
نائبتان فرنسيتان للجزيرة نت: لن نوقّع أي وثيقة إذا قرصنت إسرائيل "حنظلة"
ووسط أجواء التجهيز لهذه الرحلة الإنسانية، تشارك النائبتان الفرنسيتان من حزب " فرنسا الأبية" غابرييل كاتالا وإيما فورو في القافلة البحرية ضمن محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة.
وفي مقابلة خاصة للجزيرة نت، تحدثت النائبتان عن دوافع وأهمية مشاركتهما ضمن طاقم السفينة، متهمتين المجتمع الدولي بالتواطؤ في الإبادة الجماعية، ومؤكدتين عدم توقيعهما على أيّ وثيقة إسرائيلية في حال "اختطاف حنظلة" من المياه الدولية.
إنساني وأخلاقي
بالنسبة لعضوة البرلمان الأوروبي غابرييل كاتالا، فترى أهمية في مشاركتها نظرا للأهداف التي تسعى المبادرة إلى تحقيقها، والمتمثلة في كسر الحصار غير القانوني المفروض على غزة منذ عام 2007، ووقف الإبادة الجماعية.
وقالت كاتالا "نحن ملتزمون بشدة في حزب فرنسا الأبية بالدفاع عن الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره وفي المساواة في حقوق الإنسان. ووفقا للجنة الدولية لكسر الحصار، يساعد وجودنا كبرلمانيين في توفير الأمن لبقية النشطاء في الأسطول".
وتابعت "لسنا رؤساء دول، لذا سيكون الأمر أسهل بكثير لو أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون حظرا على توريد الأسلحة لإسرائيل، واعترف بالدولة الفلسطينية، وفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية، وبادر بمناورات واسعة النطاق في الأمم المتحدة لمعاقبة إسرائيل".
من جانبها، شددت العضوة في البرلمان الأوروبي إيما فورو على أنها تشارك في السفينة حنظلة لأن "الحكومة الفرنسية والرئيس ماكرون لا يفعلون شيئا. لقد أصبح المجتمع المدني الوحيد الذي يتحرك لأن قادتنا متواطئون في الإبادة الجماعية في فلسطين".
وأضافت فورو "من المهم أن نشارك في هذه الحركة الشعبية لنُظهر أن هناك مسؤولين منتخبين يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني ويدعمون القانون الدولي الذي يُنتهك يوميا في غزة، وينتهكه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، المطلوب ل لمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، أيضا بمعارضته أساطيل الحرية".
سيناريو "مادلين"
ولا تعد هذه السفينة الأولى التي تحاول كسر الحصار غير القانوني المفروض على قطاع غزة. ففي 9 يونيو/حزيران الماضي، اقتحمت قوات كوماندوز إسرائيلية السفينة مادلين التابعة لمبادرة أسطول الحرية وكان على متنها 10 نشطاء دوليين وصحفيان اثنان، وكانت مسرحا لانتهاك القانون الدولي.
وفي هذا الإطار، اعتبرت كاتالا أن اختطاف واعتقال إسرائيل ركاب "مادلين" أمر غير قانوني، مشيرة إلى أنه في حال تعرضت السفينة "حنظلة" إلى المصير نفسه "فلن نوقّع على أي وثيقة تُقر بارتكابنا جريمة لم نرتكبها قط".
وتابعت "عندما يدعي الإسرائيليون، أن المياه قبالة قطاع غزة إسرائيلية، فإنهم مُخطئون تماما، لأن غزة تُعتبر أرضا محتلة، والمياه قبالتها فلسطينية، ويجب أن تتمتع فلسطين بسيادة كاملة عليها. لذا، فإن توقيع أي شيء أمرٌ غير وارد بالنسبة لنا".
ووفقا للمعاهدات السارية حاليا التي صادقت عليها فرنسا ودول أخرى، يُحظر إيقاف السفن المبحرة في المياه الدولية ، خاصة عندما تكون في مهمة إنسانية.
وتعليقا على احتجاز النائبة في البرلمان الأوروبي ريما حسن المشاركة في السفينة "مادلين"، قالت فورو، إن ما حدث "عار كبير على إيمانويل ماكرون الذي عجز عن حماية مواطنة فرنسية ومسؤولة منتخبة. كما عجز البرلمان الأوروبي أيضا عن توفير الحماية لعضو فيه".
وتعتبر المتحدثة أن اعتقال أفراد الطاقم غير قانوني وقرصنة لم يُفرض عليها أي عقوبات دبلوماسية أو اقتصادية. مضيفة "لكننا نأمل ألا تلقى السفينة حنظلة المصير ذاته لأن هدفنا واضح: الوصول إلى غزة وإيصال المساعدات الإنسانية، وقبل كل شيء، كسر الحصار وإنشاء معبر حدودي حتى يتمكن الفلسطينيون على المدى البعيد من نيل الحرية والسيادة".
رسائل "حنظلة"
وأكدت النائبة فورو أن طاقم السفينة لا يخطط للذهاب إلى إسرائيل، بل إلى غزة "لذا، من البديهي، إذا تم اعتراضنا واختطافنا وإعادتنا قسرا إلى إسرائيل، فلن نوقع تحت الضغط على أي وثيقة زائفة تُقر بدخولنا الأراضي الإسرائيلية بشكل غير قانوني".
وضمن حديثها للجزيرة نت، أوضحت كاتالا أنها لا تريد أن يكون اهتمام النشطاء الدوليين منصبا على التركيز على المخاطر التي قد يواجهونها على متن السفينة، وما إذا كانوا سيتعرضون للخطف أو القتل "لأننا سنضع في اعتبارنا يوميا معاناة الشعب الفلسطيني الذي يعيش إبادة جماعية منذ 21 شهرا".
وأكدت "لا نريد أن نستبدل صوت الفلسطينيين الذين لهم صوتهم الخاص وهم الأقدر على قيادة نضالهم، وقيادة نضال سلمي مستمر منذ ما يقرب من 80 عاما. ولذا، نريد أن نقول لهم إننا هنا من أجلهم ونبذل قصارى جهدنا ونأمل في الوصول إلى غزة".
بدورها، أوضحت النائبة إيما فورو "أود أن أقول للفلسطينيين إننا نشاهد جميع الصور التي تبثونها وتنقلونها، ونسعى إلى إيصال رسالتكم قدر الإمكان، لنظهر حقيقة معاناتكم وآلامكم ومقاومتكم التي يحاول الإعلام إخفاءها".
وفي رسالتها لأهالي قطاع غزة، قالت فورو "نحن هنا لدعمكم ولنؤكد أنكم لستم وحدكم، وأننا سنبذل قصارى جهدنا لوقف الإبادة الجماعية ولضمان أن يكفّ ممثلونا السياسيون عن تواطؤهم مع نتنياهو، وأن تتوقف أيديهم عن التلطخ بالدماء. نحن نقاتل إلى جانبكم".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 14 دقائق
- الجزيرة
مآسي أطفال غزة تتضاعف مع ازدياد حالات بتر الأطراف بسبب عدوان الاحتلال
لم تفتك حربٌ بالأطفال كما فعل عدون الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، إذ فقد عدد كبير منهم أطرافهم، وارتفع عدد مبتوري الأطراف في مختلف مناطق قطاع غزة بشكل كبير. اقرأ المزيد


الجزيرة
منذ 14 دقائق
- الجزيرة
غموض يكتنف "بدائل نتنياهو" بعد انسحاب الوفد الإسرائيلي من مفاوضات غزة
نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية أنها لا تعرف ما الذي يقصده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزة- بحديثه عن بدائل لاستعادة الأسرى، وذلك بعد انسحاب الوفدين الأميركي والإسرائيلي من مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة. وقالت مصادر أمنية -للقناة الـ12 الإسرائيلية- إنها لا تعرف ما الذي يقصده نتنياهو بحديثه عن بدائل لاستعادة الأسرى. وأضافت أن رئيس أركان الجيش أوضح أن هناك خيارين فقط، إما أن يتلقى أوامر بالسيطرة الكاملة على غزة مع ما يترتب على ذلك من خطر على حياة الأسرى، أو أن يستمر الوضع الحالي على أمل أن يؤدي إلى الضغط على حركة حماس ، حسب القناة الإسرائيلية. في السياق ذاته، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إنّ ماهية بدائل استعادة الأسرى من غزة مبهمة. وقال المسؤول إنه من الضروري خلق أزمة لكسر الجمود في المحادثات، لكن ليس من مصلحة إسرائيل انهيارها بشكل شامل. وكان نتنياهو قال، أمس الجمعة، إن حكومته تدرس خيارات بديلة لإعادة الأسرى بالتعاون مع الأميركيين، مشيرا إلى أن ما وصفها بالخيارات البديلة تهدف لإعادة الأسرى وإنهاء حكم حماس وضمان السلام الدائم لإسرائيل والمنطقة، على حد تعبيره. وتعقيبا على تصريحات نتنياهو، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إنّ الطريق الأمثل لاستعادة الأسرى و"تحقيق النصر" يتمثل في وقف كامل للمساعدات الإنسانية واحتلال كامل لقطاع غزة و"تدمير تام لحماس والتشجيع على الهجرة والاستيطان"، وطالب نتنياهو بإعطاء الأوامر. من جانبه، توجه وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى نتنياهو قائلا إن "مراسم التفاوض المُذلة مع الإرهابيين انتهت وإن الوقت حان لتحقيق النصر"، على حد وصفه. وسحبت إسرائيل والولايات المتحدة وفديهما من محادثات وقف إطلاق النار في قطر مساء الخميس، وذلك بعد ساعات قليلة من تقديم حركة حماس ردها على مقترح الهدنة. وذكرت مصادر في بادئ الأمر أن انسحاب الوفد الإسرائيلي يهدف فقط للتشاور، ولا يعني بالضرورة أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود. لكن التصريحات التي أدلى بها نتنياهو في وقت لاحق أشارت إلى أن الموقف الإسرائيلي ازداد تشددا خلال الليل. وحمّل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف حركة حماس مسؤولية جمود المفاوضات، وقال نتنياهو إن ويتكوف "على صواب". لعبة قذرة في المقابل، قال القيادي في حماس باسم نعيم -عبر منصة فيسبوك- إن المحادثات كانت بناءة، لكنه انتقد تصريحات ويتكوف، ووصفها بأنها محاولة للضغط بالنيابة عن إسرائيل. وأضاف نعيم "ما قدمناه، بكل وعي وإدراك لتعقيد المشهد، نعتقد أنه يوصل لصفقة، (لو) كانت لدى العدو إرادة لذلك، ويمكن أن يبنى عليه اتفاق وقف إطلاق نار دائم وانسحاب القوات المعادية بشكل كامل، والكرة الآن في ملعب العدو الصهيوني وداعميه لإنهاء هذه اللعبة القذرة". وقد أعلنت وزارة الخارجية القطرية أن دولتي قطر ومصر تواصلان جهودهما الحثيثة في ملف الوساطة بقطاع غزة ، من أجل الوصول إلى اتفاق يضع حدا للحرب، وينهي المعاناة الإنسانية في القطاع، ويضمن حماية المدنيين وتبادل المحتجزين والأسرى، في حين أفادت مصادر أخرى بأن المفاوضات لم تنهر. وأضافت الخارجية القطرية -في بيان- أن الدولتين تشيران إلى إحراز بعض التقدم في جولة المفاوضات المكثفة الأخيرة التي استمرت 3 أسابيع، وتؤكدان أن تعليق المفاوضات لعقد المشاورات قبل استئناف الحوار مرة أخرى يعد أمرا طبيعيا في سياق هذه المفاوضات المعقدة. ودعت الدولتان -وفق ما جاء في البيان- إلى عدم الانسياق وراء تسريبات تتداولها بعض وسائل الإعلام في محاولات للتقليل من هذه الجهود والتأثير على مسار العمل التفاوضي، وتشددان على أن هذه التسريبات لا تعكس الواقع، وتصدر عن جهات غير مطلعة على سير المفاوضات.


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
ضابط أميركي متقاعد لـ"بي بي سي": شاهدت جرائم حرب في غزة
كشف ضابط أميركي متقاعد من القوات الخاصة في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) سبب استقالته من عمله في فرق تأمين نقاط التوزيع التابعة لما تسمى " مؤسسة غزة الإنسانية" في القطاع الفلسطيني المحاصر، مؤكدا أنه شاهد القوات الإسرائيلية وهي ترتكب جرائم حرب. وقال الضابط المتقاعد أنتوني أغيلار "شاهدت القوات الإسرائيلية وهي تطلق النار على حشود الفلسطينيين" في نقاط توزيع المساعدات. وأضاف أنه شاهد قوات تطلق قذائف المدفعية على العزّل. وأكد أغيلار أنه لم ير قط طوال سنين خدمته هذا المستوى من "الوحشية واستخدام القوة من دون تمييز ومن دون ضرورة ضد سكان مدنيين عزل يتضورون جوعا". وتقود "مؤسسة غزة الإنسانية" منذ أواخر مايو/أيار الماضي مشروعا أميركيا إسرائيليا للسيطرة على توزيع الغذاء في القطاع تزامنا مع حرب الإبادة الإسرائيلية. وقد رفضت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية وحقوقية عالمية هذا المشروع ووصفته بأنه أداة لقتل الفلسطينيين وتهجيرهم وإذلالهم. وأقامت المؤسسة 4 نقاط توزيع رئيسية، 3 منها في منطقة تل السلطان في رفح جنوبي القطاع، وواحدة على محور نتساريم الذي يفصل شمالي القطاع عن وسطه وجنوبه. ويتولى متعاقدون أمنيون أميركيون وشركات خاصة مهمة تنظيم الحشود وتوزيع الأغذية. ووثقت وزارة الصحة في قطاع غزة استشهاد أكثر من 1090 فلسطينيا من "شهداء لقمة العيش" وإصابة أكثر من 7320 آخرين بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء هذا المشروع.