أحمد منصور محترقاً
تكثف صورة الصحافي الفلسطيني المحترق أحمد منصور، في خيمة للصحافيين في قطاع غزة، الأسبوع الماضي، مأساة تتعدى حرق الأجساد إلى حرق الروح، وتحطيم القواعد الأخلاقية، وخروج الإنسان من ثوب كينونته وانبثاقه وصيرورته وفنائه.
الفيديو (لمن شاهده) يجمّد المشاعر، كأنما إشارة صدرت من أصبع ضاغط على زرّ شاء أن يوقف المشهد، لا ليتفرسه، وإنما لكي ينعى من خلاله آخر ما تبقى من أنفاس الرحمة. لقد ماتت الخيرية يا "كانط"، وصار الكائن/ الآلة هو من يقرر مصائر البشر في هذا الكون الأعشى الذي أضحى، بسبب لعنة الحضارة، أعمى في بصره وبصيرته.
كانت السينما أسبق إلى تصور المآلات التي تنتظر البشر، فقد ركز الخيال العلمي، منذ زمن بعيد، على إنتاج كائنات آلية مصممة للفتك والتدمير، ومبرمجة من أجل إذلال فكرة الإحساس والتعاطف. كان ذلك في زمن الخيال الذي يهدف إلى الإمتاع والتشويق وبث إثارة ما (ربما بريئة) في عروق الكائن المتسمّر أمام الشاشة. فالتعلق بأفلام العنف والرعب، التي تجد استحساناً لدى غالبية مشاهدي السينما، آت من الكبت النفسي الهاجع في اللاوعي الذي لم يتخلص الإنسان منه، فوجد ضالته في الأفلام أو في الفن، أو في العنف المادي الذي تختلط فيه مشاعر العدوان بالكراهية، وقد أفاض "فرويد" في تشريح ذلك، حيث عزا العنف إلى عدم إشباع دوافع اللذة "الليبدو" المركبة من الرغبات والمشاعر والانفعالات والنزوات والميول، التي تتصارع بشكل مفتوح مع غريزة الموت.
لم تكن تلك الأفلام تبشر أو تدعو أو تحث على الإبادة المبرمة للجنس البشري، لكنها الآن، في غزة، وفي سواها من الساحات المنكوبة بـ"تسونامي الشر"، تصبح هدفاً ومراداً. القاتل تعلّم من المخرج ومن كاتب السيناريو، فراقَ له العمل، وأراد أن ينفذه بحذافيره، وعلى الهواء مباشرة، وبلا عدة إنتاج، أو ميزانية، أو ممثلين، أو خدع فنية، أو مؤثرات بصرية، أو استعانة بمؤهلات الذكاء الاصطناعي. صار القاتل ملهِماً للكاتب، ومفجراً في خيال المخرج ما لم يخطر في بال بشر.
في فيلم تيتان (Titane) للمخرجة الفرنسية جوليا دوكورناو، الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، 2021، نعثر على إنسان شبه آلي تتحول برمجته الوجدانية بعد زرع لوحة من معدن "التيتانيوم" في جمجمة بطلة الفيلم ألكسيا (الممثلة المدهشة أغاثا روسيل)، في أعقاب حادث سيارة في طفولتها.
اللوحة المزروعة في الجمجمة أعلى الأذن اليمنى تتصل بالأوامر العقلية التي تجعل المفاهيم الأخلاقية منزوعة من سياقاتها المنطقية، حيث العنف يغدو غاية ووجهة ومتعة. فالقتل المتسلسل بدم بارد وبمقدارعال من التوحش وعدم تأنيب الضمير، يصبح هو القاعدة. أما الحنان والتعاطف أو الحاجة إليهما، كما تبدو في لحظات النصف الثاني من الفيلم، فتبدو كأنها استثناء.
ألكسيا، التي تهرب من الشرطة بعد جرائمها، تُجري تغييرات في مظهرها حتى لتبدو مثل شاب يعثر عليه ضابط في فرقة الإطفاء فيقنع (أو يوهم) نفسه بأنه ابنه المفقود منذ عشر سنوات "أدريان".
ولإنجاح هذه الخدعة تمارس ألكسيا على نفسها عنفاً منقطع التخيل، إذ تحلق شعرها وحواجبها، وتكسر أنفها بشكل متوحش يهزأ بالألم، ثم في مرحلة لاحقة تحاول بقر بطنها بمخرز الشعر الطويل لتخفي حملها بعد أن تكون قد مارست الجنس مع سيارة (!!)، فيكون دم الجنين أسودَ مثل زيت الحافلات المحروق، في رؤية هيتشكوكية معجونة بأنفاس كافكا الكابوسية، وتصورات شوبنهاور العدمية التي ترى أن الوجود هو بؤرة الحزن والكآبة والشر المطلق.
وعلى الرغم من كل هذا العنف الذي يكون واحداً من تعبيراته إحراق ألكسيا منزل العائلة بوجود أبيها وأمها، بعدما أغلقت عليهما الباب، إلا أنّ طيفاً من وعي المشاعر يتسرب إلى عروقها المعدنية في علاقتها بأبيها المفترَض الذي أقسم على حمايتها مهما كلفه الأمر، فإذ بنا أمام قلب يخفق، ودمع يترقرق في المحاجر، ويدين ترتعشان، وشفتين ممتلئتين بامتنان مخنوق.
كان ذلك في السينما، حيث الدم سائل أحمر يتفجر من الأجساد، وحيث العظام المنصهرة في أتون النار هو كومة من الخدع البصرية المصممة بالكمبيوتر. بيْد أن ما جرى في خيمة الصحافي أحمد منصور في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، كان حقيقة وثقتها الكاميرا لجسد لا يقوى على أن ينتزع كتلته، ويفر من اللهيب المحتدم الذي كبّل إرادة الناس الذين لم يتمكنوا من إنقاذ أحمد، وكان أقصى ما قدموه له، لضعف حيلتهم، هو رش قليل من الماء لإطفاء جهنم التي ذاب فيها الجسد الذي تفحم.
لم تكن مزروعة في أجساد القتلة شرائح "التيتانيوم"، ولم تجر إعادة إنتاج داخل المختبر لبرمجة مشاعرهم أو إعادتهم إلى فطرتهم الأولى قبل أن تلوثها وتعطبها أيديولوجيا المزاعم التوراتية وأكاذيبها وأوهامها. فقد سبق الذين ألقوا القنبلة الجهنمية على خيمة الصحافيين، ضابط إسرائيلي وعد طفلته أن يهديها، بمناسبة عيد ميلادها، تفجيراً لأحد المباني السكنية في قطاع غزة. ويقول الضابط في مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام، في السادس والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) 2023: "أهدي ابنتي بمناسبة عيد ميلادها الثاني، هذا التفجير، إني اشتاق لها"!
الواقع، الآن، يسدد لكمة منكرة للسينما، ويتجاوزها في مقدار الرعب المختلط بالشر الفتاك الذي تحترق فيه أجساد الأطفال، وتحترق معها صيحاتهم واستغاثاتهم، من أجل أم تبتهج وتحتفل طفلة لا تبعد كثيراً عنهم في الجغرافيا، ولا تختلف عنهم في الطينة البشرية التي جُبل منها الإنسان، لكنّ أقدار التاريخ اختلفت فأضرمت الحرائق في الجغرافيا ومن فيها ومن عليها. ولم تقف عند هذا الحد، فقد طاول الحريق الشرائع والأديان والنواميس. وإذ تنجز النار هذه "المهمة" الآثمة، فإنها تحرق آخر ضلع في نعش الخير والرحمة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبرني
منذ 5 ساعات
- خبرني
الهرّ الأسود "فلو" يحذّرنا من الكوارث الآتية
خبرني - ماذا ستفعل لو وجدت نفسك وحيداً في عالَمٍ يغرق؟ ماذا لو خسرت أحباءك ومنزلك وكل ما تملك، وسرت تائهاً بلا وجهة، والمياه تغمر كل شيء؟ ما الذي سيحلّ بنا عندما يأتي الطوفان؟ يدفعنا فيلم الرسوم المتحركة "فلو" إلى طرح هذه الأسئلة، وإلى تخيّل سيناريو ما بعد الكارثة. الفيلم الذي أخرجه اللاتفي غينتس زيلبالوديس، وشارك في كتابته وإنتاجه مع ماتيس كازا، يخلو من أي حوار. يحكي قصة هرّ أسود اسمه فلو، يحاول النجاة من طوفانٍ يجتاح العالم، برفقة مجموعة من الحيوانات الهاربة، ويدعو إلى التفكير في تداعيات تغيّر المناخ على الأرض وسكانها. واعتمد المخرج في تنفيذ العمل على برنامج "بلندر" (Blender) لصناعة الرسوم المتحركة، وقرّر الاستغناء عن الحوار تماماً، فجاء تواصل الحيوانات بأصواتها الطبيعية، من دون أن تُسقَطَ عليها أي صفات أو سمات بشرية. هذا الخيار أضفى على الفيلم طابعاً واقعياً، وجعله متاحاً للجميع، من دون أن تشكّل اللغة عائقاً أمام فهمه. عرض العمل لأول مرة في 22 أيار/مايو 2024 ضمن قسم "نظرة ما" في مهرجان كان السينمائي، ونال جائزة أوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة، وفاز كذلك بجائزة غولدن غلوب لأفضل فيلم رسوم متحركة، إلى جانب جوائز عدّة أخرى، بينها جائزة سيزار الفرنسية عام 2025. وبدأ عرض الفيلم حديثاً في عدد من الدول العربية، من بينها لبنان، والسعودية، والإمارات. كلّ شيء يغرق يخرج "فلو" من منزله وحيداً وخائفاً، بعد أن فقد الأمل في عودة أصحابه. المياه تغمر كلّ شيء، ومنسوبها يستمرّ بالارتفاع. لم يعد بإمكانه البقاء في منزله، عليه أن يهجره ويتحرّك وسط غابةٍ بدأت الفيضانات تجتاحها أيضاً. كلّ ما حوله يغرق ويختفي تحت الماء. الرياح تشتدّ، والمطر لا يتوقّف. الحيوانات الأليفة والبرّية تركض مسرعةً لتنجو، وتكاد تدهسه. في هذه اللحظات، لا أحد يفكّر سوى بالهرب والنجاة من الطوفان. تطفو أمامه جثث حيوانات نافقة، قتلها الفيضان. ما أسباب حدوث الفيضانات وكيف يجب أن نتصرف عندما تحدث؟ يتوقّع العلماء أن يشهد العالم مزيداً من الكوارث الطبيعية، وبشكل خاص الفيضانات والحرائق، بوصفها من أبرز تداعيات تغيّر المناخ، التي ستصطحب معها ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة، وهبوب رياح عاتية، وهطول أمطار غزيرة. الفيضانات وارتفاع منسوب المياه سيقابلهما جفاف وندرة في الأمطار. هذان العاملان كفيلان بتدمير الغابات والأراضي الزراعية، وبتهديد التنوع البيولوجي في أي مكان، بما في ذلك الكائنات النادرة المهدَّدة بالانقراض. في الطريق إلى مكان يساعده على تفادي الغرق، يلتقي فلو بحيوانات أخرى ضلّت طريقها، ويختلط عالم البحر بعالم اليابسة. كلّ حيوان يحمل سلوكاً وأطباعاً مختلفة عن الآخر. عليهم الآن أن يعيشوا معاً، بعدما تداخلت عوالمهم: قندس، وصقر جديان، وقرد ليمور، وكلاب أليفة. بعد النجاة، يأتي هَمُّ الغذاء وهَمُّ المبيت. هذان العاملان، اللذان يؤمّنان الاستمرار والاستقرار، سيكونان أيضاً سبباً للنزاع بين الناجين. سيجد الناجون أنفسهم، بعد وقت، على متن سفينة مهجورة. ستكون وسيلة النجاة الوحيدة، ومنها ستبدأ الرحلة في عالم ضربته الكارثة، حيث غمرت المياه المعالم الطبيعية والمناطق السكنية، وما تبقّى من الحضارات والتاريخ. يذكّر هذا المشهد بسفينة نوح، سفينة النجاة التي حملت الناجين من الطوفان الكبير، كما يرد في الكتب المقدسة. ستبحر السفينة وسط الرياح الشديدة والمطر الغزير. وعلى متنها، ستتعلّم الكائنات المختلفة التكاتف والتعاون وبناء علاقات جديدة، كما ستُضطر لاكتساب مهارات مثل العوم، وصيد الأسماك، وقيادة السفينة. فهل سيتعاون البشر مع بعضهم البعض حين تحلّ الكارثة؟ سينما خضراء؟ تناولت السينما العالمية الكوارث الطبيعية في عدد كبير من الأفلام، خاصة في تسعينيات القرن الماضي، لكنها كانت تركّز في الغالب على معاناة الأفراد في مواجهة الخطر، من دون التطرّق مباشرة إلى الأسباب الكامنة وراء هذه الكوارث. ومع تصاعد حملات التوعية حول تغيّر المناخ وتداعياته خلال العقود الأخيرة، بدأ بعض الكتّاب والمخرجين بمحاولة مقاربة هذه الأزمة من منظور أعمق، لا يكتفي فقط برصد النتائج، بل يحاول العودة إلى جذور المشكلة. يرى الناقد السينمائي إلياس دُمّر، في حديث مع بي بي سي عربي، أنّ هناك تحولاً واضحاً في المعالجة السينمائية خلال السنوات الأخيرة. يقول: "في السابق، كانت الكوارث الطبيعية تُقدَّم في الأفلام بوصفها أحداثاً خارقة أو ضرباً من القضاء والقدر، من دون التعمّق في الأسباب الجذرية مثل تغيّر المناخ. ركزت أفلام مثل Twister (الإعصار) الصادر عام 1996، وVolcano (بركان) الصادر عام 1997، على الإثارة والتشويق، ولم تتناول البُعد البيئي أو المناخي بشكل فعليّ". يقول دمّر: "شهدنا عبر السنين، تحوّلاً تدريجياً في اللغة السينمائية تجاه المسؤوليّة البيئيّة. فعلى سبيل المثال، يعتبر فيلم The Day After Tomorrow (بعد غد)، الصادر عام 2004، من أوائل الإنتاجات الهوليوودية الكبرى التي ربطت بوضوح بين التغيّر المناخي والكوارث الطبيعية، رغم ما وُجّه إليه من انتقادات تتعلق بالمبالغة العلميّة". أما فيلم Don't Look Up (لا تنظر إلى الأعلى)، الصادر عام 2021، فقدّم معالجة مجازية وساخرة سلّطت الضوء على اللامبالاة البشريّة تجاه التحذيرات العلميّة، سواء تعلّقت بالمناخ أو بغيره من المخاطر الوجوديّة. الفيلم من بطولة ليوناردو دي كابريو، كايت بلانشيت، ميريل ستريب، وجنيفر لورنس. تبدو السينما الوثائقية أكثر حرية في تناول قضايا الواقع، بما في ذلك تغيّر المناخ، إذ إنها لا تخضع غالباً لشروط السوق أو لمعادلات الربح والخسارة، كما أنّ كلفتها الإنتاجية عادة ما تكون أقلّ. من بين الأمثلة التي يذكها دمّر، الفيلم الوثائقي Before the Flood (قبل الطوفان)، الصادر عام 2016، من إنتاج ليوناردو دي كابريو بالتعاون مع الأمم المتحدة، والذي يتناول التهديدات المناخية بلُغَة مباشرة. كما يلفت إلى فيلم An Inconvenient Truth (حقيقة غير مريحة)، الذي صدر عام 2006، وفاز بجائزتي أوسكار، ويعدّ - بحسب دمّر - مثالاً بارزاً على التناول الصريح لقضية تغيّر المناخ في السينما العالمية. يقول إلياس دمّر إنّ "هناك حساسية أكبر تجاه قضايا البيئة بدأت تظهر في هوليوود، خاصة مع تصاعد ضغوط جماعات البيئة والمشاهير الناشطين، مثل ليوناردو دي كابريو وإيما طومسون". ويضيف: "شهدنا أيضاً اتجاهاً متنامياً في بعض المهرجانات السينمائية لتخصيص جوائز أو فئات خاصة بالأفلام البيئية، مثل مهرجان "كان" الذي منح مساحات أوسع للأفلام الوثائقية عن الحياة البرية، أو مهرجان "صندانس" الذي دعم تجارب بيئية مستقلة". لكن، رغم هذه المؤشرات الإيجابية، يرى دمّر أنّ السينما التجارية لا تزال "أسيرة منطق السوق، وبالتالي فإنّ الإنتاج البيئي المباشر لا يحظى غالباً بالزخم نفسه، ما لم يُغلّف بالإثارة أو يحظَ بنجوم كبار". ويتابع قائلاً إنّ هناك تحديات عدّة أمام السينما التي تتناول قضايا المناخ والبيئة. "أولها الجمود الجماهيري"، يوضح دمّر، "فالجمهور عموماً ينجذب إلى الترفيه أكثر من التوعية، ما يضع الأفلام البيئية في موقع صعب على المستوى التجاري". أما التحدي الثاني، بحسب دمّر، فيكمن في "تعقيد القضايا المناخية ذاتها؛ فمن الصعب تبسيط موضوع مثل الاحتباس الحراري أو تأثير انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على الأرض بلغة سينمائية جذابة". ويشير أيضاً إلى أنّ "بعض الدول أو الجماهير لا تتقبّل بسهولة الرسائل التي تحمل نقداً ضمنياً للنظام الاقتصادي أو الصناعي، وهو ما يزيد من تعقيد استقبال هذا النوع من الأعمال". أما التحدي الثالث، فيتعلّق بـ"التحفّظات الإنتاجية"، إذ يميل العديد من المنتجين إلى تجنّب المواضيع الواقعية الثقيلة، خوفاً من عدم تحقيق عائدات مضمونة. ويرى دمّر أنّ الحلّ قد يكمن في "الدمج الذكي بين الترفيه والتوعية، عبر خلق شخصيات وقصص إنسانية تتقاطع مع الكوارث البيئية بشكل عاطفي وجذّاب". لكن المفارقة برأيه أنّ صناعة السينما نفسها من بين الأنشطة التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة والوقود، وتخلّف أثراً بيئياً سلبياً، ما قد يتعارض مع الرسائل التي تدعو إلى الحفاظ على البيئة. ومن هنا ظهر مصطلح "السينما الخضراء"، وهي مقاربة تعتمد على استخدام الطاقة النظيفة والتقنيات المستدامة في مواقع التصوير. ويتابع دمّر: "التأثير البيئي لصناعة السينما لا يستهان به، بدءاً من استهلاك الطاقة، مروراً باستخدام الطائرات والشاحنات لنقل الطواقم والمعدّات". ويضيف: "للوصول إلى سينما خضراء، توصي العديد من طاولات النقاش منذ سنوات بتقليل عدد عناصر فرق الإنتاج، وتخفيض التنقّلات، والاعتماد على الطاقة النظيفة في مواقع التصوير، إضافة إلى إعادة تدوير الديكور والأزياء بدلاً من صناعتها من جديد". ويختم دمّر بالقول إنّ "السينما الخضراء ليست حلماً بعيد المنال، لكنها تتطلب تنظيماً حازماً من الهيئات الرسمية، والتزاماً جدياً من داخل الصناعة نفسها، إلى جانب وعي جماهيري يضغط باتجاه هذا التغيير".


جو 24
منذ 10 ساعات
- جو 24
حفل زفاف أمينة خليل حديث السوشيال ميديا.. أبرز اللقطات والمفاجآت
جو 24 : في أجواء مُبهجة ورومانسية، احتفلت الفنانة المصرية أمينة خليل بزفافها على المصور أحمد زعتر، وسط حضور العائلة والأصدقاء ونجوم الفن. وحرصت النجمات: يسرا، وكندة علوش، ودرة، وهالة صدقي، ولبلبة، على حضور الزفاف وتقديم التهنئة إلى أمينة خليل. كما شارك في حفل الزفاف أيضاً، الفنان أحمد حلمي، ورامي عاشور وزوجته، والإعلامية لميس الحديدي، هذا بجانب المخرج رؤوف السيد، السيناريست تامر حبيب، المنتج أحمد السبكي. إطلالة ساحرة تألقت أمينة خليل بفستان من "ميزون يحيى"، صُمم خصيصاً لها، تميز بتصميمه الفريد الذي تخللته طبقات واسعة من قماش الغازار الحريري، مع تطريزات دقيقة أضفت لمسة أنثوية راقية على الفستان. ونشرت أمينة خليل أولى الصور من جلسة تصويرها مع زوجها أحمد زعتر عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي، مع حرصها الشديد على التكتم على موعد الزفاف، مما زاد من فضول وتفاعل الجمهور. لقطات ورسائل مُثيرة وبدت أمينة خليل، سعيدة للغاية خلال الحفل، حيث أظهرتها اللقطات تُشير إلى زوجها أحمد زعتر، خلال كتب كتابها ويعلو وجهها ضحكات كبيرة. بدوره، داعب أحمد زعتر، أمينة خليل خلال ترديده كلمات كتب الكتاب عند قوله "العاقلة الرشيد"، قبل أن يعود مرة أخرى للحديث "مش هعملها تاني"، ما أشعل موجة من الضحك بين الحضور وأضفى لمسة مرحة على الحفل. وانهالت تعليقات النجوم المُهنئة على أمينة خليل وأحمد زعتر، حيث نشرت الفنانة منى زكي، لقطات من استعداداتها لحفل الزفاف عبر حسابها على إنستغرام، بجانب مجموعة صور تجمعها بالعروسين على خاصية الاستوري. وهنأت منى العروسين وكتبت لهما: "عروسة رائعة.. مبروك لكما"، متمنية لهما البقاء معا دائماً سعداء وأن يدعم كل منهما الآخر. أما الفنانة هالة صدقي، فقد نشرت صورة تجمعها بأمينة خليل عبر حسابها على إنستغرام، وعلقت: "مبروك لأجمل عروسة". الفنانة التونسية دُرة، هي الأخرى نشرت مجموعة صور لها مع العروسين بصحبة نجوم الفن عبر حسابها على إنستغرام، وعلقت "مبروك أمينة خليل". يشار إلى أن أمينة خليل، حرصت على فرض حالة من الغموض على علاقتها بأحمد زعتر، حيث لم تُعلن إطلاقاً خبر زفافها، بل نفيت ارتباطها قبل الحفل بأيام. وكانت الشائعات عادت لتطارد الثنائي أمينة وزعتر، بعد ظهورهما سوياً على السجادة الحمراء بمهرجان كان السينمائي، حيث حرصا على التقاط الصور التذكارية معاً، إلا أن أمينة نفت أيضا وجود أية علاقة عاطفية تربطهما. وعلى مستوى الفن، تألقت أمينة، في موسم دراما رمضان الماضي 2025، عبرها مسلسلها المثير للجدل "لام شمسية"، بمشاركة أحمد السعدني ومحمد شاهين، ويسرا اللوزي، وأسيل عمران، وصفاء الطوخي، وثراء جبيل، وياسمينا العبد، والطفل علي البيلي. تابعو الأردن 24 على


جو 24
منذ 3 أيام
- جو 24
من الحسناء الجزائرية التي سرقت الأضواء مع بنزيمة؟
جو 24 : تصدر كريم بنزيمة عناوين الصحف العالمية في الأيام الماضية، بعدما سرق الأضواء في مهرجان كان السينمائي بعد ظهوره برفقة صديقته لينا خودري. وبات قائد اتحاد جدة حديث وسائل التواصل الاجتماعي بظهور غير متوقع على السجادة الحمراء في المهرجان السينمائي، مما خلق لحظة فريدة من نوعها أمام مئات الكاميرات، وجعل الجميع يتساءل: من هي الفتاة الأنيقة للغاية التي تمسك بيد بنزيمة؟ وكشفت التقارير الصحافية أن شائعات علاقة بنزيمة الجديدة مع لينا كانت متداولة منذ فترة ليست بالطويلة بسبب تفاعلهما على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ كانت بينهما إعجابات وتعليقات على منشوراتهما. لطالما كان بنزيمة متحفظا بشأن حياته الخاصة، لكنه لم يتمكن من إخفاء حياته العاطفية عن أعين وسائل الإعلام، ومن المعروف أن المهاجم الفرنسي هو أب لأربعة أطفال من ثلاث نساء مختلفات، وكانت شريكته الأخيرة عارضة الأزياء الأميركية جوردان أوزونا، التي أنجب منها طفله الرابع. وبسبب حرصه الشديد على الخصوصية، كانت مشاركته الأخيرة في مهرجان كان السينمائي مفاجأة كبرى، كونه اختار الحدث ليقدم شريكته الجديدة بطلة فيلم "13 يوما و13 ليلة"، لاسيما أن حضوره في هذه الأحداث غير متوقع تماما، كما لم يحضر أي حدث مثله من قبل، وعادة ما يظهر في مناسبات تتعلق بكرة القدم فقط، لكن ما لم يتوقعه أحد هو وصوله برفقة إحدى بطلات الفيلم، لينا خودري. ظهرا ممسكين بأيدي بعضهما، وخطفا الأضواء على الفور، لم يخجلا من إظهار عاطفتهما في العلن، بل على العكس تماما، بدا نجم ريال مدريد السابق والممثلة مرتاحين تماما وطبيعين كشريكين أمام مئات المصورين. تتمتع الحسناء بسيرة ذاتية مميزة، كما أنها تتمتع بمكانة مهمة جدا في عالم الموضة، كونها تمثل "شانيل" منذ عام 2022، وهو ما يفسر حضورها الدائم في الفعاليات رفيعة المستوى، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي لديها أكثر من 182 ألف متابع. تعد لينا خودري إحدى الشخصيات المحبوبة في عالم الفن، وكثيرا ما تصفها الصحافة بأنها نجمة السينما الفرنسية، ولدت في أكتوبر 1992، وانتقلت إلى فرنسا وهي في الثانية من عمرها، ارتبطت نشأتها ارتباطا وثيقا بالفنون، فوالدتها كانت معلمة كمان ووالدها صحافي. في مقابلة مع مجلة "غراتسيا" الإيطالية، ذكرت لينا أن عائلتها اضطرت للفرار من الجزائر خلال الحرب الأهلية لأن والدها مذيع أخبار، تلقى تهديدات بالقتل من متطرفين، تركوا كل شيء خلفهم واضطروا للبدء من جديد، عملت والدتها كأمينة صندوق، بينما افتتح والدها محلات سندوتشات ومراكز اتصالات ومقاهي إنترنت لإعالة الأسرة. تأثرت خودري بالكتب والحفلات الموسيقية وزيارات المتاحف والسينما منذ صغرها، انجذبت إلى المسرح ثم تدربت في الجامعة، وأكملت فترة تدريب في مسرح كولين قبل أن تحقق إنجازا بارزا بانضمامها إلى فريق عمل المسرح الوطني في ستراسبورغ. لكن فترة عملها في المسرح الوطني كانت أقصر من المتوقع، ظهرت في عدد من المسلسلات التلفزيونية، وظهرت لأول مرة في عالم السينما في فيلم "السعداء"، وهو فيلم غير مسار مسيرتها المهنية، لم يكن هذا الفيلم نقلة نوعية في شهرتها فحسب، بل أكسبها جائزة أوريزونتي لأفضل ممثلة في مهرجان البندقية السينمائي. منذ تلك اللحظة، لم يتوقف صعودها، بدأت تحصل على أدوار رئيسية وتحصد الجوائز، بما في ذلك جائزة سيزار المرموقة لأفضل ممثلة واعدة. تابعو الأردن 24 على