. ومؤخرًا، صيغت هذه الأهداف فى سياق تسليم حماس جميع أسلحتها ونفى قادتها.. ويجادل القادة الإسرائيليون، بأن الحركة قد أُضعفت بشكل جذرى، ويمكن إجبارها على تسليم جميع الرهائن المتبقين، مقابل تنازلات إسرائيلية أقل مما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار فى يناير.. وفى سعيهم للضغط على حماس للرضوخ لمطالب إسرائيل، فإن استراتيجيتهم تتمثل فى منع إمدادات الغذاء والدواء، بل جميع المساعدات، عن سكان غزة، وهو إجراء أُدين على نطاق واسع، باعتباره شكلًا من أشكال العقاب الجماعى. هذه الاستراتيجية ليست جديدة تمامًا، لكنها تتضمن عناصر جديدة.. ما تغير فى هذه المرحلة، هو تكثيف إسرائيل لأساليبها، ونطاق الحصار الشامل ومدته، ومهمة أكثر وضوحًا لجعل غزة غير قابلة للحياة.. عنصر جديد آخر، هو أن إسرائيل، على ما يبدو، حصلت على موافقة إدارة ترامب على إلغاء وقف إطلاق النار الذى تفاوضت عليه واشنطن نفسها فى يناير، إلى جانب رسائل تبدو وكأنها تُشير إلى ترخيص لإنهاء المهمة بالقوة.. كما يُعزز تطبيق الاستراتيجية، تقارب أكبر بين القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية.. رئيس أركان الجيش الجديد منذ مارس، إيال زامير، أقل ترددًا من سلفه بشأن احتمال إبقاء القوات داخل القطاع على المدى الطويل، وإن كان مؤخرًا بدأ قلقًا من استمرار الوجود الإسرائيلى فى قطاع غزة.. تضمنت خططه السابقة، فرض إدارة عسكرية وسلسلة توزيع للمساعدات تُديرها إسرائيل.. يؤكد خبراء الأمن الإسرائيليون أن حماس تُحكم قبضتها على غزة، من خلال التحكم الممنهج فى تدفقات المساعدات وتحويل الموارد.. إلا أن هذه الادعاءات لا تزال غير مثبتة، لكنها تُبرر ادعاء إسرائيل بوجوب توليها مسئولية المساعدات الإنسانية. ثانيًا: تسعى إسرائيل إلى إعادة هيكلة التركيبة السكانية والجغرافية والبنية الأمنية فى غزة بشكل دائم، بغض النظر عن حماس.. تسيطر إسرائيل الآن بشكل مباشر على ما لا يقل عن 75 فى المائة من أراضى غزة.. وسَعت القوات المنطقة العازلة التى تحيط بمحيط القطاع، ما أدى إلى تركيز المدنيين فى المناطق الساحلية الصغيرة، حول خان يونس ودير البلح فى الجزء الجنوبى من القطاع، وكذلك حول مدينة غزة فى الشمال.. نزح حوالى ستمائة ألف شخص مرة أخرى.. يتم فصل هذه التجمعات بواسطة ممر نتساريم، وهو محور يمتد من الشرق إلى الغرب، الذى سوته القوات الإسرائيلية بالأرض خلال الحرب، وتخلت عنه بموجب وقف إطلاق النار ثم استعادته فى أواخر مارس، ثم أنشأت محور موراج، فى المنطقة الواقعة بين ممرى نتساريم وفيلادلفيا.. أفادت الأمم المتحدة أن 70 فى المائة من غزة أصبحت الآن «منطقة محظورة»، إما تحت سيطرة إسرائيل أو تخضع لأوامر إخلاء.. يقوم الجيش الإسرائيلى بتسوية ممرات أخرى، ما يجعل المنطقة غير متصلة بطريقة مماثلة للضفة الغربية.. ومضت إسرائيل قدمًا فى هدم مدينة رفح بالكامل تقريبًا، التى كان يسكنها مائتا ألف نسمة قبل الحرب.. تقع رفح على الحدود المصرية، وباستيلائها على المدينة، تمنح إسرائيل نفسها فعليًا سيطرة كاملة على كل ما يدخل القطاع أو يخرج منه. ثالثًا: تغتنم حكومة اليمين المتطرف فى إسرائيل ما تراه فرصة تاريخية، لترسيخ سيطرتها على جميع الأراضى المحتلة غزة والضفة الغربية وتوجيه ضربة قاصمة لأى احتمال معقول لتقرير المصير الفلسطينى.. والجدير بالذكر، أن الهجوم الإسرائيلى المتجدد شُنّ بعد أسبوعين فقط من إقرار جامعة الدول العربية، فى قمة القاهرة فى الرابع من مارس، خطة لإعادة إعمار القطاع، تشترط عودة السلطة الفلسطينية إلى الحكم، وإقامة دولة فلسطينية مستقبلية فى كل الأراضى المحتلة، وهى أجندات ترفضها حكومة نتنياهو رفضًا قاطعًا. النسخة الأكثر تطرفًا من هذه الرؤية تنصب على طرد كل سكان غزة من القطاع، وهى فكرة روج لها المسئولون الإسرائيليون منذ بداية الحرب، واكتسبت زخمًا بعد أن رددها الرئيس ترامب.. «الهجرة الطوعية»، وهى تسمية خاطئة، نظرًا لأن الفلسطينيين سيهربون من أماكن أصبحت غير صالحة للسكن عمدًا صاغها أنصارها على أنها عمل خيري.. يقول آخرون، إنه من الأفضل وصفها بأنها عمل من أعمال التطهير العرقى.. إن المزايا التى تعود على إسرائيل واضحة: المزيد من الأراضى وتقليل المقاومة المحلية، إلى جانب تحول حاد فى التوازن الديموغرافى فى إسرائيل والأراضى المحتلة لصالح الإسرائيليين اليهود وضد الفلسطينيين، إذ يشكل اليهود حاليًا أقلية طفيفة بين خمسة عشر مليون شخص يعيشون تحت السيطرة الإسرائيلية.. لكن أبحاث مجموعة الأزمات الدولية تشير إلى أن العديد من الإسرائيليين يشككون فى إمكانية نقل السكان على نطاق واسع عمليًا. وبينما تسعى إسرائيل لتحقيق هذه الأهداف فى غزة، فإنها تنفذ أيضًا عمليات مماثلة فى الضفة الغربية.. بمجرد سريان وقف إطلاق النار فى غزة فى يناير الماضى، أعادت إسرائيل نشر قواتها لشن عملية الجدار الحديدى.. والتى تهدف ظاهريًا إلى سحق الجماعات المسلحة الفلسطينية، إلا أن هذا العمل أحدث دمارًا فى جميع أنحاء الضفة الغربية، ولكن بشكل خاص فى مخيمات اللاجئين الشمالية، ما أدى إلى نزوح أكثر من خمسين ألفًا من سكانها.. وأعلنت إسرائيل منذ ذلك الحين، عن أنها توسع عمليتها إلى مدينة نابلس ومخيم بلاطة للاجئين، وهو الأكبر فى الضفة الغربية.. وعلى الرغم من أنه على نطاق أصغر، فإن الجيش الإسرائيلى يكرر الأساليب التدميرية التى شوهدت فى غزة: إسقاط القنابل وإطلاق الصواريخ، بالإضافة إلى نشر الدبابات فى المناطق المكتظة بالسكان، وتمزيق الطرق وشبكات المياه، وهدم أحياء بأكملها واستخدام القوة المميتة لمنع السكان من العودة. ●●● تزعم إسرائيل أنها استأنفت الحرب لتسريع إطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين أُسروا فى أكتوبر 2023.. لكن المفاوضات، وليس القوة المسلحة، هى التى أنقذت معظم الرهائن.. انخفض عدد الأسرى الإسرائيليين من 251 فى بداية الحرب إلى تسعة وخمسين فقط حاليًا، «يُعتقد أن حوالى عشرين منهم على قيد الحياة؛ أما البقية فهم جثث تحتجزها حماس».. أفرجت حماس عن حوالى مائة وخمسين رهينة، بموجب شروط وقف إطلاق النار التى تم التفاوض عليها فى نوفمبر 2023 ويناير 2025.. ولم تُحرر محاولات الإنقاذ العسكرية الإسرائيلية سوى ثمانى رهائن.. قُتل حوالى أربعين رهينة أثناء أسرها منذ بدء الحرب، بنيران إسرائيلية. خلال وقف إطلاق النار الذى استمر اثنين وأربعين يومًا وبدأ فى يناير، أعادت حماس ثلاثًا وثلاثين رهينة.. ومنذ أن انتهكت إسرائيل الهدنة وقتلت مئات المدنيين الفلسطينيين، لم يُفرج عن أى رهينة.. وأكدت حماس مرارًا، عبر قناتها على تليجرام، أن تصعيد إسرائيل للضغط العسكرى، والمعاناة التى تُلحقها بسكان غزة المدنيين، لن يُجبرها على إطلاق سراح المزيد من الرهائن.. بل على العكس، فإن إصرار إسرائيل على محو المقاومة المسلحة وتدمير غزة وتهجير سكانها، يزيد حماس إصرارًا على التمسك بآخر أوراقها التفاوضية. وردًا على استئناف إسرائيل الحرب، تجنبت حماس، فى البداية، المواجهة المسلحة إلى حد كبير.. ربما يعود جزء من السبب إلى انخفاض مخزونها من الأسلحة، الذى دمرت إسرائيل معظمه، وفقدان مقاتلين مؤهلين.. لم تطلق حماس سوى عدد قليل من الصواريخ المتبقية فى ترسانتها على إسرائيل، فى محاولة واضحة لتقويض معنوياتها، لكن هذه الصواريخ لم تُسبب سوى أضرار مادية طفيفة.. ربما قررت الحركة أيضًا توفير قوتها لحرب العصابات طويلة الأمد، بينما تُقلّص إسرائيل تدريجيًا المساحة المأهولة بالفلسطينيين وتُرسل قواتها البرية إلى عمق القطاع.. بطريقة أو بأخرى، لا تزال الحركة أقل تسليحًا بكثير. سياسيًا، أبقت حماس قنوات التفاوض مع إسرائيل مفتوحة، إلا أنها قاومت حتى الآن مساعى إسرائيل لحصر المحادثات فى قضية الأسرى فقط.. وبدلًا من ذلك، تُصرّ حماس على الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار المرحلى الأصلى، الذى ربط إطلاق سراح الأسرى بمفاوضات أوسع نطاقًا حول مستقبل غزة.. وتخشى حماس من التنازل عن نفوذها الأساسى، لتجد إسرائيل تُعاود الهجوم وتُطالب بتدمير غزة.. وقد أوضح مسئولو حماس مرارًا، استعدادهم للتخلى عن سيطرتهم على غزة، وهو مطلب إسرائيلى رئيسى شريطة أن تتولى إدارة فلسطينية موحدة زمام الأمور.. ولتحقيق هذه الغاية، تدعم الحركة إنشاء «لجنة دعم مجتمعى» تكنوقراطية غير حزبية لإدارة غزة، وهى هيئة كانت محور محادثات المصالحة مع منافستها حركة فتح، التى نصّت عليها خطة إعادة إعمار غزة التى وضعتها مصر ووافقت عليها جامعة الدول العربية.. إلا أن هذا المقترح يترك أسئلة رئيسية مفتوحة حول نزع سلاح الحركة، وهى نقطة حاسمة بالنسبة لإسرائيل. فى الوقت نفسه، تُدرك حماس تنامى الإحباط بين الفلسطينيين فى غزة، إزاء التضحيات الفادحة التى قدموها فى الحرب التى بدأتها.. وقد واجهت الاحتجاجات المتفرقة، التى تبدو عفوية، فى القطاع والتى حمل بعضها شعارات معادية لحماس صراحةً بمزيج من القمع والخطابات الرنانة، مستهدفةً منظميها بالانتقام، (بما فى ذلك الإعدام فى إحدى الحالات)، لكنها سعت إلى حشد الجماهير على نطاق واسع من خلال مناشدات للصمود الوطنى.. وقد تتزايد التحديات التى تواجهها الحركة، إذ يفيد الفلسطينيون بأنه منذ استئناف الحرب، تزايد غياب مسئولى حماس عن واجباتهم العامة، بما فى ذلك حفظ الأمن، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى الفوضى الناجمة عن إطلاق النار، ولكن أيضًا إلى الخوف من استهداف إسرائيل الصريح لهياكل الحكم.. وتشير التقارير الصحفية، إلى أن الحركة تواجه صعوبات متزايدة فى دفع الرواتب.. ومع تآكل قدرة حماس على الحكم، فإن ما ينتج عن ذلك من إجرام وفوضى فى المناطق المأهولة بالسكان، إلى جانب تلاشى مخزونات المساعدات، قد يؤدى إلى دوامة انحدارية، ما يُصعّب على حماس الحفاظ على نفوذها المتبقى على سكان القطاع الذين يزدادون يأسًا. لقد دفع الهجوم المتجدد سكان غزة إلى كابوسٍ جديد، ربما أسوأ.. فرغم الانتهاكات، أتاح وقف إطلاق النار فى يناير، راحةً كانوا بأمسّ الحاجة إليها من الهجمات الإسرائيلية، حيث خفّف تدفق المساعدات من وطأة الجوع، وعاد السكان إلى منازلهم المدمرة بعد أشهر من النزوح المتكرر.. لكن منذ أن فرضت إسرائيل حصارها الشامل فى الأول من مارس، انعدم وجود الغذاء والماء والدواء؛ وارتفعت أسعار بعض السلع ارتفاعًا حادًا، حيث تضاعفت أسعارها بمضاعفات العشرة أو أكثر.. واضطرت عشرات المخابز والمطابخ التى افتتحتها وكالات الإغاثة إلى الإغلاق، واعتمد نصف السكان على وجبة يومية واحدة تقدمها وكالات الإغاثة، التى نفد مخزونها. ويكتفى نصف السكان الآن بستة لترات فقط من الماء يوميًا، أى أقل من تدفق مياه المرحاض عالى الكفاءة، للشرب والغسيل والطهى.. ويُترك عشرات الآلاف من المرضى الذين يعانون الفشل الكلوى والسكرى وارتفاع ضغط الدم وأمراض مزمنة أخرى دون علاج.. ويتزايد سوء التغذية بسرعة، حتى وصف الفلسطينيون فى غزة هذه الجولة من الحرب بأنها مرعبة للغاية. ●●● يتساءل البعض، فى ظل ما يُبديه ترامب من رغبة فى هدنة بغزة والمفاضات الدائرة فى الدوحة بين حماس وإسرائيل: هل اقتربت نهاية اللعبة؟. ربما.. فمن المؤكد، أن المزايا العسكرية لإسرائيل كبيرة بشكل متزايد.. لقد أدى الاستنزاف إلى تآكل قدرة حماس على القتال.. ويزعم المسئولون الإسرائيليون، أن الجماعة الإسلامية فقدت بين ثمانية عشر إلى عشرين ألف مقاتل أكثر من نصف قوتها فى بداية الحرب، و80 فى المائة من أسلحتها الثقيلة مثل الصواريخ، رغم استحالة التحقق من هذه الأرقام، لأنه تم استبدال المقاتلين، إذ تمكنت حماس من تجنيد آلاف آخرين، وتقدر إسرائيل أن الجماعة لديها الآن أربعين ألف مقاتل، وهو نفس العدد تقريبًا فى بداية الحرب.. لكن هذا العدد لا يزال متضائلًا، لأن المقاتلين الجدد أقل تدريبًا ومعدات. فى ظل هذه الخلفية، يبدو قادة إسرائيل مقتنعين، بأن حماس قد تضررت بما يكفى لينقضّ الجيش عليها ويقتلها.. ورغم المعارضة الصريحة فى إسرائيل بشأن الرهائن، لا تزال الحكومة تمتلك القدرة والإرادة لمواصلة القتال، مدعومةً بدعم الولايات المتحدة وغطائها الدبلوماسى.. علاوةً على ذلك، حتى لو لم تحقق أهدافها فى تدمير حماس واستعادة الرهائن، فإن إسرائيل تأمل فى تحقيق خططها الأوسع لإخلاء غزة من سكانها.. يشجع المسئولون الإسرائيليون، بمن فيهم رئيس الوزراء، بنشاط «الهجرة الطوعية»، مع تقارير تفيد بأن الحكومة حاولت إقناع دول أخرى «حتى الآن، دون جدوى»، باستقبال لاجئين من القطاع.. فى غضون ذلك، يعمل الجيش على إنشاء المزيد من «المناطق العازلة» وبناء منشآت فى جميع أنحاء غزة.. ويخطط لإنشاء نموذج لما تسميه «معسكرات إنسانية»، يشرف فيها مباشرة على توزيع المساعدات عبر وكلاء محليين موثقين. من المؤكد أن عددًا من العوامل قد تعمل كمكابح لطموحات إسرائيل.. ليس سرًا على الجمهور الإسرائيلى، أن أهداف تحرير الرهائن وتدمير حماس متعارضة، وبينما يبدو نتنياهو عازمًا على خوض غمار المقاومة الداخلية سعيًا وراء هذا الأخير، فإن مؤيدى الرهائن قد يزيدون الضغط السياسى بطريقة تدفعه إلى إعادة التفكير.. كما يمكن أن تصبح المعارضة من داخل القوات المسلحة قضية ذات أهمية متزايدة، لا سيما إذا اتضح أن الجنود يرفضون حقًا إعادة احتلال غزة بالكامل.. فى الواقع، ليس من الواضح أن جيش إسرائيل، الذى يعتمد على جنود الاحتياط لملء صفوفه، يمكنه الحفاظ على نوع السيطرة على 2.2 مليون مدنى فى غزة، الذى تشير إليه تكتيكاته العسكرية الحالية.. ووفقًا لأحد التقديرات الإسرائيلية، سيتطلب احتلال غزة نشرًا طويل الأمد لأربعة فرق، ويكلف دافعى الضرائب الإسرائيليين حوالى سبعة مليارات دولار سنويًا، على افتراض أن الدول الأخرى تتحمل جميع النفقات الإنسانية وإعادة الإعمار.. وتشير التقارير الإخبارية بالفعل إلى أن 50% فقط من جنود الاحتياط يستجيبون لاستدعاء الجيش، «مقارنةً بـ 120% عند بداية الحرب».. وقد أعرب المئات عن معارضتهم استمرار الحرب، التى يرون أنها تخدم دوافع سياسية، لا الأمن القومى.. حماس قادرة أيضًا على التأثير على الحسابات.. ففى غزة، أبقت الحركة مقاتليها.. وما أن شنت إسرائيل هجومًا على المناطق المأهولة بالسكان، فقد كرست كل جهودها لزيادة الخسائر الإسرائيلية، فيما يعرف بحرب العصابات. وهنا، يتبادر للأذهان سؤال: مَن يملك القدرة على وقف الحرب، وهل يستخدمها؟ الولايات المتحدة هى المسيطرة على معظم أوراق اللعب.. كان مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، هو من فرض وقف إطلاق النار على نتنياهو، ولكن أيضًا إدارة ترامب هى التى شجع دعمها إسرائيل على إفشال الهدنة.. ولكن تحديدًا لأن ترامب أمطر هذه الحكومة الإسرائيلية بالأسلحة والحماية الاستراتيجية، «بوسائل مثل الغارات الجوية الأمريكية التى استهدفت المتمردين الحوثيين فى اليمن، الذين أطلقوا صواريخ على إسرائيل» والغطاء الدبلوماسى، فإن الرئيس لديه أيضًا القدرة على التأثير على سياستها.. من الواضح أن هناك اختلافًا بين الولايات المتحدة وإسرائيل فى قضايا معينة، على سبيل المثال إيران، وعلى ما يبدو، غزة إلى حد ما.. وبينما يتوافق ترامب مع أهداف إسرائيل، فقد أوضح أنه يريد رؤية نتائج.. خلال زيارة نتنياهو البيت الأبيض أوائل أبريل الماضى، قال ترامب، «أود أن أرى الحرب تتوقف، وأعتقد أنها ستتوقف فى مرحلة ما.. لن يكون ذلك فى المستقبل البعيد جدًا».. ولكن حتى الآن لا يوجد أى إشارة إلى أنه يعتزم تحويل هذا التفضيل الذى تم التعبير عنه بشكل غامض إلى سياسة حازمة، خصوصًا أن زيارة نتنياهو الأخيرة البيت الأبيض، لم تسفر عن شىء تم الإعلان عنه. مهما كانت قوة النفوذ التى تتمتع بها الدول العربية، فإنها لا تبدو مستعدة لاستخدامها، بطرق قد تُعرّض علاقاتها مع إسرائيل والولايات المتحدة للخطر.. ومع ذلك، لا تزال تتمتع بنفوذ دبلوماسى.. تُعدّ خطة إعادة إعمار غزة التى صاغتها مصر، التى وافق عليها القادة العرب بالإجماع فى الرابع من مارس الماضى، مجرد مخطط غير مكتمل.. لكنها تُقدّم رؤيةً مُعقولةً لمواجهة إعادة احتلال إسرائيل المفتوح لغزة، وقد تُشكّل إطارًا مُفيدًا لسلام أوسع فى المنطقة.. ومع ذلك، فإلى جانب تأييد الخطة ومعارضة طرد الفلسطينيين من غزة، لم تُظهر الدول العربية سوى وحدة ضئيلة فيما يتعلق بالخطوات العملية لإنهاء الحرب.. أما أوروبا، فرغم كونها أكبر شريك تجارى لإسرائيل ومن مُقدِّمى المساعدات للفلسطينيين، إلا أنها فشلت فشلًا ذريعًا فى التأثير على مسار الصراع فى غزة.. وقد تعرقلت جهود محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها الصارخة للقانون الدولى، بسبب الصراع الداخلى بين أصدقاء إسرائيل ومنتقديها فى الدول الأوروبية.. وقد أدت أزمة أوكرانيا المطولة، والآن تحدى إدارة العلاقات مع إدارة ترامب المتقلبة والمتصادمة، إلى تهميش غزة، إلى جانب مجموعة من القضايا الحيوية الأخرى. ●●● وعلى الرغم من العيوب العديدة التى سبق الإشارة إليها، فإن معايير اتفاق وقف إطلاق النار المبرم فى يناير، الذى جاء ثمرة أشهر من المفاوضات، لا تزال الإطار الأمثل لهدنة.. لذا، فإن استعادة اتفاق مماثل شامل ليس مجرد تبادل للرهائن ووقفة هدوء قصيرة فى القتال، بل خارطة طريق لإنهاء الحرب أمر بالغ الأهمية.. ينبغى على الولايات المتحدة أن تدعم هذا المشروع بكل قوة، وأن تشجع حكومات الشرق الأوسط وأوروبا على القيام بالمثل.. مع ذلك، فإن وقف إطلاق النار وحده لا يكفى.. وفيما يتعلق بتجاوز الهدنة، تُقدم الخطة العربية بعض الأمل.. إلا أنها تعانى العديد من العيوب والغموض، لا سيما فيما يتعلق بوضع حماس كطرف عسكرى يمتلك ترسانة متبقية.. قد يُفيد أى تحرك من جانب حماس بشأن نزع سلاحها؛ ومن المقترحات المطروحة أن تُقابل تلميحات قادتها الخاصة بالانفتاح على نزع الأسلحة الهجومية، مثل الصواريخ، بعرض علنى للقيام بذلك.. وستحتاج هذه القضايا إلى معالجة.. ومع ذلك، تُقدم الخطة آليةً لبلورة أفق سياسى وتعبئة الموارد لإعادة إعمار غزة واستعادة الأمن المتبادل.. وقد انتقدت الولايات المتحدة الخطة بشدة، لكنها تجنبت رفضها رفضًا قاطعًا.. ومن الأفضل لإدارة ترامب أن تُعيد النظر فيها. ومن الناحية المثالية، ستعمل الولايات المتحدة مع الوسطاء المصريين والقطريين، لمعالجة القضايا الشائكة التى تتجاهلها الخطة، مستخدمةً نفوذها الجماعى لدى كلا الجانبين، لتطوير بديل معقول لسيناريو النهاية الإسرائيلى.. بديل يمنح الفلسطينيين الأفق الذى يستحقونه، والمنطقة الاستقرار الذى تحتاجه. حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store