
تأجيل محاكمة طبيب مزيف تسبب في وفاة حفيدة رئيس وزراء مصر الأسبق
قررت محكمة جنايات القاهرة، السبت، تأجيل محاكمة المتهمين بالتسبب في وفاة طبيبة الأسنان، حفيدة كمال الدين حسين رئيس الوزراء المصري الأسبق، إثر حقنها بمادة "فيلر" على يد صيدلي منتحل صفة طبيب في عيادة تجميل غير مرخصة بمنطقة التجمع الخامس، وذلك إلى جلسة 10 مايو المقبل للمرافعة.
وكشفت جلسة محاكمة طبيب مركز التجميل الشهير بالقاهرة الجديدة عن تفاصيل جديدة تتعلق بملابسات الوفاة. واستمعت هيئة المحكمة لأقوال الطبيب الشرعي لوصف الحالة الصحية لحفيدة رئيس الوزراء الأسبق، حيث أفاد الطبيب بتعرضها لجلطة بالشريان الرئوي، وذلك نتيجة خطأ طبي جسيم أثناء إجراء عملية تجميلية غير ضرورية.
مخالفات بالجملة
وأثارت قضية وفاة العروس الشابة حفيدة رئيس الوزراء المصري الأسبق، البالغة من العمر 27 عاما، غضبًا واسعًا، خاصة بعد تأكيد مديرة العلاج الحر بالقاهرة الجديدة أن المركز خالف اللوائح الصحية، ما دفع النيابة العامة إلى فتح تحقيق موسع.
ووجهت النيابة اتهامات رسمية للطبيب المسؤول بالتسبب في وفاة الشابة، قبل زفافها بأيام، نتيجة الإهمال، مع استدعاء إدارة المركز للتحقيق في مخالفات الترخيص.
وكانت جهات التحقيق قررت إحالة الطبيب المسؤول إلى المحاكمة الجنائية العاجلة بعد أن تبين تورطه في وفاة الشابة نتيجة مضاعفات خطيرة ظهرت عقب إجراء العملية التجميلية، بعد توجه المجني عليها إلى المركز لإجراء حقن تجميلي استعدادًا لحفل زفافها، إلا أن العملية أسفرت عن جلطة بالشريان الرئوي، ما أدى إلى وفاتها.
واقعة مشابهة
وقالت الشاهدة "م.ع"، وهي مسؤولة الحجوزات بمركز التجميل، "إن المركز يدار من خلال مجموعة من الأطباء، وأنها لم تكن على علم بتخصص كل طبيب منهم، وإن هناك واقعة مماثلة لواقعة وفاة طبيبة الأسنان الشابة، حيث حضر رجل إلى العيادة لإزالة الزوائد الجلدية ومن ثم سقط مغشيا عليه وفقد وعيه ومن بعدها تم تغيير الطبيبة المتسببة بالواقعة، وحضر طبيب آخر للكشف على الرجل، وغادرت الطبيبة في ذات اليوم المركز وتم إنهاء عملها."
وكشفت تحقيقات النيابة والأجهزة الأمنية أن المتهم ليس طبيبًا بل صيدليًّا، ويقوم بحقن الفيلر والبوتوكس دون ترخيص، كما كشفت التحقيقات أن العيادة غير مرخصة، وتستخدم مواد مجهولة المصدر، وتم ضبط شهادات مزورة داخل العيادة، بالإضافة إلى أدوية منتهية الصلاحية.
وأشارت التحقيقات أن الفتيات والسيدات كن يترددن على المتهم لعلاج بشرتهن وعمل جلسات تجميلية وحقن الفيلر والبوتوكس.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة هي
منذ 12 ساعات
- مجلة هي
التجميل السريع للبشرة.. كل ما تريدين معرفته عن البوتوكس والفيلر
في عصر تتسارع فيه وتيرة الحياة، لم يعد بمقدور كثير من النساء تخصيص وقت طويل للعناية بالجمال أو إجراء تغييرات جمالية كبيرة تتطلب فترات تعافٍ طويلة. هذا التحول في أسلوب الحياة ساهم في ازدهار ما يُعرف بإجراءات التجميل السريعة، ومن ضمنها حقن البوتوكس والفيلر، التي أصبحت تُجرى خلال إجازة نهاية الأسبوع، بل أحياناً في استراحة الغداء. ففي الماضي، كانت الجراحات التجميلية الكبيرة الخيار الوحيد لمن يسعون إلى تحسين ملامح الوجه أو تأخير علامات التقدم في السن. أما اليوم، فقد باتت الحقن التجميلية، كالبوتوكس والفيلر، تقدم بديلاً عملياً وسريعاً يُحقق نتائج فورية، دون الحاجة إلى التخدير العام أو فترة نقاهة مطولة، ما جعلها مثالية لمن يرغبن في تعزيز مظهرهن دون تعطيل جدولهم اليومي. الفيلر والبوتوكس إجراءات غير جراحية سريعة ما هو البوتوكس؟ هدف البوتوكس الأساسي هو علاج ومنع تجاعيد الوجه البوتوكس أو المعروف أيضاً باسم السم البوتولينوم العلمي، يعالج التجاعيد الحركية، وهي التجاعيد التي تظهر عند حركة العضلة وتزول عند زوال هذه الحركة، فهي مادة تُسبّب ارتخاء العضل، وتزيل التجاعيد، وتستخدم لحقن الجبين، ومحيط العينين ومحيط الفم. هدف البوتوكس الأساسي هو علاج ومنع تجاعيد الوجه على الرغم من أنه يمكن استخدامه أيضاً لعلاج الجيوب الأنفية والحول وخلل التوتر العضلي. فمع مرور السنين أصبح البوتوكس أحد أكثر العلاجات المرغوبة للذين يرغبون في منع ظهور علامات الشيخوخة وآثارها على وجوههم أو تصحيح أي علامات حالية. ما هو الفيلر؟ الفيلر، والمعروف أيضاً باسم الحشوات الجلدية، هو مواد مصممة للحقن تحت سطح الجلد لإضافة الحجم والامتلاء. يحقن الفيلر عن طريق ملئ خطوط وأنسجة الوجه لتجديد شباب الوجه والحد من التجاعيد والندب الموجودة وإزالة علامات الشيخوخة ولتعبئة الفراغات في الوجه ونفخها مثل الشفاه، الخدود والجبين. ما الفرق بين البوتوكس والفيلر؟ فيمكن أن تستغرق جلسة البوتوكس أو الفيلر أقل من 30 دقيقة البوتوكس والفيلر علاجات تجميلية لا تنطوي على عملية جراحية، فهناك تجاعيد بالوجه تسمى بالتجاعيد التعبيرية وتلك التى يستخدم لها مادة البوتوكس وهناك ما يسمى بالتجاعيد الثابتة والتي تستخدم لها مادة الفيلر. يحتوي البوتوكس على البكتيريا النقية الذي يؤدي إلى توقف العضلات في الوجه وعن تشكيل التجاعيد وتقليل ظهور الخطوط الناتجة عن تعبيرات الوجه. في حين تحتوي الفيلر على مكونات مثل الكولاجين مما يساعد على تحفيز نمو الكولاجين في الوجه ورفع الجلد لإستبدال فقدان الكولاجين، مما يضيف الإمتلاء إلى المناطق التي ضعفت بسبب الشيخوخة والتي تفتقر إلى العمق أو الحجم. يساعد هذا بشرتك على تحقيق مظهر شاب بقدر الإمكان، وكذلك القضاء على علامات الشيخوخة التي تحدث نتيجة لنضوب الكولاجين. أيضاً يستمر مفعول البوتوكس لحوالي تسعة أشهر وذلك يتعلق بمدى اعتنائك ببشرتك، أما مفعول مدّة الفيلر فهو حسب النوع المستخدم في الحقن، فهناك حقن تستمر لثلاثة أشهر وأخرى لسنة أو أكثر. تغيرات الفيلر والبوتوكس تحول مفهوم التجميل في السنوات الأخيرة من تغيير شامل إلى تحسينات صغيرة ولكن مؤثرة، ومن هنا، انطلقت ثقافة إجراءات نهاية الأسبوع، وهي فكرة أن السيدة يمكنها إجراء حقنة بوتوكس أو فيلر صباح الجمعة، والعودة إلى حياتها الطبيعية يوم الأحد دون أن يلاحظ أحد أنها خضعت لأي تجميل. وهذا يعكس مدى اندماج هذه الإجراءات في الروتين اليومي للكثيرات، بل وأصبح يُنظر إليها كجزء من العناية الشخصية، لا كعملية تجميلية فاخرة. وقد لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في ترسيخ هذا التوجه، فالمشاهير والمؤثرات يشاركن تجاربهن مع هذه الإجراءات، وغالباً ما يُظهرن نتائج فورية وجذابة، ما يعزز من إقبال الناس على تجربتها بأنفسهم. فوائد الفيلر والبوتوكس يستمر مفعول البوتوكس لحوالي تسعة أشهر وذلك يتعلق بمدى اعتنائك ببشرتك من أبرز أسباب شعبية هذه الإجراءات هو أنها لا تتطلب وقتاً طويلاً، فيمكن أن تستغرق جلسة البوتوكس أو الفيلر أقل من 30 دقيقة، ولا تتطلب سوى تخدير موضعي، كما أن النتائج تكون واضحة في غضون أيام قليلة وفي بعض الحالات فوراً، خصوصاً مع الفيلر. وهذا يجعلها مثالية لمن لديهن التزامات مهنية أو اجتماعية لا تسمح لهن بالتغيب لفترات طويلة. كذلك، فإن هذه الإجراءات تُعد أقل تكلفة بكثير من الجراحات التجميلية، مع إمكانية تعديلها أو تكرارها عند الحاجة، مما يمنح السيدة مرونة أكبر وتحكماً أكبر في مظهرها مع مرور الوقت. مخاطر الفيلر والبوتوكس يحقن الفيلر عن طريق ملئ خطوط وأنسجة الوجه لتجديد شباب الوجه على الرغم من أن هذه الإجراءات توصف بـالخفيفة فإنها ليست خالية من المخاطر، فيجب أن تتم على يد مختصين ذوي خبرة في بيئة طبية آمنة. فالقيام بها في صالونات غير مرخصة أو على يد أشخاص غير مؤهلين قد يؤدي إلى نتائج غير مرضية أو حتى إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل الالتهابات، أو تشوهات في شكل الوجه. كما أن الاستخدام المفرط أو غير المدروس قد يؤدي إلى فقدان التعبير الطبيعي في الوجه، أو ما يُعرف بالوجه المجمد، وهو أحد أكثر الانتقادات التي تُوجه لمستخدمي البوتوكس بكثرة. ومع التطور المستمر في عالم الطب التجميلي، يتوقع الخبراء أن تصبح هذه الإجراءات أكثر دقة وأماناً في المستقبل، مع ظهور مواد وتقنيات جديدة تُقلل من المضاعفات وتُطيل من مدة النتائج.


عكاظ
منذ يوم واحد
- عكاظ
أخطر صيدلي في مصر.. هارب من 587 سنة سجن في 388 قضية
/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} تمكنت أجهزة البحث الجنائي بمديرية أمن القاهرة، من إلقاء القبض على صيدلي مصري هارب من تنفيذ أحكام قضائية بلغ مجموعها 587 سنة سجن. وكشفت التحريات الأمنية أن المتهم، وهو صيدلي مقيم بمحافظة القاهرة، صادر بحقه 388 حكماً قضائياً في قضايا «شيكات وتبديد» حيث تراكمت هذه الأحكام نتيجة تعاملات مالية غير مشروعة، وبمواجهته بالأحكام الصادرة ضده، أقر المتهم بصحتها. وأفادت مصادر أمنية أن العملية تمت بناء على معلومات دقيقة وتحريات مكثفة أجرتها وحدة مباحث تنفيذ الأحكام بمديرية أمن القاهرة، حيث تم تحديد مكان اختباء المتهم وضبطه في إحدى المناطق بالقاهرة. أخبار ذات صلة واتخذت الأجهزة الأمنية بالقاهرة الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتهم، وجارٍ عرضه على النيابة العامة لاستكمال التحقيقات وتنفيذ الأحكام الصادرة بحقه.


Independent عربية
منذ 5 أيام
- Independent عربية
التجميل في مصر... من فوضى الشهادات إلى كوارث العمليات
يعيش عالم التجميل في مصر فوضى طبية عارمة، تبدأ من الكورسات التي تتبناها وتعلن عنها كيانات تعليمية وهمية أو غير مرخصة تهتم بهذا المجال، وتمنح من يخوضها لقب "متخصص تجميل" بالمخالفة للوائح الطبية، مروراً بالمراكز الطبية الخاصة بعمليات التجميل التي يُكتشف في نهاية الأمر أن غالبيتها من دون ترخيص طبي رسمي، وانتهاءً بالضحية الذي يدفع حياته ثمناً لتلك الفوضى الطبية في بعض الحالات. وأخيراً، انتشرت في مصر برامج تعليمية تنظم داخل كيانات معروفة، بل وتحمل أحياناً أسماء جامعات حكومية مرموقة، مثل عين شمس والقاهرة، وتمنح شهادات مزينة بأختام وشعارات رسمية، تدعي تأهيل المشاركين ليصبحوا "متخصصي تجميل"، وما يضفي شرعية على هذه الدورات هو أن بعض المحاضرات تعقد داخل الحرم الجامعي نفسه، في وقت الجهات الفعلية المنظمة لها كيانات خاصة، قد تكون غير مؤهلة أو مرخصة بالأساس. حقنة قاتلة أثارت وفاة طبيبة الأسنان الشابة البالغة من العمر 27 سنة داخل مركز تجميل شهير بالتجمع الخامس في القاهرة موجة غضب، بخاصة بعدما أكدت إدارة العلاج الحر بوزارة الصحة المصرية أن المركز خالف اللوائح الصحية المنظمة لعمل المنشآت الطبية، إذ لم تكن أسرة الطبيبة تتخيل أن المركز الذي ذاع صيته في أحد أرقى أحياء القاهرة سيكون سبباً في نهاية حياة ابنتهم، إثر تلقيها "حقنة فيلر" على يد صيدلي منتحل صفة طبيب تجميل. وبحسب تحقيقات النيابة العامة في القضية رقم 4294 جنايات التجمع الخامس (شرق القاهرة)، فإن الطبيبة "ش ش" توفيت نتيجة جلطة في الشريان الرئوي بعد حقنها بمادة "بادي فيلر" على يد شخص حاصل على بعض الشهادات التدريبية غير المعترف بها في مجال التجميل من كيانات تعليمية غير متخصصة، وغير مؤهلة قانونياً أو طبياً. ورصدت "اندبندنت عربية" مئات الكيانات التدريبية التي تمنح شهادات تحمل شعارات جامعات مصرية معروفة في مجالات طبية دقيقة مثل التجميل اللاجراحي والتغذية العلاجية والطب التكميلي والتحاليل الطبية والإرشاد النفسي وتعديل السلوك تحت تسميات "متخصص" و"مدرب" و"معالج" على رغم أن غالبية الحاصلين عليها لا يمتلكون ترخيصاً طبياً رسمياً، بل وبعضهم من خريجي المؤهلات المتوسطة. وحصلت "اندبندنت عربية" على نسخ من شهادات معتمدة ومختومة بشعار جامعة عين شمس، موقعة باسم عميدة كلية البنات، تفيد بحصول متدربين على 50 ساعة تدريب في مجال التجميل. إحدى هذه الشهادات كانت لمصلحة المتدربة "ن س"، وأخرى في مجال الطب التكميلي، صادرة بالتعاون بين كلية البنات بجامعة عين شمس ومؤسسة "اتعلم وعلم للتميز العلمي"، التي تمتلك صفحة موثقة على موقع "فيسبوك" تحت مسمى "برامج كلية البنات للآداب والعلوم - جامعة عين شمس"، وتعرض عليها صور للمتدربين في أثناء تلقيهم المحاضرات داخل قاعات الجامعة. وتواصلت "اندبندنت عربية" مع هذه الجهات لاستقصاء التفاصيل المتعلقة بالدورات. وأكد القائمون على البرامج أن الكورسات متاحة لحاملي المؤهلات العليا وكذلك المتوسطة، مقابل رسوم تراوح ما بين 3 آلاف إلى 6 آلاف جنيه مصري، بينما يدفع الأجانب ما بين 200 و400 دولار أميركي حسب نوع الدورة. أما السداد فإما إلكترونياً عبر تحويلات مصرفية إلى أربعة بنوك مختلفة، أو مباشرة داخل الكلية نفسها، والأخيرة هي الطريقة التي اتبعتها معدة التحقيق، لاستكشاف مدى تبعية تلك الدورات للجامعة، إذ طالبنا أحد المسؤولين عن الدورة بالتوجه إلى كلية البنات للآداب والعلوم – جامعة عين شمس لإتمام إجراءات السداد، مما يثير تساؤلات حول مدى علم إدارة الجامعة بهذه الأنشطة، ودور الجهات الرقابية في ضبطها ومنع التلاعب بأسماء المؤسسات التعليمية الكبرى؟ المثير للقلق أن هذه الدورات تتيح للحاصلين عليها تأسيس مراكز تجميل، والتسجيل في ما يعرف بـ"نقابة المهن التجميلية"، وهي كيان غير رسمي. ووفق ما جرى توثيقه، تنتشر هذه المراكز على نطاق واسع في مختلف محافظات الجمهورية، إذ بلغ عدد مراكز التجميل نحو 10 آلاف مركز، إلى جانب نحو مليون "كوافير"، يمارس عديد منهم أنشطة طبية تجميلية من دون ترخيص، تشمل حقن الفيلر والبوتكس، وعمليات نحت الجسم والتخسيس، بل وصرف أدوية طبية خطرة لإنقاص الوزن. وفي وقت بلغت فيه قيمة سوق عمليات التجميل عالمياً نحو 26 مليار دولار أميركي، ويتوقع أن تصل إلى 46 مليار دولار العام المقبل، تتصدر الولايات المتحدة القائمة، تليها البرازيل، إلا أن المؤشرات في مصر تنذر بكارثة مهنية وصحية صامتة. فغياب الضوابط القانونية والرقابة الفعلية على تلك الأنشطة ينذر بمزيد من الضحايا، على غرار الشابة التي فقدت حياتها، لا لسبب سوى أنها وثقت في شهادة معلقة على جدار مركز تجميل. دبلومات التجميل إلى ذلك يحذر استشاري التجميل والليزر محمد نجم من الانتشار الواسع للكيانات الوهمية التي تمنح دبلومات في التجميل، قائلاً "القائمون على هذه الدورات غالباً لا علاقة لهم بالمجال الطبي أو التجميلي، بعضهم لا يحمل سوى مؤهلات متوسطة مثل (دبلوم التجارة)، إلا أنهم يعملون في الكوافيرات ومراكز التجميل"، مضيفاً "الطلب المتزايد من السيدات على الإجراءات التجميلية الرخيصة شجع الكثيرين على إنشاء مراكز تدريب وهمية تمنح دبلومات العناية بالبشرة والشعر، لتصبح مهنة من لا مهنة له"، على حد وصفه. ودائماً ما تؤكد وزارة الصحة المصرية حرصها على إحكام الرقابة على المنشآت الطبية الخاصة، والتأكد من استيفائها الشروط الصحية، وحصول العاملين بها على التراخيص اللازمة والمؤهلات العلمية لممارسة عملهم في إطار قانوني منضبط، بما يضمن سلامة المواطنين، ويحد من المخالفات التي تهدد الصحة العامة. وسرد نجم واقعة وصفها بـ"العبثية"، حينما زار إحدى الجامعات في صعيد مصر، ليكتشف أنها استضافت "بلوغر" لإلقاء محاضرة عن التجميل، على رغم عدم امتلاكها أي مؤهل علمي. مشيراً إلى سيدة أخرى ليست طبيبة، تمتلك مركز تجميل في الصعيد قرب مديرية الصحة، تحت لافتة إعلانية ضخمة، دون وجود أي رقابة أو محاسبة، مطالباً "إدارة العلاج الحر بالتحرك لمحاسبة المسؤولين عن هذه المخالفات الجسيمة". من جانبه يقول هاني سامح، محامٍ، "الفوضى التي تشهدها الساحة الأكاديمية والتدريبية في منح الشهادات والدبلومات من كيانات غير مرخصة تمثل خطراً بالغاً على المجتمع"، موضحاً "هذه الشهادات وهمية ولا قيمة قانونية أو أكاديمية لها، لعدم خضوعها لأي من الضوابط التي ينظمها قانون الجامعات أو المجلس الأعلى للجامعات في مصر". وأشار سامح في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، إلى أن هذه الكيانات تمارس النصب والاحتيال بطرق ممنهجة، وتقع تحت طائلة قانون العقوبات المصري، تحديداً المادة 336، التي تنص على أن "كل من توصل إلى الاستيلاء على نقود أو عروض أو سندات دين أو أي متاع منقول من طريق الاحتيال أو اتخاذ صفة كاذبة، يعاقب بالحبس". وأضاف، "حتى من شرع في النصب ولم يتمه يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز السنة، وفي حال تكرار الجريمة، يجوز وضع الجاني تحت مراقبة الشرطة لمدة تراوح ما بين سنة وسنتين". وفيما يتعلق بقانون الجامعات ومدى ضوابط منح الشهادات والدرجات العلمية يقول سامح، "القانون واضح وصريح، وأي شهادة تصدر خارج الضوابط المعمول بها تعد غير قانونية ولا يعتد بها"، مستنداً في حديثه إلى اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات، وبخاصة المادة السادسة، التي تنص على تشكيل لجنة تابعة للمجلس الأعلى للجامعات لمعادلة الدرجات العلمية. وتتولى هذه اللجنة دراسة الدرجات والدبلومات الصادرة عن الجامعات والمعاهد غير الخاضعة للقانون رقم 49 لسنة 1972، ومعادلتها بالدرجات العلمية المعتمدة من الجامعات الحكومية المصرية. وشدد المحامي المصري على أن تجاوز هذه الإجراءات يجعل الشهادات غير معترف بها، مما يجعل استخدامها في سوق العمل، بخاصة في المهن الطبية، أمراً بالغ الخطورة قانونياً ومهنياً، محذراً من قيام غير المؤهلين باستخدام هذه الشهادات الوهمية لمزاولة مهن حساسة مثل الطب والتجميل والتغذية العلاجية، ومطالباً بتكثيف الرقابة على هذه الكيانات غير القانونية، والتشديد على أهمية التحقق من الاعتمادات الأكاديمية والتدريبية قبل الالتحاق بأي دورة أو برنامج تدريبي والتوعية المجتمعية بأخطار الشهادات غير المعترف بها. وأوضح أن القانون المصري يحظر تماماً على أي شخص غير مرخص له تقديم مشورة طبية أو الكشف على مريض أو إجراء تدخل علاجي أو وصف أدوية أو ممارسة الطب بأية صفة كانت، ما لم يكن مصرياً أو من دولة تسمح للمصريين بمزاولة المهنة فيها، ومقيداً في سجل الأطباء بوزارة الصحة، ومسجلاً في جدول نقابة الأطباء، مشيراً إلى أن الحصول على هذا القيد يتطلب بكالوريوس في الطب والجراحة من إحدى كليات الطب المعترف بها، مع إتمام فترة تدريب إجباري تحت إشراف أكاديمي، سواء في مستشفيات جامعية أو عسكرية، على أن تعادل المؤهلات الأجنبية وفقاً لضوابط مماثلة. أنشطة تجميلية من جانبها قالت عميد كلية البنات للآداب والعلوم بجامعة عين شمس أميرة سيد في تصريح خاص إلى "اندبندنت عربية" إن ورش التجميل اللاجراحي "غير متاحة نهائياً داخل الحرم الجامعي"، مؤكدة أن إدارة الكلية "اتخذت الإجراءات القانونية اللازمة لمنع تداول الإعلانات المضللة التي تزعم خلاف ذلك"، ومشددة على أنها "إعلانات غير صحيحة، ولا تمت للواقع بصلة". وأضافت، "أي دورات تدريبية تعقد داخل الكلية تكون منبثقة من التخصصات العلمية والأكاديمية المعتمدة في الكلية، وبما يتماشى مع اللوائح والقوانين المنظمة للعمل داخل الجامعة"، موضحة "مركز الخدمات التابع لكلية البنات يعمل بانضباط كامل، وندير من خلاله 14 نشاطاً فحسب، جميعها ذات صلة وثيقة بالتخصصات المعتمدة والمسجلة بالكلية". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) لكن، وعلى بعد أمتار من مبنى الكلية رصد وجود كيان يدعى "مركز اتعلم وعلم للتميز العلمي" يروج لدورات في مجال التجميل اللاجراحي، مدعياً أن الشهادات معتمدة من كلية البنات جامعة عين شمس، تحت إشراف شخص يدعى "هـ ر". وفي السياق ذاته أعلنت مؤسسة أخرى تعرف باسم "تطويرك بلس" عن تنظيم برامج تدريبية مماثلة، زاعمة أنها تتعاون مع جامعة القاهرة، وتمنح شهادات موثقة من وزارة الخارجية المصرية، مقابل رسوم إضافية، في حال طلب المتدرب توثيق الشهادة للعمل خارج البلاد. وتبلغ كلفة الدورة التدريبية 5 آلاف جنيه للمصريين و350 دولاراً للأجانب. وكانت وزارة الصحة والسكان وجهت المديريات الصحية في المحافظات بشن حملات تفتيش مكثفة على المراكز والمنشآت الطبية التي تزاول أنشطة تجميلية أو طبية من دون ترخيص. وأسفرت هذه الحملات عن ضبط أكثر من 3000 منشأة مخالفة، جرت إحالتها للتحقيق، كما تلقت إدارة العلاج الحر والتراخيص الطبية أكثر من 1300 شكوى خلال عام 2022، تتعلق بممارسات غير قانونية داخل هذه المراكز. وفي ظل هذه الفوضى المتزايدة في عالم التجميل غير الخاضع للرقابة، تبرز الحاجة الملحة إلى تدخل عاجل من الجهات التشريعية والتنفيذية لإعادة ضبط المنظومة، وحماية أرواح المواطنين من الممارسات غير القانونية. فبين شهادات وهمية، ومراكز تجميل تعمل خارج الإطار الطبي، يقف الأمن الصحي في مصر أمام تحد حقيقي، لا يمكن مواجهته إلا بحزم قانوني، ووعي مجتمعي، ورقابة صارمة تضع حياة الإنسان في مقدمة الأولويات.