
مهرجان كارلوفي فاري يمنح جائزته الأهم لفيلم سلوفاكي
فيلمه الوثائقي
"الأفضل أن تُصاب بالجنون في البرية" (It's Better to Go Mad in the Wild)، خلال الدورة الـ59 من مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي الذي أُقيم في جمهورية التشيك، يوم السبت.
ويتناول الفيلم قصة حياة شقيقين توأمين يعيشان في مزرعة معزولة وسط غابات بوهيميا التشيكية، قرب الحدود مع ألمانيا.
وتُعد الكرة الكريستالية الجائزة الكبرى للمهرجان، وتُرافقها جائزة نقدية بقيمة 25 ألف يورو (نحو 29 ألف دولار). وشهد برنامج هذه الدورة مشاركة أكثر من 130 فيلماً روائياً طويلاً ووثائقياً.
مهرجان كارلوفي فاري السينمائي، الذي تأسّس عام 1946، من أقدم
المهرجانات السينمائية
في العالم، وكان يُقام في بداياته بالتناوب مع مهرجان موسكو السينمائي. ويجذب المهرجان سنوياً عشرات الآلاف من الزوار إلى مدينة كارلوفي فاري، المعروفة بمنتجعاتها الواقعة غرب جمهورية التشيك.
نجوم وفن
التحديثات الحية
إلغاء مهرجان في سلوفاكيا كان سيستضيف المغني كانييه ويست
ومن أبرز ضيوف هذا العام نجم هوليوود مايكل دوغلاس الذي عرض نسخة مرمّمة من الفيلم الكلاسيكي "طار فوق عش الوقواق" (One Flew Over the Cuckoo's Nest)، والذي شارك في إنتاجه. وتسلّم كرة كريستالية بديلة عن الجائزة التي حصل عليها عام 1998، والتي كانت آنذاك عبارة عن رقاقة مستديرة تقليدية من جوائز كارلوفي فاري.
كما كُرِّم الممثل السويدي ستيلان سكارسغارد، المعروف بأدواره في فيلم الدراما "غود ويل هانتينغ" (Good Will Hunting)، وفيلم الخيال العلمي "دون" (Dune)، ونال الكرة الكريستالية خلال حفل الختام تكريماً لمساهماته البارزة في السينما العالمية.
(أسوشييتد برس)
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 12 ساعات
- القدس العربي
المروحة اليدوية تنتعش بفضل موجات الحر والمصممين- (صور)
مدريد: إذا كانت المعتقدات الشعبية تميل إلى تصنيف المروحة اليدوية على أنها من التراث الإسباني، فإن هذه المهواة العملية والأنيقة التي أصبحت ضرورية للصمود أمام موجات الحر المتكررة، لم تعد محصورة بالإطار الفولكلوري، بل تشهد انتعاشا بفضل المصممين. وبات مألوفا مثلا مشهد امرأة تُخرج من حقيبتها مروحة يدوية وسط عربة مترو مزدحمة يتصبب ركابها عرقا، وبعد أن تَفردَها، تَروح تُحَرِّكُها يمينا ويسارا، محدثةً نسمة عليلة تُعينها على تحمّل حرّ مدريد الخانق خلال تموز/ يوليو، ويحسدها عليها جيران مقعهدها في قطار الأنفاق. ولاحظ صاحب متجر 'كازا دي دييغو' للمراوح الواقع في وسط مدريد منذ أكثر من 200 عام أرتورو ليراندي أن 'لدى الجميع مروحة هنا في إسبانيا، صغارا كانوا أو كبارا، شبابا أو رجالا بالغين… لماذا؟ لأن الجو حار'. وأضاف ليراندي الذي يعج متجره دائما بالزبائن أن 'الطقس بات حارا أكثر في أوروبا، والجميع يستخدم (المروحة). يمكن رؤيتها في كل مكان'. يضم متجر ليراندي عشرة آلاف موديل مختلف من المراوح، منها المشغول يدويا، والمصنوع من عظم، والدانتيل للعرائس، أو الذي يمكن وضعه في جيب السترة. يمكن أن تصل أسعار أفخمها إلى ستة آلاف يورو. وكانت المُساعِدَة القانونية كارمن بوليدو البالغة 62 عاما منهمكةً باختبار مراوح عدة تمهيدا لشراء إحداها كهدية لأحد أفراد عائلتها. وخطرت فكرة المروحة ببالها طبيعيا، إذ 'لم يعد من غنى عنها نظرا إلى الحرارة الشديدة'. وأشادت المتقاعدة روزا نونيز البالغة 69 عاما أيضا بـ'مروحة أيام زمان'. وقالت باسمةً 'بصراحة، اشتريت مروحة تعمل بالبطارية، لكنّ بطاريتها استُهلِكَت، في حين لا تزال المروحة اليدوية تعمل'. 'إرث ثقيل' وفي نظر أوليفييه بيرنو، وهو حرفي ماهر يُدير متجرا للمراوح الفاخرة في مدريد منذ نحو عشر سنوات، تشكّل 'المروحة قطعة إكسسوار تحمل إرثا ثقيلا (…) ويعدها كبار السن قطعة قديمة'. لكنّ المروحة اليدوية 'ليست قطعة موجهة حصرا إلى النساء الكبيرات السن'، بحسب المصمم الذي تضم قائمة زبوناته روزاليا ومادونا وإيفا لونغوريا وروسي دي بالما التي طرح معها تشكيلة أزياء. وأضاف 'حتى في نيويورك، يجد المرء مراوح (بسبب) الاحترار المناخي، لأن ثمة حاجة إلى طريقة للتبريد'. وتختلف أذواق زبائنه الآتين من مختلف أنحاء العالم، فالرجال، وفق شرحه، 'تقليديون أكثر، والنساء الإسبانيات حساسات جدا حيال الضوضاء (التي تُصدرها المروحة عند فتحها). بالنسبة للزبونة الأمريكية ميامي، يجب أن تكون المراوح كبيرة (…) في فرنسا، ثمة إقبال كبير على كل أعمالنا الكتانية'. وفيما يتزايد استخدام المراوح اليدوية لعرض رسائل أو كوسيلة إعلانية، رأت الصحافية الإكوادورية إريكا فون برلينر (49 عاما) المقيمة في مدريد، أن هذه المهواة اكسسوار 'جميل وأنيق جدا (…) فكيف بالأمر إذا كانت المرأة تجيد تحريكها بأناقة وتنسيقها مع ملابسها'. وأيّدها قي ذلك أوليفييه بيرنو، ملاحظا أن 'مجرّد فتح المروحة وإغلاقها حركة رائعة تجذب الانتباه'. وقال 'أنصحكم بوضع عطركِم على المروحة. في وسائل النقل العام، يُخرِج الشخص مروحته… وهذا يُحوّل لحظة صعبة إلى لحظة أخفّ'. (أ ف ب)


العربي الجديد
منذ 13 ساعات
- العربي الجديد
"الأفضل أنْ أُجنّ في البرّية": جاذبٌ بأسئلته ومناخه وتفاصيله المذهلة
فوز "الأفضل أنْ أُجنّ في البرّية"، للسلوفاكي ميرو ريمو، بالجائزة الكبرى ـ الكرة البلورية (25 ألف دولار أميركي تُمنح للمخرج والمنتجين) للدورة 59 (4 ـ 12 يوليو/تموز 2025) لـ "مهرجان كارلوفي فاري السينمائي" ، يُثير تساؤلاً غير نقديّ: إلى أي حدّ يُمكن لتوقّع الفوز بجائزة أنْ يتحقّق؟ بعد مشاهدته في عرضٍ صحافي سابق على إعلان النتائج (مساء 12 يوليو/تموز 2025)، وكعادة مُسلّية لا تخلو من سخرية من الذات أساساً، يتبارى زملاء/زميلات في توقّع (بل "تحديد") الفوز، والبعض يقول بالجائزة الكبرى، لأسبابٍ مرتبطة بالمحليّ التشيكي، وبحساسية الموضوع، وبرغبةِ المهرجان في كلامٍ نافعٍ بخصوص الحياة اليومية في مجتمعات استهلاكية، والانفضاض عنها إلى البرّية، أي إلى الطبيعة بما تملكه من مقوّمات عيشٍ مختلف. والفوز، إذْ يؤكّد "صحّة" التوقّع/التحديد، يُلغَى من كلّ تفكيرٍ في نقاش نقدي، تتخلّله مقارنات بين الأفلام المُشاهَدة (هذا طبيعي في كلّ مهرجان، إذْ يصعب التخلّص كلّياً من تلك المقارنات لحظة المُشاهدة في مهرجان ما). فالفيلم، المأخوذ من كتاب بالعنوان نفسه (2019)، لأليش بالان ويان شيبيك (ثماني مقابلات مع أناس "يعيشون خارج الحضارة"، كما في تعريفٍ به)، جاذبٌ في تفاصيله المُصوّرة (دوشان هوسار وريمو) بعدسة تُسحر بجماليات المُلتَقط، والأخير (المُلتَقط) مُعبّأ بأسئلة تُتدَاول كثيراً، لكنّ قلّةً تتمكّن من إجابات شبه محسومة، تُترجَم (الإجابات) بالتزام محتواها. الفيلم نفسه، بمفرداته الجمالية، يوهم (لكنّ الوهم يتبدّد سريعاً) باكتفائه بسرد حكاية شقيقين توأمين، فْرانْتيسك وأونْدرْجي كْليشيك، يُقرّران، بعد اختبارات حياتية جمّة، الانعزال المطلق في مزرعة بعيدة عن كل حياة خارجها، وهناك "تصبح الحياة والموت واحداً"، حيث "يستمتع توأمان ناسكان بصحبة أحدهما مع الآخر، كما مع حيواناتهما والمزرعة" (فكتور فْراغا، Dirty Movies ـ موقع إلكتروني باللغة الإنكليزية مقرّه لندن، 10 يوليو/تموز 2025). سينما ودراما التحديثات الحية عن "مهرجان كارلوفي فاري 59": تأخّرٌ في الوصول يُعوِّضه المُقَدَّم إنّه سؤال أساسي: أيُمكن للمرء أنْ يعيش حياة كاملة في عزلةٍ تامة، وإنْ تكن العزلة في قلب الطبيعة؟ وإنْ تكن العزلة رفقة شقيق وحيوانات؟ الإجابة، لوهلة، سهلة وإيجابية. لكنْ، ما يُصوّره ميرو ريمو في فيلمه هذا (يُصنّفه البعض وثائقياً، رغم أنّه حاضرٌ في المسافة الضيّقة بين التوثيق والمتخيّل/الروائي) يُحيّر، إذْ إنّ يومياتهما مشحونة بتناقضاتٍ خانقة، من دون أنْ يبلغا مرتبة رفض المُعاش. فهناك قناعةٌ، تكاد تكون ثابتة وأصيلة، تتمثّل بما يقوله أحد التوأمين، في بداية جديد ريمو، بصوت "صارخ في البرّية": "من الأرض مولودٌ أنا. على الأرض مزيّنٌ بالعقل. عبر الأرض أضع طُرقي، وفي الأرض أجد مسكني. في الأرض سأرتاح دائماً". أهذه قصيدة قديمة، أمْ كتابةٌ جديدة تليق بموقفٍ يتجاوز "عبوراً" من مدينة (الحضارة؟) إلى فضاء خالٍ من كلّ أنسٍ وضغطٍ؟ إنْ يكن الواقع صفة تُلائم تلك التجربة الحياتية التي يخوضها الشقيقان التوأمان، بعد ماضٍ حافلٍ بنضال ومواجهة وتحدّيات (في لقطةٍ، تظهر مسؤولة على شاشة التلفزيون في حفلة تكريمهما سابقاً بمناسبة إنجازاتهما ضد النظام الشيوعي، عبر "حركة الحرية المدنية")، فالسخرية (أهذه واقعية سحرية؟) تظهر في غرائبية ذاك العيش، كما في تصرّفات وسلوك وحوارات وغضبٍ دفين وآخر مُعلن، ومحاولات خروج على المعتاد يمارسها فْرانْتيسك وأونْدرْجي (الأخير مقطوع نصف يده)، كلّ بأسلوبه الخاص. أمّا الكلام، ففي كثيرٍ منه نفحات تأمّلية وفلسفية، وشديدة الواقعية والهزء أيضاً، بينما إحدى البقرات تتولّى مهمة الراوي في الحكاية، الذي يكشف بعض ذاك الماضي، وكثيراً من الراهن (لقطةٌ تُبيِّن أحد التوأمين يتبادل القبلات مع بقرة، تبدو سعيدةً بها، كسعادته هو). إلى هذا، يبرع التصوير الجميل في إضافة مزيد من الغرائبية والسحر على الحكاية وسردها، بألوان متداخلة تجعل الأساسي أقرب إلى "بهتان" و"غموض"، رغم أنّ أضواء تشعّ غالباً، وفق حركة الشمس. التلاعب بالألوان نهاراً، كما في عتمة الليل، انعكاس إضافي لحالةٍ وسلوك فرديّين إزاء ذاتٍ وآخر. في تقديمه "الأفضل أنْ أُجَنّ في البرّية" (ترجمة عربية للعنوان السلوفاكي الأصلي)، يكتب كارِلْ أوخ، المدير الفني للمهرجان (الكاتالوغ)، أنّ خصوصية ميرو ريمو تكمن، من بين أمور أخرى، "في أصالة الأسئلة التي تطرحها أفلامه"، ويُشير إلى أنّ جديده هذا، الذي "يُطوّر" موضوع الكتاب، "يتساءل بشكل استفزازي عمّا إذا كان يُمكن تمضية الحياة كلّها في مكان واحد". فالتوأمان يبدوان، في فعلتهما هذه، كأنّهما عائدان إلى حقبة غابرة، وهذا بحدّ ذاته قرارٌ صعب وقاسٍ: "أهما غريبا الأطوار، أمْ أنّهما من رواة القصص الذين يتمتّعون بكاريزما وهوس؟". غير أنّ الأجمل من طرح أسئلةٍ ، وجهد البحث عن إجابات عليها، رغم أهمية هذا كلّه، يبقى في متعة المُشاهَدة، لما في الفيلم من جماليات مكثّفة ومتتالية، ومن سحر تصرّفات، وعمق كلامٍ، وغرائبية عيش رغم واقعيته الشديدة.


العربي الجديد
منذ يوم واحد
- العربي الجديد
"نكتة" ألمانية تدعو إلى قتل الفلسطينيين
لا تزال الصحف الألمانية تتداول خبر حذف مقال للكاتب الألماني من أصول روسية، ماكسيم بيلر، من موقع صحيفة دي تسايت، الذي نُشر في السادس والعشرين من يونيو/حزيران الماضي. ولا تزال بعض هذه الصحف تراوغ في اقتباس ما جاء في المقال، وتوسّع الدفاعَ عنه وعن كاتبه، وذلك بعد أن اضطرت الصحيفة إلى حذف النسخة المنشورة إلكترونياً، فيما لا تزال النسخة المطبوعة متاحة للقراءة. وقد تلقت الصحيفة بعد نشر المقال رسائل عديدة تطالب بسحبه، لأنّه "مليءٌ بالعنصرية والتحريض"، ما دفعها إلى الاستجابة لتلك المطالب، ووصفت نشر المقال بأنه "خلل خطير في إجراءات التحرير"، وفقاً لما ورد على لسان المتحدثة باسم الجريدة، التي أضافت: "كان يجب إجراء بعض التصحيحات في مقالة بيلر"، وهو أحد كتّاب الأعمدة الثابتين في الجريدة. لكن، هل كانت "بعض التعديلات" كافية لجعل المقال صالحاً للنشر؟ وهل ينبغي التعامل مع بيلر باعتباره "كاتباً غاضباً يعبّر عن إحباطه من حرب لا تتوقف"، كما يدعو زميله ميشائيل هانفيلد في مقال نشرته صحيفة فرانكفورتر ألغماينه؟ أم أن مقاله يتضمن دعوة صريحة إلى الإبادة الجماعية ، والتشهير، والسخرية من كل من يعارضها؟ وصفت نشر المقال بأنه "خلل خطير في إجراءات التحرير" ماكسيم بيلر، كاتب يهودي من أصول روسية، يكتب بالألمانية ويُصر على انتمائه إلى الوسط الثقافي الألماني، رغم ما يبديه من كره وتعالٍ وانتقادات شديدة لهذا الوسط، ولأغلب كتّابه من الكبار والصغار. وقد ذاعت شهرته بسبب ما تثيره بعض كتاباته وتصريحاته من جدل وفضائح، كان أبرزها القضية التي رفعتها عليه طليقته، الممثلة ذات الأصول التركية عايشة رومي، بتهمة التشهير واستخدام تفاصيل من حياتها الشخصية في روايته "إيزرا" التي نُشرت عام 2003. وقد سُحبت الرواية من الأسواق، وكاد الكاتب ودار النشر أن يُغرّما بأكثر من خمسين ألف يورو، لولا دفاع عدد كبير من الكتّاب المعروفين عنه، انطلاقاً من مبدأ حرية الفكر والثقافة. اليوم، يعود بيلر، صاحب الروايات التي توصف بأنها متوسطة الجودة، أو أقرب إلى التقارير الصحافية، إلى صدارة الجدل، هذه المرّة من خلال دعوة مباشرة إلى "إطلاق النار على العرب"، حتّى لو أدى ذلك إلى "ضرّر بصحة الإنسان"، كما كتب. ففي مقاله المعنون "مرض إسرائيل: لماذا يثير يهود الشرق الأوسط حفيظة الألمان؟" يسرد ما يزعم أنها نكتة: "ذهب إسرائيلي إلى الطبيب وقال: 'دكتور، لقد أمضيت للتو أربعين يوماً في غزة مع وحدتي، ولم أعد أشعر بالرغبة في إطلاق النار على العرب. ماذا أفعل؟' فيرد الطبيب: 'بالطبع يمكنك التوقف فوراً إن أردت، لكنّني لا أنصحك بذلك، ولا حتّى بعد العلاج'". بهذه "النكتة"، التي تخلو من أي عنصر من عناصر الطرافة، ينهي الكاتب مقالاً مليئاً بالتحريض والتبرير الصريح لجرائم الحرب، إذ يصف ما يسميه مرضاً تفشّى بين الألمان اسمه إسرائيل، من أعراضه التلكّؤ والارتباك عند الدفاع عن جريمة تجويع غزة، التي يصفها بأنها "صحيحة استراتيجياً، حتّى لو كانت غير إنسانية". يسخر الكاتب من تردّد الألمان، ويستهل مقاله بـ"نكتة" أخرى: "ذهب ألماني إلى الطبيب وقال: 'دكتور، كلّما تحدّثت عن إسرائيل تتسارع نبضات قلبي، وبعد ثلاثين ثانية أصرخ في وجه كل من يخالفني الرأي. هل هذا طبيعي؟ وما مدى خطورته على صحتي؟' فيجيبه الطبيب: 'ما رأيك في إسرائيل؟' فيرد المريض: 'توقف!' ويصرخ في وجه الطبيب: 'هل تحاول قتلي؟!'". ليس واضحاً موقف هذا الألماني المتخيّل من بيلر، إلّا أنه يصبح مادةً للسخرية، لأنه يتيح لنفسه التأثر إنسانياً بحرب طاحنة لا تزال تدور منذ قرابة عامين. يرى بيلر أن على الألمان التوقف عن "التذاكي" في تعاملهم مع موضوع إسرائيل، وأن يمتنعوا تماماً عن استخدام ما يسميه "التعويذة المتزمتة المسماة بالقانون الدولي"، ومطالبة إسرائيل بالامتثال له. الإعلام الألماني نادراً ما يصف غزة بلغة القانون الدولي يصف بيلر المذيع الألماني الشهير ماركوس لانتس، مقدم برنامج التوك شو الأشهر في البلاد، بأنه أحد المصابين بـ"مرض إسرائيل"، ويزعم أنه تحوّل خلال إحدى الحلقات إلى ما يشبه الحيوان المفترس، "يزمجر بدلاً من أن يتكلم"، فقط لأنه استخدم مصطلح "جرائم الحرب" عند الحديث عن غزة. لكنّ المشاهد الألماني المُطّلع يدرك تماماً أن هذا التوصيف ليس حقيقياً، وأن الإعلام الألماني بدأ بالكاد يتبنى مصطلحات القانون الدولي، بعد التغيّر الكبير في الرأي العام المحلي تجاه ممارسات دولة الاحتلال، وعجز الأخيرة عن إخفاء جرائمها. ورغم كل ذلك، قد يكون في ما يصفه بيلر قدرٌ من الواقعية، حين يتحدث عن التوتر العميق الذي يصيب الشخصيات العامة، وغيرهم في المجتمع الألماني، عند تناولهم جرائم الحرب في غزة وغيرها. فهؤلاء يرون الجرائم، ويدركون حقيقتها، لكنّهم في الوقت نفسه يواجهون ضغوطاً تخبرهم بأن عليهم الصمت، بل والتواطؤ، لأنهم مجرمون سابقون، في إشارة إلى تاريخ ألمانيا النازي، ويجب أن يكفّروا عن ذنبهم القديم، حتّى ولو كان الثمن هو التضحية بالفلسطينيين. بيلر نفسه ينطلق من هذا المبدأ، فيوبّخ الألمان – بتعميم مقصود – لأنهم يتردّدون في الانخراط الكامل في الجريمة الجديدة. لا يريدهم أن "يعانوا"، بل يوبّخهم بقسوة لأنهم لم ينخرطوا في الإبادة الجماعية دون تردد، ويفسّر هذا التردد بأنه إمّا تأنيب ضمير من أحفاد الجناة، أو بقايا من انضباط جندي فيرماخت ما زال يسكن نفوسهم. المثير في مقال بيلر تشبيهه لمن ينادي بتطبيق القانون الدولي في ألمانيا بمن يحاول طرد الشيطان من جسده بنفسه، دون مساعدة كاهن أو كتاب إرشاد. وكأنه يقول لهم: إسرائيل هي الكاهن، وهي الكتاب، ولا يجوز لكم أن تفكّروا أو تطهّروا أنفسكم بمفردكم من ماضيكم. بل عليكم أن تتصهينوا، وأن تشاركوا في إبادة الفلسطينيين بالكامل، وبهذا فقط ترتاح ضمائركم من جريمة قديمة، بجريمة جديدة تتواطؤون على ارتكابها. فنون التحديثات الحية "بين نكبتين".. شهادات من عايشوا التهجير الفلسطيني