
مأساة دلجا.. وفاة الطفلة رحمة خامس ضحايا المرض الغامض بالمنيا
ولا تزال شقيقتها فرحة (14 عامًا) تحت الملاحظة الطبية في مستشفى صدر المنيا، وسط حالة من الترقب والحزن العميق بين أهالي القرية.
بدأت المأساة يوم الجمعة 11 يوليو الجاري، عندما تلقت مديرية أمن المنيا إخطارًا من مستشفى ديرمواس المركزي بوصول ثلاثة أطفال أشقاء في حالة إعياء شديدة، وهم: محمد نصر محمد (11 عامًا)، ريم نصر محمد (10 أعوام)، وعمر نصر محمد (7 أعوام).
توفي الأطفال الثلاثة تباعًا خلال ساعات قليلة، بينما أُدخل شقيقهم الرابع أحمد نصر محمد (5 أعوام) إلى العناية المركزة، لكنه فارق الحياة يوم السبت 12 يوليو.
بعد أيام قليلة، وتحديدًا يوم الثلاثاء 15 يوليو، تدهورت حالة الطفلتين رحمة وفرحة، وهما الشقيقتان الناجيتان مؤقتًا، بعد خروجهما من مستشفى صدر المنيا للعرض على النيابة العامة.
أُعيدتا إلى المستشفى فورًا إثر ظهور أعراض مشابهة شملت ارتفاعًا شديدًا في درجة الحرارة، قيئًا متواصلًا، إسهالًا حادًا، تشنجات عصبية، واضطرابات في الوعي. ورغم الجهود الطبية، توفيت رحمة فجر اليوم الأربعاء، ليصبح عدد الضحايا خمسة أطفال من الأسرة.
وتحفظت النيابة العامة بمركز ديرمواس، بإشراف المحامي العام لنيابات جنوب المنيا، على والد الأطفال وزوجته للتحقيق معهما، بهدف استيضاح ملابسات الواقعة والتأكد من وجود شبهة جنائية.
وتم تشريح جثمان الطفل الرابع، أحمد، وأخذ عينات منه لتحليلها في معامل وزارة الصحة، بينما نُقل جثمان رحمة إلى مشرحة مستشفى صدر المنيا تمهيدًا لتشريحه. ومن المتوقع صدور نتائج تحليل العينات المأخوذة من الطفلتين، غدًا الخميس.
واستدعت النيابة فريقًا من الطب الشرعي لفحص الجثامين، بينما أرسلت وزارة الصحة لجنة وقائية إلى منزل الأسرة لفحص البيئة المحيطة، تشمل عينات من المياه، الطعام، والهواء، للتحقق من وجود ملوثات أو سموم قد تكون وراء الحادثة.
وأشار مصدر طبي إلى أن تحليل CRP (اختبار البروتين التفاعلي) الخاص بالطفل الرابع جاء سلبيًا، مما ينفي وجود التهاب بكتيري نشط مثل التهاب السحايا، لكنه لم يستبعد فرضية التسمم الغذائي أو الكيميائي.
فيما أصدرت مديرية الصحة بالمنيا بيانًا رسميًا نفت فيه بشكل قاطع أن تكون الوفيات ناتجة عن التهاب السحايا، مؤكدة أن الأطفال كانوا يتلقون تطعيماتهم بانتظام، مما يقلل احتمالية الإصابة بهذا المرض.
وأوضح البيان أن استجابة الأجسام للعدوى تختلف حسب العمر والمناعة، مما يجعل وفاة خمسة أطفال في توقيت متقارب بسبب مرض معدٍ غير منطقي طبيًا.
وأكدت الوزارة أن التشخيص المبدئي يرجح إصابة الأطفال بحالة إعياء حادة نتيجة عوامل غير معروفة بعد، مشيرة إلى أن التحاليل المخبرية ستحدد ما إذا كانت الأعراض ناتجة عن تسمم غذائي، كيميائي، أو مرض آخر.
وأضافت أن الطفلة فرحة، لا تزال تحت الملاحظة في قسم السموم بمستشفى المنيا الجامعي، مع إجراء فحوص نفسية وعصبية لتقييم حالتها
روى علي محمد، عم الأطفال، تفاصيل ساعات الرعب التي عاشتها الأسرة، مشيرًا إلى أن الأطفال كانوا بصحة جيدة قبل تناول وجبة طعام يوم الجمعة، وبعدها أصيبوا جميعًا، بما في ذلك الأب والأم، بحالة إعياء شديدة.
وأضاف أن حالة رحمة، كانت صعبة للغاية، حيث استمرت تعاني من القيء وارتفاع الحرارة حتى وفاتها، ولم يُسمح له برؤيتها في ساعاتها الأخيرة بسبب قيود الزيارات في المستشفى.
وسادت حالة من الصدمة والحزن بين أهالي قرية دلجا، التي يقطنها أكثر من 150 ألف نسمة، وطالب الأهالي السلطات بسرعة كشف أسباب الوفيات وتقديم الدعم النفسي والطبي للأسرة المنكوبة.
ورغم نفي وزارة الصحة لفرضية التهاب السحايا، أثارت الواقعة شبهات حول احتمالية التسمم الغذائي أو الكيميائي، خصوصاً بعد تصريحات العم التي أشارت إلى تناول الأسرة وجبة طعام قبل ظهور الأعراض.
وأفادت مصادر طبية أن الأعراض الحادة، مثل التشنجات وفقدان الوعي، قد تكون مرتبطة بتعرض الأطفال لمادة سامة، سواء من الطعام أو البيئة المحيطة.
وأشارت تقارير إلى أن التحقيقات تشمل فحص مصادر المياه والأغذية في المنزل، مع أخذ عينات من المواد الكيميائية المستخدمة في الزراعة بالمنطقة، حيث تشتهر قرية دلجا بالنشاط الزراعي.
كما أثيرت شبهة جنائية في بعض التقارير، حيث أشار مصدر طبي إلى أن غياب آثار ظاهرية على جثث الأطفال يصعب التشخيص الأولي، مما دفع النيابة لتوسيع التحقيقات لتشمل أي عوامل خارجية محتملة، ومع ذلك لم تؤكد السلطات حتى الآن أي دليل يدعم هذه الفرضية.
أخبار ذات صلة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

العربية
منذ 3 ساعات
- العربية
تنظيم الاتصالات في مصر يوضح عدد الهواتف المستوردة التي تم إيقافها
أكد الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر على استمرار الإعفاء لأجهزة الهواتف المحمولة التي يتم إدخالها للبلاد بصحبة راكب من خلال الدوائر الجمركية وذلك خلال الفترة التجريبية التي تم الإعلان عنها مع بدء إطلاق منظومة حوكمة التليفون المحمول يناير الماضي. جدير بالذكر أن عدد الأجهزة التي تم اعفائها بصحبة راكب قادم من خارج البلاد تقدر بنحو 650 ألف جهاز محمول منذ بداية العام وحتى تاريخه. وأوضح تنظيم الاتصالات إنه في ضوء المتابعة الدورية لمنظومة حوكمة التلفون المحمول، فقد تم رصد عدد من حالات التلاعب والاحتيال في هذا الشأن، مما نتج عنه وقف عدد من الأجهزة التي تقدر بنحو 60 ألف جهاز للاشتباه في عدم استحقاقها للإعفاء وقد تم إيقاف هذه الأجهزة لحين انتهاء إجراءات الفحص. وقد قام الجهاز بدراسة وتحليل تلك الحالات خلال الأيام الماضية، حيث تم التأكد من وجود حالات تلاعب واحتيال لعدد 13 ألف جهاز حصلت على إعفاءات بطرق غير مشروعة وبالمخالفة للإجراءات التنظيمية الصادرة في هذا الشأن بما يستدعي استمرار وقف تلك الأجهزة. وعلى الجانب الآخر فقد تم التأكد من مشروعية استحقاق عدد 47 ألف جهاز محمول للإعفاء وقد تم إعادة تشغيل تلك الأجهزة.


مباشر
منذ 10 ساعات
- مباشر
"تنظيم الاتصالات" المصري ينفي إلغاء إعفاء الهاتف المحمول مع الراكب
القاهرة- مباشر: نفى الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر إلغاء الإعفاء الخاص بجهاز هاتف محمول واحد يصاحب الراكب، مؤكدًا استمرار العمل بهذا الإجراء ضمن المرحلة التجريبية لمنظومة حوكمة التليفون المحمول. وأوضح الجهاز أن ما تم تداوله بشأن إيقاف أجهزة محمول بأثر رجعي غير دقيق، مبينًا أن حالات الإيقاف الأخيرة جاءت بعد رصد محاولات تلاعب واحتيال، حيث تم تعليق تشغيل 60 ألف جهاز لحين مراجعتها. وبحسب نتائج الفحص، تبيّن أن 13 ألف جهاز حصلت على الإعفاء بطرق غير قانونية، وتم الإبقاء على إيقافها، فيما ثبتت سلامة موقف 47 ألف جهاز، وأُعيد تشغيلها مرة أخرى. وأشار الجهاز إلى أن إجمالي عدد الأجهزة التي استفادت من الإعفاء منذ بداية العام تجاوز 650 ألف جهاز، مؤكدًا أن المنظومة تهدف لضمان الشفافية ومنع التلاعب دون المساس بحقوق المستخدمين المشروعة. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال آبل ستور أو جوجل بلاي


الشرق الأوسط
منذ 12 ساعات
- الشرق الأوسط
الداعية و«الترند»
في الفيلم المصري «العار» 1983، مشهد شهير يجمع بين نور الشريف ومحمود عبد العزيز، سأل محمود نور: «الحشيش حلال ولا حرام؟»، رد عليه بفهلوة أولاد البلد وسرعة بديهتهم: «إذا كان حلال أدينا بنشربه، وإذا كان حرام أدينا بنحرقه». هذا هو التلخيص العميق لثقافة شعبية تلمح فيها تبريراً لتعاطي الحشيش. تذكرت هذا الحوار بعد التحقيق مع الداعية الشهيرة وأستاذة الفقه المقارن في جامعة الأزهر الشريف، وقد قررت الجامعة إيقافها عدة أشهر عن التدريس. ارتبطت الداعية في السنوات الأخيرة بالكثير من الفتاوى التي أثارت الجدل، وتحولت إلى مادة ساخرة في المتابعات الصحافية وعلى «السوشيال ميديا»؛ فهي تقتحم مساحات فقهية تميل فيها إلى استخدام وسيلة النقل وليس إعمال العقل، مما يجعلها هدفاً لكل من يريد التقاط رد فعل مثير للجدل. الكثير من تلك الفتاوى، سواء أعلنتها تلك الداعية أو آخرون، صارت تحتل مقدمة «الكادر»، ويتم تناقلها من موقع إلى آخر، مثل نكاح الوداع، وإرضاع الكبير، ومشاهدة الخطيب جسد خطيبته خلسة... وجواز ذلك شرعاً! مثل هذه الأحاديث تثير شهية العاملين في البرامج للمزيد، وكل منهم ينتظر أن يحصل على «فرقعة»، مهما أعلنوا في برامجهم أنهم فقط يبحثون عن الحقيقة، ولا شيء غير الحقيقة، فإنك من السهل أن تكتشف أن الأمر في عمقه لا يتجاوز تحقيق كثافة من المشاهدات. هناك مثلاً من يشير إلى أغاني المطربين، وكان الشيخ الكفيف كشك في الستينيات والسبعينيات من أكثر المنتقدين لأغنيات أم كلثوم وعبد الحليم، فكان يسخر قائلاً: «عبد الحليم حقق في حياته معجزتين: الأولى أنه (يمسك الهوا بإيديه)، والثانية (يتنفس تحت الماء)!»، وتلك الكلمات تشير إلى مقاطع شهيرة في أغنياته. الآن مثلاً عندما يسألون أحد الدعاة عن أغنية شادية: «غاب القمر يابن عمي... ياللا روّحني»، يطبقون عليها المعايير الدينية المباشرة قائلين: «إن ابن عمها لا يجوز شرعاً أن يخرج معها حتى منتصف الليل»، متجاهلين أن تلك الكلمات تشكل مقطعاً من «الفولكلور» الشعبي، ولا يجوز أن نقرأها بمعايير دينية مباشرة. مأزق عدد كبير من الدعاة أنهم يلتزمون فقط بالقراءة المباشرة، مثل أن القرآن لم يحرم نصاً تعاطي الحشيش، في حين التحريم مباشر للخمر. وتلك المقولة متوفرة بكثرة في الثقافة الشعبية المتداولة، ولا يمكن إنكارها. ومن هنا يأتي دور الإعلام في التوجيه، وتأكيد أن الحشيش، وغيره من المغيّبات، ينطبق عليه نفس قاعدة التحريم. ما تبذله الدولة بأجهزتها الرسمية من الممكن أن تسقطه فتوى أو قراءة خاطئة من أحد الدعاة، له مؤكد من يصدقونه وهم مغمضو العينين. هل ما تعرضت له الداعية أخيراً يصبح درساً لمن يريد أن يتعلم؟ ما تابعته يشير إلى أن هذا الأمر لن يتوقف. ما ذكرته الداعية رداً على إيقافها عن التدريس، أن هناك إجحافاً، وهناك أيضاً الغيرة والحسد بسبب المكانة التي حققتها في السنوات الأخيرة، وأن الساحة صارت شبه خالية تقريباً من الداعيات، وهو ما تعتبره سبباً كافياً لمحاولة التصيّد، وتوجيه ضربات عشوائية لها من هنا وهناك. لا أتصور أن الأمر سيتوقف، ما لم تعترف الداعية بأنها دائماً تقدم الفتوى التي تجعل الباب موارباً لأي تفسير شعبوي، فسوف تستمر المأساة كما هي، ويعلو في النهاية «الترند»، ويعلو أيضاً مجدداً صوت هذا الحوار: «إذا كان حلال أدينا بنشربه، وإذا كان حرام أدينا بنحرقه»!