
اللواء: بيروت تربح معركة المناصفة… والإنماء أولاً.. «القوات» تقصي أسعد زغيب عن بلدية زحلة… و«الثنائي» يختبر شعبيته بعد الحرب
كتبت صحيفة 'اللواء': انتصرت إرادة البيارتة وعموم أبناء محافظتي البقاع في الانحياز الى صناديق الاقتراع لإعادة تكوين السلطات البلدية والاختيارية، ضمن عملية غلب عليها التنافس الشديد في العاصمة بيروت، وفي عاصمة البقاع زحلة، من دون ما يعكّر صفو الاستقرار، وسير العملية، ضمن اجراءات ادارية وأمنية، سعت الداخلية والقوى الأمنية لتوفيرها لضمان نجاح عملية الاقتراع، التي سارت سيراً هادئاً من السابعة صباحاً الى السابعة مساءً، بصرف النظر عن نسبة المشاركة والاقتراع، وفازت لائحة بيروت تجمعنا بكامل المقاعد والمكونات .
ولئن بدا الاقتراع ضئيلاً حتى منتصف النهار، فإنه عاد وسجّل ارتفاعاً، اذ بلغت نسبة المشاركة في حي المزرعة 26٪، من اصل النسبة العامة للاقتراع التي تجاوزت الـ20،8٪.
ومنتصف الليل، تفقد الرئيس سلام قصر العدل والداخلية لمعاينة عمل لجان القيد.
والأبرز على هذا الصعيد، أن ناخبي بيروت، التزموا بالبرنامج المعلن للائحة «بيروت تجمعنا»، لاسيما لجهة احترام اصل المعركة، الممثل بضمان المناصفة في المجلس البلدي الجديد، على أن تكون المهمة الأبرز التوجُّه الى برنامج الانماء لاعادة النهوض ببيروت عاصمة الوحدة الوطنية والهوية اللبنانية الخالصة.
وتمكنت في النتائج «القوات اللبنانية» من إقصاء رئيس البلدية الحالي لزحلة، وفازت اللائحة المدعومة منها، على ان ينجلي غبار المعركة وملابسات التصويت والتحالفات اليوم.
ولعلَّ الأبرز ايضاً، تمكن «الثنائي الشيعي» من اعادة اختبار قواعده الشعبية، وقدرته على الحفاظ على هذه القواعد، في اول اختبار انتخابي بعد الحرب التي شارك فيها حزب لله، ففاز في الهرمل، وعدد من بلدات البقاع الشمالي التي شهدت معارك بلدية مع خصومه.
وليلاً، اعلن عن فوز لوائح «الثنائي» للبلديات في بعلبك ودورس وبريتال حسب ماكينة الثنائي.
ومهما قيل في الطابع العائلي- الانمائي، فإن الحضور الحزبي والنيابي ميّز الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية.
وفي العاصمة، تنافست 6 لوائح من اجل مجلس بلدي قوامه 24 عضواً (مناصفة بين المسلمين والمسيحيين)، وعبرت لائحة «بيروت تجمعنا» عن هذا التوجُّه، بجمع الاحزاب من امل وحزب لله والحزب التقدمي الاشتراكي وجمعية المشاريع، وحزب الحوار والوزير السابق محمد شقير والعائلات البيروتية، مع الاحزاب المسيحية والارمنية.
ووصفت انتخابات بلدية زحلة بأم المعارك بين لائحة القوات «زحلة في القلب» ولائحة اسعد زغيب «زحلة رؤية وقرار»، وانحصر التنافس بين لائحتين رئيسيتين، واحدة مدعومة من الكتلة الشعبية والكتائب والنائب ميشال الضاهر والنائب السابق سيزار معلوف، والثانية قوامها «القوات اللبنانية» بعدما ترك التيار الوطني الحر حرية الاقتراع لمحازبيه ومؤيديه.
سياسياً، أكدت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» انه مع زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الى القاهرة يكون رئيس الجمهورية قد استكمل جولاته على الدول العربية التي شاركت في اللجنة الخماسية، شاكرا إياها على وفوقها الى جانب لبنان ودعمها له في كل المجالات ولا سيما في الاستحقاق الرئاسي،ولفتت الى ان حضور مصر لطالما كان مميزا في مجال نصرة القضايا اللبنانية وكانت من أوائل الدول التي ابدت استعدادها للمبادرات تجاه حل الأزمات في لبنان والتأكيد على استقراره وسيادة أراضيه وأهمية تنفيذ القرارات الدولية.
واوضحت المصادر ان حراك رئيس الجمهورية تجاه الدول العربية ينسجم مع رؤيته ببناء افضل العلاقات معهم، وسيكون لبنان على موعد مع زيارة الرئيس الفلسطيني حيث يحل السلاح الفلسطيني طبقا اساسيا في المناقشات.
وكان الرئيس عون عاد من الفاتيكان، حيث شارك مع اللبنانية الاولى في القداس الحبري الاول للبابا لاوون الرابع عشر، على ان يغادر اليوم الى القاهرة، تلبية لدعوة رسمية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ويضم الوفد الرسمي وزير الخارجية يوسف رجي، وسفير لبنان في القاهرة علي الحلبي، وعدد من المستشارين.
وتابع الرئيس عون، من الفاتيكان، وقال: آمل ان يُقبل ابناء البقاع وبيروت على صناديق الاقتراع، ليختاروا ممثلهم عن قناعة وحرية ومسؤولية.
اقتراع سلام والدعوة الى رفع نسبة الاقتراع
وقال الرئيس نواف سلام، بعد الادلاء بصوته في بئر حسن: انا واثق من أن اهلي في المدينة يضمنون تمثيل الجميع في المجلس البلدي، وبيروت بحاجة الى الانهاء، والحكومة محايدة، في الانتخابات، وخياري كمواطن انماء المدينة.. مشددا على ضرورة التعلم من الاخطاء التي ارتكبت في طرابلس والشمال.
وجال الرئيس سلام في مراكز الاقتراع في مدرسة الفرير، الجميزة، ودعا الى رفع نسبة الاقتراع في بيروت، باعتبار الانتخابات فرصة وحيدة لاهاليها للتعبير عن خياراتهم الانمائية من زحمة السير الى الحفر، الى النفايات، وغيرها التي تدخل في نطاق العمل البلدي.
واعتبر ان لا تنافس بين هدف تأمين المناصفة، وتوفير انماء حقيقي وفاعل لبيروت.
وتفقد رئيس الحكومة ايضا غرفة العمليات في وزارة الداخلية، وتأكد من الجهوزية وسلامة العملية الانتخابية ونزاهتها، وعدم تدخل الحكومة فيها.
وكان الرئيس سلام ترأس وفد لبنان الى القمة العربية في العراق، في دورتها الـ34، مؤكدا في كلمته على حرص الدولة على حصر السلاح وامتلاك قرار الحرب والسلم، مؤكدا على تنفيذ القرار 1701 مؤكدا على الالتزام بمبادرة السلام العربية، معربا عن استعداد لبنان للتعاون مع السلطات السورية لعودة النازحين السوريين، والسعي لضبط الحدود مع سوريا.
واكد وزير الداخلية احمد الحجار، ان الوزارة لا تتدخل في العملية الانتخابية، والحكومة على مسافة واحدة من الجميع، وخاطب اهل بيروت بالقول: خلي بلديتكن تتمثل بشكل صحيح، واصفا العملية في البقاع بأنها سارت بشكل ممتاز.
نسب الاقتراع
وبلغت نسب الاقتراع:
• بيروت 20.78%
• بعلبك الهرمل 48.08%
• البقاع: 43.53%
• راشيا: 36,53%
• الهرمل:35.06 %
• البقاع الغربي: 42,63%
• زحلة: 45,80%
وبلغت الشكاوى 387 شكوى، اكثرها اداري، والأمن قليل جداً.
الاقتراع الكبير
انتهى يوم الاقتراع الكبير للانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت ومحافظتي البقاع وبعلبك– الهرمل على خير، برغم الكثير من الاشكالات الامنية والادارية لا سيما في البقاع، بينما كانت نسبة الاقبال في بيروت متدنية كالعادة، وسط صراع حاد بين اللوائح الاساسية في العاصمة وفي زحلة وبعلبك وبعض قرى البقاع الغربي وراشيا. وقد واكب رئيس الحكومة نواف سلام ووزيريّ الدفاع والداخلية ميشال منسى واحمد الحجار العملية الانتخابية من غرفة العمليات المركزية في وزارة الداخلية.وتنقل الحجار بين بيروت وزحلة وبعلبك للمواكبة على الارض ومعالجة الاشكالات والشكاوى الامنية والادارية. وأكد ان «السبت المقبل ستجري الانتخابات البلدية في الجنوب والاتصالات أجريت بشكل مكثف مع المراجع المعنية، وخصوصاً اللجنة المشرفة على اتفاق وقف إطلاق النار من قبل رئيسي الجمهورية والحكومة ووزارة الداخلية» .
وأشار إلى «أن الخريطة الانتخابية لمراكز الاقتراع في الجنوب ليست نهائية بعد، والنقطة الأولى هي سلامة العملية الانتخابية، والنقطة الثانية سلامة الناس والموظفين والقضاة، والانتصار للبنان هو إجراء الانتخابات بسلامة واصدار النتائج خصوصاً في الجنوب».
شهدت الانتخابات في البقاع وبعلبك الهرمل إشكالات متفرقة، وتدخل الجيش اللبناني لفضّها وإعادة الهدوء الى مراكز الاقتراع.
وسجل تدافع بين أهالي عرسال والجيش اللبناني بسبب الاكتظاظ الكبير في مراكز الاقتراع، وعمل الجيش على تنظيم الوضع. وحصل كذلك تدافع واشتباك بالايدي في قلم الاقتراع في عين عطا قضاء راشيا الوادي سرعان ما جرى حله بعد تدخل الجيش اللبناني. وانطلقت مجددا العملية الانتخابية دون أي ذيول او تأثيرات جوهرية على مسارها.
وكما هو معلوم خاضت الانتخابات في بيروت ست لوائح احداها تدعمها القوى السياسية المؤتلفة في لائحة «بيروت بتجمعنا»، والثانية «بيروت بتحبك» تدعمها الجماعة الاسلامية والنائب نبيل بدر، والثالثة تدعمها قوى التغيير «بيروت مدينتي»، ولم تخلُ المعركة من تشطيب في اللوائح حسب اختيار الناخبين لن يرونه الانسب والافضل.
انتهت الانتخابات في منطقتي الصيفي والرميل على نسبة اقتراع تراوحت بين 14 و16 بالمئة، وتميزت العملية الانتخابية بالتنظيم والسلاسة الامنية. أما في مراكز الاقتراع في زقاق البلاط والباشورة والمصيطبة، فقد جرت العملية الانتخابية بهدوء تام، ولم يسجل اي حادث امني يذكر.وفي رأس بيروت ودار المريسة، تخطت نسب الإقتراع قبل نصف ساعة من موعد إقفال الصناديق الـ20%، وهي مشابهة لتلك التي شهدتها انتخابات العام 2016. وقد سجل إقبال ملحوظ من الناخبين مما ساهم في رفع نسب التصويت لتتخطى في بعض الاقلام الـ40%، في حين أنها لم تتعد خلال ساعات قبل الظهر الـ12% كحد أقصى.
واتسم اليوم الانتخابي في منطقتي المرفأ والمدوّر بالهدوء وغياب الإشكالات الأمنية والتوترات، وسط نسبة اقتراع متدنية.
وكان رؤساء أقلام وموظفون شكوا من انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي واعتماد التهوئة على مبادرات فردية. إلا أن ذلك لم يحل دون إجراء الاستحقاق بسلاسة تنظيمية وأمنية.
وأثنى وزير العدل عادل نصار 'على الجهد الذي بذله وزير الداخلية لإنجاز هذا الاستحقاق والتحضير له بفترة وجيزة، وقال: اما بالنسبة الى لجان القيد، فإن المهم ان تكون النتائج صحيحة ويبذل القضاة جهدهم بعدما تكون الانتخابات قد انتهت، فيراجعون ويقومون بالتصحيح بحضور المندوبين، أي أن أهم شيء أن تكون النتائج صحيحة.
البقاع
أما في مدينة بعلبك التي يبلغ عدد ناخبيها 37142 ناخبا فالمعركة الانتخابية بين لائحتين مكتملتين (21 عضوا) هما لائحة «التنمية والوفاء»، ولائحة «بعلبك مدينتي»، ومساء اعلنت الماكينة الانتخابية المركزية لـحركة «امل». فوز لوائح «التنمية والوفاء» بكامل أعضائها في بعلبك والهرمل.
ودارت معارك في القرى المسيحية لا سيما راس بعلبك ودورس ودير الاحمر، بين لوائح مدعومة من القوات اللبنانية مقابل لوائح مدعومة من التيار الحر وحزب الكتائب والعائلات.
وفي زحلة شهدت المدينة تنافسًا حادًا بين لائحة «قلب زحلة» التي يرأسها المهندس سليم غزالي والمدعومة من القوات اللبنانية في مقابل لائحة «زحلة رؤية وقرار» التي يرأسها رئيس البلدية الحالي المهندس اسعد زغيب وهي مدعومه من النائب ميشال ضاهر الكتائب اللبنانية النائب السابق سيزار المعلوف الكتلة الشعبية والعائلات.. وضمناً من الثنائي الشيعي.
وقال المرشح سليم غزالة لدى ادلائه بصوته في مركز الاقتراع «ان المنافسة ديمقراطية والامور هادئة ومنظمة».
بدوره، اكد النائب جورج عقيص بعد ادلائه بصوته في بلدته رياق ان «لائحة قلب زحلة» ستفوز كاملة من دون اي خرق.
اما المرشح اسعد زغيب بعد خروجه من مركز الاقتراع، فقال: أتوقع صفر اشكالات.وعن مشاركة المكون الشيعي، قال: هو مكون من الوطن مثله مثل المسيحي. وعليكم إحترامه نحن نريد بناء الدولة والعمل للإنمائي.
وفي قضاء راشيا، انحصرت المعارك السياسية بين الاحزاب التي طالما كانت في موقع خصومة وتراها في صيغة تحالفية بوجه التغييريين كما هو حاصل في مركز القضاء راشيا حيث لائحة راشيا احلى المؤلفة من ١٥ عضوا المدعومة من الحزب التقدمي الاشتراكي بالتحالف مع التيار الوطني الحر وايلي الفرزلي بوجه لائحة التغييريين: (راشيا تستحق) غير المكتملة وتضم ١٣ عضوا بسبب انسحاب عضوين مسيحيين وقد وُفِّق الطرفان باختيار مرشحين من النخب في اختصاصات مختلفة ومكانيات متعددة لجذب الناخبين.
أما المعركة السياسية الثانية في قضاء راشيا، فكانت بين تحالف القومي والاشتراكي في عين عطا بوجه لائحة التغييريين.
في قرى البقاع الغربي، غابت المعارك التقليدية بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» لا بل تحالف الطرفان مع القومي والكتائب ضد لائحة شكلها احد القواتيين في صغبين، أما بقية القرى من عيتنيت مرورا بباب مارع وعين زبدة وخربة قنافار وعانا وعميق فإن البعد العائلي التنافسي احتل كامل المشهد.
اعتداءات الجنوب
وفي الجنوب، شنت مسيّرة اسرائيلية غارة على سيارة رابيد (Rapide) قرب حاجز للجيش اللبناني في منطقة بنت جبيل، ادى الاعتداء الى سقوط جريحين احدهما عسكري في الجيش.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 4 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
الطرح الأميركي الجديد: مزارع شبعا بديلاً عن التطبيع
يقف لبنان عند مفترق طرق مصيري على وقع توقيت وصول مبعوثة الإدارة الأميركية مورغان أورتاغوس التي ستكون محمّلة برسائل أميركية حاسمة لا لبس فيها: زمن التردد اللبناني انتهى، ومرحلة الخيارات الصعبة بدأت، فالولايات المتحدة، وفق مصادر مقرّبة من البيت الأبيض، لم تعد تقبل بسياسة التذاكي اللبنانية حسب زعمها، ولم تعد تعتبر التطبيع مع إسرائيل ترفاً سياسياً أو خياراً سيادياً صرفاً، بل بات شرطاً ضمنياً لأي دعم اقتصادي أو استثماري في لبنان... وأوضحت المصادر التي تحدثت إلى صحيفة «اللواء» أن الرسالة الموجهة إلى صنّاع القرار في لبنان قد تتجاوز فكرة التطبيع المباشر أو الاتفاق المعلن، لتضع أمامهم معادلة أكثر تعقيداً وخطورة: «لا مساعدات، لا استثمارات، لا دعم من أي نوع ما لم يقدّم لبنان إشارات واضحة وعلنية تؤكد انخراطه في مناخ التسوية الإقليمية الجديد»، وهذا المناخ، كما بات واضحاً بعد تشريع اتفاقيات أبراهام عقب انخراط دمشق بها، هو مناخ ترعاه واشنطن وتُعيد تشكيله انطلاقًا من الأمن الإسرائيلي كأولوية. وتؤكد هذه المصادر أن أي استمرارا في التموضع خارج هذا المسار ستكون له تبعات كارثية على الدولة اللبنانية: خسارة ورقة مزارع شبعا كقضية وطنية جامعة، تهميش ملف اللاجئين الفلسطينيين، تراجع غير مسبوق في الدعم العربي والدولي، وربما الأسوأ، خسارة الاستقرار المالي والسياسي، مع تحوّل المستثمرين والمموّلين إلى دول أكثر مرونة في التعاطي مع الشروط الأميركية. في هذا السياق، لا تبدو الإدارة الأميركية مستعدة لمنح لبنان مزيداً من الوقت «وما يجري الحديث عنه هو منتصف السنة المقبلة على أبعد تقدير»، بل تنتظر منه خطوات سياسية ملموسة ولو من دون توقيع... والأخطر في هذا السيناريو، بحسب ما تكشفه التسريبات، هو الربط المباشر بين مصير مزارع شبعا وسلاح حزب الله، فوفق الرؤية الأميركية، فان انتفاء الصفة اللبنانية عن مزارع شبعا، وتصنيفها كأراضٍ سورية، سيجعل من مطلب نزع سلاح المقاومة أمراً طبيعياً، بل ضرورياً، بزوال «السبب الموجب» لهذا السلاح بحسب المعادلات الدولية كما زعمت المصادر. وكشفت المصادر ذاتها أن الإعلان الأميركي عن رفع العقوبات عن سوريا ضمن صفقة يقودها أحمد الشرع يأتي في سياق استكمال صفقة شاملة عنوانها «السلام مقابل الاستثمارات»، فمقابل تنازل سوريا عن هضبة الجولان المحتلة واعترافها الضمني بأن مزارع شبعا أراضٍ سورية، يصبح لبنان محاصرا بشكل كامل، وهذا السيناريو وفقا للمصادر لا يترك للبنان هامشاً كبيراً للمناورة، بل يدفعه دفعاً نحو اتخاذ موقف واضح: إما الدخول في هذا المحور الجديد، بما يعنيه من تنازلات سياسية وجغرافية حساسة، أو الوقوف على هامش اللعبة، ما يعني العزلة والانهيار، وربما فقدان أوراقه السيادية الواحدة تلو الأخرى. وعليه، فإن ما تبحث عنه واشنطن اليوم ليس سلاماً حقيقياً بين لبنان وإسرائيل، بقدر ما تريد التزاماً سياسياً علنياً يفتح الطريق أمام تغييرات استراتيجية في التوازنات الداخلية اللبنانية... والتسوية المطلوبة من لبنان هي: أولا: التنازل الضمني عن مزارع شبعا إذا أراد تجنّب التطبيع المباشر. ثانيا: سحب سلاح حزب الله وإنهاء دوره العسكري بشكل نهائي. ثالثا: تفكيك الهيمنة السياسية لثنائي «أمل-حزب الله»، وفي السياق، أبلغت قوى لبنانية مناهضة لحزب الله ان نتائج الانتخابات البلدية مثيرة للقلق وغير مقبولة. رابعا: تجميد الملفات الداخلية كافة حتى نتائج الانتخابات النيابية في ٢٠٢٦. هكذا، وبالوقائع، تُرسم معالم المرحلة المقبلة: تسوية تؤدّي حكماً وفقا لمزاعم المصادر إلى إنهاء دور حزب الله، وتكرّس لبنان تابعاً في خارطة إقليمية جديدة تُرسم في واشنطن وتُدار من تل أبيب. منال زعيتر -" اللواء" انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


المردة
منذ 4 ساعات
- المردة
الطرح الأميركي الجديد: مزارع شبعا بديلاً عن التطبيع
يقف لبنان عند مفترق طرق مصيري على وقع توقيت وصول مبعوثة الإدارة الأميركية مورغان أورتاغوس التي ستكون محمّلة برسائل أميركية حاسمة لا لبس فيها: زمن التردد اللبناني انتهى، ومرحلة الخيارات الصعبة بدأت، فالولايات المتحدة، وفق مصادر مقرّبة من البيت الأبيض، لم تعد تقبل بسياسة التذاكي اللبنانية حسب زعمها، ولم تعد تعتبر التطبيع مع إسرائيل ترفاً سياسياً أو خياراً سيادياً صرفاً، بل بات شرطاً ضمنياً لأي دعم اقتصادي أو استثماري في لبنان… وأوضحت المصادر التي تحدثت إلى صحيفة «اللواء» أن الرسالة الموجهة إلى صنّاع القرار في لبنان قد تتجاوز فكرة التطبيع المباشر أو الاتفاق المعلن، لتضع أمامهم معادلة أكثر تعقيداً وخطورة: «لا مساعدات، لا استثمارات، لا دعم من أي نوع ما لم يقدّم لبنان إشارات واضحة وعلنية تؤكد انخراطه في مناخ التسوية الإقليمية الجديد»، وهذا المناخ، كما بات واضحاً بعد تشريع اتفاقيات أبراهام عقب انخراط دمشق بها، هو مناخ ترعاه واشنطن وتُعيد تشكيله انطلاقًا من الأمن الإسرائيلي كأولوية. وتؤكد هذه المصادر أن أي استمرارا في التموضع خارج هذا المسار ستكون له تبعات كارثية على الدولة اللبنانية: خسارة ورقة مزارع شبعا كقضية وطنية جامعة، تهميش ملف اللاجئين الفلسطينيين، تراجع غير مسبوق في الدعم العربي والدولي، وربما الأسوأ، خسارة الاستقرار المالي والسياسي، مع تحوّل المستثمرين والمموّلين إلى دول أكثر مرونة في التعاطي مع الشروط الأميركية. في هذا السياق، لا تبدو الإدارة الأميركية مستعدة لمنح لبنان مزيداً من الوقت «وما يجري الحديث عنه هو منتصف السنة المقبلة على أبعد تقدير»، بل تنتظر منه خطوات سياسية ملموسة ولو من دون توقيع… والأخطر في هذا السيناريو، بحسب ما تكشفه التسريبات، هو الربط المباشر بين مصير مزارع شبعا وسلاح حزب الله، فوفق الرؤية الأميركية، فان انتفاء الصفة اللبنانية عن مزارع شبعا، وتصنيفها كأراضٍ سورية، سيجعل من مطلب نزع سلاح المقاومة أمراً طبيعياً، بل ضرورياً، بزوال «السبب الموجب» لهذا السلاح بحسب المعادلات الدولية كما زعمت المصادر. وكشفت المصادر ذاتها أن الإعلان الأميركي عن رفع العقوبات عن سوريا ضمن صفقة يقودها أحمد الشرع يأتي في سياق استكمال صفقة شاملة عنوانها «السلام مقابل الاستثمارات»، فمقابل تنازل سوريا عن هضبة الجولان المحتلة واعترافها الضمني بأن مزارع شبعا أراضٍ سورية، يصبح لبنان محاصرا بشكل كامل، وهذا السيناريو وفقا للمصادر لا يترك للبنان هامشاً كبيراً للمناورة، بل يدفعه دفعاً نحو اتخاذ موقف واضح: إما الدخول في هذا المحور الجديد، بما يعنيه من تنازلات سياسية وجغرافية حساسة، أو الوقوف على هامش اللعبة، ما يعني العزلة والانهيار، وربما فقدان أوراقه السيادية الواحدة تلو الأخرى. وعليه، فإن ما تبحث عنه واشنطن اليوم ليس سلاماً حقيقياً بين لبنان وإسرائيل، بقدر ما تريد التزاماً سياسياً علنياً يفتح الطريق أمام تغييرات استراتيجية في التوازنات الداخلية اللبنانية… والتسوية المطلوبة من لبنان هي: أولا: التنازل الضمني عن مزارع شبعا إذا أراد تجنّب التطبيع المباشر. ثانيا: سحب سلاح حزب الله وإنهاء دوره العسكري بشكل نهائي. ثالثا: تفكيك الهيمنة السياسية لثنائي «أمل-حزب الله»، وفي السياق، أبلغت قوى لبنانية مناهضة لحزب الله ان نتائج الانتخابات البلدية مثيرة للقلق وغير مقبولة. رابعا: تجميد الملفات الداخلية كافة حتى نتائج الانتخابات النيابية في ٢٠٢٦. هكذا، وبالوقائع، تُرسم معالم المرحلة المقبلة: تسوية تؤدّي حكماً وفقا لمزاعم المصادر إلى إنهاء دور حزب الله، وتكرّس لبنان تابعاً في خارطة إقليمية جديدة تُرسم في واشنطن وتُدار من تل أبيب.


تيار اورغ
منذ 5 ساعات
- تيار اورغ
خرق يتيم «يخدش» المناصفة في انتخابات بلدية بيروت
محمد شقير - أبرز ما تميز به السباق الانتخابي للمجلس البلدي للعاصمة اللبنانية بيروت، حصول خرق سجّله رئيس لائحة «بيروت بتحبك»، المنسق السابق لتيار «المستقبل» في العاصمة العميد المتقاعد محمود الجمل، على حساب العضو الأرثوذكسي إيلي أندريا المرشح على لائحة «بيروت تجمعنا» برئاسة إبراهيم زيدان. وهذا الخرق حال دون اكتمال عقد المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في المجلس البلدي، إذ جاء نتيجة الرقم الانتخابي الذي حصدته لائحته بنسب متفاوتة قاربت الـ60 في المائة من مجموع أصوات المقترعين السنة الذين قُدّر عددهم بأكثر من 70 ألفاً، أي بزيادة ملحوظة عن الناخبين في الدورة السابقة. لكن الترجيحات لم تكن في محلها وثبت، في ضوء إعلان النتائج الرسمية، أن الخرق بقي يتيماً. 6 لوائح منافسةفالمنافسة البلدية انحصرت في الأساس بين لائحتي «بيروت تجمعنا» المدعومة من أوسع ائتلاف انتخابي غير مسبوق ضم «الثنائي الشيعي» وجمعية «المشاريع الخيرية» (الأحباش) والنائب فؤاد مخزومي ورئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير، واتحاد العائلات البيروتية وأحزاب «القوات اللبنانية» و«الكتائب اللبنانية» والأرمن و«التيار الوطني الحر» والوزير السابق ميشال فرعون، وبين «بيروت بتحبك» المدعومة من النائب نبيل بدر وعماد الحوت (الجماعة الإسلامية). وغابت عن المنافسة لائحة ائتلاف «بيروت مدينتي» المدعومة من نواب التغيير بولا يعقوبيان وإبراهيم منيمنة وملحم خلف، وشكلت امتداداً للائحة التي نافست لائحة «البيارتة» المدعومة من رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري في الانتخابات البلدية عام 2016 وسجلت رقماً لا يُستهان به، ولائحة «أولاد البلد» برئاسة العضو السابق في المكتب السياسي للتيار الأزرق رولا العجوز التي سجّلت حضوراً متواضعاً بدعم رئيس جمعية «المقاصد» فيصل سنو والنائب التغييري وضاح الصادق الذي شكل لائحة من المرشحين خاصة به وحصر تأييده للعجوز وزملائها وآخرين من اللائحتين المتنافستين. ومع أن لائحة «بيروت تجمعنا» حصدت 23 مقعداً من مقاعد المجلس البلدي لبيروت المؤلف من 24 عضواً، فإنها سعت لملء الفراغ في الساحة السنّية بعزوف تيار «المستقبل» عن خوض الانتخابات ترشحاً واقتراعاً، كما أعلن رئيسه الحريري سابقاً، فإن نسبة الإقبال المسيحي على صناديق الاقتراع جاءت متدنية بخلاف ارتفاع منسوب الاقتراع في الشطر الغربي من العاصمة. بلوكات انتخابيةوتمايزت لائحة «بيروت تجمعنا» عن منافسيها من اللوائح بإسناد من بلوكات انتخابية يرعاها «الثنائي الشيعي» و«الأحباش» ومخزومي، ويفترض أن تشكل خط الدفاع الأول عن المناصفة، ولم يُستدرج مؤيدوها إلى تبادل التشطيب الذي يشغل بالها ويقلقها على مصير المناصفة ويدعوها للتحسب من اتساعه وضرورة الحؤول دونه ما أمكن، بخلاف الغالبية من الناخبين السنة الذين اقترعوا على طريقتهم وأيد معظمهم لائحة «بيروت بتحبك»، فيما بعضهم الآخر اقترع للائحة أعدها خصيصاً وتضم مرشحين من لون طائفي واحد، وإن كانوا شملوا بتأييدهم مرشحين على لائحة «بيروت تجمعنا» أبرزهم رشا فتوح، ومحمد بالوظة، وحسين البطل، وإنما بأعداد رمزية على خلفية أنهم من محازبي التيار الأزرق. وكان لافتاً أن محور التشطيب استهدف كأولوية عضو لائحة «بيروت تجمعنا» نائب الرئيس الحالي للمجلس البلدي إيلي أندريا المدعوم من مطران بيروت للأرثوذكس إلياس عودة، وكأن هناك من رعى حملة منظمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاستهدافه استبقت موعد الانتخاب لصالح الجمل الذي يتقدم على زملائه، ولديه منفرداً القدرة على تسجيل خرق للائحة، وذلك على خلفية خلافه ورئيس المجلس البلدي المستقيل جمال عيتاني، الذي حل مكانه حالياً عضو المجلس عبد الله درويش. ويعود تراجع لائحة «بيروت مدينتي» إلى جملة من العوامل، أبرزها مبادرة وضاح الصادق إلى إعداد تشكيلة بالمرشحين خاصة به، ومن بينهم العجوز وزملائها، وهذا ما كرس الانقسام بداخل «قوى التغيير»، إضافة إلى أن مؤيديها من النواب افتقدوا لورقة سياسية دسمة كانوا يستخدمونها في السابق ضد المنظومة الحاكمة بتحميلها مسؤولية تفاقم الأزمات التي تحاصر البلد، وذلك بعد أن تساووا معهم بانتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية وتسمية نواف سلام رئيساً للحكومة، كما أن الظروف السياسية تبدّلت وافتقدت إلى تأييد شيعي كما في السابق، وبالأخص من «حزب الله» الذي لم يكن في حينها في عداد لائحة البيارتة وأوعز إلى محازبيه بالاقتراع لها، باعتبارها المنافسة الوحيدة للمدعومة من الحريري، وهذا أتاح لها تسجيل رقم انتخابي لا يستهان به واحتلالها المرتبة الأولى في الشطر الشرقي من بيروت، بحصولها على تأييد مسيحي لم يعد متوافراً. تعاون انتخابيإلا أن ائتلاف الأضداد في لائحة «بيروت تجمعنا» لا يعني أن الظروف السياسية مؤاتية لانخراطهم في تحالف أبعد من التعاون الانتخابي للحفاظ على المناصفة لتفادي إقحام البلد، في حال الإخلال بالشراكة المسيحية، في أزمة سياسية تضطر القوى المعنية بها تحت ضغط الشارع للمطالبة بتقسيم بيروت إلى دائرتين انتخابيتين تجتمعان تحت سقف بلدي واحد. وفي هذا السياق، يقول مصدر سياسي وثيق الصلة بلائحة «بيروت تجمعنا» إن الثنائي الشيعي قرر تمرير رسالة إلى الطرف الآخر في اللائحة بتحييد إنماء بيروت وتطوير مرافقها عن الخلافات السياسية، وهذا ما أبلغه مخزومي بالإنابة عنه إلى شركائه المسيحيين في الائتلاف البلدي، مع أن البلوكات الداعمة له تجنّبت الانجرار إلى التشطيب، وهذا ما تبين من خلال فرز الأصوات. ويبقى السؤال كيف يتصرف الشركاء المسيحيون حيال الخرق الذي اقتصر على أندريا ولم يتمدد إلى الآخرين؟ مع أن مصادر لائحة «بيروت تجمعنا» تؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن الخرق لن يحدث أي شرخ داخل الائتلاف الذي حمى المناصفة على رغم أن نسبة الاقتراع المسيحي جاءت متدنية.