logo
الملك في خطاب غاضب

الملك في خطاب غاضب

رؤيا نيوزمنذ 6 ساعات

خطاب الملك عبدالله الثاني أمام البرلمان الأوروبي، كان مبرمجا منذ وقت، لكن وبالتزامن مع موعده وقعت تطورات كبيرة في المنطقة، تمثلت بالعدوان الإسرائيلي على إيران، وتصاعد نذر حرب أوسع في الإقليم.
لكن ومع إدراك الملك لخطورة المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، وتداعياتها في حال استمرارها وتوسعها،إلا أن الكارثة الإنسانية في غزة وملف القضية الفلسطينية، كان البند الرئيسي في خطابه.
إنها أصل المشكلة وجوهر الصراع الممتد لعقود في الشرق الأوسط.
يحوز الملك على مصداقية كبيرة، لدى النخبة السياسية في أوروبا، وطالما كانت خطاباته في البرلمان الأوروبي محل تقدير استثنائي من المشرعين والساسة الأوروبيين،لكونها دليل موثوق لفهم المنطقة العربية وقضاياها ومشاعر شعوبها.
في خطابه يوم أول من أمس، تحدث الملك بلسان كل أردني وفلسطيني وعربي. كان مثلنا جميعا، غاضب من المجتمع الدولي، ويشعر بأن العالم بأسره قد خذل غزة وأهلها، وعموم أهل المنطقة، جراء هذا الموقف حيال ماشهده ويشهده القطاع من وحشية إسرائيلية بحق السكان الأبرياء والمرافق الصحية والتعليمية، والعاملين في مجال الإغاثة والإعلاميين.
وما يخشاه الملك، أن التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة حاليا، ستدفع العالم إلى نسيان معاناة غزة تماما، وتمنح اليمين المتطرف في إسرائيل مهلة إضافية لممارسة مزيد من القتل والتجويع لسكان غزة، ومواصلة سياسة الاستيطان والتهويد في الضفة الغربية، لقتل فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
كان مهما أن يسمع العالم الأوروبي، من قائد بوزن الملك عبدالله الثاني، أن سياسة التغاضي عن حقائق الصراع في الشرق الأوسط، ستدفع بالمنطقة ومعها الجوار الأوروبي لمزيد من العنف وعدم الاستقرار والتداعيات الخطيرة.
لقد خدع العالم من قبل عندما روجت ماكينة الدعاية الأميركية ومعها إسرائيل أن القضاء على نظام صدام حسين، سيجلب السلام للمنطقة، ويجنبها مخاطر السلاح الكيماوي المزعوم، فكانت النتائج كارثية على الجميع؛ موجات من الإرهاب والتطرف والحروب واللجوء غير المسبوقة، وانهيار لمنظومة الأمن الإقليمي، بما سمح لإيران بالتمدد في كل الأطراف العربية.
نتعرض لنفس الخدعية حاليا، إذ تروج إسرائيل لحربها على إيران ومن قبل ضد أذرعها باعتبارها نهاية لمرحلة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
لا يمكن لهذه الدعاية المضللة أن تصمد طويلا، لأن السلام الذي تجلبه القوة كما قال الملك، لن يدوم. سيكون سلاما زائفا ومخادعا، سرعان ما ينهار عندما نعود وننظر لمأساة الشعب الفلسطيني وهى قائمة دون حال عادل.
يتبجح نتنياهو كل يوم بأنه سيغير وجه الشرق الأوسط بعد كل هذه الحروب والمجاز التي يرتكبها جيشه. لقد شهدت منطقتنا تغييرات كبيرة فعلا منذ السابع من أكتوبر، وثمة تغييرات أخرى أكبر في الطريق، لكن هذا لن يجلب السلام للمنطقة، بل المزيد من العنف والتطرف، وبنسخ أكثر وحشية مما شهدنا.
وفي ضوء ما يشهده العالم من صراعات وحروب على أكثر من جبهة، يراهن الملك على حكمة الأوروبيين ودورهم لمنح قضايا منطقتنا أولوية، بالنظر للمصالح المتداخلة بيننا. ولهذا دعا لشراكة من أجل التنمية والسلام العالميين، يكون الشرق الأوسط هو مفتاحهها.
ليس ثمة فسحة للأمل والتفاؤل لدى مواطني الشرق الأوسط، بفعل ما يدور في منطقتهم، ولن يغادروا مربع الاحباط واليأس، إلا إذا وجد صوت كصوت الملك عبدالله الثاني آذانا صاغية في عالم الغرب.



Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

علينا ألا ننسى غزة
علينا ألا ننسى غزة

الغد

timeمنذ ساعة واحدة

  • الغد

علينا ألا ننسى غزة

اضافة اعلان يتم دفع غزة الى المنطقة المظلمة في الذاكرة، في وسائل الاعلام، وبين الناس، لأن الكل منشغل بالعمليات العسكرية بين ايران واسرائيل التي لا نعرف نهايتها.الإنسان العربي لا يستطيع على ما يبدو ان يجمع ملفين في وجدانه في توقيت واحد، وإلا ما تراجعت قصة غزة في هذا الوجدان، حتى لو كانت المبررات ان الحرب اصبحت طويلة، والمشاهد متكررة، والقتل يوميا، والتجويع عاديا، واختفاء الادوية طبيعيا، اضافة الى ما يدعيه البعض ان انفجار الحروب والصراعات في اليمن وسورية ولبنان وايران وربما العراق لاحقا، خطف الانتباه وشتت الاهتمام.المشهد الحالي بين ايران واسرائيل لا ينفصل اصلا عن غزة، فهي التي قدحت النار في كل هذا الاقليم، ولا تنفصل الحرب بين ايران واسرائيل عن غزة، بل تأتي نتيجة لها، واذا كانت اسرائيل تحاول تقديم صورة مضللة للفلسطينيين بكونهم يتلقون الدعم والتمويل من ايران من اجل التحريض عليهم، الا ان هذه الصورة الغبية تتعامى عن كون اصل المشكلة في الاحتلال فقط، وهو احتلال سبق الحكم الايراني الحالي بعقود، كما ان الحرب الحالية تأتي من ضمن تداعيات السابع من اكتوبر 2023، حيث وظفت اسرائيل المشهد للدخول الى 7 جبهات مختلفة.لكن العقدة الايرانية قد لا تكون سهلة الفك بذات الطريقة التي رأيناها في مواقع مختلفة، بسبب قدرات ايران العسكرية، وموقعها الجغرافي، وملف التخصيب الننوي، وما تحققه على الارض من ضربات مزلزلة لإسرائيل، مع ادراكنا هنا ان ايران تعرضت لضربات ساحقة، وثبت وجود خروقات امنية وعسكرية، وقد يأخذنا كل المشهد الى حرب اقليمية تؤثر على كل دول المنطقة، حتى كأن النار التي شبت من غزة تتوسع وتمتد يوما بعد يوم ولا تترك احدا من كلفتها في هذه المنطقة.الغزيون في توقيت متزامن يواجهون أسوأ الاوضاع من استشهاد المئات يوميا، الى مواصلة هدم البيوت، والتجويع وغياب الرعاية الصحية، ومواصلة التخطيط للتهجير خارج فلسطين، وهو امر تعلنه حكومة الاحتلال الغارقة اليوم تحت وطأة الضربات الايرانية بانتظار حدوث هدنة مفاجئة، او تدخل اميركي ضد ايران، وهو تدخل غير مضمون النتائج، وقد يؤدي الى حرق كل المنطقة وشعوبها ومواردها.كأس غزة المر دار هذه الايام ويشربه الاسرائيليون بذات الطريقة، هدم مستوطناتهم واستهداف مؤسسات الاحتلال، وقطعان الاحتلال، مدنيين وعسكريين، لكن العبرة ليست في العمليات اليومية المتبادلة، مع المعلومات التي تتسرب حول جهود الوسطاء لاطفاء الحرب ومنع تمددها، والعبرة تكمن في نهايات المشهد والى اين يذهب كل الاقليم، خلال الفترة المقبلة.نحن امام خيارين حتى الآن، الاول هزيمة ايران وتتويج اسرئايل قوة عظمى في الاقليم، والثاني توسع الحرب في كل الشرق الاوسط، بحيث تنهار بنية الاحتلال كليا، وهزيمة اسرائيل غير المستحيلة وتضرر دول المنطقة في الوقت نفسه.يصر كثيرون على ان اسرائيل غير قابلة للهزيمة، وهؤلاء يحسبونها عسكريا واقتصاديا وسياسيا، بسبب دعم الغرب ايضا، لكن عوامل التدافع الحالية قد تؤدي الى كل شيء، بما يعاكس القواعد وقوانين التحليل السياسي التي يؤمنون بها.علينا ألا ننسى غزة، وان تبقى حاضرة، بدلا من استفراد اسرائيل بها كل يوم.

وزير الخارجية يبحث مع نظيره المغربي التصعيد الخطير في المنطقة
وزير الخارجية يبحث مع نظيره المغربي التصعيد الخطير في المنطقة

الغد

timeمنذ 2 ساعات

  • الغد

وزير الخارجية يبحث مع نظيره المغربي التصعيد الخطير في المنطقة

بحث نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج في المملكة المغربية ناصر بوريطة، اليوم الأربعاء، التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة وتداعياته. اضافة اعلان وأكّد الوزيران، في اتصال هاتفي، ضرورة تكاتف الجهود لإنهاء التصعيد وحماية المنطقة وأمنها من تبعاته.-(بترا)

ترامب يواجه انقساماً داخل قاعدته بسبب احتمال قصف إيران
ترامب يواجه انقساماً داخل قاعدته بسبب احتمال قصف إيران

الغد

timeمنذ 3 ساعات

  • الغد

ترامب يواجه انقساماً داخل قاعدته بسبب احتمال قصف إيران

كشفت احتمالية توجيه ضربة أميركية لإيران عن انقسامات داخل التحالف الذي أوصل الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة، حيث يطلب بعض أنصاره منه عدم انخراط البلاد في حرب جديدة بالشرق الأوسط. اضافة اعلان ووجد بعض أبرز الحلفاء الجمهوريين لترامب، بمن فيهم مساعده السابق ستيف بانون، أنفسهم في موقف غير معتاد؛ يتعارضون مع رئيس يشاطرهم توجهاتهم الانعزالية. في فعالية نظمها 'كريستيان ساينس مونيتور' بالعاصمة يوم الأربعاء، حثّ بانون – أحد الأصوات البارزة ضمن ائتلاف 'أميركا أولاً' – على التمهّل قبل أن ينضم الجيش الأميركي إلى إسرائيل في محاولة لتدمير البرنامج النووي الإيراني في غياب اتفاق دبلوماسي. وقال بانون للصحفيين: 'لا يمكننا فعل ذلك مجدداً… سنمزق البلاد. لا نستطيع أن نكرر تجربة العراق.' ويُراقب الجناح المناهض للتدخل ضمن الحزب الجمهوري بقلق تحول ترامب بسرعة من السعي لحل دبلوماسي سلمي مع إيران إلى احتمال دعم الولايات المتحدة للحملة العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك استخدام قنبلة 'خارقة للتحصينات' بوزن 30 ألف رطل. وتظهر هذه الانتقادات مدى المعارضة التي قد يواجهها ترامب من جناحه اليميني المؤيد لـMAGA إذا انضم إلى القتال، وهي خطوة حذرت إيران من أنها ستؤدي إلى 'عواقب كبيرة' للأمريكيين دون تحديدها. وإذا قرر ترامب المشاركة في النزاع، فسيشكل ذلك خروجاً حاداً عن حذره المعهود من التورط في الخارج، وقد يضعف جهوده الرامية لتحسين العلاقات في الخليج ويشتت انتباهه عن محاولة إنهاء الحرب في أوكرانيا وإبرام اتفاقات رسوم جمركية عالمية. وكان تحالف MAGA قوياً في انتخابات 2016 و2024 وما زال حيويًا رغم أن الدستور يمنع ترامب من الترشح لولاية ثالثة، وقد يؤدي إزعاج قاعدته إلى تقليل شعبيته وتؤثر على موقف الجمهوريين في انتخابات الكونغرس النصفية عام 2026. إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً وعند سؤاله عن الخلاف يوم الأربعاء، بدا ترامب غير منزعج من احتمال تخلي بعض مؤيديه عنه في هذه القضية. وقال للصحفيين: 'أنصاري يحبونني اليوم أكثر مما كانوا في وقت الانتخابات، وأنا أحبهم أكثر.' وأضاف: 'أريد شيئاً واحداً فقط: أن لا تمتلك إيران سلاحاً نووياً.' وأشار إلى أن بعض أنصاره 'غير راضين قليلاً حالياً'، لكن آخرين يوافقونه على ضرورة منع إيران من التحوّل إلى قوة نووية. وقال: 'أنا لست باحثاً عن حرب، لكن إن كان الخيار هو إما خوضها أو السماح لديهم بالسلاح النووي، فعليك فعل اللازم.' ووصف مارك شورت، الحليف السابق لنائب الرئيس مايك بنس ومدير الشؤون التشريعية في البيت الأبيض خلال الفترة الأولى، الانقسام داخل الحزب بأنه 'شرخ كبير'، لكنه توقع بقاء قاعدة ترامب معه رغم الاختلافات. وقال شورت إن دعم إسرائيل قد يفيد ترامب من الناحية السياسية، لأن الناخبين المحافظين عادةً ما يقفون إلى جانبها. وأظهر استطلاع أجرته رويترز/إبسوس في مارس أن 48% من الجمهوريين يرون ضرورة استخدام القوة الأميركية للدفاع عن إسرائيل بغض النظر عن مصدر التهديد، مقابل 28% رأوا العكس، بينما كان التأييد بين الديمقراطيين 25% ورفض 52%. ويعتقد خبراء دوليون أن إيران تسعى لتطوير سلاح نووي رغم نفيها، وتخشى إسرائيل من تداعيات ذلك، بينما ترى واشنطن أن امتلاك إيران لسلاح ذري سيؤجج سباقًا نوويًا إقليمياً. يجب أن تُنجز إسرائيل المهمة قال بانون، مقدم بودكاست 'وار روم'، إن 'على الإسرائيليين إنهاء ما بدؤوه'، محذراً ترامب من التسرّع وجازماً بأن على الأميركيين أن يكونوا 'موافقين على الأمر' قبل اتخاذه. وأضاف: 'هذا شعب قِدم الأمم، يحوي 92 مليون نسمة، لتلعب معهم هكذا؟ لا يمكن فرض الأمر عليهم.' ودعا صوتان بارزان ضمن حركة MAGA، وهما تاكر كارلسون ومارجوري تايلور غرين، إلى رفض التدخل الأميركي الكامل. وقالت غرين: 'أي شخص يتلهّف لتدخل أميركي كامل في الحرب ليس من تيار America First/MAGA… لقد سئمنا من الحروب الخارجية، كلها.' وكان جوّ الخلاف واضحًا خلال برنامج كارلسون الذي استضاف فيه السيناتور الجمهوري تيد كروز، حيث تبادلا الانتقادات الحادة. قال كارلسون: 'أنت لا تعرف شيئًا عن إيران!' فرد كروز: 'أنا لست خبير تاكر كارلسون في إيران.' ثم رد كارلسون: 'أنت سيناتور تطالب بإسقاط الحكومة!' أما نائب الرئيس جي دي فانس، فحاول التهدئة عبر منشور على وسائل التواصل: 'الناس محقون في القلق من التورط الخارجي بعد ربع قرن من السياسات الفاشلة، لكن الرئيس كسب بعض الثقة في هذا الملف.' والآن، بينما ينتظر الحلفاء والخصوم قرار ترامب، قال الأخير بعد ظهر الأربعاء إنه 'لديه بعض الأفكار لكنه لم يتخذ القرار النهائي بعد.' رويترز

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store