logo
استراتيجيات الخداع والحرب الإلكترونية: تحليل لعملية 'مطرقة منتصف الليل'

استراتيجيات الخداع والحرب الإلكترونية: تحليل لعملية 'مطرقة منتصف الليل'

دفاع العربمنذ 16 ساعات

خاص – دفاع العرب
تتصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط باستمرار، وتُشكل الطموحات الاقليمية لبعض الدول محورًا رئيسيًا لهذه التوترات.
في هذا السياق، تكشف عملية 'مطرقة منتصف الليل' عن بعد جديد في معادلة القوة العسكرية، مسلطة الضوء على قدرات هجومية متطورة يمكن أن تغير قواعد اللعبة. هدفت هذه العملية التي نفذتها قاذفات القنابل الشبحية الأسطورية من طراز B-2 Spirit، إلى ضرب منشأة فوردو الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، وهي حصن منيع مدفون في عمق الجبال. تُظهر هذه العملية، بكل تفاصيلها المعقدة، كيف يمكن لقوة جوية قوية، مدعومة بتكتيكات خداع متقدمة وحرب إلكترونية مكثفة، أن تتجاوز حتى أقوى الدفاعات.
فهل تُشكل هذه القدرات الإجابة النهائية على تحدي المنشآت النووية المحصنة، أم أنها تفتح الباب لسباق تسلح جديد وأكثر تعقيدًا؟
خلفية العملية: تحدي فوردو النووي
تُعد منشأة فوردو النووية الإيرانية، الواقعة بالقرب من مدينة قم، واحدة من أكثر الأهداف النووية تحديًا في العالم.
بنيت المنشأة في عمق جبل، وتحصّنت بشكل استثنائي لجعلها منيعة أمام الضربات التقليدية. يقع قلب المنشأة، حيث تجري عمليات تخصيب اليورانيوم، على بعد حوالي 200 متر من مدخل النفق، ومحميًا بطبقة سميكة من الصخور والخرسانة المسلحة. تُشكل هذه التحصينات الطبيعية والصناعية معًا درعًا دفاعيًا يكاد يكون مستحيلاً اختراقه بأسلحة تقليدية. يُضاف إلى ذلك، أن الموقع الجبلي يوفر حماية طبيعية إضافية ضد الاستهداف المباشر من الجو، مما يرفع من مستوى التعقيد لأي عملية هجومية محتملة.
تنفيذ عملية 'مطرقة منتصف الليل': فن الخداع والقوة النارية
أبرزت عملية 'مطرقة منتصف الليل' نهجًا متعدد الطبقات لتجاوز الدفاعات الجوية الإيرانية الصعبة، معتمدة على التنسيق الدقيق بين مختلف الأصول العسكرية:
المرحلة الأولى: تكتيكات الخداع الاستراتيجي: بدأت العملية بإطلاق مجموعتين من قاذفات B-2 Spirit. حلقت المجموعة الأولى غربًا، متجهة نحو المواقع الأمريكية المتقدمة كطُعم واضح يهدف الى إثارة انتباه أنظمة المراقبة الدولية والاستخبارات الإيرانية. في المقابل، أتجهت مجموعة الهجوم الرئيسية، المكونة من 7 قاذفات B-2، شرقًا نحو إيران، حاملة قنابل 'مخترق الذخائر الضخمة' (MOP) القادرة على اختراق التحصينات العميقة. يُعزز هذا التكتيك من فرص الوصول غير المكتشف إلى الأهداف الحيوية.
بدأت العملية بإطلاق مجموعتين من قاذفات B-2 Spirit. حلقت المجموعة الأولى غربًا، متجهة نحو المواقع الأمريكية المتقدمة كطُعم واضح يهدف الى إثارة انتباه أنظمة المراقبة الدولية والاستخبارات الإيرانية. في المقابل، أتجهت مجموعة الهجوم الرئيسية، المكونة من 7 قاذفات B-2، شرقًا نحو إيران، حاملة قنابل 'مخترق الذخائر الضخمة' (MOP) القادرة على اختراق التحصينات العميقة. يُعزز هذا التكتيك من فرص الوصول غير المكتشف إلى الأهداف الحيوية. المرحلة الثانية: الدعم اللوجستي والتفوق الجوي: تستلزم مهمة بهذا الحجم، والتي تُقدر بـ 37 ساعة ذهابًا وإيابًا، دعمًا لوجستيًا هائلاً. وفرت طائرات التزويد بالوقود KC-135 Strato التزود الدقيق بالوقود جوًا في المجال الجوي الدولي، مما ضمن قدرة القاذفات على إتمام مهمتها دون الحاجة للهبوط. تُظهر هذه القدرة على التزود بالوقود في الجو مرونة القوات الجوية الأمريكية وقدرتها على تنفيذ عمليات بعيدة المدى.
تستلزم مهمة بهذا الحجم، والتي تُقدر بـ 37 ساعة ذهابًا وإيابًا، دعمًا لوجستيًا هائلاً. وفرت طائرات التزويد بالوقود KC-135 Strato التزود الدقيق بالوقود جوًا في المجال الجوي الدولي، مما ضمن قدرة القاذفات على إتمام مهمتها دون الحاجة للهبوط. تُظهر هذه القدرة على التزود بالوقود في الجو مرونة القوات الجوية الأمريكية وقدرتها على تنفيذ عمليات بعيدة المدى. المرحلة الثالثة: شل الدفاعات بالحرب الإلكترونية: مع اقتراب قاذفات B-2 من المجال الجوي الإيراني، فعّلت القوات الأمريكية مجموعة واسعة من تكتيكات الحرب الإلكترونية. نُشرت وسائل الخداع وأنظمة التشويش المتطورة لإعماء الرادارات الإيرانية وشل أنظمة الدفاع الصاروخي. يخلق هذا حاجزًا إلكترونيًا يمنع اكتشاف القاذفات، مما يفتح ممرات آمنة للتقدم نحو الهدف.
مع اقتراب قاذفات B-2 من المجال الجوي الإيراني، فعّلت القوات الأمريكية مجموعة واسعة من تكتيكات الحرب الإلكترونية. نُشرت وسائل الخداع وأنظمة التشويش المتطورة لإعماء الرادارات الإيرانية وشل أنظمة الدفاع الصاروخي. يخلق هذا حاجزًا إلكترونيًا يمنع اكتشاف القاذفات، مما يفتح ممرات آمنة للتقدم نحو الهدف. المرحلة الرابعة: الهجوم المتزامن لتشتيت العدو: قبل حوالي ساعة من وصول قاذفات B-2، أطلقت غواصة تابعة للبحرية الأمريكية أكثر من 30 صاروخ كروز باتجاه موقع أصفهان النووي. هدف هذا الهجوم الثانوي إلى إحداث الفوضى وتشتيت انتباه الدفاعات الجوية الإيرانية، مما أجبرهم على تقسيم مواردهم وأضعف قدرتهم على الاستجابة للتهديد الرئيسي القادم من قاذفات B-2.
قبل حوالي ساعة من وصول قاذفات B-2، أطلقت غواصة تابعة للبحرية الأمريكية أكثر من 30 صاروخ كروز باتجاه موقع أصفهان النووي. هدف هذا الهجوم الثانوي إلى إحداث الفوضى وتشتيت انتباه الدفاعات الجوية الإيرانية، مما أجبرهم على تقسيم مواردهم وأضعف قدرتهم على الاستجابة للتهديد الرئيسي القادم من قاذفات B-2. المرحلة الخامسة: الضربة الحاسمة بقنابل MOP: أطلقت قاذفات B-2، عند وصولها إلى منطقة الهدف، 14 قنبلة MOP على فوردو ونطنز. صممت هذه القنابل لاستهداف الحافة الجبلية الواقعة مباشرة فوق شبكة الأنفاق وقاعات التخصيب تحت الأرض. يُعد هذا الاستهداف الدقيق حاسمًا في تحقيق الاختراق اللازم لتدمير المنشآت المحصنة.
B-2 Spirit: تحفة التكنولوجيا الشبحية
تُمثل قاذفة B-2 Spirit أيقونة الهندسة العسكرية، وتُجسد قمة تكنولوجيا التخفي:
تصميم غير تقليدي لتحقيق التخفي: تُخالف B-2 التصميم التقليدي للطائرات القاذفة؛ إذ تفتقر إلى المثبتات العمودية التي تُعرف بأنها تُشكل انعكاسًا كبيرًا لموجات الرادار. تستخدم بدلاً من ذلك دَفّات السحب المقسمة لتحقيق الاستقرار الاتجاهي، مما يُقلل بشكل كبير من بصمتها الرادارية. على الرغم من أن هذا التصميم يجعل منعطفاتها بطيئة للغاية، إلا أنه يُقدم تفوقًا لا يُضاهى في التخفي.
تُخالف B-2 التصميم التقليدي للطائرات القاذفة؛ إذ تفتقر إلى المثبتات العمودية التي تُعرف بأنها تُشكل انعكاسًا كبيرًا لموجات الرادار. تستخدم بدلاً من ذلك دَفّات السحب المقسمة لتحقيق الاستقرار الاتجاهي، مما يُقلل بشكل كبير من بصمتها الرادارية. على الرغم من أن هذا التصميم يجعل منعطفاتها بطيئة للغاية، إلا أنه يُقدم تفوقًا لا يُضاهى في التخفي. مواد البناء المتقدمة: سر المتانة والتخفي: تُدمج الطائرة مجموعة واسعة من المواد المتطورة التي تُساهم في قدرتها على التخفي ومتانتها الهيكلية. تُستخدم راتنجات الإيبوكسي المدعمة بالألياف الزجاجية للحواف، وراتنجات الإيبوكسي المدعمة بالجرافيت للأجنحة، والألومنيوم لمقصورة الطاقم. كما تُستخدم مواد مثل التيتانيوم وراتنجات البوليميد المدعمة بالألياف الزجاجية في المناطق القريبة من المحركات، حيث تُقاوم درجات الحرارة العالية. تُسهم هذه المواد المتخصصة في امتصاص موجات الرادار وتشتيتها، مما يُقلل من فرص اكتشاف الطائرة.
تُدمج الطائرة مجموعة واسعة من المواد المتطورة التي تُساهم في قدرتها على التخفي ومتانتها الهيكلية. تُستخدم راتنجات الإيبوكسي المدعمة بالألياف الزجاجية للحواف، وراتنجات الإيبوكسي المدعمة بالجرافيت للأجنحة، والألومنيوم لمقصورة الطاقم. كما تُستخدم مواد مثل التيتانيوم وراتنجات البوليميد المدعمة بالألياف الزجاجية في المناطق القريبة من المحركات، حيث تُقاوم درجات الحرارة العالية. تُسهم هذه المواد المتخصصة في امتصاص موجات الرادار وتشتيتها، مما يُقلل من فرص اكتشاف الطائرة. الطلاء الممتص للرادار (RAM): الدرع الخفي: تُغطى B-2 بطلاء سري للغاية، يعتمد على البوليمرات، يُعرف باسم مادة ممتصة للرادار (RAM). تُساهم هذه المادة في امتصاص الطاقة الكهرومغناطيسية لموجات الرادار بدلاً من عكسها، مما يجعل الطائرة شبه غير مرئية للأنظمة الدفاعية المعادية.
تُغطى B-2 بطلاء سري للغاية، يعتمد على البوليمرات، يُعرف باسم مادة ممتصة للرادار (RAM). تُساهم هذه المادة في امتصاص الطاقة الكهرومغناطيسية لموجات الرادار بدلاً من عكسها، مما يجعل الطائرة شبه غير مرئية للأنظمة الدفاعية المعادية. القدرات التسليحية المتنوعة: تُعد B-2 Spirit منصة أسلحة متعددة الاستخدامات، قادرة على حمل ترسانة هائلة. تستطيع حمل 80 قنبلة من طراز Mark 82، مما يجعلها قادرة على إحداث دمار واسع النطاق. إضافة إلى ذلك، يُمكنها حمل 16 صاروخًا جو-أرض من طراز AGM-158 JASSM، مما يُتيح لها استهداف أهداف بعيدة بدقة عالية.
قنبلة MOP: المطرقة التي لا تُصد
تُمثل قنبلة MOP (Massive Ordnance Penetrator)، أو 'مخترق الذخائر الضخمة'، ذروة تكنولوجيا اختراق التحصينات، وهي السلاح الأمثل لاستهداف الأهداف المدفونة بعمق:
منصة إطلاق القنبلة: تُطلق قاذفة B-2 نظام سلاح MOP من ارتفاعات عالية جدًا، مما يُوفر لها الطاقة الكامنة اللازمة لتحقيق أقصى قدر من الاختراق عند الارتطام. دقة الاستهداف: تُوجه القنبلة بدقة متناهية باستخدام أنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS) وأنظمة الملاحة بالقصور الذاتي (INS)، مما يضمن وصولها إلى الهدف المحدد بأقصى درجة من الدقة. تعديل المسار: تُعدل أربع زعانف شبكية في الجزء الخلفي من القنبلة مسارها في الوقت الفعلي أثناء هبوطها، مما يُصحح أي انحرافات ويُحافظ على مسارها الدقيق نحو الهدف. التأثير والاختراق: تُصمم القنبلة، التي يبلغ وزنها 30,000 رطل، لتضرب الهدف بقوة هائلة. تُمكنها هذه القوة، بالإضافة إلى تصميمها الخاص، من اختراق أكثر من 200 قدم من الخرسانة المسلحة، مما يجعلها قادرة على الوصول إلى أعمق الغرف والتحصينات تحت الأرض.
التداعيات والدروس المستفادة:
تُلقي عملية 'مطرقة منتصف الليل' بظلالها على مستقبل الدفاعات الجوية والبرامج النووية السرية، وتُرسل رسالة واضحة مفادها أن القدرة على التحصين العميق، وإن كانت تُوفر حماية كبيرة، لم تعد تُشكل حصانة مطلقة أمام التطورات الهائلة في الأسلحة الدقيقة ومنصات الإطلاق الشبحية. تُجبر هذه القدرات الاستراتيجية الدول على إعادة تقييم جدوى واستدامة برامجها النووية المحصنة، وتُبرز الحاجة إلى تطوير دفاعات جوية أكثر تطوراً وتنوعًا لمواجهة التهديدات غير التقليدية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غروسي: لا نعلم مكان يورانيوم إيران بعد ضربات أميركا
غروسي: لا نعلم مكان يورانيوم إيران بعد ضربات أميركا

IM Lebanon

timeمنذ 7 ساعات

  • IM Lebanon

غروسي: لا نعلم مكان يورانيوم إيران بعد ضربات أميركا

أوضح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن وكالته لا تعرف مكان نحو 900 رطل (حوالي 400 كيلوغرام) من اليورانيوم المخصب المحتمل، وذلك بعد أن أفاد مسؤولون إيرانيون بأنه تم نقله كإجراء وقائي قبيل الضربات التي استهدفت المنشآت النووية في إيران. كما أشار غروسي عبر شبكة 'فوكس نيوز'، الثلثاء، إلى أن منشأة نطنز كانت أولى المواقع التي تعرضت للقصف، وقد لحقت بها 'أضرار بالغة جدًا' في إحدى قاعات أجهزة الطرد المركزي حيث كانت تتم عمليات التخصيب. وأضاف أن منشأة أصفهان تعرضت أيضا لأضرار، لكنه أشار إلى أنه لم يدخل أحد بعد إلى القاعات لتقييم حجم الأضرار. كذلك سُئل غروسي عن تصريح سابق له قال فيه إنه يعتقد أن نحو 900 رطل من اليورانيوم المخصب المحتمل قد نُقل إلى موقع أثري قرب أصفهان. فأجاب قائلاً: 'يجب أن أكون دقيقًا جدًا، نحن في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لذلك لا نقوم بالتكهنات هنا'، مضيفًا: 'ليست لدينا معلومات عن مكان وجود هذه المادة'. وقال إن المسؤولين الإيرانيين أبلغوه بأنهم يتخذون إجراءات وقائية، قد تشمل أو لا تشمل نقل هذه المواد. وتابع: 'لذا، من الواضح جدا – بما أنك تسألني عن ذلك – أن هناك سؤالاً مطروحا هنا: أين هي هذه المادة؟'. وتابع: 'السبيل لتأكيد ذلك هو السماح باستئناف أنشطة التفتيش في أقرب وقت ممكن، وأعتقد أن هذا سيكون في مصلحة الجميع'. إلى ذلك، رفض المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الجدال مع تصريح لنائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، الذي قال فيه إن إيران إذا كانت تمتلك يورانيوم مخصبًا بنسبة 60%، لكنها لا تملك القدرة على تخصيبه إلى نسبة 90%، فإنها لا تملك القدرة على تحويل اليورانيوم إلى سلاح نووي. وذكر غروسي، انه 'لن أجادل في ذلك، لأن 60% ليست 90%،' لكنه أشار إلى أن الأهم من ذلك هو معرفة ما إذا كان اليورانيوم قد تم نقله وأين يوجد حاليًا. وأضاف: 'واجبي هو أن أتحقق من كل غرام من اليورانيوم الموجود في إيران وفي أي دولة أخرى'، مشددًا على أن التحقيق لا يستهدف إيران بشكل خاص أو تمييزي. وقال فانس في تصريحه إن المهمة تُعد ناجحة إذا كانت إيران غير قادرة على تحويل اليورانيوم إلى نسبة 90% اللازمة لصناعة سلاح نووي، وقد وافق غروسي على هذا الطرح، على الأقل من منظور عسكري. لكن مهمة غروسي تختلف عن ذلك. فقد قال غروسي: 'مهمتي هي محاولة معرفة أين توجد هذه المادة، لأن إيران لديها التزام بالإبلاغ عن كل المواد التي تمتلكها وتقديم حساب كامل عنها، وهذا سيبقى جزءًا من عملي المستمر'.

استراتيجيات الخداع والحرب الإلكترونية: تحليل لعملية 'مطرقة منتصف الليل'
استراتيجيات الخداع والحرب الإلكترونية: تحليل لعملية 'مطرقة منتصف الليل'

دفاع العرب

timeمنذ 16 ساعات

  • دفاع العرب

استراتيجيات الخداع والحرب الإلكترونية: تحليل لعملية 'مطرقة منتصف الليل'

خاص – دفاع العرب تتصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط باستمرار، وتُشكل الطموحات الاقليمية لبعض الدول محورًا رئيسيًا لهذه التوترات. في هذا السياق، تكشف عملية 'مطرقة منتصف الليل' عن بعد جديد في معادلة القوة العسكرية، مسلطة الضوء على قدرات هجومية متطورة يمكن أن تغير قواعد اللعبة. هدفت هذه العملية التي نفذتها قاذفات القنابل الشبحية الأسطورية من طراز B-2 Spirit، إلى ضرب منشأة فوردو الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، وهي حصن منيع مدفون في عمق الجبال. تُظهر هذه العملية، بكل تفاصيلها المعقدة، كيف يمكن لقوة جوية قوية، مدعومة بتكتيكات خداع متقدمة وحرب إلكترونية مكثفة، أن تتجاوز حتى أقوى الدفاعات. فهل تُشكل هذه القدرات الإجابة النهائية على تحدي المنشآت النووية المحصنة، أم أنها تفتح الباب لسباق تسلح جديد وأكثر تعقيدًا؟ خلفية العملية: تحدي فوردو النووي تُعد منشأة فوردو النووية الإيرانية، الواقعة بالقرب من مدينة قم، واحدة من أكثر الأهداف النووية تحديًا في العالم. بنيت المنشأة في عمق جبل، وتحصّنت بشكل استثنائي لجعلها منيعة أمام الضربات التقليدية. يقع قلب المنشأة، حيث تجري عمليات تخصيب اليورانيوم، على بعد حوالي 200 متر من مدخل النفق، ومحميًا بطبقة سميكة من الصخور والخرسانة المسلحة. تُشكل هذه التحصينات الطبيعية والصناعية معًا درعًا دفاعيًا يكاد يكون مستحيلاً اختراقه بأسلحة تقليدية. يُضاف إلى ذلك، أن الموقع الجبلي يوفر حماية طبيعية إضافية ضد الاستهداف المباشر من الجو، مما يرفع من مستوى التعقيد لأي عملية هجومية محتملة. تنفيذ عملية 'مطرقة منتصف الليل': فن الخداع والقوة النارية أبرزت عملية 'مطرقة منتصف الليل' نهجًا متعدد الطبقات لتجاوز الدفاعات الجوية الإيرانية الصعبة، معتمدة على التنسيق الدقيق بين مختلف الأصول العسكرية: المرحلة الأولى: تكتيكات الخداع الاستراتيجي: بدأت العملية بإطلاق مجموعتين من قاذفات B-2 Spirit. حلقت المجموعة الأولى غربًا، متجهة نحو المواقع الأمريكية المتقدمة كطُعم واضح يهدف الى إثارة انتباه أنظمة المراقبة الدولية والاستخبارات الإيرانية. في المقابل، أتجهت مجموعة الهجوم الرئيسية، المكونة من 7 قاذفات B-2، شرقًا نحو إيران، حاملة قنابل 'مخترق الذخائر الضخمة' (MOP) القادرة على اختراق التحصينات العميقة. يُعزز هذا التكتيك من فرص الوصول غير المكتشف إلى الأهداف الحيوية. بدأت العملية بإطلاق مجموعتين من قاذفات B-2 Spirit. حلقت المجموعة الأولى غربًا، متجهة نحو المواقع الأمريكية المتقدمة كطُعم واضح يهدف الى إثارة انتباه أنظمة المراقبة الدولية والاستخبارات الإيرانية. في المقابل، أتجهت مجموعة الهجوم الرئيسية، المكونة من 7 قاذفات B-2، شرقًا نحو إيران، حاملة قنابل 'مخترق الذخائر الضخمة' (MOP) القادرة على اختراق التحصينات العميقة. يُعزز هذا التكتيك من فرص الوصول غير المكتشف إلى الأهداف الحيوية. المرحلة الثانية: الدعم اللوجستي والتفوق الجوي: تستلزم مهمة بهذا الحجم، والتي تُقدر بـ 37 ساعة ذهابًا وإيابًا، دعمًا لوجستيًا هائلاً. وفرت طائرات التزويد بالوقود KC-135 Strato التزود الدقيق بالوقود جوًا في المجال الجوي الدولي، مما ضمن قدرة القاذفات على إتمام مهمتها دون الحاجة للهبوط. تُظهر هذه القدرة على التزود بالوقود في الجو مرونة القوات الجوية الأمريكية وقدرتها على تنفيذ عمليات بعيدة المدى. تستلزم مهمة بهذا الحجم، والتي تُقدر بـ 37 ساعة ذهابًا وإيابًا، دعمًا لوجستيًا هائلاً. وفرت طائرات التزويد بالوقود KC-135 Strato التزود الدقيق بالوقود جوًا في المجال الجوي الدولي، مما ضمن قدرة القاذفات على إتمام مهمتها دون الحاجة للهبوط. تُظهر هذه القدرة على التزود بالوقود في الجو مرونة القوات الجوية الأمريكية وقدرتها على تنفيذ عمليات بعيدة المدى. المرحلة الثالثة: شل الدفاعات بالحرب الإلكترونية: مع اقتراب قاذفات B-2 من المجال الجوي الإيراني، فعّلت القوات الأمريكية مجموعة واسعة من تكتيكات الحرب الإلكترونية. نُشرت وسائل الخداع وأنظمة التشويش المتطورة لإعماء الرادارات الإيرانية وشل أنظمة الدفاع الصاروخي. يخلق هذا حاجزًا إلكترونيًا يمنع اكتشاف القاذفات، مما يفتح ممرات آمنة للتقدم نحو الهدف. مع اقتراب قاذفات B-2 من المجال الجوي الإيراني، فعّلت القوات الأمريكية مجموعة واسعة من تكتيكات الحرب الإلكترونية. نُشرت وسائل الخداع وأنظمة التشويش المتطورة لإعماء الرادارات الإيرانية وشل أنظمة الدفاع الصاروخي. يخلق هذا حاجزًا إلكترونيًا يمنع اكتشاف القاذفات، مما يفتح ممرات آمنة للتقدم نحو الهدف. المرحلة الرابعة: الهجوم المتزامن لتشتيت العدو: قبل حوالي ساعة من وصول قاذفات B-2، أطلقت غواصة تابعة للبحرية الأمريكية أكثر من 30 صاروخ كروز باتجاه موقع أصفهان النووي. هدف هذا الهجوم الثانوي إلى إحداث الفوضى وتشتيت انتباه الدفاعات الجوية الإيرانية، مما أجبرهم على تقسيم مواردهم وأضعف قدرتهم على الاستجابة للتهديد الرئيسي القادم من قاذفات B-2. قبل حوالي ساعة من وصول قاذفات B-2، أطلقت غواصة تابعة للبحرية الأمريكية أكثر من 30 صاروخ كروز باتجاه موقع أصفهان النووي. هدف هذا الهجوم الثانوي إلى إحداث الفوضى وتشتيت انتباه الدفاعات الجوية الإيرانية، مما أجبرهم على تقسيم مواردهم وأضعف قدرتهم على الاستجابة للتهديد الرئيسي القادم من قاذفات B-2. المرحلة الخامسة: الضربة الحاسمة بقنابل MOP: أطلقت قاذفات B-2، عند وصولها إلى منطقة الهدف، 14 قنبلة MOP على فوردو ونطنز. صممت هذه القنابل لاستهداف الحافة الجبلية الواقعة مباشرة فوق شبكة الأنفاق وقاعات التخصيب تحت الأرض. يُعد هذا الاستهداف الدقيق حاسمًا في تحقيق الاختراق اللازم لتدمير المنشآت المحصنة. B-2 Spirit: تحفة التكنولوجيا الشبحية تُمثل قاذفة B-2 Spirit أيقونة الهندسة العسكرية، وتُجسد قمة تكنولوجيا التخفي: تصميم غير تقليدي لتحقيق التخفي: تُخالف B-2 التصميم التقليدي للطائرات القاذفة؛ إذ تفتقر إلى المثبتات العمودية التي تُعرف بأنها تُشكل انعكاسًا كبيرًا لموجات الرادار. تستخدم بدلاً من ذلك دَفّات السحب المقسمة لتحقيق الاستقرار الاتجاهي، مما يُقلل بشكل كبير من بصمتها الرادارية. على الرغم من أن هذا التصميم يجعل منعطفاتها بطيئة للغاية، إلا أنه يُقدم تفوقًا لا يُضاهى في التخفي. تُخالف B-2 التصميم التقليدي للطائرات القاذفة؛ إذ تفتقر إلى المثبتات العمودية التي تُعرف بأنها تُشكل انعكاسًا كبيرًا لموجات الرادار. تستخدم بدلاً من ذلك دَفّات السحب المقسمة لتحقيق الاستقرار الاتجاهي، مما يُقلل بشكل كبير من بصمتها الرادارية. على الرغم من أن هذا التصميم يجعل منعطفاتها بطيئة للغاية، إلا أنه يُقدم تفوقًا لا يُضاهى في التخفي. مواد البناء المتقدمة: سر المتانة والتخفي: تُدمج الطائرة مجموعة واسعة من المواد المتطورة التي تُساهم في قدرتها على التخفي ومتانتها الهيكلية. تُستخدم راتنجات الإيبوكسي المدعمة بالألياف الزجاجية للحواف، وراتنجات الإيبوكسي المدعمة بالجرافيت للأجنحة، والألومنيوم لمقصورة الطاقم. كما تُستخدم مواد مثل التيتانيوم وراتنجات البوليميد المدعمة بالألياف الزجاجية في المناطق القريبة من المحركات، حيث تُقاوم درجات الحرارة العالية. تُسهم هذه المواد المتخصصة في امتصاص موجات الرادار وتشتيتها، مما يُقلل من فرص اكتشاف الطائرة. تُدمج الطائرة مجموعة واسعة من المواد المتطورة التي تُساهم في قدرتها على التخفي ومتانتها الهيكلية. تُستخدم راتنجات الإيبوكسي المدعمة بالألياف الزجاجية للحواف، وراتنجات الإيبوكسي المدعمة بالجرافيت للأجنحة، والألومنيوم لمقصورة الطاقم. كما تُستخدم مواد مثل التيتانيوم وراتنجات البوليميد المدعمة بالألياف الزجاجية في المناطق القريبة من المحركات، حيث تُقاوم درجات الحرارة العالية. تُسهم هذه المواد المتخصصة في امتصاص موجات الرادار وتشتيتها، مما يُقلل من فرص اكتشاف الطائرة. الطلاء الممتص للرادار (RAM): الدرع الخفي: تُغطى B-2 بطلاء سري للغاية، يعتمد على البوليمرات، يُعرف باسم مادة ممتصة للرادار (RAM). تُساهم هذه المادة في امتصاص الطاقة الكهرومغناطيسية لموجات الرادار بدلاً من عكسها، مما يجعل الطائرة شبه غير مرئية للأنظمة الدفاعية المعادية. تُغطى B-2 بطلاء سري للغاية، يعتمد على البوليمرات، يُعرف باسم مادة ممتصة للرادار (RAM). تُساهم هذه المادة في امتصاص الطاقة الكهرومغناطيسية لموجات الرادار بدلاً من عكسها، مما يجعل الطائرة شبه غير مرئية للأنظمة الدفاعية المعادية. القدرات التسليحية المتنوعة: تُعد B-2 Spirit منصة أسلحة متعددة الاستخدامات، قادرة على حمل ترسانة هائلة. تستطيع حمل 80 قنبلة من طراز Mark 82، مما يجعلها قادرة على إحداث دمار واسع النطاق. إضافة إلى ذلك، يُمكنها حمل 16 صاروخًا جو-أرض من طراز AGM-158 JASSM، مما يُتيح لها استهداف أهداف بعيدة بدقة عالية. قنبلة MOP: المطرقة التي لا تُصد تُمثل قنبلة MOP (Massive Ordnance Penetrator)، أو 'مخترق الذخائر الضخمة'، ذروة تكنولوجيا اختراق التحصينات، وهي السلاح الأمثل لاستهداف الأهداف المدفونة بعمق: منصة إطلاق القنبلة: تُطلق قاذفة B-2 نظام سلاح MOP من ارتفاعات عالية جدًا، مما يُوفر لها الطاقة الكامنة اللازمة لتحقيق أقصى قدر من الاختراق عند الارتطام. دقة الاستهداف: تُوجه القنبلة بدقة متناهية باستخدام أنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS) وأنظمة الملاحة بالقصور الذاتي (INS)، مما يضمن وصولها إلى الهدف المحدد بأقصى درجة من الدقة. تعديل المسار: تُعدل أربع زعانف شبكية في الجزء الخلفي من القنبلة مسارها في الوقت الفعلي أثناء هبوطها، مما يُصحح أي انحرافات ويُحافظ على مسارها الدقيق نحو الهدف. التأثير والاختراق: تُصمم القنبلة، التي يبلغ وزنها 30,000 رطل، لتضرب الهدف بقوة هائلة. تُمكنها هذه القوة، بالإضافة إلى تصميمها الخاص، من اختراق أكثر من 200 قدم من الخرسانة المسلحة، مما يجعلها قادرة على الوصول إلى أعمق الغرف والتحصينات تحت الأرض. التداعيات والدروس المستفادة: تُلقي عملية 'مطرقة منتصف الليل' بظلالها على مستقبل الدفاعات الجوية والبرامج النووية السرية، وتُرسل رسالة واضحة مفادها أن القدرة على التحصين العميق، وإن كانت تُوفر حماية كبيرة، لم تعد تُشكل حصانة مطلقة أمام التطورات الهائلة في الأسلحة الدقيقة ومنصات الإطلاق الشبحية. تُجبر هذه القدرات الاستراتيجية الدول على إعادة تقييم جدوى واستدامة برامجها النووية المحصنة، وتُبرز الحاجة إلى تطوير دفاعات جوية أكثر تطوراً وتنوعًا لمواجهة التهديدات غير التقليدية.

صور الأقمار الاصطناعية تكشف كيف ضُرب عمق "فوردو" الإيرانية
صور الأقمار الاصطناعية تكشف كيف ضُرب عمق "فوردو" الإيرانية

النهار

timeمنذ يوم واحد

  • النهار

صور الأقمار الاصطناعية تكشف كيف ضُرب عمق "فوردو" الإيرانية

في تطور عسكري غير مسبوق منذ تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة، كشفت صور أقمار اصطناعية عن تعرض منشأة فوردو الإيرانية لتخصيب اليورانيوم لهجوم جوي دقيق، نفذ على الأرجح باستخدام قنابل خارقة للتحصينات من طراز (GBU-57A/B MOP) الأميركية. لم يخلف الهجوم، الذي استهدف واحدة من أكثر المنشآت تحصيناً في البرنامج النووي الإيراني، دماراً سطحياً ظاهراً، بل أظهر تغيرات طوبوغرافية لافتة في موقع المفاعل الجبلي الذي يضم البنية التحتية المدفونة في عمقه. صور التقطتها شركتا "بلانيت لابز" و"ماكسار" يومي 20 و22 حزيران/يونيو 2025، أظهرت فوهات دقيقة وتحولات لونية غير معتادة، إلى جانب دخان رمادي خفيف، مما يعزز فرضية استهداف العمق مباشرة بذخائر موجهة عالية الدقة. وهو ما يرجّح تعطّل المنشأة جزئياً أو كلياً لسنوات. في هذا التقرير، تقدّم "النهار" قراءة تحليلية لأبعاد الضربة، من خلال تحليل صور الأقمار الاصطناعية، وفهم التغيرات في طبيعة الموقع الجيولوجية، واستعراض خصائص الذخائر المستخدمة، في محاولة لرصد ما جرى في داخل الجبل، الذي ظل لسنوات رمزاً للحصانة النووية الإيرانية. أضرار ظاهرية البداية مع صورة أقمار اصطناعية التقطتها شركة "بلانيت لابز" ونشرتها وكالة "أسوشيتد برس" في 22 حزيران/يونيو 2025. كشفت الصورة عن دلائل بصرية قوية تشير إلى تعرض منشأة فوردو الإيرانية لتخصيب الوقود النووي لضربة جوية دقيقة، يرجح أنها نفذت باستخدام قنابل خارقة للتحصينات من طراز (GBU-57A/B MOP). الصورة تظهر تحولات لونية وتضاريسية لافتة في الجبل الذي يخفي المنشأة، حيث تحولت أجزاء من السفح من بنيّ طبيعيّ إلى رماديّ فاتح، مما يعكس انبعاث ركام وغبار صخري ناتج عن انفجار تحت الأرض بضغط مرتفع، وليس نتيجة عوامل طبيعية. يلاحظ أيضاً سحب دخان رمادي خفيف من دون آثار حريق، مما يدعم فرضية استخدام ذخائر مزودة بفتيل تفجير مؤخر يسمح بتفجير الرأس بعد اختراق عشرات الأمتار في داخل الصخور. هذا النمط من التفجير يؤدي إلى تفكك داخلي في التكوينات الجبلية، وقذف صخري رأسي، وتغير في تموجات السطح، كالسطوح المسطحة والتشققات الدقيقة الظاهرة في الصورة. ورغم تقارير تفيد بأن إيران أغلقت مداخل أنفاق فوردو قبيل الضربة، فإن المؤشرات الميدانية ترجح أن الذخائر الأميركية نجحت في تجاوز الردم أو ضرب نقاط الاختناق العمودية للوصول إلى عمق المنشأة. يذكر أن منشأة فوردو بنيت داخل جبل صخري قرب مدينة قم، على عمق 80–90 متراً، مما يتطلب ذخائر قادرة على اختراق أكثر من 60 متراً من الخرسانة أو 100 متر من الصخور، وهو ما تحققه القنبلة الأميركية الخارقة، مما يفسر بصرياً التحولات الجغرافية الدقيقة المرصودة في الصورة الفضائية، وهو ما تكشفه بالتفصيل صور أقمار اصطناعية أخرى نشرتها "ماكسار". توضح المقارنة بين صورة تعود إلى شهر نيسان/أبريل، وأخرى بعد القصف، التغيرات الظاهرة على السطح وكيف نفذت القنابل إلى قلب المفاعل. ثمة صور أخرى التقطتها "ماكسار" بين يومي 20 و22 حزيران/يونيو 2025، تظهر مشهداً فضائياً عالي الدقة لموقع منشأة فوردو الإيرانية لتخصيب الوقود النووي، مع تركيز خاص على المنطقة الجبلية التي تخفي داخلها البنية التحتية النووية، ويظهر في الصورة عدد من الفوهات الدقيقة التي تم التعرف عليها كمناطق تقع مباشرة فوق المنشأة المدفونة. تشير تلك الفوهات العميقة المنتظمة في صور الأقمار الاصطناعية فوق منشأة فوردو إلى استخدام (GBU-57A/B MOP)، وهي من أقوى الذخائر غير النووية في الترسانة الأميركية، وصممت تحديداً لاختراق التحصينات العميقة كغرف التخصيب النووي المحمية تحت الجبال أو الخرسانة المسلحة. تكشف الصور عن فوهات دقيقة في موقع التفجير. تُطلق القنبلة من قاذفة شبحية بعيدة المدى من طراز "بي-2 سبيريت"، وتوجه بالقصور الذاتي ونظام التموضع العالمي (GPS). وعند اقترابها من الهدف، تخترق الصخور أو التربة برأس فولاذي عالي الكثافة من دون أن تنفجر، إذ تعمل بفتيل تفجير مؤخر يفعل بعد اختراق يصل إلى 60 متراً في الخرسانة، أو 100 متر في الأرض الصخرية، لتنفجر في داخل الهدف. هذا التفجير الداخلي يولد موجة ضغط حراري شديدة تسحق المعدات، وتحدث انهيارات في الحجرات التقنية والأنفاق، وهو ما يرجح أنه ألحق أضراراً جسيمة بأجهزة الطرد المركزي من طراز (IR-6) في فوردو. اللافت أن الضربة لم تستهدف الهياكل السطحية، بل ركزت على العمق، مما يعكس استراتيجية "الضربات الجراحية العمودية" الأميركية، التي تدمر الوظيفة لا الشكل، وتصيب القلب من دون إثارة دمار محيط واسع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store