
تحذيرات من مخاطر بديل السكّر في غزة
قطاع غزة
في ظل انقطاع السكر الطبيعي، رغم التحذيرات الطبية المتواصلة من استخدام تلك المادة التي يؤكد الأطباء أنها ضارة في حال استخدامها لفترات طويلة. بديل السكّر المنتشر حالياً في غزة ليس منتجاً معروفاً بعلامة تجارية أو تركيبة واضحة، وإنما يُباع في أكياس بلاستيكية بيضاء أو لفافات ورقية، من دون بطاقة تعريف أو تاريخ إنتاج أو صلاحية، ورغم ذلك يشتريه الكثير من الأهالي وذلك نتيجة مباشرة لنفاد السكّر من جراء
الإغلاق الإسرائيلي للمعابر
منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ثم تشديد الحصار في مطلع مارس/ آذار الماضي.
ووصل سعر الكيلوغرام الواحد من السكّر الطبيعي إلى قرابة مائة دولار أميركي بعد أن كان يباع بأقل من دولار واحد، في حين يُباع بديل السكر في الطرقات بأسعار تراوح بين عشرة شيكلات وخمسة عشر شيكلاً لكل غرام، ويشتريه كثيرون لقدرته على تحلية المشروبات، أو لصنع بعض أصناف الحلويات البسيطة، رغم النكهة المختلفة عن السكر الطبيعي.
وقد يكون بديل السكّر المنتشر في غزة مزيجاً من مُحليات صناعية رخيصة مثل "الأسبرتام"، وهو مُحلٍ صناعي شهير تعادل حلاوته 200 مرة السكّر العادي، أو "الساكرين"، وهو أرخص أنواع المحليات، ويستخدم منذ عقود، لكنه يرتبط بمخاوف صحية، أو "السيكلامات" المحظور في بعض الدول لارتباطه بأضرار صحية، إلى جانب مركبات غير معروفة المصدر. ويزيد من خطورة الأمر أنّ بدائل السكّر المتوفرة تستخدم من دون أي رقابة، وغالباً من دون وعي كاف بمخاطرها، ومن أبرز الأضرار، وفق مختصين محليين، تأثيراتها على الجهاز العصبي، إذ إن بعضها قد يسبب صداعاً ودواراً، أو مشاكل في التركيز، إلى جانب إجهاد الكبد والكلى بفعل تراكم المواد الكيميائية.
ومن بين الأضرار المحتملة اختلال توازن السكّر في الدم، فرغم أنها لا تحتوي على الغلوكوز، إلا أن بعض البدائل الصناعية قد تؤثر على استجابة الجسم للأنسولين، وزيادة احتمال التحسس أو التسمم الغذائي، خاصة عند الأطفال والحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة، علاوة على أن بعض المُركبات أظهرت ارتباطاً محتملاً بزيادة مخاطر السرطان.
نفد السكر منذ أشهر في غزة، مارس 2024 (محمد عابد/فرانس برس)
ويوضح رئيس قسم الغدد والسكري في مستشفى غزة الأوروبي أحمد أبو طه، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الأسواق الشعبية في القطاع تشهد بيع بديل السكّر منذ فترة، وهو مادة مجهولة المصدر. ظروف العدوان الإسرائيلي تسببت في غياب الرقابة على بعض الأصناف المباعة، ومنها بدائل السكر التي تباع بدون أي توضيح لمصدرها، ومن دون أن تخضع للفحص المخبري عن طريق وزارة الصحة".
ويبين الطبيب أبو طه أن "منتجات بديل السكّر لا تمت بصِلة إلى سُكر اللوز كما يشيع الباعة المتجولون، وهي مكونة من مادة تسمى (سكارا لوز)، وهي مادة مصنعة غير طبيعية، وتعتبر بديلاً للمُحليات، لكن هذه المادة مجهولة المصدر وقد انتشرت بديلاً للسكر بسبب اختفاء السكر منذ فترة طويلة أو بيعه بأسعار مبالغ فيها لا يمكن للمواطنين دفعها، ما يضطرهم إلى شراء البديل نظراً لحاجتهم إلى السكريات التي تمد الجسم بالطاقة، خاصة مع نفاد معظم أصناف المواد الغذائية"، ويبيّن أيضاً أن "بديل السكر يعتبر مادة مصنعة غير طبيعية، وهو بالتالي مادة غير غذائية، إذ لا يمتصها الجسم، ولا يتعامل معها، ما يفسر زيادة نسبة التحلية التي ينتجها بديل السكر مقارنة بالسكر العادي المكون أساساً من الغلوكوز. بحسب دراسات علمية متعلقة بالمواد المُحلية، فإن بديل السكر يتسبب لمن يتناوله لفترات طويلة بعدة آثار جانبية، وبعدد من الأمراض، من بينها أمراض القلب، وبعض أنواع السرطان، كما ظهر من بعض التجارب التي تم تنفيذها على حيوانات تأثيره على صحة الجهاز الهضمي".
وينصح الطبيب أبو طه الأشخاص بعدم تناول بديل السكّر وغيره من المواد غير المعروفة، وغير المُغلفة، والتي لا يتم توضيح طريقة أو مكان تصنيعها، إلى جانب عدم شراء العصائر التي تباع في الشوارع، والتي تتم إضافة بديل السكر إليها، والتي قد تضاف إليها أصناف أدوية تساهم في التحلية، وكلها لا تطابق مواصفات وزارة الصحة والجهات الرقابية المعنية.
قضايا وناس
التحديثات الحية
العطش ينافس الجوع على الفتك بأهالي غزة
في المقابل، لا تجد النازحة من حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، سمية عناية (42 سنة)، بديلاً عن استخدام بديل السكّر في المرات التي يطلب فيها أحد أطفالها الخمسة الشاي، أو بعض الحلويات البسيطة، خاصة في ظل انقطاع الحلويات والمسليات بشكل تام منذ بداية العدوان.
وتقول عناية: "السكر الطبيعي مفقود، وإن توفر في السوق السوداء يتم بيعه بأسعار خرافية لا يمكنني دفعها، لذلك أتجه في بعض الأحيان لشراء غرام من بديل السكر لتحلية لترين من الماء، أو تحلية رقائق الخبز كي أعوض أطفالي عن الحلويات المفقودة. لا أفكر في الأضرار المحتملة، فالأضرار تحيط بنا من كل جانب، والقصف خطر مباشر على حياتنا، إلى جانب مخاطر برك الصرف الصحي، وعدم نظافة مياه الشرب، وتلوث الهواء".
بدوره، يوضح الفلسطيني عادل أبو ريالة (38 سنة)، أنه لم يتمكن من تذوق السكّر منذ ثلاثة شهور، ويقول: "كان عندي كيلوغرامان من السكر، اعتمدت عليهما بعد إغلاق المعابر منذ شهر مارس/ آذار، لكن السكر نفد بعد شهرين، ولم أتمكن من شرائه بعدها نظراً لثمنه الخيالي. أصبحت أشرب الشاي من دون سكر، لكن أطفالي لم يتقبلوا طعمه، ما اضطرني أخيراً إلى شراء بديل السكر رغم عدم اقتناعي بجدواه. الطعم يختلف كثيراً عن السكر الطبيعي، لكننا لا نمتلك رفاهية الخيارات في ظل نفاد السكر وبيع المتوفر منه بأسعار فلكية".
ويتابع أبو ريالة: "اشتريت البديل من بائع متجول في كيس صغير، وكان سعر اللفافة سبعة شيكلات، من دون وجود أي اسم منتج، أو حتى لون مميز، لكن الناس يشترونه. شخصياً شعرت بأن طعمه غريب، وهو يشعرني بجفاف في الحلق والفم. قطع المواد الأساسية عنا يدفعنا إلى البدائل حتى لو كانت خطرة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 3 أيام
- العربي الجديد
الهلال الأحمر القطري ... "جسور الشفاء والأمل 2" لمرضى سرطان في سورية
أطلق الهلال الأحمر القطري مشروع "جسور الشفاء والأمل 2" لتوفير أدوية كيميائية ومناعية وهرمونية مرتفعة التكلفة لعلاج مرضى سرطان مسجلين في مراكز أورام بشمالي سورية لمدة خمسة أشهر. ويتضمن المشروع توريد وتوزيع كميات من الأدوية الأساسية لعلاج السرطان، يستفيد منها 112 مريض سرطان مباشرة، و560 من أسر المرضى والمجتمع المحلي، ويشمل تأمين العلاجات الكيميائية والمناعية متابعة توزيعها وضمان جودتها بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ومديريتي الصحة في محافظتي إدلب وحلب. ويأتي المشروع في ظل وجود فجوة كبيرة في خدمات الرعاية الصحية التخصصية في مناطق الشمال السوري، والتي تفاقمت بسبب طول أمد النزاع وارتفاع أسعار الأدوية التي لا يستطيع المرضى تحملها، بحسب ما أفاد بيان أصدره الهلال الأحمر القطري اليوم الأحد. وقال مساعد الأمين العام للإغاثة والتنمية الدولية بالهلال الأحمر القطري، محمد بدر السادة: "في ظل ارتفاع معدل الوفيات ونقص الموارد المتاحة في سورية، هناك حاجة إلى مزيد من الدعم لسدّ العجز وتوفير خدمات الكشف والعلاج المبكر لكل أنواع السرطان". وكشف عن تحضير مشروع جديد لتوفير أدوية كيميائية ومناعية لعلاج 400 مريض سرطان من النازحين والمحتاجين في مراكز الأورام السورية، ودعا إلى التبرع والمساهمة في خلق أمل جديد لمرضى السرطان، فـ"مبلغ 10 آلاف ريال فقط (2700 دولار) يمكن أن ينقذ حياة مريض سرطان بعد سنوات من المعاناة والألم". قضايا وناس التحديثات الحية الهلال الأحمر القطري يساعد بتأهيل الأطفال ذوي الإعاقات في سورية يشار إلى أن المشروع الجديد يستكمل مشروع "جسور الشفاء والأمل 1" الذي نفذه الهلال الأحمر القطري العام الماضي، والذي نجح في توفير الأدوية والمستلزمات الطبية لأكثر من 900 مريض سرطان، ودعم مراكز علاج السرطان بالتجهيزات الطبية ودرّب كوادر صحية. ويواصل الهلال الأحمر القطري جهوده الإنسانية لتعزيز الخدمات الصحية التخصصية في سورية، من خلال تنفيذ مشروع "توفير وإمداد كيتات غسيل الكلى ومستلزمات القسطرة القلبية" للمستشفيات والمراكز الصحية في ريف حلب وإدلب، المناطق الأكثر تضرراً من الأزمات والكوارث.


القدس العربي
منذ 4 أيام
- القدس العربي
نيويورك تشن حربا شاملة على الجرذان
نيويورك: تشن نيويورك حربا شاملة على الجرذان المنتشرة في كل أنحاء المدينة، في الأرصفة والحدائق والأزقة… ومن بين الأساليب المستخدمة في هذه المعركة: إزالة مصادر غذاء هذه القوارض في محاولة للتقليل من أعدادها. هذا الحرمان من الغذاء من خلال التخلص من النفايات في الشوارع وإغلاق مداخل المباني وزيادة الوعي بين السكان يسبب إجهادا فسيولوجيا للجرذان، ما ينعكس انخفاضا في معدلات تكاثرها. توضح كارولين براغدون، مديرة العمليات في قسم مكافحة الآفات في بلدية نيويورك 'ربما يُجبرها ذلك على البحث عن الطعام في أماكن أبعد'، لكن 'ذريتها تتناقص وهذا الانخفاض في التكاثر يؤدي إلى تراجع نشاط الجرذان'. تُلاحظ هذه الظاهرة في إطار برنامج تجريبي يُنفذ في حي هارلم شمال مانهاتن. تختبر البلدية مقاربات مُدمجة عدة، بينها تطبيقات لرسم خرائط نشاط القوارض ووسائل كيميائية لمنع التكاثر. تقول جيسيكا سانشيز، وهي من سكان هارلم تبلغ 36 عاما 'مهما كانت الطريقة التي تستخدمها، فإنها فعّالة. في السابق، عندما كنتُ أُخرج القمامة، كانت الجرذان تهرول تحت قدميّ. حتى أنني كنتُ أخشى ترك ابني على الأرض. هذا من دون التطرق إلى الرائحة'. تجد الجرذان التي يشبه نظامها الغذائي نظام البشر إذ يتركز على الكربوهيدرات والدهون والبروتينات، طعامها عادةً في القمامة المتروكة على الأرصفة وفي صناديق القمامة الممتلئة. وقد ساهم هذا الكم الهائل من الطعام في تكاثرها السريع وكثافة أعدادها، إذ يمكن أن تلد الجرذة الواحدة ما يصل إلى اثني عشر صغيرا في كل حمل، بمعدل خمس إلى سبع حالات حمل سنويا، ما يُفسر صعوبة الحد من تكاثرها. تقول كارولين براغدون إن 'تقليص مصادر حصولها على الطعام هو الإجراء الأكثر فعالية اليوم'. في عام 2022، أطلقت المدينة 'ثورة على النفايات'، عبر منع ترك أكياس القمامة على الأرصفة وتركيب حاويات بلاستيكية باتت تستوعب 70% من النفايات. جاء ذلك بعد جائحة كوفيد التي شهدت ارتفاعا هائلا في أعداد القوارض في المدينة. تشرح كارين ديل أغيلا البالغة 50 عاما في مقابلة مع وكالة فرانس برس في هارلم 'مع هذه الحاويات الجديدة، لم أعد أشعر بالحاجة للركض بين أكوام القمامة لتجنب الجرذان … لكن قد تكون النظافة مجرد وسيلة ليضمن رئيس البلدية إعادة انتخابه (في تشرين الثاني/ نوفمبر)'. انخفاض بنسبة 25% لمكافحة القوارض، زُوّد 70 مفتشا في المدينة تطبيقا للهواتف المحمولة يتيح لهم تحديد مواقع بؤر القوارض بدقة للتدخل. لتحسين هذه الاستراتيجية، تُجري المدينة أيضا تجارب على دراسات سلوك تغذية الجرذان. وقد جرى تركيب صناديق صغيرة تحتوي على أربعة أنواع مختلفة من الطعام في أحياء مختارة لمراقبة تفضيلاتها. تقول براغدون 'صُممت هذه المنتجات لجعل الجرذان تشعر بالأمان والراحة تجاه عاداتها الغذائية… ونحلل أيها يُحتمل استهلاكه أكثر'. زادت المدينة ميزانياتها لمكافحة القوارض، إذ خصصت 4,7 ملايين دولار لعام 2025، مقارنة بـ3,5 ملايين دولار لعام 2023. منذ تطبيق هذه الإجراءات مجتمعةً، سُجِّل انخفاض كبير في البلاغات بشأن الجرذان، بنسبة 25% في عام 2024 مقارنةً بالعام السابق، وفق بيانات رسمية. يُعد الحي الصيني، في مانهاتن السفلى، الحي الوحيد الذي نجح في السيطرة على أعداد هذه القوارض، وتأمل بلدية المدينة أن يستمر هذا التوجه في الأشهر المقبلة. (أ ف ب)


القدس العربي
منذ 4 أيام
- القدس العربي
ترامب يدرس إعادة تصنيف الماريغوانا كمخدر أقل خطورة
واشنطن: ذكرت صحيفة 'وول ستريت جورنال' الجمعة نقلا عن مصادر مطلعة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرس إعادة تصنيف الماريغوانا كمخدر أقل خطورة. وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن أسمائها، للصحيفة إن في حفل لجمع التبرعات بقيمة مليون دولار في نادي الغولف الذي يملكه في نيوجيرسي في وقت سابق من هذا الشهر، أخبر ترامب الحضور أنه مهتم بإجراء مثل هذا التغيير. وقال التقرير إن من بين الضيوف الذين حضروا حفل ترامب لجمع التبرعات كيم ريفرز الرئيسة التنفيذية لشركة تروليف، إحدى أكبر شركات الماريغوانا، التي شجعت ترامب على إجراء هذا التغيير وتوسيع أبحاث الماريغوانا الطبية. (رويترز)