
مقترح وقف إطلاق النار.. هكذا علق قادة الاحتلال على موافقة حماس!
وقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، مساء الإثنين، إن 'حماس تواجه ضغوطاً هائلة في هذه المرحلة'، مؤكداً أنه 'يتابع عن كثب تطورات المفاوضات المتعلقة بالأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة'.
ونقل موقع 'واي نت' العبري عن وزير الأمن القومي، المنتمي إلى اليمين المتطرف، إيتمار بن غفير قوله: 'إذا أوقف نتنياهو الحرب فستكون مأساة وستضيع فرصة هائلة'، مضيفا: 'نتنياهو لا يملك تفويضا لقبول اتفاق جزئي دون هزيمة حماس ولدينا فرصة سانحة لهزيمتها'.
من جانبه، زعم وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن 'حماس أبدت استعدادها لمناقشة صفقة تبادل الأسرى لأول مرة منذ أسابيع، وذلك بسبب خوفها من نية إسرائيل احتلال مدينة غزة'.
وأضاف خلال زيارة ميدانية إلى فرقة غزة العسكرية، برفقة نتنياهو ورئيس أركان الجيش إيال زامير، أن 'احتلال غزة من شأنه أن يؤدي إلى هزيمة حماس'، مشيراً إلى أن 'المدينة تمثل مركز الثقل العسكري والرمزي للحركة، وتضم قيادتها وبنيتها التحتية الأساسية'.
وتابع أن 'رفض الحركة المستمر لمناقشة أي صفقة تغيّر فقط في الأيام الأخيرة بسبب الخشية من عملية عسكرية وشيكة'.
وأعرب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، عن رفضه للاتفاق الجزئي الذي وافقت عليه الحركة، وذلك في منشور عبر منصة 'إكس'، قال فيه: 'حماس تتعرض لضغط كبير من احتلال غزة لأنها تدرك أنه يُدمرها ويُنهي تاريخها'.
وأوضح: 'لهذا السبب تحديدًا يُحظر الاستسلام ومنح العدو طوق نجاة.. واصلوا حتى النهاية، انتصروا، وأعيدوا جميع الأسرى دفعة واحدة'.
ونقلت القناة 12 العبرية عن مصدر سياسي أن 'موقف إسرائيل لم يتغير'، وأنها لا تزال تشترط 'إطلاق سراح جميع المحتجزين والالتزام ببقية الشروط التي تم تحديدها مسبقاً لإنهاء الحرب'.
وأشارت إلى أن وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، أجرى خلال الساعات الأخيرة مباحثات مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ومع الوسطاء القطريين بشأن رد حماس، الذي وصف بأنه 'يقلص الفجوات بشكل ملموس بين الجانبين'.
تفاصيل الاتفاق الذي ردت عليه حماس بالإيجاب
ومساء الإثنين، أبلغت حماس الوسطاء المصريين والقطريين موافقتها على مقترح جديد، سلّموها إياه في القاهرة، بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لـ 60 يوما، وإطلاق سراح أسرى الاحتلال على دفعتين، وفق ما أفاد مصدر مطلع في الحركة لـ'وكالة الصحافة الفرنسية'.
وقال المصدر، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، إن 'حماس سلمت ردها للوسطاء بموافقتها والفصائل الفلسطينية على المقترح الجديد بشأن وقف إطلاق النار ومن دون طلب أي تعديلات'.
من جهته، أشار مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات إلى أن الوسطاء قدّموا لـ'حماس' والفصائل الفلسطينية ضمانات بتنفيذ الاتفاق، مع التعهد باستئناف المفاوضات لبحث حل دائم'.
وشهدت الأيام الثلاثة الماضية مفاوضات في القاهرة حرصت حركة حماس على مشاركة كافة الفصائل فيها بحيث يكون الموقف موحدا ولا تُتهم بأنها أفشلت المفاوضات وعرّضت سكان القطاع للتصعيد العسكري.
وينص المقترح على الإفراج عن 8 أسرى صهاينة أحياء مع بداية الهدنة التي ستستمر 60 يوما، يجري خلالها التفاوض على وقف شامل للحرب، وسيتم الإفراج عن أسيرين آخرين في اليوم الـ50 من الهدنة، وبالمثل سيجري الإفراج عن جثث قتلى الاحتلال بشكل تدريجي، حسب مراسل الجزيرة تامر المسحال.
ومن بين الأسرى الفلسطينيين الـ1700 المشمولين بالاتفاق المطروح 1500 من أسرى غزة الذين اعتقلهم الاحتلال بعد 7 أكتوبر 2023.
وطلبت حماس من الوسطاء الحصول على موافقة تل أبيب أولا قبل إعطاء الرد الفلسطيني لكن الوسطاء تعهدوا لها وللفصائل بأنهم سيعملون على المضي قدما في هذا المسار.
ومن المقرر أن تنسحب قوات الاحتلال إلى مسافة ألف متر من الحدود مع القطاع وإلى مسافة 1200 متر من المناطق المأهولة بالسكان حتى يجري إدخال المساعدات بالشكل اللازم لشمال القطاع وجنوبه.
وتمسك العدو بالبقاء على مسافة 1200 متر في بعض المناطق مثل بيت حانون والشجاعية، وهو ما قبلته حماس لإنقاذ السكان من عملية التجويع التي يتعرضون لها.
وتعهد الوسطاء بالعمل على عدم العودة للحرب في حال لم يتم التوافق على وقف الحرب خلال هدنة الشهرين المقترحة، لكن هذا البند ليس منصوصا عليه في الاتفاق، كما قال المسحال.
الاحتلال يناور.. والمقاومة تُدير المعركة بثبات وحنكة
تصريحات قادة الاحتلال الأخيرة، من نتنياهو إلى وزير الحرب كاتس، تكشف حجم المأزق الذي يعيشه العدو الصهيوني في مواجهة صمود المقاومة الفلسطينية، وليس كما يحاولون الإيحاء.
ووفقا لمحللين سياسيين، فإن الحديث عن 'ضغوط هائلة' على حماس، ليس سوى اعترافا ضمنيا بأن المقاومة ما زالت تُمسك بزمام المبادرة، رغم مرور شهور على العدوان على غزة، ورغم آلة التدمير الهائلة التي استخدمها الاحتلال.
وإذا كان الاحتلال يهدد بـ'احتلال غزة'، فالحقيقة أنه عاجز عن ذلك منذ شهور، وكلما اقترب من عمق المدينة تكبد خسائر فادحة، سواء في جنوده أو في معنويات مجتمعه، دون الحديث عن الاحتجاجات المليونية التي هزت الداخل مطالبة بإعادة الأسرى وإنهاء الحرب خوفا على مصرع الجنود في غزة.
أما مزاعم الاحتلال بأن حماس وافقت على التفاوض 'خوفاً من عملية عسكرية وشيكة'، فهي محاولة مكشوفة لتغطية فشلهم في فرض شروطهم بالقوة. في الواقع، موافقة حماس جاءت بعد جولات صمود ومواجهة، وضمن استراتيجية سياسية تُراكم الإنجازات وتكسب الحاضنة الدولية، دون التفريط بأي من ثوابت المقاومة.
والأهم من كل ذلك، أن حديث الاحتلال عن أن 'المفاوضات تجري بموافقة ومعرفة نتنياهو' يُؤكد أن المقاومة هي الطرف المُبادر، بينما العدو يسعى لتقليل الخسائر لا أكثر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشروق
منذ 23 دقائق
- الشروق
زوال إسرائيل.. حتمية تاريخية أم ضرورة دينية؟
هذا العنوان على خلاف الواقع الذي يشاهده العالم، واقعا وقوة وعددا وعُدّة وعزائم… فالقوة والتكنولوجيا والدعم الدولي، دولا ومؤسسات وشركات عملاقة، كلها إلى جانب الكيان الصهيوني، إضافة إلى إعلان قيادات هذا الكيان الاستمرارَ في الغيّ والإصرار على إقامة دولة 'إسرائيل الكبرى' المعلن عنها منذ سنة 1948 احتفاءً بالعودة إلى 'أرض الميعاد'! ولكن منطق الأشياء، رغم هذه الغلبة المفروضة بالحديد والنار، له لغته التي لا يتخلى عنها، مهما كانت هذه القوة وهذا القدر من التمكين الذي يبدو عليه الانتصار الخالد. من الناحية التاريخية فإن 'دولة إسرائيل' نشأت في سنة 1948، وقد نص على ذلك خطاب نتن ياهو في سبتمبر 2023 عندما كان يعرض على العالم الخريطة التاريخية لفلسطين عشية الاحتلال في سنة 1948 إذ كانت المنطقة المحتلة نقطة في بحر، محاطة بالأعداء من كل مكان، ثم كيف تحولت هذه النقطة إلى مساحة واسعة بفضل ما حصلت عليه من توافقات ومشاريع تطبيعية، وبشر نتن ياهو العالم بأن نظامه لا غالب له اليوم. هذا العرض يعني أنه لم يكن قبل 1948، ومن ثم فإن مجرد وجود فئة من الفلسطينيين رافضة لهذا الوجود، يعدُّ احتلالا لا بد من إزالته، مهما كانت الصيغة التي نشأ بها، سواء كان باختيار عصابة من اليهود المنبوذين من العالم، أو بفعل الاستعمار الغربي الذي أجبِر على احترام تقرير مصير الشعوب، فقرَّر أن يغير صيغة الاستعمار، فيكون داعما لليهود الصهاينة في إنشاء هذا الكيان من أجل التخلص من اليهود من جهة، وللحفاظ على مصالحه في منطقة الشرق الأوسط 'قلب العالم الإسلامي' من جهة أخرى. والفلسطينيون جميعا يصرون على البقاء، ولا نجد فلسطينيا واحدا يشذّ عن هذه القاعدة، وربما ضعُف البعض فقبل بحل الدولتين بسبب ضغوط القوى الدولية، ولكن الإجماع قائم على أن فلسطين محتلة… كيف تتحرر؟ هنا اختلفوا في الصيغة… مع الاتفاق على ضرورة التحرير. وحتى لو فرضنا جدلا أن اليهود فرضوا أنفسهم وقبل بهم الفلسطينيون، فإن طبيعة هذا النظام الشاذ، أنه لا يقبل بين صفوفه إلا اليهود في تركيبته الاجتماعية السياسية، بل إن الفلسطيني الموجود في الداخل وهو محسوبٌ على الدولة اليهودية، كتب عليه أن يعامَل كمواطن من درجة ثانية، وليس له من الحقوق كمواطن عادي وذلك للأسباب التالية: أولا: اليهودي له ثقافة خاصة من دون العالم كله، لا يقبل شريكا له إلا بمواصفات معينة، وهي أن يكون يهوديا، ومن لم يكن يهوديا لا يعامَل بالمعاملة ذاتها التي يعامَل بها اليهودي، وهذا وحده كاف لانتفاض أهل الداخل الفلسطيني ولو بعد حين؛ لأن القبول بهذا الذل قد يقبل به المواطن الفلسطيني، مقارنة بالوضع الذي يعيش فيه أهل غزة والضفة، ولكنه سينتفض لا محالة. ثانيا: إن هذه الطبيعة الصهيونية التي تفرض فكرة تهجير الفلسطينيين؛ لأنها لا تقبل غير اليهود معهم، لا يمكن أن تستمر، وإذا استمرت ونجحوا في تهجير أهل غزة سيهجِّرون لاحقا أهل الضفة، وإذا نجحوا في تهجير أهل الضفة، فسوف يهجِّرون أهل الداخل، ويكفي المرء أن يعلم أن اليهود هم الوحيدون في العالم الذين لا يبشِّرون بدينهم، لأنهم لا يريدون لأحد أن يكون معهم. جاء في إحدى افتتاحيات صحيفة 'هآرتس' وهي أكبر جريدة إسرائيلية بعنوان: 'الحلم انتهى': 'الفلسطينيون أفضل شعوب الأرض في الدفاع عن أوطانهم'، وتقول أيضا 'أثناء الحرب على غزة وإطلاق صواريخ المقاومة علينا، خسارتُنا كل ثلاث أيام تتعدى 912 مليون دولار مِن طلعات الطائرات وثمن صواريخ الباتريوت وتزويد الٱليات'. ثالثا: بناء على الانغلاق الثقافي الديني والموقف المبدئي من الأعراق والشعوب غير اليهودية، لا يمكن لهذه الشرذمة أن تندمج في غيرها من الشعوب، كما لا تسمح لغيرها من الشعوب بالاندماج فيها، وبالتالي فإن بقاءها في وسط لا يقبلها ولا تقبله غاية في الاستحالة، إما أن هذا الكيان يبتلع المنطقة كما يريد نتن ياهو بـ'إسرائيله الكبرى'، أو تزول هذه الدولة لأنها غير قابلة للحياة، إلا بـ'السيروم' الأمريكي والغربي، وذلك لا يدوم، لاسيما أن شعوب تلك الدول بدأت تستوعب المشكلة، فلا تسمح أن تتحول ضرائبها التي تدفعها لقتل الأطفال والنساء وتجويعهم. رابعا: الصحوة التي يشهدها العالم اليوم بعد 'طوفان الأقصى'، والتي كشفت عن هشاشة النظام الدولي، والتحولات التي سيشهدها العالم خلال السنوات القليلة القادمة، قد أعلنت عن انتهاء صلاحية المؤسسات الدولية القائمة: الأمم المتحدة، مجلس الأمن، محكمة العدل الدولية… إلخ، وهي في طريقها إلى تغيير الشكل الذي تسير به؛ بل إن الوضع لم يعد يسمح لـ'غساسنة' القرن الحادي والعشرين بمواصلة الانبطاح الذي فرضه سلام أنور السادات والسلطة الفلسطينية، وإنما سيشق طريقه في اتجاه آخر هو استئصال هذا الكيان. خامسا: ورغم أن موازين القوة الدولية ليست في صالح زوال هذا الكيان، فإن واقعه الاقتصادي والاجتماعي، لا يسمح للعالم بالإبقاء على دعمه غير المشروط، فالهجرة العكسية تهدد الكيان بالانقراض، وعمليات التخريب والخسائر في الأرواح والعتاد والهزائم العسكرية والسياسية المتتالية، لا يمكن أن تسمح لأي نظام في العالم أن يضحي من دون مقابل. لقد جاء في إحدى افتتاحيات صحيفة 'هآرتس' وهي أكبر جريدة إسرائيلية بعنوان: 'الحلم انتهى': 'الفلسطينيون أفضل شعوب الأرض في الدفاع عن أوطانهم'، وتقول أيضا 'أثناء الحرب على غزة وإطلاق صواريخ المقاومة علينا، خسارتُنا كل ثلاث أيام تتعدى 912 مليون دولار مِن طلعات الطائرات وثمن صواريخ الباتريوت وتزويد الٱليات'. الغرب أيضا إذا كان دعمه لهذا الكيان من أجل الحفاظ على مصالحه، فإن مصالحه التي تتحقق يدفعها أو يدفع ضعفها للكيان، ومن ثم فالعملية خاسرة، والسياسة كما لا يخفى ليست مجاملات وإنما هي مصالح. هذا هو منطق التاريخ الذي سيقضي على هذا الكيان حتما. أما المبررات الدينية، فإن اليهود المتدينون يرفضون أن تكون لهم دولة؛ لأنهم يعتقدون أنهم عصوا الله فعاقبهم بالشتات، ومن ثم لا يقيمون دولة ولا يسعون إليها، وإلا اعتبروا عصاة، فهم يعتقدون أن الذين سعوا لإقامة الدولة عصاة ومنحرفون، ولذلك يوجد في المجتمع الصهيوني، من طلبة المدارس الدينية من يرفض الالتحاق بالخدمة العسكرية، وأغلب الظن أن هذه الشريحة من اليهود التي تحمل هذا المعتقد، أنهم من المواطنين الأصليين في فلسطين، فهم فلسطينيون وليسوا قادمين من بلاد أخرى. أما النصُّ القرآني فواضحٌ جدا في هذه المسألة كما جاء في سورة الإسراء (وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا* فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا* ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا* إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُم وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا* عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا) [الإسراء 4-8]. لقد تكلم المفسِّرون في معنى هذه الآيات وتحديد أزمنة ذلك، واتفقوا على أن لليهود عودةً إلى بيت المقدس ويفسدون ويصيبهم ما أصابهم في المرات السابقة من مطاردة وغلبة وهزيمة على أيد رجال أولي بأس شديد، وذلك قضاء من الله سبحانه (وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ…). إن الشواهد على زوال إسرائيل أكثر من أن تُحصى، ولكن مساحة المقال لا تسمح لنا بأكثر من هذا الموجز، ومن أراد الاستزادة، فليرجع إلى دراسات الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله في دراساته حول اليهودية والصهيونية، ويعود إلى الدراسات الاستراتيجية التي تُنشر بين الحين والآخر على يد دارسين استراتيجيين يهود وأمريكان، ولعل من أهم الدراسات في هذا الموضوع، ما ذكره المفكر السوداني الأستاذ أبو القاسم حاج حمد في كتابه القيم 'الإسلامية العالمية الثانية'، وهي دراسة تبحث في خصوصيات العالمية الإسلامية الأولى، التي تنتهي بالقرن الرابع عشر الهجري، وتنطلق 'الإسلامية العالمية الثانية' بموصفات جديدة وأبعاد جديدة للقرآن الكريم ومراميه، وفق منهجية معرفية للقرآن الكريم، تحقِّق مراد الله في الوجود، والتي ستتجسَّد بمعركة نهائية عربية إسرائيلية، ليعود الوصل من جديد بين بيت الله الحرام وبيت المقدس كما جمع بينهما محمد صلى الله عليه وسلم، وممَّا لا يجوز إغفاله هنا أيضا عملية الهجرة التي بدأت من فلسطين المحتلة إلى الخارج، بل إن استعدادات اليهود بقيت قائمة، ولذلك فإن جميع من يقيم بهذا الكيان يحمل جنسيتين، وكأنهم مستعدُّون للهجرة في أي وقت يتقرر الأمر، وهم شاعرون به ومستعدون له، أكثر من شعور الفلسطينيين بالاستقلال.


خبر للأنباء
منذ 38 دقائق
- خبر للأنباء
كيف أرعبت مناسبة المؤتمر الشعبي الحوثيين؟
● إعلان المؤتمر الشعبي العام في العاصمة المختطفة صنعاء إلغاء أي فعاليات سياسية أو إعلامية بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لتأسيسه، يكشف حجم الضغوط والتهديدات التي مورست على قياداته من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، والتي وصلت إلى حد التخوين، والاتهام بالعمالة، والتلويح بالاعتقالات والتصفيات الجسدية ● هذا المشهد يذكرنا بأجواء انتفاضة ديسمبر 2017، حين أصر المؤتمر حينها على إحياء ذكرى تأسيسه في ميدان السبعين، فواجه تهديدات حوثية علنية بقصف الميدان واغتيال الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، ونشر القناصة في التباب المحيطة به، واليوم، وبعد ثماني سنوات، يتكرر السيناريو ذاته بصورة أكثر فجاجة، في دلالة واضحة أن الحوثي لم ولن يتغير ● ويبقى السؤال: لماذا يخاف المدعو عبدالملك الحوثي من المؤتمر الشعبي العام؟ هل يخشى انكشاف الحجم الجماهيري الحقيقي للمؤتمر في مناطق سيطرته للداخل والخارج؟ وهل يتوهم أن منع الحزب من إظهار شعبيته سيضعف مكانته؟ أم أن هذا القمع سيجعل المؤتمريين أكثر التفافا حول مشروعهم الوطني الجمهوري؟ ● إن ما يثير السخرية أن الحوثي، الذي يزعم أن إلغاء احتفالات المؤتمر مرتبط بـ"الوضع في غزة"، يواصل في الوقت ذاته إحياء احتفالات طائفية دخيلة، ويسخر لها الأموال المنهوبة من خزينة الدولة والتي بلغت منذ انقلابه 103 مليار دولار، غير آبه بمعاناة اليمنيين ولا بمأساة غزة، بل إن المليشيا بلغت حد إحياء ذكرى الثورة الإيرانية وغيرها من الطقوس المستوردة من طهران، بينما تمنع اليمنيين من الاحتفاء بمناسباتهم الوطنية والسياسية، بذريعة كاذبة عن التضامن مع غزة ● إن هذه الحادثة تعري ازدواجية الحوثي؛ فهو لا يقبل بوجود أي شريك سياسي، ولا يعترف بالتعددية، ويخشى الجماهير أكثر من خوفه من أي شيء آخر، وتجارب السنوات الماضية أثبتت أن الحوثي يغدر بحلفائه واحدا تلو الآخر، بدءاً بالمؤتمر الشعبي، مرورا بالمشايخ والقبائل، وصولا إلى إذلال ما تبقى من قيادات المؤتمر والشخصيات السياسية والاجتماعية في صنعاء ● إن الرسالة واضحة للمؤتمريين في مناطق سيطرة المليشيا، الحوثي لا يريد لكم حزبا ولا هوية سياسية، بل مجرد تابع ذليل يردد خطاباته، والرسالة الأوضح للمجتمع الدولي، أن الحديث عن "عملية سياسية" مع مليشيا الحوثي ليس سوى وهم، لأن المليشيا مشروع أحادي كهنوتي ارهابي لا يعرف إلا الإقصاء والاستبداد، والقمع والتنكيل بخصومه ● وعليه، فإن الحقيقة الجلية هي أن الحوثي لا يقبل الشراكة مع أحد، ولا يترك أمام اليمنيين أي خيار سوى التوحد خلف مشروع استعادة الدولة والجمهورية تحت قيادة مجلس القيادة الرئاسي برئاسة فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، وصون النهج الديمقراطي التعددي الذي يحفظ اليمن من الاستبداد والإقصاء والكهنوت. *صفحته على منصة إكس


إيطاليا تلغراف
منذ 3 ساعات
- إيطاليا تلغراف
الإعلام بين الخطاب المعلن والعداء المبطّن: حالة قناة الجزيرة وموقفها من وحدة المغرب الترابيّة
إيطاليا تلغراف عبد الله مشنون كاتب صحفي مقيم في ايطاليا تؤكد دولة قطر، عبر بياناتها الرسمية ومواقفها الدبلوماسية، دعمها الثابت لوحدة المغرب الترابية، واصطفافها إلى جانب المملكة المغربية في مقترح الحكم الذاتي كحل سياسي واقعي لنزاع الصحراء. غير أن المفارقة الصارخة تكمن في أداء قناة الجزيرة التي تصرّ، في تقاريرها وخرائطها، على التعامل مع الصحراء المغربية ككيان منفصل أو 'منطقة متنازع عليها'، بما يعاكس الموقف القطري الرسمي، ويشكّل طعنة إعلامية لسيادة المغرب وشرعيته التاريخية. هذا السلوك الإعلامي لا يمكن عزله عن خلفية سياسية واضحة، تتجاوز ادعاءات 'الحياد الصحفي'. فالمتابع المتأني يلحظ أن خط التحرير داخل القناة يتأثر بخلفيات إيديولوجية وحسابات سياسية ضيقة، يغلب عليها حضور بعض التيارات الفلسطينية والسورية الحاقدة على المغرب، لا لشيء سوى لأن المملكة اختارت، وفق سيادتها وحقها الدستوري، أن تبني علاقاتها الخارجية وأن تنفتح على من تشاء من دول العالم، بما فيها خيار التطبيع أو الشراكات الاستراتيجية مع قوى دولية وإقليمية. هنا تبرز إشكالية ازدواجية الخطاب الإعلامي والسياسي: فبينما ترفع قطر في المحافل الرسمية لواء دعم المغرب ووحدته، تمارس قناة الجزيرة سياسة معاكسة، عبر التضليل البصري والرمزي في خرائطها، والترويج لمغالطات قانونية وسياسية تصب في مصلحة أطراف معادية لوحدة المغرب الترابية. إنها سياسة عدائية مقنّعة، تسعى إلى تكميم الحقيقة وتزييف الوعي الجماعي العربي تجاه قضية عادلة وحسمها التاريخي لصالح المغرب. إن أخطر ما في خطاب الجزيرة ليس فقط ما تبثه من أخبار زائفة أو تحليلات منحازة، بل ما تتعمد التستّر عليه وإخفاءه عندما يتعلق الأمر بأطراف أخرى. ففي حين تفتح منابرها للتهويل ضد المغرب، تغضّ الطرف عن انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في دول معيّنة، وتصمت صمتًا مطبقًا عن جرائم ماثلة، مما يكشف عن تحيز ممنهج قائم على منطق الكيل بمكيالين. وهنا نستحضر قول الإمام الشافعي رحمه الله: 'وَعَينُ الرَّضا عَن كُلِّ عَيْبٍ كَلِيلَةٌ، وَلَكِنَّ عَينَ السُّخطِ تُبْدِي المَسَاوِىءَ'. إن قناة الجزيرة لم تعد مجرد منبر إعلامي، بل أضحت أداة سياسية لتصفية حسابات إقليمية، تنفث سموم الحقد والكراهية، وتعمل على تمزيق الصف العربي باسم 'حرية الصحافة'. إن مسؤولية الباحثين والإعلاميين العرب اليوم هي كشف هذا التناقض، وتعريه خطاب القناة الذي لم يعد يخفى على أحد أنه خطاب موجَّه، عدائي، وأداة لتمرير أجندات تخدم مشاريع الفوضى والتمزيق لا الوحدة والبناء. إيطاليا تلغراف