
«الحصبة» تضرب تكساس وتحركات عاجلة لاحتوائها
تشهد ولاية تكساس الأمريكية تفشيًا متسارعًا لمرض الحصبة؛ إذ أعلنت إدارة خدمات الصحة في تكساس، اليوم (السبت)، أن عدد الحالات المؤكدة وصل إلى 481 حالة منذ أواخر يناير الماضي، مرتفعًا من 422 حالة تم تسجيلها في الأول من أبريل. وفي ظل هذا الوضع المقلق، قام مسؤولو الصحة في الولاية بزيارة المناطق المتضررة، خصوصاً في منطقتي «ساوث بلينز» و«بانهاندل»، لتقييم أوضاع المصابين وتعزيز الجهود لاحتواء الانتشار.
ووفقًا لتقارير إعلامية، تركزت الزيارات في مقاطعة «جينز» الريفية، التي تعد بؤرة التفشي، حيث تم تسجيل أكثر من 80 حالة حتى الآن، وأفادت إدارة الصحة أن «غالبية المصابين هم من الأطفال والمراهقين غير المطعمين»، مع تسجيل 42 حالة دخلت المستشفيات بسبب مضاعفات المرض.
والحصبة «Measles» هي مرض فايروسي شديد العدوى ينتقل عبر الجهاز التنفسي، ويسببه فايروس من عائلة «باراميكسوفيريداي» تظهر أعراضه على شكل ارتفاع في درجة الحرارة، السعال، سيلان الأنف، التهاب العينين، وطفح جلدي أحمر مميز يبدأ عادةً من الوجه وينتشر إلى باقي الجسم، قبل تطوير لقاح الحصبة في ستينيات القرن الماضي، كان المرض يصيب ملايين الأشخاص سنويًا حول العالم، ويؤدي إلى آلاف الوفيات، خصوصاً بين الأطفال، ورغم أن اللقاح قلص انتشاره بشكل كبير، فإن انخفاض معدلات التطعيم في بعض المناطق أعاد إحياء المرض، الذي يمكن أن يتسبب في مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي، التهاب الدماغ، وحتى الوفاة في حالات نادرة.
وخلال الزيارة، التقى المسؤولون بأسر المصابين، وأكدوا أهمية التطعيم بلقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية «MMR»، مشيرين إلى أن جرعتين من اللقاح كافيتان لمنع الإصابة ووقف الانتشار. التحركات الصحية شملت توزيع أكثر من 2,000 جرعة إضافية من اللقاح في الأسابيع الأخيرة، بدعم من وزارة الصحة الأمريكية، التي أعلن وزيرها، روبرت كينيدي جونيور، أن مكافحة تفشي الحصبة أولوية قصوى، كما أصدرت السلطات تحذيرات لمقدمي الرعاية الصحية للإبلاغ الفوري عن أي حالات مشتبه بها، خصوصاً بعد رصد حالات مرتبطة بالسفر الدولي في ولايات مجاورة مثل أوكلاهوما ونيو مكسيكو؛ إذ تجاوز إجمالي الإصابات في المنطقة 450 حالة.
وأثارت الزيارة جدلاً حول انخفاض معدلات التطعيم في بعض المجتمعات، لا سيما بين أتباع جماعة «المينونايت» في غرب تكساس؛ إذ بدأت البؤرة الأولى، وأشارت التقارير إلى أن 307 من أصل 309 حالات في تكساس كانت لأفراد لم يتلقوا اللقاح أو لم تُعرف حالتهم التطعيمية، في المقابل، ودعت السلطات إلى حملات توعية مكثفة لتشجيع السكان على التحصين، محذرة من أن الحصبة -وهي مرض فايروسي شديد العدوى- يمكن أن تصيب 9 من كل 10 أشخاص غير محصنين في محيط المريض.
ورغم تسجيل حالتي وفاة مرتبطتين بالحصبة في المنطقة، إلا أن عدد الوفيات في تكساس ظل مستقرًا عند حالة واحدة حتى الآن، ومع اقتراب الإجازات الربيعية، كثفت السلطات جهودها لتتبع مصادر العدوى، خصوصاً بعد تقارير عن حالات تعرض محتملة في ولايات أخرى مثل ألاباما وأوهايو، ويأتي هذا التفشي جزءًا من ارتفاع عام في حالات الحصبة بالولايات المتحدة، التي سجلت في 2025 أكثر من 378 حالة، متجاوزة إجمالي العام الماضي.
أخبار ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- عكاظ
الحصبة تضرب بقوة.. 10 ولايات أمريكية تحت وطأة التفشي
أعلنت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها ارتفاعا مقلقا في حالات الإصابة بالحصبة في الولايات المتحدة، حيث بلغ إجمالي الحالات المؤكدة 884 حالة حتى 24 أبريل 2025، بزيادة حادة مقارنة بإجمالي 285 حالة سُجلت طوال عام 2024، حيث تشهد 10 ولايات أمريكية، أي خُمس الولايات الخمسين، تفشياً نشطاً للمرض، مع تركيز كبير للحالات في ولاية تكساس، التي سجلت وحدها 663 حالة. ووفقاً لبيانات المراكز الأمريكية، فإن 93% من الحالات أي 820 من 884 مرتبطة بـ11 تفشياً نشطاً، يُعرف التفشي بثلاث حالات مرتبطة أو أكثر، وتتصدر تكساس القائمة بـ646 حالة، معظمها في مقاطعة غينز الريفية، حيث بدأ التفشي في يناير 2025 ضمن مجتمع ميموني غير مطعم، كما سجلت ولايات أخرى مثل نيو مكسيكو 30 حالة، أوكلاهوما، وكانساس تفشيات مرتبطة بالتفشي في تكساس. وتشمل الولايات الأخرى التي تشهد تفشياً نشطاً (إنديانا، ميشيغان، مونتانا، أوهايو، بنسلفانيا، وتينيسي)، وسُجلت حالات إضافية في 19 ولاية أخرى، بما في ذلك «ألاسكا، كاليفورنيا، فلوريدا، ونيويورك» غالباً مرتبطة بالسفر الدولي، ما يثير مخاوف من عودة المرض الذي أُعلن القضاء عليه في الولايات المتحدة عام 2000، وسط انخفاض معدلات التطعيم وانتشار المعلومات المغلوطة حول اللقاحات. ما هي الحصبة؟ الحصبة مرض فايروسي ينتقل عبر الهواء عن طريق السعال أو العطس، ويصيب 90% من الأشخاص المعرضين غير المطعمين، تبدأ الأعراض بـ«حمى، سعال، سيلان الأنف، والتهاب الملتحمة، يتبعها طفح جلدي مميز»، تشمل المضاعفات الالتهاب الرئوي، والتهاب الدماغ، وفقدان البصر، مع معدل وفيات يتراوح بين 1-3 لكل 1000 حالة، ويعد لقاح MMR ، المُعطى على جرعتين، فعّالا بنسبة 97% في الوقاية من المرض. وأدى التفشي إلى تسجيل ثلاث وفيات، وهي الأولى من نوعها في الولايات المتحدة منذ عقد: طفلان غير مطعمين في سن المدرسة في تكساس، وبالغ غير مطعم في نيو مكسيكو، كما تم تسجيل 87 حالة دخول إلى المستشفى في تكساس وحدها، مع معدل دخول إجمالي يبلغ 17% على مستوى البلاد. انخفاض معدلات التطعيم أخبار ذات صلة وتشير البيانات إلى أن 94% من الحالات طالت أشخاصاً لم يتلقوا لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية ( MMR) أو كان تاريخ تطعيمهم غير معروف، مع غالبية الحالات بين الأطفال دون سن 19 عاماً. ويعزو الخبراء هذا الارتفاع إلى انخفاض معدلات التطعيم، حيث انخفضت نسبة تطعيم الأطفال في رياض الأطفال إلى 92.7% في العام الدراسي 2023-2024، مقارنة بـ95.2% في 2019-2020، وهي النسبة المطلوبة لتحقيق مناعة القطيع، وفي مقاطعة غينز بتكساس، على سبيل المثال، بلغت نسبة التطعيم بين أطفال الروضة 82% فقط، مع ارتفاع معدلات الإعفاء من التطعيم لأسباب دينية أو شخصية، كما يلعب السفر الدولي دوراً، حيث تستمر الحصبة في الانتشار في مناطق مثل آسيا وأفريقيا، ما يؤدي إلى استيراد الحالات إلى الولايات المتحدة. وتتخذ السلطات الصحية إجراءات مكثفة للسيطرة على التفشي، بما في ذلك تكثيف حملات التطعيم، تقديم جرعات مجانية من لقاح MMR في المناطق المتضررة، وتعزيز المراقبة الوبائية، وأصدرت المراكز الأمريكية تحذيرات للأطباء والمسافرين، داعية إلى التأكد من التطعيم قبل السفر الدولي. انتكاسة جديدة للحصبة وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت القضاء على الحصبة في البلاد عام 2000، بمعنى توقف انتقال المرض المحلي لمدة 12 شهراً على الأقل، ومع ذلك، تستمر الحالات المستوردة من الخارج، خاصة من مناطق تشهد تفشياً مثل أوروبا وآسيا. في 2019، سجلت الولايات المتحدة 1274 حالة، وهو أعلى رقم منذ 1992، ما كاد يهدد حالة القضاء على المرض. ويُعزى التفشي إلى انخفاض معدلات التطعيم في مجتمعات معينة، خاصة تلك التي ترفض اللقاحات لأسباب دينية أو شخصية. في تكساس، تتيح القوانين إعفاءات من التطعيم بسهولة، ما ساهم في انخفاض التغطية. كما أن المعلومات المغلوطة حول سلامة اللقاحات، التي تُروج عبر وسائل التواصل الاجتماعي، زادت من تردد الآباء، وتُظهر البيانات أن 80% من الحالات الحالية هم أطفال دون 19 عاماً، معظمهم غير مطعمين.


عكاظ
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- عكاظ
الراحلون بـ «سنجابية النخاع»!
المنذر الهرشان خالد العتيبي شوق عابدين محمد موعد مرض شديد العدوى يسببه فايروس يهاجم الجهاز العصبي، يدخل جسم الطفل أو البالغ عن طريق الفم أحياناً، ويتكاثر في الأمعاء؛ ليؤثر بشكل رئيسي على الحبل النخاعي أو جذع المخ، ويؤدي إلى فقدان القدرة على تحريك أطراف معينة، ويتسبب في الإصابة بالشلل وصعوبة التنفس. وبحسب الدراسات العلمية والمختصين الصحيين، قد يتسبب الفايروس؛ الذي يسمى (سنجابية النخاع) بالموت. وفي إطار مكافحة مرض شلل الأطفال ولتعزيز الصحة العامة ورفع المناعة المجتمعية ضد المرض، يشارك أمراء المناطق في تدشين الحملات الوطنية للتطعيم ضد شلل الأطفال، التي تطلقها وزارة الصحة، وذلك بإعطاء اللقاح الفموي لأول طفل في الحملة، والتوقيع على أول شهادة تطعيم للحملة، وأثمرت تلك الحملات عن تسلم وزارة الصحة، في صفر 1428هـ، شهادة خلو من شلل الأطفال من منظمة الصحة العالمية. كما تشارك المملكة في الإسهام في تطوير المنظمات الصحية وتوفير الخدمات الطبية في الدول ذات الحاجة بتنفيذ مشاريع في الدول العربية والإسلامية والصديقة؛ لحماية الأطفال من مرض شلل الأطفال بالإسهام في تقديم اللقاحات الخاصة، وتشارك المملكة أيضاً؛ ممثلة بذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة، في الاحتفاء باليوم العالمي لشلل الأطفال والمساهمة في توفير الخدمات الطبية للدول المحتاجة. يصيب الكبار والصغار «عكاظ» التقت العديد من الأطباء المختصين، وتحاورت معهم بخصوص شلل الأطفال، بدءاً من التعريف به ومروراً بكيفية الإصابة به، وكشف مسبباته والوقاية منه، وكانت البداية مع استشاري الطب الجزيئي والفايروسات الدكتور المنذر الهرشان، الذي قال: «إن شلل الأطفال مرض شديد العدوى بسبب فايروس (poliovirus) الذي يهاجم الجهاز العصبي ويتكاثر في الأمعاء. ما يؤدي إلى الإصابة بالشلل، وفي حال إصابة العضلات المسؤولة عن التنفس بالشلل ينتج عنه فشل في عملية التنفس ثم الوفاة. وقد يقتل الفايروس الكثير ممن أصيبوا به ممن لم يتلقوا اللقاح، ويصيب الفايروس الأطفال دون الخامسة، ويمكن أن يصيب البالغين، ومن يعانون من نقص المناعة ويؤثر على العضلات ويؤدي إلى شللها في بعض أعضاء جسم الإنسان». شبيه بالإنفلونزا الموسمية عن أعراض المرض يقول الدكتور الهرشان: «النسبة العظمى من الحالات لا تظهر أعراض عليهم، وهناك بعض المصابين بنسبة تصل إلى 8% قد تظهر عليهم أعراض بسيطة تشابه أعراض الإنفلونزا الموسمية مثل اختلاف درجة الحرارة والتعب والإرهاق العام والصداع، وقد يكون مصحوباً بألم في الأطراف، وفي بعض الحالات تصل إلى ما بين 5 إلى 10%، وقد يؤثر الفايروس على العضلات الخاصة بالجهاز التنفسي تؤدي إلى شللها». وأضاف أن من أبرز المضاعفات الناتجة عن الإصابة بشلل الأطفال الضعف العام والوهن العضلي واختلاف التوازن، وقد تصاب حالة من كل 200 إصابة بشلل دائم عادة في الأطراف السفلية، وفي أقصى الحالات وبنسبة من 5 إلى 10% قد يسبب الوفاة إذا ما أصاب العضلات المسؤولة عن التنفس. ويضيف الهرشان: إنه لا يمكن العلاج من شلل الأطفال في حين يمكن الوقاية منه وتجنبه. وحول اللقاحات المخصصة لشلل الأطفال يقول: «يتوفر نوعان من اللقاح؛ لقاح يؤخذ على شكل حقن وآخر عن طريق الفم على شكل قطرات سائلة، ويستخدم فيه فايروس حيّ، ولكن ضعيف وموهّن». وحسب التوصيات، جرعة عند عمر شهرين، جرعة عند عمر أربعة أشهر، وجرعة عن عمر من ستة إلى ثمانية أشهر، وجرعة إضافية منشطة عند عمر أربع إلى ست سنوات. عالمياً.. انخفضت الحالات طبيب الأطفال الدكتور خالد العتيبي يرى أن شلل الأطفال مرض فايروسي مُعدٍ يسببه فايروس البوليو، ويستهدف بشكل رئيسي الأطفال دون سن الخامسة، وقد يسبب هذا المرض وفاة العديد من الأطفال قبل اكتشاف اللقاح. ورغم أنه يصيب الأطفال بالدرجة الأولى، إلا أنه قد يصيب البالغين؛ إذ يلقى نحو 5% إلى 10% من المصابين بالشلل حتفهم عندما تتوقف عضلاتهم التنفسية عن العمل. ومنذ 1988م، انخفض عدد حالات شلل الأطفال بأكثر من 99%، فقد تراجعت الإصابات من نحو 350,000 حالة مسجّلة في ذلك العام إلى 1,604 حالات أُبلغ عنها في عام 2009؛ نتيجة الجهود العالمية المستمرة لاستئصال المرض. وفي 2024م، لم يعد شلل الأطفال متوطناً إلا في بلدين فقط من بلدان العالم هما أفغانستان، وباكستان. ويأتي ذلك إثر مجهود عالمي استمر عقوداً، منذ إطلاق المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال 1988م، حين كان المرض متوطناً في أكثر من 125 دولة. تاريخ الفايروس عن تاريخ المرض، أوضح الدكتور العتيبي أن التعرُّف إلى شلل الأطفال بدأ منذ قرون، وأولى الحالات المسجلة تعود إلى القرن الثامن عشر. وتم تحديد الفايروس المسبب له (فيروس البوليو) في بدايات القرن العشرين. وشهد العالم موجات وباء واسعة في خمسينيات القرن الماضي، أدت إلى آلاف الإصابات بالشلل والوفيات بين الأطفال. وفي 1955م، تم تطوير أول لقاح فعّال ضد شلل الأطفال، مما غيّر مجرى التصدي للمرض، وينتقل الفايروس بشكل رئيسي عبر الفم، من خلال تناول طعام أو ماء ملوث. كما يمكن أن ينتشر بسهولة في البيئات التي تفتقر إلى النظافة والصرف الصحي الجيد. وتزداد خطورة الإصابة لدى الأطفال غير المطعّمين، والوقاية هي السلاح الأقوى، واللقاح متوفر وآمن؛ ويُعطى على مراحل ضمن جدول التطعيمات الأساسية للطفل، إضافة إلى تعزيز النظافة الشخصية، وغسل اليدين جيداً، وضمان نظافة الطعام والماء. مضيفاً: لا يوجد علاج يشفي من شلل الأطفال بعد الإصابة، لكن يمكن تقديم الرعاية الطبية والعلاج الطبيعي لتقليل آثار الشلل وتحسين جودة حياة الطفل، ويبقى التركيز الأساسي على الوقاية والتطعيم المبكر. وينوه العتيبي إلى أن شلل الأطفال مرض يمكن القضاء عليه نهائياً، كما نجحت كثير من الدول في ذلك. ولكن استمرار الوعي المجتمعي والالتزام بالتطعيمات هو المفتاح. مع أهمية تأكد الأسرة من استكمال جدول تطعيمات الأطفال دون تأخير لمنع عودة هذا المرض إلى مجتمعاتنا. كما دعا الجهات المعنية إلى الاستمرار في حملات التوعية، وتحسين خدمات الرعاية الصحية الأولية، والتأكد من وصول اللقاحات إلى جميع الأطفال، في المدن والقرى على حد سواء. نصيحة للمسافرين إلى هناك استشاري طب الأطفال الدكتور محمد موعد، قال: إن شلل الأطفال يعد من الأمراض الخطيرة على صحة الفرد والمجتمع. وتراوح الأعراض ما بين حالات لا تظهر عليها أي أعراض إلى حالات صريحة، إذ يتسبب الفايروس بإعاقة دائمة، وفي الحالات الشديدة تؤدي إلى إصابة الجهاز التنفسي وعضلات الصدر بالضعف، مؤدياً بدوره إلى الوفاة، وجميع الفئات العمرية معرضة لالتقاط العدوى، وبشكل أدق فئة الأطفال ما دون عمر الخمسة عشر عاماً. وتظهر الإصابة بأعراض تشبه الإنفلونزا كحمى وآلام في العضلات، ألم الحلق، غثيان وصداع، وقد تتطور الحالة ليبدأ الضعف في العضلات العلوية من الأطراف ونزولاً وحدوث الشلل تباعاً. وينصح الدكتور محمد موعد، البالغين المسافرين إلى المناطق التي ترتفع فيها معدلات انتشار فايروس شلل الأطفال أو يعيشون فيها، بالحصول على جرعات معززة من اللقاح. هل ينتقل من الأم إلى الجنين؟ نفت استشاري النساء والتوليد الدكتورة شوق عابدين، انتقال شلل الأطفال من الأم إلى الجنين عبر المشيمة، مبينة إصابة الطفل بعد الولادة، إذا تعرّض للفايروس، خصوصاً في بيئة غير صحية أو غير مطعّمة. مستدركة بقولها: هناك بعض الحالات النادرة التي تستحق الانتباه في حال أُصيبت الأم بفايروس شلل الأطفال أثناء الحمل، وقد يحدث انتقال نادر للفايروس إلى الجنين، لكن هذا غير شائع. ويظل الخطر الحقيقي بعد الولادة إذا لم يُطعّم الطفل. إضافة إلى ضعف مناعة الأم أو سوء التغذية أو تعرضها لسموم أثناء الحمل.. هذا لا يسبب شلل أطفال بحد ذاته، لكن قد يضعف مناعة الطفل بعد الولادة، مما يجعله أكثر عرضة لأي عدوى، من ضمنها شلل الأطفال. أخبار ذات صلة


عكاظ
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- عكاظ
من لندن إلى تل أبيب.. «الحصبة» تضرب قلب إسرائيل
أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية عن تسجيل حالة إصابة بفايروس الحصبة في منطقة تل أبيب، مما أثار مخاوف من احتمال تفشي المرض في البلاد، خاصة مع تزايد التقارير العالمية عن عودة الحصبة في عدة دول. الحالة المسجلة تخص شخصاً وصل إلى إسرائيل قادماً من لندن على متن رحلة لشركة طيران العال يوم الجمعة الماضي، وقضى وقتاً في أماكن عامة بتل أبيب وهرتسيليا، مما دفع السلطات الصحية إلى إصدار تحذيرات عاجلة للمواطنين لمراقبة الأعراض والتحقق من حالة تطعيمهم. وفقاً لبيان وزارة الصحة الإسرائيلية، تم تشخيص الإصابة بعد ظهور أعراض الحصبة على المريض، وهي تشمل الحمى الشديدة، السعال، سيلان الأنف، والطفح الجلدي الأحمر المميز. وقد استقل المصاب قطاراً إلى محطة جامعة تل أبيب، وزار غرفة ألغاز ومطعماً في هرتسيليا يوم السبت، مما يزيد من مخاطر انتقال العدوى إلى أشخاص آخرين. وأوصت إسرائيل الأفراد الذين تواجدوا في الأماكن المذكورة خلال الفترة المحددة بمراقبة أي أعراض للحصبة، والتي قد تظهر خلال 7 إلى 18 يوماً من التعرض للفيروس. كما دعت إلى التأكد من تلقيهم لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية ( MMR )، الذي يُعد الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية من المرض. الحصبة مرض فايروسي شديد العدوى ينتشر عبر الرذاذ المتطاير من سعال أو عطس المصابين، ويمكن أن يبقى الفايروس نشطاً في الهواء أو على الأسطح لمدة تصل إلى ساعتين. تشمل الأعراض الأولية الحمى، السعال، سيلان الأنف، والتهاب العينين، تليها ظهور بقع كوبليك البيضاء داخل الفم، ثم الطفح الجلدي الذي يبدأ من الوجه وينتشر إلى باقي الجسم. أخبار ذات صلة ويُعتبر الأطفال دون سن الخامسة، والبالغون فوق سن الثلاثين، والحوامل غير المُلقحين الأكثر عرضة للمضاعفات، مثل الالتهاب الرئوي، التهاب الأذن الوسطى، أو حتى التهاب الدماغ. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تسببت الحصبة في وفاة حوالى 107,500 شخص في عام 2023، معظمهم من الأطفال غير المُلقحين. وتشهد العديد من الدول عودة تفشي الحصبة بسبب انخفاض معدلات التطعيم، الناتج عن تردد الأفراد في أخذ اللقاحات أو معتقدات دينية وثقافية، ففي الولايات المتحدة، سجلت تفشي الحصبة في 2025 في تكساس ونيو مكسيكو، حيث بلغ عدد الحالات 483 حالة حتى مارس 2025، مع تسجيل وفاتين، وهو أعلى معدل منذ عام 2015. وفي أوروبا، فقدت دول مثل ألبانيا واليونان والمملكة المتحدة مكانتها كدول خالية من الحصبة في 2018 بسبب ظهور حالات جديدة. وفي أستراليا، تم رصد حالة حصبة على متن رحلة دولية في ديسمبر 2024، مما أدى إلى تحذيرات صحية مماثلة. كما شهدت هولندا تفشياً في 2013 بين مجتمعات بروتستانتية متشددة رفضت التطعيم، مما أصاب 2600 شخص. تُظهر هذه الحوادث أن الحصبة، رغم توفر لقاح فعّال منذ عام 1963، لا تزال تشكل تهديداً عالمياً، وقد ساعدت مبادرة الحصبة والحصبة الألمانية، التي تضم منظمة الصحة العالمية واليونيسف، في تطعيم أكثر من 2,9 مليار طفل منذ 2001، لكن انخفاض التغطية اللقاحية في بعض المناطق يُعيد إحياء المرض.