
سلاح الكلمة بين البناء والهدم
وقد تكون الكلمة المقصودة لفظةً واحدة، أو عدة جُمل، أو أساليب مختصرة أو مطوّلة. وقد تحمل طابع البناء أو طابع الهدم، ويبقى الصراع دائماً بين الناس في طريقة اختيار الكلمات.
فمن الناس من يكون مؤهلاً لخوض معارك الحياة بلسانه الطلق، وكلماته المعبرة والجميلة، التي تنمّ عن حسن أدبه واحترامه لنفسه وللآخرين.
وفي المقابل، هناك من خاض تجارب فاشلة في حياته، وألف سوء الظن، واعتقد أن القسوة والصرامة طريق للانتصار. فتجده يستخدم قاموسًا لغويًّا سطحيًّا، مليئًا بالكلمات الهابطة والعدائية، ولا يؤمن بالتعاطف مع الآخرين، ولا تلج مشاعر الرحمة إلى قلبه. وعندما يكون القلب ملوثًا، تبرز كلمات السخرية، والشتائم، والاستخفاف بالآخرين. وهنا يخسر معركة الحياة، ويصبح عبئًا ثقيلًا على من حوله، ويكتشف الحقيقة متأخرًا.
من هنا، أرى أن أنجح الناس وأبرعهم في تجاوز صراعات الحياة، هم الذين وفّقهم الله إلى قلوب سليمة، تتسع لآفاق الفهم والإدراك، وتفيض بمشاعر التفاؤل، مما يجعلهم قادرين على اختيار الألفاظ الراقية، والأساليب النبيلة. فهم يستلهمون كلماتهم من أعماق قلوب لا تحمل غلًّا ولا حقدًا.
وقد قيل: "الألسنة مغارف القلوب"، فما في قلبك من خير أو شر، لا بد أن يفيض على لسانك، بحسب ما تخفيه نفسك.
لهذا، فالكلمة، ومعرفة أثرها، واستثمارها في خدمة الإنسان، مشروعٌ إنسانيّ عظيم، لا يُنال بسهولة مهما بلغت من العلم والمعرفة، ما لم يهيّئ الله لك أسبابًا، منها: الخوف منه، والرحمة بالخلق، وسلامة الصدر، ومجاهدة النفس على اختيار الكلمات الراقية.
ومن وسائل ذلك ملازمة أدعية النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها:
"اللهم اهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت"، ودعاؤه الآخر: "اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق، والأعمال، والأهواء، والأدواء".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
مشاركاتألفاظ شعرية تخالف العقل والعادة
المعرفة العقلية أقصد بها ما يعرفه الإنسان من شرح المعاني، ثم يخزّن معرفته في ذاكرته في عقله لوقت الحاجة إليه، والمعرفة النظرية هي ما يعرف الإنسان بالمشاهدة، مثل معرفة التقاليد كالكرم، وكمعرفة أركان الإسلام، بينما معرفة الشرع عقلية، وتعرف من شرح الأدلة الشرعية، التي وردت في الكتاب، أو السنة، وهي بمعنى أوضح للعامة كل حرام مخالفة، وكل حلال تطبيق لنظام الدين، لأن الشرع نظام، يجب أن عرفه كما نعرف أنظمة الدولة، فكل مخالفة لنظام الدولة حرام، لأن الحرام حرّمه الشرع أي منعه لأن فيها مخالفات للناس تحدث بينهم عواقب وخيمة، تودي إلى التقاتل، والأخطاء الخطيرة، وكذلك مخالفة أنظمة الدولة يحدث بها بعضنا لبعضنا اضرار جسيمة، تصل للموت، فهي شبه محرّمة. والمعرفة العقلية هي ما يقرّه العقل، أن نحكّم الإنسان فيه معرفته عقله، وما يحفظه من ادلة شرعية، وأمثلة، وتجارب قد مر بها، بنفسه، أو عرفها من حدوثها بالعبرة والاتعاظ مما يحدث لغيره والنظرية معنها هنا ما يعرفه الإنسان في كثرة نظره إليه، ويسمى عرف العادة، فالعامة، أقصد الأشخاص الذين لم يدرسوا شرح المعاني، ومفرداتها وايجابياتها، وسلبياتها، وأضدادها، معرفتهم عادة، أي بالنظر والتكرار، دون أن يهتموا بمعرفتهم له أهي عقليّة تعتمد على علم الكلام، والأدلة، أما هي علم مشاهدة، فكان من الواجب أن يتعلّموا معاني الدين وأحكامه، فهو نظام الحياة الحقيقي لمن عرفه عقلياً، لا نظرياً، وبجب أن يعرفوا ما لا يعرف بالعقل ولا العادة، وهو ما لم يعرفوه بالمشاهدة، ولا تقرّه عقولهم، ولا يتذكروا أن مرّ بهم ما يدل على صحته، مثل قول الشاعر: غاب الحليل وشفت بالبيت ميلاح وجيت اتخطا كن أُهيله نسابه قالت: تقلّع لارهج النزل بصياح ماني من اللي بالردا ينهقابه فهل إتيانه إلى زوجة جاره معروف بالعادة؟ أو يقرّه العقل؟ أم قولها هي الذي يقرّه العقل، ويطابق تعاليم الدين؟ فهناك بعض الألفاظ التي نسمعها بالشعر تخالف العقل، والعادة، ويتساهل بها الناس بمعنى المثل: «أعذب الشعر أكذبه»، ولكن لنا عن ما خالف تعاليم الدين مندوحة، واجتناب الذنوب أيسر من طلب المغفرة. فالمعارف ثلاث معرفة عقلية، ومعرفة عادة (نظرية)، ومعرفة غيرهما، ولكن تقبل إذا يؤمن شرها، ولا حدث لها معارضة، وانتقاد.


الرياض
منذ 3 ساعات
- الرياض
السماح بالرعي في عدد من المناطق
أطلق المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة، وإمارات مناطق جازان والباحة وعسير ومكة المكرمة، والجهات ذات العلاقة، والمجتمع المحلي، مبادرة للسماح باستمرار الرعي في أراضي المراعي الطبيعية والغابات في عدد من مناطق المملكة، وتتضمن المبادرة إشراك المجتمع المحلي والجمعيات الربحية وغير الربحية والمتطوعين في تقليم الأغصان الجافة لأشجار العرعر في مناطق مكة وعسير والباحة.ودعا المركز مربي الماشية كافة في كلٍ من مكة والطائف وميسان والعرضيات بمنطقة مكة المكرمة، ومحافظات المندق، بني حسن، بلجرشي بمنطقة الباحة، إضافة إلى منطقتي جازان وعسير، إلى الاستفادة من هذه المبادرة، التي تأتي في إطار جهود الحفاظ على البيئة وتنمية المراعي الطبيعية، والاستفادة من النباتات الرعوية الطبيعية، بما يُسهم في تلبية احتياجات الثروة الحيوانية في المملكة، وتعزيز استدامة المراعي الطبيعية، وحماية موائل الكائنات الحية والتنوع الأحيائي، كما يُحقق التوازن بين الاستفادة من الموارد الطبيعية والحفاظ على البيئة. ويُسهم تنظيم الرعي في الحفاظ على الغطاء النباتي واستدامته، من خلال منع الرعي الجائر الذي يؤدي إلى تدهور المراعي وتعرية التربة وتناقص التنوع النباتي، كما يُساعد على استعادة المراعي المتدهورة وزيادة إنتاجيتها، ويدعم الثروة الحيوانية، ويعزز الأمن الغذائي. يُذكر أن المركز يعمل على تنمية مواقع الغطاء النباتي وحمايتها والمحافظة عليها، وتأهيل المتدهور منها، واستعادة التنوع الأحيائي في البيئات الطبيعية، إضافة إلى دوره في الإشراف على أراضي المراعي، والغابات والمتنزهات الوطنية، والمحافظة على الموارد الطبيعية والتنوع الأحيائي.


صحيفة سبق
منذ 3 ساعات
- صحيفة سبق
أخطاء بسيطة تهدد سلامة الحجاج.. "شؤون الحرمين" تُحذر من التصرفات الخاطئة داخل الممرات
وجّهت الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين ضيوف الرحمن بضرورة الالتزام بإرشادات السلامة داخل مرافق المسجد الحرام، حرصًا على سلامتهم وسلامة الآخرين، مؤكدة أن خدمة الحاج والمعتمر شرف، وسلامتهما غاية. وشددت الهيئة على أهمية اتباع السلوكيات الآمنة أثناء استخدام الممرات والسلالم الكهربائية، حيث نصحت بعدم التجمّع عند مداخل السلالم، والحرص على استخدامها في الاتجاه الصحيح، وتجنب الوقوف في مناطق السيّاح أو التصوير في الممرات، لما يسببه ذلك من ازدحام يعيق حركة الدخول والخروج. كما دعت الزوار إلى عدم المشي عكس اتجاه السير، وارتداء الكمامات في مناطق الازدحام، وعدم استخدام المقابس الكهربائية المخصصة لأجهزة التكييف أو الخدمات لشحن الهواتف أو الأجهزة الذكية. وأكّدت الهيئة أهمية الالتزام بإرشادات التفويج، والتعاون مع فرق التنظيم المنتشرة في الموقع، والمساهمة في تحقيق الانسيابية والسلامة داخل الحرم الشريف. ويأتي هذا التوجيه ضمن حملة توعوية تنفذها "شؤون الحرمين" تحت شعار "وقاية.. سلامة.. طمأنينة"، وذلك لتعزيز الوعي السلوكي لدى الزوار، وتحقيق أعلى معايير الأمن والسلامة داخل المسجد الحرام.