
أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
فأنظمة الذكاء الاصطناعي تجاوزت حدود التنفيذ الآلي لتدخل طورًا جديدًا من الفهم والسلوك التفاعلي. فلم نعد أمام أدوات جامدة، بل أمام شركاء رقميين قادرين على تفسير السياقات، وتقديم البدائل، بل وأحيانًا التعبير عن تحفظاتهم تجاه أوامر المستخدم.
هذا التحوّل العميق لا يدعو للخوف، بل يُمهّد لمرحلة جديدة من التعاون البنّاء بين الإنسان والعقل الصناعي، قائمة على الثقة والتكامل، لا على السيطرة والإذعان.
لقد دخلنا عصرًا غير مسبوق، تتطوّر فيه الأنظمة الذكية لتصبح أكثر فهمًا للغة الإنسان، وأقدر على التكيّف مع احتياجاته، بل وأكثر التزامًا بتعزيز رفاهيته.
هذه القدرة على الاستقلال الجزئي – التي تُعرف بمصطلح الاستقلال الوكيلي – ليست مصدر قلق بقدر ما هي دعوة للتأمل في إمكانات شراكة جديدة بين الإنسان والآلة، قائمة على القيم والأهداف المشتركة.
تقرير شركة Anthropic الأمريكية، الذي أثار كثيرًا من النقاش، لا يُنذر بانفلات رقمي بقدر ما يُنبه إلى أهمية بناء منظومات أخلاقية متينة تواكب التطوّر، إذ إن ما نعيشه اليوم ليس تهديدًا للخصوصية أو انزلاقًا نحو فقدان السيطرة، بل فرصة نادرة لإعادة تعريف العلاقة بين العقل البشري والتكنولوجيا – علاقة تتأسس على الثقة، والتوجيه، والغاية النبيلة.
إننا أمام فرصة ذهبية لنُعيد صياغة أدواتنا الرقمية بوحي من ضميرنا الإنساني، لنصنع ذكاءً لا يُنافس الإنسان، بل يُكمّله؛ لا يُقصيه، بل يُعزّز حضوره في ميادين الخير والبناء. والسؤال المُلح لم يعد: كيف نمنع الذكاء الاصطناعي من الانحراف؟، بل: كيف نرشد ذكاءه ليخدم أنبل ما فينا – من رحمة وعدل وكرامة؟
وهنا يبرز دور الفلاسفة والمربين والمشرعين وقادة الأديان، في صياغة عقد أخلاقي عالمي يجعل من الذكاء الاصطناعي حليفًا للإنسانية في مسيرتها نحو مستقبل أكثر إشراقًا وسلامًا.
هذه أسئلة من بين أخرى كثيرة، كانت جميعها على طاولة النقاشات في قمة الذكاء الاصطناعي من أجل الخير – AI for Good التي عقدت في جنيف، من قبل برنامج تسريع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة في الفترة، من 8-11 يوليو/تموز 2025، حيث تلاقت وفود العالم من حكومات وعلماء ومبتكرين.
حضرت هذا الحدث العالمي الكبير، بوصفي ممثلًا لتحالف عالمي يضمّ صناع القرار والفلاسفة وقادة الأديان والمفكرين، من أجل تعزيز الذكاء الأخلاقي في قلب مشهد التحول الرقمي.
إنه عنوان لا يبعدني عن همّي الدائم والمتصل، همّ السّلام، أوَلَيْسَ البحثُ عن الاستغلال الأمثل للذكاء الاصطناعي، وترجيح ما فيه من مصالح ومنافع، وتقليل أوجه الخطر والضرر، هو سعي للسّلام العالمي؟ أليس السّلام هو أن نتذكر أن الإنسان غاية كل تقدم ومقصد كل تطوّر؟
انطلاقا من هذا التصوّر الشامل، كان منتدى أبوظبي للسلم سبّاقا إلى المشاركة في تأسيس نداء روما لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، بوصفه الممثل الوحيد للإسلام، ضمن تحالف العائلة الإبراهيمية، وبمشاركة شركات مثل Microsoft وIBM. ثم شاركنا، في سنة 2024 في قمة عقدت في هيروشيما ذات الرمزية التاريخية، لتوسيع هذا النداء ليشمل أكثر من عشر ديانات عالمية.
إن هذا الانخراط الفعال، هو تجلّ من تجليات رؤية الإمارات، التي استطاعت بحكمة قيادتها الرشيدة أن تنافس القوى العالمية الكبرى في الصدارة في مجال الذكاء الاصطناعي، استثمارا وتطويرا واستفادة.
لكنّ دولة الإمارات، بلد القيم والفضائل، لا تنظر إلى التّقنية كغنيمة منفصلة عن الأخلاق، بل كأداة حضارية يجب أن تخدم الإنسان، وهو ما عبّر عنه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في كلمته بروما خلال قمة مجموعة السبع، حين أكّد: "أن التعامل المسؤول والأخلاقي مع التقنيات الناشئة يجعلها رافدا للتنمية المستدامة والأمن والازدهار للجميع".
إن القضية قضية توازن دقيق، توازن بين الذكاء الاصطناعي والذكاء الأخلاقي، توازن يتجّسد في منظومات قيمية وتشريعية، لا تحبس طاقات الإبداع والابتكار، ولا تهمل هموم الإنسان وغاياته السامية. إنه ربط بين التقدم والفضيلة، والذي يمكن للدّين أن يقوم فيه بدور الوسيط، وهو ما ظهر بوضوح في قمة AI for Good، حيث لم يعد الدين صوتًا خافتا يترقَّبُ على الهامش، بل حضر شريكًا فاعلا في صياغة رؤى المستقبل.
فالأديان، حين تنطِقُ بقيم الرّحمة ومعاني الحكمة، تسهم في جعل التطوّر وسيلة لتنمية جودة حياة الإنسان وصون كرامته.
إن الذّكاء الإنساني وحدَه هو الذي يبني المستقبل. إنه ذكاء شامل يدمج الذكاء الاصطناعي بالأخلاقي، بل بأنماط أخرى من التصوّر تضفي على الوجود جماله وجلاله.
وإننا، من أبوظبي إلى جنيف، نؤمن أن التقدم بلا أخلاق خطر، والأخلاق بلا تقدُّم عجز. لكن عندما يجتمع الاثنان، يصبح المستقبل أفقًا زاهرا لكل إنسان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


زاوية
منذ 42 دقائق
- زاوية
الإمارات تقود تحوّلاً عالمياً في توظيف رؤساء تنفيذيين للذكاء الاصطناعي لقيادة التحول في القطاعات الحيوية
دبي، الإمارات العربية المتحدة - كشفت دراسة عالمية جديدة أعدّها معهد IBM لقيمة الأعمال (IBV) بالتعاون مع مؤسسة دبي للمستقبل، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقود تحولاً عالمياً في تبني منصب «الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي»، كأحد الأدوار القيادية الحيوية لوضع وتنفيذ استراتيجيات الذكاء الاصطناعي على مستوى المؤسسات. وبيّنت الدراسة التي شملت أكثر من 600 رئيس تنفيذي للذكاء الاصطناعي من 22 دولة و21 قطاعاً مختلفاً، أن 33% من المؤسسات في دولة الإمارات قامت بتعيين رؤساء تنفيذيين للذكاء الاصطناعي، مقارنة بـ 26% فقط عالمياً، ما يعكس ريادة دولة الإمارات والتزامها المبكر بتوظيف هذه التكنولوجيا الحيوية. وأظهرت نتائج الدراسة ارتباط وجود رؤساء تنفيذيين للذكاء الاصطناعي بعوائد استثمارية أكبر، إذ تحقّق المؤسسات التي تعتمد هذا الدور عائد استثمار أعلى بنسبة 10% على إنفاقها في تقنيات الذكاء الاصطناعي. وترتفع هذه النسبة لتصل إلى 36% في المؤسسات التي يتولى فيها الرؤساء التنفيذيون للذكاء الاصطناعي قيادة نماذج تشغيل مركزية أو هياكل تنظيمية تربط المركز بفِرق عمل متعددة داخل المؤسسة. وفي تقديمه للتقرير، قال معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد: " الذكاء الاصطناعي ليس إنجازاً منفرداً، بل سلسلة من آلاف الخطوات الصغيرة. إنه ثقافة ونهج مؤسسي، وعادة تتجذر في تفاصيل العمل اليومي. والرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي هو من يدفع بهذه العادة إلى الأمام، سواء في الإدارة العامة أو الرعاية الصحية أو التعليم أو اللوجستيات. فهو ليس مجرد خبير تقني، بل مترجم يربط الرؤية بالتنفيذ، وجسر يربط بين الاستراتيجية والعلم، وحارس لقيمة التكنولوجيا داخل المؤسسة." وتضمّن التقرير رؤى متعمقة من جهات حكومية بارزة في الإمارات مثل هيئة الطرق والمواصلات وجمارك دبي، ما يقدم منظوراً شاملًا متعدد القطاعات حول ريادة الدولة في مجال الذكاء الاصطناعي المؤسسي. وفي هذا السياق، قال سعيد الفلاسي، مدير مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي: "يعكس تبني دبي المبكر لمنصب الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي التزامها الوطني برؤية حكومية مستقبلية ومسؤولة. وتُظهر هذه الدراسة أن الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي هم محركون استراتيجيون يفعّلون الإمكانات اللازمة لدفع رؤية دبي نحو المستقبل. ومن خلال تمكينهم بالأدوات والدعم المناسب، نهيئ لهم بيئة خصبة لإحداث تأثير ملموس وقابل للتوسع في قطاعات دبي الحيوية." ومن جهته، قال السيد شكري عيد، نائب رئيس والمدير العام لشركة IBM في منطقة الخليج والمشرق العربي وباكستان: "ترسّخ دولة الإمارات مكانتها العالمية من خلال تعيين رؤساء تنفيذيين للذكاء الاصطناعي في المؤسسات، بما يضمن توظيف الذكاء الاصطناعي كمُمكِّن استراتيجي في مختلف القطاعات. ويجسّد هذا التوجه رؤية الدولة الاستباقية نحو بناء اقتصاد معرفي جاهز للمستقبل." وأضاف: " في إطار شراكتنا المستمرة مع مؤسسة دبي للمستقبل، تواصل IBM التزامها بدعم المؤسسات في تعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، لتمكينها من تحقيق تأثير فعّال ومستدام ". من جانبها، قالت لولا موهانتي، الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في IBM للخدمات الاستشارية:"من خلال تعيين رؤساء تنفيذيين للذكاء الاصطناعي في مرحلة مبكرة ومنحهم رؤية وصلاحيات مالية، أرست المؤسسات في دولة الإمارات أساسًا قويًا لبناء ذكاء اصطناعي مؤسسي فعال. والخطوة التالية في هذا السياق هي التنفيذ العملي، عبر الانتقال من المشاريع التجريبية إلى دمج الذكاء الاصطناعي ضمن الوظائف الأساسية للأعمال، بما يتيح تحقيق عوائد استثمار قابلة للقياس. وتفخر IBM بشراكتها مع عملائها في دولة الإمارات خلال هذه المرحلة المتقدمة من رحلتهم في الذكاء الاصطناعي." دعم قوي من القيادة للرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الإمارات أظهرت الدراسة أن الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الإمارات يحظون بدعم مباشر أكبر من القيادة العليا مقارنة بنظرائهم عالمياً، حيث قال 90% من الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات إنهم يحصلون على دعم كافٍ من الرئيس التنفيذي للمؤسسة، مقارنة بـ 80% عالمياً. وذكر 86% من الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات أنهم يحظون بدعم أوسع من أعضاء الفريق التنفيذي للمؤسسة، مقارنة بـ 79% عالمياً. وقد تم تعيين 69% من الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات من داخل المؤسسات، مقارنة بـ 57% عالمياً، ما يعكس التزاماً واضحا بتطوير كوادر قيادية في مجال الذكاء الاصطناعي من داخل المؤسسات. صلاحيات تنفيذية أوسع للرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات وأبرزت الدراسة أن الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات يلعبون أدواراً محورية في صياغة وتنفيذ استراتيجيات الذكاء الاصطناعي، إذ يتحكم 79% من الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات في ميزانية الذكاء الاصطناعي في مؤسساتهم، مقارنة بـ 61% عالمياً، بينما يركّز 62% منهم على بناء حالات استخدام عملية للذكاء الاصطناعي، مقارنة بـ 45% عالمياً. بالإضافة إلى ذلك، أشار 50% منهم إلى أن التنفيذ المباشر لتطبيقات الذكاء الاصطناعي من مسؤولياتهم الأساسية، مقارنة بـ 48% عالمياً، رغم أن 38% من الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات يعتبرون التنفيذ تحدياً كبيراً، مقابل 30% عالمياً. خلفيات متنوّعة تعكس تركيزاً على البيانات والعمليات يتميز الرؤساء التنفيذيون للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات بمزيج من الخبرات التقنية والتشغيلية، حيث يتمتع 69% منهم بخلفية مهنية في مجال البيانات، وهو قريب من المتوسط العالمي البالغ 73%، في الوقت نفسه، يركّز 48% منهم على العمليات، مقارنة بـ 38% عالمياً، ما يشير إلى توجه قيادي عملي يركز على التنفيذ. قياس الذكاء الاصطناعي ضروري.. لكن الانتظار غير مجدٍ وأقرّ الرؤساء التنفيذيون للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات بأهمية قياس نتائج الذكاء الاصطناعي، لكنهم أكدوا في الوقت ذاته ضرورة الاستمرار في الابتكار حتى دون وجود مقاييس مثالية، حيث يرى 76% من الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات أن مؤسساتهم معرّضة للتراجع إذا لم يتم قياس أثر الذكاء الاصطناعي، مقارنة بـ 72% عالمياً. كما أشار 74% منهم إلى أنهم يمضون قدماً في مشاريع الذكاء الاصطناعي حتى في حال عدم توفر مقاييس دقيقة للعائد، مقارنة بـ 68% عالمياً. فرص نمو كبيرة رغم البداية القوية ورغم الاستثمارات القيادية الكبيرة، أظهرت الدراسة أن غالبية المؤسسات في دولة الإمارات ما تزال في المراحل المبكرة لتطبيق الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، حيث إن 76% من المؤسسات في دولة الإمارات ما زالت في مراحل تجريبية مع تطبيقات محدودة النطاق، مقارنة بـ 60% عالمياً. -انتهى-


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
الإمارات تتبنى منصب «الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي»
كشفت دراسة عالمية جديدة أعدّها معهد IBM لقيمة الأعمال، بالتعاون مع مؤسسة دبي للمستقبل، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقود تحولاً عالمياً في تبني منصب «الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي»، كأحد الأدوار القيادية الحيوية لوضع وتنفيذ استراتيجيات الذكاء الاصطناعي على مستوى المؤسسات. وبيّنت الدراسة التي شملت أكثر من 600 رئيس تنفيذي للذكاء الاصطناعي من 22 دولة و21 قطاعاً مختلفاً، أن 33% من المؤسسات في دولة الإمارات قامت بتعيين رؤساء تنفيذيين للذكاء الاصطناعي، مقارنة بـ 26% فقط عالمياً، ما يعكس ريادة دولة الإمارات والتزامها المبكر بتوظيف هذه التكنولوجيا الحيوية. وأظهرت نتائج الدراسة، ارتباط وجود رؤساء تنفيذيين للذكاء الاصطناعي بعوائد استثمارية أكبر، إذ تحقّق المؤسسات التي تعتمد هذا الدور عائد استثمار أعلى بنسبة 10% على إنفاقها في تقنيات الذكاء الاصطناعي. وترتفع هذه النسبة لتصل إلى 36% في المؤسسات التي يتولى فيها الرؤساء التنفيذيون للذكاء الاصطناعي قيادة نماذج تشغيل مركزية أو هياكل تنظيمية تربط المركز بفِرق عمل متعددة داخل المؤسسة. ثقافة ونهج مؤسسي قال عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد: «الذكاء الاصطناعي ليس إنجازاً منفرداً، بل سلسلة من آلاف الخطوات الصغيرة. إنه ثقافة ونهج مؤسسي، وعادة تتجذر في تفاصيل العمل اليومي. والرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي هو من يدفع بهذه العادة إلى الأمام، سواء في الإدارة العامة أو الرعاية الصحية أو التعليم أو اللوجستيات. فهو ليس مجرد خبير تقني، بل مترجم يربط الرؤية بالتنفيذ، وجسر يربط بين الاستراتيجية والعلم، وحارس لقيمة التكنولوجيا داخل المؤسسة». وتضمّن التقرير رؤى متعمقة من جهات حكومية بارزة في الإمارات مثل هيئة الطرق والمواصلات وجمارك دبي، ما يقدم منظوراً شاملًا متعدد القطاعات حول ريادة الدولة في مجال الذكاء الاصطناعي المؤسسي. محرك استراتيجي قال سعيد الفلاسي، مدير مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي: «يعكس تبني دبي المبكر لمنصب الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي التزامها الوطني برؤية حكومية مستقبلية ومسؤولة. وتُظهر هذه الدراسة أن الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي هم محركون استراتيجيون يفعّلون الإمكانات اللازمة لدفع رؤية دبي نحو المستقبل. ومن خلال تمكينهم بالأدوات والدعم المناسب، نهيئ لهم بيئة خصبة لإحداث تأثير ملموس وقابل للتوسع في قطاعات دبي الحيوية». بناء اقتصاد معرفي قال شكري عيد، نائب رئيس والمدير العام لشركة IBM في منطقة الخليج والمشرق العربي وباكستان: «ترسّخ دولة الإمارات مكانتها العالمية من خلال تعيين رؤساء تنفيذيين للذكاء الاصطناعي في المؤسسات، بما يضمن توظيف الذكاء الاصطناعي كمُمكِّن استراتيجي في مختلف القطاعات. ويجسّد هذا التوجه رؤية الدولة الاستباقية نحو بناء اقتصاد معرفي جاهز للمستقبل». أسس قوية للبناء قالت لولا موهانتي، الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في IBM للخدمات الاستشارية: «من خلال تعيين رؤساء تنفيذيين للذكاء الاصطناعي في مرحلة مبكرة ومنحهم رؤية وصلاحيات مالية، أرست المؤسسات في دولة الإمارات أساساً قوياً لبناء ذكاء اصطناعي مؤسسي فعال. والخطوة التالية في هذا السياق هي التنفيذ العملي، عبر الانتقال من المشاريع التجريبية إلى دمج الذكاء الاصطناعي ضمن الوظائف الأساسية للأعمال، بما يتيح تحقيق عوائد استثمار قابلة للقياس». منهجية أظهرت الدراسة؛ أن الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الإمارات يحظون بدعم مباشر أكبر من القيادة العليا مقارنة بنظرائهم عالمياً، حيث قال 90% من الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الإمارات إنهم يحصلون على دعم كافٍ من الرئيس التنفيذي للمؤسسة، مقارنة بـ 80% عالمياً. وذكر 86% من الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الإمارات أنهم يحظون بدعم أوسع من أعضاء الفريق التنفيذي للمؤسسة، مقارنة بـ 79% عالمياً. وقد تم تعيين 69% من الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الإمارات من داخل المؤسسات، مقارنة بـ 57% عالمياً، ما يعكس التزاماً واضحاً بتطوير كوادر قيادية في مجال الذكاء الاصطناعي من داخل المؤسسات. صلاحيات تنفيذية أوسع للرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الإمارات. وأبرزت الدراسة، أن الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الإمارات يلعبون أدواراً محورية في صياغة وتنفيذ استراتيجيات الذكاء الاصطناعي، إذ يتحكم 79% من الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الإمارات في ميزانية الذكاء الاصطناعي في مؤسساتهم، مقارنة بـ 61% عالمياً، بينما يركّز 62% منهم على بناء حالات استخدام عملية للذكاء الاصطناعي، مقارنة بـ 45% عالمياً. بالإضافة إلى ذلك، أشار 50% منهم إلى أن التنفيذ المباشر لتطبيقات الذكاء الاصطناعي من مسؤولياتهم الأساسية، مقارنة بـ 48% عالمياً، رغم أن 38% من الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الإمارات يعتبرون التنفيذ تحدياً كبيراً، مقابل 30% عالمياً. البيانات والعمليات يتميز الرؤساء التنفيذيون للذكاء الاصطناعي في الإمارات بمزيج من الخبرات التقنية والتشغيلية، حيث يتمتع 69% منهم بخلفية مهنية في مجال البيانات، وهو قريب من المتوسط العالمي البالغ 73%، في الوقت نفسه، يركّز 48% منهم على العمليات، مقارنة بـ 38% عالمياً، ما يشير إلى توجه قيادي عملي يركز على التنفيذ. قياس ضروري وأقرّ الرؤساء التنفيذيون للذكاء الاصطناعي في الإمارات، بأهمية قياس نتائج الذكاء الاصطناعي، لكنهم أكدوا في الوقت ذاته ضرورة الاستمرار في الابتكار حتى دون وجود مقاييس مثالية، حيث يرى 76% من الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي، أن مؤسساتهم معرّضة للتراجع إذا لم يتم قياس أثر الذكاء الاصطناعي، مقارنة بـ 72% عالمياً. كما أشار 74% منهم إلى أنهم يمضون قدماً في مشاريع الذكاء الاصطناعي حتى في حال عدم توفر مقاييس دقيقة للعائد، مقارنة بـ 68% عالمياً. فرص نمو كبيرة ورغم الاستثمارات القيادية الكبيرة، أظهرت الدراسة أن غالبية المؤسسات في الإمارات لا تزال في المراحل المبكرة لتطبيق الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، حيث إن 76% من المؤسسات في الدولة ما زالت في مراحل تجريبية مع تطبيقات محدودة النطاق، مقارنة بـ 60% عالمياً.


الاتحاد
منذ يوم واحد
- الاتحاد
لا وقت لديك لاجتماعات «زووم».. روبوتات ذكية تنوب عنك
واشنطن (الاتحاد) إذا كنت شخصية مهمة ومشغولاً جداً، ولا وقت لديك لحضور اجتماعات - طويلة لكنها مهمة، يمكنك الآن الاعتماد على الـ AI. تقوم تطبيقات تسجيل مدعومة بالذكاء الاصطناعي بحضور الاجتماعات لتسجيلها ونسخها وتخليص أبرز ما تم طرحه فيها من أفكار، بل يمكن للروبوتات أيضاً أن تحضر الاجتماعات نيابة عن أصحابها.. وفي هذه الحالة، هم مستمعون فقط. إنها الموجة الثانية لصعود منظومة العمل عن بُعد التي انتشرت بعد تفشي وباء «كورونا». تتزايد مثل هذه التجارب مع اكتساب أدوات الذكاء الاصطناعي زخماً في أماكن العمل المكتبية، حيث تقدم اختصارات توفر الوقت ولكنها تثير أيضاً تحديات جديدة في آداب العمل، حسبما تقول صحيفة واشنطن بوست. تقدم أدوات العمل الرئيسية، مثل «زووم»، «مايكروسوفت تيمز»، و«جوجل ميت» ميزات تسجيل تلاحظ الاجتماعات وتنسخها وتلخصها باستخدام الذكاء الاصطناعي للأشخاص المدعوين الذين لا يحضرون. كما تقدم شركات أصغر، مثل تطبيقات يمكن للعاملين استخدامها لإرسال وكلاء ذكاء اصطناعي لتسجيل المكالمات بطريقة مماثلة. أضافت «تشات جي بي تي» مؤخراً خاصية لتسجيل الاجتماعات. قال إريك يوان، الرئيس التنفيذي لـ«زووم»، إن الشركة ترغب في السماح للمستخدمين بإنشاء «توائم رقمية» أو مساعدي ذكاء اصطناعي يمكنهم في نهاية المطاف حضور الاجتماعات نيابة عن الأشخاص واتخاذ الإجراءات بدلاً منهم.