logo
الصين تسبق الغرب فى الثورة الصناعية الخامسة

الصين تسبق الغرب فى الثورة الصناعية الخامسة

بوابة الأهراممنذ 4 أيام

ربحت الصين الجولة الأولى فى الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، وتراجعت إدارة ترامب عن رفع الجمارك بنسبة 145% على الواردات الصينية، وخفضتها إلى 30%، وفى المقابل خفضت الصين رسومها على الولايات المتحدة من 125% إلى 10%، وكان التراجع الأمريكى ضروريا، حتى تتفادى حالة الفوضى التى ستضرب الصناعات الأمريكية، المعتمدة بشكل كبير على الواردات من الصين، ولا يمكن الاستغناء عنها، أو إيجاد بديل سريع لها.
وظنت الإدارة الأمريكية أن الصين سوف ترسل صادراتها عبر وسيط ثالث، حتى يمكنها تصريف المنتجات الضخمة، التى تستهلكها الأسواق والصناعات الأمريكية، وبالتالى ستخفف الدول الوسيطة من الضغوط الصعبة التى تتعرض لها أسواق وصناعات أمريكية، لكن كانت المفاجأة أن الصين لم تلجأ لهذه الحيلة، حتى وإن تغلبت من خلالها على تصريف المنتجات الزائدة، التى كانت تستهلكها أمريكا، وفضلت البحث عن أسواق بديلة، وتنشيط الاستهلاك الداخلي، أو حتى خفض إنتاج عدد من الصناعات، بينما شعرت الإدارة الأمريكية بالفزع من حالة فوضى لا يمكن تجنبها، وتبين لها أن الاستغناء عن الواردات من الصين مستحيلا فى الوقت الراهن، وستتوقف شركات كانت تعتمد فى الإنتاج على مكونات وخامات صينية، وأن موجة تضخم هائلة ستضرب الأسواق.
كما فشلت خطة إدارة ترامب بأن تلغى الرسوم الجمركية أو تخفضها على بعض البلدان مقابل توقفها عن التبادل التجارى مع الصين، وبالتالى تحاصر الصين، وتوجه ضربة مدمرة إلى اقتصادها، فلم توافق تلك البلدان على العرض الأمريكي، لأن تبادلها التجارى مع الصين مرتفع، وسيلحق الضرر باقتصادها، كما أن الإدارة الأمريكية مهزوزة، ويمكن لواشنطن حرمان هذه الدول من مكاسب العلاقة التجارية مع الصين، ثم تنقلب عليها، بعد أن تكون قد فقدت البديل الصينى المهم، فكانت المفاجأة أن بلدانا حليفة مثل اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا رفضت المقترح الأمريكي. عندئذ تأكدت الإدارة الأمريكية أن العالم قد تغير بالفعل، وأن سطوتها على البلدان الحليفة أو التابعة قد تراجعت، وأن أيديها وهنت، وعليها أن تمتثل لأمر واقع جديد، وأن تبحث عن طريق آخر فى مواجهتها مع المنافس الصينى القوي، وجاءت الحرب السريعة بين الهند وباكستان لتكشف شيئا جديدا، فالولايات المتحدة اعتقدت أنها يمكن أن تجعل الهند رأس حربة فى صراعها مع الصين، وزادت من تعاونها الاقتصادى والعسكرى معها، وتخلت عن باكستان، التى كانت مقربة منها للغاية، ولجأت باكستان إلى الصين فى تعويض الواردات من الأسلحة الأمريكية، ليرتفع اعتماد باكستان على الأسلحة الصينية إلى 80%، وكانت المفاجأة أن حققت باكستان انتصارا نادرا على الهند بفضل الأسلحة الصينية الأرخص كثيرا، رغم أنها لم تكن من أكثر أجيال الأسلحة الصينية تطورا، لهذا سعت إدارة ترامب إلى وقف الحرب بسرعة، قبل أن يحقق السلاح الصينى انتصارا كبيرا وموجعا، يزيد من تراجع الثقة فى الأسلحة الغربية، والذى يعد من أهم أدوات الضغط والقوة وفرض الهيمنة، لتفقد الولايات المتحدة وأوروبا إحدى أهم ركائز قوتها، خاصة أن الصين لا تتفوق بثبات فى التكنولوجيا العسكرية فقط، بل فى قدرتها الإنتاجية الهائلة لأحدث الطائرات الحربية والمسيرة والسفن والصواريخ الفرط صوتية بحجم يتراوح بين 5 إلى 10 مرات إنتاج أمريكا وأوروبا معا. أما على صعيد جبهة المنافسة التكنولوجية فقد حققت الصين نقاطا جديدة، وأطلقت شركات صينية أول شبكة إنترنت «عريض النطاق» بسرعة 10 جيجابايت فى العالم، تبلغ سرعتها 50 جيجابايت فى الثانية، وسيكون لها نتائج مهمة على صعيد سرعة تبادل وتخزين المعلومات والاتصالات، بالإضافة إلى إنتاج شركة هواوى شرائح صينية لا تقل عن أحدث الرقائق الالكترونية لشركة عملاقة مثل إنفنديا الأمريكية، رغم قرارات حظر التكنولوجيا الغربية عن الصين، لا يتوقف التفوق الصينى عند هذا الحد، فهى تمتلك 70% من سلاسل توريد الذكاء الاصطناعي، وأحدثت ثورة فى المواصلات بالسيارات ذاتية القيادة المنتشرة الآن فى الصين، وسيارات التاكسى دون سائق أكثر أمانا وأقل تكلفة، بالإضافة إلى التاكسى الطائر زهيد التكلفة، وانتشرت «المصانع المظلمة» المعتمدة على الريبوتات بالكامل، ولهذا لا تحتاج إلى إضاءة، ودخلت الريبوتات مختلف المجالات، وليس فى الصناعة فقط، بل فى الطب والجراحة ورعاية المسنين والكثير من نواحى الحياة اليومية، وتتميز الصين بسرعة الاختراعات، وانتقالها الفورى إلى التنفيذ.
وعندما نبحث عن سر انطلاقة الصين الاقتصادية الهائلة، فسنجد الكثير من العناصر، فى مقدمتها أنها تقدم أعلى جودة فى التعليم، كما أن شعبها الأكثر ادخارا فى العالم، بواقع 40% من دخله فى المتوسط، لأنه غير معنى بالاستهلاك الترفى الزائد، ولهذا تتقدم الصين الثورة الصناعية الخامسة فى تاريخ البشرية، وتثبت عمليا أن العالم قد تغير، وأن الغرب غارق فى أحلامه القديمة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يلتقي برئيس جنوب أفريقيا في البيت الأبيض
ترامب يلتقي برئيس جنوب أفريقيا في البيت الأبيض

مصراوي

timeمنذ 35 دقائق

  • مصراوي

ترامب يلتقي برئيس جنوب أفريقيا في البيت الأبيض

التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة، اليوم 21 مايو. وقد وُصفت الزيارة بأنها لقاء تجاري، لكن الحكومة الجنوب أفريقية أوضحت أن "إعادة صياغة العلاقات الثنائية الاقتصادية والتجارية"، هي الهدف الرئيسي من زيارة رامافوزا إلى الولايات المتحدة. وتشهد العلاقات بين البلدين توترًا منذ أن جمّد ترامب المساعدات الأمريكية لجنوب أفريقيا في فبراير، بدعوى أن الحكومة هناك تسيء معاملة الأقلية البيضاء. وفي مارس، قامت الولايات المتحدة بطرد سفير جنوب أفريقيا لديها.

جولة جديدة من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران في روما الجمعة المقبلة
جولة جديدة من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران في روما الجمعة المقبلة

الدستور

timeمنذ 40 دقائق

  • الدستور

جولة جديدة من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران في روما الجمعة المقبلة

قال وزير الخارجية العماني إن الجولة الخامسة من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران ستعقد في روما الجمعة المقبلة، بحسب قناة القاهرة الإخبارية. ووفقًا لتقارير خرجت إدارة ترامب راضية عن الجولة الأولى من المحادثات في عُمان نهاية هذا الأسبوع، والتي مثّلت أعلى مستوى من الحوار بين المسئولين الأمريكيين والإيرانيين منذ ثماني سنوات. وسبق وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية في طريق عودته من فلوريدا إلى البيت الأبيض إنه يتوقع اتخاذ قرار قريبًا عند سؤاله عن المحادثات الأمريكية المباشرة مع إيران بشأن برنامجها النووي.

بعد قواعد التصدير الأمريكية المشددة.. هل تسلم الولايات المتحدة سوق الرقائق إلى الصين؟
بعد قواعد التصدير الأمريكية المشددة.. هل تسلم الولايات المتحدة سوق الرقائق إلى الصين؟

مصرس

timeمنذ 44 دقائق

  • مصرس

بعد قواعد التصدير الأمريكية المشددة.. هل تسلم الولايات المتحدة سوق الرقائق إلى الصين؟

في الوقت الذي تحاول فيه إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تضييق صادرات الرقائق الحاسوبية ذات الأهمية الاستراتيجية إلى الصين، يتوقع الخبراء أن هذه الجهود قد تأتي بنتائج عكسية؛ ما يؤدي إلى تعزيز الابتكار في الشركات الصينية والذي قد يساعدها في الاستيلاء على سوق أشباه الموصلات العالمية، وفقًا لوكالة فرانس برس. وقال جاك جولد، المحلل الرئيسي في شركة جيه جولد أسوشيتس، إن ما يحدث في الواقع هو أن الحكومة الأمريكية في الوقت الحالي تمنح الصين فوزًا كبيرًا بينما تحاول الحصول على أعمال الرقائق الخاصة بها.وأضاف جولد، في تصريح لوكالة فرانس برس: «بمجرد أن يصبحوا قادرين على المنافسة، سيبدأون في بيع منتجاتهم في مختلف أنحاء العالم وسيشتري الناس رقائقهم».وتابع أنه عندما يحدث ذلك، سيكون من الصعب على شركات تصنيع الرقائق الأمريكية استعادة حصتها المفقودة في السوق.وكانت الولايات المتحدة قد فرضت بالفعل قيودا على صادرات وحدات معالجة الرسوميات (GPUs) الأكثر تطورا من إنتاج شركة إنفيديا، والمصممة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة، إلى الصين، أكبر مشتر للرقائق في العالم.وقد طورت شركة إنفيديا شريحة H20 بشكل أساسي للسوق الصينية، بهدف تعظيم الأداء مع تلبية قواعد التصدير الأمريكية السابقة، ولكن متطلبات الترخيص الجديدة تشكل عائقًا.وبالنسبة لشركة AMD، فإن إجراءات الرقابة على الصادرات الأمريكية الجديدة تنطبق على وحدات معالجة الرسوميات MI308 الخاصة بها، والتي تم تصميمها لتطبيقات عالية الأداء مثل الألعاب والذكاء الاصطناعي، حسبما ذكرت الشركة في ملف وأشارت إلى أنه لا يوجد ما يضمن منح تراخيص المبيعات إلى الصين.هل الولايات المتحدة تسلم سوق الرقائق إلى الصين؟توقع المحلل التقني المستقل، روب إنديرل، أن تقوم شركات تصنيع الرقائق الصينية- وعلى رأسها شركة هواوي الضخمة على الأرجح- بتكثيف جهودها لانتزاع الصدارة في السوق.وقال إنديرلي معلقا على قواعد التصدير الأمريكية المشددة: «إنها ستكون بمثابة هبة من السماء بالنسبة للصين لأنها ستبدأ في إنشاء أعمالها الخاصة في مجال المعالجات الدقيقة وستكون هذه طريقة سريعة للغاية لتسليم القيادة الأمريكية في مجال المعالجات الدقيقة ووحدات معالجة الرسومات».وأضاف أن الحكومة الصينية لديها موارد ودوافع كافية لدعم صناعة الرقائق لديها، موضحًا أنه في حين أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يعتقد أنه يستطيع تحقيق أهدافه، إلا أن الاقتصاد العالمي ليس كذلك.وأكد المحلل أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب أدت بدلا من ذلك إلى تنفير الحلفاء، مما زاد من حافزهم للتوجه إلى الصين للحصول على الرقائق.وأضاف إنديرلي: «بشكل عام، سيؤدي هذا إلى خلق مشاكل حقيقية للشركات الأمريكية على المستوى التنافسي وستصبح الشركات الموجودة في الخارج فجأة في وضع أفضل بكثير للتنافس».وقال الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا جينسن هوانج، إن الشركة العملاقة في مجال شرائح الذكاء الاصطناعي يمكنها الامتثال للمتطلبات الأمريكية الجديدة دون التضحية بالتقدم التكنولوجي، مضيفًا أن لا شيء سيوقف التقدم العالمي للذكاء الاصطناعي.وقال المحلل دان إيفز من شركة ويدبوش في مذكرة للمستثمرين: «إنفيديا هي واحدة من أهم القطع في لعبة الشطرنج الأمريكية مع الصين».وأضاف أن «إدارة ترامب تعلم أن هناك شريحة وشركة واحدة تعمل على تغذية ثورة الذكاء الاصطناعي، وهي شركة إنفيديا»، ولذلك وضعت «علامة ممنوع الدخول أمام الصين» لإبطاء تقدمها، ومع ذلك، حذّر إيفز من أن حرب الرقائق لم تنتهِ بعد، متوقعًا مزيدًا من التصعيد بين الجانبين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store