العدو يصادق على مخططاته لاحتلال مدينة غزة… والوسطاء ينتظرون الرد على المقترح الذي وافقت عليه 'حماس'
ومتابعة للاستعداد الصهيوني لاحتلال مدينة غزة ومماطلة حكومة العدو حيال الموافقة على مشروع وقف اطلاق النار في القطاع نسأل محلل الشؤون الصهيونية في قناة المنار حسن حجازي
ونقلت قناة 'كان' الإسرائيلية عن كاتس قوله إنّه 'مع اكتمال هذه العملية، سيتغير مظهر غزة ولن تعود كما كانت'.
وتأتي هذه الخطوة ضمن تصعيد عسكري في قطاع غزة، حيث أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أنّ جيش الاحتلال بدأ اليوم 'استدعاء 60 ألف جندي من الاحتياط، في إطار الاستعدادات لتنفيذ الخطة'.
وبحسب إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإنّ 'الهدف من هذه العملية يتمثل في السيطرة على المناطق الحيوية داخل غزة وتعزيز الأمن على الحدود، في ظل استمرار التوترات والصراعات بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس'، حسب زعمها.
وفي وقتٍ سابق، كشفت 'القناة 12' الإسرائيلية تفاصيل من العملية العسكرية المرتقبة في غزة، حيث أشارت إلى أن جيش الاحتلال يُكثّف وتيرة استعداداته للعملية، والتي من المتوقع أن تبدأ في الأسابيع المقبلة، قبل الموعد المتوقع.
وبحسب القناة، تشمل الاستعدادات جوانب عملياتية، بالإضافة إلى خطوات تتعلق بالجهود الإنسانية.
وأوضحت أنه من المتوقع إرسال عشرات الآلاف من أوامر الطوارئ الثامنة إلى جنود الاحتياط خلال الأيام المقبلة.
كما أشارت إلى أنّ أوامر الاستدعاء قد تشمل 60 ألف جندي، بالإضافة إلى تمديد خدمة حوالي 20 ألف جندي احتياطي قيد التعبئة بالفعل، ليبلغ إجمالي القوة البشرية حوالي 80 ألف جندي.
المفاوضات
أما في تطورات المحادثات غير المباشرة بين الكيان والمقاومة بوساطة مصرية وقطرية، فقد شهدت الساعات الأخيرة اتصالات مكثّفة على المستويَين الاستخباراتي والدبلوماسي، بانتظار رد 'تل أبيب' على المقترح، الذي 'ترى فيه الجهات الوسيطة صيغة متوازنة'، حيث أن المقترح الجديد قريب للصيغة التي وافق عليها الاحتلال قبل أسابيع. يأتي ذلك في وقت لا زال يتسم فيه الموقف الأميركي بالغموض، بما يحمله الأخير من تأثير لجهة الضغط على العدو في إتمام الاتفاق.
وإذ أعلن 'البيت الأبيض' استمرار مناقشة المقترح الذي وافقت عليه 'حماس'، فإنّ المتحدّثة باسمه، كارولين ليفيت، لم تُبدِ موقفاً واضحاً، وعلّقت بطريقة أثارت الاستغراب، قائلة إنّ قبول 'حماس' للعرض الأخير قد يكون مرتبطاً بتغريدة للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس، كتب فيها: 'لن نرى إطلاق سراح الأسرى إلا عندما يتمّ تدمير حماس'.
إزاء ذلك، رجّحت مصادر دبلوماسية مصرية، حسبما نقلت 'صحيفة الأخبار' اللبنانية، أنّ يؤدّي غياب الضغط الأميركي الحقيقي إلى إفشال التوصّل إلى اتفاق جديد، مشيرة إلى أنّ 'إسرائيل قد تلجأ مجدّداً إلى اختلاق عقبات تعيق توقيع الصفقة'.
ووفقاً لمصدر مصري تحدّث إلى 'الأخبار'، فإنّ الجهود الدبلوماسية تتركّز على 'شرح التعقيدات التي تحول دون إتمام صفقة شاملة فوراً'.
وفي المقابل، أفادت مراسلة قناة 'القناة 13' العبرية، موريا أسراف، بأنّ رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، عقد، أمس، مشاورات متواصلة مع طاقمه التفاوضي وقيادات أمنية. ووفقاً لمصادر مطّلعة، فإنّ 'نتنياهو يتمسّك بإبرام صفقة شاملة وليس جزئية'، علماً أنّ الطرح الحالي لا يختلف كثيراً عن ذلك الذي وافقت عليه حكومته قبل نحو ثلاثة أسابيع، والفوارق فيه طفيفة جداً.
ورغم تشدّد نتنياهو الظاهري، تشير مصادر 'القناة 12″ العبرية إلى أنّ احتمال موافقة العدو على المقترح الذي يُعرف بـ'مقترح ويتكوف' يفوق احتمال الرفض، مع تأكيد هذه المصادر أنّ 'العرض لا يُعدّ صفقة جزئية، بل المرحلة الأولى من اتفاق شامل'.
ويقضي هذا العرض، في حال إقراره، بوقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً، مع انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من عمق القطاع إلى مسافة تتراوح بين 800 متر وكيلومتر واحد عن السياج الأمني، وسيطرة إسرائيلية كاملة على 'محور فيلادلفيا'، فيما لا يزال مصير محور 'موراج' ومعبر رفح غير محسوم.
وبحسب صحيفة 'ديعوت أحرونوت'، فإنّ العدو قد يقدّم ردّه الرسمي على المبادرة بحلول يوم الجمعة، ما يجعل الساعات المقبلة حاسمة في تقرير مسار الحرب.
وفي خضمّ ذلك، يتزايد الحديث في المؤسسة الأمنية والعسكرية في الكيان عن خيار احتلال مدينة غزة، في حال تعثّر المسار السياسي أو حتى بالترافق معه. وبحسب قناة 'كان' العبرية، فإنّ 'نتنياهو لم يغلق الباب نهائياً أمام صفقة جزئية، لكنه لا يزال يفضّل إطلاق العملية العسكرية'، في حين أعلن وزير الجيش، يسرائيل كاتس، عن اجتماع ضمّه، أمس، إلى رئيس هيئة الأركان، إيال زامير، إلى جانب كبار الضباط في وزارة الجيش للمصادقة على خطط احتلال مدينة غزة.
لكن بحسب 'القناة 12″، فإنّ المنظومة الأمنية تسودها تحذيرات من أنّ 'احتلال غزة يمثّل مقامرة ثقيلة'، إذ 'ليس واضحاً كيف ستتطوّر المرحلة القادمة من العملية في القطاع، وليس مؤكّداً أنه يمكن حسم المعركة مع حماس، ولا مضموناً أنّ مثل هذه الخطوة ستؤدّي فعلاً إلى صفقة شاملة'.
لذلك، بحسب القناة، في النهاية، سيتعيّن على رئيس الوزراء أن 'يقرّر ما إذا كان سيخوض هذه المقامرة، أم أنه في نهاية المطاف سيحاول استنفاد المسار، وإرسال وفد يناقش تفاصيل الصفقة في محاولة لإتمامها'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ 28 دقائق
- الميادين
"972+": وحدة إسرائيلية خاصة بتلفيق أدلة لربط صحافيي غزّة بحركة "حماس"
مجلة "972+" الإسرائيلية تنشر تقريراً يتناول إنشاء "إسرائيل" وحدة عسكرية خاصة تُسمى "خلية الشرعية" بعد 7 أكتوبر 2023، ودورها في الحرب الإعلامية والاستخبارية ضد الصحافيين في غزة. أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية: يدير "الجيش" الإسرائيلي وحدة خاصة تسمى "خلية الشرعية"، مهمتها جمع معلومات استخبارية من غزّة يمكن أن تعزّز صورة "إسرائيل" في وسائل الإعلام الدولية، وفقاً لثلاثة مصادر استخبارية أكدت وجود الوحدة، التي تأسّست بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، للحصول على معلومات عن استخدام "حماس" للمدارس والمستشفيات لأغراض عسكرية، وعن فشل إطلاق صواريخ المقاومة وسقوطها على الفلسطينيين في القطاع. كما كُلفت الوحدة بتحديد هوية الصحافيين المقيمين في غزّة، الذين يمكن تصويرهم على أنّهم عملاء سرّيون في حركة "حماس"، في محاولة لتهدئة الغضب العالمي المتزايد من قتل "إسرائيل" للصحافيين آخرهم صحافي قناة "الجزيرة" أنس الشريف في الأسبوع الماضي. ووفقاً للمصادر، فإنّ الدافع وراء هذه الوحدة لم يكن الأمن، بل العثور على صحافيين يمكن ربطهم بحركة "حماس" وتمييزهم كأهداف، بسبب الغضب منهم لأنّهم ينقلون ما "يلطّخ اسم إسرائيل أمام العالم". وفي نمط متكرّر كلما اشتدت الانتقادات الموجهة لـ"إسرائيل" في وسائل الإعلام حول قضية معينة، طُلب من الوحدة المذكورة العثور على معلومات استخبارية يمكن رفع السرّية عنها وتوظيفها علناً لمواجهة رواية المراسلين الصحافيين. ويقول مصدر استخباري، إذا كانت وسائل الإعلام العالمية تتحدث عن قتل "إسرائيل" للصحافيين الأبرياء، فهناك فوراً خطّة للعثور على صحافي واحد وجعله غير بريء، بشكل يجعل قتل الصحافيين الآخرين أمراً مقبولاً. وأضاف في كثير من الأحيان، كان المستوى السياسي الإسرائيلي هو الذي يملي على الجيش مجالات الاستخبارات التي يجب أن تركّز عليها. كما مُرّرت المعلومات التي جمعتها "خلية الشرعية" بانتظام إلى الأميركيين من خلال القنوات المباشرة، وبرّروا عملها بأنّه حيوي للسماح لـ"إسرائيل" بإطالة أمد الحرب. كما أنّ الفريق كان يجمع بانتظام معلومات استخبارية يمكن استخدامها في الدعاية الإسرائيلية على سبيل المثال، مخزون من أسلحة "حماس" يعثر عليه في مدرسة أو أيّ شيء "يمكن أن يعزز الشرعية الدولية لـ "إسرائيل" لمواصلة الحرب". كانت الفكرة هي السماح للجيش بالعمل من دون ضغط، حتّى لا تتوقف دول مثل أميركا عن إمدادها بالأسلحة". كما سعت الوحدة إلى الحصول على أدلة تربط شرطة غزّة بهجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، من أجل تبرير استهدافها وتفكيك قوات الأمن المدني التابعة لحركة "حماس"، بحسب مصدر مطلع على عمل "خلية الشرعية". وروى اثنان من مصادر الاستخبارات أنّ خلية الشرعية قامت بتحريف المعلومات الاستخبارية بطريقة تسمح بتصوير كاذب لصحافي على أنّه عضو في الجناح العسكري في "حماس"، وعلى أنّه هدف إرهابي لا بأس من مهاجمته"، فهو بالنسبة إليهم في النهار يكون صحافياً، وفي الليل هو قائد فصيلة، لكنّهم يدركون أنّه صحافي حقاً، ولم يكن هدفاً. يتضح نمط مماثل من التلاعب في المعلومات الاستخبارية المقدمة عن أنس الشريف. ووفقاً للوثائق التي نشرها الجيش، والتي لم يجرِ التحقق منها بشكل مستقل، فقد جُنّد في حماس في عام 2013، وظل نشطاً حتى أُصيب في عام 2017، ما يعني أنّه، حتى لو كانت الوثائق دقيقة، فإنّها تشير إلى أنّه لم يؤدِّ أيّ دور في الحرب الحالية. 20 اب 13:11 20 اب 09:52 وينطبق الأمر نفسه على حالة الصحافي إسماعيل الغول، الذي قُتل في غارة جوية إسرائيلية في العام الماضي مع مصوره في مدينة غزّة. بعد شهر، ادعى "الجيش" أنّه "ناشط في الجناح العسكري وإرهابي في النخبة"، مستشهداً بوثيقة تعود إلى عام 2021 يزعم أنها أخذت من "جهاز كمبيوتر تابع لحركة حماس". ومع ذلك، ذكرت تلك الوثيقة أنّه حصل على رتبته العسكرية في عام 2007، عندما كان عمره 10 سنوات فقط، وقبل 7 سنوات من تجنيده المفترض في "حماس". جاءت إحدى أولى العمليات البارزة التي بذلتها "خلية الشرعية" في 17 أكتوبر 2023، بعد الانفجار المميت في المستشفى الأهلي بمدينة غزّة. وبينما ذكرت وسائل إعلام دولية، نقلاً عن وزارة الصحة في غزّة، أنّ غارة إسرائيلية قتلت 500 فلسطيني، قال مسؤولون إسرائيليون إنّ الانفجار نجم عن صاروخ من الجهاد الإسلامي أطلق بشكل خاطئ، وأنّ عدد القتلى أقلّ بكثير. في اليوم التالي للانفجار نشر الجيش تسجيلاً عثر عليه في اعتراضات استخبارية قُدّم على أنّه مكالمة هاتفية بين اثنين من ناشطي "حماس" يلقيان باللوم في الحادث على خطأ الجهاد الإسلامي، واعتبر العديد من وسائل الإعلام العالمية لاحقاً أنّ هذا الادعاء محتمل، بما في ذلك بعض الذين أجروا تحقيقاتهم الخاصة، ووجه الكشف هذا ضربة قاسية لمصداقية وزارة الصحة. قال ناشط حقوقي فلسطيني إنّه في العام 2023 صُدم لسماع صوته في التسجيل لمجرّد محادثة طبيعية مع صديق فلسطيني آخر. وأصرّ على أنّه لم يكن أبداً عضواً في "حماس". وأوضح أحد الذين عملوا مع "خلية الشرعية "بأنّ نشر مواد سرّية مثل مكالمة هاتفية كان مثيراً للجدل بشدة، وليس من طبيعة الوحدة "8200"، "أن تكشف عن قدراتها في شيء غامض مثل التأثير في الرأي العام". ومع ذلك، الجيش تعامل مع وسائل الإعلام على أنّها امتداد لساحة المعركة، ما سمح له برفع السرية عن معلومات استخبارية حساسة لنشرها علناً. حتّى أفراد المخابرات خارج "خلية الشرعية" طُلب منهم الإبلاغ عن أيّ مادة قد تساعد "إسرائيل" في حرب المعلومات. يتذكر أحد المصادر: "كان الهدف ببساطة هو العثور على أكبر قدر ممكن من المواد لخدمة جهود الدعاية". وبعد نشر هذا التقرير أكدت مصادر أمنية رسمية أنه تم خلال العامين الماضيين إنشاء "فرق بحث" مختلفة داخل المخابرات العسكرية الإسرائيلية بهدف "فضح أكاذيب حماس". وقالوا إنّ الهدف هو "تشويه سمعة" الصحافيين الذين يغطون الحرب على شبكات البث "بطريقة موثوقة ودقيقة"، وزعموا أنّهم في الواقع أعضاء في حركة "حماس". ووفقاً للمصادر، لا تلعب فرق البحث هذه دوراً في اختيار الأهداف الفردية المراد مهاجمتها. في الأسبوع الماضي قتل "الجيش" الإسرائيلي 6 صحافيين في غارة اعترف صراحة بأنّها استهدفت مراسل الجزيرة أنس الشريف. مع أنّه قبل ذلك بشهرين، حذّرت لجنة حماية الصحافيين من أنها تخشى على حياة الشريف، وقالت إنّه "مستهدف بحملة تشويه إسرائيلية، تبدو مقدمة لاغتياله". بعد أن نشر الشريف مقطع فيديو في الشهر الماضي يظهر فيه وهو يبكي في أثناء تغطيته لأزمة الجوع في غزّة، نشر المتحدث باسم "الجيش" الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي، 3 مقاطع فيديو مختلفة تهاجم الشريف، وتتهمه بالدعاية و"المشاركة في حملة التجويع الكاذبة التي تشنّها حماس". وكان الشريف قد أشار عن وجود صلة بين الحرب الإعلامية الإسرائيلية والحرب العسكرية، وقال "حملة أدرعي ليست مجرّد تهديد إعلامي أو تدمير للصورة، وهو تهديد حقيقي للحياة". وبالفعل بعد أقل من شهر قُتل، وقدّم "الجيش" الإسرائيلي ما زعم أنها "معلومات استخبارية رُفعت عنها السرية عن عضويته في حماس"، لتبرير قتله. وكان الجيش قد ادعى بالفعل أنّ 6 صحافيين من "قناة الجزيرة" من ضمنهم الشريف، كانوا عملاء عسكريين، وهو اتهام نفي بشدة. والشريف ثاني من استهدف في تلك القائمة بعد الصحافي حسام شبات. ويتساءل العديد من المراقبين عمّا إذا كان قتل الشريف الذي كان يراسل بانتظام من مدينة غزّة جزءاً من خطة "إسرائيل" لفرض تعتيم إعلامي قبل استعداداتها العسكرية للسيطرة على القطاع. نقله إلى العربية: حسين قطايا.


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
حماس: عملية "عربات جدعون 2" إمعان في حرب الإبادة ضد غزة
قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس إن إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي البدء بما أسماه عملية «عربات جدعون 2» ضد مدينة غزة ومئات آلاف المدنيين النازحين إليها، يمثل تصعيدًا خطيرًا وإصرارًا على مواصلة حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من اثنين وعشرين شهرًا. وأضافت الحركة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى للمصادقة على هذه العملية غدًا، في تحدٍ صارخ للجهود الدولية والإقليمية الساعية إلى وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى. وأوضحت حماس، في بيان عبر قناتها على «تلغرام»، أن الحكومة الإسرائيلية تصرّ على تنفيذ مخطط يستهدف تدمير مدينة غزة وتهجير سكانها، معتبرة ذلك جريمة حرب مكتملة الأركان تُضاف إلى سلسلة الانتهاكات المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني. وأشارت إلى أن موقفها الواضح بالموافقة على المقترح الأخير الذي طرحه الوسطاء يقابله تجاهل من جانب نتنياهو، الذي لم يقدّم أي رد رسمي، وهو ما يثبت ـ بحسب الحركة ـ أنه المعرقل الأساسي لأي تسوية وأنه غير معني بسلامة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة. وأكدت الحركة أن العملية العسكرية المزمعة ستلقى مصير سابقاتها من الفشل، وأن الاحتلال لن يتمكن من تحقيق أهدافه، مشددة على أن غزة ليست ساحة مفتوحة أمام مخططات الاحتلال، وأن أي محاولة لاحتلالها ستكون "مكلفة وبعيدة عن أن تكون نزهة"، على حد تعبيرها. ودعت حماس الوسطاء إلى ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف ما وصفته بـ"جريمة الإبادة والتجويع" التي تستهدف الفلسطينيين في غزة، محمّلة الاحتلال والحكومة الأمريكية كامل المسؤولية عن تداعيات العملية العسكرية المرتقبة وما قد ينجم عنها من كوارث إنسانية إضافية. رسائل سياسية متعددة يرى مراقبون أن بيان حماس يعكس رغبتها في تحميل نتنياهو شخصيًا مسؤولية تعطيل أي اتفاق، في محاولة لتعرية الموقف الإسرائيلي أمام المجتمع الدولي وإظهار رفض تل أبيب المستمر لمبادرات التهدئة. كما تسعى الحركة إلى التأكيد على استعدادها للانخراط في أي صيغة تسوية متوازنة، مقابل تصوير إسرائيل على أنها الطرف المعرقل. توقيت حساس وضغوط متزايدة تأتي هذه التطورات في وقت يشهد تصاعدًا في الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف هجماتها على غزة، خاصة في ظل التدهور الإنساني الحاد الذي تعانيه المدينة. كما أن أي عملية عسكرية جديدة ستفاقم الأزمة الإنسانية، ما قد ينعكس سلبًا على صورة إسرائيل أمام حلفائها الغربيين. إشارات ميدانية وردود متوقعة تحذيرات حماس من فشل العملية تعكس ثقتها بقدرتها على الصمود ميدانيًا، كما تحمل رسالة ردع للاحتلال بأن خيار الحسم العسكري غير واقعي. وفي المقابل، يتخوف محللون من أن استمرار هذا النهج التصعيدي قد يقود إلى انفجار أوسع، يضع المنطقة أمام مرحلة أكثر خطورة من المواجهة.


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
تقارير عبرية: تصاعد محاولات حماس خطف جنود داخل غزة
ذكر موقع والا العبري أن مقاتلي كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، أظهروا خلال الفترة الأخيرة جرأة متزايدة في محاولاتهم لاستهداف وخطف جنود إسرائيليين داخل قطاع غزة، مستفيدين ـ بحسب الموقع ـ من القدرة على دراسة أسلوب عمل القوات الإسرائيلية التي تبقى لفترات طويلة في مواقع محددة. وأشار التقرير إلى أن محاولة جديدة وقعت صباح الأربعاء في خان يونس جنوبي القطاع، حيث هاجم مقاتلو القسام موقعًا عسكريًا إسرائيليًا وأصابوا ثلاثة جنود بجراح متفاوتة، بينهم جندي في حالة خطيرة، فيما أعلن جيش الاحتلال أنه قتل عشرة من المهاجمين خلال المواجهات. ونقل الموقع عن مصادر في القيادة الجنوبية للجيش أن وحدات مدرعة ومشاة هرعت لنجدة القوة الإسرائيلية المستهدفة، وسط انتقادات داخلية بأن ثبات الجنود في مواقعهم لفترة طويلة مكّن مقاتلي حماس من مراقبة أنماط عملهم واستغلال الثغرات. وأضافت المصادر أن هناك قوات أخرى في قطاع غزة تعاني "جمودًا عملياتيًا" مماثلًا، ما يسهل على حماس فهم روتينها وتحضير هجمات نوعية. وأكدت أن نتائج الهجوم في خان يونس مقلقة للغاية وليست حادثة منفردة، مشيرة إلى محاولة مشابهة وقعت قبل يومين في بيت حانون شمال القطاع تحت قيادة الفرقة 99. وفي بيانها، أعلنت كتائب القسام أن مقاتليها استهدفوا دبابات "ميركافاه 4" بعبوات "شواظ" وقذائف "الياسين 105"، واقتحموا منزلاً كان يتحصن فيه جنود إسرائيليون واشتبكوا معهم من مسافة قريبة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. بينما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت وهيئة البث الإسرائيلية أن نحو 14 مقاتلًا فلسطينيًا خرجوا من نفق أرضي ونفذوا العملية. أما الكاتب الإسرائيلي آفي إشكنازي، فقد وصف في صحيفة معاريف الهجوم بأنه "حادثة بالغة الخطورة"، تكشف عن ثغرات خطيرة في أداء جهاز الأمن العام (الشاباك) وفشل في منع العمليات النوعية التي تنفذها حماس. تحول في التكتيكات الميدانية يرى محللون أن العمليات الأخيرة تكشف عن انتقال حماس من استراتيجية الاستنزاف عبر القصف الصاروخي إلى تنفيذ هجمات معقدة خلف خطوط التمركز الإسرائيلي، ما يشير إلى تطور في أساليبها القتالية وتزايد خبرتها الميدانية في حرب المدن والأنفاق. انعكاسات على معنويات الجيش الإسرائيلي تكرار الهجمات ومحاولات الخطف يثير مخاوف في الأوساط العسكرية الإسرائيلية من اهتزاز ثقة الجنود بقياداتهم، خاصة أن بقاء القوات في وضع ثابت يجعلها عرضة لهجمات مفاجئة. وقد يؤدي ذلك إلى إعادة النظر في خطط الانتشار وأساليب الدفاع داخل القطاع. ضغط سياسي وأمني على حكومة نتنياهو تزايد العمليات النوعية يضاعف الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته، إذ تتعرض لانتقادات داخلية بشأن إخفاقات الأجهزة الأمنية والعسكرية في مواجهة حماس. كما قد يستغل خصوم نتنياهو هذه الثغرات لتأكيد فشل استراتيجيته في تحقيق الردع ضد المقاومة الفلسطينية.