
«ثغرات في الجبهات».. محاكمات عسكرية في الكونغو الديمقراطية
تم تحديثه الجمعة 2025/3/14 10:29 ص بتوقيت أبوظبي
محاكمات عسكرية في الكونغو الديمقراطية تكشف ثغرات في الجبهات، هناك حيث منحت الفجوات للمتمردين فرصة للسيطرة على مساحات واسعة.
ومنذ يناير/ كانون الثاني الماضي، سقطت المدينتان الرئيسيتان في شرق البلد الأفريقي - غوما وبوكافو - في أيدي متمردي حركة «23 مارس» المعروفة اختصارا بـ«إم 23»، والتي عاودت حمل السلاح في 2021.
محاكمات وثغرات
في ظل تراجع لافت على الأرض، انطلقت في العاصمة كينشاسا محاكمة 5 جنرالات في الجيش والشرطة أمام المحكمة العسكرية العليا بتهمة الفرار أثناء تقدم المتمردين نحو مدينة غوما في شرق البلاد.
وتجري حاليا محاكمة نائب حاكم الشرطة في شمال كيفو، واثنين من رؤساء الجيش والشرطة، وقائد وحدة ومستشار عسكري كانوا متمركزين في غوما، عاصمة الإقليم، على وجه الخصوص، بتهمة «الجبن وانتهاك التعليمات وفقدان الذخيرة».
وفي افتتاح الجلسة، ظهر كل من الجنرالات الخمسة، وعلى رأسهم الحاكم المؤقت السابق لشمال كيفو، وهم يرتدون الزي العسكري، ليتم بذلك الكشف عن هوياتهم لأول مرة.
وبحسب ما طالعته «العين الإخبارية» في إعلام محلي وفرنسي، فإن جميع هؤلاء العسكريين ارتادوا مدارس عسكرية كبرى، حتى أن بعضهم تدرب في أوروبا.
ويتهم هؤلاء الجنرالات رسميا بـ"الجبن" لفرارهم من غوما على متن قارب خاص، تاركين قواتهم دون قيادة، أثناء الاستيلاء على عاصمة شمال كيفو.
وفي ما تقدم مخالفة لتعليمات الرئيس فيليكس تشيسكيدي، والذي أمر القوات "بالبقاء في مدينة غوما للدفاع عنها بالسلاح حتى التضحية العظمى".
وأدى انتهاك التعليمات إلى خسارة الجيش لمعدات عسكرية وذخائر كبيرة، بما في ذلك خمس دبابات من طراز «تي 55» مدرجة في وثيقة بملف الاتهام الذي استعرضته إذاعة «فرنسا الدولية».
عقوبة الإعدام
بدأت المحاكمة بحضور وزير العدل، وكان هو الذي أمر بتوجيه الاتهام إلى هؤلاء الضباط.
وفي الجلسة العلنية، أوضح المدعي العام للجيش، متذكرا «خطورة» الوقائع، أنه لا يريد أن يتم نشر جلسات الاستماع التالية. وقد يتم الأمر بعقد جلسة مغلقة في الجلسة المقبلة، في 20 مارس/ آذار الجاري، مخصصة لفحص الوقائع.
ويواجه المتهمون عقوبة الإعدام، لكن محامييهم يبدون متفائلين رغم ذلك.
ويقول المحامي تشيتشا بوكولومبي للإذاعة الفرنسية: «من النظرة الأولى، عندما نظرنا إلى الملفات، أدركنا أنها كانت فارغة».
ويضيف: «من المؤكد أن عملاءنا كانوا قلقين بشأن تقلبات الخدمات. ومع تقدم التحقيق، كما نأمل، نعتقد أن المحكمة العليا ستكون قادرة على تحقيق العدالة المناسبة لتبرئة موكلينا الذين ما زالوا مخلصين وما زالت الجمهورية بحاجة إليهم».
ويحتجز جميع المتهمين في سجن «ندولو»، وهو أكبر سجن عسكري في البلاد، في ظروف انتقدها المحامون الذين يريدون أن يظهر موكليهم كرجال أحرار.
وبحسب بوكولومبي «طالبنا بالإفراج المشروط، وبالنسبة للمدنيين هناك حديث عن الإقامة الجبرية، لكن النيابة العامة لم ترد بشكل إيجابي، ونعتزم تكرار نفس الطلب إلى المحكمة العليا».
مفاوضات سلام
تأتي التطورات فيما من المقرر أن تنطلق في لواندا، الثلاثاء المقبل، "مفاوضات سلام مباشرة" بين كينشاسا والمتمردين، بحسب ما أعلنت الرئاسة الأنغولية قبل أيام.
وحينها، قالت الرئاسة في بيان مقتضب إنه "بناء على الخطوات التي اتخذتها الوساطة الأنغولية (...) ستبدأ وفود من جمهورية الكونغو الديمقراطية وحركة «إم 23» مفاوضات سلام مباشرة في 18 مارس في مدينة لواندا".
وكان الرئيس الأنغولي جواو لورينسو، الوسيط في هذا النزاع، أعلن الثلاثاء أن "مفاوضات مباشرة" بين الطرفين ستجري "في الأيام المقبلة"، من دون أن يحدد متى.
وتعثرت محادثات السلام بين كينشاسا و«إم 23» بعد رفض الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي الدخول في حوار مع الحركة المتمردة التي شنت هجوما خاطفا في شرق البلاد.
لكن تشيسكيدي عدل عن رفضه التحاور مع الحركة المتمردة إثر محادثات جرت بينه وبين نظيره الأنغولي جواو لورينكو في لواندا الثلاثاء.
وتقول كينشاسا إن أكثر من 7 آلاف شخص قتلوا في هجمات شنتها الحركة هذا العام.
وتتهم الكونغو الديموقراطية جارتها رواندا بالسعي لاستغلال الموارد المعدنية في مقاطعتي شمال وجنوب كيفو (شرق)، لكن كيغالي تنفي هذا الاتهام.
aXA6IDEwOS4xMjEuNDcuODEg
جزيرة ام اند امز
US

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
١٧-٠٥-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
البريق القاتل.. «جغرافيا ملغومة» في كيفو الكونغولي
كلما لمعت الأرض وكشفت عن كنوزها احتد الصراع حولها لتتحول النعم إلى نقمة والبريق إلى بارود متفجر. هذا ما يحصل تقريبا في شرق الكونغو الديمقراطية، وتحديدا في إقليم كيفو بشقيه الشمالي والجنوبي، هناك حيث تتعدد عناوين نزاع طويل تخوضه كينشاسا ضد متمردين محليين وأجانب، لكن يظل الجوهر واحدا: صراع الهيمنة على المعادن. ففي تلك الأرض الغنية بالذهب والكولتان والقصدير وحتى التنتالوم، تستعر المعارك ويتعالى أزيز الرصاص بشكل يومي، وعلى مدى عقود، ليرسم معالم مشهد مختلف في عمقه: اقتصاد مواز وحسابات جيوسياسية معلنة وخفية، ومقاربات ومعادلات كثيرة تستفيد منها في الغالب الجماعات المسلحة المحلية والشبكات الدولية. هذه المعادن سبب الصراع المنتجات التعدينية التي تشكل سبب معظم الصراعات في إقليمي كيفو بالشرق الكونغولي هي الذهب، والمعادن الثلاثة (القصدير والتنتالوم والتنغستن)، وبدرجة أقل، الأحجار الملونة، وإن يظل الذهب المعدن الذي يحتل مكانة مركزية. ويقول كريستوف فوغل، الباحث في ديناميكيات الصراع في وسط أفريقيا، في حديث لإذاعة فرنسا الدولية (إر إف إيه)،إن قيمة الذهب «أعلى بكثير من المعادن الأخرى، خاصة لأنه لا يمكن تعقبه بعد صهره، وهذا من شأنه أن يجعله أداة مميزة في اقتصاد الحرب». فيما يعتبر زوبل بيهالال، الخبير في المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة، إن 750 ألف كيلوغرام من الذهب يتم استخراجها بشكل غير قانوني كل ستة أشهر في جنوب كيفو وإرسالها إلى البلدان المجاورة، حيث يتم تكرير هذا الذهب، وخاصة في روبافو. ويضيف بيهالال للإذاعة الفرنسية أن سعر الغرام كان يتراوح بين 40 و50 دولارا أمريكيا قبل بضع سنوات، لكنه قفز اليوم للضعف تقريبا ليتراوح بين 80 و100 دولار، وذلك مع الطلب القوي من المشترين الأوغنديين في المنطقة. من جانبه، دعا كريستوف فوغل إلى الحذر، معربا عن اعتقاده بأن العلاقة بين المعادن والعنف لا تزال بحاجة إلى أن تكون موضوعا للاهتمام العلمي. وعلى سبيل المثال، يلاحظ أن مشاركة متمردي «إم 23» في التعدين تغيرت بمرور الوقت، حيث كانت منخفضة بين عامي 2021 و2023، لكن الحركة سيطرت بعد ذلك على روبايا، وهي منطقة معروفة باستخراج الكولتان. وفي هذه المنطقة، تجدر الإشارة إلى أن الجماعات المسلحة تحصل على دخلها أيضا من أنشطة أخرى (فرض الضرائب على الكحول، والطرق). لكن الذهب، الملاذ الآمن، يظل، بحسب الخبراء، الأكثر ربحية، والأكثر مرونة في النقل، والأكثر طلبا. ارتدادات الصراع على العالم مهما كان مكان النزاع، خصوصا حين يكون جوهره المعادن والموارد الطبيعية، فإن ارتداداته تلامس بشكل بديهي العالم بأسره. ومن هذا المنطلق، فإن الصراع في إقليمي كيفو قد يؤدي إلى تعطيل سلاسل التوريد العالمية للمعادن الاستراتيجية، وتُعد حالة منجم القصدير «بيسي» في واليكالي حالة رمزية: ففي عام 2024، كان يمثل 6% من الإنتاج العالمي. لكن تعليقه المؤقت جراء سيطرة تحالف متمردي «جبهة تحرير مورو» و«إم 23»، فجر توترات في الأسواق الدولية، واضطرت شركة «ألفامين» المشغلة للغاز إلى تعليق أنشطتها قبل أن تعلن استئنافها بعد انسحاب المسلحين، وهو ما يشكل دليلا على الترابط بين الأمن المحلي والاستقرار الاقتصادي العالمي. من جانبه، يصر زوبل بيهالال على أن «السوق لا يعرف الحرب»، معتبرا أنه «حتى في سياق الصراع، لا يتوقف تدفق المعادن». ويشير بشكل خاص إلى ارتفاع سعر الذهب إلى 100 دولار أمريكي للغرام في مانجوروجيبا، وهي بلدة في منطقة لوبيرو (شمال كيفو)، نتيجة للطلب الدولي القوي. حلول مقترحة يرى زوبل بيهالال أن المفتاح لا يكمن في التتبع الصارم لمسالك المعادن، بل في التعاون الإقليمي و"العقود المربحة للجانبين" بين الدول والجهات الفاعلة. أما زوبل فيصر على ضرورة إشراك الشبكات الكونغولية والصينية والهندية التي تسيطر اليوم على دوائر تجارة المعادن، وبحسب قوله، ينبغي إدماج هذه السلاسل الموازية ضمن الدورة الاقتصادية من خلال تنظيم الأنشطة والتنسيق مع الدول العابرة (رواندا، وأوغندا، وبوروندي، وتنزانيا). علاوة على ذلك، يؤكد الخبراء على أهمية اتباع نهج إقليمي في التعامل مع الصراع وتنظيم عمل أصحاب المصلحة في مجال التعدين لوقف الاستغلال غير المشروع وإضعاف مصادر تمويل الجماعات المسلحة. aXA6IDgyLjIzLjIxOS4xNjkg جزيرة ام اند امز PL


الاتحاد
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- الاتحاد
رواندا تكشف عن تفاصيل اتفاق السلام مع الكونغو الديمقراطية
كشف وزير الخارجية الرواندي أوليفييه ندوهونغيريهي، اليوم الثلاثاء، عن جدول زمني لعملية السلام مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، مشيراً إلى أنه من المرتقب توقيع الاتفاق النهائي في واشنطن منتصف يونيو القادم. والشهر الماضي، اتفقت الكونغو الديمقراطية ورواندا خلال محادثات في الولايات المتحدة على التوصّل إلى مشروع اتفاق سلام بحلول الثاني من مايو، ما أحيا الآمال بإنهاء الأزمة. وصرح وزير الخارجية الرواندي لوسائل إعلام، بأنه لم يتم الاتفاق بعد على مضمون النصّ، لكن المراحل المقبلة تقضي بـ"جمع إسهامات الأطراف في نصّ موحّد"، ويلي ذلك "إعداد النسخة النهائية من مشروع اتفاق السلام بإشراف وزيري الخارجية خلال اجتماع سيعقد في واشنطن خلال الأسبوع الثالث من مايو". ومن المفترض أن يفضي هذا المسار إلى "توقيع الاتفاق في منتصف يونيو في البيت الأبيض"، بحسب ندوهونغيريهي. ويأتي هذا الإعلان غداة تعليق للمبعوث الأميركي الخاص إلى أفريقيا مسعد بولس، على منصة "اكس" كشف فيه أنه تلقّى "مشروع نصّ حول مقترح سلام" من الكونغو الديمقراطية ورواندا. وأكّد بولس "أنها خطوة مهمّة نحو تحقيق الالتزامات التي يتضمنها إعلان المبادئ". وشهدت الكونغو الديمقراطية تصاعداً في أعمال العنف بعد أن شنت حركة "23 مارس" المتمردة، هجوماً كبيراً في يناير الماضي أدى إلى سيطرتها على أكبر مدينتين في شرق البلاد. وتسبّبت المواجهات بنزوح مئات الآلاف، وأسفرت عن أزمة إنسانية حادة.


العين الإخبارية
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
قوات جنوب أفريقيا تكمل انسحابها من شرق الكونغو الديمقراطية
أعلنت جنوب أفريقيا أن قواتها المنتشرة في شرق الكونغو الديمقراطية استكملت انسحابها، بعد سيطرة قوات المتمردين على المنطقة. وأعلن الجنرال رودزاني مافوانيا رئيس أركان الجيش في جنوب أفريقيا الأحد أن قوات بلاده بدأت التجمع في تنزانيا ومن المتوقع أن يعود معظمها إلى البلاد بحلول نهاية هذا الشهر. وقال إن الانسحاب التدريجي الذي بدأ في 29 أبريل/نيسان ينص على مغادرة القوات جمهورية الكونغو الديمقراطية عبر رواندا برا قبل دخول تنزانيا على أن تعود منها بحرا وجوا. والقوات الجنوب أفريقية جزء من البعثة التابعة لمجموعة تنمية إفريقيا الجنوبية (SADC) التي انتشرت في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية في ديسمبر/ كانون الأول 2023 مع عودة حركة "إم23" التي باتت تسيطر على مساحات شاسعة في المنطقة الغنية بالمعادن. واوضح الجنرال أمام الصحفيين أن 13 شاحنة تقل 57 عنصرا من البعثة تجمعت بالفعل في تنزانيا، مشيرا إلى أن المجموعة التالية من المقرر أن تنسحب الأسبوع المقبل. وأضاف أن "الانتقال من تنزانيا إلى (جنوب أفريقيا) سيكون من طريق الجو للأفراد ومن طريق البحر للمعدات". ومن المتوقع أن يعود معظم العناصر بالكامل إلى جنوب أفريقيا بحلول نهاية أيار/مايو، باستثناء مشرفين على نقل بعض المعدات بحرا. قررت مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي إنهاء مهمتها في منتصف مارس/ آذار بعد مقتل 17 من جنودها، معظمهم من جنوب أفريقيا ، في هجمات شنتها حركة إم23 في يناير/ كانون الثاني. aXA6IDgyLjI1LjIzNi43IA== جزيرة ام اند امز GB