logo
أكدت رفضها التام للأفكار والمشاريع الاستيطانية والتوسعية التي تتبناها سلطات الاحتلال..المملكة تدين تصريحات نتنياهو حيال ما يسمى «رؤية إسرائيل الكبرى»

أكدت رفضها التام للأفكار والمشاريع الاستيطانية والتوسعية التي تتبناها سلطات الاحتلال..المملكة تدين تصريحات نتنياهو حيال ما يسمى «رؤية إسرائيل الكبرى»

الرياضمنذ 3 أيام
أعربت وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية بأشد العبارات التصريحات الصادرة عن رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي حيال ما يسمى "رؤية إسرائيل الكبرى"، ورفضها التام للأفكار والمشاريع الاستيطانية والتوسعية التي تتبناها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نظام الإحصاء يحصِّن سرية البيانات ويمنع استغلالها
نظام الإحصاء يحصِّن سرية البيانات ويمنع استغلالها

عكاظ

timeمنذ 3 ساعات

  • عكاظ

نظام الإحصاء يحصِّن سرية البيانات ويمنع استغلالها

شدد نظام الإحصاء الجديد، المنشور في صحيفة أم القرى، على سرية البيانات والمعلومات التي تُجمع لأغراض إحصائية، وحظر اطلاع أي جهة أو فرد عليها أو استخدامها لغير الأغراض الإحصائية أو ضد مقدميها. وأوضح أن للهيئة العامة للإحصاء –بعد تعديل البيانات لضمان عدم كشف الهوية– إتاحتها للأغراض البحثية والدراسات، مع حظر إفشاء أي معلومات سرية من قبل موظفيها أو المتعاونين معها. ومنح النظام الهيئة صلاحية الاستعانة بالجهات العامة أو التعاقد مع جهات خاصة لإجراء المسوح، شريطة ضمان حماية البيانات، ومنع أي فرد من استغلال صفته الوظيفية أو التعاقدية للحصول على معلومات بالمخالفة للنظام. وألزم الجهات العامة بالتعاون مع الهيئة في إعداد الإحصاءات الدولية، وتصميم المعايير والمبادئ التوجيهية، وتبادل المعلومات حول أفضل الممارسات الإحصائية. أخبار ذات صلة

الحلم الإسرائيلي يتوسّع إلى الليطاني وشرق الأردن
الحلم الإسرائيلي يتوسّع إلى الليطاني وشرق الأردن

الشرق الأوسط

timeمنذ 6 ساعات

  • الشرق الأوسط

الحلم الإسرائيلي يتوسّع إلى الليطاني وشرق الأردن

في مثل هذه الأيام قبل 20 سنة، انسحبت إسرائيل من قطاع غزة، وفكّكت مستوطناتها وأخلت مستوطنيها البالغ عددهم 8800 شخص بالقوة، وأخلت معها أربع مستوطنات أيضاً من شمال الضفة الغربية. إحياء ذكرى هذا الانسحاب، اليوم، في الوقت الذي نرى فيه قطاع غزة الفلسطيني كله مدمراً، يلخص الحكاية. ويبين كم هي الهوة عميقة في روايات اللاعبين ومفاهيمهم، ليس فقط بين اليهود والفلسطينيين. بل أيضاً بين اليهود أنفسهم وكذلك بين الفلسطينيين أنفسهم. وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يحمل لوحة لمشروع استيطاني خلال مؤتمر صحافي قرب مستوطنة معاليه أدوميم بالضفة يوم الخميس (أ.ب) في إسرائيل تيار قوي يزداد عدوانية وبطشاً، هو اليوم شريك أساسي في الحكم، ولديه خطة استراتيجية لا لبس في التعبير عنها؛ إذ يقول «ما تحتاج إليه إسرائيل هو هزيمة الوعي والحلم وأمل التحرر عند الفلسطينيين». يقود هذا التيار وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي كُلّف في الحكومة أيضاً ملف الاستيطان والضفة الغربية. ولهذا الغرض عُيّن وزيراً ثانياً في وزارة الدفاع، هو الذي يحمل عقيدة فكرية واضحة، زاعماً أن «القول إن الإرهاب نابع من حالة اليأس التي يعيشها الشعب الفلسطيني هو كذب، الإرهاب ينبع من الأمل بإضعافنا وتقويتهم». ولذلك؛ تتطور لديه فكرة، إذا لم تنفع القوة فنستخدم المزيد من القوة. ويقف وراء هذا التيار رجل دين كبير يدعى اليكيم لبنون (78 سنة)، ويُعدّ رئيس الهيئة الدينية للمستوطنات في السامرة (شمال الضفة الغربية) ومدير مدارسها الدينية. لبنون هذا يشارك منذ 20 سنة في عملية انقلاب آيديولوجية عميقة في الحركة الصهيونية... فيجعل الصهيونية أكثر تديناً ويجعل المتدينين أكثر تصهيناً، ويجعل رجال الدين أكثر تأثيراً على السياسة. إنه واحد من أولئك الذين أقسموا في أغسطس (آب) 2005، بألا تمرّ حكاية الانسحاب من غزة مرور الكرام في حياة الشعب اليهودي، بل أن تكون نقطة تحول تاريخية في اتجاه العودة إلى تعزيز فكرة «أرض إسرائيل الكاملة». وهو اليوم يفرك يديه فرحاً وهو يرى هذه الحرب تتوّج بتدمير غزة عن بكرة أبيها وتحطيم قدرات «حزب الله» في لبنان وتوجيه الضربات لإيران في قلب معاقلها. ولا يتردّد في رسم الخطط لمستقبل تحت شعار «يجب أن نحقق السيطرة التامة على أرض إسرائيل التاريخية، بما في ذلك غزة ويهودا والسامرة وجنوب لبنان حتى الليطاني وسوريا حتى الفرات وشرق الأردن». عندما كان المرء يستمع لهذا النوع من الشخصيات الإسرائيلية كان يعتبره أهوج يعيش في الخيال. ولكن، عندما يرى كيف انتقل هو وأمثاله، من موقع ضئيل متطرف على هامش الحياة السياسية إلى موقع الشراكة في الحكم، لأخذ دور مركزي في الحكومة، ويرى كيف تطبق سياسته شيئاً فشيئاً في الحياة الداخلية في إسرائيل، فإن الأمر يستحق القلق. أيضاً، عندما يرصد المراقب كيف تطوّرت مسيرة هذا التيار داخل الحركة الصهيونية، منذ ذلك القَسَم الذي قطعه الحاخام لبنون عام 2005، عند إخلاء غزة من المستوطنات وحتى اليوم، يجب عليه أن يأخذ هذا التيار بجدية... ويصغي بعناية لمضمون كلماته. إنه ليس مجرد حلم ليلة صيف، بل حلم مسنود بحكم قوي تمتد جذوره إلى واشنطن، بل إلى البيت الأبيض. وليس مصادفة بتاتاً أن بنيامين نتنياهو بنفسه، صرح بأنه ملتزم بحلم «أرض إسرائيل الكاملة»، خلال مقابلة مع تلفزيون «آي 24»، الثلاثاء الماضية. ولنعد إلى التاريخ قليلا قبل القفز نحو المستقبل. ففي حينه، توصل الجنرال أرئيل شارون، رئيس الوزراء القوي الصارم، إلى القناعة بأن كل مخطّطات إسرائيل لإخضاع قطاع غزة وتطويع أهلها قد فشلت. منذ عام 1951 وهو يحاول وفشل، رغم استخدام الجيش الإسرائيلي كل ما يملكه من أسلحة وخطط ودهاء وعداء واستخبارات ومؤامرات. لذلك؛ قرر الانسحاب منها تماماً وإزالة جميع مستوطناتها الـ21. قيادة التيار الصهيوني الديني بقيادة لبنون وأمثاله، قرّروا إجراء اختبار آخر لشارون بعد ستة شهور، أي في فبراير (شباط) 2006. وفعلاً أرسلوا شبابهم المتحمس، عبر ما يُعرف باسم «شبيبة التلال»، لإسناد مستوطنة عمونة في منطقة بيت لحم جنوب الضفة الغربية. وكانت المحكمة العليا قد أصدرت أمراً، بناءً على طلب المنظمة الحقوقية اليهودية «يش دين» المكافحة ضد ظلم الفلسطينيين، يقضي بإخلاء هذه المستوطنة. ولقد نفذّت قوات الجيش القرار مستخدمةً قوة بطش شديدة معهم وأصيب نحو 300 منهم بجراح. على الأثر اجتمع قادة الصهيونية الدينية للتداول فيما جرى، وقرروا أن المسألة ليست مسألة إخلاء مستوطنات لأغراض قانونية أو عسكرية، بل هي مسألة أيديولوجية عميقة تتعلق بمستقبل إسرائيل وهويتها القومية كدولة يهودية. وهي – بالتالي – تحتاج إلى مسار عقائدي جديد يثبت حقوق اليهود في إسرائيل، ليس فقط بمواجهة العدو الفلسطيني، بل مواجهة ما هو أخطر، أي «العدو الداخلي» - وفق وجهة نظرهم - الذي جلب «اتفاقيات أوسلو» عام 1993 ويحاول تكريس مفاهيم أوسلو التي تحطم فكرة «أرض إسرائيل الكاملة» وتهدد مستقبل إسرائيل. يومذاك وضع الأسس لمنع تكرار «مأساة غزة»، أي إخلاء المستوطنات، في الضفة الغربية. وتوصّلوا بمرور الزمن إلى الاستنتاج بأنه لا يكفي النضال لتعزيز المستوطنات في الفضة الغربية، بل يجب منع إقامة حكومة في إسرائيل تجرؤ على إخلاء كهذا. وحقاً، عام 2012، شُكّل معهد أبحاث وعمل يحمل الاسم التوراتي «كوهيلت» لوضع الأسس القانونية والعملية لهذه المهمة. وحظي هذا المعهد بتمويل من اليمين الإسرائيلي والأميركي واليهودي العالمي. منذ تأسيسه، أصدر المعهد نحو 100 وثيقة، في شتى مجالات الحياة، كالسياسة، والقضاء والقانون، والتربية، والاقتصاد، والمجتمع ومواجهة الأمم المتحدة والمؤسسات الأوروبية. وأضحى المرجعية لأحزاب اليمين. وهو الذي يقف وراء سن «قانون القومية» عام 2018، الذي جعل اليهودية «عرقاً متفوقاً ومميزاً» في إسرائيل؛ ما يجعل التفرقة العنصرية ذات طابع قانوني علني. قد تكون الحرب بالنسبة لنتنياهو معركة بقاء في الحكم... لكنها بالنسبة لليمين المتطرف فرصة تاريخية لتحقيق الهدف الصهيوني الأكبر حكومة نتنياهو الحالية، هي أول حكومة في تاريخ إسرائيل تعتبر حكومة يمين بالكامل... وعملياً، فإنها تحقق الهدف. فمن ناحية، يرأس نتنياهو حكومة «مثالية» في معركته الشخصية ضد المحكمة، التي تحاكمه في قضايا الفساد. فهي أولاً حكومة قوية ثابتة (بدأت بائتلاف من 64 نائباً من مجموع 120 وأصبحت الآن بائتلاف 68 نائباً) لديها أجندة لمحاربة الجهاز القضائي وتقليص صلاحياته وتخويفه. وثانياً، ضمن الائتلاف توجد الأحزاب الدينية «الحريدية»، التي تريد من هذه الحكومة سن قانون إعفاء الشباب المتدين من الخدمة العسكرية، وتخصيص مخصصات مالية كبيرة لمدارسها ومؤسساتها الدينية الحزبية (الحديث عن أكثر من مليار دولار في السنة). لكن إثر رفض الحكومة الاستجابة لمطالب هذه الأحزاب، انسحبت من الحكومة، لكنها ظلت في الائتلاف لأن نتنياهو يعدها بتحقيق أهدافها. وثالثاً، في قلب المعادلة تيار اليمين المتطرف، الذي يسعى إلى تحقيق حلم «أرض إسرائيل الكاملة». وهو يرى في هذه الحكومة - وفي هذا الظرف بالذات - فرصة تاريخية لتحقيق الهدف، لا سيما وأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب هو اليوم «سيد البيت الأبيض». ونرى أن قادة المستوطنات، الذين يشكلون مركباً أساسياً في اليمين العقائدي، يبذلون جهودهم ليس فقط لدى حكومة نتنياهو، بل أيضاً في الولايات المتحدة، لإقناع إدارة ترمب بالموافقة على ضم الضفة الغربية أو أقسام منها إلى السيادة الإسرائيلية ونسف فكرة الدولة الفلسطينية. وللعلم، لدى هؤلاء خطة جاهزة لذلك، نشرها سموتريتش عام 2017، في الموقع اليميني «هشيلواح»، تحمل اسم «خطة الحسم». لكن المشكلة الكبرى في هذا الشأن، هو أن الجناح الليبرالي المعارض للحكومة، ومعه «الدولة العميقة» في إسرائيل، لا يملك الوعي لخطورة هذا المخطط، لا، بل ينتهج سلوكاً يساعد على تحقيقه. فعندما بادر اليمين المتطرف إلى طرح قرار في الكنيست يقضي برفض إقامة دولة فلسطينية حظي الاقتراح بتأييد 90 نائباً (من مجموع 120)، بينهم قادة المعارضة. وعندما أقدم المستوطنون على توسيع المستوطنات وتعزيزها وتحويل البؤر الاستيطانية المؤقتة مستوطناتٍ رسمية، لم ترفع هذه المعارضة صوتها ضدها. وعندما أطلق اليمين المتطرف ميليشيات مسلحة في الضفة الغربية تعمل على ترحيل الفلسطينيين من عشرات التجمّعات الزراعية في مسافر يطا (قرب مدينة الخليل) وفي شمال غور الأردن، لم تحرك المعارضة ساكناً. عسكريون ... ومستوطنون محتجون ("سي إن إن عربي") فقط عندما بدأت الميليشيات تعتدي على الجيش الإسرائيلي تحرّكت المعارضة في بعض الأعمال والتصريحات الاحتجاجية. واللافت هنا، أن الجيش الإسرائيلي، الذي يُعدّ العمود الفقري لـ«الدولة العميقة»، لا يكتفي بحماية المستوطنين ومشاريعهم، بل يوفر لهم خدمات جليلة وينافق لقيادتهم بشكل مكشوف. وبعد هجوم «حماس» على إسرائيل يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عمي بصر الجيش الإسرائيلي وبصيرته عن رؤية التطورات الآيديولوجية العميقة لليمين، غير آبه للحقيقة أن الحرب التي يديرها في قطاع غزة والضفة الغربية تخدم تلك القوى وأهدافها الاستراتيجية. لقد اختار الجيش «حرباً انتقامية» تدمر غزة، وأثمر ذلك عودة الأطماع بإعادة احتلال غزة والاستيطان فيها. وأدت عملياته في الضفة الغربية إلى تأجيج عمليات الاعتداءات البلطجية على الفلسطينيين وتعزيز وسائل الضم وفرض السيادة. وبحجة منع العرب من تكرار هجوم «حماس» على الجبهة الشمالية، لبنان وسوريا، وضع عقيدة حربية جديدة مبنية على إقامة ثلاث دوائر حماية لإسرائيل: دائرة داخل الحدود الإسرائيلية (حشود كبيرة للجيش وحفر قنوات وفواصل وتعزيز القوات)، ودائرتان أخريان داخل أراضي العدو، واحدة تكون بمثابة «حزام أمني» على طول الحدود يحظر فيه دخول أي مسلح (بعرض 3 – 5 كيلومترات في سوريا ولبنان و1200 متر في غزة)، ودائرة تكون بمثابة أرض منزوعة السلاح (كل قطاع غزة الجنوب اللبناني من الليطاني حتى الحدود مع إسرائيل والمنطقة التي تقع جنوب دمشق وتمتد حتى الحدود مع الأردن في سوريا). مع إعلان هذه العقيدة شعر اليمين المتطرف بالاطمئنان ليطرح فكرة الضم وتوسيع ارض إسرائيل التاريخية، وإقامة استيطان يهودي في مناطق الحزام الأمني والمناطق منزوعة السلاح. وحسب الحاخام لبنون، فإن شرق الأردن أيضاً يجب أن تدخل في نظام الدوائر، وبالتالي... نظام الاستيطان.

سانتياغو آباسكال... زعيم أقصى اليمين الإسباني ينضم إلى كوكبة القيادات «النيو فاشية» في الغرب
سانتياغو آباسكال... زعيم أقصى اليمين الإسباني ينضم إلى كوكبة القيادات «النيو فاشية» في الغرب

الشرق الأوسط

timeمنذ 6 ساعات

  • الشرق الأوسط

سانتياغو آباسكال... زعيم أقصى اليمين الإسباني ينضم إلى كوكبة القيادات «النيو فاشية» في الغرب

في نهاية يونيو (حزيران) 2016، بعد شهرين من الانسداد التام في أفق تشكيل حكومة إسبانية جديدة إثر الانتخابات العامة التي أجريت ربيع ذلك العام، ذهب الإسبان مجدداً إلى صناديق الاقتراع بعد حلّ البرلمان، في أقصر ولاية عرفها منذ عودة الديمقراطية. في ذلك التاريخ، كان أول ظهور لحزب «فوكس» اليميني المتطرف، ولزعيمه سانتياغو آباسكال، على المشهد السياسي الإسباني، الذي كانت قد بدأت تتصدّع معادلته الثنائية التي ضمنت لإسبانيا أكثر أنظمة الحكم استقراراً في الاتحاد الأوروبي منذ مطالع ثمانينات القرن الفائت. في تلك الانتخابات، لم يحصل الحزب اليميني المتطرف الناشئ على أي مقعد في مجلسي الشيوخ والنواب. ولكن في الانتخابات التالية التي أجريت ربيع عام 2019، نال «فوكس» 10 في المائة من أصوات الناخبين، وحصل على 24 مقعداً في مجلس النواب، بينما كانت نسبة المشاركة تسجّل رقماً قياسياً بسبب حماسة الناخبين لتأييد هذا الحزب أو التصويت ضده. في حينه، قال ستيف بانون، منظّر أقصى اليمين الأميركي والمستشار السابق لدونالد ترمب، إن «السياسة الأوروبية في العقود المقبلة ستدور رحاها حول 3 شخصيات رئيسية، هي فيكتور أوربان في المجر، وماتّيو سالفيني في إيطاليا، وسانتياغو آباسكال»، الذي توقّع له أن يصل إلى رئاسة الحكومة الإسبانية بحلول نهاية العقد الحالي. وفي الانتخابات العامة الأخيرة عام 2023، ارتفع رصيد «فوكس» إلى 33 نائباً، بعدما كان قد حقّق عدة انتصارات في الانتخابات الإقليمية، كان أبرزها دخوله الحكومة الإقليمية في إقليم الأندلس، الذي ظل لعقود المعقل الرئيس للحزب الاشتراكي. يرى كثيرون أن المحيط الاجتماعي والعائلي، الذي نشأ فيه سانتياغو آباسكال، زعيم حزب «فوكس» اليميني المتطرف الإسباني، كان له دور أساسي في تكوينه العقائدي، والخيارات التي استقر عليها منذ بداية مسيرته السياسية عندما كان لا يزال في الثالثة والعشرين من عمره. ولد سانتياغو آباسكال بعد أشهر من وفاة الديكتاتور فرنسيسكو فرنكو، ونشأ في إقليم الباسك (أقصى شمال إسبانيا) حيث كانت تنشط منظمة «إيتا» الانفصالية، وتقود أشرس معارضة ضد النظام الحاكم. وكان والده وجدّه من ألدّ خصومها بحكم ما كانا يتوليانه من مناصب في الإدارات المحلية عن الحزب الشعبي المحافظ. التحق الشاب سانتياغو بصفوف الحزب الشعبي اليميني، عندما كان لا يزال يتابع تحصيله الجامعي في جامعة دويستو المرموقة بمدينة بلباو. وتدرّج بسرعة في عدد من المناصب الإقليمية، قبل أن ينتقل إلى مدريد في أعقاب انتخابه رئيساً لشبيبة الحزب، وانضمامه بحكم هذا المنصب إلى اللجنة التنفيذية الوطنية. وعام 2003، تخرّج في كلية العلوم الاجتماعية بأطروحة عنوانها «مهزلة الحكم الذاتي»، قدّم لها رئيس الحزب الشعبي ورئيس الحكومة الأسبق خوسيه ماريا آزنار، الذي يقال إنه خطّط في الكواليس لدعم صعود «فوكس» حتى تمكينه من استيعاب الحزب الشعبي، الذي ابتعدت قياداته الحالية عن الخط اليميني المتشدد، الذي كان قد نهجه آزنار، بالأخص في مواجهة مطالب الانفصاليين في كاتالونيا (قطالونية) وإقليم الباسك. لكن «متاعب» آباسكال مع قيادات الحزب الشعبي بدأت عندما قرّر تأسيس «رابطة الدفاع عن الأمة الإسبانية»، التي تدعو إلى مواجهة سياسية صدامية مع الأحزاب والقوى الإقليمية المطالبة بالاستقلال أو الانفصال عن الدولة المركزية، وذلك بالتزامن مع وصول قيادات معتدلة إلى الحزب الشعبي. وعام 2013، قدّم آباسكال استقالته من الحزب الشعبي مع اشتداد خلافه مع حكومة ماريانو راخوي المحافظة وسياساتها حيال منظمة «إيتا»، التي كانت أعلنت تخليها عن الكفاح المسلح مقابل إطلاق سراح بعض أعضائها الذين كانوا يمضون عقوبات بالسجن لارتكابهم أعمالاً إرهابية، وأيضاً بسبب ما اعتبره «تساهلاً» من الحكومة إزاء المطالب الانفصالية الكاتالونية. يومها اتهم القيادي المتطرف رئيس الحكومة بـ«خيانة» مبادئ الحزب الشعبي، واعتماد سياسة «تهدد وحدة إسبانيا». ثم في مطلع عام 2014، أعلن تأسيسه حزب «فوكس» بديلاً عن الحزبين الشعبي (اليميني) والاشتراكي (اليساري) في المعادلة الإسبانية السائدة، وتجديد الديمقراطية، و«الدفاع عن وحدة الأمة الإسبانية». منذ تأسيس آباسكال حزب «فوكس» المتطرف والمعادي للهجرة والمسلمين والأقليات الانفصالية، ركب الحزب موجة الغضب، الذي كانت تتسع دائرته وتتجذّر في إسبانيا ضد الأحزاب والقوى الإقليمية الانفصالية. واستفاد من نقمة كثيرين بعدما أخذت هذه الأخيرة «تبتزّ» الحكومة المركزية لتأمين الدعم البرلماني لها مقابل تنازلات واسعة عن صلاحيات إدارية ومالية. من ناحية ثانية، صار آباسكال يشدد في جميع تصريحاته - خلال تلك الفترة - على تمايز حزبه عن الأحزاب اليمينية المتطرفة الأخرى في بلدان الاتحاد الأوروبي، التي كان معظمها يبني حملاته الانتخابية واحتجاجاته على محاربة الهجرة والتحذير من «مخاطر الموجات العرقية والدينية» على الهويات الوطنية في أوروبا. ولكن الأمر اختلف بعدما رسّخ حزب «فوكس» حضوره في المشهد السياسي الإسباني عقب الانتخابات العامة الأخيرة التي رفعته إلى مرتبة الكتلة الثالثة في البرلمان، وبعدما همدت الأزمة الانفصالية الكاتالونية، وجمّدت الأحزاب الإقليمية حملة مطالبها. إذ عدّل آباسكال خطابه السياسي ليركّز على المهاجرين، وخاصة المسلمين منهم، وعلى فشل الحزبين الاشتراكي والشعبي، اللذين تعاقبا على الحكم منذ عودة الديمقراطية، في معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المستعصية. وتزامن هذا التحوّل في استراتيجية «فوكس» مع انهيار واسع في صدقية الحزبين الاشتراكي والشعبي، تحت وقع فضائح فساد مدوية طالت عدداً من شخصيات الصف الأول. وبينما كانت حكومة الاشتراكي بيدرو سانشيز تترنّح تحت وطأة فضيحة فساد جديدة خلال الأشهر الأخيرة الماضية، وتلوح معها احتمالات الذهاب إلى انتخابات مبكرة، صعّد آباسكال في خطابه المناهض للهجرة. إذ توعد في حال وصوله إلى رئاسة الحكومة بطرد 8 ملايين مهاجر من إسبانيا، بمن فيهم الأبناء المولودين في إسبانيا... إذا لم يستوفوا شروطاً مبهمة مثل «التكيّف». وقال: «من حقّنا البقاء كشعب، لأنه ما لم نسارع إلى طرد المهاجرين بكثافة اليوم، سيصبح عددهم أكثر من عدد الإسبان بحلول عام 2044، وتنتهي بذلك إسبانيا التي نعرفها». وعلى طريقة الزعامات «النيو فاشية» والعنصرية، استفاض آباسكال بعد ذلك في شرح تفاصيل نظريته، مدّعياً أن ثمة «مؤامرة عالمية» تستهدف تغيير وجه أوروبا - على حد قوله - مشدداً على أن الطرد يجب أن يشمل جميع الذين «يتعارضون مع ثقافتنا». وهذا مصطلح يستخدمه حزب «فوكس» للإشارة إلى المسلمين. وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذا الحزب كان قد اعتمد لحملته في الانتخابات الأوروبية الأخيرة شعار «دعونا نغيّر أوروبا قبل أن تغيّرنا». هذا الجنوح العنصري الواضح في خطاب «فوكس» أثار اهتماماً كبيراً في أوساط المراقبين والباحثين، الذين رأوا فيه قفزة نوعية تنذر بمرحلة تصعيدية جديدة في الخطاب اليميني المتطرف، في أوروبا والعالم. وهنا يقول الباحث الأميركي المعروف، كونور مولهرن، الذي يرصد أنشطة اليمين المتطرف في شتى أنحاء العالم، ويشرف على عدة مشاريع، بالتعاون مع جامعات عالمية كبرى، مثل هارفارد وستانفورد: «هذا المنحى المذهل في خطاب (فوكس) يندرج ضمن مزايدة مستعرة بين القوى اليمينية المتطرفة، نشهدها منذ عود دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، والمساعي التي تبذلها الإدارة الأميركية الجديدة لتعزيز التواصل مع أقصى اليمين الأوروبي ومساعدته للوصول إلى السلطة». ويعتبر مولهرن أن «فوكس»، عبر دعوته إلى طرد المهاجرين، بغضّ النظر عن سجلهم الأمني، «يكسر حاجزاً جديداً في التطرف والعنصرية، حرص حتى حزب «البديل من أجل ألمانيا» (النيو نازي) على تجنب تجاوزه، قاصراً دعوته على طرد المهاجرين غير الشرعيين الذين يرتكبون أفعالاً إجرامية. من جهة ثانية، يرى فيرنر كراوس، الباحث المتخصص في السياسات المقارنة بجامعة بوستدام الألمانية، أن «هذا الجنوح العنصري في خطاب (فوكس) ينطوي على خطورة بالغة في المواقف المناهضة للهجرة، إذ يدفع بمحور هذه المواقف من التهديد الأمني إلى (الخطر الوجودي) على الدول الأوروبية». ويوضح: «عندما نضع الدول أمام هذا الخطر الوجودي، تصبح الضوابط الديمقراطية العادية عوائق أمام البقاء، فتمهد الطريق لتدابير القمع والاستبداد». وحقاً، يجمع كثيرون من الباحثين في شؤون الهجرة واليمين المتطرف على أن هذا الخطاب العدائي الذي يقوده زعيم «فوكس»، ظهرت تباشير تداعياته أخيراً في الاضطرابات العرقية والدينية التي شهدتها بعض مناطق الساحل الشرقي لإسبانيا، إثر تصريحات آباسكال ضد المهاجرين المسلمين. واعتبروه نقطة تحول جذرية تذكّر بما حصل بعد اغتيال القيادي اليميني المتطرف بيم فورتيون، المناهض للإسلام في هولندا. فبعدما انطلق الخطاب العنصري خارج الضوابط والحدود، استقر الآن عند مستوى أكثر تطرفاً. ويرجّح المراقبون أن هذه «القفزة النوعية» الخطرة في خطاب «فوكس» - التي لا توجد ضوابط قانونية لكبحها حالياً على امتداد البلدان الأوروبية – ستنتشر مثل النار في الهشيم بين القوى والأحزاب اليمينية المتطرفة في الحملات الانتخابية المقبلة. ويتوقف هؤلاء عند تصريحات العديد من ممثلي هذه القوى في البرلمان الأوروبي، الذين صفقوا بحماس غير مألوف لخطاب آباسكال، يوم قال: «إسبانيا أصبحت موئلاً للمغتصبين والإرهابيين، وهي ضحية اجتياح إسلامي يدمّر أمتنا واقتصادنا وهويتنا، ويستهلك القسم الأكبر من المساعدات الاجتماعية التي تموّلها الضرائب التي ندفعها لمساعدة الذين يغتصبون بناتنا».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store